رواية مهووس بك ياصغيرة ( 2 ) الفصل الثالث
اغمضت غزل عيناها وسحبت نفس عميق بينما طبع أدهم قبله راضيه فوق جبينها لتضم نفسها الي جسده الدافيء وتضع راسها فوق صدره العريض وتغمض عيناها وابتسامه سعيده مرتسمه علي شفتيها بعد نوبه حبه التي غرقت في خضمها كما دوما تشعر وهي بين ذراعيه فهو رجل يجعلها تشعر انها اجمل انثي علي وجهه الارض ....!!
مررت يدها علي صدره العاري بينما ظلت مغمضه عيونها تستمع لدقات قلبه ولكنها فتحت عيونها ماان شعرت بذلك الملمس الخشن أسفل اناملها الناعمه لترفع راسها قليلا من فوق صدره وتنظر الي تلك اللاصقه الموضوعه علي اعلي كتفه تسأله ... ادهم.. ايه دي ياحبيبي... ؟
نظر أدهم الي تلك اللاصقه ليقول وهو يجذبها الي صدره مجددا...ابدا ياحبيبتي دي حاجة كدة الدكتور قالي عليها عشان بطلت السجاير
اعتدلت جالسه ونظرت له بدهشه ممزوده بعدم التصديق : انت بطلت السجاير
ضحك وهو يعتدل جالسا ليسند ظهره الي الوساده خلفه : انتي لسه واخده بالك ياغزالتي... انا بقالي شهور مبطل
نظرت له وهي تهز كتفها فلا ليس لهذا الدرجه لم تعد تري تلك التفاصيل الخاصه به : لا ياحبيبي اكيد انت غلطان.... ازاي مش هاخد بالي من حاجة زي دي... انت اصلا مش بتدخن في البيت الا نادر اوي لما بتكون في الجنينه او البلكونه جايز عشان كدة مااخدتش،بالي
قال بجبين مقطب كالاطفال ; ماانتي مبقتيش تاخدي بالك من حاجه تخصني
نظرت له بعيونها الجميله لتقول بعتاب : انا برضه يادومي
ضحك قائلا وهو يداعب طرف أنفها : علي اساس اني هنسي بعد دومي دي
مالت عليه لتمرر يدها فوق شعيرات صدره قائلة برقه : تنسي ايه ياحبيبي...؟
مرر يداه علي شعرها الحريري قائلا : انسي انك بقيتي مشغوله عني
هزت راسها : بيتهيألك ياحبيبي
رفع حاجبه مرددا : غزل..!
اومات وهي تبتسم كالطفله التي يحفظ ابيها كافه الاعيبها لتقول :طيب....يعنب اه... جايز اكون يعني مشغوله عنك.... بس حبه صغيرين قد كدة
أحاط خصرها النحيل بذراعه ونظر الي عيونها قائلا بعتاب ; طيب ومش انتي عارفه اني مش بحبك تنشغلي بحد غيري
قالت بدلال وهي تسند رأسها الي كتفه: ياحبيبي ماهو حبه صغيرين بس عشان الولاد والبيت والشغل
هز راسه قائلا ; ياحياتي انا عاوزك ليا
قالت بنعومه وهي تمرر يدها علي صدره : ماانا ليك ياحبيبي ... وهو انا مع مين دلوقتي مش معاك
مرر يداه برقه علي وجنتها ضاحكا ; بقيتي بتعرفي تأثري عليا
ضحكت بنعومه ليميل ناحيتها ويقبل جانب شفتيها قبله ناعمه لتستدرك غزل وتضع يدها علي صدره : لحظة بقي تعالالي هنا ياادهم بيه
نظر لها لتقول باستجواب : انت قولت الدكتور مش كدة.. ؟
اومأ لها لتضيق عيناها بقلق تتطلع اليه : انت تعبان ومقولتش ليا
هز راسه قائلا : لا انا كويس جدا
وضعت يدها علي قلبه بقلق ; امال روحت للدكتور ليه وامتي ومقولتليش ليه
ابتسم بحنان لاهتمامها الواضح وقلقها ليجذبها اليه ويضع راسها فوق صدره ويكرر يداه علي خصلات شعرها ويبدأ قائلا : روحت للدكتور ليه وامتي... عادي بتابع معاه كل فتره بعد الازمه...
مقولتش ليكي ليه عشان القلق الأوفر بتاعك ده.... واخر مرة كنت بدأت ابطل السجاير وقولت يديني حاجات تساعدني
تنهدت قائلة بتشجيع : دي احلي حاجة عملتها... انت لازم تحافظ علي صحتك
قبل راسها قائلا بحنان : عشانك وعشان الولاد ياحياتي
ابتسمت له لتغمض عيناها تتنفس حنانه وحبه الذي لا تعرف كيف يتحول احيانا ويكون قيد يلتف حول عنقها لدرجه الاختناق والرغبه في كراهيه هذا الحب....!!
رفع أدهم ذقنها برفق اليه ليميل يلتقط شفتيها بشفتيه يقبلها بنعومه سرعان ماازدادت شغفا لتغمض غزل عيناها وتذوب بين ذراعيه مستسلمه تماما لنوبه حبه لحظات مرت وهو يقبل شفتيها ثم عنقها ليصعد مجددا هامسا بجوار اذنها.... عاوز بيبي تاني ياغزالتي
تجمدت غزل مكانها بينما عاد أدهم مجددا ليقبل عنقها بينما ازدادت أنفاسه تلاحقا و تحركت يداه تجاه جسدها يتلمسه برقه منسجنا تماما في تلك اللحظة بينما غزل انفصلت عن تلك السحابه الورديه ومهما حاولت أن تخفي ذلك الألم الذي راودها في معدتها فجأه بعد تلك الكلمات لم تستطيع ليشعر أدهم بتغيرها ويشك بأنه بسبب كلامه .....!
ليست المرة الاولي التي يخبرها فيها برغبته بطفل اخر وليست اول مرة بشعر بتغيرها ماان تأتي تلك السيرة.....! ولكن تفكيره ضاع سريعا وسط دوامه عشقه الا متناهي لها... فطالما هي بين ذراعيه لايفكر ولا يري سواها...!
حاولت ان تتجاوب مع لمساته وقبلاته حتي لايشعر بذلك الشعور الذي يتملكها ماان تتذكر ايام حملها والتي حملت ذكريات سيئه أثناء حملها بسليم وكذلك سيلا حتي وان كانت اقل ولكنها لم تخلو من تحكمات وخوف زائد وتقيد لحركتها تحت مسمي الخوف عليها وعلي الجنين...!
...........
ارتمي أدهم فوق صدرها بأنفاس لاهثه ليقبل جانب كتفها العاري بنشوه بينما اغمضت غزل عيناها ووضعت راسها فوق صدره متظاهرة بالنوم حتي لا يفتح معها هذا الحديث عن الطفل مرة اخري ... ماان شعرت انه استغرق بالنوم حتي قامت من جواره بهدوء حتي لايستيقظ لتدخل الي الحمام وتقف أسفل المياة الساخنه التي توازي سخونه أفكارها
وضعت يدها علي بطنها وهي تتنهد بضياع فكيف تكره ان تحمل او ان تنجب أطفال من الرجل الذي تحبه ..... كيف كلما تذكرت الحمل تذكرت فقط الايام السيئه.... هزت راسها فكم هي مجحفه بحقه ان كانت فقط تتذكر تلك الذكريات....!!
