رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل الثاني 2 بقلم ولاء رفعت


  رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل الثاني 


_ تجلس ع المقعد المعدني الموجود ف الرواق تبكي بشدة وتتفوه بجملة واحده :
أنا السبب ... أنا السبب
وف تلك اللحظة يخطو عابد شبه راكضا باحثا عن إبنته وزوجها حيث جاء مسرعا عندما أخبروه بمحاولة إغتيال زوج إبنته ...
_ صبا ... نادي بها عابد إبنته
إنتبهت له لتنهض ترتمي ع صدره تبكي وتقول :
أنا السبب يا بابا ... أنا السبب
ربت عليها وقال :
أهدي وبطلي عياط غلط عليكي وع الجنين ... أومال قصي فين ؟؟
إبتعدت برأسها وهي تكفكف عبراتها وبين شهقاتها المتلاحقه قالت :
صمم يدخل مع الدكاترة ف أوضة العمليات عشان يطمن ع كنان والحارس التاني
قطب حاجبيه وقال :
يعني الرصاص مجاش فيه ؟؟؟
أومأت له يمينا ويسارا بالنفي :
لاء الرصاص جه ف كنان وواحد من الحرس
زفر عابد بإريحيه وقال :
الحمدلله ... طيب بتعيطي ليه ؟؟!!
صبا :
عشان قصي كان هيموت بسببي أنا الي منعته يرد ع سيلينا بسبب غيرتي الغبية كانت بتكلمو عشان تحذره من ضرب النار
رمقها بعدم فهم وقال :
أستهدي بالله كده وفهميني مش سيلينا دي مساعدة نيكلاوس زعيم المافيا الي ف روسيا ؟؟؟
صبا : اه هو بعت رجالة عشان يخلصو ع قصي
تجهمت ملامحه قائلا :
وإيه الي هيخليه يقتل قصي !!
بدأت أنفاسها تنتظم وتهدأ فقالت :
كلاوس لما كنا هناك خلاني أرقص معاه ف الحفله بالعافيه وكان سكران شافنا قصي وضربه فكلاوس قعد يتغزل فيا أدامه عشان يغيظه والي فهمته إنه متغاظ منه لأن سيلينا عينها من قصي وكانت بتحاول ... صمتت لتردف بخجل :
كانت بتحاول تعمل معاه علاقة وهو كان بيصدها ديما
عابد : طيب يعني المفروض الغبي ده يفهم إن جوزك طلع مخلص ومش خاين
نظرت إليه صبا بتوتر وقالت :
مش ده السبب الرئيسي ... قصي قطع علاقته بيه خاصة تجارته معاه ف السلاح وياريت الموضوع إنتهي ع كده ... بلغ عنه الحكومة الروسية بإنه بيدير صفقات مشبوهة تضر بأمن البلد خلاهم قلبو عليه ووقف له صفقاته ... ولما عرف إن قصي ورا الي بيحصل معاه بعتلو إنه يصلح الي عمله ويرجع للشغل معاه يا إما يستحمل الي هيحصله
_ وطبعا قصي رفض وصمم ع الي ف دماغه ... قالها عابد
صبا : ما أنت عارفه يابابا ... وحضرتك عارف وشايف عمايله مع خالي وساكت وكل ما إتحايل عليك تمنعه تقولي ملكيش دعوة وخليكي بعيد ... قصي فاكر إنه بينتقم من الي حواليه ميعرفش إنه بينتقم من نفسه والنتيجة أهي كان بينه وبين الموت ثانيه واحده لولا صرخت أول ماشوفت الرجالة الي طلعو من العربية ولسه بيوجهوا السلاح ناحيته جريو الحراس وكان أقربهم كنان خد الرصاصه بداله هو وحارس تاني
توقفت عن الحديث حينما سمعو صوت فتح باب غرفة العمليات ليخرج الطبيب وبرفقته قصي وهو يخلع القلنصوة والكمامة الطبيه والمأزر ...
ذهب عابد وصبا نحوهم ...
_ كنان والي معاه عاملين أي ؟؟؟ ... قالتها صبا بللهفه وخوف
أجاب عليها الطبيب :
الحمدلله أستاذ كنان بخير وهينتقل الليلة ف غرفة عادية ... لكن الأستاذ الي معاه للأسف كانت الإصابه خطيرة الرصاص أخترق الرئة وكان جاي قاطع النفس تماما ... ربنا يرحمه
أجهشت صبا بالبكاء أقترب منها قصي وحاوطها بزراعه وأخذها جانبا :
صبا أهدي ... بطلي عياط
قالت من بين بكاءها :
أنا صعبان عليا وف نفس الوقت كل ما أتخيل إن الرصاص لو بعد الشر جه فيك أنا كنت هموت
جذبها ع صدره وعانقها بقوة قائلا :
حبيبتي أنا الي كنت هموت لو كان جرالك حاجه
أبعد رأسها عن صدره وحاوط وجهها بكفيه محدقا ف رماديتيها المليئة بدموعها ... وبأطراف أنامله يجفف وجنتيها فقالت :
أنا بعشقك أوي ومقدرش أعيش من غيرك و....
