رواية صراع الذئاب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ولاء رفعت

 رواية صراع الذئاب الفصل السابع والعشرون بقلم ولاء رفعت 

_ تتمدد ع المقعد بأ ريحية تقرأ إحدي الروايات التي قد أخذتهم معها بالرحلة فشغفها للقراءة لاينتهي خاصة تريد أن تشغل عقلها عن كثرة التفكير الذي أرهقها ذهنيا ونفسيا ...

_ أنا نازل الميه شوية ... ياريت متتحركيش من مكانك ... قالها آدم  ثم أمسك بزجاجة مياه يرتشف بعض الماء 

رفعت عينيها لتراه يقف أمامها عاري الصدر يرتدي سروال قصير خاص بالسباحة 

قالت بتوتر : هو أي الي متتحركيش أنا مش عيلة صغيرة 

جز ع شفته السفلي بحنق وهو يغلق زجاجة المياه التي أنكمشت ف قبضته ... ألقاها بقوة ف الأرض بجوارها وتركها قبل أن ينفعل عليها 


أغلقت الكتاب وزفرت بضجر وقالت : بني آدم غريب ع طول خلقه ف مناخيره 

ظلت تتابعه وهو يسبح ف مياه البحر ... قاطع شرودها إرتطام كرة بلاستيكية ف رأسها ... أمسكتها وألتفت إلي يمينها لتجد ذلك الصغير يركض بسعادة وقال : 

ديجا ... ديجا 

أبتسمت له وهي تفتح زراعيها له وقالت : 

أهلا بحبيبي الصغنن 

عانقها بحب ثم أبتعد برأسه وقال : 

أنا مش صغنن 

ضحكت وقالت : 

حقك عليا سماح المرة دي ... أنت راجل وسيد الرجاله كمان 

أبتسم وهو يقبلها ف وجنتها وقال : 

شكرا 

خديجة : ماما فين ؟

آسر : ماما راحت تجيب خالو وقالتلي ألعب لحد ما أجيلك .. قومي يلا ألعبي معايا 

خديجة : وعايزني ألعب معاك أي ؟

آسر : بصي هي المفروض نبقي كتير بس مفيش حد غيرنا نلعبها وأمري لله 

ضحكت من طريقة حديثه التي تسبق عمره فقالت : 

أنت مشكلة ماشاء الله عليك 

قال بإمتعاض : يوه أنتي هاتعملي زي خالو ع طول يقولي أنت مشكلة أنت مصيبة 

ضحكت وقالت : عشان طريقة كلامك عسل ... يلا مش ناوي نلعب ولا أسيبك تلعب لوحدك ؟

آسر : طيب هاتي إيدك 

أعطته يدها فأمسكها وقال : 

ورقة .. حجر .. مقص 

ترك يدها وقال : 

يوه ... معملتيش علامه بإيدك ليه ؟

خديجة : 

ما أنا مش فاهمه أنت عملت أي 

آسر : خلاص مش مشكلة ... أنتي الي فيها ... أجري بقي عشان لو الكرة جت فيكي تبقي خسرانة 

خديجة : يلا نبدأ 

آسر : 1..2..3

بدأ اللعب معا يركض خلفها ويلقي عليها الكرة وهي أيضا تفعل ذلك ... وفي أثناء وهي تركض وتنظر خلفها لتتفادي الكرة ... أصتدمت بشخص ما ما أدي إلي وقوعه وتعثرت لتقع فوقه 

وقبل أن تنهض من فوقه حدقت بصدمة عندما تلاقت عينيها بعينيه 

نهضت سريعا وهي تعتدل من ثوبها 

قالت : آسر !!!

نهض ووقف وهو يقوم بإزالة الرمال  من ثيابه قال : 

خديجة !! ... عامله أي ؟؟

أجابت بقلق : الحمدلله ... عن إذنك 


أوقفها صوت حياة وهي تقول : 

ديجا ... صباح الخير ياعروسة .. تعالي ما أعرفك بأخويا 

أشارت إلي شقيقها وقالت بفخر : آسر أخويا من أمهر الدكاترة ف مجال الجراحة وجاي يقضي معانا أجازته بعد ما تحايلت عليه ولسه واصل دلوقت 

وركض الصغير وهو يعانقه وقال : وحشتني أوي يا خالو 

آسر وهو ينظر لها قال : وأنت كمان يا حبيبي 

أحست بالإحراج والخجل  : 

معلش أسيبكو بقي تقعدو مع بعض 

حياه : طيب ما تنادي جوزك وتعالو أفطرو معانا حتي يتعرفو ع بعض 

خديحة وهي تتحاشي نظرات آسر المحدق بها قالت : 

شكرا إحنا سبقناكو ... بالهنا والشفا 

حياه : طيب هاسيبكو دقيقه هاروح أجيب الأوردر وجايه ... قالتها وذهبت قبل أن تتحدث خديجة 

كادت تذهب هي أيضا فأوقفها آسر وقال : 

مبروك 

أجابت بدون النظر إليه : الله يبارك فيك 

أمسك يدها آسر الصغير وأمسك بيد خاله وقال : 

يلا تعالو نلعب مع بعض 

أنحنت نحو الصغير وقالت : معلش ياحبيبي ألعب أنت مع خالو وأنا هاروح هاشوف عمو آدم 

قال الصغير : خلاص روحي وتعالي بسرعة 

أبتسمت له وقالت : حاضر يلا باي 

و ما أن ألتفتت لتشهق بذعر


*************************************


_ في قصر البحيري ....


