رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى الفصل الثانى 2 بقلم وسام اسامه


 

رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى  الفصل الثانى بقلم وسام اسامه


تنهد الجد بإرتياح ليقول برزانة...
-هل قالت تلك الكلمات بعد تفكير أم اجبرتها ياحكيمة !

حركت حكيمة رأسها سلبًا...
-اقسم بالله لم اجبرها ياعمي..هي قالت قرارها بعد إقتناع..كل مافعلته انني اخبرتها أن امامها ثلاثة ايام
تُفكر بروية..ولن احادثها فيهم الى أن تقول قرارها

ابتسم فراس وهو يربت على يدها...
-خير مافعلتي ياحكيمة..ولكن ألا تعلمي شروطها !

-لا لم تخبرني قالت أنها ستصرح بشروطها امام توفيق مباشرة

ضحك الجد بخفوت ليقول بحبور...
-واختارت توفيق ايضًا..ياحظك ياتوفيق
إذًا اخبريها انهم انها ستحادثة حالما يأتي من القاهرة
فهو مشغول بعمله أمامه يومان ويعود

همهمت حكيمة لتقول بإنتباه وقلق..
-ولكن ياعمي..هل سيأخذها معه القاهرة لتعيش معه
الا يستطيع أن يستقر معها هنا و...

قاطعها الجد بحدية لا تقبل النقاش..
-البنت مع زوجها وإن ذهب لآخر البلاد
ثم أن توفيق مهندس..كيف ينقل عمله هنا
هو يظل عشرون يومًا في عمله ويأتي عشرة ايام هنا ليساعد العائلة في تجارتنا...وبعد زواجه لن أُلزمه بالمجيئ 

اطرقت حكيمة رأسها بحزن وشعور الوحشة يغلفها...
-لا استطيع الإبتعاد عن بُنيتي ياعمي
كيف سيطمئن قلبي عليها وهي بعيدة عني

-واين ذهب المحمول ياحكيمة..وايضًا ستزورنا
وستأتي لنا وتذهبي لها..لن نعدم الوسائل

وقفت حكيمة لتقول بهدوء...
-متى سيأتي توفيق لأخبرها !

-لقد سافر بيوم رفضها..المفترض انه سيأتي بعد سبعة عشر يومًا..ولكن إن اخبرته بموافقتها سيأتي في الحال..لذا سأحادثه الليلة ليأتي صباح الغد

همهمت بإيجاب وذهبت لتخبر ابنتها..وقلبها مُثقل بالحزن..وحيدتها ستتركها وتغادر الى مدينة اخرى
وتتركها وحيدة قلقة
مسحت دمعة حزينة هبطت على وجنتها لتهمس بتضرع...
-يارب اسعد ابنتي..هي رقيقة مسكينة
اسعدها وارضيها وعوضها خيرًا يارب

انتهت من دعائها وصعدت للشقة لتجد أمامها هالة
التي كادت تطرق باب شقتهم ومعها نوران..لتقول حكيمة بتفاجؤ...
-هالة !

تحدثت نوران وهي تشير لهالة..
-طرقت البوابة وفتح لها عزت واخبرته انها تريد سندس ياعمتي..

اقتربت هالة من حكيمة وعانقها بمودة...
-اشتقتُ لكِ ياخالة..واشتقت لسندس

بادلتها حكيمة العناق ببعض الفتور لتقول..
-سندس بالداخل..تعالي ياهالة اهلا بكِ

دلفوا الى الشقة لتُشير الى غرفة جانبيه...
-سندس في تلك الغرفة..ادخلي لها الى أن اجهز مشروبًا مُنعشًا

تحدثت هالة بلهفة وهي تتجه للغرفة..
-سلمتِ ياخالة

ثم دلفت الى غرفة سندس سريعًا وفتحت الباب
لترى سندس واقفة أمام الشرفة تطالع الشارع بصمت
تأوهت هالة بإشتياق لتقول...
-صغيرتي سندوسة

التفتت سندس حيثُ هالة وافترت شفتيها عن إبتسامة صغيرة لتقول بخفوت...
-هالة

اقتربت هالة منها وعانقتها بقوة قائلة بإعتذار...
-اسفة على غيابي عنكِ ياعزيزتي
يشهد الله انني كنت مُعاقبة بسبب فسخ خطبتي

ابتعدت عنها سندس بقلق...
-هل تركك عاكف !

