رواية ظلمت لكونها انثي الفصل الثاني 2 بقلم عفاف شريف


رواية ظلمت لكونها انثي الفصل الثاني بقلم عفاف شريف 

بعض الجروح يصعب إن تُداوي 

الخذلان أحدها

أن تشعر أن ذاك السند مجرد شي ظاهري

ووقت الحاجه تسقط تلك الاقنعه متحوله الي فتات 

......................


........


في لمح البصر أصبحت فيروزه مطلقه وكذالك أرمله لمن لم يعلم خبر الطلاق

توفي عادل 

تلك السياره 

أودت بحياته 


.......................


إما هبه 

ظلت تتمشي بدون هوادة 

الى أن وصلت للمنزل 

فتحت بالمفتاح 

دخلت لتجد محمود يزرع الغرفه ذهابا وايابا يبدو على ملامحه غضبٌ شديد

وبمجرد أن لمح طيفها ركض إليها يمسك معصمها بقوه وهو يصرخ بغضب :كنتي فين يا هانم

إيه خلاص ملكيش راجل تخدي إذنه

ماشيه علي حل شعرك يا هان...

لم يكملها بسبب هبوط تلك الصفعه علي وجهه وهي تقول بكل قوه :لا عاش ولا كان 

هنا وكفايه فاكرني هسكتلك 

وما لم تتوقعه هي سرعته في رد الصفعه بإثنتين وهو يمسكها من حجابها ويكيل لها الضربات تحت نظرات أبنائِها الذين بدأُو بالصراخ والبكاء بصوت عالي وهذا ما شفع لها من وجهه نظرة 


القي بها أرض وهو يصرخ:لو خرجتي تاني من غير أذني هاخد العيال ومش هتعرفيلهم طريق

وهسيبك زي البيت الوقف 

قالها وخرج


تاركا إياها تضم اطفالها الباكيين 

وتعض أصابعها ندماً انها تزوجت حقير مثله 

.............


في أحد المناطق الراقيه 

باحدي الشقق 

يجلس رجل يحتسي القهوه ويقراء احدي الصحف 

ليقاطعه خروج زوجته حامله اطباق الفطور 

نظر لها بحب وهو يقول : أومال فين حبيبه 

ردت عليه بهدوء: بتجهز عشان تروح الدرس

وفي نفس الدقيقه

خرجت تلك المشاغبه حبيبه بابا

كما يلقبها

نظر لها وهي تركض إليه 

تقبله من وجنتيه وتقول: صباحك فل يا سيد الكل 

ضحك لها وهو يقول : صباحك ورد يا حبيبه بابا 

التفتت الي امها لتجدها تنظر لها عابسه

غمزت الي والدها وهي تقول :ايه ده القمر مكشر ليه 

شكلك غيران يا سحوره عشان انا بعاكس ابو حميد 

والتفتت الي والدها بدلال وهي تقول : شفت يا حماده سحوره غيرانه ازاي 

سحر بحزم :اي حماده دي يا بت 

في حد يكلم ابوه كده 

كادت حبيبه ان ترد 

لتجد والدها يقول :وماله يا سحر طالما بينا وبين بعض وده ميقللش من احترامي ابدا 

وثم هي اول مره 

اكمل مشاكسا :شكلك غيرانه فعلا 

غمز لحبيبه وتوجهه لسحر وهو يقول:انت الاصل والباقي تقليد 

حبيبه بضحك :قصدك ايه يا سي بابا اخلع انا

احمد بضحك : يا ريت 

ضحكت حبيبه وهي تقبل يد والدها وتردف :ماشي يا حج 

ادعيلي بقي 

وقبلت امها وهي تقول: سلام 

نادت سحر بسرعه :يا بت استني كلي 

هفطر مع صحابي ادعيلي 


تنهدت بتعب وهي تنطر لزوجها وتقول :خايفه الدلع الزيادة يبوظها 


امسك احمد يدها وهو يتوجهه الي احد الارائك وجلس معها وقال بهدوء : بصي يا سحر هقولك حاحه قررت اني هعملها مع عيالي من زمان 

قررت اربي صح يعني ادي حنان واهتمام وحب

وكل حاجه حلوه مع شويه شده وحزم 

اتعلمت اثق في بنتي واخدها صاحبه ليا 

  مش مجرد اب وبنته

وانتي كمان عملتي كده 

وايه كانت النتيجه 

أشار حيث صورة حبيبه علي الجدار 

ربينا بنت بمليون راجل 

بنت مستحيل تخون ثقتنا 

عارفه الصح من الغلط 

وعادي تغلط مين معصوم منه

الغلط مش إنك تغلط الغلط إنك تعيد الغلط 

او تكابر انه غلط اصلا 


وثم تعالي قوليلي 

لو بنتي مدلعتش في بيتي تتدلع فين 

انا الله اعلم هموت امتي 


بعيد الشر عنك :قالتها بسرعه 

يا ستي الموت علينا حق الكل هيموت 

مش حابب اموت وانا حرامها من حناني وحبي بحجه إلتربيه 

ربي بحب هتربي صح 


احتضنته بقوه حامده الله علي اختيارها له 

كزوج واب واخ وصديق 


لتستمع له يقول :لما حبيبه ترجع أجهزوا لازم نسافر ل محمد اخويا في اقرب وقت 

لازم اشوف فيروزه 

....................