لم تكمل ليقاطعها بعناق أقوي وأشد مليئ بالمشاعر حب وعشق وعتاب وخوف ولوم
_ إحم ...احم ... يلا بينا نروح عشان ت ترتاحو إنت ومراتك ... قالها عابد
إبتعدت صبا بخجل عن صدر زوجها
قال قصي :
معلش ياعمي أنا مش هقدر أمشي غير لما أطمن ع كنان وأخلص إجراءات دفن الحارس ونبلغ أهله عشان ياخدوه ... خد صبا معاك عشان ترتاح وأنا أول ما هخلص هعدي عليكو هاخدها ونروح
تنهد عابد قائلا :
الي تشوفو يابني ... يلا ياصبا
صبا : لاء أنا مش هامشي وأسيبك
جز ع فكه وهو يكبت غضبه :
صبا روحي مع باباكي وإسمعي الكلام ... إنتي ناسيه إنك حامل !!
عابد واضعا يديه ع عضديها قال :
يلا ياصبا قصي خايف عليكي ده غير بقالك يومين ماكلتيش وممكن تقعي من طولك
أحتدت عينيه بغضب جلي وقال :
نعم ؟؟؟
زفر عابد بسأم :
زي ماسمعت كده ... طول ما كنت بعيد عنها قليل لما بتاكل وأخر يومين كل مازينات تحط لها الصينيه تقلبها وتصرخ مش عايزه تاكل وأنا تعبت معاها من كتر المحايلة
رمقها بنظرات حارقه لتختبأ خلف والدها كالطفلة المذنبة .. وبدون أن يتفوه معاها بكلمة أقترب منها وجذبها من يدها وقال :
عن إذنك ياعمي
وكاد يتفوه عابد لكن قصي قد غادر مسرعا وخلفه صبا التي تلحق به بصعوبه متعثرة ف خطواتها ...
خرج من المشفي حتي وصل إلي سيارته التي ينتظره بداخلها سائقه الخاص ... فتح الباب الخلفي للسياره وأشار إليها بأمر :
أدخلي
قالت بقلق : إحنا رايحين فين ؟؟
صاح بها : إنجزي ياصبا أنا مش فاضي للدلع ده
إنتفضت خوفا من صياحه وملامحه الغاضبه المخيفه ... أذعنت لأمره وولجت إلي الداخل وجلست ملتصقه بالباب الأخر ... جلس بجوارها وقال للسائق :
أطلع ع مطعم (........)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ أضواء ولقطات تصويرية والعديد من الميكروفونات الممدودة من أيادي الصحفيين الذين توافدو من كل حد وصوب إلي هذا المعرض الفني ...
وف إحدي الغرف الجانبية تجلس شاردة الذهن حتي أنتبهت ع صوت طرقات الباب ...
_ أي يا كارين كل ده تأخير !! الصالة بره كلها صحفيين والمدعوين كلهم موجودين وبيسألو عليكي وأنتي قاعده هنا... قالتها السيدة فايزة
نظرت إليها كارين بعينيها التي أنطفأت بريقها وأصبحت ذات نظرة حزينة وقالت بصوت هادئ :
سوري يا ماما فيفي ... أنا كنت طالعة دلوقت
أقتربت منها وربتت ع كتفها بحنان أمومي قائلة :
حبيبتي أنا حاسة بالي جواكي ... بس أرجع وأقول أنتي الي بإيدك كل حاجه ... بإيدك تسامحيه وترجعو لبعض
خانتها عبرة وأنسدلت ع وجنتها المتلألأه :
صعب يا فيفي ... كل ما أفتكر أد أي كنت بترجاه إن نفسي أبقي أم يقوم يقرر من ورايا الي عمله بحجة التعب الي عندي .. مش كفاية إتحرمت من ماما الله يرحمها كمان عايز يحرمني من أبسط حق ليا
دفعتها فايزة بين زراعيها ف عناق بعتاب :
بإذن الله ياقلبي ربنا يحققلك الي نفسك فيه وتبقي أم ... بس أنا زعلت منك بقي كده يا كارين ! .. أنا من زمان وبعتبرك بنتي الي مخلفتهاش ... ربنا عوضني بيكي الحمدلله وف الأخر تقولي معندكيش أم !!
حاوطت كارين وجه فايزة بكفيها الناعميتين وقالت :
والله ما أقصد خالص يا ماما وأنتي عارفة كويس أنتي بالنسبة ليا أي
ربتت فايزة ع وجنتها :
طيب ماما فيفي بتقولك يلا عشان الناس الي مستنينا برة يافنانة
أومأت كارين لها بإبتسامة خافتة ... أعتدلت من مظهرها وخرجت إلي ردهة المعرض المقتذة بالحضور .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤|¤
_ بداخل أكبر المطاعم الفاخرة ...
يرص النادل العديد من أطباق الطعام المتنوعه ع الطاولة وحين أنتهي قال :
أي خدمة تانيه يافندم ؟؟
أجابه قصي : شكرا
النادل : عن إذنكو ... وذهب
ظلت تنظر إلي كم الطعام بإندهاش
_ هتفضلي تبصي للأكل كده كتير ؟؟؟.. قالها بسخريه
نظرت له بتهكم وقالت :
ما أنت مش شايفني حوت أدامك عشان تجبلي كل ده !!!
