رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل الثلاثون 30 بقلم ولاء رفعت علي



 رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل الثلاثون بقلم ولاء رفعت علي 

_ أرتمت علي المقعد بأريحية خلف مكتبها وهي تطلق زفرة عميقة نتيجة التعب .. سحبت مشبك شعرها لتنسدل خصلاته الفحمية وتتناثر علي كتفيها و حول وجهها مما أعطاها مظهر أكثر جذابية ... فتحت إحدي الأدراج وأخذت من داخله هاتفها فوجدت العديد من المكالمات الفائتة من والدتها، وكادت تجري الإتصال بها فأوقفتها طرقات علي الباب ..أعتدلت في جلستها وهي تقول :

- أتفضل .

فتح الباب و ولج بإبتسامته التي تسحرها ... يسبقه رائحة عطره الآسر لروحها ... أزدردت ريقها بتوتر وخجل لم تستطع إخفاءه عن نظراته التي تلتهمها .

_ يوسف ! .. كارين كويسه ؟.

قالتها وكادت تنهض فأمسكها من يدها قائلاً :

- خليكي ... أنا جاي أقعد معاكي شوية .

سحبت يدها بلطف وجلست وهي تجمع خصلاتها وتلتقط المشبك فأوقفها مرة أخري وأختطفه من يدها :

_ أنا بحبه كده متلمهوش .

وكانت نظراته حديثها أبلغ من كلماته مما جعلها ترتبك وتتوتر أكثر ... فقالت بتردد وهي تتحاشي نظراته :

- في حاجه ؟.

أجاب عليها ومازال مبتسماً :

- اه فيه .

رفعت حاجبيها بدهشة .. فأستكمل حديثه :

- فيه إنك رجعتي تتهربي مني .. يعني مثلاً أجيلك أعدي عليكي عشان أخدك ف طريقي وإحنا جايين المستشفي ألاقيكي تقوليلي أي حجه متقنعش عيل في حضانة وبعديها بمزاجي .. حتي لما بكلمك لما بتروحي أطمن إنك وصلتي بالسلامة مبترديش ولا بتردي حتي علي رسايلي .. ممكن أفهم في أي ؟.

تنهدت ثم نهضت وأتجهت نحو النافذة تنظر إلي سماء الليل حالكة السواد .. وبدأت تتحدث:

_ توصيلك ليا و كلامك في التليفون وكل الإهتمام ده تحت مسمي أي بالظبط ؟.

أقترب منها عدة خطوات حتي أصبح قريباً للغاية .. يقف خلفها وأنفاسه تخترق خصلاتها المنسدلة فشعرت بحرارة تلفح بشرتها وهو يجيب :

_ تحت مسمي إنك خطيبتي وهتبقي مراتي .

أغمضت عينيها بقوة وهي تحاول التشبث بحصونها التي تنهار جداراً تلو الآخر ، لم تتحمل أكثر من ذلك فأبتعدت بمسافة قليلة وألتفت إليه قائلة:

_ يوسف أنا متفهمة كويس الظروف الي بتمرو بيها بداية من حادثة ملك لحد خلافاتك مع باباك ده غير حاجات كتير .. بس أنا تعبت .

صمتت وهي تحاول أن تخفي دمعاتها التي تجمعت وعلي وشك البكاء ... أسترسلت كلماتها بنبرة ضيق وإختناق :

- أنا كل يوم باجي علي نفسي وبقول خلاص هايجي ويطلب إيدك رسمي.. غير ضغوط ماما عليا وكلامها الي بيوجعني ... عمي الي كل كام يوم يجيب لي عريس ولما أرفض يديني كلام زي السم غير بيتهمني إن السبب في موت بابا الله يرحمه .. بيقولي أنتي قهرتيه لحد ما قلبه مستحملش ومات .

أجهشت بالبكاء حتي شعر بتمزق قلبه لأشلاء .. لايتحمل رؤيتها في تلك الحالة .. أخرج محرمة من جيب بنطاله وأقترب منها ليجفف عبراتها .. رمقته بنظرة عتاب وألم بنشيج .. فأثارت نظراتها الدامعه عشقه الدفين نحوها .. أقترب منها للغاية هامساً :

- علياء إستحمليني خلاص هانت أنا بح....

.. وقبل أن يتفوه بكلمته دفعته في صدره وهي تصيح :

- أيوه أنا السبب في موت بابا لما كانت الدنيا مش سيعاه من الفرحة وهو مستنيك تطلب إيدي منه ولما إنجي باعتتلي مسج إنك بتكتب كتابك عليها محستش بنفسي وقتها .. إحساس فظيع وأنت بتتعرض للخذل والغدر والخيانه من أكتر حد أقرب ليك من نفسك .. بابا حبيبي مستحملش يشوفني كده مات في ساعتها .. بعد كل ده تقولي إستحمليني !!.

جز علي فكه حنقاً من نفسه ومن كلماتها مثل الجمر ينغرز في جراح قلبه التي إلتئمت منذ أن عادت إليه ... لم يستطع السيطرة علي نيران صدره فأنفجرت كلماته في وجهها :

- ده علي أساس إن أنا كنت عايش في راحة ... أنا وقتها زي أي شاب لسه بيدرس وبيحدد مستقبله .. وزي ما حكتلك قبل كده جوازي من بنت خالي كان غصب أتحطيت أدام مستقبلي الي طول عمري بحلم بيه في كفة وجوازي منك في الكفة التانية ... عارف إن دي أنانية وأتأسفتلك وزي ما حكتلك دفعت التمن وغالي أوي كمان ... متجيش بعد ما الدنيا بتدينا فرصة نكون مع بعض تيجي أنتي وتتكلمي في الماضي وحطالي شرط بابا يجي بنفسه وأنا بتقدملك برغم مامتك أخيراً وافقت لما عرفت ظروفي.

ألتقط أنفاسه وأطلق زفيراً ... أمسك عضديها برفق مردفاً كلماته بنبرة رجاء عاشق :

- علياء .. أنا بحبك وعمري ما هتخلي عنك تاني مهما حصل .. أنا مستعد أعمل أي حاجه عشان أرضيكي .. لكن موضوع بابا ده إنسيه خالص.. شليه من دماغك .

رفعت زواية فمها بسخرية وقالت بتهكم جلي :

_ ياااه .. للدرجدي أنا قليلة أوي ومش أد المقام عشان والدك مستحيل إنه ينزل من كرسي العرش بتاعه ويطلب إيد بنت الراجل الي ظلمه وجبروته إتسببه في موته !.

لم يدرك قبضته التي إزدادت ضغطها بقوة وهو يصيح في وجهها غير آبه لعلامات الألم والإمتعاض المرتسمة علي ملامحها :

- بصي بقي عشان أنا جبت أخري معاكي .. أناهاتجوزك يعني هاتجوزك .. هتقوليلي ماما هتقوليلي عمك .. الجن الأزرق.. أنا ميهمنيش حد .. أنتي بتاعتي فاهمه ؟.

برغم ماتشعر به من ألم قبضة يديه لكن عينيها متسعه من هول ملامحه الثائرة وكلماته التي تحمل في طياتها الأمر والتملك والتهديد ... أفاقت علي صوته الهادر وكاد يصيبها الصمم.

_ ردي عليا ... فاهمة ولا لاء ؟.

تريد الإجابة لكن هنا لم تستطع أن تكبت ماتشعر به فأجهشت بالبكاء وهي تبعد يديه عنها وتدفعه في صدره بقوة .

_ أوعي أبعد عني .

