رواية صراع الذئاب الفصل الثانى والثلاثون 32 بقلم ولاء رفعت


رواية صراع الذئاب الفصل الثانى و الثلاثون بقلم ولاء رفعت

_ في مشفي البحيري ...
_ متقلقش يا آدم بيه هانعمل اللازم مع جيهان هانم ... أتفضل إستريح أنت ومدام حضرتك ف الكافتريا تحت ... قالها الطبيب
خديجة : أنا هادخل معاها ومش هاسيبها لوحدها 
جيهان : خلاص يا خديجة روحي مع آدم وأول ما هخلص هنزلكو 
أرضخت لها خديجة فقالت : 
طيب بالله عليكي لو إحتجتيني أتصلي عليا 
جيهان : حاضر 
ذهبت جيهان برفقة الطبيب والممرضه .. وهبط آدم وخديجة إلي أسفل متجهين نحو الكافتريا 
_ وبداخل الكافتريا ...
_ تشربي أي ؟...قالها آدم 
خديجة : شكرا مش عايزه حاجه
آدم : طيب أنا هاروح أجيبلي نسكافيه ... خليكي مكانك 
لم تجيب عليه وأمسكت بهاتفها ...
ذهب ليحضر كوب القهوة ولكن جاءته مكالمه من الشركة فغادر المكان ليتمكن من السماع جيدا ...
وهي مازالت تجلس تنتظره ... رن هاتفها لتجد المتصل جيهان فأجابت ع إتصالها وقالت : 
حاضر يا ماما طلعالك حالا
نهضت وبحثت بعينيها عن آدم عند طاولة المشروبات فلم تجده .. قامت بمهاتفته لتجده مشغول بمكالمة أخري ... إنتبهت إلي صوت تنبيه البطارية فزفرت بضيق وقالت : 
هو ده وقته ... خلاص هاطلع وهكلمه من عند ماما 
قالتها وغادرت متجهه نحو المصعد وأنتظرت حتي توقف لها المصعد فولجت إلي داخله ... وقبل أن يغلق أندفع إلي الداخل قائلا : 
ثانيه واحده ... بس كد.... لم يكمل جملته حين رأها واضعا يده بدون أن يشعر ع لوحة أرقام الطوابق ليضغط ع الطابق الأخير ...وهي أنتبهت إلي تلك اللاصقات الطبيه التي ع بجوار فمه وعينه من آثار المشاجرة السابقه 
ضغطت ع زر التوقف حتي تغادر المصعد فقال آسر : 
مينفعش يقف بعد ما أديتلو الأوردر 
خديجة : طيب ممكن تضغط ع الدور الرابع 
آسر : خديجة أنا آسف ... لو إتسببتلك ف مشاكل .
خديجة : لو سمحت يا دكتور آسر تجنبا للمشاكل ملكش دعوه بيا خالص ... كفايه الي حصل 
آسر : حاضر الي أنتي عيزاه 
خديجة وهي تنظر إلي اللوحه الرقميه لتجد المصعد تعدي الطابق الرابع فقالت : 
أي ده هو موقفش ليه 
آسر : ثواني ....
أخذ يضغط عدة الأزرار حتي يتوقف بأقرب طابق لكنه مازال مستمر ف الصعود 
خديجة بنبرة توتر وقلق : 
هو مش عايز يقف ليه !!!
آسر : مش عارف والله بس هو أصلا الأسانسير ده فيه مشكله كل ما يصلحوه يرجع يخرف تاني 
صاحت بخوف : يعني أي !!
آسر : متخافيش هو بالتأكيد هيقف ف أخر دور كده ... ثواني هاتصل بمسئول الصيانه ... أخرج هاتفه من مأزره الطبي ليقول بتأفف : 
مفيش شبكه 
_ وأنا موبايلي فصل شحن وزمان آد....
لم تكمل لتتسع عينيها بخوف وأردفت : أرجوك أتصرف أنا آدم زمانه بيدور عليا ولو شافني معاك هيعمل مصيبه 
آسر : 
ليه يعني أنا شوفتك بالصدفه .. المفروض يكون واثق فيكي 
صاحت بحنق : 
ملكش دعوه ... وأتصرف وخرجني من هنا 
توقف المصعد بالطابق الأخير ولم يفتح الباب وأنطفأت لوحة المفاتيح والإضاءه 
_ ده أي الحظ ده ... أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ... قالتها لتتعالي أنفاسها بخوف 
آسر : أهدي يا خديجة مينفعش الي بتعمليه ف نفسك ده ... ثواني هانور بالفلاش 
لم تستمع إليه بل وأنتابها حالة من الذعر حتي بدأت تشعر بإنقطاع أنفاسها فوقعت مغشي عليها 
_ خديجاااااااا... صاح بها آسر وهو يمسك بها ويسندها ع كتفيه 
********************************

