رواية صراع الذئاب الفصل الواحد والثلاثون بقلم ولاء رفعت
_ يقف أمام مرآه الحوض لحلاقة ذقنه بتأني ... رن جرس المنزل بإستمراريه مع طرق عنيف ع الباب فأنتفض لتنغرز حافة الشفرة بذقنه ... تأوه ثم زفر بضيق فقام بغسل وجهه بالكامل وأمسك المنشفه القطنيه يجفف وجهه وصاح بحنق :
حاضر ... حاااااضر
أتجه نحو الباب وقبل أن يفتح ألقي نظره من الفتحة المستديرة ليجد علاء الطارق وع وجهه علامات الغضب المستطير ...
فتح له الباب ... ليدفعه علاء جانبا وعيناه تجول ف جميع الأرجاء
صاح إيهاب بحنق : أي الداخله دي يا علاء !!!
رمقه بنظرات غاضبه وأجاب عليه :
رحمة فين يا إيهاب ؟؟
أجابه بإستنكار :
مش فاهم حاجة
علاء : رحمة هربت من إمبارح ومش لاقينها ولا عند أهلها ولا قرايبها ومش فاضل غيرك أنت
إيهاب : تقصد أي بكلامك !!
علاء : أقصد إنك الوحيد الي ممكن تلجأ له رحمة
إيهاب : وأي الي خلاك تفكر ف كده ده هي مرة الي قابلتني فيها لما جبتها المكتب
صاح علاء بغضب :
كدااااب ... رحمة جاتلك من غير ما اعرف بإمارة لما وصلتها الحارة من كام يوم بعربيتك
صاح إيهاب بغضب مماثل :
ولنفرض يا أخي أنت أي الي مضايقك ... كنت أخوها ولا أبوها ولا واصي عليها
جذبه علاء من تلابيب قميصه القطني وصاح قائلا :
تبقي مرات أخويا وسايبها أمانه عندي لحد مايرجع من السفر
أمسك إيهاب بيدي علاء ويبعدها :
عيب الي بتعملو ده يا علاء أنا مراعي الصحوبيه الي مابينا وإنك ف بيتي
أبتعد علاء وهو يجز ع فكه وقال :
والله العظيم يا إيهاب لو عرفت إن ليك يد ف هروبها مش هارحمك ولا هرحمها
أجاب عليه ببرود :
أعلي ما ف خيلك أركبه ... وقريب هخليها تتخلص من أخوك ومن عيلتكو كلها
زفر ف وجهه وقال ساخرا :
بس مش هتقدرو تتخلصو مني أنا يا صاحبي
قالها وغادر المنزل ...
_ بس ياستي ده كل الي حصل بعد مانزلتي ع طول ... قالها إيهاب حيث يجلس مقابل رحمة ف إحدي المطاعم المطله ع نهر النيل
تنهدت رحمة ثم قالت :
الحمدلله إن أنا نزلت قبل مايجي
رمقها بنظرات متفحصة وقال :
بس أنا حاسس إنك بالنسبة له مش مجرد مرات أخوه وبس
أنتابها التوتر فقالت :
أنت ليه بتقول كده ؟
إيهاب : لأنه صاحبي وعارفه ... لو شوفتي نظرات عينيه وملامح وشه لما قولتلو هتطلق وهتخلص منكو .. كنتي فهمتي أنا أقصد أي
رمشت بأهدابها عدة مرات وقالت :
أنا عارفه وكنت حاسه ومقدرش ألومه لأن قلوبنا مش بإيدينا عشان كده لما قررت أمشي مقولوش ع مكاني
تنهد إيهاب بأريحيه فقال :
طيب وأنتي؟
أبتسمت بتهكم وقالت :
أنا ! .. جربت الحب مرة وهو الي وصلني للي أنا بقيت فيه ... وأظن بعد كل الي جرالي عمري ما هقرر التجربة دي تاني سواء مع علاء أو مع غيره
إيهاب : أنا مش معاكي ف النقطه دي .. بمعني إن إحنا عشان فشلنا مرة ف إختيار كان غلط يبقي هنحكم ع قلوبنا بالسجن مدي الحياه ... يعني ممكن وأنتي ف عز محنتك تقابلي الشخص الي يحبك بجد ويقدر يعوضك عن كل الي مرتي بيه
قالها وظل محدقا ف عينيها ... شعرت بالخجل والتوتر فأحبت تغير مجري الحديث فنهضت وقالت :
ياااه الوقت جري بسرعه عن إذنك بقي لما ألحق أمشي
إيهاب : هتمشي ع فين ؟
رحمة : ما أنا نسيت أقولك الحمدلله لاقيت مطرح كده أوضه وصاله وحمام ف بيت كده قديم صاحبه راجل طيب خالص وهياخد مني إيجار قليل وكمان لما عرف إن بدور ع شغل طلب مني أشتغل معاه ف المكتبة بتاعته
إيهاب : وأنا بطلب منك تسيبك من شغل المكتبه دي وتعالي أشتغلي معايا ف المكتب
رحمه : ولما علاء يشوفني عندك ؟
إيهاب : متخافيش ميقدرش يعمل حاجه وأنا جمبك
رمقته بعدم إهتمام لما تفوه به فقالت :
إن شاء الله ربنا يسهل .. لازم أمشي قبل ما الوقت يتأخر
إيهاب : أستني هاوصلك
رحمة : لاء شكرا
قال بنبرة صارمه :
هاوصلك لحد تحت البيت وهاطمن عليكي لحد ما تطلعي وهامشي
شردت ف عينيه وأومأت له وقالت :
حاضر
**********************************
_ توقف بسيارته أمام إحدي المراسي ع نهر النيل ...