_ أنتي تخرسي ومتتكلميش ولا كلمة وأحمدي ربنا إن كتبت عليكي أصلا عشان خاطر أبويا الله يرحمه ... قالها طه بصياح


سماح : شوفت ياعزيز بيه بيقولي أي!!


زفر عزيز بضيق وقال : خلاص أنت وهي والي هقولكو عليكو هو الي هيمشي 


نظر إلي طه وأردف:أنت يا أستاذ مش كل شوية تعايرها لو كانت هي غلطانة مرة أنت غلطت ألف مرة بالي هببتو مع بعض وكمان لما عايز تطلقها وهي حامل منك 


طه : ياعمي ب....


قاطعه عزيز وهو يشير إليه بيده ليصمت : هوس لسه مخلصتش كلامي سيادتك تروح تجيب حاجتها وحاجتك وهتيجو تعيشو معانا لحد ماربنا يقومها بالسلامة ده أولا وثانيا بدل ما قاعد تلف ع شغل عند الناس مصنع وشركات عمك أولي بيك 


تنهد طه وقال : بس أنا معيش غير دبلوم صنايع هاشتغل بيه أي ده 


عزيز :أنا عندي عمال معاهم محو أمية وبيطلعو أحسن إنتاج من الي معاهم بكالوريوس هندسة ... وبعدين متقلقش أنت هتشتغل مشرف عمال ومرتبك هيبقي أول كل شهر بس عن شرط الإلتزام والإتقان ف الشغل لأن ف دول معنديش حاجة اسمها ابني ولا ابن أخويا زيك زي من أكبر لأصغر موظف عندي ... خلاص أتفقنا ؟


أومأ له طه وقال : الي تشوفو ياعمي 


عزيز : وبالنسبة ليكي يا مدام سماح ... أنتي ضيفتنا هنا ع عينا وع  راسنا من فوق أعتبريني هنا ف مقام حماكي الله يرحمه ولو زعلك أو أي حد ضايقك تيجي تقوليلي وأنا هاتصرف وأي حاجة محتاجها تطلبيها مني 


أنفرجت أساريرها بسعادة وقالت : تشكر ياعزيز بيه ربنا ما يحرمنا منك 


عزيز : ف أي حاجة تاني ؟


طه : لاء شكرا ياعمي 


عزيز : يلا قومو عشان زمانهم حطو الغدا وجيهان والأولاد مستنينا 


***********************************


و ما أن ألتفتت لتشهق بذعرعندما رأت الذي يقف بطوله الفارع يرمقها بنظرات حادة أرعبتها فركضت نحو الطاولة التي كانت تجلس لديها 

بينما آدم مازال يقف محدقا بآسر وقال بصوت أجش : 

أزيك يا دكتور ... صدفة إننا نتقابل ف الجونه 

أجابه آسر بسخرية واضعا يديه داخل جيوب بنطاله : 

شوفت بقي يا بشمهندس وزي ما بيقولو رب صدفة خير من ألف ميعاد


ابتسم  آدم بإزدراء وقال : 

عن إذنك رايح لخديجة مراتي 

قالها وهو يضغط ع حروف الكلمة الأخيرة ثم ذهب ... ظل آسر ينظر نحوه شرزا وهو يضم قبضته ويجز ع فكه ..ود إن يبرحه ضربا

_ رأته بطرف عينيها وهو يقترب نحوها تصنعت القراءة ... قلبها يخفق بشدة ... أختطف منها الكتاب وأغلقه بقوة وقال بنبرة جدية صارمة :

أومي يلا نرجع الشاليه 

قالت بنبرة هادئة : 

خلينا قاعدين شويه الجو حلو 

رمقها بنظرات نارية أوقعت قلبها من الخوف وصاح بحده : 

أنا قولت أومي مش هعيد الكلام تاني 

أبتلعت ريقها بخوف وقالت : 

حاضر هلم الحاجة بسرعة 

قالتها وهي تلملم أشيائهم وترمقه بحذر وهو يرتدي قميصه القطني ... ذهبت معه وهي تسير بجواره ولم يتفوه معها بكلمة طوال الطريق ... فتح باب المنزل ليشير إليها بالدخول ... ولجت إلي الداخل لينتفض جسدها من صوت صفق الباب بعنف 

