رواية صراع الذئاب الفصل الثامن والعشرون بقلم ولاء رفعت
ذهب إلي المنزل الريفي المعد لهما ... أنزلها ليفتح الباب بالمفتاح ... ثم حملها مرة أخري وأغلق الباب بقدمه
المنزل من الداخل كمعظم المنازل الريفيه الأوربية يتكون من طابقين الأول به ردهة ذات مساحة طولية ومطبخ مطل عليها وبالطابق الثاني غرف النوم والمرحاض وبالأعلي ماتسمي بالعلية أو السندرة
أتجه نحو الدرج الخشبي المزين بالورود ... وصل أمام الغرفه ليدفع الباب بكتفه وهي متشبثة به بخجل تجز ع شفتيها
الغرفة أكثر من رائعة مزينة بالشموع المضيئة وأوراق الورد ع الفراش بشكل قلب وبداخله ثياب مطوية لها وله قد وضعتهم السيدة قسمت لهما
أنزلها برفق وهي بين زراعيه
_ بعشقك ... همس يونس بها أمام شفتيها
_ بموت فيك يا فنان ... قالتها بإبتسامة مغناج جعلته ينهال ع شفتيها بعشق ... ويده تتداعب خصلات شعرها ليجذب تلك الزهرة وألقاها ع التخت وقام بفك ملاقط الشعر المنغرزة بخصلاتها يسحبها واحدة تلو الأخري لتنسدل خصلاتها ذات لون العسل الصافي مثل لون عينيها
أبتعدت بعدما أنقطع عنها الهواء فألتقطت أنفاسها وقالت :
عن إذنك هغير هدومي ... قالتها وهي تنحني نحو الفراش لتمسك بالثياب ... جذبها من خصرها ليلتصق ظهرها بصدره وقال وهو يهمس لدي عنقها وكتفها العاري :
متلبسيش حاجة
قالها وأخذ عنقها بين شفتيه بقبلات حانية
أنتفض جسدها من أثر قبلاته فألتفت لتصبح أمامه وقالت بخجل :
يونس
دفن وجهه ف عنقها وأكمل تقبيلها فقال بدون أن يتفوه :
أممم
كارين : أأ أ أنا مكسوفه أوي
أبتعد برأسه وهي مابين زراعيه قال :
أنا جوزك حبيبك ياروحي ... مكسوفه مني ؟؟
أومأت له وقالت : اه مكسوفه ... وكمان خايفة
ضمها إليه بحنان وهو يمسد ع ظهرها وقال :
متخافيش من أي حاجه طول ما أنا معاكي ... أنا عارف أي الي جواكي ... كان نفسك أخوكي يشاركك فرحتك صح
أجابته وهي تدفن وجهها ف صدره وقالت :
قصي مش أخويا وبس ده بالنسبه ليا الأب والأخ وبعتبره مسئول مني كأنه أبني
قال بمزاح وحزن مصتنع : لاء أنا كده هزعل وهاجيب ناس تزعل تعالو اشهدوا ياناس مراتي ف ليلة دخلتنا بتقولي أخويا كل حاجة ليا وأنا أبقي أي سد خانه يعني !!
قهقهت بدلال وقالت :
أنت بتغير ولا أي ؟؟
يونس: اه طبعا لأن أنا الي كل حاجه ليكي ... حبيبك ... قالها وقبلها ف جبهتها .. و جوزك ... ثم عينيها ... وأخوكي ... ثم وجنتها ... وأبوكي ... ثم وجنتها الأخري ... و إبنك ... ثم أنفها ... و عشيقك الي دايب ف هواكي وعاشق التراب الي بتمشي عليه ... قال الأخيرة ليرتشف رحيق شفتيها بنهم وهي بين زراعيه كقطعة الهلام التي تتراخي من قبلاته ولمسات أنامله ع زراعيها وكتفيها العاريين ... لتتسلل أنامله إلي سحاب ثوبها وأنزله ببطئ وهو يقبل كل إنش بوجهها ... مددها ع ظهرها ع الفراش وهو يحدق بعينيها بعشق ووله وأضواء الشموع تتراقص من حولهم تخلق لهم أجواء رومانسية لامثيل لها ... خلع سترته ورابطة عنقه ... ليجلس ع الأرض بركبتيه وأمسك بقدمها وخلع حذائها ووضعه جانبا ... أنحني بشفتيه لدي كاحلها وقام بتقبيله
_ بتعمل أي ياحبيبي ؟؟؟ ... تساءلت بإندهاش من مافعله للتو
رمقها بنظرات ثملة من العشق وقال : بعشقك بجنون ياكارين
حاوطت وجهه بكفيها وقالت :
أنا الي بحبك وبعشقك أوي يا يونس ومش عايزة أي حاجة تاني من الدنيا
يونس: يااااه عمري ماكنت أتصور إن هاحب وأعشق بالشكل ده أول ما شوفتك سجنتي قلبي وعقلي وقفلتي عليهم ... وكنت كل ماتبعدي عني بحس بالموت وروحي بتتسحب مني بالبطئ
كارين : بعد الشر عليك يا قلبي ... أنا عمري ما هابعد عنك تاني ولو خيروني مابين روحي وأنت هختارك أنت لأنك روحي
يونس: أنتي أميرتي وملكة قلبي وحياتي
كارين : وأنا ملكك ومابين إيديك يا حبيبي
وإن تفوهت بتلك الكلمات لتشعل بداخله عشقا جامح ... ليأخذها معه ف مملكة فوق السحاب يذيقها الحب بكل أنواعه ... يجعلها تسبح ف بحور عشقه متلاحمة قلوبهم وأرواحهم كأجسادهم المتناغمه ع ألحان العشق الوردي .