كاد يبتسم لكن تصنع الجمود وقال :
كلي ياصبا عشانك وعشان إبني الي ملوش ذنب إنك مهملة ومش خايفه عليه
أتسعت عينيها بحنق وقالت:
أنا مهملة ؟؟؟؟
قصي : أومال تسمي الي أنتي بتعمليه ده أي ؟؟؟
تهربت من نظراته وقالت :
أنت السبب
رفع إحدي حاجبيه وقال :
ده أنا برضو !!
صبا : ليه هو أنا الي بعدت عنك أكتر من أسبوعين ولا حتي تطمن عليا ولا تعبرني بكلمه
عقد ساعديه مستندا بهما ع الطاوله قائلا :
ومين قالك إن مكنتش بطمن عليكي !!! ... أنا كنت عارف بتعملي أي ف كل ثانيه ماعدا حكاية إنك مبتاكليش لو عرفت وقتها كان هيبقي ليا معاكي تصرف تاني مكنش هيعجبك
رمقته بسخرية وقالت :
كنت هتعمل معايا أي إن شاء الله ؟؟؟هتأكلني بالعافية زي ما عملت قبل كده ولا هتحبسني ف البدروم لغاية ما اسمع الكلام !!!
نهض من مقعده المقابل لها بهدوء ليجلس بجوارها ملتصقا بها تحت نظراتها المتعجبه مقتربا بأنفاسه نحو أذنها هامسا بإبتسامة ماكره :
لما هانروح القصر بتاعنا هاتعرفي كنت هاعمل معاكي أي ....
تسمرت ف مكانها كالذي صعقت لتوها حيث وضع يده أسفل ظهرها وأردف بدون حياء :
الحمل مخليها شكلها مغري أوي
أمسكت بيده التي لم تستطع أن تزحزحزها ولو إنشا واحدا قائلة :
قصي إبعد إيدك وبطل قلة أدب
إبتسم ليثير حنقها وقال :
إيدي مش هتتشال غير لما تخلصي الأكل الي أدامك
زفرت بحنق وأخذت تتمتم بكلمات غير مفهومه فقال :
بطلي برطمه وكلي إذا كان بقي عجبك الوضع ... قالها وهو يمسد موضع كفه
أنتفضت قائلة :
خلاص ... خلاص ... هاكل بس شيل إيدك
_ توء توء ... ملكيش دعوه بالي بعمله ... قالها ببرود وهدوء أعصاب جعلها تود أن تقذفه بأطباق الطعام
نهضت ليقبض ع رسغها وقال :
رايحه فين ؟؟
قامت بحك عنقها ليعلم إنها ستتفوه بالكذب :
رايحة التويليت ... فيها حاجه دي كمان !!
رمقها بنظرات شك وقال : طيب أدامي
_ وأنت رايح ع فين ؟؟؟
أشار إليها بيده : رايح معاكي
ضحكت بسخريه وقالت : أنت أكيد بتهزر .. عموما متقلقش مش ههرب يعني
قصي : أدامي ياصبا أنا كمان داخل التويليت وهستناكي بره لما تخلصي
تنهدت وتقدمت أمامه ...
ولجت إلي داخل المرحاض لتجده خاليا من وجود أي سيدة ... إنتهت من قضاء حاجتها وحين خرجت متوجهة نحو الحوض لتغسل يديها وبعدها غسلت وجهها بقليل من الماء ... فتحت عينيها وشهقت عندما رأت إنعكاس صورته بالمرآة مبتسما لها بإستفزاز
ألتفت له قائلة :
أنت دخلت هنا إزاي !!!
إبتسم بجانب فمه وقال وهو يقترب منها :
أنتي شكلك نسيتي جوزك يبقي مين يا روحي
تراجعت للخلف حتي إصتدم خصرها بحافة الحوض الرخامية ... وبنظرات ريبة قالت :
طيب يلا نخرج من هنا قبل ماحد يدخل علينا ومنظرنا يبقي وحش
مازال مبتسما وقال :
محدش هيدخل أصلا ده غير أنا قافل الباب من جوة
ضيقت رماديتيها وقالت :
أنت عايز أي بالظبط !!
لم يجيب عليها بل فاجاءها برفعها من خصرها ليجلسها ع الطاولة الرخامية ... محدق ف عينيها بشوق ورغبة ضارية ...
همست بصوت رقيق تتوسله :
قصي ... مينفعش ال....
قاطعها بإلتهام شفاها ف قبلة تتنفس فيها أنفاسه فقط حتي كادت تختنق ... تملصت منه لتستنشق الهواء ... ولم يمهلها ثوان لينزلها من فوق الطاولة وجعلها تلتف حيث ظهرها ملتصقا بصدره الذي شعرت بحرارته المنبعثة منه ... أزاح خصلات شعرها جانبا وأقترب بأنفه ع طول عنقها مستنشقا عبير عطرها ... أوصدت عينيها مستسلمة له فهي أيضا مشتاقه للمساته وقبلاته وعشقه الذي يغرقها بداخله ... وماهي إلا ثوان لتشعر بأسنانه وهي تنغرز ف مؤخرتها لتطلق صرخة مدوية فقام بتكميم فمها بكفه وقال :
ها ... ناوية متاكليش برضو ؟؟
شهقت وكادت تبكي قائلة :
أنا مليش نفس
_ يبقي نكمل العقاب ... قالها وكاد ينحني ليكمل عضاته
صرخت وهي تمنعه :
حاضر ... حاضر هاكل ... بس بلاش عض بالله عليك
إبتسم بإنتصار وأشار إليها بالتقدم أمامه :
يلا أدامي
توقفا لدي الباب فقام بفتحه لتخرج هي أولا وهو خلفها ليجدا مجموعة من السيدات تقف أمام المرحاض ينظرن إليهما بإزدراء ... خجلت كثيرا لتركض مبتعده عن نظراتهم ....