أسرعت نحو غرفتها فأوقفها صوته المرعب : 

تعالي هنا 

ألتفت إليه وهو تستجمع قواها فتقدمت نحوه وبادلته بنظرات قويه وقالت : 

نعم ؟

صاح بغضب وهو يلقي بالمفاتيح ع الطاولة : نعم الله عليكي ... أي الي جابه ورانا الجونه وكنتي واقفه بتعملي معاه أي ؟؟؟

أتسعت عينيها بصدمة من نظرات الإتهام التي يرمقها بها فأشتد حنقها وقالت : 

وأنا مالي ماتروح تسأله ... وشوفته صدفه زي ماحضرتك شوفت 

أبتسم بسخرية وقال : بجد !! ... مش أنا سايبك مرزوعه بتقري الكتاب وقايلك متتحركيش أرجع ملاقكيش ف مكانك وكمان واقفه مع الأستاذ الي كنتي سيباه يمسك إيدك ف كافتريا المستشفي 

صاحت بغضب وقالت : 

أنا أتجننت !! أنا مفيش حاجه مابيني ومابينه وعيب أوي الي بتقوله ده لأنك عارف أخلاقي كويس ولا تحب أفكرك أنا أبقي مين يا آدم بيه !!

آدم : وقسما بالله يا خديجة لو لاقيتك واقفه مع الحيوان ده تاني لهخلي أيامك جحيم 

رمقته بنظرات حاده وقالت : 

أنت لسه هتخليها ما هي فعلا جحيم!! وبعدين مال دمك محروق كده ليه لتكون لاسمح الله بتغير عليا !!

جذبها من يدها المصابه بالحرق و ضغط عليها بقوة متجاهلا علامات الألم وصرخاتها وقال : 

أنتي لسه لحد دلوقت مشوفتيش وشي التاني وأنصحك بلاش تشوفيه وبالنسبة للغيرة أوعي تفتكري غيرة حب أنا مبحبش حد يجي جمب حاجة ملكي ...مش أكتر 

جذبت يدها من قبضته بعد معاناه وصرخت به : 

حراااام عليك بقي وكفايه أوي كده ... ولو أنت مغصوب عليا للدرجدي طلقني !

رمقها بغضب جامح وهو يمسكها من زراعيها وقال : 

الكلمة دي لو نطقتيها ع لسانك تاني هخليكي تتمنيها ومطوليهاش ... أنتي فاهمه ؟؟؟

قالها ودفعها لتسقط أرضا تبكي ... زفر بغضب والدماء تغلي كالسعير ف جسده ... غادر المنزل قبل أن يتملك منه شيطانه أكثر من ذلك .. تركها رفيقة دموعها التي تساقطت ع أناملها التي تؤلمها بشدة من الحرق ومن قبضة أنامله التي غرزت بها بدون رحمة .

*****************************


_ الحمدلله ... قالها يوسف وهو ينهض من ع مائدة الطعام 


جيهان : أنت لحقت تاكل !!!


يوسف : أنا أصلا قبل ما أجيلكو كلت سندوتشات مع أصحابي ف المستشفي ... قالها وكان يلاحظ نظرات سماح التي ترمقه بنظرات إعجاب فرمقها بنظرات حادة ... فتصنعت تناول الطعام 


طه : أومال فين ياسين ويونس ؟


عزيز : يونس لسه مكلمني بيقول إنه سافر إيطاليا عشان يجيب شوية خامات للمعرض 


رمقته جيهان بتعجب وقالت : سافر من غير ما يقولي !!!


عزيز : ماهو أنا أتفاجأت برضو زيك 


جيهان : وراجع أمتي ع كده ؟


أجابها بعدما أبتلع ما بفمه : قال أول ما هيستلم الحاجة هيرجع ع طول بس شكله هيطول شوية الي حسيته إنه بيغير جو هناك 


أندفعت سماح وقالت : يا بخته ... رمقها طه بنظرات أسكتتها وهمس إليها : خليكي ف حالك 


بينما ملك تجلس ع المائدة وكانت شاردة ف الطبق التي لم تتناول منه ملعقة واحدة 


_ مبتاكليش ليه ياملك ؟... قالتها جيهان 


أنتبهت إلي والدتها ثم نظرت إلي يوسف بإزدراء وقالت : مليش نفس .. وقفت وهي تزيح المقعد وأردفت : عن أذنكو طالعة أوضتي 


نهض يوسف أيضا : وأنا طالع أريح شوية 


_ بابي عايزة أروح النادي بقالي أسبوع مروحتش التمارين ... قالتها لوجي 


أقترب منها وأنحني إليها ليقبل وجنتها الوردية وقال : بكرة إن شاء الله هاخد أجازة وهاخدك بنفسي وبعدها هوديكي الملاهي 


لوجي : لاء مش عايزة أروح الملاهي عايزة مامي ... بقالي كتير مشوفتهاش وحشتني أوي 


نظر كل من عزيز وجيهان ويوسف إلي بعضهم البعض ...


