رواية مهووس بك ياصغيرة ( 2 ) الفصل الثاني بقلم رونا فؤاد

 


رواية مهووس بك ياصغيرة ( 2 ) الفصل الثاني بقلم رونا فؤاد

نظرت اوركيد في ساعتها لمرة لم تعد تعرف عددها من كثرة مانظرت اليها بينما يتراقص القلق بين دقات قلبها المتسارعه.... فقد تجاوزت الساعه الثالثه فجرا وعمر لم يعد للمنزل وهاتفه مغلق ..... ضمت وشاحها الثقيل حول كتفها بعد ان اخذت قرارها فلن تمكث لأكثر من هذا تنتظر... ستذهب للمشفي او للشركة لعلها تعرف سبب تأخره بعد ان تراجعت عن الاتصال بأسامه حتي لا تقلقه  ..! 

ألقت نظرة الي طفلتها الصغيرة لينا النائمه بغرفتها ثم اتجهت لغرفه والدتها لتجدها غارقه هي أيضا بالنوم لتسحب مفاتيح سيارتها وتتجه للباب....! 

عقد عمر حاجبيه بدهشه حينما انفتح الباب بنفس لحظة وضعه للمفتاح بالجهه الاخري.... نظر اليها متسائلا : اوركيد....! انتي رايحه فين دلوقتي 

عادت روحها اليها ماان رأته لتقول وهي ترتمي بحضنه : عمر انت اتاخرت اوي كدة ليه... كنت هموت من القلق عليك 

ربت علي كتفها وتطلع اليها مرة اخري ليسالها : انتي كنتي رايحه فين..؟ 

قبل ان تجيب التفت الي شافعي حارسه الذي صعد خلفه يحمل حقيبته وبضع أكياس ليقول  له ; .. حط الحاجة اللي في ايدك وروح انت ياشافعي 

: اوامرك يادكتور 

انصرف شافعي ليلتفت عمر الي اوركيد ويدخل خلفها للمنزل ويلقي بالاشياء التي بيده علي احد المقاعد.... لتقول اوركيد بلهفه : قلقتني عليك اوي ياعمر اتاخرت ليه كدة وتليفونك مقفول

قال بارهاق وهو يحب ربطة عنقه  : كان في حادثه كبيرة واستدعوني للطواريء وحتي التليفون مش عارف سبته في الشركة ولا في المستشفي ولا العربيه 

تنهدت وهي تخلع وشاحها من حول كتفها قائلة : الحمد لله انك كويس.... انا كنت نازله رايحة اشوفك في الشركة 

عقد حاجبيه بينما وقعت عيناه علي ملابسها والتي تكونت من بنطال جينز ضيق وقميص قصير لتهدر الدماء بعروقه ويقول بغيره : رايحه تشوفيني بالمنظر ده   .... ؟! 

هزت كتفها وقالت بدفاع : والله ياحبيبي انا اصلا ماكنت شايفه انا لابسه ايه من القلق عليك.... يادوب اخدت الشال فوق هدومي اللي كنت لابساها

نظر لها بعيون محتده مزمجرا ; عيل صغير انا رايحة تدوري عليه.... ولا جنان وخلاص نازله باللبس ده في نص الليل

تنهدت واقصت رفضها لعصبيته لتقترب منه بضع خطوات وتقول : معلش ياعمر كنت قلقانه عليك وفعلا ماخدتش بالي من هدومي نظر لها بينما اخجلته وهي تقابل عصبيته بهذا الهدوء والاحتواء لتكمل برقتها المعهوده : حمد الله علي سلامتك ياحبيبي... اوعي تقلقني عليك تاني 

انطفيء جزء كبير من نيران غيرته بينما احتوت اوركيد الموقف بهدوءها وحكمتها والتي استطاعت بها حتي الآن العبور بحياتهم لبر الأمان بعد كل ما مر عليهما..... فلم تكن حياتهما سهله ابدا وكان عليها هي وعمر تجاوز الكثير وحقا هو التزم بتغييره علي مدار تلك السنوات واستحق غفرانها وهي كما عهدها شخصيه هادئه لطيفه مريحه بكل شئ... تعرف انه يغار فتتجنب نيران غيرته حتي لاتحرق حياتهما.... اقتربت منه وتوقفت خلفه لتخلع له جاكيته فتتحرك يداه ناحيتها يحيط خصرها بذراعه ويوقفها امامه وينظر لها باعتذار قائلا ... متزعليش اني زعقت بس انتي عارفه اني بحبك وبغير عليكي 