_ ها وصلنا أخيرا ؟؟ ... قالتها صبا حيث معصوبة العينين
_ أها وصلنا بس خلي الشريطه ع عينيكي لحد ما أنا إشيلهالك ... قالها قصي ثم ترجل من السيارة ليلتف إليها وفتح الباب وأمسك بيدها ليساعدها ف النزول وقال :
ع مهلك ... خليكي ماسكة ف إيدي
سار ممسكا بها حتي وصل أمام يخت ... وقف خلفها وقام بفك الرباطه من ع عينيها لتفتحهما ببطئ بسبب ضوء الشمس ... فأتسعت عينيها بفرحة غامرة عندما رأت حروف إسمها مضيئة بأعلي اليخت فقفزت بسعاده وقالت :
الله حلو أوي
أمسك يدها وقبلها وقال :
كل سنة وأنتي روحي وحياتي ... كل سنة وأنتي طيبه يا عمري
أرتمت ع صدره لتعانقه وصاحت بسعاده :
ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبدا
قصي : عجبتك الهديه ؟
صبا : تسلملي يا حياتي
قصي : تعالي أفرجكك عليه من جوه.. قالها ليفاجاءها وهو يحملها ع زراعيه فصاحت بمرح :
قصي .. نزلني مش هتعرف تطلع اليخت وأنت شايليني كده
_ أنتي مش واثقه ف قدراتي ولا أي ؟! ... قالها وغمز بإحدي عينيه ليقفز بها إلي اليخت وهي متشبثه به
ليولج بها إلي الداخل لتقع عينيها ع أروع وأرقي مارأت من تصميم هندسي وأرقي ديكور فني وكأنه منزل عائم وليس يخت ... يسود اللون الأبيض الأثاث بأكمله .. مزود بالأجهزة الترفيهية ولا سيما ذلك الركن الصغير المليئ بقوارير الخمر والنبيذ وبعض المشروبات ... أخذها للطابق العلوي الذي تتوسطه طاولة يحيطها مقاعد جلدية ومخملية وبأعلي الطاولة العديد من الأطباق لمختلف الأطعمة يتوسطها قالب حلوي ينيره سبع وعشرون شمعة بعدد ماتمت من السنين .
_ كل ده عشاني ياقصي !! ... قالتها صبا غير مصدقه بفرحه غامره
أمسك بيدها وقال بنظرات عاشقه :
أنا لو عليا نفسي أشتريلك كل الدنيا وأخليها ملكك ومابين أيديكي
رمقته بنظرات حب وهيام فقالت :
قصي
قصي :روح وقلب وحياة قصي
صبا : أنا بحبك أوي لدرجة مبقتش أقدر أبعد عنك ولا لحظه
غمرت ثغره إبتسامة عشق وقال :
يعني مش هتحاولي تهربي وتبعدي عني تاني
أومأت له بالنفي وقالت :
مبقاش ينفع أهرب عارف ليه ؟
جذبها نحو صدره وهمس بالقرب من شفتيها وقال :
ليه ؟
صبا : عشان من غيرك مقدرش أتنفس ولا أعيش أنت بقيت بالنسبه ليا الهوا والميه ... بقيت الدم الي بيجري ف عروقي ... بقيت النبض الي بيحيي قلبي الي بيدق بحروف إسمك
وإن إنتهت من كلماتها فغمر شفتيها بقبلات وكأنه يرتشف العسل من فمها ... وهي تشد من معانقته بقوة حتي كادت تولج إلي ضلوعه لتمكث بداخل قلبه الذي ينبض بعشقها ...
إنتهت قبلات العشق والعناق الآسر ليبدأ كليهما بالإحتفال ... أغمضت عينيها وهي تدعو بداخلها ثم أنحنت نحو القالب لتطفأ الشموع ليغمرها قصي بعناقه وحبه .
*******************************************
_ في ضريح عائلة البحيري ...
تقف أمام قبر والدها تضع الصبار والأزهار بجواره ... لتسقيهم بعبراتها التي تنسدل ع وجنتيها الورديتين ...
_ أزيك يا حبيبي وحشتني أوي ... أنا عارفه إن أتأخرت عليك ... بس تعرف بحس إن روحك معايا ديما .. أنا نفذت وصيتك بس مبقتش قادره أستحمل يا بابا ... خايفه لقلبي يكرهه وأنا لو كرهته عمري ماهقدر أحبه تاني ... قولي أعمل أي ... بحاول أقرب منه وهو لاء وكأنه بينتقم مني وميعرفش إن فضلت عايشه طول حياتي ع حبي ليه وأنا كنت عارفه إنه بيحب غيري وقلبه معاها ولما شاء القدر وبقيت معاه معرفش إنه هيبقي عذابي ...
صمتت وظلت تبكي حتي توقفت عن البكاء وأخرجت من حقييتها مصحف صغير وقالت :
طبعا وحشك صوتي وأنا بقرء القرآن خاصة سورة الرحمن ... أبتسمت لتبدأ ف تلاوة آيات الله بصوت عذب تنصت إليه بإستمتاع
أنتهت من القراءه ثم أخذت تدعو كثيرا له ...