عضت علي شفتيها واغمضت عيناها مجددا وهي تفكر انها لم تحمل طوال تلك الفتره بقصد....!!
ازدادت حدة أسنانها فوق شفتيها وهي تحدث نفسها بأنها نعم قصدت الا تحمل منه وهي تأخذ تلك الحبوب من وراء ظهره لعده أشهر ولكنها خشيت ان يعرف لذا اوقفها وهاهي تحاول أن تتجنبه في تلك الفتره التي تكون مهيأه بها للحمل كما سألت طبيبتها
اهتزت يدها وهي تحيط جسدها بالمنشفه بينما تعترف انها تحولت لأمراه اخري لاتعرفها...... امرأه مشوشه تماما لاتعرف الصواب والخطأ.... او تعرفه ولكنها لا تسير وفق له...... تشعر بالذنب القاتل لأفعالها معه خاصه وهو بتلك المثاليه وايضا بنفس الوقت تلتمس الأعذار لنفسها بأنها تخشي ان يعود كما كان....! تتمسك بحقوقها حتي وان كان علي حسابه خوفا من ان تفقدها....
غص حلقها وهي تحدث نفسها .... ان وصل تفكيرها لهذا الحد فيجب ان تعرف انها ليست بخير اساسا وتريد مساعده..... تريد أن تتحدث معه بكل مايدور بعقلها لترتاح.... نعم هو وليس مع أصدقاءها او اروي.... هو الوحيد الذي يجب أن يفهم كل مايدور بداخلها..... فهي تعيش صراع.... كانت صغيره عشقته ومازالت تعشقه ولكن تلك المرأه التي بدأت تنضج بداخلها متمرده...! نعم متمرده علي اي شئ وعلي كل شئ وهي لا تعرف كيف تروضها...! تمزقت بين كونها عشقت ان تكون صغيرته المدلله والتي لا تتحرك خطوة بدونه وبين كونها امرأه ناضجه يجب أن تكون لها حياه مستقله...!!
تخطيء وأخطأت وستخطيء... نعم تعترف بهذا ولكن أين السبيل.... هل سيفهمها ويستمتع اليها دون أن يكرهها...!!
هل سيجنب رجولته ويستمتع لضياعها......
نعم انه تغير كثيرا وأصبح زوج مثالي ولكن كونه متملك ومسيطر مازال بداخله....!!
تعرف هذا جيدا..!
....
تنهد عمر وهو ينظر الي اوركيد التي جلست شارده في تلك الصورة المفتوحه امامها علي الحاسوب فهاهي تفكر مجددا في تكرار التجربه....! تلك التجربه المريرة التي عايشتها بعد ولاده طفلتهم لينا بعام حينما بدأت الشكوك تراودها في عدم حملها لمرة اخري لتعرف ان هناك صعوبه في حملها مرة اخري....!
وقد طلبت منه اللجوء لتلك العمليه التي اقترحتها الطبيبه ولم يمانع ولكن لم يحدث حمل لتتأثر نفسيتها و مع تكرار التجربه لثالث مرة وعدم حدوث الحمل خيم ذاك الحزن علي قلبها بالرغم من انها لا تبديه له ابدا ودوما ما تخفيه بداخلها ولكنه يشعر بها... ،!
..... حمحم عمر واصدر صوت لتنتبه اوركيد لمجئيه فتغلق الحاسوب سريعا وتلتفت اليه وهي تحاول إخفاء مشاعرها الحزينه التي سيطرت عليها وهي تقرأ عن احتمالات الحمل لها مرة اخري
ابتسمت برقه قائلة : ... عمر انت جيت ياحبيبي
حل ربطة عنقه دون قول شئ فلم يكن يوما بارع في إخفاء مشاعره كما تفعل....!
نظرت له ليتحدث بقليل من الحده مؤنبا : تاني يااوركيد..!
اهتزت نظرات عيونها بينما تلك المشاعر التي اجتاحتها برغبتها بطفل اخر وبعجزها عن انجابه قد تملكت منها ولم تستطيع تجاوزها بعد نبرته المعاتبه بتلك الطريقه لتقول بعتاب مماثل : تاني ايه ياعمر..؟
رفع أصبعه بتحذير : انتي عارفه انا بتكلم عن ايه
اومات بانكسار : عارفه.... بس مش عارفه انت ليه مش مقدر موقفي ومشاعري
قال بعدم رضي : انتي اللي بتروحي للحاجة اللي بتضايقك
انفلتت اعصابها لتقول بنبره منفعله : غصب عني ياعمر... التفت الي أنفعالها الذي امتزج بالدموع وهي تكمل : غصب عني عاوز طفل وحاسه اني عاجزة اجيبه ومتنكرش انك زيي بالظبط نفسك في طفل تاني
اومأ قائلا : نفسي بس ده امر ربنا و انا راضي..... قولتلك الف مرة مش عاوز أطفال تاني يااوركيد خلاص طالما موضوع الحمل عامل ليكي ازمه
خفضت عيناها وقد اخرستها كلماته لتحني راسها بانكسار وتسير بضع خطوات تجاه الباب عقد عمر حاجبيه وضغط علي يداه بقوة فكم هو احمق بشده لانه جرحها في موضوع حساس كهذا ليسرع تجاهها ويمسك سريعا بذراعيها يوقفها : اوركيد استني
قالت بصوت مزق نياط قلبه من الانكسار والحزن : هروح اجهزلك العشا
جذبها الي صدره بدون مقدمات واغدق راسها بالقبلات : انا اسف حقك عليا.... انا حيوان
هزت راسها وقد انهمرت دموعها : متقولش علي نفسك كدة
ابتسم ومسح دموعها بيده قائلا : انا ستين حيوان مش حيوان واحد واصلا مش، عارف انتي متحملاني ازاي
هزت راسها قائلة : عشان بحبك
نظر لها بخزي من تصرفاته الطائشه معها ومن قدرتها علي تحمله ليقول : وانا بحبك والله بحبك..... اوركيد انا كل اللي قصدته اني مش عاوزك تتضايقي من موضوع الحمل ده.... دي اراده ربنا اللي هي فوق كل شئ
لو عاوزة تعملي العمليه تاني معنديش مانع بس قبلها توعديني ان ايا ان تكون النتيجه مش هتزعلي
......!
........
............
سحبت غزل نفس عميق بينما وقفت بلا حيله امام بكاء طفلتها لتقول : قولت بابي نايم ياسيلا
عادت لتبكي مجددا لتنحني غزل تحملها وتربت علي ظهرها بحنان وهي لا تريد شئ بتلك اللحظة الا الغرق بالبكاء، مثل طفلتها فهي لم تنام منذ الامس بينما تفكيرها قض مضجعها....!! لماذا لا يستطيع احد فهم تقلبات النساء ولماذا لا يقدر أحد أن تلك التقلبات لا تكون بيدهم...!
مسحت برفق دموع طفلتها وهي تقول بينما تهدهدها... تعالي ياروح مامي ننزل نشوف سليم وبعدين ساعه ونطلع نصحي بابي....
نزلت الدرج وهي تحمل طفلتها لتجد مها جالسه بالبهو الانيق.
