رواية مهووس بك ياصغيرة الجزء الثاني الفصل الاول
نظر اليها أدهم بعتاب ينافي ثوران مشاعره وهو يقول : مش شايفه ان أسهل كلمه بقت بالنسبالك الطلاق ياغزل
اشاحت بعيناها بعيدا عن نظراته وهي تقول : انت اللي بتوصلني لكدة
قال بدفاع عن نفسه : بوصلك لكدة عشان بحبك وبغير عليكي
التفتت له بحنق هاتفه بهجوم : اسمها بخنقك وبتحكم فيكي ياادهم مش بحبك وبغير عليكي
ازداد سيل العتاب بنظراته من هجومها عليه بتلك الطريقه التي تنافي الواقع.... فهو يحبها حد الجنون ويغار عليها فقط
ليقول بعتاب : انتي شايفه اني مش بحبك ياغزل
اهتزت نظراتها وسرعان ما ابعدتها عن عيناه فهي تعرف جيدا كم يحبها والا ما كانت تتجرأ و تقف امامه الان تتحداه بتلك الطريقه وهي تعرف انها المخطئه لتتابع بعناد : انا شايفه اننا مينفعش نكمل مع بعض
انصدمت ملامحه مما نطقت به بينما نظرت له غزل باصرار وعناد وتمسك بموقفها وليس وكأنها تطلب منه إنهاء حياتهما معا
ليردد ببطء : يعني ايه.. ؟؟!!
قالت وهي تضم قبضتها : يعني نتطلق ياادهم
احتدت نظراته ليقول بعدم تصديق : بالبساطه دي
اولته ظهرها وهي تقول : وايه الصعب فيها.. ؟
لايصدق حقا ماتقوله....!!
نعم بكل مشكله تواجههم تنطق بكلمه الطلاق ولكنه سرعان ماكان يراضيها وينتهي الأمر ولكن تلك المرة هي مصره عليها بل وتتحدث بهدوء وليس كأنها تنهي حياتهم
امسك ذراعها وادارها اليه بقليل من الحده قائلا : غزل انتي واعيه للي بتقوليه..؟
زمت شفتيها قائلة : شايفني بخرف ياادهم.؟!
نظر الي عيونها وقال بجديه : مبقتش قادر اشوف....
نظرت لعيناه التي فاضت بعتاب وهو يكمل : حبي ليكي مخليني زي الأعمى مش قادر اشوف حاجة .... غزل انتي مش ممكن تكوني قاصده كل مشكله بينا تطلبي الطلاق عشان عاوزة تتطلقي فعلا..... انتي بس بتهدديني مش كده
حاولت نزع ذراعها منه لتقول باندفاع و عدم تفكير : انت فاكر اني بهددك.... بس انا المرة دي واخده قرار
انفلتت اعصابه ليهدر بغضب : قرار ايه اللي واخده... ؟!! متجننيش ياغزل .... مشكله بينا زي اي مشكله ليه بتكبريها
نزعت ذراعها من يده وهتفت بغضب ;عشان تعبت وزهقت من كتر المشاكل
هتف بغضب مماثل : يبقي تحاولي نتجاوز المشاكل بينا مش تزوديها بالطريقه دي
قالت بانفعال : انا معملتش حاجة ياادهم وبطل تتهمني
قال باتهام : مش بتهمك وانتي عارفه عملتي ايه كويس ياغزل......! ازدادت نبرته حده وهو يتابع : قولتلك الف مرة بغير عليكي افهمي بقي....! تقومي بالرغم من انك عارفه غيرتي المجنونه تروحي تقدمي علي شغل لا وكمان من ورايا
قالت بدفاع عن نفسها : انا مقدمتش انا كنت بجهز الc v بتاعي وبس اتكلمت مع الشركه وكنت هقولك لو كانوا وافقوا عليا مبدئيا
احتدت نظراته ليقول بانفعال : يعني رايي مجرد تحصيل حاصل ياغزل..... لا والله كتر خيرك انك كنتي هتقوليلي لو الشركة واقفت.....