نظرت إلي ساعة الهاتف لتجد إنه مر عدة ساعات وعليها المغادرة ... ألقت نظره أخيره ع قبر والدها وقالت :
مع السلامه يا حبيبي
غادرت الضريح وأستقلت السيارة لينطلق بها السائق إلي القصر
***************************************
_ يتراقصا معا ع إحدي الأغاني الغربية ذات الموسيقي الهادئة ...
_ قصي... قالتها صبا بنبرة دلال وهي تدفن وجهها بعنقه
_ أجابها بصوت وهو ف عالم أخر : أممم
صبا : حضنك حلو أوي
تساءل بمكر :
حلو إزاي ؟
صبا : مليانه دفا وحنية عمري ما حستهم غير وأنا جواه
قصي : عارفه ليه ؟
صبا : ليه ؟
قصي : عشان أتخلق علشانك أنتي
صبا : يعني مكنش فيه حد قبلي ؟
قصي : طبعا كان فيه
أبتعدت برأسها عن صدره وعقدت حاجبيها وقالت بحنق :
أه طبعا منهم الست سيلينا بتاعت روسيا والصفرا الي كانت معاك ف المكتب غير الله أعلم مين تاني ... أصلك كازانوفا عصرك وأوانك
قهقه من كلماتها وقال:
أه لو أعرف بتغيري أوي كده
أبتعدت عنه وهي تزمت شفتيها وقالت :
كنت هاتعمل أي أكتر من الي عملته ... ولا بتفرح لما بتحرق دمي
ضمها إليه وقال :
بعد الشر عليكي من حرقة الدم .. بس بعشق ملامحك لما بشوفك غيرانه عليا بحس بحبك أد أي بتحبيني وأطمني أنتي الوحيده الي ملكت حضني ومربعه جواه
فقالت بإستنكار مصتنع :
طب أنا مش بحبك وكنت بضحك عليك
قصي : عيني ف عينك كده ؟
قالها فحدقت ف عينيه التي تتسلط عليها أشعة الشمس وهي ف أودج غروبها لتتحول من لون الزيتون إلي لون العسل الصافي تلمع بسحر آسر لقلبها الذي أصبح يعشقه بجنون ... وهو كان كالتائه ف عينيها التي تشبه تعانق الجليد مع السماء الملبده بالغيوم الرماديه ... أقترب منها ويلامس وجنتها بأنامله وهو يرجع خصلاتها إلي خلف أذنها فهمس بشفتيه بنبرة عشق :
بعشقك يا صبا القلب والروح
تفوهت بشفتيها لتجيب عليه :
وأنا بعشقك ياقلب وعمر صبا
قصي : تعالي أفرجك ع باقي اليخت
إبتسمت بخجل فقالت :
هو لسه ف مكان مشوفتوش
حملها ع زراعيه وقال :
طبعا وده أهم مكان ف اليخت كله
قالها وهبط الدرج وولج إلي داخل الطابق الأول ليتجه نحو رواق ليقف أمام باب غرفه ودفعه بقدمه ...
رن هاتفه فقال:
مين الرخم ده الي بيتصل ف وقت غلط ده
ضحكت صبا وهي تنزل من ع زراعيه وقالت : شوف ليكون حاجه مهمه
قصي :
سيبك من الي بيتصل وركزي معايا مفيش حاجه أهم منك
قالها وأقترب منها ليقبلها فأوقفه مره أخري رنين الهاتف فزمجر وتأفف بضيق
_ خلاص رد الدنيا مش هتطير ... قالتها صبا
وقبل أن يخرج هاتفه من جيب بنطاله قام بخطف قبلة من شفتيها وقال :
تصبيرة صغيره
نظر إلي شاشة هاتفه ليجد المتصل آندرو ... عقد حاجبيه بتعجب وقال :
آندرو !!...
*********************************
_ تجلس بجوار زوجها النائم وتمسك بهاتفها تراسل إحدهم والإبتسامه تصل إلي أذنيها ثم أغلقت شاشة الهاتف وقالت بداخل عقلها :
دمك خفيف يا ابن اللذين مش زي كتلة النكد الي نايم جمبي
قالتها سماح وهي ترمق طه النائم بجوارها بإزدراء ... نهضت من جواره ذهبت إلي المرحاض
صدح رنين هاتفه ليستيقظ من النوم بتأفف ... فأجاب بصوت يغلبه النعاس:
الو ايوه ياعم كامل ....... حاضر أنا جاي دلوقت....... سلام
أغلق المكالمة وزفر بضيق ثم تناول علبة السجائر خاصته وأخرج واحده فأشعلها .....
خرجت من المرحاض تلتف حول جسدها منشفه قطنيه وتمسك بأخري تجفف بها خصلات شعرها المبتله ...
_ بقينا العصر وأنت لسه نايم ... قالتها سماح بنبرة تهكمية وهي تخلع المنشفه لترتدي ثيابها
أشاح بصره عنها وقال بغضب :
أي الي بتهببيه ده ...مش ف نيله أوضه تغيري فيها
أنتهت من إغلاق سحاب ثوبها فقالت :
الله هو أنا بغير أدام حد غريب !! ولا لازم أفكرك بإنك جوزي
طه : سمااااااح ... أتلمي أحسنلك... أنا أصلا مستحملك بالعافيه لحد ماتولدي وبعدها مش عايز أشوف وشك خالص
أقتربت منه وقالت بحنق :
طب إيدك ع فلوس عشان محتاجه شوية حاجات هاروح أشتريها النهارده
طه : مش لسه واخده من عمي ودتيهم فين !!