قالت بصوت متعب : صباح الخير ياطنط
التفتت لها مها قائلة : صباح الخير ياغزل... نظرت الي صغيرتها التي تعلقت بعنقها قائلة
مالها سيلا.... بتعيط ليه.. ؟
هزت غزل كتفها بقله حيله : ابدا بس مصممه تصحي أدهم وزعلت لما قولت لا وفضلت تعيط فشيلتها عشان تهدي
مدت مها يدها الي حفيدتها قائلة بحنان: تعالي يا لولو لتيته
أنزلت غزل سيلا التي ركضت لحضن جدتها لتضعها مها فوق ساقها وتسأل غزل : وهو أدهم نايم ليه لغايه دلوقتي.. ؟
هزت كتفها قائلة : مش عارفه بس قالي انه مش نازل دلوقتي وعاوز يكمل نوم
اومات مها لتنظر الي سيلا قائلة : كلها شويه صغيرين و هتلاقي بابي حالا صحي ونزل يلعب معانا....
اومات سيلا لتحملها مها قائلة : تعالي نقعد في الجنينه علي ما الفطار يجهز
تلفتت غزل حولها لتسأل ام حسن بقلق : هو سليم فين....؟
قالت المرأه بتعلثم : كان بيلعب هنا من شويه
اتسعت عيون غزل وهي تتلفت حولها ; اوعي يكون دخل مكتب أدهم
اسرعت غزل الي غرفه مكتب أدهم ليصدق حدثها فهاهو ابنها افتعل كارثه....!!
سليم...!
صرخت به وهي تري أوراق ابيه مبعثره بكل مكان لتسرع هي وام حسن التي رددت : يانهار اسود ده البيه هينيل عيشتي
تنهدت غزل بضيق وهي تقول : قولتلك عينك عليه ياام حسن
قالت المرأة بتعلثم ; والله ياغزل هانم انا بس روحت اجيب القهوة لمها هانم لما صحيت
زمت غزل شفتيها قائلة : الله يسامحك ياام حسن..... هعمل ايه انا دلوقتى في الكارثه دي
انحنت تجمع أوراق ادهم ولكن بلا جدوي فهي لا تعرف لها ترتيب لتنظر الي ابنها شرزا وتؤنبه ; انا كام مرة قولتلك كدة غلط..... بكي سليم من انفعالها عليه لتهدر بغضب ; مش عاوزة اسمع عياط ياسليم
دخلت مها بجبين مقطب علي صوت غزل وبكاء سليم لتقول :في ايه مالك مزعله الولد ليه..؟
زفرت غزل بضيق وهي تحاول تجميع الأوراق : عشان ولد قليل الادب بهدل أوراق أدهم
قالت مها بأنتقاد : لو هو قليل الادب يبقي انتي اللي قصرتي في تربيته
غلت الدماء بعروق غزل التي رفعت وجهها باستنكار تجاه تلك المرأه التي لا تتوقف عن انتقادها لتنفجر بانفعال : قصرت في ايه... ؟! هو حضرتك بتدوري علي اي حاجة تتهميني بيها وخلاص
انا بجد تعبت وزهقت من طريقتك دي
ليدخل أدهم بتلك اللحظة وهاهي زوجته وأمه في مشاجرة جديده ...
التفتت غزل للباب ماان دخل أدهم...وسرعان ما احتدت نظراتها بينما وقفت تنظر له بترقب لرد فعله لتري جليا الانزعاج علي وجهه وهو يتطلع الي أوراقه المبعثرة بكل مكان
نظرت مها أيضا اليه بانتظار رد فعله علي انفعال زوجته عليها لتتجاهل غزل ما سيحدث وتقول : ... اسفه ياادهم بس سليم دخل وبهدل اوراقك ومش عارفه ارتبهم ... قاطع حديثها باشاره من يده قائلا بهدوء : ... خلاص ياغزل سيبيهم
خرجت غزل وتجاهلت وقفه مها المتحفزة فهي لاتتحمل ان تتدخل بنقاش او خلاف فأعصابها حقا مستنزفة..... حملت سيلا وامسكت بيد سليم واخذتهم لغرفتها وهي تدرك ان مها لن تتواني عن شحنه عليها خاصه وان دخوله تزامن مع علو صوتها وانفعالها علي امه
نظرت مها بعدم رضي قائلة : شفت ياادهم طريقه مراتك..... كل ده عشان قولتلها انها توجه الولد صح
سحب أدهم نفس مطولا قبل ان يقول بهدوء : سليم شقي وهي عارفه ازاي تتصرف معاه
; يعني تستني لما يعمل الكارثه وبعدين تزعق له
قال بهدوء مصطنع لينهي الجدال مع أمه : ماما غزل هي المسؤله عن تربيه الولاد
وهي عارفه اية الصح ليهم
نظرت له مها بغضب : يعني أخرس مش كدة
هز رأسه قائلا ; لا طبعا.... رأي حضرتك فوق دماغي بس هي امهم
زفرت مها بعصبيه قائلة : ماشي ياادهم خليك انت دافع عنها
زفر أدهم بضيق وقد انفلتت اعصابه ليقول : انا بجد تعبت وزهقت... مش عارف اعمل ايه اكتر من كدة
جذب مفتاح سيارته وهاتفه وانصرف
............
....
قال اسامه لادهم الذي كان يتحرك في مكتبه بعصبيه : معلش ياادهم روق دمك... الحموات دايما كدة وخصوصا وانت عارف انت طنط مها بتحبك اد ايه
تنهد قائلا : جبت اخري يااسامه.... الشغل زي ماانت شايف كل يوم مشكله والبيت غزل وماما مش، بالعين لبعض كلمه
: معلش هتروق ان شاء الله
وضع أدهم يداه علي صدره وهو يطلق زفره مطوله ليقول اسامه بقلق : انت تعبان ياادهم
هز أدهم راسه قائلا : لا ابدا بس من وقت للتاني بحس بنغزه
قال اسامه بقلق : طيب يلا نروح للدكتور
هز راسه قائلا : لا مفيش داعي وبعدين انا كدة كدة عندي ميعاد معاه بكرة
قال اسامه : نخلي الميعاد النهارده ويلا انا هاجي معاك
هز أدهم راسه قائلا : لا مفيش داعي... انا كويس جدا
هز اسامه رأسه قائلا بجديه : لا ياادهم
انت اكيد موضوع الشغل مأثر عليك
جلس أدهم الي مقعده الجلدي الوثير قائلا ; هتصدقني لو قولتلك يولع الشغل
نظر له اسامه بعدم تصديق ليكمل أدهم بجديه : عارف ان السوق الفترة دي زي الزفت وعمال اخسر من وقت مااسعار الجمارك زادات بالطريقه دي بس مش فارق معايا.... . الحمد لله عندي ثروة كبيرة تكفيني انا وولادي
قال اسامه : ربنا يباركلك...
اومأ أدهم لينظر له اسامه بتساؤل :
طيب ايه اللي مضايقك ياادهم
شرد وهو يفكر بحال غزل وتلك الشكوك انها تغيرت والتي لم يستطيع طردها بينما يشعر بتغيرها تجاهه
ليهز راسه سريعا وهو يقول : ابدا مفيش
........
.......
