رواية ظلمت لكونها انثي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم عفاف شريف


 

رواية ظلمت لكونها انثي الفصل السابع والعشرون بقلم عفاف شريف

انا مطلقه
تلك الكلمه كانت وستظل بألف كلمه
بألف سو/ط فوق قلبها الصغير المسكين 
بألف اهانه ونظره ازدراء في عيون القريب قبل الغريب 
كأنها وباء 
يبتعد عنها الجميع خوفا منها 
خوف على زوج. 
على إبن.
حتي خوف على إبنه.
كأنها نكره 
تقابلها تلك النظرات 
خوف منها واشم/ئزاز
ولم لا يبتعدوا
اهلها نفسهم استنكروا طلاقها 
رفضوه 
كادو ان يجبروها ان تعود ان تتقبل هذا الوضع
لولا اصرارها
وحصلت علي الطلاق 
وظلت تلك الكلمه رفيقه لها 
مجرد بضع حروف بلا قيمه
قادره علي هدم حياتها
وحياه كل من مثلها 
كفيله بذ/بح روحها حيه
طع/نها وخنقها الف مره ومره 
قالتها هي بصوت مرتجف 
رأس منخفضه
ويد تضغط علي الاخري بقوه تريد ك/سرها 
حتي ك/سرها سيكون اخف ألم من هذا الشعور 
هذا الشعور الحا/رق
أغمضت عيناها بارهاق متعب تبتلع تلك الغصه المؤمله
تريد ان تربت علي ذالك القلب المسكين 
قلب تحمل الكثير والكثير من تلك النظرات
 كمن ارتكب فعل ق/بيح شنيع
او جر/يمه مريعه 
قالتها بخنوع وقلب يشكو ظلم الحياه لها
ظلم مجتمع وضعها في مكان ليس بامكانها 
وضعها اسفل الارض 
متمنين دفنها او حتي حر/قها كاوباء يسارع الجميع بالتخلص منه 
ضحكه ساخره
وقلب يترجف ر/عبا وحرجا
 وهي تقابل هذا الصمت التام 
سكون مريب ومخجل
جعلها تود ان تدفن حيه
وهي تفكر بالم
لا تستطتع ان تنظر لتلك السيده 
لن تتحمل تلك النظره من جديد
لا تريد 
لا تريد 
لما الحياه بتلك القسوه
لما 
صر/خت بها بداخلها 
وحينما طال صمت الاخري
لم تجد مفر سوا رفع عيناها
بتردد خجول 
وهي تنظر لوجهه تلك المراه 
كان متوتر بشكل غريب لم تفهمه
كانت شاحبه 
متعرقه
تمسح علي عبائتها بقوه 
ملامحها تبدو حزينه ومتوتره
عقدت حاجبها بإستغراب
وهي تسأل بداخلها 
 لما هذا  التوتر 
هي المطلقه وليس العكس
لما تبدو حزينه 
طال الانتظار
واخيرا تحدثت 
ام ادم بهدوء ووجه خالي من الملامح:ربنا يعوض عليكي يا حبيتي 
بإذن الله ربنا هيرزقك بالشخص الاحسن الي يصونك