سماح : محوشها عشان أأمن بيها نفسي وإبنك الي جاي ف السكه
رمقها بإزدراء ولم يتفوه ... نهض متجها نحو غرفة الثياب وخرج منها يمسك بعدة ورقات من المال وألقاها ف وجهها
فصاحت بغضب :
أنا مبشحتش منك ع فكره ياروح أمك... ده حقي عليك وغصب عنك ... مش كفايه متجوزاك ع الورق وساكته
أقترب منها ليثني زراعها خلف ظهرها وقال :
لسانك القذر ده ميجبش سيرة أمي الله يرحمها تاني ...والي مصبرني عليكي الراجل الي عايشين ف خيره ... يعني إحمدي ربنا إن أنا ببات معاكي ف نفس الأوضه وع سرير واحد وأنا أصلا مش طايقك وأرفان منك وكلمه تاني زي الي نطقتي بيها مش هيهمني حد وهنزل فيكي ضرب وأخلص منك والي ف بطنك وأرتاح من وساختك
ترك يدها وهو يدفعها نحو التخت وتركها وذهب إلي المرحاض ... أمسكت بساعدها تتأوه من أثر قبضته فقالت :
اللهي تتشل ف إيدك يا بعيد .
طرقات ع الباب
أعتدلت من مظهرها فقالت :
مين ؟
أجاب الطارق : أنا علا يا سماح هانم ... الغدا جاهز
سماح : حاضر أنا نازله
نهضت وهي تلقي نظره ع هيئتها فغادرت الغرفة وف طريقها نحو الدرج ... توقفت لتسترق السمع أمام غرفة آدم الذي يصدح منها صوته المرتفع .
********************************************
_ منذ قليل ....
وصل كل من آدم و يوسف وياسين كل منهم بسيارته بعد رحلة بحث إستمرت منذ الأمس عن مروان وإنجي اللذان أختفيا وكأن ليس لهما وجود ولديهم الصغيرة ...
أتجه ثلاثتهم نحو جيهان التي تنتظرهم ف الحديقه ...
_ طمنوني عملتو أي ؟؟... قالتها جيهان بنبرة قلق وخوف ع حفيدتها
زفر يوسف الذي أرتمي فوق المقعد وقال :
عرفنا المكان الي كانت فيه الحيوانه الي إسمها إنجي هي والكلب مروان وبعد ماروحنا ملقناش حد ... نظر إلي آدم بسخط فأردف : والأستاذ آدم رايح يلبسنا ف مصيبة مسك البواب كان هيموتو ف إيده عشان يقولنا ع مكانهم والراجل خاف لروحه تطلع ف إيد إبنك قالنا إنهم مشيو من إمبارح ومعاهم البنت وميعرفش أكتر من كده
صاح آدم بغضب :
يعني كنت عايزني أخليه يتكلم إزاي !! ما إستعملت معاه الذوق والفلوس منفعش ... وأنا متأكد إنه عارف هم راحو فين وكان هيقول لولا خلصتوه مني إنت وياسين
كان ياسين ف عالم أخر فقال :
عن إذنكو أنا طالع أوضتي
وف تلك الأثناء ترجلت خديجة من السيارة التي جاءت للتو من الخارج متشحة بالسواد ... جاءت إليهم
_ السلام عليكم ... قالتها خديجة
فبادلتها جيهان ويوسف التحية ... ولكن آدم رفع عينيه وهو يحدق بمظهرها فقال :
كنتي فين؟؟
أجابت بتوتر وهي تنظر إلي جيهان ثم إليه :
كنت بزور بابا الله يرحمه
رمقها بنظرات حاده أرعبتها وقال بهدوء : أستأذنتني ؟؟
كادت تتفوه فقاطعتها جيهان وقالت :
أستأذنت مني أنا
أشار لوالدته بيده وقال :
لو سمحت يا ماما أنا بسألها هي وعايز منها
خديجة : أنا أتصلت عليك أكتر من مرة موبايلك كان مغلق
أخرج هاتفه من جيب بنطاله ليجده فارغ الشحن بالفعل ... ألقاه ع المنضده وقال :
وكان فيها حاجه لما سيادتك تستني أرجع من بره وتقوليلي وساعتها هقولك اه ولا لاء ولا بتقرري من دماغك كده وخلاص !!
شعرت بالحرج من أسلوب حديثه ونبرة صوته المرتفعه معاها أمام شقيقه ووالدته
يوسف : خلاص يا آدم محصلش حاجه
صاح آدم :
معلش يا يوسف دي حاجه مابيني ومابين مراتي ... والي الهانم فاكره إن عشان وافقت إجيبها القصر هتمشي كلامها عليا وتخرج وتدخل ع مزاجها !!