************************************************
_ مر يومان بدون أن يتحدثان مع بعضهما ... كل منهما يمكث بغرفته متجنبا الأخر ... خرج من الغرفة وهو يشعر بالجوع ... ذهب إلي المطبخ ليجد إنها قد تركت بعض الطعام فقام بتناول ملعقة منه متلذذا بإستمتاع .. بحث عن خبز ليجد رغيفا مازال طازجا بداخل كيس بلاستيكي أخذه ليتناول الطعام بنهم
وهي بالداخل سمعت صوت في المطبخ ... خرجت بدون إصدار صوت لتجده يلتهم الطعام ولايلاحظ وجودها إبتسمت رغما عنها... لكن تلاشت إبتسامتها حينما رأها فترك الخبز بتأفف وقال :
الحمدلله
غسل يده ليعود إلي غرفته صافقا الباب بقوة وكأن ليس لها وجود
زفرت بحنق وقالت من بين أسنانها : هو أنا هافضل ع الحال ده لأمتي !! مابدهاش بقي والله لأنكد عليك زي ما أنت حارق دمي
قالتها خديجة وطرقت ع باب غرفته بعنف ... فصاح من الداخل :
عايزة أي ؟
خديجة : أفتح عايزه أتكلم معاك
أجابها ببرود : وأنا مش عايز
ضيقت عينيها وقالت بصوت يكاد مسموعا : أنا هخليك تفتح غصب عنك
فأردفت بصوت مرتفع وبنبرة إستفزازية : هتفتح يا آدم ومش بمزاجكك لإما هلم حاجتي وهسيبلك الشاليه وهارجع ع بيت أبويا الله يرحمه
قالتها وإبتسمت بإنتصار عندما سمعت صوت خطواته من الداخل ... فتح الباب بغضب فكادت تبتعد ليجذبها من يدها وقال :
عيدي الي قولتيه كده تاني
قالها مشيرا إليها بيده بالتكرار
رفعت إحدي حاجبيها بقوة وتحدي قالت : زي ماسمعت بالظبط
آدم : شايفه الباب الي هناك ده ... أشار نحو باب المنزل ... رجلك لو خطت بره مش هقولك ع الي هاعمله فيكي ساعتها لأن أنا جبت أخري معاكي
سحبت يدها من قبضته وصاحت به :
ماهي دي مبقتش عيشه أنت مش متجوزني عشان تحرق ف دمي يا إما تعتبرني خيال ف البيت وعمال تهددني فاكرني هخاف منك يعني ... وأنت لو جبت أخرك معايا ... أنا بقي خلاص فاض بيا منك ومبقتش مستحمله
تصاعدت أنفاسه ليضرب الحائط المجاوره لها بقبضته فأرتعبت ولم تظهر ذلك
أغمض عينيه وهو يهدأ من ثورة غضبه وقال : أعملي حسابك من النجمه هاتكوني جاهزة عشان هانروح ع شقتنا ... خلاص؟؟
أجابته بتهكم : أصدك السجن الي مجهزه لي ... وأنا مش هاروح ع الشقة أنا هاروح أعيش ف القصر
صاح بحزم وصرامه : وأنا بقول لاء ... وأظن ده كان شرطي وقت ما تقدمتلك ولا نسيتي؟
صاحت بغضب :
وأنا والله العظيم ما رايحه معاك ع الشقه دي ولو مش عجبك كل واحد يروح لحاله
أسكتها بصفعة قويه ... تسمرت ف مكانها تضع يدها ع آثر الصفعه ... عاد إلي غرفته ليأخذ هاتفه وغادر المنزل هربا من ما فعله للتو .
أنتابتها حالة بكاء هستيري لتقذف كل ما يقابلها من تحف ومقاعد حتي لم تتحمل ساقيها الوقوف فجلست ع الأرض تضم ركبتيها إلي صدرها وتستند بجبهتها فوقهما وهي تردد : يارب .. يارب .. ألهمني الصبر يارب
******************************************
_ في منزل عائلة عادل ...
تتسحب ع أطراف أناملها بدون أن تصدر صوت ... تمسك بحقيبة صغيرة وضعت بها كل مايلزمها وبعض الثياب ومشغولاتها الذهبية ... فتحت باب المنزل بهدوء ثم غادرت مسرعه بدون أن تغلقه حتي لا يصدر صوتا وتستيقظ تلك الحيزبون عديلة التي كانت تغط ف النوم حينها ...
أستقلت (توكتوك ) من أمام البناء وقالت : أطلع ياسطا ع محطة المترو بسرعه
وصلت إلي محطة القطار وأعطت للسائق الأجرة ونزلت مسرعة إلي الداخل ... قامت بشراء تذكرة لتعبر الماكينة وهي تتلفت من حولها خشية أن يراها أحدا من أهل الحارة وخاصة معارف علاء أو علاء نفسه الذي كان مسافرا حينها إلي العمل ف شرم الشيخ وفاتن كانت تمكث مع خالتها المطلقة كما أمرتها والدتها رغما عنها
أنتظرت القطار الذي يذهب إلي إتجاه مدينة حلوان فولجت إلي الداخل ... وجلست ع إحدي المقاعد الشاغرة ... أخرجت هاتفها لتهاتف جدتها التي تقطن بإحدي الأحياء الشعبية بالمعصرة ...
رحمة : الو ياتيتا
الجدة : مين معايا؟
رحمة : أنا رحمة ياتيتا
الجدة : أهلا يابنتي وحشتيني .. أخيرا أفتكرتي إن ليكي جده تسألي عليها
رحمة : متزعليش مني ... أنا جايلك هاقعد معاكي عندك ف المعصرة
الجدة :بس أنا مش ف المعصرة أنا سافرت بقالي 3 شهور وقاعدة ف البلد ... ما هو لو كنتو بتسألو أنتي وامك وأخوكي كنتو هاتعرفو
زفرت بسأم فقالت : حقك عليا ياتيتا ... أنا هابقي أسأل عليكي
الجدة : لما نشوف ... أنتي كنتي جايه لي ليه ؟
أبتسمت بتهكم وقالت : كنت جاية أطمن عليكي متشغليش بالك ... عايزة حاجة ؟
الجدة : تسلمي يا حبيبتي ... ابقي قولي لأمك تسأل عليا
رحمة : حاضر إن شاء الله .. مع السلامة ... أغلقت المكالمة لتشعر وكأن الدنيا تقبض ع نحرها .... فلا ملجأ لها سوي شخص واحد
أخرجت من حقيبتها البطاقة الورقية التي أعطاها لها لتهاتفه
رحمة : الو أزيك يا أستاذ إيهاب أنا رحمة ...
*****************************************
رن جرس المنزل ... فنهضت لتري من بالخارج وهي تمسح عبراتها تناولت إسدال الصلاه لترتديه بسرعه وفتحت الباب
_ مساء الخير ع الحلويين ... قالتها حياه
خديجة : مساء النور ... أتفضلي
حياه : ميرسي يا ديجا أنا لاقيتك مش بتخرجي قولت أطمن عليكي وجيبالك معايا حاجه كده من عمايل إيديا يارب تعجبك ...
أعطتها طبق مغلف بورق الألومنيوم
أردفت : دي كنافة بالمانجا بس بتكاتي الخاصة كوليها وهتدعيلي
خديجة : ميرسي يا أم آسر تسلم إيدك
حياة : أي أم آسر دي! قوليلي ياتوتا ده دلعي المفضل والي بحب الكل يناديني بيه
وقعت عينيها ع الردهة المقلوب بها الأشياء رأسا ع عقب ... فأندفعت إلي الداخل وأردفت : أي ده ؟
قالت خديجة بتوتر :
دد ده كان فار دخل الشاليه وقعدت أجري وراه و....