_ ذهب يوسف إلي العنوان الذي أرسله له مروان ع رسالة لكن بدون أن يخبر أشقائه وأخذ معه مصعب وبعض الحراس ... وصلو جميعهم أمام بناء قديم ف حي نائي فأنتفض بذعر عندما سمع صوت صراخ إبنته وبكاء إنجي بشكل هستيري ... صعد الجميع ع الفور وتوقف أمام المنزل الذي يصدر منه هذه الأصوات فأخذ مصعب يدفع الباب بجسده بكل قوة لينخلع الباب من دفعة واحده ... ليولج جميعهم ... تسمر يوسف ف مكانه متسعة حدقتيه مما يراه ... 
منذ قليل ...
تقف تسترق السمع إلي مكالمة مروان ويوسف وعندما أنتهي من المكالمة 
_ عايز تبعيني ليوسف يا مروان ... صاحت بها إنجي وهي تمسك ف تلابيبه 
صفعها وصاح بغضب : أنتي بتتصنتي عليا !!!
إنجي : 
ااااااه بتمد إيدك عليا يا حيوان ياواطي ... مش كفايه خسرت كل حاجه عشانك وف الأخر تبعيني 
أجابها بقوة وجديه : 
اه ببيعك زي ما بعتيني زمان ولا أحب أفكرك يا ست إنجي ياطاهره يا شريفه لما ضحكتي ع الدكتور إبن عمتك وكان فاكر إنك بنت بنوت 
صاحت به : أخرس ...أنت كداااب 
مروان : 
والي حصل مابيني وبينك لما سافرنا شرم ف رحلة الجامعه ده كان كدب !! ... وع الرغم الي حصل كنت ناوي أصلح غلطتي وأتجوزك لكن ماأبويا أعلن إفلاسه طبعا مينفعش إنجي هانم تتجوز واحد مفلس راحت تدور ع المغفل الي يعيشها ف مستوي القصور وتلبسه غلطة غيره بحتة عملية صغيرة عملتها عند دكتور من بتوع تحت السلم ... تحبي أقولك إسم الدكتور كمان !!
صرخت ف وجهه : 
أنت أقذر بني آدم شوفته ف حياتي 
جذبها من خصلاتها بقوة وصاح ف وجهها : 
وأنتي أقذر واحده شوفتها ف حياتي دي العاهرة أنضف منك بمليون مرة ع الأقل الكل عارف بحقيقتها لكن أنتي فاكره نفسك نضيفه وشريفه وإنتي أقل ما يتقال عليكي إنك شمال وو......
_ وف أثناء تلك المشاجرة أستيقظت الصغيرة لتستمع لحوارهم لم تستوعب شيئا سوي أنتابها الذعر والخوف وظلت متسمرة تبكي خوفا 
أبتعدت عنه وذهبت إلي المطبخ لتأتي بسكين وقالت : 
وربنا لأقتلك يا مروان وأخلص منك 
أمسك برسغها وأخذ يصفعها عدة صفعات وهي تصرخ حتي أوقع منها السكين ... وأنحني ليمسك به ويبعده .. فكان الحقد والغضب يعميان بصيرتها فتناولت قطعة ديكورية من المعدن وهوت بها ع رأسه فأختل توازنه فقامت بضربها ع رأسه عدة مرات حتي سالت الدماء بغزاره ووقع ع الأرض ينازع 
تصرخ به وهي مازالت تضربه : 
موت وغور ف ستين داهيه ... موت يا مروان ... موووووووت 

*****************************************

_ في الحاره ... 
وقفت سيارة أجرة أمام بناء عائلة عادل ... ترجل هو منها والسائق الذي فتح الباب الخلفي للسيارة وأنزل له الحقائب ...
_ متشكرين ياسطا ... قالها عادل وهو يعطي للسائق النقود 
السائق : 
حمدالله ع السلامه ياسطا عادل ... عقبال السفريه الجايه 
ضحك بسخريه وقال : 
ما خلاص كل سنة وأنت طيب 
_ وقف أسفل الشرفه فوقع ع رأسه مشبك من الخشب 
فصاح بغضب : 
أنتو ياعالم يالي بتحدفو المشابك 
وبالشرفه صاحت فاتن التي كانت تضع الثياب فوق الأحبال البلاستيكيه : 
اي ده أبيه عادل جه .. الحقي ياما الحق يا علاء أبيه عادل رجع 