اؤمت لها فيروزة بشرود 
وهي تفكر اي شخص هذا
من ذا الذي يقبل بها الان
تكاد تشك انها اصحبت غير قابله للزواج 
او حتي غير قابله للحياه من الاساس
ما تعرضت له كان كثير 
ما عايشته مع عادل كانت قا/تل 
قتل روحها 
وظل فقط جسد مجرد جسد
كان حق/ير أراها الويل 
ك/سر كبرئيها
وروحها 
وامه 
تلك المراه الجا/حده
اه كم كانت بشعه حق/وده قويه
اجتمعو كلهم علي ك/سرها
اجتمع الجميع علي تحط/يمها 
ك/سروا كل شي 
ك/سروها وتبقي الفتات
والفضل يعود ل والدها 
ذاك الذي لم يكن يوم لها يوما اب 
تنهدت بتعب وق/هر وتلك الدمعه ابت ان تظل حبيسه لعيناها المرهقه 
لتسقط علي وجنتاها معلنه انها 
انها تحررت 
رفعت يدها بسرعه تمسح تلك الدمعه
تحت انظار والده أدم التي تنظر لها بشفقه 
لتقفت بتردد خجل تردف بحزن:عن اذنك يا طنط انا إتأخرت 
اؤمت لها الاخري بهدوء 
وهي تراها تخرج من المنزل برأس مطاطه حزينه 
منك/سره قلباً وقالباً
وودعتها  هي بصمت قاتل
 بعكس استقالبها المرحب الودود المحب لها
وظلت تنظر في اثرها بقلب حز/ين متالم  لأجل تلك الصغيره المسكينه
لأجل فتاه اخذت هذا القب بهذا العمر الصغير
ولأجل وحيدها صغيرها 
ذاك الذي كان يطلب منها الدعاء ان تكون من نصيبه 
اين ذهبت دعواتها الان 
اغمضت عيناها بحزن 
وهي تغلق الباب خلفها
متحسره علي ابنها 
متحسره علي المسكين
فقط خسر معركه لم يخوضها حتى....
.......................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
.......................................
علي القهوه 
فيروزة مطلقه
قالها للجالس امامه 
قالها بكل هدوء وثقه وبساطه
ولما لا 
هو لا يخجل ولن يخجل ابدا 
ففيروزة لم  تخطي ولم ترتكب ذنب 
هي  فقط مطلقه 
وهذا الأمر لا يقلل منها 
ومن يرديها 
فليتقبلها كما هي 
والا فلا يستحقها ابدا 
قالها احمد لنفسه مؤكدا وواثقا
وهو ينظر اليه بهدوء 
محاولا تفسير ملامحه المضطربه 
ان يعلم ما يدور بداخله
منتظرا اجابه
وربما سؤال حتي 
لكن
بقي الصمت هو الاجابه الوحيده في تلك اللحظه
تتطلع اليه  أدم بعيون متسعه  مصد/ومه
صد/مه زلزلت كيانه 
ف/جرت كل ذرة منه
حرك راسه بنفي
كانه لم يستوعب ما قيل  سوا الان فقط 
ماذا قال عمها 
فيروزة مطلقه
ابتلع ريقه بتوتر 
وهي  لا يصدق ما أسمتع اليه 
يبدو أنه يعاني  من مشكله ف السمع
هو لن يصدق ان ما اسمتع اليه مجرد حقيقه
رفع عيناه يتفصح  ملامح احمد بسكون  قا/تل
متاملا اياه عله يجد اثر مزحه سخيفه حم/قاء  او اختبار مثلا 
او 
اي شئ
اي شئ غير أن الفتاه التي طلبها للزواج 
تلك الفتاه التي رآها ووقع في غرامها
برقتها وبساطتها وخجلها
الفتاه التي أرادها زوجه له 
ودعي باسمها  في كل صلاه
الفتاه التي جمعه بها الكثير والكثير من الأحلام والأماني 
تلك التخيلات 
منزل الأحلام 
اسماء الاطفال
وكل هذا 

تلك الفتاه 
لا بل ال مرأه ليست فتاه
تلك المرأه
مطلقه
والكلمه قا/تله 
مسح وجهه بعصبيه متوتره
 محاولا ايجاد تلك الكلمات المناسبه 
ذاك الحديث الذي لابد ان يقال
اي كلمه 
اي حرف
لكنه لم يجد 
اختفت 
وظل الصمت هو الحديث الوحيد في تلك اللحظه 
تنهد احمد بضيق وهو يستغفر ربه
كان يتوقع تلك رده الفعل 
بل توقع الاسوء
كان مستعد لاي شئ
لاي حديث
لكن 
كان هناك ايضا بعض الامل 
ظن ان ادم مختلف
ظن انه الرجل المنشود لابنه اخيه 
للحظه نسج احلام وهو يراها سعيده 
مستقره اخيرا 
والابتسامة تلمع بعيناها قبل شفتاها
كان يتوقع 
ان يفهم مثلا 
يعلم انه لم يكن يوما بذنب 
لكن اتضح انهم نفس الشخص
لكن مع تغير الأسماء والأشكال 
كلهم واحد
لكن مع هذا 
وهو لن يلمه ابدا 
ليس من حقه اصلا 
تلك المسائل لا تقاس سوا بمبداء واحد 
ايجاب وقبول
ولم يتوافر الأمرين هنا