داعبت غزل أنف سليم الذي قطب جبينه لتقول بحنان : وعد ياحبيب مامي
نظر لها بشك لتهز راسها : اللعبه اللي انت طلبتها واي حاجة تطلبها هجيبهالك في عيد ميلادك
ابتسم سليم واخيرا لتضمه اليها وتقبل وجنته الممتلئة : يلا تعالي ننزل نلعب سوا
هز راسه قائلا : لا انا عاوز اروح العب مع أدهم
نظرت له بشك : مش عارفه ياسولوم ينفع نروح لعمتو النهارده ولا لا
عاد ليقطب جبينه مجددا لتقول : طيب انا هروح اشوف رأي بابي واقولك
اومأ سليم وركض الي غرفته لتتجه غزل الي غرفتهم... ولكنها لم تجده لتسأل ام حسن ; أدهم فين.. ؟
قالت المراه وهي تتلفت حولها بصوت خافت : خرج بعد مااتخانق مع الست مها
رفعت حاجبيها : اتخانق
اومات واخبرتها بما سمعته بالصدفه بين مها وادهم لتقول : طيب روحي شوفي وراكي ايه
........
.. اذن دافع عنها امام والدته.. حتما مها ستعلن عليها الحرب.... وهاهي ذهبت لأروي لابد لتشتكي لها ولكنها تثق في ان اروي تعرف والدتها
...!
في المساء عاد أدهم للمنزل بعد ان مر علي منزل اخته ليراضي والدته الغاضبه وقد استطاعت اروي تلطيف الأجواء.... اعادها للمنزل وهو يتمني ان تهدأ واحده منهم وتتحمل الاخري فالوضع اصبح لا يحتمل....!
تنفست غزل الصعداء بعد ان جعلت سيلا وسليم ينامون بعد هذا اليوم المرهق لتتجه الي غرفتها .....
خرجت للشرفه حيث كان أدهم يتحدث في الهاتف لتري تغيير ملامح وجهه... : ايه ياادهم مالك في حاجة..؟
هز كتفه قائلا وهو يطرق باصابعه علي السور الرخامي : ابدا مشكله صغيرة في الشغل
نظرت له باهتمام : مشكله ايه..؟
زفر قائلا : المستخلصين مش عارفين يخلصوا إجراءات العربيات الجديده
: طيب ياحبيبي متضايقش نفسك وان شاء الله تتحل
اومأ لها بهدوء اكتسبه خلال تلك السنوات ليحافظ علي صحته بعد ماحدث له بسبب انفعاله : ان شاء الله
اومات له بابتسامه هادئه ليبادلها الابتسام قائلا ; انا كدة الصبح هضطر اروح اسكندريه اتابع الموضوع بنفسي
اومات له قائلة ; ماشي ياحبيبي المهم متضايقش نفسك
ربت علي كتفها قائلا : طيب ياغزل... جهزي نفسك انتي والولاد هنتحرك الصبح
تغيرت ملامح وجهها لتقول باستفهام : هو احنا هنسافر معاك..؟
التفت لها قائلا ; اهه.... اهو اخلص الشغل ونقضي يومين هناك بقالنا كتير مروحناش الساحل
قالت بسرعه : اه ياحبيبي بس... بس يعني انا مش عامله حسابي
هنا بدأ يفقد هدوءه ليقول بامتعاض : حسابك في ايه ياغزل.. ؟
قالت بتعلثم : ابدا ياحبيبي بس يعني فجأه كدة وبعدين انت ناسي حفله عيد ميلاد سليم اخر الاسبوع ولسه ورايا حاجات كتير اجهزها واصلا هو زعلان اني زعقت له النهارده.... وكمان انا عندي شغل متعطل و.... قاطعها وهو لا يحاول إخفاء امتعاضه ليوليها ظهره قائلا: براحتك
امسكت ذراعه قبل ان يغادر : استني ياادهم انا مش قصدي ازعلك
اطلق زفره قصيرة قائلا : خلاص ياغزل... جهزيلي شنطتي
زمت شفتيها ونظرت في اثره وهي تشعر بالضيق لأنها ضايقته ولكن فجأه تسافر برفقته.....انها فقط ارتبكت ولم تعرف ماذا تفعل وتوقعت منه أن يتفهمها ولكنه حقا لم يفهم شئ إلا انها لم تعد تحب البقاء معه كما كانت وكأنها تتذرع الحجج للاببتعاد.... خرج من شروده علي انوار السيارة خلفه والتي انعكست في مراه سيارته ليخرج هاتفه ويجيب.... : ادهم انت فوتت المدخل
انتبه ما ان قالت ماهيتاب تلك الكلمات والتي أتت برفقته لمساعدته في إنهاء تلك الأعمال بحكم عملها معه... رجع بسيارته للخلف بضع أمتار ليقود مجددا في الطريق الصحيح وهي خلفه حتي توقفوا أسفل مقر شركته بالإسكندرية ليرحب بالعمل الذي سيبعده عن تفكيره المضني بأنها تغيرت....!!
وعلي الجانب الاخر لم يرحم التفكير غزل أيضا والتي اعترفت انها أخطأت ولكن دون ارادتها فهي لم تقصد شئ وإنما فقط ارتبكت خططها والتي تحمل الترتيب لعيد ميلاد ابنها بالاضافه لعملها المتراكم لأنها بقيت بالمنزل لعده ايام ...!!
أجاب علي مكالمتها لياتيه علي الفور صوتها الناعم في محاوله منها لتلطيف الأجواء : وصلت ياحبيبي
اومأ قائلا : اه من نص ساعه
: طيب متصلتش تتطمني عليك ليه..؟
قال ببرود : عادي قولت اكيد مشغوله
قالت بعتاب : أدهم بلاش تحسسني بالذنب وبعدين انا قولتلك اجي معاك وانت قولت لا خلاص
: عشان كنتي هتجي وانتي مش عاوزة من جواكي
: لا والله انا بس اتلخبطت وورايا حاجات كتير
: ماشي ياغزل خلاص
: مش خلاص الا لما تقولي انك مش زعلان مني
: انتي عارفه اني مش بزعل منك
: طيب هتتأخر
: لا يومين زي ماقولتلك
: طيب ياحبيبي خد بالك من نفسك
...........
.... في مساء اليوم التالي
ضغطت غزل علي البوق وهي تهدأ من سرعه سيارتها لتنفتح البوابه الحديديه للمنزل وتدلف بسيارتها الانيقه وتوقفها اسفل الدرج الحجري
اخذت حقيبتها الصغيرة وحقيبه حاسوبها المحمول من جوارها ونزلت من السيارة لتصعد الدرجات الحجريه بخطي مرهقه وتدخل المنزل الذي كان يعمه الهدوء..... التفتت ما ان شعرت بتلك العينان تتجه ناحيتها وهي تغلق الباب لتستمتع الي تلك الخطوات التي اقتربت منها ببطء.... نظرت الي مها وقالت بصوت هاديء : مساء الخير ياطنط
توقفت مها مكانها وتطلعت لغزل لحظة ثم إلى أنزلت عيناها الي ساعتها الذهبيه الانيقه قبل ان تجيب بمغزي : مساء النور ياحبيبه طنط.. الساعه كام.. ؟
ابتسمت غزل ببرود وقد فهمت المغزي من الكلمات والنظرات لتقول ; حضرتك لسه بصه في ساعتك فأكيد عافه الساعه كام لازمته ايه السؤال..؟
التوت شفاه مها بتهكم لتقول : لازمته انتي عارفها كويس ياباشمهندسة
احتقن وجهه غزل لتقول بحدة : لو قصدك اني اتاخرت فأنا كان عندي شغل ولما كلمت ام حسن اطمن علي سيلا وسليم قولتها اني هتأخر
رفعت مها حاجبيها بعدم رضي لتقول باستنكار : بتبلغي تحركاتك لام حسن
قالت غزل باحتدام ; حضرتك عاوزاني ابلغك
هزت مها كتفها ببرود قائلة : مع ان ده ابسط أصول الذوق.... بس اظن الاولي تبلغي جوزك
ازدادت دقات قلب غزل دون ارادتها وناقضت وقفتها بهذا الثبات امام مها وهي تقول
: جوزي عارف اني في شغلي ومعندوش اي مانع
ضحكت مها باستخفاف لتحمر وجنه غزل وتفقد سيطرتها قائلة بانفعال : ممكن اعرف ايه الي بيضحك حضرتك اوي كدة
قالت مها بقصد : كلامك
: ليه قولت نكته
قالت مها بمغزي : اكتر....!