صعد عادل الدرج ليستقبله شقيقه بالعناق وقال : 
أي المفاجأه دي 
عادل : ولا مفاجأه ولا حاجه خلاص شكلي قاعد فيها 
_ ضنايا ... نور عيني .. حمدالله ع السلامه واد يا دولا ... صاحت بها عديله وهي تعانق نجلها 
عادل : الله يسلمك ياما 
فاتن : حمدالله ع السلامه يا أبيه 
عادل : الله يسلمك يا تونه .. أنتي يابت لسه قاعده مش المفروض تكوني إتجوزتي من شهر ! 
عديلة : 
هتعمل أي بقي ف صاحبك الموكوس جه ياخد أجازته مرضوش يدهالو ف الشغل وأجلها شهر كمان 
عادل : 
بنتك الي نحس ياما 
فاتن : كده ؟؟ .. الله يسامحك يا أبيه 
بحث بعينيه ف أرجاء المنزل وقال : أومال البت رحمه فين ؟
كادت تتفوه رحمه لتقاطعها عديله بوكزها ف زراعها وقالت : 
عند أمها قاعده لها يومين 
عادل : 
مش محرج عليكي ياما متخلهاش تعتب بره باب الشقه غير لو جبتلك طلباتك بس مش أكتر 
أجابته بتوتر : 
صعبت عليا يابني محبوسه من ساعةما أنت مشيت 
قال ساخرا: 
صعبت عليكي !.. لاء ده أنتي أتغيرتي ياما 
علاء : مقولتليش هم نزلوك بدري يعني المره دي 
عادل : شكلها خلاص مفيهاش سفر ... صفو شركة المقاولات ورجعو العماله ع بلدهم وجيت أدور ع حاجه تانيه لاقيتها مسدوده من كل ناحيه فقولت أخد فلوسي وأرجع أفتح مشروع ف دكان أبويا الله يرحمه 
علاء : ناوي تفتح محل الفراخ ؟
عادل : لاء هقلبو محل هدوم أو مطعم للأكل الجاهز أهي حاجه مضمونه الناس مش بتبطل أكل ولا لبس 
عديله :
أقوم يا ضنايا غير هدومك عقبال ما أجهزلك الأكل 
عادل : اه والنبي ياما واحشني أكلك أوي ده أنا بطني نشفت من الأكل الجاهز ... وبعدها هنزل أروح أجيب البت رحمه 
عديلة : 
ريح أنت بس وأنا هشيع البت فاتن تخليها تيجي 
قالتها وولجت إلي المطبخ فتبعتها فاتن وقالت بهمس : 
مقولتلهوش إنها طفشت ليه ؟
عديلة : 
يعني عايزاني أنكد عليه وهو لسه راجع من السفر ... ربنا ينكد عليها بنت ال.... دي اه لو شوفتها لأخليه يكسر رجليها عشان متقدرش تهاوب ناحية الشارع تاني 
فاتن : 
ياساتر عليكي ياما ده الحمدلله إنها هربت منكو 
عديلة : 
بتبرطمي تقولي أي يا بت ؟؟
فاتن : مبقولش بقول ربنا يستر 
عديلة : طيب هاتي الأطباق الي فوق دي وأغرفي لأخوكي عقبال ما هاخلي علاء يروح لأهل الزفته دي يشوف لاقوها ولا لاء

*********************************************

توقفت عندما رأت علامات الموت ع وجهه وروحه فارقت جسده والدماء تسيل ع الأرض وكأنها بركة دماء ... وذلك تحت أنظار الصغيرة التي بللت ثيابها من الذعر وهول المنظر 
قهقهت إنجي بشكل جنوني حتي توقفت وعندما أدركت ما فعلته للتو أجهشت بالبكاء حتي رأت إبنتها التي تقف ع باب الغرفه ... نهضت وهي تكفكف عبراتها وقالت : 
تعالي يا لوجي يا حبيبتي متخافيش إونكل مروان كان وحش ولازم كان يموت 
أبتعدت الصغيره عنها وهي تصرخ خوفا من والدتها وخشيت إن تفعل بها مثلما فعلت بمروان 
_ وف ذلك التوقيت وصل يوسف وعندما ولج إلي المنزل أتسعت عينيه بصدمة من جثة مروان المسجاه ع الأرض ودماءه التي ملأت أرضية الردهة ... وألتفت إلي إنجي التي تبكي وتصرخ بالصغيرة التي تختبئ خلف الخزانه ...ركض نحوهما ليمسك بإنجي وأبعدها عن إبنته وقال : 
مصعب خد البنت ونزلها تحت ف العربيه 
ذهب مصعب نحو لوجي التي إن رأته أرتمت بين زراعيه فحملها وغادر المنزل ...
صدح صوت تنبيه سيارة الشرطة المتفق معهم يوسف مسبقا ...
_ يوسف ... سامحني يا يوسف .. أنا خلاص موتو وخلصت منه ومن حياتنا ... متسبنيش وتاخد لوجي ... أنا مش هاخونك تاني ... يوسف رد عليا ... رد عليا عشان خاطري ... قالتها إنجي وكأنها فقدت عقلها جثت ع ركبتيها لتقبل قدمه فأبعدها وقال : 
كفايه يا إنجي .. خلاص كل حاجه مابينا أنتهت 
إنجي : يعني أي ؟؟
ولجت القوة إلي المنزل ليأتي العساكر وتم القبض عليها 
فصرخت بجنون : مقتلتوش ... سبيوني ... الحقني يا يوسف .. قولهم يسيبوني 
قال الضابط : إحنا لما كنا جايين متوقعناش إن ده الي هيحصل ...كده القضيه هتتحول لمسار تاني .. أتفضل معانا عشان تقول أقوالك ف المحضر .

_ وبأسفل البناء ... يصعد العساكر بإنجي بداخل سيارة القوة .... وبعد دقائق جاءت سيارة الإسعاف لتأخذ جثة مروان .