لذالك لم يجد نفسه الا وهو يقف 
ويردف بهدوء: بص يا ابني انا كنت صريح معاك من الاول
فيروزه بنت اخويا مطلقه من كذا شهر 
جوازها كله مستمرش غير ست شهور 
وحصل الطلاق 
 وده شي ميعبهاش ابدا لكن كان لازم تعرف 
الامور دي مبنيه علي الصدق وبس
 اي كان رايك ف ربنا يرزقك ويرزقها بالأصلح
السلام عليكم 
وذهب 
ذهب وتركه بكل بساطه 
كانه لم يلقي ق/نبله علي رأسه وقلبه 
قن/بله هشمته وحط/مته
كان ما قيل لم يهدم احلامه 
ليكون وضعه كمن كان يحلق ف السماء 
وإصابته مص/يبه
ليسقط علي جذور رقبته
متح/طما خاسرا
كان ما حدث لم يكن سوا كا/بوس مظلم 
مجرد مسرحيه لا يعلم متي بدات 
يعلم فقط انها انتهت
قصه قصيره قدر لها النهايه قبل حتي ان تسطر البدايه 
انتهت بكل ألم 
ذهب
وتركه
القى الكره في ملعبه ورحل
....................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
....................................
دلفت فيروزة للمنزل بهدوء ليقابلها جلوس امهاو زوجه عمها معا 
سحر بإبتسامه:خلصتي يا حبيبتي 
اجابتها بسرعه:اه خلصت كل الوجبات
اؤمت لها سحر بقلق وهي تلاحظ شحوب وجهها 
سحر بحنان وهي تقف تضمها الي صدرها: شكرا ليكي يا روزه وانتي كمان يا حنان 
لولاكم كنت اتبهدلت النهارده
حنان بإبتسامه: مفيش بينا كده ابدا 
واكملت :انا هقوم انام عايزين حاجه 
سحر بهدوء: تسلمي تصبحي علي خير 
حنان:وانتي من اهل الخير
ودلفت لغرفتها 
فيروزة بهدوء:انا هدخل اغسل المواعين  قبل ما انام
سحر برفض قاطع:لا الصبح وانا الي هعملهم
فيروزه برفض اكبر:محتاجه  اعملهم واطلع طاقه 
اؤمت لها سحر بقلق 
وهي تراها تدلف للمطبخ بتعب وارهاق
تنهدت بحيره 
وهي تجلس تفكر ف السبب
الا ان استمتعت الي صوت الباب 
نقلت عيناها  للباب لتجده احمد
انتفضت من مكانها بسرعه وحماس 
اختفي تمام وهي تري ملامحه الواجمه
اقتربت منه بهدوء وهي تقول:حصل ايه يا احمد 
تطلع لها بحزن وهو يقول :فيروزة فين 
سحر بتشتت:في المطبخ
اؤمي لها بهدوء
وهو يقول: تمام
امسكت يده وهي تدخله للغرفه
اجلسته علي الفراش وجلست بجانبه 
 تربت علي يده بهدوء وهي تقول: حصل ايه 
قلت لادم 
قالك ايه قولي
احمد بهدوء: مقالش 
قطبت حاجبها بستغراب وهي تقول :مقالش
مش فاهمه
مش انت قلتله علي موضوع فيروزة
يعني انها مطلقه 
ايه رده
احمد بتاكيد:مردش 
سكت 
سمع وسكت 
الرفض كان واضح ومش محتاج رد
سحر بحزن: لا اله الا الله
متزعلش يا حبيبي 
اكيد مش نصيبها 
 صدقني ربنا هيبعتلها الشخص الي يحبها زي ما هي 
لا يفرق معاه هي انسه او مطلقه حتي 
يحبها وبس
احمد بحزن :كان نفسي يكون من نصيبها 
ادم شاب كويس جدا 
ومحترم فعلا  كان نفسي يكون نصيبها
قاطعته سحر:بس مش نصيبها
ولو كان كان الوضع  بقي مختلف 
احمد بشك:تظني هيجي الشخص الس يتقبلها زي ما في بدون ما يبصلها نفس النظرة
من غير ما يعايرها انها مطلقه 
من غير ما يعاقبها علي غلطه مش غلطتها 
وتحاسب علي حاجه ملهاش ذنب فيه 
لحد امتي 
لحد امتي هتفضل المطلقه بتتعامل معامله المجر/مه
لحد امتي يا سحر هيفضل المجتمع والناس تفكريهم عق/يم لدرجه دي 
ليه بيحسسوني ان المطلقه دي مش انسانه ليها حق تعيش تحب وتتجوز  تاني
ليه تفضل طول حياتها تتعامل كانها منبو/ذه
تنهدت سحر بضيق وهي تقول بصدق :للاسف الناس مبقاش ف قلوبها رحمه 
بيستنو اي فرصه عشان ياذو بعض ويتكلمو علي بعض 
ويكرهوا بعض ف بعض 
الغريبه ان لم تشوف ست عايشه مع جوزها حياه بشعه فعلا يفضلو يقولو انتي مستحمله ازاي 
انتي ازاي صابره وساكته 
انا لو مكانك كنت اتطلقت من زمان
ووقت ما تتطلق الكل يبعد ويمشي  ويتكلم 
والي خايفه علي جوزها  لتخطفه
والي علي ابنها 
وعلي عيالها لتبوظ اخلاقهم
تحس انها عملت جر/يمه 
مش بكل بساطه رفضت حياه مينفعش تعيشها 
وزوج استحل الاها/نه والضر/ب وسيله لاثبات رجوله مش موجوده اصلا 
الناس دايما بتبص للقشره الخارجيه
بس عمرهم ما هيبصو علي جواهم
علي كميه التعب والألم الي المطلقه بتمر بيه
عن النظرات الي بت/قتل 
والكلمات الجارحة القذ/رة 
بدون مراعاه لمشاعر انسانه
 مجرد انسانه 
مش عايزه اكثر من انها تعيش في هدوء 
حتي دي استكتروها عليها 
تنهدت بعصبيه وهي تكمل:الكلام ف الموضوع ده عمره ما هيخلص 
لان الناس مش عايزه تتغيره 
بالعكس بيتتطاولو اكثر 
المصيبه ان الي بيساعد الناس انهم يكلملو في القر/ف والتفكير ده هم معظم الأهل 
لو كل الاهالي دعمت بناتها 
وقفت ف وش الي يقول نص كلمه 
كان زمان الوضع غير
بس حتي الاهل شايفين المطلقه 
مجرد منب/وذه
احمد بحنان وهو يري احمرار وجهها دليل علي غض/بها وعصبيتها المفرطه: استهدي بالله
سحر محاوله الهدوء: لا اله الا الله 
واكملت بحزن: انا بس صعبان عليا فيروزه 
حتي لو مش بتظهر 
هي جواها مجروح اوي يا احمد