تنهد هالة وهي تجلس وتجذب سندس لتجلس أمامها...
-بل انا من تركت عاكف..ولذالك عاقبني ابي
لم يسمح لي بالخروج من الدار..وأخذ هاتفي
وأقسم انه لن يسمح لي بأي تصرف يُرفه
عني إلا اذا رجعت لعاكف

-لماذا تركتيه ياهالة..هل آذاك !

حركت هالة رأسها بنفي لتقول بخشونة...
-بل لأن شقيقه اذاكِ..الساكت عن الحق شيطان اخرس..وانا لا أود الزواج بشيطان

جعدت جبينها بعدم استيعاب لتقول..
-هل هذا مُبررك ياهالة..تركتي عاكف لأجل غلطة ليست غلطته..صدقًا تتحدثين

صمتت هالة وأشاحت وجهها بضيق قبل أن تقول بتردد غريب على شخصيتها القوية..
-نعم ياسندس..لأجل غلطة اخاه
ولأنني..لأنني اخاف أن استفيق على صفعة غادرة منه،انا احب عاكف ولكن احب نفسي وكرامتي أكثر

كانت سندس غير مؤهلة لتعطي نصائح حياتية
ونفسيتها المُتعبة كانت لتسخر منها لو اعطت الوعظ لهالة في حين انها لم تنفع نفسها ولو بشقِ تمرة
ولكن عاطفتها الطيبة لم تمنعها من القول..
-ولكن ياهالة عاكف لا ذنب له
انتِ بنفسك اخبرتني مرارًا أن عاكف عكس اخاه
وهو يحبك للغاية..من الظلم أن تعاقبيه على ذنب لم يقترفه..

اختنق حلق هالة بغصة ضياع لتهمس...
-هو ايضًا قال نفس كلماتك..ولكنني اخاف ياسندس
لا استطيع تحمل خذلان منه..كلما نظرتُ لكِ ارى عاكف يفعل بي كما..

صمتت حينما وعت لكلماتها..لتجد وجه سندس جامد لا تُبدي اي مشاعر..وعيناها تحدق بها بدموع مكتومة
لتعتذر هالة وهي تُمسك يد سندس...
-اسفة ياسندس لم اقصد
ولكنني خائفة اعذريني..لم اقصد ذكر ذاك الوغد

سحبت سندس يدها لتقول بهدوء رغم ارتجاف يدها....
-لا عليكِ ياهالة..غريب من الماضي
وانا سأتخطاه..ولكن أود أن اسألك عن حاله

تجعد جبين هالة بغير رضا لتقول سندس متماسكة
تقاوم غصة البكاء في حلقها...
-اخبريني عن حاله بصدق..ربما يساعدني حديثك،قولي انه غير سعيد..ويتألم لما حدث لي
او انه نادم على مااقترفته يداه

تنهد الاخرى لتقول بثبات...
-ولكنه مستقر ياسندس..وأكمل زواجه بنسمة
وهي حامل بولده..اراى انه غير نادم ولا حزين
غريب كما هو لا شيئ تغير فيه

وخزتها الدموع لتقول بصوتِ مرتجف..
-هل..هل سكن درانا..الدار التي كنا ينتزوج بها
تنام على فراشي وتجلس على الأثاث الذي اخترته
ترتدي ثيابي الجديدة التي تمنيت ارتدائها لغريب
هل فعلت كل هذا ياهالة

اطرقت هالة رأسها وهي تقاوم غصة بكاء على حال صديقتها..لتقول سندس بنبرة ميتة...
-اخبريني ياهالة هل عاشت الحياة التي رسمتها لنفسي مع غريب..تسكن تحت داره وتنعم بحنانه !