*****************************************

_أنتو يا جماعه يالي بره حد يشوف البتاع الي أتقفل علينا ده .... صاح بها ولم يجيبه أحد 
فحص نبضها وأخذ يربت ع وجهها وقال : فوءي يا خديجه إن شاء الله هيفتح 
لم تفيق بعد فشعر بالخوف عليها بعد عدة محاولات طبيه لإفاقتها ... عاد التيار مرة أخري للمصعد فضغط سريعا ع رقم طابق الطوارئ ليهبط إلي أسفل وفتح الباب فحملها ع زراعيه وركض بها ف الرواق وف تلك اللحظات كان آدم يبحث عنها ف الأرجاء .. حتي أنتبه إلي آسر من مسافه ليست بعيده وهو يحملها ع زراعيه ... ركض إليه 
ولج بها إلي إحدي غرف الطوارئ الشاغره ... ليوصل إليها جهاز التنفس مسرعا وأخذ يربت ع وجنتيها وقال 
خديجة ... فوءي .. خدي.....
قاطعه آدم باللكمه وصاح بغضب : أبعد إيدك عنها يا و.... .
صاح آسر أيضا به وقال : 
ما تبطل غباء مراتك أغمي عليها وقاطعه النفس ومش عايزه تفوء بسبب حالة الخوف الي جتلها وأنت السبب فيها

آدم : ممكن تغور بره وتسيبني معاها أحسن ما خليك راقد مكانها بس من غير نفس خالص 
آسر : 
أنا مش هرد عليك وهاعمل إحترام للمكان الي بشتغل فيه وإنك أخو صاحبي غير كده كان هيبقي ليا معاك تصرف تاني 
آدم : 
وريني تصرفك ده ... عايزه أشوفه ... صاح بها بسخريه فاتحا زراعيه 
رمقه آسر بإزدراء وتركه وغادر الغرفه 

زفر آدم بنفاذ صبر ثم ألتفت لتلك الممده ع التخت أقترب منها وهو يشعر بألم ف صدره ... جلس بجوارها وأمسك يدها ليضعها ع وجنته وقام بتقبيل كفها ... بدأت تستعيد وعيها وكادت تفتح عينيها لكن ظلت ف وضعها حينما قال : 
أنا عارف أنا قسيت عليكي كتير ... بس كل يوم بكتشف إن بحبك أكتر من الأول ... عايزك تستحمليني الي مريت بيه مش سهل بس الي متأكد منه ... إن قلبي بقي ليكي ومش عايز حد غيرك ... ومبقدرش إستحمل لما بتطلبي مني الطلاق ... فكرة إنك تبعدي عني بتخليني أتحول للشخص القاسي الي عرفتيه ... بس أنا مش كده ... أنا جوايا طفل محتاج لحضنك وحنانك عايز ينسي معاكي أي لحظة ألم عاشها ... أنا تعبان ومش عارف ألاحقها منين موضوع تعب أمي ولا مصيبة يوسف أخويا ولا ياسين والمصيبه الي عملها ولا شغلنا وتعب السنين الي ع وشك يضيع ف لحظات ... عشان خاطري ياخديجة متبعديش عني أنا محتاجلك أوي ...
قال تلك الكلمات وهي تنصت لكل حرف حتي أحست بنبرة بكاء ف صوته وقطرات ماء تتساقط ع يدها فأدركت إنها عبراته ... عبرات !!!!
كيف هذا !!! آدم يبكي !!... ذلك الشخص الذي يبدو من الخارج كالصخر ف قساوته يبكي !!... مهلا يقول إنه يحبها فهل هذا إعتراف صريح منه ... بل يرجوها إن تظل معه ويطلب منها الحب والحنان ...
فتحت عينيها لتجده يستند بجبهته ع صدرها يبكي ... وما منها إن وضعت يدها الأخري ع خصلات شعره تلامسها بحنان تغرز أناملها بخصلاته الكثيفه ثم تنزل بها إلي وجنته تلامس لحيته المبتله بعبراته ... أزالت جهاز التنفس من ع فمها وأنفها وقالت بصوت هادئ:
وأنا كمان بحبك ... من ساعت ما فتحت عيني ع الدنيا وأنا مش شايفه حد غيرك ... كنت بشوفك معاها وعارفه إنك بتحبها فأحتفظت بحبك ف قلبي وكنت ديما بدعي ربنا إنه لو مليش نصيب معاك ف الدنيا تكون نصيبي ف الجنة ... كفايانا عذاب يا آدم 
رفع وجهه وهو يكفكف عبراته وقال : 
أنتي كويسه ؟؟
أومأت له بعينيها وقالت: 
الحمدلله دلوقت بقيت كويسه 
وبدون أن يتحدث رفع جذعها بين زراعيه معانقا إياها بقوة وهمس إليها : 
أنا آسف ع كل لحظة زعلتك فيها ... آسف ع كل لحظة خليتك تبكي ... آسف إن مديت إيدي عليكي وأنا بيبقي جوايا عايز أخدك ف حضني وأطبطب عليكي .. سامحيني يا خديجة ... وأنا أوعدك هابقي واحد غير الي شوفتيه ... هابقي واحد تاني هيتولد ع إيدك أنتي 

بكت عيناها من فرحة قلبها وسعادتها التي لاتوصف وأخيرا من عشقته أصبح قلبه ملكا لها ... قالت وهي تشد من عانقه متشبثه به بقوة : 
مسمحاك يا حبيبي
أبتعد عنها قليلا وهو يمسك وجهها بين كفيه يحدق ف عينيها الدامعه بحدقتيه المتلألأه بعبراته قال : 
أنا بحب كل حاجه فيكي ... طيبة قلبك ورقتك وجمالك وجمال روحك الي شدتني ليكي من غير ما أحس ... بحب فيكي قربك من ربنا وديما بتراعيه ف كل لحظه وقوة إيمانك وصبرك الي نفسي أتعلمهم ع إيديكي ... أنا بعشقك يا خديجة ... وزي ما كنتي بتتمنيني أكون نصيبك ... أنا بدعي ربنا زي ما جمعني بيكي ف الدنيا يجمعني بيكي ف جنته الي بإذن الله هندخلها مع بعض