احمد بتاكيد:هنعمل اي حاجه عشان نسعدها
فيروزه بنتنا 
وهنعمل اي حاجه عشان نشوفها سعيده 
سحر بتاكيد:ايو طبعا
وأكملت بحب:ربنا يباركلنا فيك يا حبيبي
ضمها الي صدرة وهو يردد بكل حب وصدق وثقه: وفيكي يا سحر 
مش عارف من غيرك كنت عملت ايه
ضحكت برقه وهو تردد:بحبك 
والإجابة كانت ضمه كبيرة تحمل الكثير  الكثير من الحب والامتنان 
وكفي
...................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
..................................
وفي الخارج 
كانت تقف بجسد متيبس اثر تلك الصفعه 
كممت يدها تمنع تلك الشهقه من الخروج 
اسمتعت الي كل شي 
ادم تقدم لها 
لكن رفضها 
ولما لا  فهي مجرد مطلقه 
وامه 
لهذا كانت تلك رده فعلها
انزلقت منها دمعه منك/سره 
قلب مح/طم 
وروح ما/تت
ما/تت وحُر/قت
ركضت الي المطبخ مره اخري 
ووقفت تحاول ان تفعل اي شي
تريد التحرك
تريد ان تنسى تلك الكلمات 
تريد ان تمحو تلك المشاعر القا/تله 
اندفعت الي الحوض تنظف الاطباق بسرعه  ودقه
تحاول افراغ تلك الشحنه الغا/ضبه
لن تبكي لن تبكي
قالتها صار/خه بداخلها رافضه
لن تبكي
هى لم تفعل الحرام 
هل الطلاق حرام ؟
هل اخطئت عندنا تطلقت ؟!
لكن كيف كان لها ان تعيش بتلك الحياه ...
لا لا لم تكن حياه
كانت ح/جيم
كانت نيران تحر/ق قلبها واحشائها بكل لحظه
بكل لحظه زل وك/سره نفس عاشتها مع ذاك الشخص 
كانت الأسوء 
حتي انها ظنت انها نهايتها ستكون بذاك المنزل
لكن 
لما يحدث هذا 
لما تسير الحياه ضدها ف كل مره
هي فقط 
تريد ان تعيش دون تلك النظرات 
دون القيل  والقال والاحاديث الجارحه 
القاتله في بعض الاحيان
هل الامر بتلك الصعوبه
وضعت الطبق ف مكانه بعصبيه 
وهي تنظف وتمسح الارضيه بقوه 
تحارب ان لا تسقط تلك الدمعات 
وتصر/خ بداخلها 
لم لا ترتاح 
لما لا 
تريد الراحه 
لما لا تحصل عليها 
الا تستحقها
وعند تلك النقطه توقفت عن العمل 
وهي تسقط ارضي تبكي بقوه وصوت شهقاتها تعلو وتعلو
و تردد بداخلها بقلب مح/ترق قلب ذاق كل انواع العذاب : يبدو انني لا استحق السعاده والراحه فعلا 
.....................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
......................................
خرجت سحر من الغرفه بعد ان غفي احمد
ليلفت انتباها صوت غريب
ما هذا 
انه صوت بكاء 
انتفضت سريعا تخطو نحو المطبخ حيث الصوت
وهناك كانت الصد/مه 
حيث فيروزه تجلس ارض بملابس مببله وجسد مرتجف
تضم ساقها الي صدرها
 تدفن وجهها وتبكي بقوه 
تصنمت محلها وهي تشاهد ذاك الانهيار 
فيروزه انهارت
توقعت حدوثه كانت تنتظر لحظه انهيارها 
فمهما حدث
كانت تعلم ان هذا سيحدث
وحان موعده
تحركت بهدوء نحو الجالسه ارض
جلست بجانبها تربت علي رأسها بحنان
انتفضت فيروزه بخضه تنظر لسحر بتشتت وضياع 
 نظرت سحر لوجهها الاحمر الباكي وعيونها الخائفه 
كان مظهرها مريع 
 شديده الضعف والوهن والالم
كامراه محطمه مهشمه ذاقت الكثير والكثير من الألم 