صاحت بحنق : أنت بتتكلم كده ليه وكأن عملت جريمة ... ماقولتلك كنت بزور بابا الله يرحمه ولو مش مصدق روح أسأل التربي وهو هيقولك
_ خلاص يا خديجة ... أطلعي يا حبيبتي غيري الأسود ده وأنزلي عشان تتغدي ... قالتها خديجة
خديجة : يعني يا ماما يرضيكي أسلوب إبنك معايا
غمزت لها بدون إن يراها آدم وهي تشير لها بأن تهدأ وقالت :
ما خلاص يا خديجة
كان يرمقها بتوعد ... لتجز ع أسنانها بحنق وصعدت إلي أعلي ... لينهض ويتابعها فأوقفته جيهان قالت :
آدم
آدم : متخافيش يا ماما طالع هاخد شاور وأغير هدومي
قالها وذهب خلف خديجة التي صعدت إلي أعلي وبداخلها يستشيط غضبا من أسلوب هذا الآدم الفظ
_ أوم أنت كمان يا حبيبي أطلع ريح وغير هدومك ده أنت منمتش بقالك يومين ... قالتها جيهان
يوسف : راحة فين يا ماما وبنتي خطفوها الكلاب الي لو وقعو ف إيدي وأقسم بالله ما هرحمهم
جيهان وهي تتصنع الهدوء قالت :
متقلقش عليها هي مع مامتها وعمر ما إنجي هتأذي بنتها ... هي بالتأكيد خافت إنك تحرمها منها بعد ماكنت هتمضيها ع ورقة تنازل حضانة البنت
يوسف :
دي إستحاله تكون أم أبدا وعمري ما ها أأمن ع بنتي معاها دي واحده خاينه وممكن تبيع الي من لحمها عشان مصلحتها وبس
جيهان : هدي أعصابك ومتحرقش ف دمك ... وبإذن الله هتلاقيهم وهترجع لوجي
شرد ف الفراغ وقال : يااارب
************************************
ثواني يا حبي هاروح أرد عليه بره وراجعلك تاني
حاوطت عنقه بزراعيها وقالت :
لاء هترد عليه أدامي ... ولا خايف لميطلعش آندرو
أجاب عليه وهو يوقفها بإشاره من يده لتصمت:
(الحوار مترجم)
قصي : الو
آندرو الذي يتمدد ع بطنه وتقوم إحدي الفتيات بعمل تدليك لظهره :
مرحبا بعزيزي الملك كيف حالك يا رجل ؟
أبتسم قصي وقال :
بخير وف أحسن حال .. قالها وهو يجذب صبا إلي صدره
آندرو : أنا أعاتب عليك يا رجل ... كيف تتزوج شقيقتك ولم تخبرني أو تدعوني إلي الزفاف
تجهم وجه قصي وأبتعد عن صبا فقال :
شقيقتي تزوجت !!
آندرو :
رأيتها منذ يومين ف المطعم الفرنسي بروما وبرفقتها شاب عربي ومصري مثلكما ... كنت أظن إنه رفيقها لكن علمت بعد ذلك من صديق لي ف السفارة إنهما متزوجان
قال قصي بتصنع :
أعتذر منك صديقي لكن حدث الزواج سريعا بسبب ظروف سفر كارين كما تعلم إنها تكمل دراستها لديكم
آندرو :
لا عليك يا ملك ... أردت أن أبارك فقط
قصي :
شكرا لك ... قالها وأغلق المكالمه وظل متسمرا بمكانه ... تحولت حدقتيه إلي ظلمة معتمه ...
_ قصي ... هو أي الي حصل ؟؟ ...قالتها صبا بخوف وقلق
لم يجيب عليها وقام بمهاتفة كنان ..
قصي : إيوه يا كنان خليهم يحضرولي الطيارة عشان مسافرين الليله دي ...
أغلق المكالمة وهو يجز ع فكيه بغضب فصاح بزمجرة جعلتها ترتعب منه ...
قالت بنبرة ع وشك البكاء وهي تقترب منه :
قصي ... ف أي !!... أنا مش فاهمه حاجه ؟
ألتفت إليها بنظراته المرعبه وصاح ف وجهها وهو يمسك زراعها بقوه :
أنتي كنتي عارفه ؟؟
صبا : عارفه أي ؟؟
قصي : يعني متعرفيش إن الأستاذ إبن خالك إتجوز أختي من ورايا وسافرو إيطاليا ؟؟
شهقت بصدمه وهي تضع يدها ع فمها وقالت :
إتجوزو !!!
قصي : عارفه ياصبا لو طلعتي كنتي عارفه ومخبيه عليا ... الي هاعملو فيكي مش أقل من الي هاعملو فيها ... عشان مش قصي العزازي الي يتضحك عليه
صاحت قائلة :
والله ما أعرف حاجه عنها من ساعة ماقولتلي هربت من المستشفي
قصي :
أنا هاشوف شغلي مع الكلاب الي مخليهم يدورو عليها ... وأنتي أجهزي هاوديكي عند باباكي عشان مسافر
صبا :
وأنا مش هاروح عند بابا وجايه معاك رجلي ع رجلك
صاح بغضب :
أنا كلامي يتسمع ... مش رايح أتفسح ... أنا رايح أجيب الي أستغفلتني وأتجوزت من ورايا ... وأقسم بالله لأربيها وهخليها تندم ع اليوم الي فكرت فيه تعصاني .
****************************************
_ بالأعلي بعد أن ولجت إلي داخل غرفته خلعت الحجاب وهي تلتقط أنفاسها المتصاعده وتجلس ع الفراش بأريحيه
ولج إلي الغرفه بهدوء التي تسبقه العاصفه ... يحدق بها بنظرات كادت تقتلها رعبا ... تصنعت التجاهل لتنهض وتبتعد من أمامه فصاح أمرا :
أقفي عندك ... أي شوفتي عفريت !!
لم تجيب عليه ولم تعطيه إهتمام وكادت تذهب إلي غرفة الثياب
جذبها من رسغها لتلتف إليه وخصلات شعرها تتساقط حول وجهها ...وقال من بين أسنانه :
بعد كده لما أكلمك تردي و متعمليش نفسك فيها خرسه
جذبت يدها من قبضته وصاحت ف وجهه :
طول ما صوتك عالي وأسلوبك وحش معايا حتي أدام الناس مش هرد عليك وهتجاهلك لأن لو رديت مش هيعجبك ردي
إبتسم بسخريه وغضب وقال :
ماتقوليلي ع ردك الي مش هيعجبني يا خديجة هانم !