صاحت بها وهي تبكي وغادرت الغرفة علي الفور .

وحين أدرك مدي غضبه وما أقترفه منذ لحظات ... جز علي أسنانه بحنق وأخذ يضرب قبضته في الحائط .. ينهر نفسه :

- غبي ..غبي .. غبي .

__________________________________


_ أستيقظت من سبات عميق فأخيراً وجدت راحتها بين يدي زوجها و عاشقها ومحبوبها الذي أصبح كل شئ لها .

أخذت تتأمل ملامحه الساكنه التي تنعم بروح عاشق وحنان قلب متيم تلمست كل ذلك في كل لمسة وهمسة ونظرة في ليلة حالمة مليئة بمشاعر دافئة جمعت بين قلوبهما كما جمعت جسدهما في ملحمة حب عاصفة أفاض كل منهما بمشاعره نحو الآخر ... فهي لم تتوقع إنها تعشقه إلي هذا الحد وهو أيضاً لم يدرك كم هو متيم بها سوي عندما أصبحت بين يديه بكامل إرادتها تمنحه قلبها وروحها وكل ما تملكه لتعلن له حبها العارم .

فتح جفونه وأتسع ثغره بإبتسامة ساحرة ... بادلته بإبتسامة خجولة وأزداد تورد وجنتيها ... تفوه بصوت عذب أوقع حنايا قلبها فتعالت دقاته المتتابعه :

- صباح الورد علي أجمل ضحكة ف الكون كله .

قالها وأخذ يلامس خصلات شعرها المنسدلة علي وجهها الملائكي ... وقام بتجميعها خلف أذنها حتي يستطيع الإستمتاع برؤية ملامحها لاسيما إبتسامتها التي تجعله ثملاً... أجابت عليه بخجل :

- صباح النور عليك يا .. حبيبي .

أخفضت صوتها للغاية في الكلمة الأخيرة

رفع حاجبيه وأتسع ثغره بفرحة عارمة :

- قولتي أي ؟.

تسائل محاوطاً وجنتيها بين كفيه ... أبتلعت لعابها وتأرجحت مقلتيها بتوتر فأجابت بخفوت وعينيها تنظران لأسفل :

- حبيبي .

جذبها برفق وحنان إلي صدره يحتضنها غير مصدق مايحدث وطبع قبلة حميمية فوق كتفها ثم أبعد وجهها لينظر في عينيها ذات النظرات المهلكة :

- بحبك يا شيماء .. بحبك ..بحبااك .. بحباااااااااااااك .

صرخ بكل قوته وكأن قلبه وعقله وكل خليه في جسده تصرخ بها ... جذبها مرة أخري في عناق قوي يريد أن يدخلها بين ضلوعه ويدثرها بجلده .

أبتعدت فجاءة كمن لدغها عقرب لتثير قلقه الذي تلاشي عندما قالت :

- يالهوي أنا نسيت أكلم خالتي نعمات .. زمانها هتموت من القلق عليا و ريتاج هتلاقيها يا روح قلبي مقهورة من العياط .

لمحت طيف إبتسامة علي محياه أمسك بيدها بين كفيه وقام بتقبيلها وقال :

- متخافيش أنا كلمتها إمبارح لما نمتي وطمنتها وقولتلها كمان تيجي عشان هاخدكو ونروح الملاهي نفسح ريتاج وبعدها هنتغدي في أي مطعم أنتو تختاروه وفي طريقنا وإحنا مروحين هنشتري شوية حاجات ليكي ولحبيبتي الصغيرة الي بعشق مامتها وطبعاً مش هانسي خالتي نعمات .

لم تستوعب ما تسمعه أذنيها هل أخيراً قد فتحت الدنيا إليها زراعيها بعد معاناة ولا مكان للشقاء والحزن مرة أخري في حياتها التي ذاقت فيها المر بجميع ألوانه المظلمة !.

ذرفت عينيها الدموع في صمت ... فأمتدت يده ليزيلها قائلاً :

- بتعيطي ليه دلوقت بقي ؟ لسه زعلانه مني ؟.

أومأت برأسها نفياً وقالت :

- خايفة لأكون بحلم وأصحي ألاقي نفسي لوحدي وأنت بعيد عني .

أراح رأسها علي صدره العاري وأطلق زفرة تفرغ كل ما يجيش بداخله وقال :

- عمري ما هبعد عنك تاني .. عارفه لما فتحت الباب ولاقيتك ساعتها قلبي كان هيقف من كتر الفرحة .. رجوعك رد الروح فيا وأتأكدت أن كل شكوكي كانت مجرد أوهام .

أمسك طرف ذقنها ونظر في عينيها مردفاً:

- شيماء أنا لما بعدت كنت فاكر إني هاقدر أدوس علي قلبي وهاعيش بس الي أكتشفته أكبر من كده.. لاقيتني بموت بالبطئ زي الي لافف علي رقبته حبل مليان شوك وكل يوم بيضيق عليه لحد مايتخنق ويموت .. فعايزك تطمني قلبك وتقوليله بعدي عنك مستحيل إلا إذا دي رغبتك .

أخذت تجفف عبراتها بيديها كالطفلة وقالت :

- وأنا إستحالة أبعد عنك تاني لأني بحبك .

تفوهت بها وتشبثت بكل قوتها معانقة إياه تبث إليه كل ماتشعر به من إشتياق ولوعة وعشق سرمدي .

********^^^^^^^^^^^^^^^^^*****************^^^^^^^********


_ في الصباح الباكر ...وتحديداً بداخل مكتب علياء التي عادت إليه بعدما تأكدت من مغادرة يوسف له ...كانت تغفو من كثرة البكاء وإنهيار قواها الداخلية المحطمة ... وإذا بباب المكتب يندفع بقوة وتدخل هاجر وهي خائفة وتبكي في آن واحد لتجعل الأخري تستيقظ بفزع.

_في أي مالك علي الصبح ؟.

تساءلت بها علياء وهي في حالة فزع .. هدأت الأخري من البكاء قليلاً وهي تسحب محرمة ورقية من فوق المكتب وأخذت تجفف أنفها بطريقة أثيرت ضيق ملامح علياء بإشمئزاز ... فأجابت :

- آسر يا علياء .. هايسبني .

قالتها لتبدأ في نوبة بكاء أخري أقوي .

صاحت بها علياء :

- بس خلاص .. بس بقي كفاية راسي هتنفجر من الصداع ومش فاهمه منك حاجة .

صمتت فجاءة خشية من غضب إبنة خالتها ... ألتقطت أنفاسها ثم قالت :

أنا هاحكيلك الي حصل وأحكمي أنتي .

_ عودة إلي ليلة أمس في منزل هاجر وهي تتحدث في الهاتف ...

_ أي أخبار دراعك يا آسورتي؟.

_ الحمدلله الجرح بيلم بسرعة.

_ أنا كنت هاموت من الخوف لما المجرمين دول عوروك في دراعك كانت نفسي تيجي فيا أنا بدالك يا حبيبي.

_ بعد الشر عليكي يا روح قلبي.. متقوليش كده أنا كلي فداكي.

_ ربنا مايحرمني منك أبداً يا عمري.

_ و لا منك يا روح آسر.. ها حبيبتي بتعمل أي دلوقت؟.

_ لسه مخلصه عشا و عملت كابتشينو وقولت أقرأ لي كتاب من الي إشترتهم من أيام المعرض ومقرأتش حاجه فيهم لحد دلوقت .

_ أي ده أنتي بتحبي القراءة ؟ .

