رواية غرام فى قلب الصعيد الفصل الرابع و الثلاثون بقلم اسماعيل موسى
اخذ المأمور قوه من المركز وعربات مدرعه وأخبر القيادات انه سيتخلص من المطار يد ولن يعود قبل أن يقضى عليهم
ثم انطلق نحو البر الشرقى وهناك تقدم مع نائبه وحدد مكان المغاره ثم امر الجند ان يطلقو الرصاص بلا توقف
وأمر المدرعه ان تهدم باب المغارة المهدم اصلا
ثم بعد أن انتهى ضرب الرصاص تقدم هو ونائبه نحو المغاره بمفردهم يحمل سلاحه الميرى واختفى لربع ساعه قبل أن يخبر الجند بأنه قضى على المطاريد بمفرده ثم أمرهم ان يفتحو المغاره ويخرجو الجثث ويحضروها خلفه إلى قسم الشرطه، تلقى المأمور الاشاده من القيادات ووعد بنقله إلى مكان أفضل فى وقت قصير فشخص يتمتع بكفأته لا ينبغى ان يدفن فى الصعيد....
وبعد اسبوع طلب المأمور عبد التواب فى قسم الشرطه واخبرة ان السلطات قبلت طلبه بتولى مشيخة البلد وقال عبد التواب ان هذه مهمه ثقيلة وان خدمة الناس ما يريدة وانه يدعو الله ان يساعده على فعل الخير
وفى البلد لم يكن هناك حديث الا عن عبد التواب وسيرته وكيف قضى على المطاريد بمفرده واخذ بثائرة لقتل اخوته
وراح رجاله ينادونه بشيخ البلد وعبد التواب يقسم انه ما سعى إلي تلك الوظيفه
لكن السلطات رأت انه افضل من يقوم بالمهمة وانه لا يمكنه معارضت السلطات
ثم اخذ عبد التواب الغفير وذهب لزيارة فرغلى حيث وحده يجلس امام الدار
وناداه فرغلى بشيخ البلد وبجله وراح يمدح عبد التواب امام الرجال، ان رجل واحد تخلص من المطاريد
المطاريد إلى لم تستطع الشرطه الاقتراب منهم وكان عبد التواب يشعر، ان الدنيا خضعت له ويمشى فى الطريق والناس تنحنى له تقدير واجلال
ويفصل بين الناس ويدفع الغرامات من ماله الخاص ويقيم وليمه كل أسبوع الفقراء
وكان قد شدد الحراسه على مخارج ومداخل البلد فلا يدخل انسان ولا تجاره دون علمه ويذهب إليها الشبان ليخطب لهم
كل ذلك وهو يخدم الصغير قبل الكبير لقد وجد فى نفسه ما كان يطمح له وبعض الخسارات لابد منها والموت علينا حق
من لا يموت بالمرض سيموت بضرب العصا او الرصاص او حادثه سياره أو توقف قلب
انه يدرك جيدا ان الذين ماتو لم يقتطع من حياتهم يوم واحد
فقد كان مقدر لهم ان يموتو فى تلك اللحظه سواء بيده او بيد غيرة وانه ما كان سوى اداه لتنفيذ ارادة الله
وكان قد مضى خمسة عشر يوم على الحادثه وصقر وعوض لم يعثر عليهم رغم ان الشرطه بحثت فى كل شق
وجحر ومنزل وكان عبد التواب من جهته يبحث عنهم
فى تلك الأيام لم تكن سادين تخرج من بيتها، مرتديه العبايه السوده، صامته لا تتكلم
وقد دعاها عبد التواب أكثر من مره ان تنتقل لدار شيخ البلد
فهذا افضل لها لكن سادين رفضت
واقسمت ان لا تترك بيتها الا عندما يعود صقر
وكان عبد التواب يبتسم فى سخريه مدرك ام صقر مات
وحتى لو لم يمت سيقتل مع أول قدم يضعها داخل القريه
ومع كل ذلك كان الرجل الذى أمره ان يراقب سادين يقف خلف الدار وأمامه ويخبره بكل تحركاتها
وكان الشيء الغامض حتى الآن الشاب الذى خاض النزال مع صقر
ثم لمح وهو ينقل صقر وعوض فوق الحصان لمكان مجهول
تواصل شيخ البلد عبد التواب مع مشايخ وعمد البلدان الأخرى ليبحثو عن شاب له نفس المواصفات ولم يتم العثور عليه