قالت بعصبيه : بطل تريقه عليا
زمجر بغضب : بتريق علي اني مش راجل مالي عينك
نظرت له بغضب قائلة :انت بتقول ايه..... ؟مين قال كدة... انا قولت بدل ما ندخل في خلاف من غير داعي اتأكد أن الشركة موافقه اني اشتغل فيها
: وتخبي عليا
قالت باتهام : انت اللي بتخليني اخبي عليك عشان اكيد كنت هترفض وتتخانق
هتف بغضب : فقولتي تحطيني قدام الأمر الواقع.... نظر لها باتهام واكمل : كل مرة تخبي عليا حاجة بتبرري لنفسك ان انا السبب
ابعدت عيناها لاتجد كلام للدفاع عن نفسها فهو محق.... لا تواجهه بل تخفي عنه خوفا من ردود أفعاله لذا بكل الاحوال تمسكت بموقفها وظلت صامته وهي مقتنعه انه السبب باخفاءها لأي شئ عنه.....
قال أدهم بصرامه ; ساكته ليه.... عشان عرفتي انك غلطانه
التفتت له بحدة ; مغلطتش
مال ناحيتها يتطلع الي عيونها بشراسه : لا غلطتي ياغزل..... غلطتي لما عملتي حاجة من ورايا.... وغلطتي لما صممتي انك مغلطتيش وكمان زودتي غلطك اكتر واكتر لما اخدتي الولاد وسبتي البيت
وبعد كل ده بتقولي طلقني وأننا مينفعش نكمل مع بعض...... ازدادت نظراته حدة بينما ضغط علي حروفه وهو يسالها : ها ياغزل غلطانه ولا لا..؟
ظلت صامته بينما عيناها تعلقت بعيناه التي لانت نظراتها كثيرا امام عيونها لتنفلت تنهيده حاره من صدره ويقترب خطوة منها ويمسك بذراعيها يديرها اليه ويقول بنبره لينه هادئه : غزل انتي اغلي حاجة عندي في الدنيا..... انا بحبك ومقدرش اعيش لحظة واحده من غيرك وانتي عارفه كدة كويس...وعشان كدة انا بعدي كل تصرفاتك وبقول صغيره وملهاش خبره في الدنيا ولا بتعرف تتصرف اتحملها....
نفذ عتابه الي قلبها فهي تعرف انها تمادت كثيرا ولكن ماذا تفعل وهي لاتريد شئ إلا أن يكون لها كيان مستقل... تابع بعتاب :
كل مشكله بينا ياغزل تقولي ننفصل وكأنك مش بتحبيني وماهتصدقي تخلصي مني بس برجع اقول لنفسي لا انتي بتحبيني زي مابحبك واكيد متقصديش تقللي مني ولا تستغلي حبي ليكي وتضغطي عليا
سرعان ماتهكمت وقد وجدت المهرب من حصار صحه كلامه لتقول : بستغلك...؟!
ده طبعا كلام مها هانم
عقد حاجبيه باستهجان : وايه دخل امي دلوقتي في الموضوع
قالت بهجوم : مش ده كلامها دايما.... اني بستغلك
هتف بانفعال من محاولتها للمراوغه : غزل متغيريش الموضوع
قالت بدفاع عن نفسها : انا مش بتهمك..... انت ووالدتك اللي دايما بتتهموني
زفر بضيق هاتفا : انا
كدة بتهمك ولا بتفاهم معاكي عشان نحل مشاكلنا وبعدين طلعي امي برا الموضوع عشان ملهاش علاقه بيه..... اكبري بقي واعقلي ياغزل
: والله لو شايفني مجنونه طلقني
هتف بحنق شديد : بطلي تقولي الكلمه دي عشان لو انطبقت السما علي الارض مش هطلقك
بادرت باندفاع : شفت بقي
قال باستهجان : شفت ايه..... ؟! شفت اني متمسك بيكي ومقدرش اعيش من غيرك.... شفت اني عمال اتنازل عشان حياتنا وانتي مصممه تحسسيني انك مبقتش فارق معاكي ومش عاوزاني
اشاحت بوجهها : انا مقولتش كدة
قال بغضب ; امال قولتي ايه..؟
التفتت له ورفعت عيناها الي عيناه ليذوب كل غضبه بلحظة بينما قالت : قولت اني بحبك بس عاوزاك تغير من اسلوبك معايا.... مطلبتش المستحيل ياادهم
اطفأت كل غضبه بنظره عيونها والهبت نيران حبه بكلماتها ليقول بخضوع : ... ولو طلبتي المستحيل ياغزل .... عشانك هعمله
تقابلت نظراتهم لحظة ليحدث نفسه ويسأل.... يتنازل من أجلها..... ؟! نعم..