_ أي ده أنت متعرفش .. ده أنا الحمدلله المفروض يدخلوني موسوعة جينيس أسرع واحده بتخلص رواية أو كتاب في نص يوم أو يمكن أقل كمان .

_ وياتري بتقرأي لمين ؟.

_ خد عندك من العمالقة العراب طبعا في أدب الرعب دكتور أحمد خالد توفيق ومن الشباب حسن الجندي وأحمد مراد و مني سلامه ودعاء عبدالرحمن وكتير ده غير الكتابات الي بتنشر إلكتروني علي الفيس والواتباد ولا صور الأبطال الرجالة الي بينزلوها هيييح يخطفو القلب .

لحظات صمت .. تعجبت وقالت :

- آسوره روحت فين ؟ .

أجاب عليها بسخرية :

- معاكي ياقلب آسوره بسمعك ها كملي صور المزز الرجاله .

تسمرت في جلستها وتركت الكوب من يدها وأبعدت الهاتف وقالت بصوت خافت :

- يالهوي أي الي أنا هببته ده !!.. ده هينفخني .. أومال لو عرف الريفيوهات الي بنزلها لكل رواية وصور الممثلين وعماله أكتب فيهم شعر هيعمل فيا أي ؟ .

أرتفع صوته الغاضب من الهاتف :

- هاعمل كل خير يا قلب آسوره .

وضعت الهاتف علي أذنها ويدها ترتجف خوفاً :

- الو أيوه ياحبيبي دددد ده ..

قاطعها بأمر حاسم :

- الباس وورد بتاعك أي ؟ .

أتسعت حدقتيها بصدمة وقالت :

- يالهوي !.. باس وورد أي ؟ مش فاهمه .

زمجر بغضب ثائر وقال :

- باس وورد الأكونت يا دكتورة ؟.

جزت بأسنانها علي شفتها السفلي وهي تزدرد ريقها بخوف وتوتر ..فأجابت بصوت مرتجف :

- حح حاضر .. ثواني .

قامت بتعليق المكالمة وأسرعت في كتابة رسالة إلي أصدقائها في دردشة جماعية وكانت كالتالي ...

_ إلحقوني يابناااااات . 😰

_مالك ياعجورتي ؟.

_ مش وقت هزارك يا زوزا وقوليلي أعمل أي في المصيبة الي هاتحصل دي ؟.😢

_ طب فهميني حصل أي ؟.😦

_ عايز الباس وورد بتاع الأكونت بتاعي .. عملت للمكالمة تعليق عقبال ما أتصرف في المصيبة دي .

تدخلت صديقتهم الثالثة في المحادثة :

- مسا مسا عليكم يابنات .😁

_ مسا الخير عليكي ياسموره أستني بس لما نشوف سي ماسوره أصدي آسر الي هينفخ عجوره .😅

سمر :

- جالك الموت يا تارك الصلاه .😂

هاجر :

- تصدقو بالله أنا غلطانه إن لجأت ليكو مباخدش منكو غير تريئه وتنمر وخلاص .😒

سمر :

- يابت بنهزر معاكي وبعدين خايفه ليه هو عايز الباس وورد أديه له .😁

زوزا :

- يا ذكية هي خايفة يدخل علي جروبات الروايات ويلاقي بوستاتها الي عماله تنزل فيها صور الأبطال زي الواد التركي الي أرفانه بيه علي طول أنور تونه أبو عيون زرقا ولا معتصم النهار ولا باقي الممثلين الي جابو لنا إنهيار عاطفي .

😙😙

سمر :

- هييييييح .😍😁

هاجر :

- الحمدلله إنكو فهمته .

زوزا :

- وفيها أي يا جوجو ده كل ده هزار هو مش فاهم كده ؟ .

هاجر :

- أنتي متعرفهوش .. آسر طيب وحنين بس في الغيرة معندهوش تفاهم .

سمر :

- خلاص إمسحي البوستات دي والشات ده كمان.

هاجر:

- ما هو مفيش غير كده وربنا يستر .

زوزا :

- وأبقي طمنينا عليكي يا عجورة .😁

هاجر :

-عجورة !! 😒.. مش هرد عليكي .😏

سمر :

- جوجو إستني .😁

هاجر :

- نعم ؟.😏

سمر :

- سؤال لولبي .😁

هاجر :

- يارب نخلص ... قولي .😠

سمر :

- مبوراحه طيب .. كنت هسألك بس ياتري لو آسر شاف بوستاتك و كومنتاتك الي عماله تحبي فيها أبطال الروايات هيعمل أي ؟.😂

هاجر :

- نفس الي هيعمله فيكي علي جوزك لما يشوف كلمة هيح بتاعتك علي أي صورة بطل لأي رواية غير ريفيوهاتك وكومنتاتك الي منوره الجروبات ... عارفه هايبعتك لآسوره عشان يخيطك ويعالج جروحك من الي هيعملو فيكي.😛

سمر :

- هيوديني لآسوره هيييح ياريت 😁أصدي بعد الشر 😅... ماشي ياعجوره يابنت أم عجورة يارب تتقفشي .😛

هاجر:

- أنا هاسيبكو وأروح أمسح الجرايم دي عشان أديلو الباس وورد وقلبي مطمن .😞

زوزا :

- ربنا يهديلك ماسوره أصدي آسوره .😅

هاجر :

- سلام يارخمه منك ليها .👊🏻😒

أنتهت من الدردشة لتجد إنه أنهي الإتصال فقالت : - عماله أرغي ونسيته زمانه أتأكد مليون في الميه إن فيه حاجه خايفه منها ومش عايزه أديله الباس وورد .

أخذت تحذف المنشورات والدردشة ...

_ هااا .

شهقت بفزع عندما دوي رنين هاتفها ... أجابت :

- حبيبي معلش جاتلي مكالمة مهمة تبع المستشفي و...

قاطعها آسر بهدوء يحسد عليه :

-ولايهمك ياحبيبتي أنا كمان قفلت عشان جاتلي مكالمه مهمة أوي ولما خلصتها قولت أكلمك عشان أبلغك أنا بكرة إن شاء الله هعدي عليكي الصبح نروح المستشفي مع بعض .

لا تعلم لما يساورها القلق فقالت :

- بس يا حبيبي أنت بتروح علي الضهر أي الي هيصحيك بدري كده؟.

أطلق تنهيدة حاره وقال :

- وفيها أي لما أصحي بدري عشان أوصل مراتي حبيبتي بدل ماتتبهدل في المواصلات

ده غير إنك وحشاني أوي .

أتسع ثغرها بإبتسامة تصل لأذنيها :

- بجد يا آسورتي ؟.. ده أنا لسه سيباك من ساعات.

تعالت ضحكاته بصوته العذب الذي أطرب أذنيها وجعل قلبها يخفق بقوة .. فقال :

- أنتي بتوحشيني ديماً يا روح آسورتك وكمان عامل لك مفاجاءه يارب تعجبك .

_ وكمان مفاجاءه أنت كده مش هتخليني أعرف أنام .

_ لاء نامي كويس عشان عايزك مصحصحه لي الصبح .

_ حاضر .

_ خلاص هاسيبك تروحي تنامي .. تصبحي علي خير يا روح قلبي.

_ وأنت من أهله يا حبيبي .

_ سلام .

_ آسر ؟.

_ نعم .

_ الباس ورد تاريخ يوم كتب كتابنا .

صمت لثوان ثم قال :

- خلاص يا جوجو مش عايزه أنا كنت بهزر معاكي .. دي خصوصياتك وأنا ما أحبش أتدخل فيها .

_ حبيبي يا آسورتي ربنا مايحرمني منك .