تناول كليهما الطعام ثم غادرا ليوصلها إلي القصر لتجد زينات ف إنتظارها ... أخبرها إنه سيعود إلي المشفي وسوف يأتي إليها مرة أخري ....
وأن ولجت إلي غرفتهما التي أشتاقت إليها كثيرا ... وأخيرا عادت الأميرة إلي قصر الملك ...أرتمت فوق الفراش وخلعت حذائها وأسترخت حتي داهمها النعاس لتغط ف نوم عميق .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥

_ توجهت إليها الأنظار والكاميرات ...
صعدت درجتين أمام منصة تتوسط الردهة وبدأت الترحيب بالحضور ثم إلقاء كلمة شكر إلي كل من ساعدها ف إعداد المعرض وخاصة السيدة فايزة وتابعت بشرح لوحاتها التي تنوعت مابين اللوحات التشكيلية والسيرالية وأخيرا بورتريهات حيث أتقنتها مؤخرا ع يد عاشقها وحبيبها وزوجها حيث مازالت تبتعد عنه منذ أن تركته ف إيطاليا وعادت إلي موطنها لتستقبلها السيدة فايزة ... ودت إن تذهب لدي شقيقها لكن وجلت من ردة فعله ولاتريده إن يعلم بما حدث بينها وبين زوجها وقررت أن تتحمل النتائج ... لكن مالاتعلمه بأن أخيها يعلم بكل خطوة تخطوها وبالتالي أسعده خبر إبتعادها عن إبن عزيز البحيري كما يقول دائما .
وف أثناء حديثها ...
_ ألف مبروك يا فنانة ...
ذلك الصوت الذي قطع حديثها مع الحضور فألتفت الجميع إليه لتصدر الهمهمات ... تقدم من بينهم نحوها بينما هي متسمرة وكأنها أصبحت تمثالا ... يخطو ونظرات عشقه لها تشع من بندقيتيه المتلألأه .. جاء إليها بين كل هذا الحشد لتغفر له .. تحركت تفاحة آدم خاصته وهو يبتلع ريقه بكل توتر .. صعد إليها حتي أصبح أمامها مباشرة غير آبه لمن حوله وبنبرة آسف وندم قال :
أنا جيت النهاردة عشان أقولك إن كل لحظة مرت عليا وأنتي بعيدة عني كانت عذاب ... كل نفس ليا وأنتي مش جمبي كأنه نار بتكويني ... أنا من غيرك يا كارين زي الجسد من غير روح لو بعدتي عنه أكتر من كده مش هيكون ليا وجود ف الحياة ...
جثي ع إحدي ركبتيه وبنظرة متيم ولهان ممسكا بيدها قال :
آسف حبيبتي
عمت لحظات صمت قاطعها همسات من بين الجميع ... تجمعت عبراتها بعسليتيها وضعت كفها ع فمها حتي تمنع نوبة بكاء ع وشك الحدوث ... لا تعلم هل تعفو عنه وترتمي ع صدره التي طالما أشتاقت إليه أم تجمد مشاعرها وتتركه يعاني قليلا ...
يحدق ف عينيها قارئا كل ما يجول ف ذهنها ... نهض ليقطع عليها معاناة حيرتها منقضا ع شفتيها ليتعالي تصفيق الحضور والصفير وكلمات التهنئة ...
أبتعد عنها لاهثا عندما أدرك إنهما أمام مرأي الناس والصحفيين ....
إنتابه حالة عشق وجنون ليصيح بأعلي صوته :
بعشقك
لم تجد سوي أحضانه تختبئ بداخلها متشبثه به ف عناق قوي وتهمس له بصوت باكي :
وأنا بحبك موووووت !!!!
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
_ يجلس ف وسط الظلام خلف مكتبه يحاوطه دخان سيجارته الكثيف ينتظر الخبر المنشود ... ليصدح رنين هاتفه الخلوي ... أجاب ببروده المعتاد ...
( الحوار مترجم )
_ هل تم الأمر ع مايرام ؟؟؟
الطرف الأخر :
عذرا سيدي للأسف لن يصيبه خدشا واحدا كانت زوجته برفقته وإنتبهت لرجالنا ... صرخت بقوة لينتبه ويتفادي إطلاق الرصاصات .. ركض نحوه حراسه فأصابت أثنين منهما وهم الآن بالمشفي إحدهما توفي والأخر ع قيد الحياه
ضيق عينيه بحده مخيفه :
وهو مازال حي ؟؟
الطرف الأخر :
أجل سيدي
ضغط بكل قوته ع هاتفه ليتحطم بين قبضته فألقاه بكل قوته ع الأرض ليتناثر إلي قطع صغيره وأطلق زمجرة مرعبة أهتزت لها جميع جدران القلعة ...