قاطعتها حياه وهي محدقه بوجهها وقالت :
أنا آسفه ع تدخلي بس ممكن تعتبريني زي أختك وتفضفضيلي ... جوزك الي عمل كده ؟
أشارت إلي آثار أنامله ع وجنتها
خديجة بخجل قالت :
معلش يا مدام حياه ... دي حاجه خاصة مابيني وبين جوزي
شعرت بالإحراج وقالت :
سوري ... أنا كان أصدي أخفف عنك . عن إذنك
قالتها وغادرت ع الفور
أغلقت خديجة الباب لتعود إلي غرفتها وفجاءة أنقطع التيار الكهربائي فشعرت بقليل من الخوف يتسلل إليها ... أخذت تقرأ المعوذات الثلاث وبعض الأدعية ... تذكرت هاتفها... سارت نحو التخت بحذر حتي لاتتعثر ف شئ فوجدته لكن فارغ الشحن ... تنهدت بضيق فقالت :
أنا هاخرج أستناه أدام الشاليه عقبال مايجي
_ وفي منزل حياة عادت لتجد شقيقها ف إنتظارها وقال :
كنتي فين إبنك صدعلي دماغي لحد ما نام
لم تجيب عليه حيث كانت شارده
صاح ف وجهها وقال : حياااااه
أنتبهت له وقالت : بتزعئ ليه ما أنا أدامك أهو
آسر : بكلمك وأنتي متنحه للهوا .. روحتي فين ؟؟
حياه : فاكر البنت العروسة الي عرفتك عليها من يومين
خفق قلبه ... فكثيرا كان يخرج إلي الشاطئ ليراها ويقترب من منزلها ليتأكد من وجودها أم عادو إلي القاهرة
قال بإهتمام وإنصات : خير مالها ؟؟
حياه : كنت عندها بطمن عليها لاقيت الدنيا مقلوبة عندها ف الشاليه وشه محمر وعليه علامات صوابع ع الأغلب جوزها ضربها وشكله متخانق معاها
جز ع فكه وقبضته وقال باللهفه :
وهي عامله أي دلوقت ؟
حياه بتعجب من إهتمامه المبالغ فيه قالت :
وعايز تعرف ليه !!
زفر بحنق وقال : مش سيادتك بتحكيلي وأنا بسمع لك !! بطلي ذكاء
حياه : هي كويسه بس يا حرام صعبانه عليا شكلها كانت مقهوره من العياط
تركها آسر وبدون أن يتفوه غادر ع الفور ... ليزداد إندهاش شقيقته وقالت : وده رايح ع فين ؟
أستيقظ الصغير وقال مناديا : خالوووو يا خالوووو
*********************************************
_ بداخل القلعة التي شيدها نيكلاوس بالقرب من سلاسل جبال ستانوفوي بروسيا حيث الطقس المعتدل الذي يبعد عن الثلوج والصقيع ...
يقيم كلاوس حفل بمناسبة الصفقة التي أتممها مع القيصر ... بداخل ساحة شاسعة مخصصة للحفلات ... فالقلعة مبنية ع طراز قلاع القرون الوسطي حيث يحيطها حصن منيع يقف بأعلاه ومن حوله العديد من الحراس يحمل كل منهم سلاحا آليا وأعينهم ثاقبة كالصقر ... بينما بالداخل الكثير من الأروقه تؤدي إلي الغرف ومثلها الطابق الثاني والثالث وهناك مصاعد كهربائية ... وفي الطابق الثالث تقع الغرفة التي يمكث بها قصي وصبا ... أرتدت ثوبا من الحرير الأسود مرصع بالكريستال الذهبي به سحاب بطول الظهر حاولت إغلاقه فلم تستطيع فعلها وكان هو يرتدي قميصه الأسود ويغلق أزرار معصميه ... لاحظ محاولتها ف إغلاق السحاب فأقترب منها وقال :
أستني هقفلهالك
قالت بخجل : لا لا .. أنا هاعرف
قالتها وكأنه لم يستمع إليها لتجده أمسك بيديها ووضعهما ع صدره محدقا ف عينيها قائلا :
أنا هقفلك سوسته الفستان وأنتي أقفلي لي زراير القميص وأربطلي الكرافت ...
أبتعدت عنه وقالت : شكرا ... مش عايزة أنا أفتكرت حبل التقفيل جيباه معايا ... قالتها لتخرج من حقيبة ثيابها حبل بنهايته مشبك يمسك بالسحاب ثم تسحب الحبل لأعلي لينغلق السحاب تماما
رمقها بحنق فكلما يقترب منها تبتعد عنه لكن أمام كلاوس وسيلينا تتصنع الرومانسية والحب معه ...
رفعت ساقها فوق المقعد ورفعت الثوب إلي منتصف فخذها لترتدي جوربا شفافا باللون جسدها البض المرمري ... تري نظراته المحدقه بها من طرف عينيها وهو يكمل إغلاق أزرار قميصه بعدم إهتمام تاركا أول ثلاثة مفتوحه ثم وضع رابطة العنق متدليه حول رقبته بدون أن يعقدها وأرتدي سترته وقال :
يلا عشان أتأخرنا عليهم
ألقت نظرة ع مظهرها المهندم وشعرها التي صففته ع هيئة جديلة فرنسيه ويحاوط وجهها خصلات متدلية ... وضعت أحمر شفاه باللون القرمزي ..وقالت :
يلا أنا جاهزة
رمقته بصدمة وقالت : أي ده أنت نازل كده !!
أجابها قائلا: اه هنزل كده ... وبعدين تعالي إي الي أنت حطاه ع شفايفك ده !
أقتربت منه وهمست بجوار أذنه وقالت بسخرية :
ده إسمه روج يا روحي ... عن إذنك قالتها وأسرعت بالمغادرة قبل أن يلحق بها ... زفر بغضب وجز ع فكه وهو يكور قبضته قال بتوعد :
ماشي يا صبا ... إستحملي بقي أنتي الي جبتيه لنفسك
خرج من الغرفه فوجد سيلينا التي تصنعت المصادفه تخرج من الغرفة المجاورة
_ أوه ... ألم تنزل بعد إلي الحفل ؟؟ قالتها سيلينا
قصي : ماذا تري عينياكي الآن !!
أقتربت منه للغايه فقالت :
وأين هي زوجتك ؟؟
قصي : سبقتني إلي الحفل
جذبت رابطة عنقه وقالت : هل تسمح لي بإغلاق إزرار قميصك وأعقد لك هذه ... قالتها وهي تضع يدها ع صدره والأخري تمسك بها الرباطة
إبتسم بمكر وقال : تفضلي إذن
حدقت بعينيه وهي ترمقه بنظرات إغراء ... تغلق له إزرار قميصه العليا وهي تتعمد ملامسه صدره المتصلب بأناملها ... أمسكت رباطة العنق وقامت بعقدها ثم وضعتها حول تلابيب قميصه بشكل أنيق ... أخذت لمساتها ترتفع من عنقه إلي عظام فكه وهي تقترب بأنفاسها تريد تقبيله برغبة جامحه ... قبض ع يديها وأنزلها وقال بنبرة تحذير :
إياك وتكررها مرة أخري
أبتلعت ريقها بتوتر وقالت : أتهددني!!
رمقها بنظرات حاده وقال :
إني أحذرك
لكزته بكتفها ف كتفه وقالت :
كما تريد ياقيصر ... فأنت الخاسر
.... قالتها وتركته لتولج إلي المصعد لتهبط إلي الحفل .