_ ولا منك يا حبيبتي .

___________________________________


_ وفي صباح اليوم التالي ... تقف أمام بناء مسكنها في إنتظاره ... أخذت تنظر نحو الطريق علي يمينها .

_ صباح الخير .

ألتفت نحو مصدر الصوت فوجدته يقف مرتدياً نظارة شمسية و طيف إبتسامة مرتسم علي محياه .. يتكأ بمرفقه علي مقدمة سيارته ..

سارت إليه مبتسمة والخجل يكسو ملامحها لاسيما وجنتيها المتوردتين.

_ صباح النور .

فتح باب السيارة وقال بدون أن ينظر إليها مما أثار دهشتها:

_ أركبي .

ولجت وعينيها لاتفارقه حينما إلتف للجهة الأخري وجلس بمقعد القيادة ومازال يتحاشي النظر إليها ...أنطلق بالسيارة وهو ينظر إلي الطريق وبعد دقائق كانت لديها بمثابة ساعات ... تفوه بنبرة رسمية :

- عايزه تفطري فين؟.

قطبت مابين حاجبيها بضيق وأجابت :

- في أي مكان يعجبك .

لم يجيب عليها حتي فاض الكيل بها .. أطلقت زفرة كدليل علي نفاذ صبرها .. ألتفت إليه وهي ترمقه بحنق وصاحت بصوت مرتفع :

- ممكن تفهمني أي الوش الخشب الي مركبهولي علي الصبح ده سببه أي ؟.

توقف فجاءة بدون حتي أن يهدأ من سرعة السيارة مما أدي إلي إصدار صرير إحتكاك الإطارات بالأسفلت و وجهها كاد يرتطم في الزجاج الأمامي .

أتسعت عينيها بصدمة وذعر وهي تنظر إليه ... خلع نظارته وألقاها أمامه ورمقها بنظرة باردة وقال بنفس نبرة صوته الساخرة في مكالمة الأمس يخالطها غضب كامن :

- مينفعش يا حبيبتي بنت دكتورة ومحترمة زيك تعلي صوتها كده .

_ ما أنت الي أستفزتني منين عمال تقولي كلام حلو بالليل ويا حبيبتي وياروح قلبي وبتضحكلي ومرة واحدة كده ألاقي ملامحك أتغيرت كأن حصلت مصيبة .

ظل ينظر إليها لثوان ليبدل تجهم ملامحه إلي إبتسامة مصتنعه قائلاً :

- حلو كده ؟.

رفعت إحدي حاجبيها وقالت :

- والله ! .. أنا بتكلم بجد مش بهزر علي فكرة .

_ طيب بما إننا بنتكلم جد عايز أقولك حاجه بس نقعد الأول في مكان هادي كده عشان نعرف نتكلم.

_ أوك .. بس بسرعة عشان متأخرش ودكتور يوسف يسمعني كلمتين ملهمش لازمه .

أدار محرك السيارة وقال :

- أطمني أنا كلمته قولتله ممكن تتأخري شويه .

وما أن أنتهي من حديثه أكمل قيادة حتي توقف في مكان هادئ ليترجل من السيارة وهو يزفر غضباً ... نزلت خلفه ثم وقفت في مواجهته تحدق إليه بنظرات تعجب وحنق .

_ ممكن تفهمني أي الي بيحصل ؟.

ظل يحدق في عينيها بنظرات ثاقبة أخترقتها وجعلت قلبها ينتفض حينما تفوه بنبرة لم تعهدها منه من قبل:

_ مش أنا يابنت الناس كنت متفق معاكي إن منكدبش علي بعض أبداً مهما حصل ؟.

غرت فاها حتي أحست بالدماء قد هربت من أطرافها ... فقالت بتوتر جلي :

أأ أنا مكدبتش وأي الي حصل و....

قاطعها بإصرار وحسم :

- لاء كدبتي .

أخرج هاتفه و ضغط علي عدة ملفات فأمسك يدها ليضع في راحتها الهاتف ..

_ أتفضلي .

رمشت بأهدابها الكثيفة عدة مرات ... تنظر إليه تارة ثم إلي شاشة الهاتف تارة أخري حتي تبين لها المحتوي وهو عدة صور .

_ مش دي البوستات الي عماله تمسحيها إمبارح ؟ .. وده الشات الي بتستغيثي فيه بأصحابك يقولو لك تعملي أي عشان طلبت منك الباس ورد !.

أعتري الشحوب ملامحها من شدة الخجل لكن تحلت بالشجاعة و بادرت بالتحدث مدافعة عن نفسها :

- أنا مش كدابة ولما طلبت مني باس وورد الأكونت بتاعي قولتلك عليه .

_ بعد ما مسحتي بوستاتك وكومنتاتك التافهة مع أصحابك يعني خدعتيني .

صاحت بإستنكار ونفي :

- لاء .. مخدعتكش أنا عملت كده عشان متضيقش و أنت فاهم إن كل ده هزار و عاملي إرهاب نفسي حسستني إن خونتك .

رفع إحدي حاجبيه متعجباً :

_ لما تعملي حاجه من ورا ضهري وتخبي عليا تبقي خيانة ... مش شرط الخيانة تبقي المفهوم السايد بين الناس .. وطالما خوفتي و عملتي الي عملتيه ده تبقي عارفه كويس إنك غلطانة .

_ لاء مش غلطانة .

صاح بصوت جعلها أبتعدت من أمامه :

- لاء غلطانة ... وبدل ما تعتذري عماله تجادلي .

_ أيوه عشان معملتش حاجة تستاهل كل ده ..دي مجرد بوستات وكومنتات علي سبيل الهزار مش أكتر .

_ لاء عندي ليها مسمي تاني مسخرة وقلة أدب .

_ أصدك أنا قليلة الأدب!.

زفر بغضب وقال :

- متفسريش الكلام علي مزاجك أنا بالتأكيد ما أقصدش كده .

صاحت في وجهه بحنق :

- لاء تقصد ... ولو أنت شايفني كده يبقي خلاص كل واحد يروح لحاله أحسن وروح شوفلك واحدة مؤدبة ومش قليلة الأدب .

جز علي أسنانه وهو يتمالك غضبه :

- أنتي أد كلامك ؟.

أجابت بتحدي وعناد :

- آه أد كلامي لأن مبحبش حد يغلط فيا .. ولما دلوقتي تقولي كده أومال لما نتجوز هاتعمل أي معايا هتمد إيدك عليا ! .

رمقها بنظرات تعجب تحولت إلي توعد وقال:

_ عمتاً مغلطش فيكي ومش أنا الي يمد إيدو علي واحدة لكن طالما دي رغبتك إن كل واحد يروح لحاله هعملك الي أنتي عيزاه .. يلا عشان أوصلك .

و ما إن أنتهي من كلماته وأدركتها جيداً لعنت نفسها بآلاف اللعنات بداخل عقلها.. فأردات أن تصلح ما أفسدته لتقترب منه وهو يفتح لها باب السيارة .


_ آسر أنا ....

قاطعها موقفاً إياها بإشارة من يده :

- خلاص يا هاجر ملهوش فايدة الكلام دلوقت .. وأتفضلي عشان متتأخريش علي شغلك .

شعرت وكأنها تسقط من أعلي قمة جبل شاهق وترتطم علي أرض صخرية صلدة حولت قلبها لحطام مندثر .

ولجت إلي داخل السيارة و هي تنظر إليه وهو يرتدي نظارته الشمسية وبدأ بالقيادة متجهاً إلي المشفي .

وبعد وصولهما ... ولج إلي الداخل وهي خلفه .