بل ويفعل المستحيل من أجلها..... تتدلل عليه نعم..... فلتفعل ماتريد به الا ان تبتعد عنه........انبهرت نظراتها بينما دغدغ غرورها
للغايه بكلماته ولينه امام ثورتها بالرغم من انها المخطئه..... ولا تنكر انه مؤخرا اصبح ودوما يفعل وهي قد عرفت الطريق لاثناءه عن عناده معها ببعدها عنه والذي لا يحتمله .... طريقه ماكره منها ولكنها مشروعه فهي تدافع بها عن نفسها وتختبر حبه لها...
: طلباتك ياغزل
نظرت له وقالت : ابسط حقوقي
ارتسمت ابتسامه علي طرف شفتيه حينما قالت ليس طلب بل حق.. تعلمت الصغيره ابجديات الكلام فلتطلب ماتشاء
:وايه بقي ابسط حقوقك ياغزل هانم ...؟
قالت بثبات : حقي اني اشتغل ويكون ليا كيان مستقل وحياه مش مجرد تابع ليك
قال بحب ; انتي حياتي كلها مش تابع ليا
قالت بدلال : كلام
هز راسه وجذبها اليه ليحيط خصرها بذراعه قائلا ;مش كلام.... من غيرك أدهم زهران ولاحاجة
قالت بدلال وهي تتطلع لعيناه : كل وظيفتي في الحياه اني مرات أدهم زهران...... يبقي كلام والا اثبت ليا العكس
تنهد بتعب حقيقي ليقول باستسلام
:حاضر ياغزل
نظرت له بشك لوهله وهي تسأله :هتسيبني اشتغل
اومأ لها دون قول شئ لترتسم نظرات الانتصار بعيونها ولكنها سرعان مااخفتها وهي تكمل : وانا اضمن منين
قال بعتاب : من امتي قولتلك كلمه ومنفذتهاش
حقا لم يفعل ليسود الصمت لحظة قبل ان يقول... يلا بقي نرجع البيت
حقا ضغطت عليه حينما قالت ...لا... لما تنفذ كلامك الاول
نظر لها بصدمه : ايه..؟!
قالت بتعلثم وخوف من نظراته التي احتقنت بالغضب من شكها به وخشيت ان تفقد ماوصلت اليه.... بينما نظر لها أدهم بعدم تصديق فقد تحولت الي امرأه اخري لا يعرفها لم تعد تلك الصغيره التي كان دوما يفهمها من نظره.... هو لا ينتوي ان يخدعها ابدا
ولكنها تعرف انه ربما يتحايل علي الوضع ماان تعود معه....
قطع حديث عيونهم وانقذ الموقف طرق يوسف علي الباب
ليلتفت اليه أدهم بينما يقول لأخته بعتاب : ايه ياغزل عقلنا ولا لسه
قالت وهي تهز راسها : انا مش مجنونه
ضحك يوسف بمشاكسه : لا طبعا مجنونه....
وادهم يستحق جايزة انه متحمل جنانك
قالت بعتاب ; كدة برضه يايوسف
ضحك قائلا لادهم لتلطيف الأجواء التي دوما ومؤخرا مااصبحت اخته تشعلها.... كل مشكله تترك المنزل والحق يقال ان أدهم دوما ما يعود لارضاءها
: اخدت مقلب عمرك فيها
هز أدهم راسه وضمها اليه ليقول بحب : لا طبعا... اخدت احلي حاجة في حياتي
ضحك يوسف بحب ليقول : يابختك ياستي.... بعد عمايلك بيدافع عنك.....