صمت هالة اكدت زاد من عذابها..لتمسح دموعها
وتقول بنبرة قوية شامتة رغم ارتجافها...
-اخبريه انني سأسكن دار آخر..سأنام على فراشه
وسأشاركه ايامه..سأنجب منه اطفال واتعرى أمامه
اخبريه أنني سأكون زوجة في اقرب وقت
وسأكوي احشائه بنفس النار الذي القاها في جوفي
اخبري زوجة عمي أنني سأحب آخر
وان الحب ليس لغريب

-مالذي تقولينه ياسندس !

-اقول أنني سأتزوج ياهالة..سأحرق قلبه كما احرقني
انا لن ابقى راهبة بعد طلاقي منه..ولن اسكن صومعة واتعبد لذكرياتي معه

فُتح الباب ودلفت حكيمة ومعها المشروبات
لترى وجه هالة مُمتقع بدهشة..لتقول سندس بتماسك وإبتسامة مصطنعة...
-هالة لا تصدق أنني سأتزوج ياامي

نظرت لها حكيمة بريبة وكأنها هي الاخرى لا تصدقها
ثم نظرت لهالة وقالت بروية...
-تقدم لها إبن اخي توفيق..شاب مُهذب وعلى خُلق
مهندس ويعيش بالقاهرة ويتمنى ان توافق سندس عليه

المفاجأة لم تكن لهالة فقط بل لسندس ايضًا
فهي جاهلة تمامًا بأي معلومة تخص زوجها المستقبلي..ولم تعرف مهنته سوى الآن !

لتقول هالة بعد صمت دام لدقائق..
-ولكن خالتي سندس لم تتعافى بعد من..

قاطعتها سندس وهي تقف بنشاط مصطنع..
-ومن قال انني مريضة..انا في احسن حال
ولكن لم اجلس مع زوجي المستقبلي الى الآن

وقفت هالة هي الاخر وبدأت تشعر بتوتر الاجواء لتقول...
-سأذهب للمنزل قبل الغروب..مبارك ياعزيزتي
ارجو الا تكوني تسرعتي بقرارك..سأهاتفك حينما استرد هاتفي من ابي

عانقتها سندس لتهمس لها بهدوء وإصرار..
-لا تنسي توصيل رسالتي ياهالة
الى لقاء

ابتعدت عنها هالة برفض واضح في عيناها
وسلمت على حكيمة وغادرت
لتقترب حكيمة من سندس وتقول بهدوء...
-ماسر هذا التغيير ولهفتك المفاجأة !

هزت سندس كتفاها لتقول وهي تتشاغل في تصفح احد الكتب...
-احاول المضي بحياتي والخروج من كآبتي
هل تريدينني التراجع عن تلك الزيجة..هل رفضني توفيق حينما شعر بتورطة !

تنفست حكيمة بحدة من سخرية سندس لتقول...
-سندس كفاكِ سخرية واالاعيب الحديث
عودي كما كنتِ في الماضي النتي الرقيقة الطيبة

رفعت سندس نظرها لوالدتها وفي عيناها نظرة متألمة..عكست ملامح وجهها المتجمدة لتقول...
-الماضي لا يعود ياامي
                              ***
عاد من عمله بعدما غربت الشمس..اتجه الى شقته مباشرة وهو يُمني نفسه بحمام بارد طويل يُزيل عنه غبار الموقع

فتح شقته ودلف الى الحمام مباشرة ليغسل يده جيدًا ثم اتجه نحو المطبخ وفتح البراد ليخرج صحن طعامه..ليضعه في الفرن الكهربي،وضبط المؤقت بعد نصف ساعة وهو يهمس لنفسه بعبوس...
-اتمنى ألا تحترق قبل أن اتناول غذائي

اتجه نحو غرفته ليخرج ملابس بيتيه مُريحة
ثم اتجه ليتسبح وهو يحاول ان يتشاغل عن التفكير بسندس إبنة عمته المظلومة..او الظالمة!