********************************************
_ وقفت تنتظره بالأسفل وسط الكثير من الحاضرين ... ليأتي نحوها كلاوس يمسك بكأس من الخمر يرتشف منه فقال بالإنجليزية :
( الحوار مترجم )
لما تقف سيدتي الجميلة بمفردها ؟؟
أبتسمت له مجاملة وقالت :
أنتظر زوجي
رمقها بتفحص وقال :
ما أجمل اللون الأسود ع بشرتك
توترت كثيرا فقالت :
شكرا
ترك كأسه ع الطاولة المجاورة له ومد يده إليها وقال :
هل تسمحين لي بهذه الرقصة عزيرتي ؟
نظرت بإندهاش وقالت : عفوا أنا لم .....
لم تكمل جملتها حيث جذبها من يديها إلي ساحة الرقص ... لتبدأ الموسيقي الروسية الهادئة وتنخفض الإضاءة وتتسلط بقعة من الضوء عليهما ... حاوط خصرها بيديه بعدما وضع يديها فوق كتفه كلما تهم بالإبتعاد قدميها لم تتحرك حيث كلاوس ذو عينان حادتين نظراتهما مرعبة تجعلك تذعن لأوامره بدون تفكير ...
أخذ يراقصها كالفراشة بين يديه وهي كالمنومة مغناطيسيا لاتشعر بما حولها
وصل إلي الحفل يبحث عنها ...
_ هي محلقة بين يديه الآن بساحة الرقص .... قالتها سيلينا بنظرات إنتصار وشماته فهي تعلم مدي غيرته الشديدة ع زوجته .... وف طريقه إليهم وقف أمامه النادل الذي يوزع الخمر فألقي قصي الصينية بغضب لتقع الكؤوس ع الأرض وتتحطم ... وصل إلي الساحة وحينها توقفت الموسيقي وأنتهت الرقصة ... صفق الجميع لهما ... لتعود إلي إدراكها لتقع عينيها ف عينيه التي تحولت من لون الزيتون إلي ظلام الليل الحالك ... أرتجف قلبها من الخوف فتلك الليلة لاتمر بسلام
_ هياي يا رجل أين كنت كل هذا الوقت ... كيف تترك ذلك القمر بمفرده !!... قالها كلاوس الذي بدأ يثمل
أجابه قصي من بين أسنانه :
كلاوس ... الزم حدودك وإلا سأجعلك تندم ع ما فعلته للتو
أبتسم بخبث وقال :
أتقصد عندما رقصت مع زوجتك !!
لم يتحمل كلماته وقام بتوجيه لكمة قويه أوقعته أرضا ... ركض الحراس نحو قصي لينقضو عليه فأوقفهم كلاوس بإشارة من يده وقال :
أتركوه إنه صديقي إيها الأغبياء
نهض وهو يمسح دماء فمه فأردف : يالك من رجل حاد الطباع فأنا كنت أمازحك
قصي بنبرة غضب هادر :
إنك تعلم لا أحب المزاح ف هذه الأمور
كلاوس : حسنا .. حسنا أنسي الأمر
قصي : بل أنت أنسي أي صفقات أخري بيننا
كلاوس : ماذا تعني ؟!
قصي : أعني لاتعامل لك معي من الآن
قالها ليتجه نحو صبا وجذبها من يدها مغادرا القاعه وولج إلي المصعد
_ لماذا فعلت ذلك ؟؟ ... قالتها سيلينا
كلاوس: كنت أتسلي قليلا وأجعله يشعر بما كنت أشعر به .. قالها مبتسما بمكر
رمقته سيلينا بإزدراء وتركته وهي تتمتم : غبي
_ وصل إلي الغرفة ومازال قابضا ع يدها فدفعها إلي الداخل وقال :
حضري الشنط عشان مسافرين حالا
أقتربت منه بحذر وقالت : الي شوفته تحت كان غ.....
صاح بغضب وهو يكبت جموح نيرانه التي لو أطلقها عليها لتحرقها :
مش عايز أسمع ولا كلمة ...وياريت مسمعش صوتك ده خالص
أندفعت نحوه لترتمي ع صدره تبكي وقالت بإعتذار :
حقك عليا ... أنا آسفه
أبعدها بهدوء عن صدره وقال : أنا مستني برة لما تخلصي إندهيلي .. قالها وهو يتناول سيجارته ويشعلها بالقداحة ثم غادر الغرفة ينتظرها بالخارج ...
خرجت سيلينا من المصعد متجهه نحو غرفتها وهي تنظر إلي قصي الذي لايعيرها إي إهتمام ...
كادت تولج إلي غرفتها لتتراجع مرة أخري وذهبت إليه بخطي هادئة ....
_ هل ستسافر الليلة ؟؟ ... قالتها سيلينا
أومأ لها وهو يزفر دخان سيجارته ...
_ وهل ما قلته بالأسفل صحيح ؟؟
أجابها وقال : نعم
أقتربت منه وقالت : إذن إسمح لي بتوديعك
قالتها فأنتبهت إلي صوت فتح الباب ... ليفاجاءها قصي بجذبها إليه وألتقم شفتيها بقبلة عنيفة يعلم إنها ستراه ... تعمد ذلك عن قصد حتي يجعلها تحترق من الداخل
وهي عندما خرجت تسمرت وعينيها متسعه بصدمه من رؤيته وهو يقبل غيرها ... لتعود إلي الغرفة تتعالي شهقاتها لتذرف عينيها عبرات قلبها الذي لم يتحمل رؤيته مع غيرها .
**********************************************
_ جيالك يا حبيبي ... قالتها حياه وذهبت لتطمأن ع إبنها
_ وفي الخارج ... خشيت الوقوف أمام المنزل بمفردها فذهبت إلي الشاطئ وهي تعقد ساعديها لتستمد الدفء قليلا ... وصلت إلي الشاطئ فجلست أمام البحر تشكو إلي الله حالها داعية بهدايته ... بدأت نسمات الهواء بالبرودة خاصة إنها نهاية موسم الصيف لتعلن عن بدأ فصل الخريف ...شعرت بالبرد فقررت العودة إلي المنزل وهي تدعو إن يكون التيار قد عاد ... سارت بخطي سريعة نحو المنزل ... وجدت الباب مفتوحا فتذكرت إنها لم توصده جيدا ... قالت : بسم الله ... وولجت إلي الداخل وهي لم تري شيئا من الظلام
أنتبهت إلي صوت يأتي من إحدي الغرف بالمنزل فشهقت بذعر ... حسبت إنه قد عاد ... ذهبت نحو مصدر الصوت وقالت :
آدم ... يا آدم ... أنت جيت ؟؟
لارد ... فأرتجفت بخوف تخشي أن يكون لصا ... ركضت نحو باب المنزل فأصتدمت بأحدهم ف طريقها وكادت تصرخ
_ متخافيش ده أنا .... قالها آسر وهو يمسك بيدها ووضع يده الأخري ع فمها
فتركها ليمسك بهاتفه وقام بتشغيل تطبيق الإضاءة
أبتعدت وقالت : آسر !!! بتعمل أي هنا ؟؟!!! وإزاي دخلت !!