مرت الايام وتوالت ايام العزا والجميع يلقي عليها نظرات حارقه غاضبه متهمه ناقمه 

قابلت ذلك برفضها التام ذهاب العزا 

لقد طلقها قبل وفاته وانتهي الأمر 

ليذهب كل من أمها ووالدها إن اراداو

وفعلوا

وقوبلوا بالجفاء والمعاملة الخشنه

يكاد يكونو طردو


وفي داخلها تثق أن الجميع ينتظر أي فرصه للنيل منها 

والانفجار بها 


...........

وفي صباح ثالث ايام العزاء 

تحركت فيروزه ببطي لوضع طعام الفطور علي الطاوله 

ليجلس الجميع في صمت ووجوم لتناول الطعام ف لكل منهم شغله الشغال

مدارس 

عمل 

ووسط السكون 

سمعت والدها يقول بهدوء موجهه حديثه لشقيقتها مروه : مروه دي اخر سنه ليكي وبعدين كفايه عليكي تعليم لحد كده 

تقعدي زي أختك فيروزه 

لحد ما يجيلك نصيبك 

وأكمل متهكمآ:يكش بس مترجعليش مطلقه زيها


نطقت مروه برفض :بس يا بابا انا عايزه اكمل تعليم واخش الجامعه

رفع رأسه بغضب وحده وهو يقول :مفيش تعيلم بعد ثانوي هتعملي ايه بالشهادة يعني 

الست ملهاش إلا بيت جوزها 

يبقي ملهاش لزمه فلوس علي الفاضي 

واهي عندك اختك قعدت بعد الثانويه 

ممتتش يعني 

انطلقت الاخري تلقي بكلماتها غير واعيه لشقيقتها: انا مليش دعوه بفيروزه هي حره مش مشكلتي انها ضعيفه ووافقت علي قرارك 

ولو علي فلوسي هشتغل واصرف علي نفسي 

مش من حق اي حد يحرمني اكمل تعليم 

كاد أن يوسعها ضربا 

لكن انتفض الجميع علي صوت دق الباب بعنف سيؤدي لكسره ان لم يفتح 

توجهت مروه سريعاً لفتح الباب 

تبعه دخول والده عادل( زينب )

وعيونها تقدح شرار

وهي تردف بغضب :قعدين تاكلو ولا كانكم عملتم حاجه

محمد بهدوء:في ايه يا ست زينب 

ايه الدخله دي 

طيب قولي سلام عليكم 

زينب بستهزاء:في يا اخويا أنكم قتلتو القتيل ومشيتو في جنازته


كادت امها ان ترد 

لكن قاطعتها فيروز وهي تردف:لو سمحتي يا طنط ملهوش لازمه الكلام ده 

ابنك و طلقني قبل ما يموت  

مش كفايه المرمطه الي كنتو عملنها فيا

أنا هاجي اخد حاجتي وهمشي

ويا دار ما دخلك شر


نظرت لها الأخره بسخريه وأصدرت حركه ممتعضه بشفتاها

وهي تقول ببرود: تبقي بتحلمي لو فكرة انك هتخدي قشايه من بيت ابني يا فيروزه 

بعينك 

وإلي هيقرب من البيت مش هيطلع منه علي رجليه 


انتفض محمد كمن لدغه عقرب وهو يقول :يعني إيه يا ست زينب هي بالطجه 

إحنا طلع عينا وطفحنا الدم عشان نجيب جهاز البت 

وفضلتو تتشرطو وادينا عشان نجهزها

إحنا هناخد حاجتنا وبس 


زينب بقوه :أنا قلت إلي عندي 

وإلي خلق الخلق إلي هيفكر بس مجرد تفكير يجي ياخد حاجه لشق بطنه

حنان بصراخ:إيه الجنان ده 

هي السرقه بقت عيني عينك 

يا شيخه اتقي الله انتي عندك بنات 

الدنيا دواره

هتقبلي حد يعمل كده في وحده من بنتك


اخرسي قطع لسانك 

قالتها زينب وهي تكمل:أنتي بتقارني بناتي ببنتك مش كفايه أنها نحس من يوم ما دخلت علينا 

ارض بور 

مجاش منها الخير ابدأ 


نظرت لها فيروزه بعجز وهي تردف:حقي وهاخده مهما حصل 

ولولا حرمه الميت كنت كشفت المستور صدقيني 


اتفضلو اطلعوا بره 


نظرت لها زينب بكره واندفعت للخارج بغضب وخلفها إبنتاها 

نظرت فيروزه لوالدها وهي تصرخ 

شفت يا بابا دول الي كنت عايزني ارجعلهم

شفت ده جزء صغير اوي من الي بشوفه كل يوم


قالتها وهي تترنح لتسقط بعدها 

وقد ارتطمت رأسها بالطاوله بقوه 

وضعت يدها بضعف علي رأسها وهي تشعر بسائل دافي يتدفق منها

واخر ما استمعت له صراخ امها 

يعقبه ضجه كبيرة 

وظهور طيف لحبيب قديم عاد من جديد 

الفصل الثالث من هنا

تعليقات



×