اغمض عينيه وهو يحاول إبعاد كلماتها السامة عن عقلة..وكلما تذكر نبرتها الثائرة وهي تقول بألم
"والذي تزوج علىّ قبل زفافي بليلة وضربني وكسر اضلعي كان إبن عمي وخطيبي وحبيبي..كانوا يقولون انه حمايتي طُعنت غدرًا ولن أُكرر ألمي مره اخرى"

فتاته تعشق غريب لدرجة التحطم..ورغم أنه جرحها إلا انها لم تتردد في قول "خطيبي وحبيبي "
نبرة اليأس في صوتها جرحت فؤاده المُحب لها

فرك وجهه بقوة وهو يلوم نفسه بيأس..لِمَ عاد يبغيها بعدما امتلئ يأسًا بعد خطوبتها على غريب..يأس أن تكون له في يومًا من الأيام..يأس أن يرى طرفها بعدما استطاع غريب إخفائها عن الجميع عامة
وعنه خاصة

ولكن حينما تطلقت منه انفرج قلبه بسعادة بقدر ماامتلئ جوفه ألمًا وغضبًا على حالها وعلى مافعله غريب بها..يشهد الله انه رجع الي المدينة على وجه السرعة كي يكون جوارها حتى ولو في الخفاء
كانت النار تندلع في جوفه عندما علم أنها راكدة في المشفى تتألم من كسور وشروخ خلفها غريب بها

انقشع عنه التعقل والهدوء ولم يستطع سوى الذهاب الى المحجر ليلتحم مع غريب في عراك بالأيدي كان المُنهزم به غريب بدون شك

تلمس الكدمة في جبينه وهو يتنهد بحنق 
عراكه مع غريب جعله يقول كلمات مندفعة أمام غريب وعماله..حينما استفزه غريب بقوله الغاضب...
-مادخلك في علاقتي مع إبنة عمي..هي طليقتي انا
عصبي انا لا دخل لك بها

لكمة قوية وجهها له دون تردد وصاح بجنون...
-ولما ضربتها وعاملتها على انها خاطئة
اسمع ياوغد..تركتها لك في الماضي وتمنيت ان تسعد معك..الآن ضاعت فرصتك معها ولكماتي هي جزاء لضربك لها..اما انك طلقتها فأنا ممتن لك ياحقير

ثم تركه وغادر..وفي اقل من ساعتين كانت الأقاوييل تنتشر في الدينة عن عراك غريب وآل فارس
لامة جده على إندفاعه ولكن..ايلومه على حمائيته لسندس..يلومه انه اندفع للدفاع عن تلك الصغيرة التي تعلق قلبه بها حينما رأها بجدائلها الطويلة قبل ان تقترن بغريب وتخفي وجهها عنه

خرج من الحمام وهو يجفف خصلاته القصيرة
ويتجه نحو المطبخ كي يخرج طعامه من الفرن الكهربي..وهو واجم الوجه وقد فقد شهيته تمامًا

وضع الصحن جانبًا وجلس امام الطاولة بشرود
وهو يمسح وجهه ويطلق تنهيدة حانقة من نفسه وهو يضحك ساخرًا من نفسه
والدته لا تنفك عن الإتيان بالفتيات الفاتنات
منهن المتعلمة..واخرى اكتفت بالمرحلة المتوسطة
تحاول إقناعه بشتى الطرق أن يقترن بإحداهن
وكان يرفض بحزم يحزنها..ويشهد الله انه كان يرفض دون سبب..ودون أمل

