رواية ظلمت لكونها انثي الفصل الثالث 3 بقلم عفاف شريف

رواية ظلمت لكونها انثي الفصل الثالث بقلم عفاف شريف 

سكون  يتبعه نيران كبيرة ستحرق الأخضر واليابس 

...............

في شقه هبه 

تحديدا في غرفه أطفالها

كانت تمسد خصلات صغارها بحب وهي تفكر إلى أين أخذها قراراها

الى رجل لا يصلح أن يكون أب 

وحبيب حطم روحها يوم بعد يوم 

انسدلت دمعه مقهوره بعينيها

وهي تلعن غبائها للمره التي لا تعلم عددها  بكل تأكيد 

استمعت إلي صوت الباب يفتح ويغلق

معلنًا عن حضور زوجها المبجل 


انسحبت ببطئ من بين أطفالها وهي تقبلهم بحب 

لتخرج بعدها مغلقه الباب خلفها 

توجهت حيث يجلس 

وجلست بجانبه

 نظر لها بتفحص 

من منامتها الداكنه وخصلاتها المعقودة في ضفيره

ثم أردف بتأفف : إيه القرف إلي أنتي لابساه وعملاه في نفسك ده 


تجاهلت حديثه وهي تقول : طلقني يا محمود وهاتنزلك عن كل حاجه

هاخد ولادي وبس مش عايزه منك حاجه  

نظر لها بخبث وهو يقول : لو عايزه تتطلقي يبقي تخرجي لوحدك وتنسي إن ليكي عيال 


نظرت له بكره وهي تقول :أنت بجد عايزه إيه مستحيل تكون عايز العيال عشان بتحبهم 

إنت حتي فين وفين لما بتشوفهم ومعملتك معاهم بشعه بيخافو منك إذا مكنوش بيكرهوك 

إنت عايزه مني إيه تاني


لتفضلي هنا معايا ومع الولاد ل تخرجي بس لوحدك

قالها بكل بساطه وهو يتحرك من مكانه 

تارك  إياها تنظر له بحسره 

ظلت تفكر ماذا تفعل إلي أن أمسكت الهاتف سريعا وهي تدقق في التاريخ 

وتبتسم بنتصار 

فبعد إسبوع موعد أخذ حصتها من ميراث والدها 

إسبوع فقط وينتهي الأمر 


.............

#بقلمي_عفاف_شريف 

#ظلمت_لكونها_انثي 

.............

في شقه فيروزه 

فتحت عيناها بضعف وهي تري الصورة المشوشه تتضحح  ببطئ

التفت حولها وهي تري نفسها بغرفتها

بدأت تحاول تذكر ما حدث

لتتسع عيناها بقوه وهي تتذكر

لقد رأته 

يستحيل أن تكون تتخيل 

نعم نعم رأته 

عبد الرحمن 

ومن سواه رفيق الأحلام 

عبد الرحمن  جارهم في البنايه 

وحب الطفوله وسنوات كثير 

حب من طرف وأحد 

تتذكر جيدا عندما استمعت إلي خبر سفره لاحد دول الخليج للعمل وتكوين نفسه 

كانت تعلم إنه لن ينظر لها أبدا 

لكن بخبر سفره تحطمت كل الآمال والأحلام 

وسقطت متحطمه 

انزلقت تلك الدمعه 

وهي تردد داخلها  

احقا عاد 

لكن لما الآن 

لما الآن بعد أن أصبحت مطلقه 

هل من الممكن أن يكون مجرد سراب

طيف ورحل 


أخرجها من شرودها جلوس أمها بجانبها

وهي تقول: بقالي ساعه بنادي عليكي 

فيكي إيه 

فيروزه بهدوء: أبداً بس كنت سرحانه

وبحاول أفتكر حصل إيه


حنان بهدوء :بقالك يومين نايمه 

يدوب تفوقي تخدي الدوا وتنامي 


تاوهت بخفوت

 هي حتي لا تتذكر إنها تفيق


نظرت لامها بتوتر وهي تبتلع ريقها وتنظر في كل اتجاه ما عدا امها:ماما أنا قبل ما يغمي عليا 

شفت إن في حد دخل الشقه

مين 


نظرت لها امها بهدوء وهي ترد  :.ده عبد الرحمان إبن خالتك سماح كان ......