أرتسمت البسمة ع ثغرها وتغمرها الفرحه فقالت : 
يارب يا حبيبي ... ياااارب ... وربنا يقدرنا وناخد بإيد بعضنا ف طريق الرحمن
************************************ 

_ وف أثناء خروجها من المطبخ رن جرس المنزل فذهبت لفتحه ...
_ حاضر جايه يالي ع الباب 
فتحت الباب لتجد رجل يحمل دفتر وقلم بيده وقال : 
مش ده بيت عادل عبد العليم السيد 
عديلة : ايوه أنا أمه 
جاء عادل بثيابه الداخليه البيضاء وقال : خشي أنتي ياما لما اشوفه عايز أي 
... خير يا عمنا أنا عادل 
الرجل : خد الورقه دي وأمضيلي هنا 
عادل : ورقة أي وأمضي ع أي ؟؟
الرجل : 
تمضي بإستلام دعوة مرات حضرتك رافعه عليك قضية طلاق 
ضربت عديلة ع صدرها وصاحت : 
طلااااق يابنت ال.....
عادل : اسكتي ياما... هات يا أخينا لما أمضي 
دون أسمه 
فقال الرجل : سلامو عليكو 
أوصد عادل الباب وهو يقرأ محتوي الورقه فقال : 
يا بنت ال..... ترفعي عليا قضيه طلاق .. وربنا لأروح أجيبها من شعرها ... قالها وكاد يغادر 
أوقفه علاء وقال : 
مش هتلاقيها 
ألتفت إليه والغضب يتطاير من عينيه فقال : 
هو ف أي بالظبط 
فاتن : 
رحمة هربت بقالها يومين ومحدش فينا ولا أهلها يعرف مكانها .

*************************************

_ آدم بيه ... مدام جيهان بتدور ع حضرتك وع مدام خديجة ...
آدم : يا خبر أبيض إحنا نسينا ماما 
نهضت من فوق التخت وقالت : 
إستنا إنا جايه معاك عشان كلمتني من بدري 
آدم : 
حبييتي خليكي هنا لحد ما ترتاحي 
خديجة : 
لاء الحمدلله أنا بخير 
تنهد وقال وهو يحاوط ظهرها بزراعه : 
طيب تعالي وع مهلك 
_ صعدا معا عبر مصعد آخر ... وسارا ف الرواق ليتقابل آدم وخديجة مع الطبيب الذي يمسك بنتائج الأشعه 
آدم : 
خير يادكتور ؟
الطبيب : كل شئ خير بإذن الله ... الإشعه المقطعيه الي عملناها لجيهان هانم ع المخ بتقول إن هناك تجمع دموي قديم إتحول لورم ... وللأسف عشان نقدر نحدد نوعية الورم ده أي محتاجين جهاز متطور مش متوفر عندنا حاليا فالأفضل إنها تسافر بره عشان يتم معالجتها بشكل أحسن 
تجهم وجه آدم وقال : 
والمفروض تسافر إمتي وفين ؟
الطبيب: ف خلال شهر عشان نلحق أي ضرر وهو ف أوله ...والمكان ف دكتور متخصص ف حالتها من أكبر الجراحيين ف لندن إسمه دكتور ويليام ريك .. أظن دكتور يوسف عارفه لأن كان بيحضر مؤتمراته الطبيه ديما
خديجة : 
طيب هي فين دلوقت ؟؟
الطبيب: ف أخر أوضه ف الطرقه ع إيدك الشمال بس ياريت متقولوش حاجه ليها عشان إحنا ف أمس الحاجه للعامل النفسي ومننساش إنها مريضة ضغط مرتفع وده مش ف صالحها خالص 
آدم : 
متقلقش يا دكتور مش هنقولها حاجه لحد مانطمن عليها 
_ ذهبا إليها ... طرق آدم الباب فسمحت له بالدخول ... وإن ولجت خديجة إلي الداخل وهي تمسك بآدم رمقتهم بإندهاش 
فقالت : 
ده بجد ولا تمثيل ! 
إبتسمت خديجة بخجل فقال آدم : 
بجد يا ماما ... خديجة حبيبتي ومراتي وكل حاجه ليا وقريب هتبقي أم ولادي ... قالها وهو يغمز لها بعينه فأشاحت وجهها بخجل 
_ ربنا يسعدكو يا حبايبي ويقربكو من بعض ديما ويخليكو لبعض يارب ... قالتها جيهان 
خديجة و آدم : 
يااااارب 
جيهان : كنتي فين بقي ياست خديجة وأنا مكلماكي من بدري 
خديجة : 
معلش يا ماما كانت تعبانه وأغمي عليها وبقت بخير الحمدلله
_ ألف سلامه عليكي يا حبيبتي مالك ؟ ... قالتها جيهان 
خديجة : 
كنت دايخه شويه يمكن عشان ماكلتش 
آدم : 
طيب خليكي هنا مع ماما وأنا هاروح أطلبلكو دليفري 
جيهان : 
لاء أنت بس رجعنا القصر وروح ع الشركة 
آدم : أوبس ده أنا نسيت حوار الشركه ده خالص 
ضحكت جيهان وقالت : 
من لقي أحبابه نسي ....
قاطعها آدم وقال : أنا مقدرش أنساكو ياست الكل أنتو أهلي وناسي وحبايبي 
جيهان : 
ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمناش منك 
آدم : طيب يلا بقي تعالي أوديكو القصر أحسن لو أتأخرت أكتر من كده بابا مش هيدخلني الشركه تاني
جيهان : 
طيب ونتيجة الأشعه والتحاليل !
نظرت خديجة إلي آدم فقال هو : 
لسه هتطلع ع بكره متقلقيش هجبهالك بنفسي .
*************************************