آسر : آسف إن دخلت من غير أستآذان بس كنت ماشي من أدام الشاليه لاقيت الباب مفتوح والدنيا ضلمه
صاحت بسخرية : وأنا بقي هاصدق الي حضرتك بتقولو ده ؟؟ أتفضل أطلع بره لو سمحت
عاد التيار فقال : بصراحة أنا كنت عايز أطمن عليكي بأي شكل ... خصوصا لما حكتلي حياه عن الي شافته
تنهدت بفراغ صبرها وقالت :
عايزين مني أي !! بتدخلو ف حياتي ليه !!
_ أقترب من المنزل يحمل باقة أزهار ليقدمها إعتذار لها ... فلم يتحمل نظراتها عندما صفعها ... وقرر أن يعتذر إليها بطريقة رومانسية ... أرتسمت البسمة ع ثغره عندما وصل أمام المنزل لتتحول إبتسامته إلي وجوم عندما رأي الباب مفتوحا ويأتي صوت من الداخل يعلم جيدا صاحبه
_ في الداخل ....
_ عشان بحبك يا خديجة ... من ساعة ماشوفتك ف المستشفي وإنتي بتيجي كل يوم لوالدك ... لاقيت حاجه فيكي بتشدني ... ولما جيت أقولك عايز أتقدملك ورفضتني حسيت إن خسرت حاجة غالية أوي ولما عرفت إنك هتتجوزي آدم مستحملتش وسافرت عشان أبعد عن كل حاجه بتفكرني بيكي .. مكنتش مسافر الجونة وإتحججت لحياه بإن ورايا شغل بس حكتلي عن موقف آسر لما تاه وأنتي لاقيتيه وأول ما قالت إسمك وإنك لسه متجوزه قلبي حس إنك أنتي فقولت أتأكد من يوسف بطريقة غير مباشرة ... معرفش إي الي حصلي لاقيت نفسي جاي ع هنا عشان أشوفك ولو لأخر مرة
_ وهتكون أخر لحظة ف حياتك يا واطي ... صاح بها آدم الذي ولج للتو وهو يسدد اللكمات لآسر
صرخت خديجة وقالت :آدم ... سيبو هيموت ف إيدك
صاح بها بصوت مرعب : أخرسي أنتي وحسابك معايا بعدين
ظل يتعارك كل منهما ... لينتهي العراك بجثو آدم فوق آسر ويسدد له ضربات بقبضته فأمتلأ وجهه بالدماء
صرخت خديجة :
كفاية يا آدم أرجوك ده هيموت .. قالتها وهي تمسك بيده
فتوقف ليلتفت إليها بنظرات أوقفت قلبها من الرعب ... أبتعدت عنه بحذر .. نهض ووقف محدق بآسر الذي حاول النهوض بصعوبة ... سار بثقل مغادرا المنزل وقطرات دمائه تتساقط ع الأرض
أقترب آدم منها وشياطينه تتراقص أمام عينيه لايري سوي الظلمة التي تعمي بصيرته
تراجعت إلي الخلف وهي تقول :
وقسما بالله ما أعرف دخل هنا إزاي ... والله يا آدم أنا م....
قاطعها بجذبها من زراعها بعنف وأتجه بها نحو الغرفة ليدفعها بالداخل وتقع ع الأرض وصاح بها : تلمي حاجتك عشان الفجرهنسافر و راجعين ع بيتنا وكلمة كمان مش هخلي حته فيكي سليمة وأنا ماسك نفسي عنك بالعافية ... قالها وركل بغضب منضدة صغيرة بجوارها لتقع ويتحطم ماوقع من فوقها من مزهرية وزجاجة ... ثم أوصد الباب من الخارج عليها بالمفتاح
_ يسير متحاملا ع آلام جسده حتي وصل إلي المنزل فضغط الجرس لتفتح له شقيقته لتصرخ : آآآسر
وقع ع الأرض مغشي عليه
**********************************************
_ في صباح اليوم التالي ...
ترتشف الشاي من الفنجان وهي تتصفح الإنترنت ع هاتفها ...
_ جيهان هانم ... قالتها سماح التي تتناول الطعام بشراهه
جيهان : نعم يا سماح
سماح : هو أنتو بتفضلو قاعدين طوال النهار والليل كده من غير شغله ولا مشغله
عقدت حاجبيها بضيق وقالت :
مين قالك كده ... أنا بروح النادي ساعات وبسلي نفسي ف القراءة وولادي زي ما أنتي عارفه وملك خلاص الدراسه هتفتح بعد أسبوع
سماح : مش القصد يعني ... أنا كنت عايزة أسلي نفسي ف أي حاجه أو حتي أشتغل
جيهان : هي فكرة كويسه بس عايزه تشتغلي أي ؟
سماح : أنا كنت بشتغل ف مصنع للعبايات بس منه لله المدير كان عينه مني وأنا طبعا مليش ف الشمال الحمدلله ... فطردني
جيهان بتهكم قالت : معلش ولاد الحرام كتير
سماح : طبعا
صدح رنين هاتفها فنظرت إلي اسم المتصل وأجابت ع الفور :
أخيرا سمعنا صوتك ياعروسة ... عاملين أي ياحبيبتي ... قالتها جيهان
تبدلت ملامحها إلي الوجوم لتنهض مبتعدة عن سماح ...
سماح : شوفي الوليه قامت عشان مسمعش بيقولو أي ... ماشي يا عيلة واطيه إما وريتكو ... صاحت بصوت جلي : بت يا علا ... أنتي يابت
ركضت نحوها علا وقالت : أيوه يا ست سماح
سماح : ست ف عينك ... اسمي سماح هانم ... سامعه
علا : نعم ياسماح هانم
سماح : إنجري هاتيلي حاجة حلوة أحلي بيها بدل الفطار الي يموع النفس ده
علا : حاضر
_ ولدي جيهان التي تضع يدها ع جبهتها قالت : أهدي بس وكفاية عياط وأنا جايلكو حالا ... وملكيش دعوة بيه لحد ما أجيلك ... خلي بالك من نفسك ... سلام
أغلقت المكالمة وقالت :
ليه كده يا آدم ... ربنا يهديك يابني
ولجت إلي داخل القصر
كادت تصتدم بزوجها ...
عزيز : مالك بتجري ليه ؟
جيهان : لاء أصل نسيت حاجه فوق
عزيز : طيب لما تنزلي تعالي ف المكتب عشان عايزك ف موضوع
جيهان : حاضر
وقبل أن يذهب إلي غرفة المكتب .. رأي ياسين يجلس ع الأريكة مبتسما وهو ينظر إلي شاشة الهاتف
_ عاش من شافك يا كابتن ... قالها عزيز بسخرية
ياسين بعدم إهتمام قال :
معلش بقي مشغول
عزيز : وياتري مشغول ف فشلك القديم ولا بتحضر حاجه جديده تكون أفشل من الي قبلها
زفر بتأفف وهو يلقي هاتفه ع الطاوله : أووف بقي مش هنخلص من الإسطوانه دي
صاح والده بغضب : اخرس ياقليل الأدب ... فعلا أنا كان عندي حق لما بقولك فاشل وصايع كمان وحط عليهم قليل الربايه
ياسين : خلصت كلامك ؟؟
عزيز : مش هخلص وهفضل كل ما أشوفك هاديك كلام تستاهلو عشان تفوء
صاح ياسين بحنق : وأنا مش هتغير عشان أنت عايز كده ... أنا مش آدم الي بتديلو ع دماغه ويسكت ولا يوسف ويونس الي بياخدوك ع أد عقلك بالمسايسه .