ظلت أمها تتحدث

دون أن تعي نظرات فيروزه الباهته 

وهي تردد بخفوت :لقد عاد حقا 


انتفضت علي صوت امها وهي تقول: في إيه يا بنتي ثاني مره اكلمك ومترديش عليا 


فيروزه بتوتر :ابدأ بس دايخه شويه 

حنان استني هجيبلك لقمه تكليها 

أؤمت لها بصمت وهي تنظر للفراغ بهدوء 

وتفكر ماذا ستفعل الآن والى أين يتجهه  مصيرها 

هي تريد أن تحيا بحق 

أن ترى ذلك الجزء من العالم 

حتي وإن كان بعيد 

افاقت علي دخول والدتها تحمل صحن به بعض الطعام 

وضعته لها 

وهي تقول بتعب: والله يا بنتي تعبانه 

قومي بالسلامه عشان تساعديني 

شغل البيت قاطم وسطي 


فيروزه بهدوء:مش قلتلك يا ماما عودي اخواتي كل واحد ينضف مكان ما بيبهدل 

نظرت لها امها بإستنكار كأنها قالت حديث خارج :ومن امتي والرجاله بتشتغل  في البيت يا بنتي

الراجل راجل مهما حصل 


فيروزه محاوله التوضيح لأمها:

هشرحلك يا ماما في الفتره الي كنت فيها مع عادل 

الوقت الفاضي بتاعي كنت ببحث في أمور الدين أكثر وكنت بزعل قد ايه انا معرفش عن ديني 

ف بدأت ابحث ووقتها اكتشفت حاجات كتير مكنتش اعرفها من ضمنها مساعده الرجل لزوجته وأهل بيته 

لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال 

"إن افضل الرجال من هو خير لاهله"


وفي حديث ثاني بيقول 

"خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي "


تعرفي يا ماما ان النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من طبق شعار (اخدم نفسك بنفسك)


وقرأت كمان 

عن الأسود بن يزيد رضي الله عنه  

"سألت عائشه رضي الله عنها "

ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟

قالت :كان يكون في مهنه اهله

يعني خدمه اهله فاذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.. )


يعني المساعده مش هتقل من حد بالعكس دي حاجه مهمه جدا 

وأكبر دليل ان النبي عليه افضل الصلاة والسلام 

كان بيساعد اهل بيته

حنان برفض متوتر:لا يا بنتي زمان غير دلوقتي 

وثم إنتي عارفه اخواتك محدش بيرضي يعمل حاجه


وأكملت:هسيبك تكملي اكلك واشوف الي ورايا 

نظرت لها الاخري بصمت مكمله طعامها بشرود 

وقلب مفطور


وبعد عده ساعات 


كانت تجلس وحدها كعادتها 

 لتجد أمها تدخل عليها وهي تقول :قومي يا بنتي البسي عبايه وحطي أي طرحه علي راسك بسرعه 


فيروزه بستغراب: ليه يا ماما 

حنان بهدوء:عبد الرحمن جي يطل عليكي 

انتفضت بقوه وهي ترد بفزع: ايه

حنان بستغراب من هيئتها: مالك يا بت 

الراجل جي يطمن عليكي بعد ما راسك اتفتحت 


فيروزه بتوتر ورفض :ها  اه 

لا لا

قوليله نايمه 

اي حاجه بس مش قادرة اقابل حد 


حنان بغضب طفيف :بس يا بت بلاش قله ادب

الراجل  جي مخصوص عشان خاطر يطمن عليكي 

انجزي  ابوكي مش هنا والراجل قاعد لوحده بره

بسرعه عقبال ما اعمل كوبايه  شاي 

وتركتها وذهبت سريعا 


اما الأخرى ظلت تركض هنا وهناك 

في محاوله ان تجد ما ترتديه 

لكن لا يوجد سوا تلك العبائه 

ماذا تفعل 

حاولت أن ترتدي اي من ملابس مروه

لكن لا تدخل بها ابدا 

فهي سمينه 

نظرت لنفسها بقنوط 

وهي تتوجه  لتلك العبائه السوداء 

ترتديها بتعب 

وتضع علي رأسها الحجاب بهدوء 

وتوجهت نحو الخارج بتوتر 

 تقدم قدم وتُأخر الاخرى

...............

#بقلمي_عفاف_شريف 

#ظلمت_لكونها_انثي 

...............

