رواية أسرار في قلب الحب الفصل الثاني 2 بقلم زينب احمد


 رواية أسرار في قلب الحب الفصل الثاني  

أسرار البحر

في صباح اليوم التالي، لم تستطع ليلى أن تخرج الورقة الغامضة من ذهنها. الكلمات كانت عالقة في رأسها، وكأنها تحذير أو لغز ينتظر الحل.

جلست على طاولة الإفطار مع والدتها وأخيها الأصغر. كان الجو هادئًا، لكن عقلها كان مزدحمًا بأسئلة لا إجابات لها.

"ليلى، هل أنتِ بخير؟ تبدين شاردة." سألتها والدتها بنبرة قلقة.

"أنا بخير، فقط أفكر في شيء كتبته البارحة." أجابت ليلى بتردد، وهي تحاول أن تبدو طبيعية.

---

بعد الإفطار، قررت أن تعود إلى الرصيف، المكان الذي شعرت فيه لأول مرة بأن شيئًا غير عادي على وشك الحدوث. كانت الرياح ناعمة، والموجات تصطدم برفق بالصخور. وقفت هناك، تنظر إلى الأفق، وكأنها تبحث عن إجابات.

"لم أكن أظنكِ ستعودين هنا بهذه السرعة." جاء صوت مألوف من خلفها.

استدارت لترى آدم، يقف بيديه في جيبه، وعيناه تلمعان بخفة.

"يبدو أن البحر يجذبنا دائمًا إلى نفس الأماكن." قالت ليلى بابتسامة خفيفة.

اقترب آدم منها، وقف بجانبها، ولم يتحدث للحظات. كان الصمت بينهما مريحًا، لكنه كان يحمل الكثير من الأسئلة التي لم تُسأل بعد.

"آدم، هل تعرف شيئًا عن هذه الورقة؟" قالت وهي تسحب الورقة من جيبها وتريه إياها.

نظر إليها آدم نظرة طويلة، وكأن الكلمات على الورقة أثارت شيئًا بداخله. لكنه لم يجب فورًا.

"أين وجدتها؟" سأل بصوت هادئ لكنه بدا وكأنه يخفي شيئًا.

"كانت على نافذتي البارحة. لا أعرف من وضعها."

---

رفع آدم الورقة، قرأها مرة أخرى، ثم قال بصوت منخفض: "البحر يخفي أسرارًا كثيرة، ليلى. وبعضها لا يجب أن يُكشف."

"لكن هذه البلدة صغيرة، والجميع يعرف الجميع. من يمكن أن يفعل هذا؟"

آدم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال: "ربما ليس الجميع كما يبدو. أحيانًا البحر يجمع من يحملون قصصًا مختلفة."

---

بينما كانا يتحدثان، اقترب منهما أحد الصيادين الكبار في السن، يُدعى "العم سالم". كان معروفًا بحكمته وحكاياته الغريبة عن البحر.

"آدم، أريدك أن تكون حذرًا." قال سالم بصوت هادئ لكنه جاد.

"لماذا؟" سأل آدم بنبرة مختلطة بين الفضول والانزعاج.

"هناك أشياء في هذا المكان لا يجب أن تقترب منها. والبحر ليس دائمًا صديقًا."

نظر آدم إلى سالم بحذر، ثم التفت إلى ليلى وقال: "يبدو أنني سأكون مشغولًا قليلًا. أراكِ قريبًا."

---

بعد أن غادر آدم وسالم، بقيت ليلى وحدها، تشعر بمزيج من الخوف والفضول. كانت هناك أسئلة كثيرة في ذهنها: من هو آدم حقًا؟ ولماذا يبدو أن الجميع يلمّح إلى أسرار غامضة؟

في تلك الليلة، وبينما كانت تستعد للنوم، سمعت صوت أمواج البحر أقرب من المعتاد، وكأن البحر يناديها.

تعليقات



×