جيهان : مامي مسافرة ولسه هتيجي يا حبيبتي 


لوجي : أوف يا جيجي كل شوية تقوليلي كده ومبتجيش ولا حتي بترد ع موبايلها 


يوسف : بنت عيب كلمي جدتك بإحترام 


نزلت من ع المقعد وقالت بغضب: مش عايزاك معايا أنا هاخد داده سميرة أحسن .. قالتها وركضت إلي الحديقة 


جيهان : روح أنت يا يوسف أنت بقالك يومين منمتش 


يوسف : عن أذنكو 


قالها وصعد الدرج متجها إلي غرفة شقيقته ليطرق الباب وقال : ملك أفتحي أنا يوسف 


*****************************


_ في بلاد الصقيع والثلوج روسيا ...

هبطت طائرته الخاصة في مطار موسكو للطائرات الخاصة برجال الأعمال ... فتح الباب ليظهر بهيبته وشموخه المعروف به وسط رجال المافيا والعصابات الروسية ... يلقبونه فيما بينهم بالقيصر نظير لقب الملك الملقب به ف إيطاليا ومصر ...

أغلق زر سترته وأرتدي فوق بدلته معطف من الجوخ الألماني المزينة تلابيبه بفراء الثعلب الفاخر ... تكسو زيتونتيه نظارة شمسية من أشهر الماركات العالمية ... أثني ساعده لتمسك به صبا التي ترتدي معطف من الفراء باللون الأبيض يصل إلي أسفل ركبتيها يتوسطه حزام باللون الأسود وحذاء باللون الأسود ذو رقبة تصل إلي نهاية المعطف كانت تنظر من حولها بتوتر وقلق من تلك الأجواء لاسيما عندما رأت هؤلاء الرجال أصحاب البدل والنظارات السوداء ذي أجساد وبنية ضخمه يقفون كسلسلة جبال متراصة ع الجانبين وكأنهم ينتظرون رئيس دولة فهذه تقاليد وتعاليم زعيمهم الروسي الذي ينتظر بداخل تلك السيارة السوداء الفاخرة (ليموزين) وبرفقته فتاة ذات شعر أشقر ثلجي وعيون زرقاء 

_مالك بتتنفسي جامد كده ليه؟؟ ... قالها قصي 

أجابته وهي تتشبث بزراعه تستمد منه الطمأنينه : 

الجو بارد وحاسه مش قادره أتنفس 

توقف عن السير ووقف أمامها وهو يمسك يدها ليجدها مرتجفه وملمسها بارد للغايه ... قام بضمهما بين كفيه ثم رفعهما نحو شفتيه وأخذ يقبلهم بحنان ... ثم نظ إليها وقال : 

لسه سقعانه ؟؟

أومأت له بالنفي بدون أن تتفوه حيث إنها مشدوهة من تأثير قبلاته ع يديها 

فعادت إلي إدراكها وقالت : 

بطل حركاتك دي ولا أنت بتصدق وخلاص !

رمقها بضيق مصتنع وقال : أنا فعلا غلطان ..ماااشي 

قالها وزفر بحنق .. وبدون أن تراه أبتسم بمكر وقال بداخل عقله : ماشي ياصبا لما نشوف هاتعملي أي مع سيلينا 

وكان هناك من يتابعهم من خلف الزجاج المعتم 

ملحوظة: الحوار مترجم 

_ هذه هي إذا إبنة شريكه التي تزوجها ... قالتها الفتاة الشقراء 

أجابها الأخر بصوته الأجش ذو البحة 

: أجل هي .. فهو يستحق لقب القيصر عن جدارة سواء بالعمل معانا أو إختياره لشريكة حياته ... يالها من سيدة جميلة 

رمقته الفتاة بحنق وقالت : 

أنا أراها فتاة عادية مقارنة بالحسناوات الاتي كانو يرافقهن قبل أن يتزوج 

ألتف الرجل إليها يحدق بها بنظرات غامضة وقال : 

وماسبب تلك الغيرة التي شعرت بها ف حديثك سيلينا ؟

ضحكت بسخرية وقالت : 

غيرة !!.. ولما أغار عزيزي نيكلاوس 

(نيكلاوس : من أكبر تجار الأسلحة والذخيرة ف روسيا ع الرغم من صغر سنه فهو ف نفس عمر قصي تقريبا )

أبتسم بجانب فمه وقال : 

هل تظنين أنني لاأعلم ماكان يحدث بينكما !!