ابتسمت برقه : ولا يهمك ياحبيبي انت اكيد راجع مضغوط من الشغل

مرر يداه برقه علي وجنتها : مرهق شويه بس 

قالت بحنان ; طيب خد شاور وهجهز ليك حاجة خفيفه تأكلها 

هز رأسه قائلا ; لا ياحبيبتي متتعبيش نفسك.... تعالي ارتاحي انا كل اللي محتاجة انام في حضنك 

ابتسمت له ليقول : هشوف لينا واجي وراكي اومات له واتجهت الي غرفتهم ليوقفها قائلا ; حبيتي انا جبت لك انتي ولينا شويه حاجات 

ابتسمت لتتجه الي تلك الأكياس تتطلع الي مابداخلها قائلة : شكرا ياحبيييي 

............. 

.... 

نظرت غزل من خلال المرأه الي أدهم الذي بدأ يستيقظ لتترك تصفيف شعرها وتتجه اليه بابتسامتها الحلوة قائلة :  .. صباح الخير 

اعتدل جالسا وهو يقول بصوت ناعس ; صباح النور ياحبيتي

ابتسمت له قائلة : مرضتش اصحيك عشان كان شكلك مرهق

اومأ لها وهو يتمطيء : اه فعلا..... انا تقريبا منمتش من اول امبارح 

عادت لتقف امام المرأه تتابع تصفيف شعرها وهي تسأله : ليه ياحبيبي..؟ 

قال وهو يفرك وجهه : كنت بخلص شغل اسكندرية بسرعه عشان ارجعلك

التفتت له بابتسامه ; بجد 

: عندك شك 

هزت راسها ليمد يداه اليها لتقترب... اتجهت اليه ليجلسها بحضنه قائلا  : وحشتيني 

وضعت راسها بعنقه وهي تقول : وانت كمان ياادهم وحشتني أوي 

اشتم عبيرها بعمق ليتنهد باشتياق قبل ان يحيط وجهها بكلتا يديه ويرفعه ناحيته ويميل بشفتيه تجاه شفتيها.... اغمضت غزل عيونها باستسلام لقبلته المشتاقه لتذوب بين ذراعيه لدقائق طويله قبل ان تتمهل شفتاه قليلا وتخف وطأه قبلته ثم يترك اسر شفتيها..... اسند جبينه فوق جبينها يتطلع لعيونها وهو يقول : انتي غيرتي البرفيوم بتاعك ياغزالتي

اومات له بابتسامه لاهتمامه بادق تفاصيلها : اهه.... انت اخدت بالك 

داعب شعرها قائلا ; طبعا ياروحي... انا حافظ ريحتك 

ابتسمت وعادت لتتجه الي المرأه تكمل ارتداء ملابسها قائلة : دي احلي ولا اللي كنت بحطها علي طول

قال وهو يسند ظهره للخلف يتطلع اليها بينما تكمل ارتداء ملابسها : دي عبارة عن غزل الجديده... والاولي عبارة عن غزل القديمه 

التفتت له باستفهام : غزل قديمه وجديده 

اومأ لها قائلا ; طبعا ... البرفيوم الاولاني كان هاديء بس شقي حلو اوي ومسكر شبهك تحسي فيه فواكه مش عارف نوعها بس بتخليني ابقي عاوز أكلها.... كان طفولي بس يجنن شبهك . 

لمعت عيونها باعجاب بينما يصف بالتفاصيل رائحة عطرها لتساله بدلال : طيب والجديد

ابتسم قائلا :عبارة عن غزل سيده الأعمال 

انفلتت ضحكتها الناعمه : سيده أعمال مرة واحده 

اومأ لها ليجذبها اليه قائلا : اهه.... برفيوم قوي وجذاب... يجنن 

ضحكت حينما دغدغتها أنفاسه بينما يمرر أنفه علي عنقها ليقول بحب : وحشتني ضحكتك

قالت بدلال : علي اساس اني مكشرة طول اليوم 

هز راسه قائلا : علي اساس اني مش بشوفك طول اليوم 

مررت يدها علي عنقه بنعومه وهي تقول برقه : ماهو انت اللي مشغول طول اليوم ياحبيبي وعلي مابترجع بليل بكون انا في سابع نومه