_أخرس ... صاح بها عزيز وهو يصفعه بقوة
ياسين : بتضربني عشان بقول الحقيقة ... بتمد أيدك عليا
_ وهكسر عضمك لو متعلمتش الأدب و أتربيت من أول وجديد ... قالها عزيز
كان يزفر بغضب كاسر فذهب من أمام والده وهو يجز ع شفتيه بحنق
********************************************
_ في منزل آدم ....
_ أفتحي الباب يا خديجة بدل ما أكسروا ع دماغك .... صاح بها آدم
أجابت عليه من الداخل وهي تقف خلف الباب التي أوصدته بالمفتاح قالت : مش فاتحه غير لما ماما تيجي
زفر بغضب وقال : أنتي فاكره إنها هتحوشني عنك يعني ؟؟
خديجة : من ساعة مارجعنا من الصبح وأنا مليش دعوة بيك عايز مني أي؟
آدم : عايز أعرف الحيوان ده كان بيعمل أي ف الشاليه وأي معني الكلام الي كان بيقولو ده
خديجة : لو أنت مبتسمعش وودانك فيها حاجة دي مش مشكلتي
زمجر بحنق وقال : لمي لسانك بدل ما أجي أقطعهولك
خديجة : يا خسارة يا آدم ... عمري ما كنت أتصور إنك تظن فيا كده
آدم : وتسمي الي شوفته وسمعته ده أي؟
خديجة : المفروض عندك عقل تميز بيه
آدم : ولما أنتي صح ومش غلطانه زي ما بتقولي قافلة ع نفسك الباب ليه ومش عايزة تفتحيلي
خديجة : عشان أنت متهور وأيدك سابقه دماغك ... ويكون ف علمك أنا مش هقعد معاك ولا لحظة وهاروح مع ماما جيهان
صاح بغضب : والله العظيم ما هتخرجي من باب البيت وأبقي وريني هتمشي معاها إزاي
رن جرس المنزل ... تنهد بضيق وذهب ليفتح الباب ...
ولجت وهي تدفعه من إمامها وقالت : عملت فيها أي؟ ... صاحت بها جيهان
آدم :أتفضلي يا ماما الأول قعدي وأنا هافهمك كل حاجة
جيهان : من غير ما تحكيلي أنت أبني وعارفه دماغك كويس ... لما بتغضب مبتشوفش أدامك ... هي دي الأمانه الي وصيتك عليها !!!
فتحت خديجة الباب وركضت نحو جيهان التي عانقتها وقالت : أنتي كويسة ؟
نظرت خديجة إلي آدم الذي يرمقها بنظرات توعد فقالت : ااا اه كويسه .. أرجوكي خديني معاكي القصر
ربتت ع ظهرها وقالت : متخافيش يا حبيبتي أنا جاية أخدك
أتجه نحو الباب وأوصده وقال : والله كمان مرة ما أنتي خارجة من باب البيت ووريني كلام مين الي هيمشي
صاحت جيهان : ولد !! أنت بتحلف عليا !!!
آدم : لاء طبعا يا أمي أنا موجهلها الكلام
رمقته جيهان بتحدي وقالت : وأنا وهي واحد يا آدم ... أي ناوي تحبسني أنا كمان !!
نظر إلي الأرض بخجل وقال : سامحيني يا ماما ... معلش هي مش هتروح ف حته ... أنا حلفت ومش هرجع ف حلفاني
جيهان : وأنا قاعدة معاها ومش هاسيبها يا آدم
*********************************************
_ في قصر البحيري ...
_ خلاص أنا جهزت أستنيني ف الكافتريا ... يلا باي ...قالتها ملك ف الهاتف ثم أغلقت المكالمة ونظرت إلي صورتها المنعكسة بالمرآه لتمسك بقلم الحمره ذو اللون الوردي تطلي شفتيها ثم أبتسمت بمكر
ألتفت إلي الفراش لتأخذ حقيبتها وغادرت الغرفة ... بل والقصر لتجد الحارس الجديد ف إنتظارها وهي من أختارته ... فهو يدعي عمر شاب ف أواخر العشرينات ذو بنية جسدية رياضية ووسيم الملامح ... في ذلك الحين كان مصعب يقف لدي البوابة يلقي التعليمات ع الحرس حتي لفت ناظريه ملك التي تضحك وتتحدث مع حارسها الجديد ... شعر بالدماء تغلي ف عروقه وحاول السيطرة ع غضبه ... يعلم إنها بدأت الإنتقام منه لكنه لا يتحمل رؤيتها مع شخص آخر ... تقدم نحوهم بخطي واثقه
وقال : عمر
ألتفت إليه عمر وقال : نعم مصعب بيه
مصعب وهو يتحاشي النظر إليها قال : أتفضل روح أقف مع نصار وربيع ف البوابه الخلفية
عمر : أمرك ... وكاد يذهب فأوقفته ملك وهي تمسك بيده وقالت : رايح فين ؟.. ثم حدقت بمصعب بقوة وكبرياء : وأنت بتؤمره بصفتك أي؟؟
مصعب بنبرة جدية : بصفتي رئيس الحرس يا آنسه ملك
ملك : وأنا بنت صاحب القصر الي أنت شغال فيه ... يعني الي أقوله هو الي يمشي ... وعمر الحارس الخاص الي هيبقي معايا ف كل مكان أروحه
جز ع فكه وهو يكظم حنقه بدون أن يظهر ذلك وقال : وتعليمات عزيز باشا مفيش خروج لحضرتك
رفعت إحدي حاجبيها بتهكم وقالت : والله ؟؟؟ ... طب ثواني ... أجرت إتصالا بوالدها حتي أجاب عليها :الو يابابي أنا رايحة النادي هقابل أصحابي زي ما قولتلك إمبارح ومعايا عمر الحارس الجديد ... ضغطت ع مكبر الصوت فقال عزيز : ماشي ياقلب بابي بس خدي بالك من نفسك ومتتأخريش ولو ف أي حاجة كلميني ع طول
ملك وهي تبتسم بإنتصار قالت : أطمن يا حبيبي معايا عمر محدش يقدر يقربلي طول ما هو معايا
عزيز : أوك هاقفل معاكي دلوقت عشان داخل الإجتماع .. سلام يا حبيبتي
ملك : باي ... أغلقت المكالمة وهي تحدق بمصعب الذي تلون وجهه بجميع ألوان الغضب والحنق معا ...