أنتابها التوتر وقالت :

بماذا تهذي يارجل ؟! 

أمسك برسغها بقبضة قوية وقال : 

أرجو أن لا تقترفي حماقة ف هذه المرة .. وإلا سأجعل رجالي يفعلون معك ما كنت تريدونه منه دائما 

أتسعت عينيها بصدمة ... ترك يدها وقال : 

هيا أنزلي لنستقبلهم ..


*****************************************


_ فتحت الباب ليولج إلي داخل غرفتها ... ثم ذهبت تجلس ع المكتب أمام الحاسوب تتصفح الإنترنت ... وبدون أن تنظر له : نعم ؟


أغلق الحاسوب بثنيه وقال : لما أكلمك تسيبي الي ف أيدك وتنتبهي ليا 


وقفت عاقده ساعديها أمام صدرها وقالت بتهكم : وتتكلم معايا ليه ؟؟؟ أنا أصلا مش بكلمك ولا عايزة أكلمك 


زمجر بحنق وقال : ملك .. أتلمي وراعي إنك بتتكلمي مع أخوكي الكبير 


ضحكت بسخرية وقالت : أخويا لما أحس إنك حنين عليا مش مع أول مشكلة تضربني بالقلم ومتسمعش ليا وتتحكم ف حياتي 


يوسف : طيب أقعدي عايز ... أتكلم معاكي .. مش هاخد من وقتك كتير كده كده أنا عايز أنام 


أرضخت له وجلست ع طرف تختها فجلس بجوارها  لينظر إليها وجها لوجه ... أمسك برأسها وقبل جبهتها وقال بنبرة إعتذار : حقك عليا أنا أسف إن مديت إيدي عليكي .. بس أنتي السبب .. قعدتي تستفذي فيا 


ملك : أنت كمان أستفذتني .. وبتدخل ف حياتي من غير ماتسمعني


يوسف : بصي ياملك من غير ما نقعد نفتح ف مواضيع كتير ... أنا مقدر مشاعرك وكنت متوقع الي هيحصل ف يوم من الأيام بسبب قربه منك ديما ومصعب أي بنت تتمناه إنسان محترم وراجل يعتمد عليه وشخصية تجذب أي حد يتعامل معاها ... بس ده مش كفايه 


ملك : أومال أي المانع 


يوسف : أنتي عارفة كويس ... وهقولهالك تاني مابينكو فرق إجتماعي يعني تقدري تقوليلي مصعب هيعرف يسكنك ف قصر زي الي عايشة فيه ده بلاش قصر.. فيلا .. شقة ف كمبوند حتي ... متقنعنيش إنك هاتتجوزو وتعيشي معاه ف الأوضة الي ف البيت الي جمب القصر !!


ملك : الي بيحب حد يستحمل يعيش معاه لو ف أوضة فوق السطح 


يوسف : ده كلام بنضحك بيه ع نفسنا ... ياملك الجواز مش كله حب ف حب .. يعني أي أتنين بيحبو بعض لازم يبقي فيه بينهم تفاهم تكافؤ يبقو قريبين من بعض ف كل حاجة ... إحنا بشر وكل واحد فينا ليه طاقة صبر .. يعني أنتي شوفي بتاخدي من بابا مصروف كام ف الشهر أد مرتب مصعب 10 أضعاف .. شوفي الفستان الي بتشتريه بكام .. هل هتقدري تستغني عن كل ده وتعيشي ع أد إمكانياته ؟؟


ملك : ما هو يعني مش هيفضل يشتغل سكيورتي عند بابا ... يعني لما نتجوز ممكن يشتغل ف الشركة 


يوسف : مصعب عمره ما هيوافق ع حاجة زي كده .. أنا عارفه كويس ... هو ورث شغله ده أب عن جد ... وعنده عزة نفس .. ياريت تفكري ف كلامي قبل ماتتسرعي ... يمكن أنا بكلمك بالعقل والمنطق ... لكن بابا لو حس بحاجة زي كده مش هقولك هايعمل أي ... ساعتها مش هتلومي غير نفسك لما تحسي إنك أذيتي الإنسان الي حبتيه 


أبتسمت بتهكم وقالت : من غير ما تقول خلاص كل حاجة أنتهت قبل ما تبتدي 


قال بعدم فهم : مش فاهم ؟؟


أجابت بتوتر وهي تنظر لأسفل : بصراحة روحتلو المستشفي لما عرفت إنه تعبان


تنهد يوسف وقال : تاني مرة متتكررش غير لما تقوليلي ... ومش عايزك تزعلي ولا تتضايقي بكرة هتقابلي الإنسان المناسب ليكي وساعتها هتحسي كان حبك لمصعب مجرد تعود أو حب مراهقه ... وكفايه بقي عشان خلاص دماغي فصلت وهموت وأنام .. عايزة حاجة ؟