_ دكتور آسر .. دكتور آسر .

صاحت بها إحدي الممرضات وهي تسرع من خطاها نحوه .

ألتف نحوها مجيباً:

_ نعم يا رضوي ؟.

أجابت بإبتسامة ثارت غيرة وحنق هاجر التي تقف جواره

_ دكتورة نيللي جت من نص ساعة ومستنية حضرتك في المكتب .

وعند ذكر الممرضة للإسم الذي تفوهت به رأي آسر ألسنة نيران تندلع من عينيها فكاد يبتسم لكن سرعان تصنع الجدية وقال :

- خلي عم راجي يعملنا فنجان قهوة وعصير مانجا .

أومأت له وهي تقول :

- أمرك يا دكتور .

ذهب إلي غرفة مكتبه ليجد هاجر تسير بجواره وقبل أن يفتح الباب إلتفت واقفاً كالجدار أمامها ..وسألها بتعنت:

_ رايحه فين ؟.

أجابت بإصرار وحنق :

- داخله معاك المكتب .

_ بصفتك أي إن شاء الله ؟.

تساءل ساخراً وبداخله يتراقص من الضحك .

أجابت ببراءتها التي يعشقها :

_ بصفتي خطيبتك ومراتك .

قهقه بتهكم وقال :

- أصدك كنتي خطيبتي .. علي العموم مش وقته الكلام ده ويلا روحي علي مكتبك إحنا في شغل مش في ملاهي .

قالها و ولج إلي الداخل و صفق الباب في وجهها .

_ ضحكت علياء بعد أن قصت عليها هاجر ماحدث مما أثار غضبها .. نهضت لتهم بالمغادرة :

_ متشكره أوي يابنت خالتي .

أمسكت علياء بيدها وتوقفت عن الضحك :

_ أستني هنا رايحه فين ؟ .

أخذت تجفف عبراتها بالمنشفة الورقية وقالت :

- هاسيبك تضحكي عليا براحتك .

سحبتها علياء إلي الأريكة لتجلسا سوياً .. وقالت:

_ أنا والله بضحك علي أفعالكو .. أنتو الأتنين مجانين وملكوش حل .

_ يعني أنا جتلك عشان أشكيلك وتشوفيلي حل عماله تضحكي .

_ بصي يا هاجر أنا هتكلم معاكي لمصلحتك طبعا أنتي غلطانه .. عارفه إن آسر بيغير وهيتضايق حتي لو الي بتعمليه ده شئ تافه لكن بيعين له حاجة مهمة وهو التقدير والإحترام ... غير بقي إن هو مغلطش فيكي بالعكس إنتي حبيتي تقلبي التربيزة عليه زي مابيقولو وتطلعيه هو الي غلطان.

صاحت بإستنكار :

- أنا !.

رمقتها علياء بمكر قائلة :

- هاجر أنا حفظاكي ياقلبي .

_ يعني كنتي عيزاني أعمل أي ؟.

_ عيزاكي تقومي زي الشاطرة كده وتروحي تعتذري له وتفهميه إن كل الي قولتيه عشان تضايقيه بس .

زفرت بقلة حيلة ثم قالت :

- وأم الخلول الي إسمها نيللي دي أعمل فيها أي أنا هاموت وأشوفها وأجرها من شعرها .

قهقهت علياء وقالت :

- مجنونة الله يخرب عقلك ... يا حبيبتي ربنا يهديكي.. دكتورة نيللي كانت الدكتورة المشرفة علي رسالة الماجيستير لآسر في لندن غير إنها ست عندها حاجة وخمسين سنة وجاية في زيارة.

إنفرجت إساريرها بسعادة :

_بجد يالولو ؟.

أجابت مبتسمة :

- بجد يا جوجو .

_ عن إذنك لما أروح له .

قالتها وقامت بتقبيل وجنتها بفرحة عارمه .

_ حبيبتي يالولو .

_ يا مجنونه .

_ يارب نفرح بيكو أنتي ودكتور يوسف قريب.

قالتها وغادرت الغرفة ... تحولت ضحكات علياء إلي حزن غمر ملامحها وقالت :

- آمين يارب .

________________________________


_ في سجن طره ...

وبداخل المطبخ يتقرب من هذا الرجل الذي يقوم بغسل الصحون وتلفت يميناً ويساراً ثم همس له بدون أن ينظر له:

- أي الأخبار يا نجم ؟.

أجاب عليه الآخر بدون أن ينظر له أيضا هامساً :

أصلي يا عبده ... الأمانة هتلاقيها في برطمان الملح تاخدها بعد الأكل عشان متعملكش مشاكل في معدتك.

عبدالله وهو يتصنع مساعدة زميله :

- متأكد إن مش هيشكو إن أخدت حاجة عشان لو أتقفشت فيها حبس إنفرادي.

ربت ع كتفه وقال :

- عيب عليك ده برشام مستورد لسه منزلش مصر بس بنجيبو للحبايب.

_ بتعمل أي عندك يا أستاذ عبده في المطبخ ولا مستني الغساله تحط لنفسها الهدوم وتغسلها ...

قالها السجان

رمقه عبدالله بإبتسامة زائفه :

-كنت عايز حبة ملح بكمون.

حدق به السجان بعدم تصديق :

- وهو لسه ميعاد الغدا جه ولا أنت بتخطط لأي بالظبط ؟؟.

أجاب عبدالله بدهاء :

- حرام عليك ياعم عطية ديماً ظالمني.

أشار له الآخر بالإنصراف :

- طيب يلا يا أخويا أنجز وروح علي المغسلة أحسن سيادة المأمور يعمل تفتيش مفاجئ وإحنا مش ناقصين كلمة منه تحرق الدم.

رمقه عبدالله بسخط بدون أن يلاحظه السجان وقال :

- طيب حاضر.

همس إليه زميله :

- أول برطمان ع إيدك الشمال.

ثم قال بصوت مسموع :

- خلاص يا عبده خد البرطمان وخد منه حبه ورجعو تاني.

عبدالله :

- تُشكر ياصاحبي.

أخذ البرطمان وغادر مسرعاً إلي المغسلة فأدرك إنه بمفرده ... فتح البرطمان وسكب الملح في وعاء حتي ظهرت له لفافة تشبه غلاف قطعة الحلوي ... إتسع فمه بسعادة قائلاً:

- كلها ساعات يا شوشو ياحبيبتي ونكون مع بعض أنا وأنتي وبنتنا ريتاج ولو البيه حب يعمل فيها شبح هخليه يحصل أبوه وأبوكي!.

******************************************


_ سارت بتمهل في رواق طويل متجهة إلي غرفة المكتب وهي تعض علي شفتها بتوتر شارده ولم تنتبه إلي عم راجي الذي يحمل الصينية يعلوها فنجان القهوة و كأس العصير .

_هاااا .

شهقة أطلقتها بذعر حينما أصتدمت به و وقع مايحمله علي الأرض ... قالت بإعتذار:

_ أنا آسفة ياعم راجي والله ماخدت بالي .

أنحني ليجمع الحطام مجيباً عليها:

- ولا يهمك يا دكتورة أنا الي كنت ماشي بسرعة عشان أتأخرت علي دكتور آسر وربنا يستر ما يقلبش عليا .

_ خلاص روح أنت وحد من العمال هيجي ينضف الي ف الأرض ده وأنا هابقي أفهمه .

_ ربنا يباركلك يا دكتورة هاجر ويتمملك أنتي والدكتور آسر علي خير يارب .

_ تسلم يا عم راجي .