لم تجد نفسها الا وهي تضمها الي صدرها 
بقوه داعمه اياها مربته علي خصلاها بحنان وحب
لتن/فجر فيروزه مره اخري في البكاء 
بكاء بشهقات متألم 
شهقات تمز/ق القلب
شهقات متعبه مرهقه يائسه 
وتلك المره كانت بصر/خات طويله متألمه 
صرا/خات بعدد تلك السنوات والشهور والايام 
بعدد كل لحظه الم 
بعدد ك/سر قلبها وروحها 
بعدد سنين عمرها 
بعدد هولاء البشعين في حياتها 
بكت وكان البكاء لا ينتهي 
والاخرى تضمها بكل قوه وحنان 
مخبره اياها انها هنا 
فلتبكي قدر ما تشاء 
ولم يرو الواقفه تبكي وتصر/خ دون صوت
تبكي ندماً علي ترك صغيرتها 
تبكي علي فشلها 
فشلها في حتى أن تكون مجرد أم ......
.................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
.................................
بعد مده
وقفت سحر في الشرفه تتطلع الى السماء بروح متعبه خائفه علي تلك الصغيره 
التي تحملت ما يفوق عمرها اضعاف مضعفه
جلست علي مقعدها المفضل
ف انتظار انتهاء فيروزه من الإستحمام 
بعد وصله بكاء وصر/اخ 
حمدت الله انه لم يسمعها احد 
ظلت قليلا بمفردها 
ال ان شعرت باقتراب فيروزه 
نقلت عيناها الي وجهها
شاحب متعب واحمر 
 لم يختفي  اثر البكاء بعد 
عيون حمراء كالد/ماء 
خصلاتها المبلله اثر الاستحمام
منامتها النظيفه
مدت لها يديها تحسها علي الاقتراب 
اقتربت فيروزه وجلست بجانب  سحر 
تتطلع هي الاخري للسماء 
كم تعشقها 
كانت وما زالت الجلسه المفضله لديها 
صفنت لبرهه
وهي تتذكر 
لكم تمنت تلك الجلسه مع عبد الرحمن 
كم مره تخيلت حياتهم 
ضحكاتهم 
حتي اولادهم 
وبيتهم
و    و    وحبهم ..
كانت مجرد احلام
حُر/قت ونثر رمادها امام عينيها 
احلام قت/لت في مهدها 
واصبحت غير صالحه 
اصبحت لا شئ
اغرورقت عيناها بالدموع 
وهي تستغفر ربها 
لم تكن يوما ناكره فضل الله عليها
هي تخلصت من عادل 
ونجت من يد والدها
ورزقها الله بعائله جديده 
تضمها بين احضانها 
رزقها بعد الهدوء 
هدي امها
يوم ورا اخر ستستقر حياتها 
ثثق في هذا 
تثق ف الله
التفتت الي زوجه عمها 
لتجدها تطالعها بنفس النظرة 
تلك النظرة التي تربت علي قلبها 
نظره الحب والاهتمام 
التي لطالما تمنتها لسنوات من أمها 
حصلت عليها من زوجة عمها 
فيروزه بصوت مبحوح: شكرا 
سحر بحنان وهي تربت علي خصلاتها:ف بنت تقول ل امها شكرا 
مفيش  كده
ابتسمت لها فيروزه
وظل الصمت ثالثهم في تلك اللحظه 
لتقطعه فيروزه وهي تقول متسائله: هو انا وحشه يا طنط سحر 
التفتت لها سحر سريعا 
تنظر الي ملامحها المن/كسره بعد هذا السؤال 
استجمعت سحر شجاعتها 
وامسكت يد فيروزه وهي تقول:هقولك سر 
اعتدلت فيروزه تستمع لها بانصات شديد
لتبتسم سحر وهي تكمل: زمان ماما الله يرحمها قالتلي سر 
ماشيه بيه لحد دلوقتي 
قالتلي
لو عايزه تعرفي انتي جميله ولا لا 
متبصيش لنظره الناس ليكي 
ابدا
بصي لعينك انتي 
لنظرتك انتي
لو شفتي نفسك جميله في عينك 
تأكدي الناس هتشوفك بنفس عينك
وحتي لو شافوكي بعكس كده
تأكدي ان رأي الناس مش مهم ابدا 