ملك : شكرا 


يوسف : هاسيبك أنا بقي .. قالها وغادر الغرفة 


***************************************


ترجل من السيارة بعدما فتح له السائق وتبعته سيلينا التي كانت تمسد رسغها 


يتقدم نحوه قصي وصبا ... فتح نيكلاوس زراعيه بترحاب وقال :

مرحبا بالقيصر ف بلادي 

عانقه قصي مبتسما وقال : 

عزيزي كلاوس ... أخيرا يارجل قد رأيتك 

كلاوس : أنت الذي لاتريد زيارتنا سوي ف الصفقات والعمل فقط 

قصي: أعذرني فأنا مشغول كثيرا بأعمالي ف مصر 

نظر الرجل إلي صبا بتفحص وقال : 

واضح كثيرا ..فالزواج قد جعلك نسيت أصدقاءك 

تجهم وجهه وهو يجز ع فكه فأبتسم بتصنع وقال : 

أفعل مثلي وستري إنه أجمل شئ أن تعيش مع المرأة التي أخترتها بقلبك وعقلك 

ضحك كلاوس وقال : 

لا ياصديقي ... أتريديني أدفن نفسي حيا! فأنا كالطير أحب التحليق بحرية وبدون قيود حواء التي تعمل ع تعاستك طوال الوقت 

_ هياي ... أهلا بك أيها القيصر ... قالتها سيلينا وهي تمد يدها إلي قصي 


صافحها قصي وقال : أهلا بك سيلينا

سيلينا وهي تنظر إليه ثم إلي صبا التي لم تفهم شيئا من اللغة الروسية 

فقالت : 

وكيف حالك ؟

ضم صبا بزراعه وقال : 

كما ترين بخير وبسعاده 

سيلينا بإبتسامة مصتنعه قالت : 

ع مايبدو زوجتك لم تفهم الروسية 

قصي : 

أجل ... ثم نظر إلي صبا بجانبه وقال : 

حبيبتي ده يبقي صديقي ويعتبر من أكبر التجار المسيطرين ف سوق السلاح بروسيا إسمه نيكلاوس وبنقول بإختصار كلاوس ... ودي تبقي مديرة أعماله أو رفيقته سيلينا 

أبتسمت لهما وقالت بالإنجليزية : 

Welcome

بادلها كلاوس الإبتسامه ومد يده بالمصافحة وقال بالإنجليزية :

Welcome ;My pretty Lady 

أهلا بك سيدتي الحسناء 

أبتسمت وقالت بدون أن تبادله المصافحة : 

Thanks


_ عفوا صديقي فزوجتي لاتصافح الرجال ... قالها قصي بإبتسامة وبداخله فرحا من ردة فعل زوجته 


سحب كلاوس يده وقال : 

لا عليك أعلم العادات الشرقية لديكم 

تقدمت نحوها سيلينا وقالت : 

وبالنسبة للنساء فبالطبع لاتمانع ... قالتها وهي تجذبها من بين زراع قصي المحاوطه لها لتعانقها بحدة متصنعه بالترحاب بها 

أبتعدت صبا عنها مبتسمة لها بحنق

_ هيا بنا لنذهب أم سنقضي يومنا ف المطار !! ...قالها كلاوس 


فتح السائق أبواب السيارة ليدلف جميعهم واحد تلو الأخر وبالداخل جلس كل ثنائي بجوار بعضهم البعض بالتقابل ... فأنطلقت بهما السيارة وخلفها سيارات الحراس السوداء وكأنه موكب


****************************************


_ فتحت هاتفها ع الصور التي تجمعها به لتدمع عينيها وهي تتذكر مقابلتهم ...


فلاش باك ...


ملك : مصعب أنا مستعده نتجوز ونهرب سوا مع بعض !!!


تجهمت ملامحه ليرمقها بغضب وقال : أنتي واعيه للي بتقوليه ده ؟؟


أقتربت منه وهي تمسك بيده وقالت : ااه بتكلم بجد ومش بهزر ... أنا مستعدة أتحدي الدنيا كلها عشانك ... ولا بابا ولا يوسف ولا أي حد يقدر يقف أدام حبنا 


تألم قلبه لعبراتها وكلماتها فتصنع الجدية والصرامه ليدفع يده بقوة من يده وقال : بطلي هبل وأكبري شويه 


رمقته بصدمة وقالت : مشاعري وحبي ليك بقت هبل !!!... بقولك هاضحي بكل حاجة عشانك تقولي أكبري !!! يبقي أنت شايفني عيلة صغيرة صح ؟؟


مصعب : اه شايفك طفلة وتفكيرك لسه محدود ... وأنا بصراحة معنديش إستعداد أخسر شغلي مع عزيز بيه عشان علاقة تافهه