_ في مصنع البحيري للحديد والصلب ...
_ زي ما حضرتك شايف يا أستاذ طه من إمبارح والأفران والمكن واقف ... وكل المناجم الي كنا بنشتري منها مانعه تبعلنا الحديد ... قالها المهندس كامل مسئول الإنتاج 
زفر طه وهو يجفف قطرات عرق جبينه : طيب والحل أي ... هو مفيش غير مناجم الواحات ف مصر كلها 
كامل : فيه بس قليل وملناش تعامل معاهم لأنهم بيتعاملو مع عابد الرفاعي وشريكه قصي العزازي 
صدح رنين هاتف طه فأجاب :
الو يا عمي أنا ف المصنع لسه ........
حاضر هجمعهم وهاجي .... سلام 
أغلق المكالمه وقال : 
بشمهندس كامل جمع كل المشرفين والمسؤولين الي ف المصنع كله طالعين ع الشركة ... عزيز بيه عامل إجتماع طارئ
_ بداخل الشركة ....
_يعني أي الكلام ده يا أستاذ نجيب !! صاح بها آدم 
نجيب : أهدي يا آدم بيه العصبيه مش هتفيدنا بحاجه ... المفروض دلوقت عزيز بيه هيجتمع بالموظفين والمسؤولين وهيفهمهم الوضع عشان منظلمش حد معانا 
قال آدم : 
حتي الكلاب الي كنا بنستورد منهم من بره بعتولي إيميل إن مفيش حديد متوفر حاليا 
نجيب : هي واضحه زي الشمس يا آدم بيه ده مخطط من كل الجهات وللأسف نجحو إنهم يوقعو مجموعة البحيري 
جلس آدم ع المقعد بيأس وقال : 
مستحيل !!! ... مستحيل !!
طرقت السكرتيرة باب المكتب ثم ولجت إلي الداخل وقالت : 
آدم بيه ... الإجتماع هيبدأ دلوقت 
نجيب : 
يلا بينا يابني لما نشوف عزيز بيه هيعمل أي

************************************

_ بداخل غرفة الإجتماعات ... 
يترأس عزيز الطاولة وأجتمع كل مسئولون ومشرفون المصنع وكذلك كل موظفين المجموعة 
عزيز : 
طبعا أغلبكو بدأ معايا من الصفر لما كانت المجموعه شركة صغيرة للتوريد وبعد كده كبرت ع إيديكو وبقي ليها مصنع للإنتاج ومن المصنع عملنا مجموعة بفضل مجهوداتكو وإخلاصكو ف العمل ... وزي ما بيقولو دوام الحال من المحال عشان كده جمعتكو النهارده وبعلن إغلاق مجموعة البحيري والمصنع بسبب المشاكل الي حصلت الفترة الأخيرة وإنهيار أسهمنا ف البورصة الي خسف بينا الأرض ... فادلوقت عشان أرجع تاني محتاج وقت كبير وراس مال أكبر ... ومينفعش أطلب منكو تصبرو لأن كلكو مسئولين عن بيوت وعيلة وأطفال .. بس متقلقوش كل واحد فيكو هياخد مبلغ يقدر يعمل بيه مشروع ع أده اعتبروها زي مكافأه نهاية الخدمه 
آدم : 
بس يا عزيز بيه مفيش فلوس كافيه للفلوس الي هتديها لكل موظف 
نجيب : 
ما أنا محبتش أقولك يا آدم بيه عزيز باشا أعلن عن بيع القصر ف المزاد 
آدم : 
هتبيع القصر !!
عزيز : 
لما نروح هنتكلم ف الموضوع ده مش وقته ... ودلوقت كل واحد يروح يجهز حاجته عشان تاخدوها معاكو وأسبوع بالكتير هينزل لكل واحد فيكو ف الفيزا بتاعته المبلغ الي قولتلكو عليه 
تعالت الهمهمات بين الحاضرين ليغادر الجميع تاركين عزيز الذي كان ف حالة يرثي لها وآدم الذي يحاول إستيعاب مايحدث وكأنه بداخل كابوس 
******************************

_ بداخل مكتب محامي للأحوال الشخصية ...
_ متقلقش خالص يا أستاذ عادل سيب الموضوع ده عليا زي مافهمتك كده ... وهخليهالك تيجي زاحفه تبوس رجلك وإيدك ... قالها المحامي 