وكادت تضع يدها علي مقبض الباب لتجده يتحرك لاتعلم كيف أسرعت قدميها إلي الغرفة المجاورة و أختبأت بالداخل، لكن تراقب مايحدث .. وبالخارج خرجت إمرأه شديدة الجمال ذات قوام ممشوق من يراها يقسم إنها لاتتجاوز الثلاثين عاماً ... لاسيما عندما تفوهت بصوتها العذب مثل الكناريا:

_ طبعاً هانشوف بعض كتير الأيام الجاية يا دكتور آسر .

قالتها وهي تمد يدها إليه ... بادلها المصافحه مبتسماً :

- دي المستشفي هتبقي منوره علي طول .

_ ميرسي ... عن أذنك باي .

_ باي .

قالها وكاد أن يدخل لكن توقف قليلاً بدون أن ينظر إلي جانبه .. فأرتسمت علي محياه بسمة ماكره وعاد إلي الداخل .

_ وعودة مرة أخري إلي هاجر المختبأه بالغرفة المجاورة مازالت تتمتم بحنق وغضب وتوعد :

- وربنا لوريك أنت والحيزبونه الي بتسلم عليها بإيدك دي الي هقطعهالك وشفايفك هيخطهالك من الودن للودن التانية عشان تحرم تبتسم لأي واحده تاني ... قال نورتي المستشفي قال ده أنا هطربقها علي دماغك أنت وهي وهخليهالكو عتمه ... ماشي .. ماشي .

وهمت بالمغادرة فشهقت ذعراً حينما وجدت زراعيه يلتفان حولها وحملها من خصرها ثم وضعها أعلي التخت الخاص بفحص المرضي .. ضغط زر الإضاءه ويده الأخري علي فمها .

_ قولتيلي هتخيطي لي شفايفي إزاي !! .

قالها بفحيح مصتنع وهو ينظر لعينيها التي تبدلت نظراتها من الخوف والفزع إلي اللين والهدوء فقالت بتلعثم :

- أأأ .. أنا ...

ليبتر جملتها وهو يسحب يده وقبض علي رسغها: - مستخبية ليه في أوضة الكشف ؟.

رفعت رأسها قليلاً وهي تتلفت من حولها؛ فوجدت نفسها بداخل غرفة الفحص الملحقة بغرفة مكتبه .. نظرت إليه بتوتر بائن و قالت :

- أأ أنا كنت جيالك .

أقترب منها للغاية حتي سمع دقات قلبها المتسارعه بقوة وقال بنبرة عازفة :

- وجاية عايزه أي ؟ .

كادت تنهض لتبتعد لكن سرعان أمسك بيديها وقام بتثبيتهما بجوارها :

- ردي عليا زي مابكلمك .

لاحت نظرة تذمر طفولية في عينيها :

- هو مينفعش يعني نكمل كلامنا غير وأنت مثبتني علي السرير كده ! .

لمعت مقلتيه بمكر وخبث قائلاً :

- أه .. عاجبني كده .. وبعدين مجاوبتيش علي سؤالي .. عايزه أي ؟.

أسبلت جفونها وقالت بنبرة إعتذار وخجل :

أنا لما قعدت مع نفسي لاقيت أن فعلا غلطت .. عشان كده جيتلك وبقولك أنا .. أنا ...

قاطع ترددها :

- أنتي أي ؟.

أغمضت عينيها تعتصرهما بشدة وأجابت من بين أسنانها وكأنها مرغمه :

- أنا آسفة .

_ وأنا مش قابل أسفك .

وقبل أن تتساءل أكمل حديثه :

- أنا ممكن أسامحك وأقبل إعتذارك في حالة واحدة .

ردت بتوجس وهي تسحب يديها من قبضتيه :

- هي أي ؟.

رأت علي ثغره بسمة ، وفي عينيه نظرة أكدت ما سيقبل عليه خاصة إقترابه البالغ من شفتيها وهو يقول بنبرة مليئة بشوق وعشق :

- بكده .

وقبل أن تتلامس شفاهما أطلق صرخة بألم مبتعداً و يضم يديه لدي موضع الألم :

- آآآآه .. يابنت المجانين .

نهضت و تنظر له بذعرٍ وخوف عليه :

- أنا آسفه والله .. مكنش أصدي يا حبيبي .

أجاب من بين أسنانه و مازال يتألم :

- حبيبك مين دلوقت.. ما خلاص أنا بعد الضربة دي هابقي أختك مش حبيبك .. روحي يا شيخة.. منه له.

_ جحظت عينيها و وجنتيها إشتعلت بحمرة الخجل، عمَ الصمت بينها لثوان حتي أطلق آسر قهقه مما جعلها تضحك أيضاً ... وأقترب كل منهما إلي الآخر حتي إلتحما معاً في عناق قوي قائلاً لها بعشق :

- برغم تهورك وتسرعك إلي في يوم من الأيام هيودينا في داهية بس بحبك وبموت فيكي ومقدرش أتخيل حتي أعيش لحظة من غيرك .

_ أشتدت من معانقتها له وهي تدفن وجهها في عنقه مجيبة عن حديثه الذي أشعل جمرات العشق بداخل قلبها :

_ و أنا يا روحي مليش حياة من غيرك لأن بعشقك أوي يا آسورتي .

__________________________________


_ وفي إحدي المشافي الحكومية ...

يرقد عبدالله بالفراش والإعياء والوهن يتملكان منه... يتأوه بألم مبالغ :

- آآآآآآه ياني ياماه .. آه ياني يا بطني .. الحكومه عايزة تموتني .

صاح العسكري الملازم له حتي لن يستطيع الفرار:


- أخرس يا مسجون بدل ما أخليهم يخيطولك بوءك ومتعرفش تنوح زي النسوان لاء وعمال تقول قافيه كمان .

رمقه عبدالله بنظرة واهية مصتنعه وساعده علي ذلك مظهره الذي يرثي له .. فالعرق يتصبب من جبينه وبشرته شاحبة .. رد بصوت واهن :

- حرام عليك .. ما أنت مش حاسس بيا .. أنا بموت وبطني بتتقطع كل ده بسبب أكلكو البايظ وبتأكلوه لنا.. عايزين تخلصو مننا .

أنقض عليه العسكري وأمسكه من تلابيب قميصه الأزرق القاتم الزي المتعارف عليه للمساجين .. صاح فيه بتهديد جلي :

- أوعي تكون ياض فاكر إن الشويتين الي بتعملهم دول دخلو دماغي !!..لا يا روح أمك الدكتور دلوقتي هيكشف عليك وهياخد عينة من الي كلته وهيحللها وساعتها هتتكشف يا حلو إنك مبلبع برشام عشان يحصل الي حصلك ده وتهرب .

أتسعت عينان الآخر قائلاً بإستنكار :

- أنا ! .. وعليا النعمة أبداً ورحمة حمايا أ...

قاطعه الآخر بصياح :

- بس يا مجرم ياكداب .. بتحلف برحمة حماك الي قتلته .. أنا بقي الي بحلفلك بالي خلقني وخلقك لو طلع كلامي صح وحاولت تهرب لهخليك تبوس علي إيدي عشان أخليهم يرحموك من الي هيحصل فيك في السجن.

أبتلع عبدالله لعابه بتوجس .. يخشي أن تفشل خطة هروبه وتذهب هباءاً وبالتالي سوف يكون العقاب وخيماً لا محالة، كما لم يستطع الحصول علي مهجة فؤاده التي يعشقها إلي حد الثمالة.. يعلم جيداً ما سيقدم عليه درب من دروب الجنون لكن حبه العاتي لها يسدل ستائره أمام بصره ... فها هو علي أهبة الإستعداد أن يفعل أي شئ مهما إن كان حدوثه ومهما كانت عواقبه ولو حتم الأمر به سفك الدماء مرة أخري .