نظر الي أدهم وتابع بجديه ; عموما انا عن نفسي مش عاجبني اللي بتعمله كل شويه بس مش حابب أتدخل بينكم
اومأ له أدهم قائلا : متشكر يايوسف
ابتسم يوسف قائلا : طيب يلا عشان نهي جهزت العشا
هز أدهم راسه قائلا : لا احنا يادوب نتحرك عشان نرجع
قال يوسف برفض : لا والله مايحصل هتمشوا الصبح وبعدين الولاد حرام ينزلوا بليل كدة
قال أدهم بتهذيب : لا معلش يايوسف مرة تانيه
: انا مصمم
قال أدهم : يبقي هعدي الصبح اخد غزل والولاد
قالت غزل : وانت
: هنزل في اي أوتيل للصبح
: أوتيل وبيتي موجود ... لا طبعا
: مش عاوز اتقل عليكم
: فين التقل بس ياادهم ده انت تنور
قالت غزل : لا خلاص يايوسف .... انا هجهز نفسي والولاد عشان نرجع البيت مع أدهم
هل طار من الفرحه كطفل صغير بقطعه حلوي....نعم فقد أصبحت قادره علي التاثير عليه بمجرد كلمه او بسمه خلبت كيانه وعقله وأصبح أسير لها ....... وهاهو يفي بكلمته في اليوم التالي
نظرت اليه بعدم تصديق : ايه ده..؟
ابتسم بحب لسعادتها قائلا : مكتب سيادتك
نظرت الي هاتفه بينما يعرض تلك الصور عليها
: انت بتتكلم جد
اومأ لها قائلا : طبعا... ده مكتب المهندسة غزل
هتفت بعدم تصديق وهي تقفز من الفرحه :بتهزر لا..... لا... بجد
ارتمت في حضنه : انا بحبك بحبك.... اوي اوي
اغدقت وجهه بالقبلات وهي تردد بسعاده : بموت فيك انت احسن راجل في الدنيا
ابتسم بسعه وضمها اليه ليميل تجاه شفتيها ويلتقطها بشفتيه ويقود قبلتهما التي ازدادت شغف بينما تتحرك يداها بين خصلات شعره الفاحم والذي تخللته بعض الشعرات البيضاء والتي زادته وسامه مع مرور السنوات
بعد نوبه حب عاتيه توسدت صدره ليطبع قبله راضيه علي جبينها ويغمض عيناه فكم يحبها ويعشق قربها بكل حالاتها
......
...........
التفت أدهم الي مها قائلا : وفيها ايه ياامي
قالت مها بعدم رضي وسخط... انت بتسألني اسأل نفسك.... مكتب ايه اللي جبته لها
قال أدهم بضيق : وفيها ايه ياماما لما اراضي مراتي
قالت مها بسخط : وهي متحاولش ترضيك ليه
قال بدفاع ; ومين قال إنها مش بتعمل كدة
قالت مها بحدة : تصرفاتها.....
التوت شفتيها وهي تكمل : ال وانا اللي فاكرة انك هتعاقبها علي انها كل شويه تسيب البيت الاقيك مرجعها لا وكمان فاتح ليها مكتب.... اهي عرفت ازاي تأثر عليك وانت ماشاء الله عليك مش بتاخد في ايدها غلوة.. جريت وراها ونفذت طلباتها
احتقن وجهه أدهم بالغضب ليقول بانفعال :ماما لو سمحتي بلاش تلميحات
ملهاش داعي... حقها تشتغل
غزل بتحبني وبتحاول تسعدني وانا بحبها وحقها أسعدها ولو عاوزة تشتغل فده كمان حقها
لوت مها شفتيها بعدم رضي : دلوقتي بقي حقها
قام أدهم من مقعده قائلا بحزم ; اه حقها ياأمي .... واللي بتقوليه مفيش ،منه داعي
نظرت له مها باستنكار قائلة : براحتك .... بس لو بتحبك زي مابتقول مش كل شويه تقولك طلقني
احتقن وجهه بالغضب لينصرف بدون قول شئ بينما نظرت غزل بغيظ الي مها التي كانت توليها ظهرها وقد استمعت لحديثهم...... فتلك المرأه لا تتوقف عن أشعال الفتنه بينها وبين زوجها منذ أن أتت للعيش، معهم بعد اصرار أدهم علي ذلك بعد وفاه ابيه... تنهدت وهي تتذكر سليم الذي كان دوما يساندها ويقف بصفها عكس مها تمام.....!