رفع حاجبه يتطلع اليها بمكر : ده انتي بتسكتيني يعني علي اللي عملتيه امبارح

نظرت له ببراءه : عملت ايه..؟ 

هزت كتفه بضحكه عاليه : ابدا ياروحي سبتيني ونمتي وانا اللي سايق طيران عشان ارجعلك 

عضت علي شفتيها لتهدر الدماء بعروقه بينما تتلكأ نظراته فوق شفتيها.... غصب عني ياحبيبي بس كنت مرهقه جدا جدا ومتجاجة انام..... مالت عليه لتخلب أنفاسه برقتها بينما تتابع : عارف لو كنت قولتلي انك راجع كنت استنيتك

ازدادت دقات قلبه بينما تغلغلت السعاده بأوصاله وهو يستمع منها لتلك الكلمات ليقول بحب ; قولت اعملهالك مفاجأه... بس فاجاتيني ونمتي 

عضت علي شفتيها مجددا : سوري ياحبيبي بس كنت تعبانه جدا وعاوزة انام جدا جدا

مرر ظهر يداه برقه علي جانب وجهها وهو يقول بمكر : ده انا اللي تعبان جدا جدا 

نظرت له ببراءه : ليه ياحبيبي سلامتك ..؟ 

مال ناحيتها ليهمس امام شفتيها : بطلي تعضي شفايفك... 

نظرت له ببراءه ; ليه.. ؟

قال بوقاحه وهو يقربها اليه ليلتصق جسدها بصدره العريض ; انا بس اللي اعضهم 

ضحكت بخجل : أدهم 

همس بحميميه امام شفتيها : ادهم هيتجنن 

أحاط خصرها بذراعه وقربها اليه لتحاول التملص منه بينما أدركت نيته ... لا.. لا ياادهم هتأخر علي الشغل 

قال بولهه وهو يوزع قبلاته علي عنقها الناعم : مفيش شغل خدي اجازة

وضعت يدها علي صدره تحاول ابعاده .. وانت طيب..... شغلك

قال بهسام بينما ازدادت قبلاته شغف: يولع الشغل... تعالي في حضني ياغزالتي وحشتيني اوي 

مال براسه فوق عنقها الذي بدأت شفتاه بتذوق كل انش به ببطء واستمتاع بينما يضع عليه قبلاته المحمومه وهو يهمس بكلمات الحب والغزل والاشتياق لها تمتد انامله برقه يحررر ازار قميصها الحريري الواحد يلو الاخر ويبعده عن جسدها الفاتن... همست بإسمه بينما ذابت بين ذراعيه وهو يعزف سيمفونيه حب من نوع خاص علي كل انش بجسدها......

..........

.....

ودعت اروي ابنتيها الي المدرسة ثم صعدت الي غرفه ابنها الصغير أدهم لتحمله وتتجه به الي غرفتها.... وضعته بجوار اسامه الغارق بالنوم لتميل عليه برقه توقظة..... اصحي ياسمسم بقي بقالي ساعه بصحيك

تقلب اسامه بكسل : ساعه كمان يااروي وحياتك انا ملحقتش انام

: والشغل 

: مش مهم هروح متأخر 

: طيب ياحبيبي هاخد أدهم افطره واسيبك تنام 

....... 

احاطت غزل جسدها بالغطاء الحريري وهي تقوم من الفراش لتنحني تلتقط هاتفها من داخل حقيبتها الانيقه وترد بهمس بينما تتطلع الي باب الحمام حيث أدهم دخل ليستحم قبل دقائق... ايوة ياسلمي 

; ايه ياغزل اتاخرتي ليه كدة.... ؟ انتي ناسيه ان ميعاد اجتماعنا عشان مشروع شركه العيسوي النهارده

قالت بصوت خافت : لا مش ناسيه بس  ..قاطعتها سلمي باستفهام ; 

بس ايه طيب الناس مستنيه.؟ 

قالت غزل باحباط : مش هينفع اجي.. ادهم رجع من السفر 

: ممم طيب اعمل ايه..؟ 

قالت غزل بتفكير ; ابدأي انتي وأيمن الاجتماع وحطوا تصور مبدأي وابعتيلي هتوصلوا لأيه علي الايميل 

: طيب تمام.... والشركه هنجتمع معاهم امتي بكرة زي مااتفقنا .. ؟

: لا لسه مرتبتش حاجة..... بصي معلش خلي ايمن يكلمهم يدونا مهله كام يوم نرتب افكارنا

: تمام 

اغلقت الهاتف وتنهدت وهي تتطلع الي أدهم الذي خرج وهو يدندن احدي الألحان بنشوه ليبتسم لها قائلا :.. صحيتي ياروحي

اومات له : اه 

نظرت له وشردت لحظة فكم تحبه وتعشق قربه ولكن سعادتها بقربه تخللها القليل من الضيق لأنها فوتت عملها...واندلع صوت بداخلها يقول انه كعادته يصل دوما الي مايريد بينما هي من تتنازل عن ترتيباتها......!! 