غادر غرفته متجها بداخل رواق لم ينيره سوي إضاءه خافته ... توقف أمام غرفة يقف أمامها إحدي رجاله ذو مظهر مخيف ...
نيكلاوس : أفتح هذا اللعنة (يقصد الباب)
وما إن فتح الرجل الباب ولج كلاوس بخطوات هادئة إلي الداخل وعينيه تجوب تلك المقيدة من يديها وقدميها بسلاسل حديديه متدليه من الجوانب الأربعة للتخت المعدني الممدة فوقه يغطي جسدها غطاء خفيف ... كانت تغلق عينيها بإرهاق ليفزعها صوته ذو البحة :
هيااااي ... عزيزتي سيلينا ... كيف حالك صغيرتي !!
فتحت عينيها بذعر وقالت :
كلاوس ... أرجوك فك قيودي ودعني وأعدك بأنني سأختفي ولم تراني مرة أخري
قهقه بصوت مرعب وصمت فجاءه وأقترب منها بملامح جعلتها تتمني أن يطلق رصاصة ف رأسها وينهي حياتها أهون من رؤية وجهه هذا
_ ماذا عزيزتي ؟؟... عيدي كلماتك مرة أخري
سيلينا وهي ترتجف رعبا :
أتركني أرجوك
أمسكها من فكها بقبضة سمعت من قوتها طقطقة عظام فكيها وصاح ف وجهها :
أنتي خائنة ... والخيانة لدي عقابها ليس سوي الموت
قاطعته بتوسل :
لماذا لا تصدقني ... أقسم لك لم أقول له شيئا
أخرج هاتفها من جيب سترته وضغط ع الشاشه عدة مرات ووضعه أمام عينيها وقال بسخريه :
وماذا عن هذا الإتصال إيتها العاهره
أجابت بتلعثم :
ككك كنت أريده ففف ... أمر آخر
صفعها بقوة صارخا:
هل تستهزأين بي !!... إنه أدرك الآن إنني من دبر له هذا الحادث ...
أحست بصفير ف أذنها وخط من الدماء إنسدل من جانب شفتيها ... وضع إصبعه يمسح ذلك الخط وقام بلعقه متلذذا وقال :
كم هي شهية طعم دماءك صغيرتي ... أنني إشتقت كثيرا لتلك الشفاه وأنا أعتصرهما بين أسناني وتسيل دماءك بداخل فمي
رمقته بتقذذ وإمتعاض وخوف ف آن واحد ...
ليردف حديثه المرعب :
ماذا أفعل ف هذا اللعين ... قالها وهو يشير إلي موضع قلبه ليردف :
للأسف أشفق عليكي من الموت .. لذا سأكون رحيم معك وأجعل عقابك هينا
قهقهت بسخرية أثارت نيران غضبه التي قلما تندلع فقالت :
هل ستقوم بإغتصابي !!!
حدق ف عينيها بنظرات قاتلة وأقترب من وجهها لينقض ع شفتيها بكل قسوة ليرتشف دماءها تحت صرخاتها من الألم ... أبتعد عنها بعد دقائق ليزمجر بللذة غريبة وهو يلعق دماءها من ع شفتيه ثم نظر إليها بتشفي وإلي شفتيها التي تنزف بغزارة ... تبكي بقوة من شدة الألم
صاح مناديا ع إحدي رجاله :
ماركووووووس
جاء إليه الرجل مهرولا :
أمرك سيدي
أخرج محرمة من جيبه وقام بمسح شفتيه وقال :
هيا نفذ ما أمرتك به ... ولاتنسي أريد كل مايحدث مسجل بالصوت والصورة
أومأ له ماركوس بالطاعة :
أمرك سيدي
ألقي نظرة أخيرة نحوها وهي تتلوي من الألم فقال :
وداعا صغيرتي
غادر الغرفة ... ليأتي أربع من الرجال كالجدران الضخمة ولجو جميعهم إلي الداخل فأقترب إحداهم منها ونزع من فوقها الغطاء وينظر لها بشهوة مقززه حيث لم يغطي جسدها سوي ثيابها الداخلية ... وضع يده الغليظة يتحسس جسدها فصرخت :
لا لا لا لا لا أبتعد عني أيها القذر
قام بنزع ثيابها وأنقض عليها هو ومن معه بلا رحمة تحت صرخاتها التي وصلت إلي مسمع نيكلاوس الذي يجلس ع مقعد أمام الطاولة الرخامية يرتشف الخمر ويقهقه بجنون .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_ في صباح يوم جديد بداخل فيلا البحيري ....
يتجمع كل من عزيز وجيهان وآدم وخديجة وياسين وياسمين ويوسف وملك ... يتناولون جميعهم وجبة الفطور ف وسط الحديقة ...