نظرت لها غزل بعدم فهم لتكمل مها : لما تقوليلي أدهم عارف ومش ممانع تتأخري برا لغايه دلوقتي بالنسبالي نكته
ازداد احتقان الدماء بوجهه غزل بينما اجهزت مها عليها وهي تكمل : بس بالنسبالك اكيد دي نكته بايخه
قالت غزل بانفعال ; تقصدي ايه ياطنط لو سمحتي من غير لف ودوران
قالت مها ببرود ; مش بلف ولا ادور... بس انتي زي عادتك مندفعه مش بتفكري وبتهاجمي وخلاص.....
: افكر في ايه..؟
: في اللي بتقوليه..... أدهم اللي كان مش بيسمحلك بخطوة برا البيت من غيره بقي فجأه كدة سايبك داخله خارجه براحتك لا وكمان بتقوليلي عارف انك برا لغايه دلوقتي ومش ممانع يبقي مبقتيش فارقه معاه
زمت غزل شفتيها : علي فكرة ياطنط مالوش لازمه اللي بتعمليه انتي عارفه كويس اني فارقه مع أدهم وبيحبني
; انا معملتش حاجة بس انتي اللي عمايلك مش عجباني....وبعدين قولي لنفسك كدة... بيحبك ولا زهق من الخلاف معاكي
انفعلت غزل لتقول بعصبيه : اغلب خلافتني مع أدهم بتكون بسببك
احتدت نظرات مها : بسببي..؟! ولا بسبب تصرفاتك.... راجعه البيت في وقت زي ده وتقولي بسببي
: ايوة بسببك لأنك هتجري تقوليلوا كلمتنين تسخنيه عليا
زمت مها شفتيها بغضب : الزمي حدودك انا مش عيله صغيره هجري افتن عليكي.... وطالما واثقه في نفسك اوي كدة وبتقولي انه عارف خايفه من ايه
نظرت لها غزل بحده ولكنها تراجعت عن قول شئ لتصعد الي غرفتها وتترك مها تغلي من الغيظ....
دخلت الي غرفتها لتلقي حقيبتها بغل
تلك المرأه تريد تعكير صفوها ليس إلا.....!
تعبت كثيرا من كل شيء حولها فهي تحارب في أكثر من جبهه..... تحارب في يومها في عملها ومع والده زوجها ومع زوجها وفي تربيه أطفالها..... انها المسؤليه..!
نعم هذا ماجد عليها وجعلها بهذا الضياع..... كانت طفله مدلله لاخيها وزوجها أيضا والان ام مسؤله عن بيت وزوج واطفال وعمل وعائله.... لا تستطيع التوفيق وايضا لا تريد الاعتراف بهذا....! بقيت بالعمل طوال اليوم وقصرت بحق أطفالها وسمحت لمها بتسميها بالكلمات اللاذعه من أجل ان تثبت باعتها بالعمل.... في اليوم الماضي بقيت بالمنزل من أجل أطفالها ولكنها قصرت بحق زوجها حينما تركته يسافر وحده....! انها دوما تشعر بأنها مقصره..... تنهدت بضيق....!!
انها بحاجه اليه لتتحدث معه فهو سيفهم انها ليست اكثر من طفله مشاغبه لاتعرف كيفيه القيام بكل واجباتها دون إهمال أحدهما...!
تناولت هاتفها الذي اخرجها من شرودها :أدهم
قال أدهم : عامله ايه ياحبيتي.... وحشتيني
قالت باشتياق واحتياج له : انت كمان
ابتسم بتعب مريح فبعد عناء يوم طويل ليس هناك اكثر راحه من سماع كلمه حب منها ليقول : طيب تعالي طالما وحشتك
ضحكت قائلة : اجي فين يامجنون
شاكسها قائلا : فيلا حبنا
ضحكت مجددا وهي تقول : حلو الاسم
:مش دي المكان اللي بتحبيه
:طبعا
: طيب يلا خلي السواق يجيبك وانا هستناكي هناك
بعدما خرجوا للحظات من ضغوط الحياه جائت للواقع لتقول بتعلثم : لا ياحبيبي ماانا قولتلك مش هينفع
تنهد بتعب : انتي مش بتقولي وحشتني
قالت بتأكيد : طبعا
: طيب مش عاوزة تجي ليه..؟
قالت برجاء : طبعا عاوزة بس معلش ياحبيبي ورايا حاجات كتير وسليم بيه مش مبطل زن علي حفله عيد ميلاده وبعدين انت راجع بكرة مش كدة
زفر باحباط قائلا ; تمام
.. الولاد كويسين.. ؟
: اه ياحبيبي
عادت تلك الفراشات تتراقص بمعدتها وتؤلمها وهي تفكر بأنها يجب أن تخبره انها تأخرت حتي لا يعرف من مها لتوقفه قبل ان يغلق الهاتف : أدهم
: نعم
قالت بتوتر : انا... انا يعني في خبر حلو
قال بلهفه : ايه ياروحي
: مش مجموعه العيسوي ادت مكتبي تصميم للكوماوند بتاعتهم
اخفي امتعاض ملامحه ليقول بدون تعبير : مبروك
قالت بتوتر : مالك ياادهم..؟
قال بتلميح : ابدا بس فكرت في خبر تاني
تجاوزت ما نطقه بقصد فهو يريد أطفال وظن الخبر الجيد هو حملها..... لتتابع الحديث مجبره حتي تصل الي هدفها بأقل الخسائر...... يجب أن يعرف انها تأخرت لتلك الساعه ولكن بطريقه غير مباشرة
لتكمل بسعاده مصطنعه : انا مصدقتش نفسي لما سلمي قالتلي انهم عاوزين يتفقوا معانا ...... النهاردة فوق الست ساعات بنتكلم في التفاصيل طبعا اتاخرت شويه بس اتفقنا
صمتت بانتظار رد فعله والذي لم يحتاج ذكاء منه ليدرك ان كل حديثها ماهو الا مقدمه لتاخرها
ليقول بهدوء حذر : انتي لسه راجعه البيت..؟
أفلت السؤال من شفتيها لتباغت بالهجوم : وهي طنط مقالتش لك...؟
انفلتت اعصابه ليقول بحده ; وهي تقولي ليه متجوزك ولا متجوزها
قالت بتعلثم وقد شعرت بغباء اندفاعها : مش قصدي انا يعني افتكرت... قاطعها بسخط شديد ولم يعد باستطاعته السيطرة علي غضبه من تصرفاتها الطفوليه :
افتكرتيها جريت قالتلي علشان توقع بينا مثلا
..... ازدادت نبرته حده بينما يزجرها : اعقلي ياغزل وبطلي تفكيرك ده.... وخدي بالك انا لو عاوز اعرف النفس اللي بتتنفسيه مش هستني امي تتجسس عليكي
القي الهاتف بعصبيه شديده بينما يتحرك بالغرفه ذهابا وايابا بغضب شديد.... ماذا يحدث له..... تحول الي رجل لايعرفه
فأين أدهم الذي كان سيهدم العالم ولن يكتفي بمجرد بضع كلمات..... نظر الي نفسه بالمرأه..... انه مازال موجود كما هو بداخله ولكنه يسيطر عليه ..... فهو سيغضب.... ويثور..... وتبتعد عنه وهو لايطيق بعدها ابدا....!