خرجت من شرودها علي يده التي احاطت بخصرها ;سرحانه في ايه ياروحي.. ؟

هزت كتفها : ابدا 

طبع قبله علي كتفها العاري الظاهر من خلال الغطاء الذي تحيط به جسدها قائلا : مش هتاخدي شاور

اومات له قائلة: اه داخله اهو 

ابتيك قائلا : طيب يلا عشان لو فضلتي كدة قدامي مش هضمن ممكن اعمل ايه

ابتسمت بمجامله بينما مازالت فكره انه لم يداها تذهب للعمل تضايقها ليقول وهو يتجه ليخرج ملابسه :  هروح اشوف الولاد عشان وحشوني اوي علي ماتجهزي وبعدين نفطر  كلنا مع بعض..... 

اومات له لتدخل الي الحمام ومازال الضيق يسيطر عليها وقد امتزج بالخوف من الفشل.... لتتحدث من داخلها بضعه أصوات متناقضه... أحدهم صوت واثق.... ظفلماذا تفشل فهي لاتنتظر مشروع معين لتنجح...... فهي بالفعل اصبح لها وظيفه.... ؟!!! 

ليتحدث صوت اخر..... نعم ولكن هذا العمل يثبت انها مجتهدة.... تعالي صوت اخر وقد خرج من دوامه أفكارها ليلقي باللوم علي أدهم.... وهنا هرد صوت مناقض سريعا يدافع  عنه..... فأي ذنب اقترفه وهو بتلك المثاليه التي تحلم بها أي امرأه ان يكون زوجها عليها .... هنا دخل ثوتواخر علي استحياء ولكنه صوت خبيث...... رغباته..!! 

لا الي هنا واخرست هذا الصوت المحتد دوما عليه...... انه يحبها واشتاق اليها كما اشتاقت هي اليه وليس فقط مثلما صور لها هذا الصوت الخبيث ان رغبته بها جعلته يفرض عليها ان تبقي معه و تفوت موعد عملها......... نظرت الي انعاكس صورتها بالمرأه بينما تشوشت ملامحها بسبب بخار المياة كما هو مشوش عقلها وتفكيرها......لتتسائل ماذا حدث ويحدث لها تلك الأيام

....... فلا شئ إلا اصوات نسائيه اتيه من عهد قاسم امين تنادي بالتحرر. لتضحك سريعا علي هذا الوصف الذي دوما ما تقوله لها اوركيد التي تقف بصف أدهم وتري انها من تتحامل عليه ....! 

........ ابعدت كل هذا التفكير وخرجت بعدما ارتدت ملابسها فلن يحدث شئ من يوم تقضيه برفقه زوجها واطفالها 

...... ابتسمت غزل الي أدهم الذي نزل الدرج بخفه وهو يحمل سليم وسيلا علي ظهره وتعالت ضحكتهم بارجاء المنزل الذي غيرت ديكوره  ليصبح عصري وانيق ومناسب لذوقها... 

بدأت ام حسن بوضع الافطار علي طاوله السفرة الانيقه ليجلس أدهم وعلي ساقه سيلا بينما اجلس سليم بجواره... 

ليسأل ام حسن :  ماما لسه نايمه

اومات المرأه قائلة : اه مها هانم مش بتصحي دلوقتي 

اومأ لها ثم نادي غزل لتأتي.... غزل ياروحي يلا تعالي 

اومات واتجهت اليه لتجلس بجواره...