_ شكلها هتمطر النهارده ... قالها آدم
قالت ملك بفرحة :
ياريت ده أنا بعشق المطر أوي
_ خاصة ريحة المطر لما بيروي الزرع والورد ... قالتها خديجة
عزيز : أومال فين يونس مجاش يفطر معانا ليه ؟؟
أجابته جيهان بتوتر :
كلمني إمبارح إنه رايح لكارين
ترك عزيز مابيده وقال :
برضو راح لبنت العزازي !! ومن غير ما يقولي حتي
جيهان :
متنساش إنها تبقي مراته وأنت أتأكدت بنفسك إن إبنك بيحبها وميقدرش يبعد عنها
زفر بضيق وقال :
أصدك معندوش كرامة كذا مره يروحلها وتطلب منه الطلاق وهو مصمم ع رفض طلبها وكأن الي خلقها مخلقش غيرها
تدخلت ملك ف الحديث قائلة :
بصراحة يا بابي كارين بنت طيبة وكويسة جدا بعكس أخوها متاخدهاش بذنبه ... أنا قابلتها كذا مرة ف النادي وقعدت معاها وعرفت إنهم بيحبو بعض أوي
قال عزيز بسخريه :
ولما هي بتحبه أوي كده مصممه ع الطلاق منه ليه ؟
صمتت لثوان وقالت :
عشان يونس مش عايزها تحمل لأنها مريضة قلب وخايف عليها وهي نفسها تكون أم
خرج يوسف أخيرا عن صمته قائلا :
ومين الي قاله إن كل مريضة قلب مينفعش تحمل وتخلف ... دلوقت الطب إتقدم ولو تابعت مع دكتور شاطر ممكن تخلف عادي
قالت ملك :
أصل مامتها كان عندها نفس التعب وماتت وهي بتولدها
يوسف :
أنتي بتتكلمي ف أكتر من 25 سنه فاتو ... عموما لما يتصالحو هبقي أخليه يوديها عند دكتور قلب شاطر جدا أعرفه ...
قالها ونهض وهو يمسح يديه ف المحرمه الورقيه وقال :
الحمدلله
جيهان : رايح فين ؟؟
رفع معصمه ونظر ف ساعة يده وقال :
يدوب ألحق أروح المستشفي عندي 3 عمليات النهارده وإحتمال أبات هناك
قالت جيهان بحنان أمومتها :
خلي بالك من نفسك يا حبيبي ربنا معاك
أقترب منها وإنحني ممسكا بيدها يقبلها :
تسلميلي يا أحلي جيجي
عزيز : وبالنسبة لأبوك !!
إبتسم وقال :
أنا أقدر برضو أنت الخير والبركة كلها
قال آدم ساخرا بمزاح :
يالهوي ع التثبيت
لكزه يوسف ف كتفه وقال :
خليك ف حالك وركز مع مراتك أحسن ... بدل ما أسلطها عليك
ضحكت خديجة قائلة :
شكل فيه حاجات بتحصل وأنا معرفهاش
إبتسم يوسف بخبث مازحا وقال :
يووووه ده حصل كتييييير ... إستنيني بكره وهاجي أحكيلك ع الي بيعملو جوزك من وراكي
قالها وركض من أمام آدم الذي قذفه بالشوكه
_ طيب شوف مين الي هيخليك تعرف تنام لما ترجع ... قالها آدم متوعدا إياه بمزاح
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بينما ياسين الذي كان يرمق ياسمين كل حين والآخر بطرف عينيه همس لها :
مش قولتلك طول ما أنتي ف الفيلا وبناكل شيلي النقاب من ع وشك
زفرت بضيق وقالت :
مينفعش أرفعه طول ما آدم ويوسف موجودين ... وبعدين قولتلك أنا هاكل براحتي ف المطبخ عشان مضايقش حد وأنت مصمم تخليني أكل معاكو
يونس : مطبخ أي الي هتاكلي فيه أنتي ناسيه إنك مرات ياسين البحيري !! ... زفر بحنق وأردف :
طبعا أنتي أجازه النهارده ؟
أجابته بدون أن تنظر له :
لاء هاروح عشان محتاجة مراجع للبحث وعندي شيت هسلمه
تنهد وقال : خلاص أنا جاي معاكي
ياسمين : لاء خليك أنا رايحه مع نهي صحبتي
جز ع أسنانه وقال :
كلميها وقوليلها إن أنا معاكي
زفرت بضيق متأففه :
وأنا مش عايزاك تيجي معايا
لاحظت جيهان مايحدث بينهما فقالت :
عامله أي ف الكلية يا ياسمين ؟؟
لم تنتبه فقال لها يونس : ردي ع ماما بتكلمك
أنتبهت لها وقالت :
آسفه ياجيهان هانم ماخدتش بالي
رمقتها بضيق قائلة :
مش كذا مره أقولك بلاش تقوليلي كلمة هانم ... أنتي مرات ياسين يعني زيك زي خديجة وزي ملك بنتي يعني تندهيلي بماما جيجي
نظر إليها عزيز رافعا حاجبيه بتعجب ولم يتفوه لكنها أدركت ماوراء تلك النظره .. أردفت جيهان متجاهله إياه :
ولا مش بتعتبريني زي ماما
إبتسمت بخجل وإحراج قائلة :
ياخبر أبدا ده أنا عمري ما حلمت أن يكون ليا أم زي حضرتك
جيهان : خلاص من هنا ورايح تقوليلي ماما وعزيز بابا
نهض عزيز وقال :
أنا ولادي آدم ويوسف ويونس وياسين وملك وخديجة ... مسح يديه وفمه بالمحرمه وأردف : الحمدلله .. يلا يا آدم عشان أتأخرنا وعندنا لسه إجتماع
..نهضت ملك أيضا وقالت :
وأنا يدوب هاروح النادي رودي زمانها مستنياني من ساعة .