لقد تغير من أجلها هي فقط....
يحاول ان يكون الرجل الذي يسعدها
فكلما حدث بينهم خلاف تخبره انها غير سعيده لذا قرر ان يسعدها لانه يحبها....
يدللها ويفعل ما تريد.... من أجل اساعدها ومن أجلها فقط..!
..........
...
لم يعد باليوم التالي في محاوله منه لتجنب جدال محتدم بينهما... انهمك بالعمل ولم يدرك كم تأخر الا حينما لاحظ كثره نظر ماهيتاب لساعتها ليقول : تمام ياصفوت اتفضل انت وبلغني بأي جديد
خرج صفوت ليقول لماهيتاب : هكلم المعرض يبعت سواق ليكي عشان متسوقيش بليل
نظرت له ماهيتاب باستفهام ; انت مش راجع...؟
هز راسه قائلا : لا لسه عندي شغل
قالت وهي تتطلع له : شغل ايه... احنا خلصنا الحمد لله شغل الجمارك
اومأ قائلا : اه بس في حاجات في المعارض عاوز اخلصها
زمت شفتيها قائلة بتفهم ; تمام... سوري انا بس كنت بسأل
: لا مفيش حاجة.... هكلم المعرض حالا
: مفيش داعي
نظر في ساعته : بس الوقت متأخر
هزت كتفها وهي تأخذ حقيبتها : مش، هيحصل حاجة... حتي الطريق يكون احسن وفاضي
اومأ لها لتنصرف فيرجع أدهم راسه للخلف شاردا بتفكيره
.............
...
قادت ماهيتاب سيارتها بضعه أمتار قبل ان
تعقد حاجبيها بانزعاج لتلك الانوار المنعكسه علي مرأه سيارتها الاماميه....!
نظر أدهم الي ذلك الهاتف الذي لا يتوقف عن الرنين ليجده هاتف ماهيتاب قد نسته علي طرف مكتبه..... جذب سترته من علي ظهر المقعد واتجه للخارج فمؤكد انها لم تبتعد كثيرا...!
...........
.... صرخت ماهيتاب بفزع ماان توقفت تلك السيارة امامها بعرض الطريق المظلم والذي كان تقريبا خالي من السيارات بمثل هذا الوقت من ليل الشتاء.....
ارتجفت دقات قلبها بخوف ماان رأت ذلك الذي ترجل من السيارة بنظرات شرسه..... لتردد بخوف حاولت أن تخفيه : شريف...!
ايه اللي بتعمله ده.... انت مجنون...!
هتف ذلك الرجل بغضب شديد وهو يقترب منها : اه مجنون.... ولا فاكرة اني هسيبك في حالك بعد اللي عملتيه
دفعت يده بعيدا عنها : اوعي ايدك وابعد عني...... انا معملتش حاجة
نظر لها بغضب : لا وحياه امك فاكرة هصدق الشويتين بتوعك..... ده انتي بلغتني عني....!!! وكنت هتسجن وابويا غضب عليا ورماني برا البيت من غير ولا مليم بسببك
هتفت بشراسه : بسبب عمايلك ياسرنجاتي يامدمن
صفعها شريف بقوة لتصرخ وتتعثر قدماها فتقع للخلف بتلك البركة الكبيرة التي خلفتها مياه المطر التي تساقطت بغزاره.....
احتدت نظرات أدهم الذي شهد هذا الموقف من خلال زجاج سيارته التي اوقفها سريعا ونزل منها تجاه ذلك الرجل.... بدون مقدمات كان يسدد له عدد لا متناهي من اللكمات بعد ان راه يصفعها ويوقعها بتلك الطريقه..... لم يقاوم شريف الذي ارتخت اطرافه بفعل المخدرات ليكتفي بالصراخ : انت مين وايه دخلك.... ؟
لكمه أدهم بقوة : انا اللي مين ولا انت اللي ازاي تتجرأ وتمد ايدك عليها ياابن ال ....
صاح شريف وهو يحاول تخليص نفسه من قبضه أدهم : دي مراتي
صرخت ماهيتاب وهو تحاول الوقوف ; كداب.... احنا متطلقين
امسكه أدهم من تلابيبه مزمجرا : جوزها طليقها الجن الأزرق.... اوعي تفكر تمد ايدك عليها تاني بدل مااقطعهالك
اطلق شريف سيل من الشتائم سددها لادهم الذي انقض عليه مجددا ..... لتعتدل ماهيتاب واقفه وهي تستند الي سيارتها وتقف لتحول بينهما.... سيبه ياادهم...ميستاهلش تضيع نفسك عشانه...!
دفعه أدهم بغل ليسقط شريف ببركه المياه بينما يتوعده أدهم الذي قال : لو شفتك جنبها تاني هخلص عليك
زمجر شريف مجددا وهو يتوعد أدهم بينما ينطلق بسيارته بسرعه...!
قالت ماهيتاب بأسف : انا مش عارفه اشكرك ازاي ياادهم.... لولاك مكنتش عارفه كان ممكن يعمل فيا ايه
قال أدهم بضيق : مكنش ينفع اسيبك تمشي لوحدك في وقت زي ده
هزت راسها قائلة : لا وانت ذنبك ايه هو اللي حيوان كان اكيد بيراقبني
نظر لها أدهم لتندفع الدموع لعيونها بينما تكمل ; اكيد كان عاوز فلوس زي كل مرة يظهر قدامي عشان المخدرات اللي بياخدها
ازداد بكاؤها بينما تابعت : انا بجد اسفه انك اتحطيت في موقف زي ده
قال أدهم بتأثر وهو يربت علي ذراعها : محصلش حاجة.... اهدي بس
أخذها الي سيارته بعد ان أغلق سيارتها المتوقفه علي جانب الطريق ليقول وهو يتطلع الي ملابسها المبتله من أثر سقوطها في المياه.... بيتي قريب من هنا... تعالي وانا هكلم مراد
قاد لبضع دقائق ليوقف سيارته بعدها في باحه منزله لينزل ويشير لها أن تتبعه... لا يحب دخول هذا المنزل بالذات بدون غزل ولكنه أقرب مكان لتبقي به ماهيتاب حتي يأتي أخيها....
نظر الي ملابسها المبتله والي يدها المرتعشه
ليقول وهو يشير الي الحمام الموجود بالطابق السفلي...... ادخلى اغسلي وشك ونشفي هدومك وانا هكلم مراد
اومات له ودخلت الي الحمام الانيق لتنظر الي المرأه فتري وجهها متورم من أثر صفعه ذلك الحقير الذي لاتعرف ماذا كان سيفعل بها ان لم يأتي ادهم بالوقت المناسب..... تذكرت مافعله معها لتري كم هو شهم نبيل....