أحبت دفاعه عنها وكرهت تدخل تلك المرأه بحياتهما....! لذا أخبرت اروي عن أفعال امها
قالت مها بحدة لاروي التي انتفضت من نبره امها ; هي اشتكت لك
قالت اروي بدفاع : ولا اشتكت ولا حاجة ياماما..... انا بس بقول
قاطعتها مها بغضب : متقوليش
قالت اروي بهدوء لامتصاص عصبيه امها :ليه بس ياماما
قالت مها بغضب : عشان انتي دايما بتدافعي عنها ومش عارفه انها بتستغل اخوكي
قالت اروي باستنكار : بتستغله ايه بس ياماما ...... وبعدين اخويا جوزها وابو ولادها هتستغله في ايه بقي
... ايه يعني فاتح ليها مكتب تشتغل فيه بدل ماتشتغل عند حد غريب
....ولو زي مابتقولي بتستغله طيب ماتطلب منه فلوس ومجوهرات بدل شغل
لوت مها شفتيها بسخط : وهو يعني مقصر ماهو كاتب ليها شئ وشويات..... كفايه فيلا الساحل والمعارض اللي كاتبها باسمها
ده طبعا غير العيشه الي مكانتش تحلم بيها
قالت اروي بعتاب : ليه بس ياماما اتغيرتي عليها ما كنتوا كويسين
قالت مها بتأنيب : كنت فاكرها بتحبه
: ماهي بتحبه
هزت مها راسها ; لا طبعا.... دي دايما منكدة عليه بدل ما تحاول تسعده و تشكر ربنا علي اللي بيعمله معها
: ياماما ياحبيتي اي اتنين بتحصل بينهم مشاكل وبعدين أدهم عصبي وغيور بزياده
قالت مها بدفاع : ماهو سابها تدرس زي ماكانت عاوزة..... يعمل ايه اكتر من كدة ماتاخد بالها من بيتها وأولادها طالما خلصت دراسه
قالت اروي بدفاع : ماهي بتعمل كدة.... بس لو حابه تشتغل ايه المانع
تنهدت مها بغيظ: ولا مانع ولا زفت انا مالي اصلا بوجع الدماغ ده..... تعمل اللي تعمله مش اخوكي راضي براحته
انا مش هتدخل....!
هل توقفت... ؟! ... ربما قليلا ولكن بين الحين والاخر تلقي بكلمه لادهم لاشعال غضبه وهو يدافع عنها وأحيانا يتشاجر معها ليمر عام علي تلك الأحداث ..... به يحاول أدهم ويجاهد الا تحدث مشكله اخري بينهما ويرضيها بكافة الطرق منذ ذلك الوقت.....!
عام مضي وهي تحارب للاحتفاظ بحقوقها التي اقتنصتها من تملكه وغيرته الزائده...... بعد استسلام لهذا التملك الذي دام لسنوات من وجهه نظرها..... سنوات كان يري انه يحبها ولايريد اي شئ يشاركه بها... سنوات ازدهر حبه لها وازداد بينما تركز في فكرها انها سنوات سجنه لها بالرغم من حبه...!
عوده للوقت الحالي....!
ابتسمت بثقه وهي تدخل الي مكتبها الانيق بعدما اوصلت سليم الي مدرسته وسيلا الي حضانتها النهاريه واتجهت الي عملها الذي تجاهد لان تحفر اسمها به.... دخلت اليها سلمي صديقتها اليها بسعاده ;صباح الفل
ابتسمت لها : صباح الخير
: عندي خبر بمليون جنيه
نظرت لها غزل بلهفه : ايه...؟
: الباشمهندس ايمن وصل لاتفاق بينا وبين شركة العيسوي عشان نصمم الكومباوند الجديد بتاعهم
ايتعت عيناها بعدم تصديق ; بتتكلمي جد
اومات سلمي بسعاده ; طبعا..... عجبهم جدا اخر تصميم لينا وعاوزين يشوفوا تخيل مبدئي ولو عجبهم هيمضوا العقود
قالت غزل بلهمفه : احنا نعمل اجتماع حالا ونبدأ نحط تصورات
قالت سلمي : حاضر فورا
دارت بمقعدها بسعاده فهاهي فرصه عمل لكونها مهندسة مجتهدة وليس لأنها زوجه أدهم زهران...!!
...........