خديجة : وأنا مش ف مزاج أدخل معاك ف حوارات مبتخلصش لأن خلاص تعبت منك
قالتها لتهم بالذهاب من أمامه فجذبها من خصلاتها بقوه وقال :
تعبتي مني !!أي شيفاني بعذبك ولا بنيميك وبصحيكي ع علئه !!
صرخت بتأوه وصاحت :
آآآآآآه ..سيب شعري ... وأبعد عني
أقترب من وجهها حيث قبض ع فكها بقبضته الأخري وقال :
أنتي لسه شوفتي حاجه ... أنا هاعرفك إزاي تمشي من دماغك إزاي ... وكلها اليومين دول نطمن ع ماما ولوجي ترجع ليوسف ووقتها هنرجع ع بيتنا وهناك هاعلمك الأدب من أول وجديد
صرخت ببكاء وهي تتخلص من قبضتيه :
كفاااااايه ...كفايه بقي لحد كده ... أنا إستحملت الي ميستحملوش جبل ... بص يا إبن عمي زي ما إتجوزنا تطلقني بالمعروف
وإن تفوهت بكلمة الطلاق فتحولت ملامحه إلي وحش كاسر لكن كانت إجابته كانت كالسيف الذي يخترق قلبها ويقطعه لأشلاء بعد أن دفعها ع الفراش :
عايزه تطلقي ! من عينيا بس بشرط ... أخد حقي منك الأول
حدقت بعدم فهم وقالت :
وأنا عملت فيك أي وحش عشان عايز تاخد حقك مني !!
أقترب منها وهو يلمس خصلات شعرها بنظرات خبيثة وقال :
حقي الي ما أخدتهوش منك ف ليلة دخلتنا يا حبيبتي ولا نسيتي !!
نهضت من أمامه وقالت بتوتر جلي :
وأظن إن وقتها قولتلك إن جوازك مني هيبقي ع ورق ولا أنت نسيت !!
أمسكها من عضديها وأجاب بسخريه :
لاء منستش بس عايزك تعرفي إنك طلاقك مش هطوليه غير لما تنفذي الي طلبته منك وإلا هتفضلي عايشة معايا زي البيت الوقف
أبعدت يديه عنها ورمقته بتحدي وقوة وكبرياء معا :
وأنا هطلق منك يا آدم من غير الي ف دماغك ده يحصل ... لأن ماعاش ولا كان الي يجبرني ع حاجة غصب عني
أجابها بنفس التحدي والعناد :
وأنا الي بقولك يا خديجة أنتي الي بنفسك هتيجي لحد عندي وهتنفذي الي قولتلك عليه عشان أرضي أطلقك
خديجة :
وأنا مش هخليك تلمس شعره مني يا آدم ولو وصلت هارفع عليك قضية خلع
جذبها بعنف وصاح بغضب :
أنتي عماله تهدديني وأنا ساكتلك ... فاكره نفسك أي !!.. أنا ممكن أخد منك الي أنا عايزه ف أي وقت ... قالها ليتعدي عليها مقبلا شفتيها رغما عنها ... دفعته بكل قوتها فأبتعد عنها فألتقطت حجابها وركضت إلي الخارج لتقابل ف وجهها سماح التي لوت شفتيها يمينا ويسارا وقالت بسخريه :
ده شكل رجالة العيله كلهم بيتجوزو ع ورق ... ياعيني علينا وع بختنا المايل
**************************************
_ طرقت ع باب غرفة ملك ليأتي صوتها من الداخل تأذن لها بالدخول
فتحت الباب وولجت لترمقها ملك بقلق ... فأرتمت خديجه بين زراعيها وأجهشت بالبكاء
_ ديجا .. مالك يا حبيبتي ؟؟ ... قالتها ملك وهي تربت ع ظهرها
هدأت قليلا لتتفوه بين بكاءها :
أنا عايزه أمشي من هنا ياملك .. أرجوكي ساعدني
ملك : أهدي بس وفهميني ... هو أبيه آدم عملك هو الي عامل فيكي كده !!
خديجة : معلش يا ملك مش قادره أتكلم
ملك :خلاص بطلي عياط وأومي أغسلي وشك ... وتعالي ننزل نقعد مع مامي تحت زمانهم جهزو الغدا
خديجة : أنزلي أنتي أنا مليش نفس
ملك : تبقي عبيطه ... سوري يعني قولتلك كده ... بس خديها نصيحه مني ضعفك وعياطك ده هو الي هيقويه عليكي .. أنا معرفش أي الي حصل بس أعرف أبيه آدم كويس هو لما يلاقي قاعده بتضحكي وتتكلمي ولا كأن حاجه حصلت هيتغاظ وهيولع ...أوعي تبيني ضعفك أدام أي راجل أسأليني أنا
كفكفت عبراتها وقالت :
أنا هادخل أتوضي وهاصلي العصر وبعد كده ننزل
أبتسمت ملك وقالت وهي تعانقها : أيوه كده هي دي ديجا القويه الي أنا عارفها
_ بالخارج ما زالت تقف تسترق السمع ..