تراجعت إلي الخلف لتجلس ع أقرب مقعد لها غير مصدقة وقالت : أأ أنت بالتأكيد بتقولي كده عشان يوسف صح ؟... ما ترد عليا ؟؟


عقد حاجبيه بتجهم وقال : أنت عرفاني كويس مليش ف الهزار ... وكفاية بقي ممكن تتفضلي من غير مطرود .. عايز أنام عشان تعبان 


أجهشت بالبكاء وهي تضع يدها ع فمها وقالت : مبقاش أنا ملك البحيري لو مخلتكش تندم ع كل كلمة جرحت قلبي بيها 


مصعب وهو يتحمل آلام قلبه وود لو جذبها إلي صدره وكفكف عبراتها فقال بتصنع : اي الي عندك أعمليه ... أنا مفيش حاجة بتفرق معايا غير شغلي وبس ووفاءي وإخلاصي للراجل الي لحم أكتافي من خيره 


ركضت إلي الخارج وغادرت المشفي ودموعها رفيقتها حتي خرجت وأستقلت السيارة لينطلق بها عم شكري عائدا إلي القصر ...


باااااك ....


تحدق ف صورته التي قامت بتكبيرها وقالت بتوعد : والله هخليك تتعذب زي ما عذبت قلبي بكلامك وأنانيتك ... قالتها لتبكي وهي تدفع الهاتف ع الفراش بغضب 


**************************************


_ ماذا تريد أن تشرب عزيزي ؟ ..قالتها سيلينا وهي تمسك بكأس وزجاجة نبيذ من رف المليئ بقوارير الخمر والنبيذ 

أجابها قصي وقال : 

شكرا لك ... لا أريد 

سيلينا : وماذا عن زوجتك ؟؟

قصي : هي لا تحب النبيذ 

أبتسمت بسخرية وقالت :

لديها حق ... ومن الحمقاء التي تثمل ومعها القيصر !!

لم يعيرها قصي إهتماما لكن رمقها كلاوس بحده وقال : 

تعال سيلينا ... أجلسي لاوقت للشراب ... فلدينا أعمال كثيرة 

_ طوال الطريق كانت تنظر من النافذة تستمتع بالمناظر الطبيعية والمنازل ذات الأسقف المنحدرة ع الجانبين 

_ لسه سقعانه ؟؟ ... قالها قصي بهمس بالقرب من أذنها 

أمسكت بيده مبتسمة وقالت : توء.. خلاص أنا حاسه بالدفا 

رمقها بمكر مبتسما وقال : 

وياتري أي السبب ؟؟

أبتسمت بخجل وقالت بإستنكار : ممكن عشان إحنا ف العربية 

رفع إحدي حاجبيه وقال : 

وبالنسبه لحضني ده مش مدفيكي !!

همست بخجل : 

بس بقي صاحبك والبتاعه الي معاه دي واخدين بالهم مننا 

ضحك من كلماتها وقال : بتاعه !! 

صبا : اه بتاعه ... بصراحة مش بلعاها خالص من ساعة ما ركبنا وهي مش منزله عنيها من عليك 

قصي وهو يجذبها بزراعه ليحتويها قال : بعشق غيرتك عليا أوي ... وع فكرة أنا اتبسط منك جدا لما مسلمتيش ع كلاوس صبا : أنا مسلمتش عشان مكنتش مرتاحله مش أكتر 

رفع حاجبيه وقال : متأكده ؟؟

رمشت بأهدابها عدة مرات وقالت : بس بقي ... هو إحنا هنوصل إمتي ؟

قصي : خلاص 10 دقايق وهنكون ف القلعه

عقدت حاجبيها بتعجب وقالت : قلعة !!

قصي : كلاوس مجنون بالأماكن الآثارية ... وبدل مايشتري بيت بني قلعة شبه الي كانت موجوده زمان حتي مداخلها ومخارجها والأوض كلها ع الطراز المعماري القديم وكأنك رجعتي عشر قرون لورا 

صبا : ياااه أول مرة أسمع عن كده 

قصي : متستغربيش أنتي ف روسيا وياما هتشوفي العجب 

أبتسمت بتهكم وقالت : 

ما أنا شايفة أدامي أهو 

قالتها وهي تنظر إلي سيلينا التي إبتسمت لها إبتسامة صفراء فبادلتها صبا إياها ثم مالت برأسها ع صدر قصي وقالت بنبرة دلال : 

قصي 

نظر إليها متعجبا وقال : نعم !