رفع أدهم عيناه من امام شاشه حاسوبه حينما دخل اسامه الي مكتبه قائلا بدهشه : انت لسه بتشتغل ياادهم... انت مش قولت هنرجع القاهرة النهارده
اومأ أدهم قائلا : اه بس كنت براجع كام حاجة قبل ما نسافر
: طيب ما تراجع بكرة الوقت اتأخر ولا حاجة مستعجله
هز أدهم كتفه : لا مش مستعجله بس ماهو انا كدة كدة مستني شريف
عقد اسامه حاجبيه بتساؤل : خير في حاجة.؟
ابتسم أدهم وهو يرجع ظهره للخلف : لا خير اطمن.. هو بس بيستلم عربيه غزل من الجمرك... عاوز اعملها مفاجأه لما ارجع
اتسعت ابتسامه اسامه ليقول مشاكسا : مش بتنسي ابدا.... ست سنين ولسه احدث موديل في مصر من نصيب غزل
ضحك أدهم وهز راسه قائلا : طول ماانا عايش مش هنسي اي حاجة بتفرحها....
وحتي لما اموت يااسامه تفضل احدث عربيه توصل البلد تكون بتاعتها
قال اسامه وهو يهز راسه : بعد الشر عليك ربنا يخليك ليها وتجيبلها انت كل سنه وتجيب لولادك ان شاء
ابتسم أدهم برضي قائلا : ان شاء الله
في تلك اللحظة طرق شريف الغازولي أحدي العاملين مع أدهم الباب ليدخل بابتسامه قائلا : مساء الخير ياادهم بيه
: مساء النور يا شريف... حمد الله علي السلامه
قال وهو يخرج احد المفاتيح من جيبه : الله يسلمك.... اتفضل مفتاح العربيه .... والأوراق في التابلوة
اومأ أدهم وهو يأخذ المفتاح : متشكر ياشريف
انصرف شريف ليعتدل أدهم واقفا ويتناول سترته يرتديها قائلا : كدة الواحد يروح يفاجئ مراته
ضحك اسامه قائلا وهو يتبعه الي الخارج ; انا ممكن اضحك علي اختك بشيكولاته وهتطير من الفرحه
غمز له أدهم : وماله... المهم تخليها تحس انك فاكرها
ابتسم اسامه لادهم الذي اصبح يعطيه النصائح ليكمل أدهم وهو يركب سيارته ; ابقي خد معاك كمان ورد بيجيب معاهم من الاخر
ضحك اسامه قائلا : بقينا خبره في الحب والمشاعر ياادهم
: هو في احلي من كدة
هز أسامه راسه واتجه الي سيارته قائلا : لا طبعا.... يلا اطلع وانا وراك
قاد أدهم سيارته بطريق العوده من الاسكندريه حيث بقي بضعه ايام لمتابعه افتتاح احدي معارضه الجديده.... امسك بهاتفه والذي كانت خلفيته صوره جميله لعائلته الصغيرة وقد جلست بحضنه نسخته الصغيرة سيلا ذات الثلاث سنوات والتي كانت ضحكتها الواسعه تنير وجهها الجميل بينما سليم ذو الخمس سنوات واقف بجواره بشموخ ابيه بينما كل ملامحه شابهت غزل التي كانت بجواره يحيطها بذراعه وعيناه تتطلع اليها بشغف وحب لم يقل يوما منذ أن رأها حتي اليوم.... تنهد باشتياق وسرح بتلك الصورة فقد غاب عنهم اسبوع ولكنه بالنسبه له عام فكم اشتاق اليهم وخاصه بالتاكيد غزالته..... ضغط علي رقمها بينما لمعت عيناه بالشغف ماان استمع لصوتها الناعس ...نمتي..؟
: اه.... انت لسه سهران لغايه دلوقتي ياادهم
قال بمكر : اه ياروحي عندي شغل كتير بس قولت اسمع صوتك
ابتسمت قائلة بدلال : وسمعته
:سمعته وياريتني ماسمعت
: ليه بقي.. ؟
: عشان اتجننت وخلاص مش قادر علي بعدك ... . وحشتيني اوي ياغزالتي ونفسي تكوني قدامي عشان اخدك في حضني
: وانت كمان
قال بعتاب : لو كنت واحشك كنتي جيتي معايا
قالت برقه لتتجنب عتابه علي انشغالها عنه : ياحبيبي ماانت عارف انه غصب عني... الولاد والشغل صعب اسيبهم
تنهد قائلا : ماشي ياغزالتي بس اعملي حسابك دي اخر مرة هسافر ولا اروح اي مكان من غيرك
ابتسمت قائلة : ماشي... انت راجع امتي. ؟
: كمان يومين
: خد بالك من نفسك
:ماشي ياروحي تصبحي علي خير...