فى تلك الاثناء حضرت ليلى هانم إلى البلده وجلست مع سادين نادمه على ما حدث منها، باكيه ودامعه متمنيه ان ترى جثة صقر حتى تتمكن من دفنه وزيارة قبرة
وعرضت على سادين ان تقيم معها فى القاهره
وقالت سادين انها لن تترك المكان حتى عودة صقر
وانها متأكده ان صقر حى يعيش فى مكان ما حتى يعود ويأخذ حقه
منحتها ليلى هانم نقود كثيره باسمها فى البنك من نصيب صقر الذى حرمته منه فى أثناء حياته
فقد كانت المرأه نادمه لدرجه بعيده موجعه لكن الندم بعد فوات الأوان يجعلك أكثر عصبيه
وراح رجال عبد التواب الغير معروف ولائهم له يعيثون الفساد فى القريه ويسرقون المواشى وبيوت الناس
فقد تعلم عبد التواب ان زرع الخوف فى قلوب الناس يضمن له البقاء
والناس تشتكى لشيخ البلد وشيخ البلد يعدهم بالقصاص
ثم يقبض على المجرمين ويسلمهم إلى الشرطه مع أول الصباح والناس تشهد له بالقوه والإيمان
وفى نهاية اليوم بعيد عن الأعين يذهب ليخرجهم من الحجز
الذى وضعهم فيه لأسباب خلفها بنفسه
وخرج فرغلى من بيته وتجول فى غيطة وروى الأرض وراح يمشى فى شوراع القريه
ثم طلب من عبد التواب ان ينفذ وعده بالزواج من سادين
__سادين لسه لابسه اسود يا فرغلى بعدين شهور العده لسه ما عدتش انت ايه عايزنا نخالف شرع الله!؟
وبعدين سادين موجوده هتروح فين يعنى؟
طيب اخطبها يا عبد التواب وبعد شهور العده اكتب عليها
ولا كمان الخطوبه هتخالف شرع الله؟
لو كان يرضيك هنخطبهالك يا فرغلى، إياك تستريح بعد كده وتبطل كلام
امتى يا شيخ البلد؟
فى وقت تحبه يا فرغلى
يبقى الان يا شيخ البلد ربنا يطولنا فى عمرك وخير البر عاجله
هو الميت هيعود من قبره يعنى؟
ثم ذهبا إلى البيت البحري وجلسا ينتظرا سادين حتى نزلت من غرفتها
قال عبد التواب بصى يا بنتى الموت علينا حق
والميت مش بيعود وفرغلى رايدك وطالب ايدك فى الحلال
انا مش هجوز يا ابوى، خلصت خدت حظى من الدنيا
وبعدين عندنا فى الصعيد إلى بيموت جوزها مش بتتجوز وبترعى عياله لحد موتها
وفين عيالك سأل فرغلى بفزع
ربتت سادين على بطنها انا حامل، ابن صقر فى بطنى
تفاجأ عبد التواب ونظر إلى فرغلى يبقى ننتظر شهور العده يا فرغلى
صرخ فرغلى انا عايزها دلوقتى يا شيخ البلد
مش حتت بت هتمشى كلامها علينا
ولما حاول عبد التواب ان يصبره غمز له فرغلى بتحذير
نهضت سادين
مش هجوز والى يقدر يجبرنى يوريني
همس عبد التواب اقعدى يا بتى عيب عليكى الكلام ده
صرخ فرغلى شايف يا شيخ البلد بتك بتعمل ايه؟
سبنى عليها وانا اعرف اربيها
عيب عليك الكلام ده يا فرغلى متنساش انى ابوها وشيخ البلد ومش معنى أنها عصتنى زمان انى اتخلى عنها
فيه أصول وحق وشيخ بلد يحافظ عليها
وفى طريقه خارج المنزل همس لفرغلى خدها بالطريقه إلى تعجبك، لكن إلى بينا هيموت يا فرغلى ولو لمحت حتى من بعيد عن السر إلى بينا هيكون مصيرك مصير المطاريد
انا مش عايز غير سادين يا شيخ البلد والسر إلى بينا مات من زمان
وانا مش هخلى رجالى يعترضوك يا فرغلى ورينا جدعنتك
وفى المساء صرف رجال عبد التواب كل الخدم من بيت سادين ولم يبقى سواها داخل البيت عندما وصل فرغلى
ودخل إلى البيت وهو يتوعدها ان ياخذها بطريقته
وحتى لو رضخت وخضعت سيأخذها غصب لتتعلم ان تكون مطيعه له