دقائق وتعالي صوت سيلا ;   تيتا..... ركضت سيلا من بين ذراعي أدهم تجاه مها التي كانت تنزل الدرج..... ابتسم أدهم لها قائلا 

صباح الخير ياماما 

التفتت غزل اليها بهدوء : صباح الخير ياطنط

قالت مها وهي تقبل سيلا : صباح النور

ابتسم أدهم لأنها نزلت لتفطر  معهم .. بينك قامت غزل الي المطبخ لتحضر الافطار لمها سألها أدهم ; رايحه فين..؟ 

: هجيب فطار لطنط 

قال أدهم بحب : ماشي ياحبيتي 

عادت غزل لتضع الأطباق هي وأم حسن امام مها التي قالت ; أدهم ياحبيبي ابقي احجز ليا عشان عاوزة اسافر لخالك

عقد أدهم حاجبيه : تسافري..؟ 

اومات ليسالها ; ليه ؟ 

هزت مها كتفها ; عادي زهقانه شويه....وكده كدة مفيش، ورايا حاجه ولا ليا لازمه يبقي اروح لخالك  

قال أدهم ياستنكار : لية بس كدة ياماما ماانا  وغزل والولاد معاكي

قالت مها بمكر ; ياابني انت مشغول.... ومراتك طول اليوم يابتكون في  شغلها يا اما مع الولاد وانا لوحدي 

احقن وجهه غزل من مغطي كلمات تلك المرأه  ليقول أدهم بهدوء :  لا ياأمي طلعي موصوع السفر ده من دماغك وانا هفضي نفسي ليكي وغزل كمان

لم تقل غزل شئ بل تابعت إطعام أطفالها ليعتدل أدهم واقفا وهو يقول : 

غزل حبيتي انا خارج عاوزة حاجة 

عقدت حاجبيها باستنكار ; انت مش قولت انك اجازة 

اومأ لها قائلا ; اه... انا بس هعدي علي معرض المعادي كان فيه مشكله وكلموني هشوفها وارجع عي طول 

زمت شفتيها بغضب واضح لتقول : طيب وانا كمان ممكن اعدي علي المكتب 

نظر لها بطرف عيناه فهاهي عقده عنادها بدأت ليقول : ليه انتي مش اجازة.. ؟

اومات له قائلة :  كنت هقعد بس طالما انت خارج خلاص مفيش داعي اقعد

قال بهدوء ; انا خارج ساعتين وراجع 

قالت بعناد : وانا كمان هخرج وارجع بسرعه

قال برفض : مفيش داعي ياغزل

قالت باصرار : لا... في عندي حاجات مهمه لازم اتابعها 

نطر الي أطفاله ثم الي امه التي كانت تتابع مايحدث بهدوء له مغزي وكأنها تخبره بأنها تعانده وهو سيرضخ ككل مرة 

ليحسم ادهم الجدال قبل ان يخرج ; تمام متتاخريش

اجتقن وجههها بالغيظ لتقول :  متنساش ياادهم تحجزلي

هز أدهم راسه قائلا بضيق : ماانا قولت ياماما مفيش داعي... انا وغزل هنفضي نفسنا ليك شويه....نظر الي زوجته قائلا ;  مش كدة ياغزل


نظرت غزل الي مها  بغيظ خبثها واندفعت قائلة ; أدهم قال لحضرتك  ياطنط ولا تحبي حضرتك اسيب شعلي واقعد معاكي

اغمض أدهم عيناه لحظة بعدم رضي عن شجارهم القادم والذي لن تتواني احداهما عن إشعال فتيله

لترد مها باحتدام ; لا وليه ياباشمهندسه انتي تسيبي شغلك..... انا هريحك مني خالص

قالت غزل بنزق : انا مقولتش اني تعبانه من حضرتك 

هتف أدهم بحدة : غزل...!! ... ماما...! 

نظرت اليه المرأتان ليتجاهل النظر إليهم وينظر الي أطفاله قائلا : سيلا وسليم يلا علي اوضتكم 

قام الأطفال ليزفر بحنق مرددا : دي مبقتش عيشه دي ابدا 

نظرت له غزل بانفعال ; طنط اللي بدأت 

قالت مها بحدة : انا اصلا ماشيه من البيت ده 

قال أدهم بغضب : قولت لا ياماما وانتي ياغزل بس كفايه 

نظرت له غزل بغضب ليأخذ مفاتيحه ويتجه الي الباب متجاهل تبرطم مها ونظرات غزل التي اسرعت تتبعه غزل بعتاب.... انت بتزعق وانا سمعت انها اللي حاولت تسخنك عليا