شرد عادل ف الفراغ : 
حقه لو حصل الي بتقولو ده ليك عليا أحليلك بوءك بالي أنت عايزه 
المحامي: 
طبعا كل بتمنه يا برنس والموضوع الي قولتلك عليه ده لوحدو هيكلفك 10 بواكي غير أتعابي 
صاح عادل وقال : 
10 عفاريت ما ينططوك ليه يعني ده أنا أروح أجيب أي بت من إياهم وأديلها 500 جنيه وتقول الي أنا عايزو 
ضحك المحامي ساخرا وقال : 
عشان يا حدء تلبس نفسك قضيه تانيه 
عادل : 
هم خمسة الاف مفيش غيرهم 
زفر المحامي بسأم : 
خمسه .. خمسه .. أمري لله 
**************************************
_ بداخل قاعة محكمة الأسرة ....
تجلس رحمة بجوار إيهاب بخوف وقلق ...
_ أهدي وبلاش الخوف ده لازم تكوني قويه وأنتي بتحكي للقاضي عن كل الي حصل معاكي ... قالها إيهاب 
رحمة: 
مش أنت قولت إنك قدمت مذكره بأسباب رفع الدعوه يبقي أي لزمتها أحكي 
إيهاب : 
ده لو ف حالة المدعو عليه عادل كذب كلامك وده طبعا الي هيحصل ومش بعيد هيكون عامل حسابه 
رحمة : يعني أي ؟
إيهاب : 
متخافيش أنا أي حاجه هتحصل عامل حسابها .. أطمني 
قالها وهو يربت ع يدها ويحدق بداخل عينيها 
لتشرد ف نظراته ... فقاطع نظراتهم صياح عديلة التي تركض نحو رحمه لتعتدي عليها بالضرب 
_ اه يا دون يا زباله ... وربنا لأوريكي .
تصدي لها إيهاب وأمسكتها فاتن وقالت : أهدي ياما إحنا ف محكمه مش ف الشارع 
إيهاب : 
عيب الي حضرتك بتعمليه دي 
عديلة : 
العيب ع الفاجره الي جمبك دي لما تهرب وهي ع ذمة إبني والله أعلم كانت بتصيع ف حضن مين 
صاحت رحمة : 
أخرسي قطع لسانك ... أنا أشرف منك ومن إبنك الي محسوب علينا راجل 
_ أنا راجل غصب عنك يا بنت ال ......
صاح بها عادل 
جاء بعض عساكر الأمن وقامو بفض ذلك الإشتباك فقال إحدهم : 
كل واحد يقعد ف مكانه أحسن ما يتعملكو محضر إزعاج 
رمقها عادل بتوعد وقال : 
ماااااشي يا رحمة ... إما وريتك 
إيهاب : مترديش عليه 
رحمة : ربنا ياخدك أنت وأمك 
حدق بها إيهاب بعتاب وقال : 
أنا قولت أي 
_ سكت الجميع عندما حضر القاضي والمستشارون ...