خلعت ملابسها ووضعتهم بالمجفف لتأخذ احدي أرواب الاستحمام المعلقه وترتديه فوق ملابسها الدخليه التي بقيت بها.... ترددت قبل ان تخرج بتلك الهيئه ولكنها خرجت اخيرا....
رفع أدهم عيناه اليها ما ان استمع لصوت خطواتها تقترب ليبعد عيناه سريعا ما ان رأها بتلك الهيئه.... قالت بارتباك وخجل :
انا مش عارفه اشكرك ازاي
قال بهدوء دون أن ينظر اليها : عادي معملتش حاجة
.... فركت يدها وهي تجلس علي طرف الاريكة ونضم روب الاستحمام حول جسدها قائلة :سوري بس ملقتش حاجة البسها علي مالهدوم تنشف
قال بتهذيب : مفيش مشكله... انا هعملك حاجه تشربيها
اسرعت تمسك ذراعه دون قصد : لا متتعبش نفسك
تركت ذراعه سريعا ماان ابتعد خطوة وهي تقول بتعلثم : كفايه اللي عملته معايا... انا تعبتك ودخلتلك في مشكله مالكش ذنب فيها
عاد ليجلس مجددا قائلا : مفيش مشاكل...المهم انك كويسه
تنهدت بأسي وهي تقول : كويسه اوي..... كويسه وانا في حياتي كابوس اسمه شريف صفوت
نظر أدهم لها لتلمع الدموع بعيونها وهي تقول : انا الغطانه عشان اخترت غلط من الاول..... بني آدم مش مسؤل وعيل تافهه
متدلع بفلوس ابوه......
يعرف صفوت البحيري احدي المحامين المشهورين بالبلد وسمع البعض عن طيش ابنه ولكنه لم يكن يعرف بتلك التفاصيل التي بدأت ماهيتاب بقولها.... بعد جوازنا بكام شهر اكتشفت انه مدمن مخدرات وطبعا مش محتاج اقولك كان بيعمل ايه لو ملقاش الجرعه... حاولت اعمل نفسي مش واخده بالي لغايه ما الوضع مبقاش محتمل لما بدا يمد ايده عليا كل مااقول يبطل وفي يوم ضربني جامد اوي..... مراد لما عرف كسر البيت عليه وسلمه للبوليس... طبعا ابوه بعلاقاته قدر يطلعه وعشان الشوشرة خلاه يطلقني وقولت انتهي الكابوس بس لما ابوه طرده برا البيت ومنع عنه الفلوس لما عرف انه مدمن رمي كل حاجة عليا وكل شويه يهرب من المصحه اللي ابوه حطه فيها ويطاردني
تنهد أدهم بتاثر ليقول باحتدام :ومراد عارف انه لسه بيطاردك
هزت راسها قائلة : لا..... انا خوفت عليه عشان كدة كنت بسكت
قال أدهم برفض :سكوتك غلط طبعا.. لازم تاخدي أجراء
: اعمل ايه بس وانا لوحدي.... ؟
قال أدهم بحزم ; متقلقيش انا هشوف له صرفه
ابتسمت وقالت بينما لمعت عيناها وهي تتطلع لشهامته معها : انا مش عارفه اقولك ايه ياادهم
...........
..... نظر شريف بغل بينما يمسح طرف فمه الذي سألت منه الدماء بيد بينما باليد الاخري كان يصور ذلك المشهد الواضح من خلال ذلك الحائط الزجاجي لمنزل أدهم وقد جلست ماهيتاب بتلك الهيئه...!!
............
....
كور مراد الرماح قبضته بغضب وهو يتوعد شريف ما ان عرف بما حدث لاخته : ابن ال..... ورحمه ابويا ما هرحمه
قالت ماهيتاب : لا عشان خاطري يامراد بلاش تدخل نفسك في مشاكل معاه وبعدين أدهم ضربه واحد حقي
التفت مراد لادهم قائلا بامتنان: انا مش عارف اشكرك ازاي ياادهم....
: علي ايه بس.... المهم دلوقتي مفيش تعامل بينك وبين الكلب ده.... انا هتكلم مع ابوه
: لا يادهم انت كتر خيرك سيب ليا الموضوع ده
اومأ أدهم قائلا ; لو احتجت حاجة كلمني
اخذ مراد اخته وغادر منزل أدهم الذي مكث به ليومان اخران تعذبت غزل بهما من ابتعاده ومعاقبته لها بهذا الشكل ...!
ربتت اوركيد علي يد غزل قائلة : طيب ما تكلميه ياغزل
تنهدت غزل بغصه حلق : كلمته كتير مش بيرد عليا..... لمعت الجموع بعيونها لتفيض بسيل مشاعرها المكبوته وهي تقول : انا مش عارفه هو بيعمل معايا كدة ليه..... لييه بيرفعتي سابع سما وبعدها ينزلني سابع ارض.... انا مش عارفه افكر ولا أفهم حاجة....
: اهدي بس ياغزل محصلش حاجة لكل ده..... خناقه بينك وبينه وهتعدي
هزت غزل راسها وهي تمسح دموعها : لا مش،مجرد خناقه
نظرت لها اوركيد باهتمام : في حاجة حصلت تانيه.. ؟
قالت غزل بحيره : مش عارفه يااوركيد بس حاسه بالذنب في كل حاجة بعملها.... من اول ماقابلته وحبيته وهو واجع قلبي..... راجل بيعمل كل حاجة عشان يرضيني بس كل ده بيكون مربوط بخيط خفي موجود في ايده هو بس....
لو شد الخيط اتخنق ولو سابه بغبائي وتصرفاتي بلفه حوالين رقبتي...!
: بس أدهم بيحبك واكيد استحاله يكون تفكيره كده
هزت غزل رأسها : مش تفكيره... لا طبعه وشخصيته... متملك مسيطر وانا بالنسباله عروسه بيحركها لغايه مااتعود علي كدة
عقدت اوركيد حاجبيها بدفاع : انتي بتظلميه ياغزل... ادهم بيحبك ومش،بيكون قاصد يتحكم فيكي
: عارفه بس تحكمه وسيطرته طبع متأصل فيه
: بس ماهو سابك تشتغلي وبصراحه بقاله فتره بيحاول يرضيكي والكلام ده بشهادتك انتي
هزت راسها : بس الخوف اللي جوايا من ان كل ده الحبل اللي سايبه يلف جوالين رقبتي مخليني انانيه وبحاول بجنون ادافع عن نفسي من اني ارجع تاني تحت سيطرته
نظرت لها اوركيد مليا وقد فهمت ان ما تعاني منه ليس إلا مرحله انتقاليه الي النضوج.... مشابهه لفتره المراهقه المليئه بتمرد علي واقع مزيف مليء بالقيود.... مراهقه اغلبنا مر بها في وقت ما ولكنها الان تعيشها ليس امام والديها ولكن امام زوجها....! لا تحتاج لشئ الا لاحد يستمع لتلك المخاوف ويطمئنها وهي متأكدة ان أدهم بكل هذا الحب بها سيفعل ان تحدثت معه لذا قالت وهي تربت علي يدها : غزل حبيتي انتي لازم تتكلمي مع أدهم عن كل اللي حاسه بيه..... كل دي مجرد مشاعر متلخبطة مش اكتر بسبب المسؤليه اللي انتي فجأه لقيتي نفسك فيها.... ادهم راجل كويس وحنين وبيحبك واكتر واحد بيخاف عليكي... اتكلمي معاه وهتلاقي ان كل التفكير والمشاعر السلبيه اللي جواكي مش اكتر من خوف وهمي عشان بس شويه المشاكل اللي عيشتوها مع بعض اول جوازكم....!