جمالك هيجي منك انتي 
هيجي من ثقتك انك جميله
وان راي الناس ملهوش لازمه
ولان مهما كنتي جميله الناس هتطلع فيكي الوحش وبس
محدش بيتكلم عن الحلو
الوحش وبس 
نظرت له فيروزه بهدوء
 لتكمل بتاكيد وهي تتحسس وجهها :انتي جميله اوي يا فيروزه 
ثقي انك جميله قلبا وقالب
ولو في حد قالك غير كده 
ف ده ليه سبب واحد بس انه مريض 
مريض ومحتاج يتعالج 
ثقي في نفسك في جسمك في شعرك في شكلك
حبي نفسك زي ما هي 
ولو حابه تغيري حاجه غيرها لنفسك بردو 
لنفسك وبس 
انتي تستحقي 
تستحقي كل السعاده 
ابتسمت لها فيروزه بمتنان 
ف سحر محقه 
دمعت عيناها وهي تستمتع الي سحر تردد:
نحن نري جمالنا في عيوننا 
وليس في عيون من حولنا 
ف جمالنا لنا 
وليس لغيرنا 
فيروزه بحب :الكلام ده كلام جميل
سحر :جميل عشان ليكي 
ابتسمت فيروزه بخجل 
وظلت صامته قليلا 
الي ان ردت بقوه:طنط سحر انا محتاجه مساعدتك 
ابتسمت سحر بفخر 
ف ها هي البدايه 
...................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
..................................
فيروزه بقوه: انا عايزه اخس يعني عايز اقلل وزني 
حاولت كثير بس ولا مره نجحت للاسف 
سحر بتأكيد:طالما عايزه 
يبقي ليه لا 
الموضوع يمكن بس محتاج قوه
باذن الله نروح لدكتور تغذيه تمشي معاها علي نظام مناسب ليكي 
 ونشتركلك في جيم كمان عشان يكون عامل مساعد 
وتخرجي طاقتك
وممكن كمان نتمشي سوا كل كام يوم
اتسعت  ابتسامه فيروزه بسعاده وهي تستمتع الي حديثها 
سحر بسعاده: انا جمبك ومش هسيبك غير وانتي واصله  للوزن المثالي
واصله للجسم الي بتحلمي بيه
صفنت فيروزه وهي تتخيل مظهرها وهي ذات جسد متناسق
جميل
ترتدي ما تريد 
كل ما تريد
وليس ما يناسب وزنها
فيروزه بتخيل:يا يا طنط سحر ده حلم سنين
حلم من قلبي هدعي ربنا يتحقق
سحر بتاكيد:هيتحقق 
المهم الاراده
والثقه في الله
فيروزه: ونعم بالله
وثقه جدا 
سحر ببتسامه:ده المهم
اكملت فيروزه:كنت عايزه اكلمك في حاجه  تانيه
سحر بتشجيع:قوليلي يا روزه
عمو كان وعدني انو هيلاقيلي شغل 
حابه اشتغل يا طنط
واتعرف علي العالم الي بره ده 
تعرفي انا كنت نفسي اكمل تعليمي عشان اشتغل
وابني نفسي واعيش حياتي زي ما كنت بتمني
بس مكنش في نصيب
انا عايزه أبدأ من اول وجديد
عايزه انسى
قالتها بدموع سقطت بوجع
حاسه اني لازم الاقي نفسي 
ومش هيحصل غير وانا بتعامل وبشوف العالم
سحر بدموع هي الاخري : هترجعي من اول السنه ان شاء الله 
عمك قال هيقدملك في الجامعه باذن الله مع العام الجديد
ولو علي الشغل انا هكلم عمك وان شاء الله نلاقي حاجه مناسبه ليكي 
احنا جمبك
وسوا هنحققها
انقضت عليها فيروزه تحتضنها بقوه 
بكل حب العالم نحو تلك المراه
شاعره انها تخطو اولي خطواتها 
نحو 
نحو السعاده 
...................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
....................................
حل صباح جديد 
ويوم جديد 
وربما مفاجأت جديده

