رواية عزيزة ( قبر فوزية ) الجزء الثانى الفصل الثانى بقلم محمود الامين
= بعد ما انت مشيت من المقابر.. التربي قلق من الجثث اللي جوه القبر، خصوصا ان اهاليهم من البلد.. ومعروفين انهم بيشتغلوا عند العمده
عشان كده، التربي راح وفتح التربه من تاني.. بس الصدمه انه مالقيش اي حد... ايوه يا عم بشندي.. حتى جثه مراتك مش موجوده
_ انت بتقول ايه يا شريف؟!.. جثة فوزيه هتكون راحت فين يعني؟
= مش عارف يا عم بشندي، طيب حتى لو كانت الجثه اتسرقت، جثث رجاله العمده راحت فين؟
_ انا ميهمنيش ده كله، يولع العمده برجالته.. انا عايز مراتي انا هروح للتربي وهشرب من دمه، هو اكيد عارف حاجه
= عم بشندي اهدى.. طيب انا هاجي معاك
_ لا يا شريف.. الوقت متاخر يبني، وانت لازم تخاف على المزرعه اللي انت بتحميها دي
= طيب يا عم بشندي بس متاخرش المره دي، انا بقلق عليك
= خلي بالك انت بس من المزرعه والمدرسه لحد ما اجي
...
لفيت الشال على وشي واتحركت، اكيد البلد مقلوبه عشان العمده مات، وانا مش عايز حد ياخد باله مني.. فضلت ماشي لحد ما وصلت الترب
رحت ناحيه قبر فوزيه.. بس مكنش في اي صوت خارج
ولسه همشي.. سمعت صوت فوزيه بتنادي عليا من جوه
« بشندي يا بشندي»
حسيت رجليا مش شايلاني، هو انا اللي سامعه ده بجد ولا انا مخي ضرب، قربت من باب القبر وحطيت ودني عليه
واتكلمت وقولت
« فوزيه انت بتندهي عليا يا فوزية»
..
مفيش صوت، مش سامع اي حاجه!.. قربت ودني من تاني من الباب ووقتها سمعت صرخه، بسببها اتقلبت على الارض، بعدها قومت واتعدلت، واتحركت على اوضه التربي المنيل ده، خبطت على الباب مره واتنين.. وفتح واول ما شافني اتكلم وقال
_ انا معرفش اي حاجه عن اختفاء جثه مراتك ده؟
= تعالى معايا افتحلي التربه.. اتحرك
_ دلوقتي؟!.. انت مجنون يا جدع انت؟.. الوقت متأخّر والميتين ليهم حرمه برده، وبصراحه كده انا جتتي مش خالصه
= وحياه امك، الميتين ليهم حرمه، وكانت فين حرمه الميتين دي لما دخلت عليهم ناس انجاس شبهك، عشان يقتلوني جوه التربه
_ انا قولتلك قبل كده، انا مقدرش اعصي امر للعمده، كان لازم اوافق والا كنت هتلاقيني في التربه
= وانت لو مجيتش فتحت التربه دلوقتي.. انا هخليك فعلا فيها، اتحرك قدامي بدل ما اقل بيك
...
اخد المفاتيح وهو عمال يبرطم بالكلام، ومشي معايا لحد ما وصلنا للتربة وقولتله
_ سمي الله بقى وافتح التربة
= يا بشندي يهديك ربنا.. بلاش الموضوع ده دلوقتي، طيب اقولك تعالى الصبح وافتحهالك
_ وانا بقوللك افتح التربه، بدل ما اخليه اخر يوم في حياتك
....
حط المفتاح في القفل وفتح التربه، خليته دخل هو الاول ودخلت وراه بالكشاف، ولقينا الجثث موجوده
بصيتله وقولتله
_ ملعوب جديد ده بقى ولا ايه؟
= ملعوب ايه بس والله انا مستغرب زيي زيك بالضبط!
_ يعني الجثث اختفت لوحدها، وظهرت لوحدها، انت هتجنني يا جدع انت؟
= انا اللي هتجنن وعقلي هيضرب زي عقلك كده بالظبط، انا بقالي 20 سنه في الشغلانه، عمري ما شوفت قبر زي قبر مراتك ده
...
وقتها سمعت صوت سرينه حكومه.. خرجنا بسرعه من التربه وهو قفل الباب.. وواضح من الطريق اللي هما ماشيين فيه، انهم رايحين ناحيه المدرسه، كملت رايحين يقبضوا عليا
التربي بصلي وقال
_ بقولك ايه؟.. جثة مراتك اهي موجوده جوه، تقدر بقى تسيبني في حالي كان يوم اسود يوم ما عرفتك وعرفت ان مراتك مدفونه هنا
انا راجع اوضتي، واياك تخبط عليا تاني
...