:وانت من اهله
:خدي البوسه دي لغايه ماارجع اديهالك بنفسي
ابتسمت وهي تستمع لصوت قبلته.... القي الهاتف بجواره وزاد من سرعته فكم اشتاق اليها ويريد ان يطير ليري تأثير مفاجأه عودته مبكرا عما قال...
...... بينما وضعت غزل الهاتف بجوارها وتقلبت الي الجهه الاخري وهي تبتسم فكم تعشقه وهو بتلك الرومانسيه..... نعم ان تلك الرومانسيه والحب والدلال ليست بشئ جديد منه لها فهو دوما زوج محب لها وليس فقط محب عادي وإنما محب بجنون ولم يتغير بالرغم من مرور السنوات بل ازداد حبه لها ولكن طوال تلك السنوات وهذا الحب مقترن بقيود غيرته الهوجاء وهووسه بها...... انفلتت تنهيده من صدرها دون ارادتها حينما تذكرت مقدار تلك القيود التي كان يفرضها عليها ولم تتخلص منها الا حينما شعر انه سيفقدها.... نعم لقد وصلت لحافه الانهيار وبكثير من اللحظات كرهت حبه لها وشعرت بأنه يخنقها.... وحتي الان لا تصدق انه قد خفف من قيوده ومن نيران غيرته التي دوما ماكانت ماتحرق الأخضر واليابس بحياتهما...... وبعد تلك المشاجره الكبيرة التي وقعت بينهما منذ عام وهو حريص للغايه الا يعود لسابق عهده..... لقد فتح لها هذا المكتب هندسي الضخم وتركها تعمل ... تخرج كما تحب مع أصدقاءها وتذهب لأي مكان برفقه أولادها... لقد حصلت علي حريتها وكأنها كانت بالفعل مسجونه......ولكن بالنسبه لأدهم فلم يكن يفهم ان تلك هي فكرتها فقط عن حبه لها...!
..........
..
أوقف أدهم سيارته بمكانها ونزل متجه الي داخل المنزل الهاديء ليصعد الدرج ويتجه اولا الي غرفه امه التي تمكث معه بعد اصراره علي عدم بقاءها بمفردها بعد موت ابيه الذي زلزل حياته .... عقد حاجبيه بقلق حينما وجدها ماتزال مستيقظه : ماما انتي لسه صاحيه
التفتت له مها بلهفه قائلة : حمد الله على السلامة ياحبيبي
اقترب منها قائلا بابتسامه : الله يسلمك
نظر في ساعته الانيقه قائلا : سهرانه ليه لغايه دلوقتي
هزت كتفها قائلة : ابدا مش جايلي نوم عشان صاحيه متأخر
يعرف ان نومها لم يعد كالسابق وأنها تنام لوقت متأخر لذا قال بقلق :انتي تعبانه ولا حاجة ياأمي
هزت راسها قائلة بابتسامه هادئه :
لا ياحبيبي متقلقش.... وبعدين هو انا ورايا ايه اصحي له بدري...بنام كتير عشان اليوم يخلص
نظر الي امه بحنان وتأثر لتكمل وهي تربت علي يده : متشغلش بالك بيا انت راجع تعبان روح ارتاح
: هي غزل والولاد ناموا.. ؟
تنهدت قائلة : اه من بدري زي كل يوم
اومأ لها وهو يشعر بالذنب لأنها تقضي يومها وحدها وهو مشغول بعمله وزوجته مشغوله باطفالهم وعملها ليقول : حقك عليا انا عارف اني مقصر معاكي
هزت راسها بحنان : لا ياحبيبي ولا يهمك
ابتسم قائلا : طيب ايه رايك اروح اغير هدومي واصحي غزل نتعشي ونقعد نسهر شويه مع بعض كلنا
هزت مها راسها قائلة : لا ياحبيبي مفيش داعي....روح اوضتك نام انت اكيد تعبان طول اليوم
نظر اليها لتهز راسها : يلا تصبح علي خير
اومأ لها وقبل راسها قائلا بحنان ; وانتي من اهله
........