تنهد وهو يحاول التحكم في اعصابه ; وهتسخني عليكي ليه ياغزل ولا هو جر شكل وخلاص.... كلمه وقالتها خلاص بقي مش لازم تقفي عليها والف مرة طلبت منك تتحمليها

هتفت بانفعال : وانا عملت ايه انت مش شايف

هز راسه قائلا بعصبيه : مش شايف غير انها زهقانه واليوم طويل عليها و مش هيحصل حاجة ابدا لو فضيتي نفسك ساعه تتكلمي معاها او تخرجي او حتي مجرد تقعدوا مع بعض

نظرت له بعتاب من عصبيته عليها ليزفر بضيق قبل ان تلين نبرته ويقترب منها قائلا برفق ; معلش ياروحي تعالي علي نفسك واتحمليها عشان خاطري.... اعتبريها زي والدتك ومفيش داعي كل يوم تتخانقوا.. هي امي وانتي مراتي مش عاوز أقف بينكم 

زمت شفتيها لينظر لها برجاء : متزعليش

قبل وجنتها وانصرف قائلا ; مش هتأخر 

....... 

صعدت لتأخذ حقيبتها وتوصي ام حسن بسليم وتأخذ سيلا معها وتتجه الي مكتبها......تحدثت مع اوركيد أثناء الطريق لتفرغ شحنه غضبها لتقول اوركيد بهدوء : معلش ياغزل طالما قالك عشان خاطري اتحمليها شويه 

قالت غزل بغضب : اتحملها ايه اكتر من كدة وهي كل فرصه تحاول توقع بيني وبينه 

: ياستي ماهو عارف تصرفات امه يبقي متخافيش

وبعدين هو يعني مالوش خاطر عندك 

زفرت غزل بضيق ; معرفش بقي

قالت اوركيد ضاحكة : بقي متعرفيش

قالت غزل باستدراك : قصدي معرفش هقدر اتحملها ولا لا....هي دايما بتحاول تطلعني وحشه قدامه

قالت اوركيد بهدوء : ولا قدامه ولا وراه انتي بتعاملي ربنا ياغزل وزي ماقالك اعتبريها زي مامتك 

: ماشي يااوركيد هحاول 

:تمام ياحبيتي 

................. 

.... وبالفعل حاولت العمل بنصيحه اوركيد التي هدات كثيرا من غضبها وبالفعل حاولت أن تراعي ظروف حماتها والتي كبرت بالسن بالاضافه لموت زوجها ..... لذا بعد عودتها من مكتبها انتهزت فرصه وجود تمرين سباحة لسليم بالنادي واتجهت الي غرفه مها التي كانت تتطلع لاحد الكتب لتندهش لمجيئها 

قالت غزل ; ... انا رايحة النادي انا والولاد تحبي حضرتك تجيي معانا

قالت مها بهدوء : لا ياغزل بلاش اضايقك انتي واصحابك

زمت غزل شفتيها قائلة : وفين المضايقه بس.... وبعدين الموجودين ماهيتاب واروكيد واروي كمان يعنى حضرتك عارفاهم

ابتسمت مها بسعه لتلك المبادره من جانب زوجه ابنها..... انها لا تكرهها ولكنه طبعها الذي دوما حاد هو مايدفعها لتلك التصرفات معها 

.... 

تفاجأت غزل بمها تخرج بعد قليل من غرفتها بابتسامه واسعه وهي تقول بينما تشير الي ملابسها  : ايه رايك ياغزل حلو ولا اغير الايشارب

نظرت غزل بدهشه اليها بينما تتحدث بهذا الود تاخذ راسها بثيابها قائلة : لا شيك ياطنط

ابتسمت مها قائلة : شكرا

امسك سليم بيد جدته قائلة بسعاده : 

تيتا هتشجعيني في التمرين

قالت مها بحب ; طبعا ياسولوم

قادت غزل الي النادي بينما تفكر في ماحدث قبل قليل وتؤنب نفسها فهي كما قال أدهم فقط تشعر بالفراغ والضيق لذا تفتعل المشاكل.... حسنا فلتهتم بها كوالدتها لم يحدث شئ.... 