_ أنتي واقفه عندك بتعملي أي ؟؟... قالها طه فأنتفضت سماح بذعر
وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم ... خضتني ... وأنت مالك أقف ولا أقعد
طه : لاء مالي ويلا إنجري أدامي ع تحت زمانهم مستنينا ع الغدا خليني ألحق أروح ع المصنع وأشوف شغلي
سارت أمامه وهي تقلد تعابير وجهه الحاده بدون إصدار صوت
***************************************
_ وبالأسفل في غرفة المائدة... يجلس كل من عزيز وجيهان ...
جاء كل من سماح وطه وخلفهم آدم الذي أستحم وأبدل ثيابه بثياب قطنية رياضية ... وبعد دقائق وصلت ملك وبرفقتها خديجة التي ما زالت مرتديه الأسود ... جلسو جميعهم حول المائدة التي يترأسها عزيز
_ أنتي لسه مغيرتيش الأسود ده يا خديجة !! .. قالتها جيهان
خديجة : أنا مرتاحه فيه
قال آدم بدون أن ينظر إليها :
الأسود ده متلبسهوش تاني غير لما أموت
نظر إليه الجميع
_بعد الشر عليك يابني ليه بتقول كده ... قالتها جيهان
_ مش يمكن موتي ده هيريح ناس كتير . . قالها آدم وهو يرمق خديجة بطرف عينيه
تحشرج حلقها وأنتابها السعال فوضعت كفها ع فمها
ملك : خدي أشربي ... قالتها وهي تعطيها كوب الماء
فأشارت إليها بإنها لاتريد فنهضت وهي تشعر بالغثيان لتركض إلي الخارج
_ مالها خديجة يا آدم ... قالها طه
آدم : معرفش أنا كنت لسه جاي من بره
جيهان : شكلها واخده برد ف معدتها عشان كانت بتسألني ع علاج للبرد الصبح
_ ومش يمكن تكون حامل ... قالتها سماح وهي ترمق آدم بخبث لأنها تعلم إنه لن يقترب منها بعد
طه : سماح خليكي ف حالك وملكيش دعوه بحد
عزيز : كفاية رغي وخلص أكلك عشان رايح معاك ع المصنع هاشوف الي حصل
كان آدم يفكر بجملة سماح التي تفوهت بها بطريقه تهكميه ليشعر بالإمتعاض ويتخلل صدره الشك ...
_ آدم ... صاح بها عزيز
أنتبه إليه وقال : نعم يا بابا
عزيز : بطل سرحان وأنتبه ليا .. أنا وطه طالعين ع المصنع وأنت أطلع ع الشركة عشان هتقابل نجيب
آدم : حاضر
ملك : بابا كنت عيزاك تحولي كريدت ع الكارد بتاعتي عشان خلاص قربت تخلص وأنا محتاجه شويه حاجات عشان الجامعه خلاص بعد يومين
عزيز :ماشي .. بس خدي مصعب معاكي
ملك : أنت نسيت يا بابا أناالجارد بتاعي دلوقت يبقي عمر
_ عمر مين؟؟ ... قالتها جيهان
عزيز :واحد من الحرس أختارته بنتك ال أي أصلها زهقت وحبت تغير الحارس بتعها
قالت جيهان بنبرة جديه : بطلي دلع ... ولو عايزه تخرجي يبقي تاخدي مصعب يا إما مفيش خروج ... ده الوحيد الي أأمنه عليكي
ملك : ده كان من حراس بابي
جيهان : بنت إسمعي الكلام وبطلي جدال
ملك: مامي بليز أنا مرتاحه كده
_ إسمعي كلام ماما ...أنا كمان مبقاش مطمن عليكي غير مع مصعب ... قالها آدم
قالت بحنق : خليك ف نفسك لو سمحت
عزيز : خلاص إسمعي كلام أخوكي ومامتك هم عندهم حق
نهضت وهي تجز ع فكها بحنق لتغادر وتصعد إلي غرفتها
_ جيهان هانم ... مدام خديجة بتعتذر لحضراتكو وطلعت ترتاح فوق عشان تعبانه ... قالتها سميرة
نهض طه وقال : أنا طالع أطمن عليها
_ خليك أنت ياطه عشان تلحق تروح المصنع أنت وبابا وأنا طالع هاشوفها مالها ولو تعبانه هاجيبلها الدكتور ... قالها آدم
تنهد بقلق وقال : طيب لو ف حاجه كلمني ع طول
أومأ له بعينيه وقال : متقلقش ... ثم نظر إلي والدته وقال :
ماما حضري نفسك بعد ساعه هاخدك ع المستشفي عشان تعملي الأشعة
جيهان وهي تغمز إليه بأن يصمت فقال عزيز :
مالك يا جيهان أنتي تعبانه ولا أي
أبتسمت جيهان وقالت :
لا ده شوية صداع بيجيلي كل فترة بسبب الضغط ... هو آدم الي مكبر الموضوع ع الفاضي
آدم : ماما أنا هستناكي زي ماقولتلك... قالها وهو يرمقها بإمتعاض
زفرت بضيق وقالت :
سيبك مني دلوقت و أطلع أنت شوف مراتك وأطمن عليها
ذهب آدم .. فقال عزيز : جيهان روحي المستشفي وأطمني ع نفسك لأن فعلا ملاحظ عليكي الصداع الكتير
_ أيوه مينفعش تسكتي يا جيجي هانم متعمليش زي عمتي كانت بتتعب زيك وفضلت ساكته ع نفسها لحد ما وقعت من طولها والدكتور قالها ده أنت عندك كانسر ع المخ وف مرحلة متأخره كمان ... قالتها سماح بنبرة إستفزازيه
عقدت جيهان حاجبيها وقالت بحنق :
ربنا يشفيها ويشفي كل مريض
طه : مش قولتلك خليكي ف حالك !! ولا لازم تتهزأي عشان تخرسي خالص
عزيز : خلاص يا طه مفيش داعي للي بتعملو ده
سماح : الحق عليا بوعيها يعني .. اهي عمتي مكملتش شهرين وأتكلت ع الله
_ ربنا يرحمها ياسماح ... أنا طالعه المكتبه أقرأ شويه ... صاحت بها جيهان وهي ترمق سماح بسخط
نهض عزيز وقال :
يلا أنت كمان يا طه نروح نشوف الي ورانا
ذهب الجميع ليتبقي تلك الأفعي فقالت بسخريه : شوفي الوليه بتزغر لي إزاي ... يلا خليها تتكل ع الله وأبقي أنا هنا ست القصر ... ست أي فشر أصدي هانم القصر ...والله وهتلعب معاكي يا موحه .