سارت خطوتين لتتأوه بتصنع وقالت : اااه ثواني يا عمر ممكن إيدك إسند عليها ... مش عارفة الشوز بتاعتي مالها ... قالتها لتمسك بيده وترفع قدمها لتخلع الحذاء وترتديه مرة أخري فأردفت : ميرسي يا عموره ... الشوز دي لازم أغيرها أصلها بقت تخنق أوي ... قالتها وهي ترمق مصعب بنظرات إزدراء
تركها وأبتعد من أمامها متجها نحو المنزل الملحق ليولج إلي الداخل ... وذهب إلي غرفته وهو يفك رباطة عنقه وألقاها بغضب ويلقي كل ما يقابله حتي أصبح كل ما حوله رأسا ع عقب.
*****************************************
_ بداخل الملهي الليلي ...
_ أي يا ياسو مالك يابني مش ف المود أنت النهاردة خالص مين زعلك ؟... قالها إحدي أصدقاء السوء لياسين
أرتشف من كأس الخمر وقال : مفيش حد يقدر يزعلني ... وفين الي قولتلك عليه
أخرج صديقه من جيبه لفافة سجائر محشوة وقال : أتفضل يا صاحبي ولعها وأدعيلي ... ده صنف لسه منزلش ف السوق هيخليك تتطير تتطير لحد ما توصل للفضاء
تقدمت منهما ثلاث فتيات كل منهن مرتدية ثياب كاشفة لمعظم أجسادهن ....
قالت إحداهن : هاي ميزو مش تقولنا إن ياسو مشرفنا النهاردة
زفر ياسين دخان السيجارة وقال وهو يجذبها لتجلس فوق فخذيه : يعني لو قالك هتعملي أي؟
أطلقت ضحكة رقيعة وقالت : تعالي روح معايا وهقولك هاعمل أي ... ده أنا هادلعك دلع هخليك ولا هارون الرشيد ف زمانه
مازن : أهدي يا نوسه ع الراجل ده مش أدك
ياسين : ده مين ده ياض الي مش أداها ؟؟ ... طيب عقابا ليك هتكمل السهرة لوحدك .. وأنتي يلا قومي تعالي معايا
الفتاه : يلا يا روحي ... هيهيهيهيهيههي
مازن : أخس ع الصحوبية ... طب شوف مين الي هيجبلك المزاج تاني ... وأنتو صاحبتكو مشيت هتفضلو ساكتين كده ؟
_ وعايزينا نعمل أي؟
نهض ليجذبهم من أيديهم وقال : تعالو نرقص ونفرفش ... ذهب ثلاثتهم ف ساحة الرقص ليتراقصون بخلاعة ومجون
_ وف الخارج بداخل سيارته تجلس الفتاه بجواره ورأسها ع صدره فقالت : هتيجي عندي ولا عندك مكان ؟؟
نظر إليها لثوان وقال : أنتي عايزه أي؟
الفتاه : عيزاك أنت يا ياسين ... متعرفش أنا بقالي فترة كبيرة بسأل عليك ديما ومبقتش تيجي النايت
أبتسم بسخرية وقال : ليه عشقاني مثلا ؟؟
الفتاه وهي تحاوط وجهه بكفيها بدلال قالت : ده أنا بعشق كل حاجة فيك ... قالتها وكادت تقبله وقبل أن تلمسه جاء ف ذهنه صورة ياسمين فدفعها من جواره وقال بنبرة حاده : أنزلي
الفتاه : أي؟
ياسين : بقولك أنزلي ... أي أتطرشتي ؟؟
ترجلت من السيارة بتأفف وقالت : ماشي يا ياسين بيه ... بكرة تيجي لحد عندي وأقولك كان ع عيني
أنطلق بالسيارة وكاد يصتدم بها فصرخت وقالت : يا ابن المجانين
**************************************
_ مدام سماح فيه واحد برة بيقول إنك طالبة دليفري ... قالها الحارس
سماح : اه خد منه الحاجة وحاسبه وأبقي خد الفلوس من عزيز بيه
الحارس : أمرك يافندم
وبعد ثوان جلب لها الحارس الطعام فأخذته وقامت بفتح الكيس فقالت بصياح : أنت يا اسمك أي
الحارس : مغاوري يافندم
سماح : الواد بتاع الدليفري لسه واقف بره ؟
الحارس : هيمشي يافندم .. ليه فيه حاجة ؟
سماح : أنده عليه وخليه يجيلي بسرعه ده أنا هاطين عيشته طالبة كباب وكفته يجبلي كبده وسجق هو الهم ورايا ورايا
بينما هي تنتظره جاء نحوها فكادت تتفوه لتقول : يخربيتك هو أنت
_ أي ده سماح ؟؟... قالها عبدالله
نهضت ووقفت أمامه وقالت : أزيك يا سي عبدالله عامل أي ؟
عبدالله مبتسما : الحمد لله ميت فل وعشرة
سماح : ومراتك عامله أي هي والي ف بطنها
عبدالله : بخير ... أنتي بتعملي هنا أي؟
سماح بزهو وفخر قالت : صاحب القصر ده يبقي عم طه وإحنا قاعدين معاهم
عبدالله وهو ينظر من حوله بإنبهار قال : يا ابن المحظوظه يا طه عمك غني أوي كده !
سماح : الله أكبر ف عينك
عبدالله : ياستي ماشاء الله ربنا يبارك ... بس أفتكرونا وتعالو طلو علينا ف الحاره
سماح : فشر ال حاره ال ... بعد ما أخدت ع النعيم ده تقولي نيجي الحارة ... المهم خد الأوردر ده أحسن ما هخرب بيت صاحب المطعم ما كلماكو وطالبه كباب وكفته تجبولي كبدة وسجق
عبدالله : أوبا ده عندي أنا ... حقك عليا لغبط ف الأوردر
سماح : طيب روح هاتو وتعالي أتعشا معايا
عبدالله : الله يخليكي مش هينفع ورايا أوردرات لازم أوصلها
سماح : عشان خاطري أفتح نفسي ... صاحبك راجعلي من أذان العشا ونام ومش لاقيه حد أقعد معاه
عبدالله : أومال فين الناس أصحاب القصر
سماح : عم طه نايم ومراته من ساعة ما خرجت مرجعتش وعيالها كل واحد ف وادي
وهي تتحدث دخل ياسين من البوابة بسيارته ليترجل منها ف حالة ثمل فأردفت : وأهو وصل ننوس العيلة جاي يطوح زي كل يوم
عبدالله : ده أنتي مرقباهم بقي
سماح : أعمل أي الفراغ بعيد عنك ... يلا يا جدع روح هات الحاجة وتعالي وأنا مستنياك هنا ف الجونينه
عبدالله : ثواني وجايلك ... وهو ف طريقه قال : والله ياض ياعبدالله باينها هتزهزه معاك والبت دي سكتها سهلة خالص
**************************************
_ بعدما إنتهت من عملها طوال اليوم ...تسللت إلي غرفته لتطمأن عليه قبل أن تذهب إلي المنزل الملحق ... فتحت الباب بحذر لتجد الغرفة ف ظلام معتم .. أستعانت بإضاءة هاتفها حتي تصل إلي المصباح الموجود بأعلي الكومود فقامت بتشغيله ... وجدت الفراش شاغرا ويبدو إنه لن يأتي من الخارج بعد ...