قالت اروي بعتاب لأمها ;  زعلانه منك اوي ياماما كدة عاوزة تسافري

قالت مها بضيق : زهقانه ياارواي

قالت اروي ; طيب ماانا بتحايل عليكى تجي تقعدي معايا

هزت مها راسها : بلاش اتقل علي حد

قالت اروي بعتاب ; أخص عليكي وهو انا وادهم ايه مش واحد

قالت مها بجديه : واحد بس اقعد في بيت ابني اه 

قالت اروي : واسامه مش ابنك

قالت مها وهي تربت علي يدها ; ابني بس انا برتاح اكتر  عند أدهم

انهت غزل مكالمتها مع اوركيد التي اعتذرت عن المجيء لتقول ة

اوركيد تعبانه ومش هتنزل لما اشوف ماهي اتاخرت ليه.... كلمتها من ساعه قالت جايه

لحظات ودخلت تلك الفتاه الرشيقه ذات خصلات الشعر البني المصفف بعنايه بينما ترتدي بدله نسائيه انيقه مع حذاء بكعب عالي لتقول بابتسامه واسعه ; طنط مها منورة النادي 

ابتسمت مها قائلة :ازيك ياماهيتاب

قالت ماهيتاب بمرح : ماهي بس ياطنط

قالت مها وهي تهز راسها : لا... اسم مايع

ضحكت ماهي ضحكتها الناعمه لتقول غزل ; اتاخرتي ليه...؟ 

قالت ماهي وهي تتنهد بتعب : اسألي أدهم بيه... ؟

نظرت لها مها بطرف عيناها لتتابع ماهيتاب : النهارده اخد اجازة وساب ليا مليون حاجة اعملها ويادوب خلصت  الشغل اللي مش بيخلص

قالت مها بنظرات متفحصه لماهيتاب : وانتي بقي بتشتغلي مع أدهم دلوقتي 

اومات ماهيتاب قائلة : اه ياطنط... حضرتك متعرفيش

هزت مها راسها لتشرح ماهيتاب ; اصل مراد اخويا دخل مع أدهم في شغل وبما ان مراد مش فاضي وانا بعد الطلاق فاضيه قولت انزل اضيع وقت..... ضحكت وتابعت : بس طبعا مع أدهم زهران لقيت ان الشغل شغل

ومفيش حاجة اسمها نازله أضيع وقت 

اومات مها وعادت لتنظر الي سليم بينما الفتيات يتحدثون ويضحكون

............. 

... في المساء 

فتحت غزل عيونها علي تلك القبلات التي توالت علي وجهها الناعم لتقابل عيونها عيون أدهم الذي كانت يتطلع لها بحب.... اعتدلت جالسه ليفتح امامها تلك العلبه الصغيره من القطيفه السوداء والتي لمع بداخلها خاتم ذهبي أنيق 

نظرت الي ذلك الخاتم ثم الي أدهم متسائلة : 

ايه ده...؟ 

قال بابتسامه : هديه 

: هديه... بمناسبه ايه 

هز كتفه قائلا ; من غير مناسبه

نظرت له لعدم فهم ليوميء لها قائلا ; ياستي بصراحه ده بمناسبه شكري ليكي... 

: تشكرني 

: اه....عشان اللي عملتيه مع ماما.... 

لما كلمتها لقيت صوتها مبسوط  وعرفت انك خرجتي معاها انتي والأولاد..... ربنا يخليكي ليا ياروحي

اومات له قائلة ; بس مكانش في داعي تكلف نفسك

داعب شعرها بخفه قائلا : غزول ياروحي..... انا واللي أملكه كله بتاعك... 

ابتسمت ليضع الخاتم باصبعها ثم يرفع بدها الي شفتيه يقبلها برقه قائلا :  انا عارف ان ماما ساعات بتكون عصبيه وبتضايقك.... بس غصب عنها موت بابا الله يرحمه مأثر عليها

انفلت لسان غزل قائلة ; مع انهم يعني... قاطعها أدهم باقرار ; كانوا منفصلين اغلب سنين عمرهم ومردعوش لبعض الا اخر كام شهر قبل مايموت..... بس ياغزل مش جايز ده الي مزعلها

نظرت اليه ليكمل بشجن ;  احساسها بالذنب انها ملحقتش تكون جنبه 

شردت غزل بنبره لحظة قبل ان تقول ; تعرف انك اتغيرت ياادهم 

نظر اليها بتساؤل : ازاي.. ؟

قالت وهي تتطلع اليه : بقيت حساس

داعب وجنتها قائلا ; ودي حاجة حلوة

اومات له وهي تتوسد حضنه : اه.. حلو انك اتغيرت 

     الفصل الثالث من هنا

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×