في المشفي
ساعدت اسماء هبه في ارتداء  ملابسها 
ف اخيرا ستعود للمنزل
تطلعت اسماء الي ملامح هبه الشاحبه
وهي لا تفهم شي
يحيى الذي يتهرب من لقائها
وهبه التي لا تنظر لوجهها 
ماذا حدث وهي لا تعلمه

اسماء بتساؤل:هبه انتي كويسه
اؤمت لها هبه بصمت 
وهي تفتح الباب لتقابل يحيى في وجهها 
يحيى بهدوء:الممرضات هيجيبوا الولاد دلوقتي 
انا جبت العربيه بتاعه مليكه وعربيه الولاد 
اومأت له بصمت 
وهو الاخر ينظر لها بضيق 
لا يريد ان تكون هكذا 
هادئه صامته شارده في معظم الأوقات 
لما اصبحت هكذا
لم يمر الكثير واتت الممرضات بالثلاث صغار 
وهنا تبدلت هبه 
وهي تندفع نحو الصغار تقبلهم وتضمهم الي صدرها اخيرا دون خو/ف 
او لمده معينه
ابتسم علي تلك الصورة الدافئه 
وهي تضم صغيرته مليكه
هبه ببكاء:وحشتوني اوي
احفظهملي يا رب 
مبقاش ليا غيرهم 
وهنا  سقطة ابتسامته 
هبه لم تعد تريد سوا اطفالها 
هبه فقد تريد الهدوء 
وضعت مليكه في عربتها 
والصغار ايضا بعد ان قبلتهم كثيرا 
واستندت علي اسماء 
عائدين للمنزل 
بقلب غير ذاك القلب
................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
...............................
في منزل ادم 
انتهت امه من الصلاه 
تستغفر ربها وهي تتذكر ما حدث ليله امس
Flash Back 