أستكمل العسكري حديثه :

- مالك ساكت ليه ؟.

لم يرد عليه لكن لمعة الشر التي أحتلت نظراته الشيطانية تنذره بأمر خطير .. قاطع ذاك الهدوء المرعب دخول الطبيب وبرفقته ممرضة شابة ملامحها مريبة .

قام الطبيب بفحصه وبعدما أنتهي قال للممرضة :

- يتاخد منه عينة وتتحلل فوراً والتقرير يتبعت علي مكتبي.

_أمرك يا دكتور .. قالتها الممرضة ليصيح عبدالله بإعتراض وخوف :

عينة أي يادكتور !! .. ماهي حالتي واضحه أدامك أنا كلت أكل بايظ .

لم يجيب عليه الطبيب ولم يعطيه أدني إهتمام وغادر الغرفة ..

أقتربت منه الممرضة وهي تتصنع بغرز إبرة في زراعه وغمزت له بإحدي عينيها بدون أن يلاحظ العسكري وألقت أسفل وسادته شئ ما ليكمل الخطة المتفق عليها مسبقاً ... أزاح الغطاء من فوقه بعنف ونهض ممسكاً بيدها ملتقطاً الشئ من أسفل الوسادة وأثني زراعها خلف ظهرها واضعاً مابيده لدي نحرها وصاح بتهديد مصتنع :

- أبعدو عن طريقي أحسن ما أدبحهالكو .

أطلقت صرخة خافتة بخوف وذعر متقن حتي لا يسمعها الحارسان بالخارج .. رفع العسكري سلاحه نحو الآخر :

- أبعد الموس الي في إيدك ده عنها أحسنلك كده هتلبس إعدام بدل مؤبد ياغبي .

قهقه عبدالله ساخراً :

- أنت الي نزل مسدسك ده أحسن ما هقلبهالكو مدبحة هنا أنا ف كل الحالات ميت ميت بس أموت وهي في حضني أحسن ما أنا بموت وهي بعيدة عني .

كان صادقاً في كلماته الأخيرة .. لايهاب الموت طالما هو بين يديها وأذنه تسمع نبضات قلبها و خضرواتيه لا تنظر سوي إليها.

العسكري وهو يقترب منه :

- يعني فاكر لو فلت مني ..جوز العساكر الي برة واقفين علي الباب دول هتقدر تهرب منهم !.

فكر ملياً لثوان حتي حانت إليه اللحظة الحاسمة ... دفع الممرضة بقوة نحو العسكري الذي حاول أن يتفادي الإصتدام بها مما جعل سلاحه يقع من يده وفي برهة من الزمن ألتقطه الآخر وركض نحو النافذة المتهالكة وأطلق رصاصة طائشة في الهواء تحت صرخات إستغاثة العسكري.. ألقي نظرة سريعة فوجد سيارة نصف نقل مليئة بالخضروات كما قيل له .. قفز علي الفور وهبط وأستقر بين أوراق الملفوف الأخضر وأنطلقت السيارة بسرعة فائقة .

__________________________________


_ أستيقظت ياسمين من غفوتها لتجد نفسها تمكث بداخل غرفة أدركت إنها ما زالت في المشفي ... نهضت وهي تنظر في ساعة هاتفها حتي أفزعها الطرق علي باب الغرفة فأسدلت غطاء وجهها علي الفور وقالت :

- أتفضل .

ولجت إليها الممرضة وعلي وجهها علامات القلق قائلة:

_ مدام ياسمين .. مدام علا فاءت بس قالبه الدنيا وعماله تصوت وتقول أنا عايزة ياسمين .

أجابت ياسمين وهي تلتقط حقيبتها:

_ طيب أنا رايحه لها .

وذهبت برفقة الممرضة .. وفي الغرفة تصرخ علا ببكاء وتردد مراراً :

- هيقتله وهيجي يقتلني .. أنا عايزة ياسمين .

ولجت ياسمين للتو و ما إن رأتها علا حتي نظرت لها بإستغاثة :

- ياسمين أرجوكي ساعديني .

أحتضنتها بقوة وهي تربت عليها لكي تهدأ قليلاً :

- إستهدي بالله يا علا وإستغفري ربنا وأنا عينيا ليكي وهساعدك بس بعد ما أخلص من الورطة الي فيها ياسين .

هدأت علا قليلاً وأعطتها الأخري كوب ماء لترتشف القليل منه و تبدأ في سرد ما حدث معها منذ أن عملت لدي حازم حتي حدث مالم يكن في الحسبان ... لكن كانت المفاجاءة والذهول كوقع الصاعقة علي ياسمين عندما ذكر إسم حازم .

قاطعتها ياسمين لتتساءل :

- حازم !.. هو كان عنده كام سنة وشغال أي .

أجابت علا والقلق يسري بداخلها :

- في أواخر العشرينات علي ما أظن.. وبيشتغل في شركة لبيع العقارات الي في المدن الجديدة بس مش فاكرة إسمها.. مسئول فيها عن العلاقات العامة .

قالت ياسمين بصوت لم يسمعه سواها :

- مستحيل تكون دي صدفة .

أغمضت عينيها لثوان ثم رمقت علا بنظرة وكأنها تريد أن تؤكد لها ما توصل له عقلها من إستنتاج مفتاح براءة زوجها .

تنهدت بعمق ثم قالت وهي تمسك بهاتفها :

- علا أنا هوريكي صورة وقوليلي ده حازم الي كنتي بتشتغلي عنده ولا لاء ؟ .

قالتها و قامت بعمل بحث عن خبر جريمة قتل حازم عز الدين مرفق به صورته ... أعطتها الهاتف وقالت :

- هو ده؟ .

و ما أن نظرت إلي صورته حتي شهقت وصاحت :- هو .. أيوه هو د...

لم تكمل جملتها حيث تسمرت كالتمثال عندما وقعت عينيها علي خبر مقتله، أطلقت شهقة بفزع وصدمة.

_ أتقتل !! ...حازم أتقتل ... صالح أخويا قتله .. وبالتأكيد بيدور عليا عشان يقتلني .

صرخت بها علا وهي تتشبث بياسمين بخوف وذعر ... دخلت الممرضات مسرعين إليهما، فقامت إحداهن بغرز حقنة مهدأة في وريدها حتي عادت تغط في سبات عميق مرة أخري .

وبعد أن أطمأنت ياسمين علي حالتها الصحية من الممرضة المتابعة لها ، ذهبت إلي الخارج لتهاتف آدم وتخبره بما توصلت إليه .

___________________________________________


_ كان يوماً حافلاً مليئ بمختلف من المشاعر كالفرح والحب وكثير من المرح ... أخذ طه ثلاثتهم إلي مجمع كبير للملاهي لتمرح وتلهو صغيرته فهي إبنة قلبه لايعلم كيف وصلت محبتها إلي ذلك الحد وكأنها إبنته من صلبه ... كلما وقعت عيناه عليها وجدها تضحك له وتفتح زراعيها ليحملها وتضمه بحنان وحب شعور ذكره بمشاهد منذ زمن عندما كان والدهم الشيخ سالم رحمة الله عليه يفتح باب المنزل وتركض إليه خديجة مهللة بقدوم والدها .. يعطيها كيس مليئ بالحلوي فتضعه جانباً وتقفز لتعانقه وتقبل لحيته وتقول :

- وحشتني يا بابا .