فتحت غزل عيونها بمفاجئه حينما شعرت بجسدها بين ذراعي أدهم الذي حملها حيث كانت نائمه بجوار ابنتهم سيلا
; أدهم بتعمل ايه يامجنون
خرج بها من الغرفه ومازال يحملها
: هكون بعمل ايه... هو انا مش قولتلك ياغزالتي مش بعرف انام من غيرك
ابتسمت بدلال وهي تقول : انت مش قولت راجع كمان يومين
داعب أنفها بانفه قائلا : مقدرتش ابعد عنك اكتر من كدة
ابتسمت برقه قائلة : ياسلام
اومأ لها : طبعا
وضعها برفق علي طرف الفراش لتعتدل جالسه وهي تقول : حمد الله علي السلامه ياحبيبي
قبل وجنتها قائلا : الله يسلمك.... مش،نايمه في اوضتنا ليه
هزت كتفها قائلة : اعمل ايه.... سيلا عيطت وعاوزاني انام جنبها
داعب ذقنها بيده قائلا : وبالنسبه لابو سيلا مش في حساباتك
ابتسمت له بدلال ; ابو سيلا مش هيعقل
هز راسه ومال ناحيتها هامسا امام شفتيها ; اعقل ازاي وانا مجنون بأم سيلا
قبل طرف شفتيها وسرعان ماكانت شفتيها تزحف الي شفتيها يقبلها بشغف قبله حاره مشتاقه اليها... بعد قليل ترك أسر شفتيها ليخرج لها مفتاح تلك السيارة من جيبه ويلوح لها به ليغمز لها ;احدث موديل..!
نظرت بعدم تصديق ; أدهم انت مش بتنسي ابدا
هز راسه لترتمي بحضنه قائلة بسعاده ;
حبيبي ربنا يخليك ليا.....
قبل راسها بحب : ويخليكي ليا
قالت بسعاده :بس بجد مالوش داعي ياادهم.... اصلا عربيتي مش بتكمل كام شهر
وبتغيرها ليا
داعب وجنتها بظهر بجه : ياروحي ولو كام يوم المهم تبقى مبسوطة
قالت بسعاده : مبسوطة اوي.... ربنا يخليك ليا
قبل راسها : ويخليكي ليا
ابتسمت ليقول : طيب انا هدخل اخذ شاور علي ما تخلي ام حسن تجهز العشا عشان نتعشي سوا
قالت بتعلثم ; اصل ياحبيبي انا اتعشيت مع الولاد
اومأ لها برفق بينما لمع الاحباط بعيناه لتقول سريعا ; هخليها تجهزلك العشا
هز راسه : لا متشغليش بالك
خلع جاكيته ودخل الي الحمام لتبتسم غزل وهي تتراجع الي الفراش الذي سرعان ماتوسدته وغلبها النعاس
توقفت يداه بالمنشفه التي يفرك بها شعره المبلل حينما خرج ووجدها قد نامت ليزم شفتيه باحباط وهو يتطلع بارجاء الغرفه التي لم تعد تعج بوجودها كالسابق بينما تسلل ذلك الروتين لحياتهما......
سحب علبه سجائر جديده من احدي الإدراج بجوار الفراش وخرج الي الشرفه ليفتحها بايدي متزمرة من تركها له بينما هو اشتاق لها حد الجنون .... ليتحدث نفسه بتذكر انها لم تنتظره ولم تعد تفعلها كالسابق..... حتي لم تهتم ان كان قد تناول الطعام ام لا......
أخرجت اصابعه احدي السجائر ولكنه تنهد وسرعان ماسحق العلبه باكملها بين يديه القويه والقاها بعيدا وعاد للداخل ليجلس بجوارها يتأمل ملامحها المحفورة بداخله وهو يبتسم ويلتمس لها الأعذار... فهي لا تتعمد اهماله ولكنها فقط لاتستطيع التوفيق بين كل مسؤوليتها
سرعان ماسيكبر أطفالهم وستعود طفلته اليه مجددا.....! مد ذراعه ليحمل رأسها برفق ويضعها فوق صدره بينما ارتشفت شفتاه قبله من جبينها الناعم قبل ان يغلق عيناه وينام....!