صار عمره واحد وثلاثون عامًا ولازال عازفًا عن زواج
لقد حاول منذ عامين أن يقترن بفتاة تناسبه ولكن فشل في تقبلها او التعايش معها..وفسخ الخطبة بعدها بعدة أشهر بعد أن ضاقت مخطوبته مللاً منه ومن صمته وجفائه

والآن عاد الأمل حينما تطلقت..ولكن رفض سندس جعله يشعر كأنه رجلاً بلا كرامة.
ينتظرها فترفضه..تمر السنوات ليطلب الزواج منها لترفضه مره ثانية،لن ينتظرها بعد الآم وسيقتل أمله الساذج الذي يتلاعب به من حين لأخر

نظر للصحن بعدم شهية ليهمس..
-لا غداء لك اليوم ايضًا ياتوفيق
فقدت شهيتي مره اخرى

امسك الصحن ووضعه في البراد وتحرك نحو غرفته ليرتاح بعد يوم عمل شاق بدنيًا ودسم بالذكريات المؤرقه..ارتمي على فراشه المُرتب ليصدح صوت هاتفه برنين لحوح..امسك هاتفه واجاب بهدوء...
-السلام عليكم ياجدي كيف حالك

-عليكم السلام ياعريس..انا بأحسن حال
كيف حالك انت..ومتى ستأتي للقاء عروسك !

خفق قلبه خفقه بطيئة مُتألمة ليعتدل سريعًا ويقول بحذر...
-ماذا تقصد ياجدي !

ضحك فراس ليقول ببطئ مثير للأعصاب ليقول...
-الصغيرة سُندس وافقت على الزواج منك
واختارتك انت بدلاً من سميع..وتريد أن تجلس معك لتُملي شروطها والتي لن تتناول عنها تحت اي ظرف

صمت مثقل ران بينهم..ليقول توفيق بعد دقيقة او أكثر..وكان صوته مُثقل جاف..
-اُجبرت على الموافقة ياجدي !

-وهل هناك زواج بالإجبار ياولد
صباح الغد تكون في المدينة كي تجلس معها وتراها رؤية شرعية..من حقك أن تراها ياولدي قبل أن تأخذ خطوة حقيقية

جاء صوت توفيق هادئ رغم الأعاصير التي تدور داخله...
-لا اود أن اراها سوى بعد الزواج ياجدي
انا راضٍ بها سواء كانت فاتنة او عادية

إبتسم فراس وتنهد ليقول..
-سأبلغها بكلماتك تلك..خُذ إجازة لتأتي ياولدي
جمع الله بينكم على خير آمين..في امان الله

اغلق الجد الخط بينما اغمض توفيق عيناه بهدوء وهو يُتمتم دون صوت..
-آمين

اتضجع وهو لا يزال لا يُصدق أن سندس وافقت دون ضغط او إجبار..منذ ثلاثة ايام كانت ثائرة متمردة
رفضته هو وأخاه بحزم اعجبه..والآن وافقت عليه دون النظر الى سميع !

تأوه بلوعة وهو بهمس بخفوت..
-ماغرضكِ ياسندس..اسأل الله ألا أكون بيدق إنتقام بالنسبة لكِ..سأفقد كل كرامتي ياحبيبة

اغمض عيناه وهو يسترجع وجهها الطفولي
هل لازالت سمراء ووجنتيها مرتفعتين بإمتلاء لطيف
هل لازال الإحمرار يشوب وجهها كلما خجلت
هل استطال شعرها أكثر ام صار قصير
هل تحتفظ بملامحها البريئة التي تمجع بين الطفولة والفتنة أم أن غريب افقدها كل برائتها كما افقدها ثقتها بنفسها !

"سقطت الوردة وتناثرت اوراقها في الرياح
جفت بتلاتها وماعادت ترغب بالحياة
فمن يعيد للزهرة ورقاتها وستكافأه بعطرها..
              وإن كان  عطرها جافي"

                            
تعليقات



×