أخذت تتفحص غرفته وكأنها تراها لأول مرة ... ذهبت إلي غرفة ثيابه .. أشعلت الإضاءة ... أمسكت بقميص له كان معلق ع المشجب الإسطواني ... أحتضنته بشوق وهي تستنشق عطره المعلق به ... سارت بضع خطوات لتقف أمام رف زجاجات العطر خاصته لتتناول واحده تلو الأخري وتستنشق عبيرها حتي توقفت عند عطر تعشقه فأخذت تنثر منه ع رسغها وتستنشقه بعمق والإبتسامة تحلق ع ثغرها ووجنتيها ... أخذت العطر والقميص وقالت :
معلش يا ياسين هاخدهم ياحبيبي عشان كل ما توحشني أحضن قميصك وأشم البرفيوم بتاعك
_ وتحضني القميص ليه ما صاحب القميص نفسه موجود ... قالها ياسين بثمالة وهو يستند ع الحائط بجانبه
شهقت بذعر فوقعت من يدها الزجاجة والقميص : هاااا ... ياسين !!!
أنحنت مسرعه لتلتقط ماسقط منها ... كادت تمسك بالزجاجة فسبقها لكن ممسكا بيدها لينهضا معا و نظراته لاتفارق عينيها
همس بصوت جعل قلبها يخفق خجلا وخوفا ف آن واحد :
أنتي كمان وحشتيني أوي .... قالها وأقترب من وجنتها يطبع قبلة رقيقه بشفاه التي يملؤها رائحة الخمر
أنتفضت ثم أبتعدت وقالت :
ياسين أنت شكلك سكران ... هاسيبك ترتاح وأبقي أجيلك أطمن عليك الصبح لما تصحي
قالتها وهمت بالذهاب ... فجذبها من خصرها لتصبح بين زراعيه وقال :
خليكي معايا أنا محتاج لحضنك أوي
قالها وقام بمعانقتها معتصرا جذعها بين زراعيه
أبتعدت برأسها وقالت :
ياسين أرجوك مينفعش .. سيبني أمشي وحياة أغلي حاجة عندك
********************************************
_ تقف علا ع الباب بالخارج تستمع إلي كل حرف فألتمعت عينيها بخبث ومكر فأخرجت من جيبها مفتاح الغرفة التي قامت بسرقته فأوصدته الباب من الخارج ...
وبداخل الغرفه مازالت تحاول التملص من بين يديه ولم يشعر إحدهم بإغلاق الباب وهي تقول :
ياسين .. فوء يا ياسين .. أنت سكران
يعانقها بقوة أكثر ويقبلها ف جميع أنحاء وجهها رغما عنها وجاءت تصيح وهي تدفعه ف صدره أسكتها مقبلا شفتيها بعنف وهو يتجه بها نحو الفراش لتسقط عليه وهو فوقها وهي كانت كالغريق الذي لايستطيع الصراخ وطلب النجاه ... كلما تحركت من أسفله يزيد من دفع جسده عليها ممسك يديها الأثنتين معا بقبضة واحده والأخري يخلع حجابها وينهال عليها بشفتيه مرة أخري ع وجهها وعنقها وهي تصرخ
وضع كفه ع فمها وأقترب من أذنها وقد تملك منه شيطانه وقال :
عرفتي كنت ليه ببعد عنك الأيام الي فاتت ؟.. عشان كل ما أقربلك ببقي عايزك .. وكنت بسيطر ع نفسي بالعافيه
تمتمت بكلمات غير مفهومه بسبب كفه الذي يكمم فاهها وعينيها تبكي برجاء
فأبعد يده لتلتقط أنفاسها بصعوبة وقالت :
أنت مكنتش بتحبني ... ككك كنت بتضحك عليا ... عع عايز توصل لغرضك مني ... بس ده مش هيحصل
قالتها لتنجح هذه المرة ف دفعه من فوقها بإفلات يديها من قبضته ليقع جانبا وركضت نحو الباب وهي تدير المقبض فلم يفتح ...
صاحت قائلة : أي ده !! .. أفتح الباب والله هصرخ وهافضحك ف القصر كله
أسرع نحوها ليجذبها من يدها ودفعها نحو الحائط ويحدق بها بنظرات شيطانية قال :
هاتصرخي تقوليلهم كنت ف أوضته وجيالي لحد عندي برجليكي !!
صاحت به وقالت : لاء هقولهم إنك واحد سافل وواطي وكنت بتضحك عليا
صفعها وهو يصيح بها :
أخرسي ... كنتي مستنية أي بعد الي حصل معايا ... أتجوزك !! ... أنا ف نظرهم فاشل ومش نافع ... عيزاني أقولهم عايز أتجوز عشان يكملو تهزيئهم ليا !! .. وكمان مش هاتجوز أي عروسة .. ياسلام عليا وأنا رايح لأبويا وأقولو أنا عايز أتجوز ياسمين ... الشغاله ... بنت عم إسماعيل الجنايني ... ونعم النسب
تستمع له غير مصدقة وعبراتها تنهمر كالشلال فصرخت به وهي تصفعه وقالت :
الشغاله دي أحسن منك ع الأقل باكل وبشرب من عرق جبيني وعمري ما مديت إيدي لحد بالعكس أنا الي بدي .. وأبويا الله يرحمه كان أشرف منك ... أنت الي عمرك ما هتتغير وهتفضل و.......
_وبدلا من كلماتها تجعله يصحو من غفوة ثمالته جاءت بالعكس تماما فأثارت غضبه ليجذبها من خصلاتها وصاح بصوت لايوحي إلا بكارثه :
أنا هوريكي دلوقت مين الفاشل والو... .
قالها وهو يلقي بها ع الأرض ويجثو فوقها ليمسك بحجابها الملتف حول عنقها وقام بتكميم فمها وهي تحاول الدفاع عن نفسها بكل قوة لكن كيف لها ذلك وهي كالعصفوره التي وقعت ف براثن ذئب إستسلم لشيطانه وعقله يحجبه الخمر عن ما يقترفه الآن ...
تبكي أسفله بشدة وهو يمزق ثيابها بكل قسوة كما نزع براءتها بإعتداءه عليها بدون ذرة رحمة ... أنتفض جسدها بقوة ومقلتيها كادت تخرج من محجريهما وهو يسلب عذريتها .. حينها لم تشعر بما حولها ليكون أخر شئ تراه وجهه ف تلك اللحظة التي لم ولن تنساها لتنسدل جفونها مغشي عليها ...
ما أقسي تلك الحياه التي تأتي ع قلوب بريئة لم تريد سوي العيش بسلام ... لكن كيف لها هذا وهناك أفاعي تبخ سمومها حين تولي لها ظهرك .. وذئاب عندما تشعر بضعفك تنقض عليك لتصبح ضحيتها تقوم بإفتراسك بكل وحشية فتعيش بعدها جسدا بلا روح ....
فيا تري ماذا يخبئ القدر لتلك المسكينة عندما تفتح عينيها ؟؟!! وماذا سيفعل ذلك الذئب حين يستيقظ ويعود له إدراكه ويري ما أرتكبه من إثم لم يغفر له؟؟!!