وسابني ومشي.. بصيت للتربة وغصب عني دموع نزلت
مكنتش متخيل ان بشندي الراجل الصعيدي هيجي عليه يوم ويبكي زي العيال الصغيره، لكن مكنتش قادر اتخيل ان فوزيه بتتعذب العذاب ده كله
صوت الصراخ اللي خارج من قبرها لسه مستمر وموقفش رغم اللي حصل يومها.. لكن اللي حصل المره دي خلاني فهمت كل حاجه، ولولا ستر ربنا كان زمان عمكم بشندي مدفون هو كمان
قومت من قدام قبرها.. وقولت ارجع تاني، وانا في الطريق لقيت الحكومة راجعة واول ما شافوني، قبضوا عليا
كنت عارف انهم هيتهموني بقتل العمدة والله اعلم رجاله العمده قالوا ايه عليا
وصلنا قسم الشرطة واترميت في الحجز، وعرفت ان تاني يوم هترحل على النيابه.. وعشان سني الكبير محدش في الحجز رزل عليا وسابوني اقعد في حالي.. دي اول مره في حياتي اتحبس
ويوم ما اتحبس تكون في حاجه انا معملتهاش، بس وقتها سالت نفسي هو مين ممكن يكون قتل العمده؟
ومن كتر التفكير.. نمت مكاني وشوفت حلم غريب، شوفت التربي بيفتح التربه وبينزل جواها.. وبيكشف وش الجثه وبيحط جوه بقها حاجه مش باينه.. ولما بيخرج عينيه بتكون سودا تماماً.. بعدها المشهد بيتبدل وبيرجع جوه التربة مرة تانيه وبشوف جثه مراتي اللي هي المفروض ميته بتقوم وتقعد ومن تحتها بتطلع تعابين.. انا عارفها كويس وشوفتها قبل كده
...
صحيت.. صحيت على ايد بتهزني واخدوني عشان يودوني النيابه، وهناك عرفت كلام يمخول النفوخ ويخلي العقل يشت
لما دخلوني لوكيل النيابة وبدا يحقق معايا
_ بشندي ما هي اقوالك في التهمة المنسوبه اليك؟
= عدم المؤاخذه يعني ايه؟
_ انت متهم بقتل العمده، وشهاده الشهود كلها بتاكد ان انت القاتل، عندك حاجه تقولها؟
= لا يا بيه انا مقتلتش حد.. انا كنت في الترب بقرا الفاتحه لمراتي، ورجعت على شغلي وزي اي حد.. عرفت خبر موت العمده
_ عندك شهود على كلامك ده يا بشندي؟
= ايوه يا بيه عندي... الواد شريف ابن الحاج فوزي حارس المزرعه اللي جنبي شافني لما جيت من بره
_ المزرعه اللي جنبك؟!... ازاي يا بشندي؟.. المزرعه اللي جنبك دي مهجوره ومفيش عليها حراس من الاصل
= ازاي يعني يا بيه؟... اومال شريف ابن الحاج فوزي ده مين؟
_ انا اللي بسالك يا بشندي؟
= لا يا بيه انا متاكد من كلامي
...
اكتب يا ابني يتم ضبط واحضار شريف فوزي حارس مزرعه الدجاج، الى النيابه للادلاء باقواله
..
وبعد شويه.. رجعوني تاني قدام وكيل النيابة اللي تكلم وقال
_ بشندي انت بتتعاطى حاجه؟
= مش فاهم يعني ايه يا بيه؟
_ قصدي يعني بتشرب حاجه ممنوعات يعني؟
= لا يا بيه انا اخري حجر المعسل.. ومش على طول كمان
_ اصلك انت استشهدت بشخص اسمه شريف فوزي، اللي المفروض كان حارس المدرسه من خمس سنين، بس اللي عرفناه ان شريف ده متوفي في حادثه من فتره كبيره، وانت بتقول انه شافك في وقت قتل العمده فقولي بقى، تيجي ازاي دي يا بشندي؟
= حضرتك بتقول ايه؟... لا لا اكيد في لبس في الموضوع، شريف مين اللي ميت من فتره؟... لا يا بيه شريف عايش.. ده كان بياجي ويقعد معايا ويحكيلى، وهو اللي عرفني حكايه عزيزه اللي قتلها الاستاذ حاتم في المدرسه، والاستاذ حاتم بقى اللي قتل العمده يا بيه
_ حاتم مين وعزيزه مين؟.. مش عارف ليه حاسك بتستعبط، بشندي هات من الاخر كده وقولي قتلت العمده ليه؟
= وانا بقولك يا بيه مقتلتش حد.. وشريف لسه عايش يا بيه ممتش
_ طيب يا باشندي انت حر بقى
...
اكتب يا ابني يتم تحويل المتهم للجنه للكشف على قواه العقليه والافاده بحالته
..
= يعني ايه يا بيه هتودوني فين؟
_ هنعرضك على لجنه عشان نعرف اذا كنت مجنون ولا لا؟
= طيب يا بيه انا هوريك رقمه.. وانه رانن عليا كمان
...
طلعت التليفون من جيبي.. وفتحت سجل المكالمات عشان اوريه لوكيل النيابه لكن...