: تفتكري هيسمعني
اومات اوركيد : اكيد.... انتي بس جربي تتكلمي معاه...!
: انا تعبتك بمشاكلي وانتي اصلا تعبانه
ابتسمت اوركيد بأخويه قائلة : بالعكس انا يعتبرك اختي الصغيره وبحبك جدا... وبعدين انتي بس ادعيلي المرة دي الحمل يحصل
ابتسمت غزل وتمنت لها : يارب ياحبيتي
...........
...
كانت تفكر بكلام اوركيد الذي اراحها كثيرا فلم تلحظ وجود سيارته بالفناء فاصطدمت بوجوده واقفا بوسط الغرفه..... نظرت له لتري غضب شديد متوهج بعيناه بينما يسألها :
كنتي فين...؟!
ابتلع ريقها بتوتر من وقفته ونظرته لها لتقول :ابدا اوركيد كانت تعبانه وكنت بزورها
تزامن القاءها لتلك القنبله مع دخول ابنتها للغرفه والتي ظهرت كنجده لها من ببراثن نظراته لتسرع تنحني ناحيتها.... سيلا حبيتي ايه اللي خلاكي تصحي
قالت الفتاه بنعاس : مامي تعالي نامي جنبي
...........
...
علي حمر ملتهب كانت خطواته تسير ذهابا وايابا حتي تنتهي من اعاده طفلتها للنوم وغزل كم أرادت الا تنتهي مهمهتا ابدا.....
وكأن هناك وحش بانتظار ان يأكلها..... فكم كانت طفله في خوفها منه بتلك اللحظة.... بالفعل تخاف منه..... تخاف من عوده تلك السحابه السواء الي حياتها.... لا تعرف لماذا لاتتوقف عن التذكر.... بينما يقولون انه بمرور السنوات تنتهي الذكريات وتندثر وتتبدل بأخري... وهو كل يوم يهبها ذكريات حلوة ولكنها لا تنسى ابدا الذكريات السيئه دون ارادتها..... ذكريات بدايه حياتها دوما اقض مضجعها..... وكل يوم تزداد مخاوفها وتصبح كالوحش الذي دوما يهدد سعادتها واستقرارها معه..... كلما رأت انها أصبحت تعيش حياه هادئه طبيعيه معه... تخرج وتدرس... وتعمل... تخشي ان تعود مجددا لان تكون محبوسه بهذا المنزل لشهور..... كلمت رأت سليم تتذكر كم الليالي التي اختنقت بها بغرفتها وهو يقيد حركتها تحت مسمي الخوف عليها.....مختلف في حملها بسيلا تغير وكان مراعي اكثر ولكن خوفه وغيرته الزائده بقيت فقيدها بقيود حديديه....... تعترف انه يقاوم مثلها من أجل حبها ولكنها تخاف ودوما ما تتحدث عن هذا الخوف مع نفسها وتفكر بالتحدث معه فهو الوحيد الذي سيفهمها كما قالت اوركيد....!!
اول سيجاره له من إقلاع دام شهور طويله كانت تحترق بين شفتيه كما تحترق دماءه وهوو يريد أن يحرق اي شئ امامه بتلك اللحظة إلا هي...... بسبب غيرته التي لاتزال تستعر من عمر....!
يعرف ان اوركيد صديقتها وعلاقتهم قريبه ولا يمانع ولكنه يضع حدود....واول حد وقد تجاوزته هو الذهاب لمنزل عمر السيوفي حتي وان كان السبب زياره صديقتها
دخلت الي الغرفه بخطي متباطأه ليلتفت لها وقد توقعت حرب وحاولت الاستعداد لها ليلقي أدهم بتلك السيكارة من يده ويسحبها أسفل حذاءه ويتجه ناحيتها
ويتحدث بكلمات مقتضبه لينهي الأمر بأقل الخسائر الممكنه فلو ترك العنان لغضبه ونيران غيرته سيحترق كلاهما..... انها امرأته ومن حقه ان يغار عليها وليس عليها ان تاخذ الموضوع لعقده قديمه ولدها لها ودوما ما تذكره بها...
: انا مش بعترض علي علاقتك باوركيد بس انتي عارفه ان وجوك في بيتها هيضايقني.... ومع ذلك روحتي
قالت بصوت ضعيف ; مكنتش،لوحدي.... اروي كانت معايا... مفيش داعي للي انت بتعمله ده ياادهم
حسنا كعادتها لا تبذل ادني مجهود في امتصاص غضبه بل عليه وحده ان يمتصه
ليصيح بها بغضب شديد بعد ان انفلت عقال اعصابه وهي تبرر وجود اروي : اروي مرات اخووووه يعني مش هيبص لها..... إنما انتي لا
نظرت له بعيون متسعه لتقول بعصبيه شديده لاتصدق ان بعد هذا الصراع الذي ولده بداخلها مازال هذا تفكيره : مرات اخوه اييييه.... انت لسه عقلك بيفكر كدة
ارحمني بقي يااخي انا تعبت من غيرتك وجنانك ده
نظر لها وقد اشعلت فتيل الغضب الذي جاهد طويلا لكبحه ليلوح مارد غضبه في الانحناء وهاهو يهب من داخله .... ليمسك ذراعها بقوة ويزمجر بغضب : وبعدين انتي اصلا ازاي تخرجي من غير ماتستاذني مني ولا مش متجوزة راجل له كلمه عليكي .....
احتدت نظراته بينما تتعالي نبرته :
اوعي تنسى للحظة مين هو أدهم زهران ياغزل واوعي تفكري تعدي خطوطك الحمرا معايا عشان دلعتك وسمعت كلامك الفتره دي.....ازدادت قبضته علي ذراعها بينما يكمل بتحذير شرس : الحريه اللي انا اديتهالك في لحظة اسحبها منك لما احس انك بتتجاوزيها
انشق قلبها وانشطر بينما تتجسد اسوء مخاوفها امامها ولكنها لن تستسلم بلا حرب لتحاول نزع ذراعها من يده وهي تقول بعدائيه شديده ; ومين قال اني هسمحلك تعمل معايا كده......انا عملت ايه اصلا عشان تهددني بالطريقه دي
صاح بغضب ; انتي عارفه كويس عملتي ايه
.... احسنلك متستفزنيش اكتر منك كدة ياغزل واسمعي الكلام
نظرت له بتحدي : طيب لا ياادهم مش هسمع كلامك
ترك ذراعها لتترنح للخلف بينما يقول بوعيد :يبقي هتجني علي نفسك ياغزل طالما عانديتي......رفع أصبعه في وجهها وتابع بلهجه شديده : انا لغايه دلوقتي كنت صبور وهادي معاكي بس واضح انك فهمتي صبري وهدوئي غلط ولغيتي وجودي.... من دلوقتي
خروج من البيت من غير اذي ولو خطوة واحده لا
احتدت نظراتها ليتابع : وشغل كمان لا ياغزل