عن كم الحرج والخجل التي شعرت بهما ياسمين ... فأنسدلت عبراتها من أسفل غطاء وجهها التي حمدت ربها إنها ترتديه حتي لايري أحدا إحمرار وجهها من آثر كلمات حماها اللاذعة ...
ذهب آدم برفقة والده ... نهضت جيهان لتجلس بجوار ياسمين وتربت عليها بحنان :
حقك عليا متزعليش ... عزيز قلبه طيب بعكس الي بيظهرو للناس ... هو عشان متضايق من مشكلة يونس
قاطعها ياسين بغضب :
متبرريش موقفه يا ماما ... عموما أنا هريحو خالص مننا وهاسيب الفيلا كلها
جيهان وترمقه بإمتعاض:
يعني أي ؟؟
نهض ياسين ممسكا بيد زوجته :
يعني هاخد مراتي وهانسكن بره
جيهان :
يعني عايز تسيب الفيلا وتروحو تسكنو ف إيجار بره
أجابها بضيق :
عشان عزيز بيه يرتاح وأحنا كمان
جيهان :
ماتقوليلو حاجه ياخديجة
قالت خديجة بتوتر :
معلش يا ماما سبيهم ع راحتهم
رمقتها جيهان بإمتعاض :
أنتي كمان ياخديجه !!!
خديجة بخجل قالت :
متزعليش مني ... بس دي حياتهم الخاصة ومينفعش نتدخل فيها
زفرت بغضب قائلة :
براحتكو أعملو الي تعملو
وتركتهم وولجت إلي الداخل
قالت ياسمين :
روح يا ياسين صالحها ومتخلهاش تزعل منك ... أنا كده كده زي ماقولتلك هاعيش ف سكن الجامعه
صاح بها بغضب :
مش قولتلك تنسي الهبل ده ... إزاي أصلا هم وافقو وأنتي واحده متجوزه وعايشة مع جوزك
قالت بتلعثم :
أأأ أصل قدمت ع السكن ببطاقتي القديمة الي أنا لسه فيها آنسه
صاح ف وجهها : نعم ياختي !!! أنتي بتستعبطي !!! أنا هاخدك دلوقت وتروحي تسحبي الورق الي قدمتيه ورجلي ع رجلك يا هانم والي أقولك عليه تسمعي الكلام من غير ما تجادليني
نظرت إليه بغضب وتركته وذهبت إلي الداخل لتحضر حقيبتها
قالت خديجة :
براحة عليها يا ياسين ... راعي إنها لسه صغيره وف حاجات لسه متعرفهاش ... ياسمين شخصية حساسة ورقيقة جدا وبكلمة بسيطه تسعدها
ياسين :
أنتي متعرفيش حاجة يا خديجة دي عنيدة جدا خاصة معايا ... وببقي ماسك نفسي عنها مش عايزها تبعد عني وتكرهني ... أنا بغلي من جوه لما بلاقي بابا بيبصلها بصة وحشه أو بيجرحها بكلمه ولولا إنه أبويا كان هيبقي ليا رد تاني عليه
خديجة :
مهما كان ده والدك ومهما عمل مينفعش ترد عليه ... عمو عزيز زي ما قالت ماما بالظبط قلبه طيب بس هو مش قادر ينسي الي عملته
ياسين :
وياسمين ذنبها أي ... وخلاص إحنا إتجوزنا عايز مننا أي تاني
_ بس كان من غير رضاه وسابك تعمل الي أنت عايزه وتتحمل نتايج أخطائك ... قالتها خديجة
ياسين :
خلاص ملهوش فايده الكلام ... أنا حسمت أمري وكفايه بقي لحد كده ... أظن دي حياتي أنا ومراتي وحقنا نعيش لوحدنا
خديجة :
طيب روح صالح مامتك وهديها وهحاول تقنعها بقرارك
أومأ لها بالموافقه وقال :
ربنا يسهل
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_ في مشفي البحيري ...
تقف خلف النافذة ف غرفة مكتبها ترتشف من قدح القهوة التي تحاوطه بكفيها الرقيقتين تتأمل الماره ف الشارع والسيارات ... أنتبهت لرنين هاتفها لتخرجه من جيب معطفها الطبي لتري رقم غير مسجل ... قطبت حاجبيها لتجيب بنبره هادئه :
الو ؟؟
أجاب عليها صوت أنثوي :
دكتورة علياء معايا
علياء : أيوه مين حضرتك ؟؟
المتصله :
ركزي ف صوتي وهاتعرفي ... وعشان ما تحتاريش كتير ... أنا الي كنت بغيظ فيكي وأقطعلك كتب الكلية بتاعتك وأعملهم مراكب وصواريخ
أتسعت عينيها غير مصدقه وصاحت بسعادة :
هاجر !!!
_ وصل للتو أمام المشفي وترجل من سيارته وقام بإغلاقها عبر جهاز التحكم عن بعد ... وولج إلي الداخل ... ركضت نحوه إحدي الموظفين قائلة :
دكتور يوسف ... صباح الخير يافندم
يوسف مبتسما :
صباح النور ... خير يا مروة ؟؟
مروة وهي تمد يدها له بملف ورقي قائلة :
أنا خلصت لحضرتك كل القوائم بأسماء الدكاتره و الموظفين وكل الي بيشتغل ف المستشفي زي ما حضرتك أمرتني
ضحك يوسف وقال :
وأنا من أمتي بستلم الملفات ف الريسبشن !!