في الخارج 


كان يجلس علي احد الارائك ليجد 

والدتها تضع أمامه احد اكواب الشاي وهي تقول :منور يا إبني اتفضل 


عبد الرحمن ببتسامه :تسلمي يا طنط

حنان ببتسامه :تسلم من كل شر 

عامل ايه يا حبيبي بقالي سنين مشفتكش 

عبد الرحمن  ببتسامه زادت من وسامته: الحمد لله  أهو الواحد رجع أخيرا 

حنان بهدوء:ايوه كده تتجوز بقي وتبني بيت 

وعند تلك الكلمه خرجت فيروزه


ظلت تنظر له وهي تتعرف علي شخص آخر 

غير الذي رأته آخر مره 

قوي البنيه وحسن المظهر 

يرتدي ملابس انيقه ومصفف الشعر بعنايه 

واه من تلك الغمازه التي تأثر قلبها 

افاقت علي صوت امها وهي تنطق اسمها 

ليرفع الاخر وجهه سريعا متطلع حيث تنظر والدتها 

ليجدها تلك الفتاه الي تركها من سنوات عديده 

عكسه هي لم تتغير بل ظلت كما هي 

تحاوطها تلك الهاله من الرقه والهدوء 


أنزل عينيه سريعا وهو يراها تتقدم منهم 

وتقول بهدوء:السلآم عليكم 


وعليكم السلآم 

قالها بهدوء 

وأكمل:عمله ايه دلوقتي يا فيروزه


ردت بخفوت:الحمد لله  شكرا 

خيم الصمت علي الجميع 

لتردف أمها بهدوء: طمني أنت عنك يا حبيبي 

وعن شغلك 

عبد الرحمن:كله تمام يا طنط الحمد لله  ربنا ميسر الدنيا 

وهكمل شغل هنا خلاص 

حنان بفرحه:أحسن يا بني بلا غربه بلا هم 

اما هي ظلت تستمتع لهم بهدوء 

إلا أن سمعته يقول:وانتي بقي يا فيروزه دخلتي كليه ايه 


تحجرت عيناها بضعف وألم وهي تنطق بحروف  متحشرجه:احم لا انا مكلمتش من بعد الثانويه

نظر لها الآخر يحاول إيجاد كلامات مناسبه الي أن انقذه صوت هاتفه 

فقال بهدوء:عن اذنكم 

ورد سريعا وهو يقول:الو 

حاضر يا حبيبتي 

دقايق  وابقي عندك 

عايزه حاجه ثانيه 

تمام سلام 

وأغلق الهاتف وهو يقول :استأذن انا بقي 

وحمدلله على سلامتك مره ثانيه 

سلام عليكم 

ذهب ولم يري تلك النظرات  المنكسرة


.......................

#بقلمي_عفاف_شريف 

#ظلمت_لكونها_انثي 

......................

في شقه عبد الرحمن 

دلف الي الشقه بهدوء وهو يمسك بيده عده حقائب 

ليجد والدته الحبيبه تجلس بغرفه المعيشه تعد القهوة علي السبرتايه كما تحب

وحينما رأته ابتسمت له وقالت :حماتك بتحبك جيت في وقتك

هعملك فنجان قهوه انما ايه عسل 

أبتسم لها بقوه وهو يقبل رأسها ويقول :تسلم أيدك يا ست الكل 

والله وحشتني قهوتك 

وحشتني كل حاجه بتعمليها

الغربه وحشه أوي

كفايه انها كانت حرماني منك يا أمي 


اغلفت السبرتايه وجذبته سريعا لاحضانها 


أبنها الوحيده ورَجُلِها في تلك الحياه بعد زوجها المرحوم  


أديك رجعت يا حبيبي 

وأكملت:مش آن الاوان  بقي تفتح بيت يا إبني 

انت في الأصل كنت مسافر عشان تكون نفسك والحمد لله ربنا كرمك من أوسع ابوابه 

والشركة الي كنت شغال فيها هناك قبلت تنقلك الفرع هنا


وأكملت بحماس :ها تحب نروح نخطبلك امتي


ضحك بقوه وهو يرد:أنا لحقت أنا  لسه راجع من يومين 

وثم مش لما الاقي عروسه 


قاطعته بسرعه:العرايس كثير والحمد لله 

عندك مثلا مرفت بنت الحجه سعديه

ولا اقولك بلاش مرفت عصبيه

في فاطمه بنت دلال دي بت زي القمر 

وعليها طبق ملوخيه عسل يا واد يا عبد الرحمن


ضحك بقوه وهو يقول : يا امي صلي علي النبي 

ملوخيه  ايه بس  


صمتت قليلا مفكره

وقالت بحماس :بس لاقتها

.................

#بقلمي_عفاف_شريف

#ظلمت_لكونها_انثي 

.................