بابا ... كلمة يحلم أن يستمع إليها من شفتيها التي تشبه حبات الفريز الصغيرة ووجنتيها المكتنزة ... عندما تبتسم له يري الجنة ونعيمها .

ظل يلهو معها ومع والدتها التي بدت كالطفلة بل هي بالفعل طفلة .. تركض وتقفز وتضحك وتتذمر أحياناً ..

تتابعهم الخالة نعمات بإبتسامة حانية تدعو بداخلها أن يدوم الله عليهم بنعمة الفرح والسعادة وأخذت تقرأ آيات سورة الفاتحة والدعاء بالرحمة والمغفرة لزوجها الحاج فتحي ...فمن المؤكد إن روحه الآن ساكنة مطمئنة عليهم ... هذا ما مات من أجله وهو أن يري إبنته سعيدة مع رجل يعشقها ويكون لها الأمان و الصدر الحاني التي ترتمي عليه .

وبعد الإنتهاء من ساعات المرح .. ذهب جميعهم إلي إحدي المطاعم في وسط المدينة وتناولو الطعام في أجواء من السعادة .. ثم أخذهم إلي مجمع تجاري ليشتري لهن بعض الثياب وكل ما يحتاجونه وألعاب ودمي كثيرة للصغيرة التي كانت متشبثة به طوال الوقت وهو يحملها بين زراعيه .. ليصل إلي سمعه حروف تفوهت به وقد جمعتها في كلمة أهتز لها قلبه وكيانه وهي تقول بنبرتها الطفولية البريئة :

- بابا .

حينها لايريد شيئاً آخر سوي تلك اللحظة زوجته ومليكة فؤاده متمسكة بيده وإبنته التي غفت علي كتفه .. يتمني أن تدوم سعادتهم لكن كعادة قوانين الحياة .. قليل من الفرح يتبعه قليل من الحزن حتي تشعر بقيمة لحظات سعادتك .

_ وصلو أخيراً أمام البناء والبسمة لاتفارق وجوههم .

_ يدوب بقي أطلع أنام ده أنا جسمي مهدود وشكلي هديها نوم لحد بكرة الضهر .

قالتها نعمات وهي تأخذ ريتاج من يدين طه

_ لاء يا خالتي أنتي هتطلعي معانا ومش هنسيبك لوحدك تاني .

قالها طه

ردت عليه بتلقائية :

- مينفعش يابني ده أنتو لسه عرسان .. خدو راحتكو .. وبعدين أنا مبرتحش غير في فرشتي ولا عايز الحاج فتحي الله يرحمه يزعل مني .

عقب كل من طه وشيماء :

- الله يرحمه .

وأخذا يضحكان ... فقالت شيماء :

- وهيزعل ليه يا خالتي بالعكس ده هيبقي فرحان ومطمن عليكي وفوق الشقه واسعة وتسعنا كلنا .

عقب طه قائلاً :

- وبعدين ياخالتي أنا عايز ريتاج تنام في حضني أنا وشيماء .. مقدرش أبعد عنها .

تنهدت نعمات بإستسلام :

- حيث كده بقي أطلعو عشان تريحو وأنا كمان طالعه شقتي ولو في أي حاجه رنو عليا أو حتي أندهولي من البلكونة .

ربتت شيماء برفق علي كتف خالتها :

- ربنا يخليكي لينا يا خالتي .

_ تسلميلي يا حبيبتي .. فوتكو بعافيه .. تصبحو علي خير.

ولجت نعمات إلي البناء لتصعد إلي شقتها حيث تشعر بالراحة والطمأنينة .. وكذلك طه يحمل صغيرته بزراعه ملقيه رأسها علي كتفه وتحتضن عنقه بزراعيها الصغيرتين ويده الأخري يحمل بها الكثير من الحقائب التي تحتوي علي أغراضهم الجديدة .. وأيضاً شيماء تحمل القليل .

وبعدما دخل كليهما إلي المنزل ... ذهب طه إلي غرفة نومهما فأوقفته شيماء :

- طه .

ألتفت إليها ليجدها تقترب منه وأخذت الصغيرة من يده :

- أنا هنيمها ف الأوضة الي جمبنا.

رمقها بمكر و ببراءه مصتنعة قال :

- ليه يا حبيبتي سبيها أنا هاخدها وأنيمها في حضني .

لم ترد عليه وذهبت إلي الغرفة و وضعت صغيرتها علي الفراش وخلعت من قدميها الحذاء الزينة و دثرتها جيداً وقامت بتقبيل وجنتها المكتنزة .

خرجت و وجدت طه يقف مندهشاً .. نظرت له بإستنكار وقالت :

- نعم بتبصلي كده ليه ؟؟

أقترب منها و وضع يديه حول خصرها وجذبها إلي صدره ويحدق في عينيها بنظرات جعلتها تكاد تنفجر من حمرة الخجل .

_ فيه إن أنا شايف غيره .

أجابت بنفي مصتنع :

- لاء طبعاً فيه واحده بتغير من بنتها !.

أقترب بشفتيه بالقرب من أذنها هامساً بنبرة جعلت خلايا جسدها كالهلام :

- يبقي في حد عايز ينام في حضني الليلة دي .

إزداد خجلها أكثر وأكثر فأبتسم و أنحني نحو وجنتها المخضبة بحمرة الخجل وقام بتقبيلها بعمق ثم أردف وهو يتناول من فوق الطاولة حقيبة صغيرة مدون عليها إسم متجر شهير لنوع تلك الثياب :

- أنا داخل أخد شاور وهعمل مكالمة تبع الشغل و عقبال ما أخلص كل ده هارجع لك عشان أحكيلك حدوتة .

قالها وغمز لها بإحدي عينيه وهو يعطيها الحقيبة .. أخذتها و دخلت إلي غرفتهما وقالت بمشاكسة :

- أنا هنام تصبح علي خير .

قهقه علي نبرتها التي حاولت أن تثير حنقه بمزاح لكن كانت دعوتها له إليها واضحة .


*********************************************

_ يقف طه أسفل صنبور الإستحمام يغمض عينيه بسعادة ... بينما شيماء تقف بداخل الغرفة أمام المرآه تمشط خصلاتها المنسدلة وتلتقط قلم الحمرة من فوق طاولة الزينة وتخلع غطاءه وتضع منه فوق شفتيها المرمرتين وبعدها أمسكت بزجاجة عطرها المفضل إليها برائحة الورد وعندما ضغطت علي المكبس وتناثر الرذاذ شعرت بغصة في قلبها وأنقباضة .. لم تمر الثوان وأنقطع التيار الكهربي مما أثار خوفها ... تناولت معطف ثوبها الحريري من أمامها لترتديه لكن منعتها يد أخري ... شهقت بذعر لم تستطع رؤية صاحبها في هذا الظلام الدامس .

أرتعدت أوصالها وأرتجف جسدها بالكامل عندما أجفلها هذا الصوت واليد القابضة علي ساعدها بقوة :

- لو صرختي بنتك هتصحي وصاحبي الي جوه عندها بيكره زن العيال إلا إذا مستغنية عنها وبالنسبة للو..... الي بيستحمي جوه و أنتي بتحطيلو الأحمر وترشيلو البرفان الي كنتي بتحطهولي وكمان لابسه له قميص نوم جامد عمرك ملبستهولي .. أنا قفلت عليه باب الحمام من برة ولو طلع يبقي هو الي خط نهاية عمره بإيده .

الفصل الواحد والثلاثون من هنا

تعليقات



×