**************************************
_ ولج إلي الغرفة بهدوء ليجدها مدثره بالغطاء ... أوصدت عينيها عندما شعرت بوجوده
ظل واقفا وجملة سماح تتردد بداخل عقله ... نفض ما بعقله من ظنون سيئة ... وكاد يذهب إلي غرفة الثياب لكنه تراجع وأقترب منها وهو يجذب الغطاء من فوقها وقال :
أنا عارف إنك صاحيه أومي وفهميني أي الي بيحصل ده!!
نهضت من ع الفراش وقالت :
إيوه أنا صاحيه بس تعبانه ومش قادره أتكلم فياريت تسيبني ف حالي
زفر من بين كفيه وجلس بجوارها وقال :
ما أنا عايزك تفهميني سبب الي حصلك تحت ده أي !!
خديجة : معدتي قلبت عليا عشان واخده برد ... مش محتاجه تفسير
حدق بعينيها والشك يساوره ... فأردفت بقلق :
أنت بتبصلي كده ليه ؟؟
آدم : مفيش... عموما أنا رايح المستشفي مع ماما عشان يعملولها الإشعه والتحاليل
خديجة : أنا جايه معاكو
قال بسخريه : مش بتقولي تعبانه ... هتيجي تعملي أي معانا !!
خديجة : أنا مش رايحه عشانك ... عشان ماما جيهان
آدم : طيب ... أومي جهزي نفسك وأقلعي الأرف الي أنتي لبساه ده
زفرت بضيق ورمقته بسخط وقالت بداخل عقلها :
صبرني يارب ع البني آدم ده ...ماااااشي يا سي آدم إن خليتك تطلع دخان من ودانك زي ما بتحرق ف دمي مبقاش أنا خديجة .
_ ونذهب إلي يوسف الذي كان يتهرب من واقعه المؤلم إلي النوم لتأتيه ف أحلامه إبنته تستغيث به ثم تأتي إليه علياء وهي تبكي وترجوه أن لايتركها .. لتتداخل الصور والأحلام ف بعضها البعض ... فأستيقظ بفزع وجسده يتصبب عرقا وقال :
أعوذب بالله من الشيطان الرجيم .. ليتناول كأس من الماء وأرتشف منه القليل ونهض متجها نحو المرحاض يخلع ثيابه ويقف أسفل المياه المنهمره وخصلات شعره متدليه فوق جبهته بغزاره
صدح صوت رنين هاتفه بالخارج ... فأوصد المياه ع الفور ليتناول منشفه قطنيه يلفها حول خصره بسرعه وركض إلي خارج المرحاض والمياه تتساقط من جسده ف كل خطوه يخطوها
أمسك بهاتفه ليري (رقم مجهول ) ليأتي ف ذهنه إنه خاص بمروان ... ضغط ع علامة الإجابه ووضع الهاتف ع أذنه وأستمع للمتصل الذي قال :
أدامك ساعتين زمن بالكتير لو عايز بنتك تيجي ع العنوان الي هابعتهولك ف رساله ومعاك 10 مليون جنيه .. شوفت أنا مش طماع إزاي !!
صاح يوسف :
وربنا ما أنا سايبك يا مروان الكلب وهاعرفك إزاي تخطف بنتي
قهقه مروان بسخريه وقال :
عادي زي ما أخدت مراتك الي هي كانت ليا من الأول بس أطمن أنا هاسلمهالك مع البنت وبكده أخدت حقي منك ومنها ع الي عملتوه معايا زمان
يوسف : خليهالك إشبع بيها مش ناقص زبالة ف حياتي تاني
قال مروان ليثير غضب الأخر :
مش عيب تقول كده ع أم بنتك ! ده حتي أنوجه فرسه جامده أوي مش عارف كنت سايبها دي إزاي
صاح بغضب : عشان و..... فسبتهالك لأن الزباله بتتلم ع الزباله الي زيها وأنا نضيف ومش ناقص قذاره
قهقه مروان بسخريه وقال :
براحه ع أعصابك يا جو ليطقلك عرق ولا حاجه ... عموما متنساش الفلوس مقابل بنتك لإما مش هتشوفها طول عمرك تاني ... وطبعا من غير ما أقولك لو البوليس عرف حاجه هتندم كتير لأن ساعتها هتستلم بنتك من المشرحة يادكتور
يوسف : إياك تلمسها يا إبن ال.....
قاطعه صوت إغلاق المكالمه ... جز ع أسنانه وكاد يتحطم الهاتف ف قبضته لتأتيه رساله من الرقم المجهول بالعنوان .... ليذهب يرتدي ثيابه مسرعا