في منزل فيروزه 

كانت تعاون والدتها في إعداد الطعام 

لتستمع الي صوت وصول والدها 

تركت امها وتوجهت حيث يجلس

لتجده يدخن بشراهه وضيق 

لتجلس بجانبه وهي تقول :بابا إحنا امتي هنروح ناخد حاجاتي

محمد بهدوء :انا بكرة هاخد عمك عبد السميع هو وعياله واروح اشيل عفشك 

تنهدت براحه 

لم تكتمل وهي تسمعه يكمل موجهه  حديثه لوالدتها التي خرجت من المطبخ :وجهزي نفسك اول ما العده تخلص نجوزها علي طول 

في عريس كويس قدامي 


جحظت عيناها بقوه وهي تنتفض وتقول بتعلثم  وقوه :مستحيل 


انا مستحيل أتجوز بالطريقه دي ثاني 

انا كنت رافضه الجوازه الاولانيه وقلتلك وقتها اني مش حباه ومش مرتاحه لاهله الي كانوا بيبيعو ويشتروا فينا كأننا مجبرين علي الجواز  قبلت ورضيت وكل مره كنت اتكلم كنت بتقولي كل الرجاله كده هو انتي اول واحده وكأني مجبره بس استحمل 


لهفتك علي الجواز حسستني اني قليله وخلتهم يبيعو ويشتروا فيا


عارفه إنك خايف علينا عايز تجوزنا بس


 بس يا بابا انا دايما كنت بشوف نفسي قليله ف عينهم كانو عارفين انك مش هتقبل اني أطلق ف كانو بيعملو كل الي عايزينه


انا مستحيل مستحيل أتجوز بالطريقه دي ثاني 

انا مش سلعه تتباع وتتشري

انهت حديثها بقوه 


ظل ينظر لها قليلا 

ثم وقف  وهو يقول :كلامي وقلته في الموضوع ده  

ومن هنا ورايح مفيش خروج من البيت إلا مع امك انتي بقيتي مطلقه والناس مبترحمش 

هتفضلي هنا لحد العده ما تخلص 

وبعدين نكتب كتابك


وتركها وذهب 


ظلت تنظر في أثره بعجز وألم 

كأنها تحمل العالم فوق قلبها

وحينما رفعت عينها وجدت أمها تقف تنظر لها بحسره. 


.............

#بقلمي_عفاف_شريف 

#ظلمت_لكونها_انثي 

..............

أما في منزل عادل 

وتحديدا بشقه فيروزه سابقا 

بغرفه نومها


كانت تجمع ملابس فيروزه 

 وابنها الحبيب فلذه قلبها قره عينها الذي فقدته بسبب تلك الفتاه 

بسببها مات ولدها  فقدته للأبد

نظرت لملابسها بكرة وهي تقول هتندمي يا فيروزه 


ظلت تقلب في محتوي الخزانه وهي تري قمصان النوم ومنامتها الجديده كأنها لم تمسسها 

أخدت تضعها بالحقائب مقرره اخذها لاحدي بناتها هم احق بها 

ظلت تضع الملابس حتي ظهر لها صندوق صغير 

ابتسمت بشر وهي واثقه من محتواه حتما به صيغتها 

وسأرعت بفتحه :لتجد خاتم وسوار كان قد اشتراهم ابنها الحبيب 

أمسكتهم وهي تضعهم بيدها 

عازمه علي أخذهم

إنتهت أخيرا 

ونادت باعلي صوتها :بت يا وفاء

اتت ابنتها تركض إليها وهي تقول :نعم يا ماما 

زينب بقوه :ابعتي لعمك محفوظ قوليله يجيب حد يشتري كل العفش ده وهاكرمه في السعر 

وفاء باستغراب:هتبيعي العفش ليه يا ماما 

زينب :عايزني استني لما الحربايه فيروزه تيجي تاخده وتتجوز بيه

لازم أحرق قلبها هي وأهلها علي كل قرش 

قالتها بحقد وكره 

.................

#بقلمي_عفاف_شريف 

#ظلمت_لكونها_انثي 

.................

في منزل عبد الرحمن 

عبد الرحمن باستغراب :لقيتي ايه 

ردت بفرحه:عروسه ابني ان شاء الله 

ضحك بقوه وهو يقول :مين بقا المره دي 

يا ست الكل استهدي بالله 

كل حاجه في وقتها حلوه 

ضربته بخفه  علي ساقه وهي تقول :أسكت يا واد أنت 

قولي بقا إيه رايك في :مروه 

عبد الرحمن بستغراب:مروه

مروه  مين 

أردفت امه بسعادة: مروه  بنت الحج محمد وحنان  اخت فيروزه يا واد 

الفصل الرابع من هنا 

تعليقات



×