مروة : سوري يا دكتور بس أنا عارفه عندك عمليه دلوقت وخوفت أسيبه ع مكتب حضرتك ليضيع فقولت أسلمه
لحضرتك أحسن
أخذه من يدها وقال :
أوك يامروة تسلم إيدك ... فيه حاجه تاني ؟؟؟
أجابته بنظرات إعجاب وهيام قد أدركها ع الفور :
لاء يا دكتور ... حضرتك تؤمرني بحاجه تاني ؟؟
إبتسم قائلا :
لاء ... أتفضلي يلا ع شغلك
مروة :
عن إذنك يا دكتور
ذهبت وعينيها لم تتركه لتنصدم ف ذلك المشغول ف هاتفه ...
_ ماتبصي أدامك يا حاجه ... قالها آسر
قالت بخجل : سوري دكتور آسر ماخدتش بالي
نظر نحو يوسف ثم إليها وإبتسم بمكر وقال :
لاء خدي بالك لتقعي بعد كده ع جدور رقبتك وهتفضلي عايشه مبحلقة ف السقف
قطبت حاجبيها بحنق وقالت :
الله يسامحك يا دكتور آسر ... بعد الشر عليا
تركته وذهبت إلي مكتبها ... أخذ يضحك
_ يلا يا دكتور جهز نفسك ورانا مريض هنشرحه ... قالها يوسف
آسر بطريقة كوميديه :
هو محدش كلمك وقالك ؟؟
رمقه بعدم فهم وقال :
أنا لسه جاي حالا
آسر :
المريض ياسيدي أول ما دخلناه غرفة التجهيزات شكله كان خايف ولاقينا ضغطه أرتفع وراح جري مننا ... أتصلنا بأهله ... جم خدوه ومشيو
إبتسم يوسف ساخرا :
لا حول ولاقوة إلا بالله ... خلاص أنا هاروح أقعد ف مكتبي أراجع الملف ده لغاية مايجي ميعاد العمليه التانيه وأنت روح لف ع الحالات بتوع عمليات إمبارح وخليهم يكتبولي تقارير بحالتهم
غمز إليه آسر بعينه وقال :
هاتراجع الملف برضو ... طيييب أسيبك أنا بقي
وكاد يذهب ليردف بسخريه :
متنساش تسلملي ع الملف وتبوسهولي
قالها وركض قبل أن يصتدم به القلم الذي قذفه عليه يوسف
************************************
_ السما مغيمة جامد شكلها هتديها مطر ... قالتها رودي صديقة ملك ثم أرتشفت القليل من كوب القهوة بالحليب
رفعت ملك رأسها إلي السماء وشردت لثوان ... فأردفت رودي :
هياااي ... أنتي يا بنتي
أنتبهت إليها وقالت :
ع فكرة أنا سمعاكي
قالت رودي بسخرية مازحة :
فعلا ودنك معايا وعقلك مع فارس أحلامك الي بقالك شهور متعرفيش عنه حاجه
رمقتها ملك بنظرة حزينة وقالت :
مش قادرة إستحمل بعده ... وهموت واطمن عليه ياتري عايش فين ولا بياكل او بيشرب ... بخير ولا ...
صمتت لتظهر دمعة ف زرقاوتيها
رودي :
أهدي يا ملك أنتي هتعيطي ولا أي ؟ .. بإذن الله هيرجعلك وربنا يطمنك عليه
تنهدت ملك بسأم وقالت :
ياااااارب
رودي : يلا أومي عشان نلحق نروح قبل ما المطره تديها
ملك : بالعكس أنا بحب المطر أوي ونفسي تمطر وأجري تحت المطر وأصرخ بحبه يمكن صوتي يوصله ويحس بعذابي وهو بعيد عني
نظرت إليها بإندهاش وقالت :
يااااه يا ملوكه للدرجدي بتحبيه
وضعت يدها ع وجنتها وقالت :
أنا عديت مرحلة الحب من زمان
قالتها ثم رفعت عينيها إلي السماء لتجد قطرات المطر تتساقط ع وجنتيها المرمريتين مبتسمة وهي تتخيل وجهه مبتسما إليها
قاطع تأملها الحارس الخاص بها قائلا :
آنسة ملك جيهان هانم إتصلت وبتقولنا نروح عشان المطر
رمقته بنظره حاده وزفرت بضيق فقالت :
روح أنت وأنا هاروح مع رودي
عقد يديه أمامه بإحترام وقال :
آسف يا آنسه ملك مش هينفع حضرتك عارفة الأوامر
ضيقت عينيها بحنق وقالت :
أنا قولت هاروح مع صحبتي يعني هاروح معها
تنهد بسأم فقالت رودي :
خلاص أنا عندي حل وسط سيبها تروح معايا وأنت خليك ورانا بالعربيه
كاد يتفوه فقاطعته ملك ممسكه بيد رودي وقالت :
سيبك منه ده شكله مبيفهمش
غادرت كلتهما النادي ولحق بهما الحارس الذي سأم من عنادها ... ولجت إلي سيارة صديقتها لكن ف مقعد السائق تبعتها صديقتها قائلة :
إنتي بتعملي أي !!!

تعليقات



×