كانت تجلس تصلي لتجد ابنها يدلف للشقه
عكس ما خرج منها 
حزين وبقلب منك/سر 
اقترب منها وهو يقول بدون مقدمات :ماما 
فيروزه طلعت
قاطعته :مطلقه 
لم يسالها كيف عرفت ولم تساله عما حدث 
فقد كان الصمت هو الاجابه 
وكل منهم دلف لغرفته

Back 
استغفرت ربنا وهي تفكر بتعب
ذاك التفكير مد/مر
بل قا/تل 
خرجت من شرودها وهي تجده يقف امامها 
وهو يقول بهدوء:ماما انا عايز اتكلم معاكي 

نظرت الي عيناه

وهي تعلم القادم بكل تاكيد
.......................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
........................................
في منزل مجيده
كانت تتحدث في الهاتف بعد ان انتهت من ارتداء  ملابسها وهي تقول:حاضر هروح اصالحه 
زي ما اتفقنا
حاضر تمام 
فهمت خلاص فهمت 
هعمل كده لحد الفرح ونخلص من الهم ده
وانا كمان بجد مرعوبه
عارفه
تمام انا هروح دلوقتي
سلام 
اغلقت  الهاتف
وهي تسرع بالخروج 
فيجب مصالحه محمود 
حتي تحقق ما تريد
...................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
....................................
في منزل زينب 
كانت تجلس علي طاوله الطعام  تاكل وحدها 
ف ابنتاها تركوها من الصباح الباكر 
لمشاهده  بيتهم الجديد
تركوها ورفضوا اخذها 
بحجه انها تفتعل المشاكل مع حماتهم
وحتي لو 
هي امهم
تفعل ما تريد 
تركوها هنا ولم تري سكن ابنتاها 
كأنها منبوذه 
كأنهم تبروا منها
قذفت الصحن بغ/ضب وهي تلع/نهم 
هي من ربتهم
هي من اتت بهؤلاء العرسان 
وفي النهايه تُترك بمفردها تاكل وحدها 
وستظل هكذا للابد
صر/خت بغيظ 
وهي تفكر في طريقه كي تنهي هذه الزيجه
يجب ان يظل بناتها تحت طوعها 
مهما كلف الامر 
افاقت علي صوت هاتفها يعلن عن رساله من ابنتها
اتسعت عيناها وهي تقراها
ابنتها تخبرها بكل وقا/حه ان تاكل طعام الغداء ايضا بمفردها 
فهم سياكلو مع حماتهم
تنهدت بحسره وهي ترى ان كل شي خرج من تحت  يدها 
ولم يعد شئ تحت السيطرة 
تنهدت بتعب وهي تفكر 
ما القادم

ولا تعلم ان القادم اسوء بكل تأكيد
....................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
...................................
في منزل محمود 
كان يتناول الافطار سريعا لكي يحلق بالعمل 
ليستمع الي صوت الباب 
نظر الي الساعه بإستغراب 
وذهبت امه لتري من 
وكانت مجيده
استغفر ربه بضيق 
مجيده 
محمود :نعم جايه ليه
نهرته امه موبخه وهي تقول:بس يا قليل الاد/ب 
ادخلي يا مرات ابني
يلا حماتك بتحبك
قالتها بضحك 
وهي تتدخل للمطبخ كي يظلو بمفردهم
اغلقت الباب وجلست بجانبه وهي تقول:محمود 
رد بهدوء وهو ياكل:نعم 
مجيده بدلع وهي تتحسس يده:لسه زعلان
ازاح يدها سريعا برتباك وهو يقول:لا 
اقتربت منه اكثر حتي صارت ملتصقه وهي تقول:بجد
انتفض من مكانه وهو يقول:مجيده
مجيده بدلع:خلاص خلاص 
مهنش عليا تفضل زعلان
تطلع لها وهو يستغفر ربه 
مجيده توقعه في شباكها 
اقتربت منه وفي لحظه خاطفه قبلته من وجنته وهي تقول:انا بس جيت اصالحك 
وهمشي
يلا باي 
قالتها وغادرت بمكر وهي تري وجهه 
كأنها لم تفعل شئ
وظل هو يقف يتطلع ف اثرها 
بمشاعر جديده تنمو وتزهر 
يشعر بعدم ارتياح 
لكنه ينجذب 
ولا يفهم 
ولا يعلم 

لا يعلم ان ما خفي كان اعظم 
....................................
ظلمت_لكونها_انثي 
عفاف_شريف 
....................................
في منزل احمد 
وقفت فيروزه تعد الإفطار
يساعدها الجميع  للانتهاء سريعا 
فلكل منهم اشغاله الخاصه 
وضعت الطعام علي الطاوله
وجلس الجميع 
وقبل حتي ان يبدأو
استمعوا الي صوت الباب
توجه احمد ليفتحه ودلفت النساء للمطبخ 
وكان علي الباب اخر شخص توقع ان يراه
كان 
ادم
احمد بهدوء:ادم
ادم بهدوء :حضرتك مشيت امبارح  قبل ما اقولك ردي 
انا معنديش اي مشكله في إن فيروزة مطلقه 
اتمني حضرتك تحددلي معاد عشان اجي انا ووالدتي نتقدم

تعليقات



×