*******************************

نادي القاضي ع رحمة التي أخذت تسرد له كل ما فعله بها عادل ووالدته ...بعد أن قدم إيهاب مذكرة بأسباب دعوة الطلاق ... وبعد أن أنتهت ... طلب من عادل إن يجيب ع ماقالته رحمة 
عادل : لامؤاخذه يا سيادة القاضي البت دي كدابه 
القاضي : ياريت يا أستاذ عادل تتكلم بأسلوب مهذب أحسن من كده 
عادل : آسف يا بيه .. أنا كان أصدي إن كلامها مش صح ... ومفيش أيتها حاجه حصلت ... والمفروض تبوس إيديها وش وضهر إن سترت عليها لما عرفت ف ليلة دخلتنا إنها مش بنت بنوت 
_ كدااااب ... والله العظيم كداب ... صاحت بها رحمه
صاح القاضي وهو يضرب بتلك القطعه الخشبيه ع المنصه وقال : 
هدوووء ... وأنتي يا أستاذه رحمه زي ما سمعناكي للأخر لازم نسمعه هو كمان 
همس لها إيهاب : 
أهدي وخليه يجيب كل الي عنده أنا محضر له مفاجأه هتطلع من دماغه 
جلست وهو تحاول السيطرة ع نفسها 
القاضي : 
أتفضل يا أستاذ عادل كمل 
عادل : 
المهم يا سيادة القاضي بعد الليله الغابره دي طبعا زي أي راجل دمي أتحرق وكان نفسي أقتلها بس قولت بلاش ده أنا عندي ولايا وربنا أمر بالستر .. بعدها روحت إتجوزت واحده الكل يشهد لأدبها وأخلاقها بنت ناس وأصول ولو تحب تسألها حضرتك إن أنا لامؤاخذه أقيمت حدود الله ولا لاء 
القاضي : 
وهي فين ؟
عادل : مستنيه بره يا بيه 
القاضي : 
نادي ع الشاهده يابني 
نادي الحاجب : 
حنان نوح عبد المتجلي 
ولجت فتاه ف بداية العشرينات ترتدي عباءه وحجاب تسير بخطي هادئة حتي توقفت أمام القاضي 
القاضي : 
أنتي حنان نوح عبد المتجلي ؟
حنان : أيوه يا سيادة القاضي 
القاضي : قولي والله العظيم هاقول الحق 
نظرت إلي عادل والمحامي الذي معه ثم قالت : 
والله العظيم هاقول الحق ... أنا وعادل متجوزين من قيمة شهر قعدنا أسبوع وبعد كده سافر ع شغله والحمدلله عادل راجل زي الفل وميعبوش حاجه أبدا وأي كلام يتقال غير كده كدب ف كدب 
هي مدام رحمة عملت كده لما عرفت إنه إتجوز عليه ... كيد نسوان يعني
تعالت الهمهمات بين الحاضرين 
_ هدوء يا ساده والي هيتكلم هيطلع بره ... قالها القاضي 
ثم أردف : محامي المدعيه يتقدم 
نهض إيهاب وبيده مجموعة أوراق ووقف أمام المنصه وقال : 
سيدي القاضي والساده المستشارون بدون أن أخوض كثيرا ف القيل والقال كما أستمعتم إلي موكلتي فهذه الأوراق أدلة مادية ع ما قالته ... بمعني هناك ورقة بإسم وعنوان عيادة الطبيب المختص بأمراض الذكورة والضعف الجنسي الذي كان يتردد عليه السيد عادل لإيجاد حل للمشكلة التي لديه
القاضي : 
والدكتور حاضر للشهادة 
إيهاب : 
نعم سيدي القاضي 
نادي الحاجب : الدكتور عصام جلال الدين 
ولج رجل ذو هيبة ووقار يرتدي نظارة طبيه 
القاضي : قول والله العظيم هاقول الحق 
_ دقيقه سيدي القاضي ... قالها المحامي التابع لعادل 
فأردف : هل من الأمانه المهنية أن يفشي الطبيب أسرار مرضاه !!
أجابه الطبيب : 
طبعا لاء بس واجبي يحتم عليا أن أنقذ سمعة وشرف بنت كل ذنبها وقعت ضحية لناس متعرفش معني للرحمه أو الإنسانيه ... سيادة القاضي أستاذ عادل كان بيتعالج عندي من سنين بس حالته للأسف ملهاش علاج وده بسبب عنده عيب خلقي ف الجهاز التناسلي ومينفعش يمارس العلاقة الزوجيه بشكل طبيعي فكان من الواجب إنه يصارح الناس قبل مايدخل بيوتهم ويخدعهم 
القاضي : شكرا لحضرتك أتفضل 
_ أنا عايز أقول حاجه يا سيادة القاضي ... صاح بها عادل 
القاضي : أتفضل قول 
عادل : الدكتور ده كداب أنا روحتله مرة واحده من سنة ولما لاقيته إنتهازي وبتاع فلوس روحت لدكتور تاني والحمدلله أتعالجت 
القاضي : 
طيب أتفضل قعد 
_ ثواني ياسيادة القاضي ...صاحت بها سيدة ف أواخر الأربعينات يمنعها العساكر من الدخول 
القاضي : 
خليها تدخل يابني 

****************************************

تقدمت تلك السيده فأتسعت أعين عديلة ونجلها 
القاضي : 
أتفضلي عرفي نفسك لهيئة المحكمه 
السيدة : أنا اسمي عدلات عوض عبد ربه 
أبقي خالة عادل وجايه أشهد بالحق 
القاضي : 
قولي والله العظيم لهاقول الحق 
عدلات : والله العظيم لهاقول الحق ... أنا ظلمت وشاركت ف ظلم بنت غلبانه ضحكت عليها أختي وإبنها وربنا أنتقملها ... بيتي أتخرب جوزي طلقني بعد ماسرق كل فلوسي ودهبي ...بنتي الوحيده جالها المرض الوحش ولما جوزها عرف رماها ف الشارع هي وعيالها ...فعلا الي بيجي ع الولايا مبيكسبش وربنا مبيسبش حق حد أتظلم 
القاضي : 
خشي ف الموضوع ع طول ياست عدلات 
عدلات : حاضر يابيه ... ف ليلة دخلة عادل طلبت مني أختي إن أساعدها ف إن إبنها لامؤاخذه يدخل ع مراته بلدي ... بصراحه كنت متردده وقولتلها حرام عليكي بلاش ... فهددتني بأن لو مسعدتهاش هتقاطعني العمر كله ... المهم ساعدتها بأن كتفنا البت المسكينة وعادل قام بالباقي وكأنه بيدبح دبيحة والبت يا حبة عين أمها كانت بتصرخ وإحنا كتمنا بوءها وبعد كده سبتهم وروحت ومن يومها ضميري مش مخليني عارفه أنام لحد ما ربنا أداني جزاتي عشان ظلمت وسكت عن الظلم .. وده كل الي حصل يا سيادة القاضي 
القاضي : 
طيب أتفضلي يا ست عدلات 
تعالت الهمهمات وظلت تدعو عديلة ع شقيقتها وتسبها وكاد يتشاجران ... حتي أوقفهم صوت الحاجب : 
محكمه 
القاضي : 
بعد الإستماع للمدعيه وللمدعي عليه وشهادة الشهود لقد قررنا هيئة المحكمة برئاسة المستشار نادي محمد السويسي بقبول الدعوة والحكم بطلاق السيدة رحمة من السيد عادل 
رفعت الجلسه 
قفزت رحمة من الفرحة والسعاده .. وأخذت تشكر إيهاب والسيده عدلات التي ظلت تتأسف وتعتذر لها وكذلك شكرت الطبيب .. ثم جثت ع ركبتيها وسجدت شكرا لله 

تعليقات



×