صبا : أنا سقعانه 

علم إنها تريد إثارة حنق سيلينا التي ترمقهم بحقد بينما كلاوس منشغلا بالعمل ع حاسوبه 

فتح أزرار معطفه وجذبها من خصرها ليحملها ويجلسها فوق فخذيه ويحتضنها يمسك بخصرها بيد ويده الأخري ع فخذيها

_ كده لسه سقعانه ؟؟ ...قالها قصي 

صبا : أي الي عملته ده نزلني 

رمقها بمكر وقال : حبيبتي سقعانه ولازم أدفيها ولما نوصل بالسلامة هخليها متحسش بساقعه خالص 

قالها وهو يعض بإسنانه ع شفته السفلي 

لكزته ف كتفه وقالت : بطل قلة أدب

ضحك وقال : خلاص هاروح لسيلينا يمكن سقعانه ولا حاجه ومحتاجه لدفا 

رمقته بنظرات ناريه وقالت : 

وقتها هادفيك أنت وهي وأنا بولع فيكو إن شاء الله

ضحك وهو يضمها أكثر لتدفن وجهها ف صدره بخجل 

***************************************


_ في يوم جديد ....


 _ تفتح ستائر غرفته المعتمه لتولج أشعة الشمس وتتسلط ع وجهه ليعقد حاجبيه بضيق يعتصر عينيه ....

_ يووووه أقفلي الستاير دي وسبيني أنام ... قالها ياسين بضجر 

أقتربت جيهان منه وهي تجذب الغطاء وتصيح به : 

أوم يا أستاذ إحنا بقينا بعد الضهر وحضرتك لسه نايم 

ياسين : عايزة مني أي لو صحيت يعني ؟؟

جيهان : كنت فين من إمبارح وراجع سكران وقت الفجر ؟؟

نهض بجذعه وهو يحك عينيه بيديه وقال : ومين بقي الي قالك كنت سكران ؟؟

جيهان : هو ده كل الي همك !

ياسين : أبوس إيدك سبيني أنام أنا تعبان ودماغي هتنفجر من الصداع 

جيهان : مش هسيبك غير لما تجاوب ع سؤالي 

تأفف بحنق وقال بسأم وسخرية: 

أووووف بقي ... كنت رايح أشوف السنتر الي ولع بكل الي فيه ومستقبلي ضاع 

قالها فأتسعت عينيها بصدمة وقالت : 

إزاي ده حصل !! ومقولتلناش ليه ؟

أجابها بتهكم : 

يعني لو قلتلكو هاتعملولي أي ... طبعا بابا أول ماهيعرف هيقولي الجملة الي حفظتها أكتر من أسمي ... أنت فاشل ومش فالح غير إنك تعيش عالة ع أبوك

جيهان : 

هو عايزك راجل تعتمد ع نفسك وتبقي أد المسئولية عندك أخوك الكبير من وهو بيدرس بيشتغل معاه ف الشركة ويوسف ماشاء الله دكتور ويونس نمي موهبته بنفسه وبقي صاحب جاليري ومفيش حد فيهم أعتمد ع ثروة باباك 


زفر بضيق ثم أبتسم بسخرية : 

وأديكي شوفتي يوم ماعملت مشروع أبدأ بيه حياتي حصل فيه أي

جيهان : 

ومش دي النهاية ولو أستسلمت من أولها يبقي ولا هتتقدم خطوه لأدام

أجاب بسخرية : 

لاء هاعمل مشروع من أول وجديد وأنسي الكام مليون الي بقو رماد و كلام بابا الي لسه هاسمعو ... وعادي بقي ولا كأن حاجه حصلت ..صح!!

جيهان : 

تصدق إن أنا غلطانه بواسيك وبشجعك فعلا باباك كانو عنده حق ... بس دي غلطتي أنا الي دلعتك .. بس من هنا ورايح تعاملك هيبقي مع باباك ومدخلنيش وسيط تاني مابينكو أنت فاهم ؟؟

قالتها بحنق وغادرت الغرفة وهي تغلق الباب خلفها شعرت بألم يداهمها ... رأتها سميرة ... ركضت نحوها وقالت : 

مالك ياجيهان هانم ألف سلامه عليكي 

تحاملت الألم وهي تجز ع شفتيها ثم قالت : 

مفيش شوية صداع مش أكتر 

سميرة بقلق قالت : 

أجيب لحضرتك مسكن ؟؟

جيهان : ياريت هاتهولي ع أوضتي 

سميرة : حاضر 

ذهبت سميرة لجلب المسكن ...


**********************************************


_ في الدولة الرومانية سابقا ... وإيطاليا حاليا ...

يجلسان أمام كاتب العدل الخاص بالأحوال الشخصية لغير الإيطاليين ... يرتدي بدلة سوداء أنيقة وهي ترتدي ثوب أبيض أنيق مصففه خصلات شعرها بشكل أنيق وبجوار أذنها زهرة بيضاء تشبه قلبها الصافي وروحها الملائكية 

ملحوظة : الحوار مترجم 

_ هل تقبلين السيد يونس عزيز حكيم البحيري زوجا لك ؟ ... قالها الكاتب 

أبتسمت وهو يمسك يدها 

وقالت : أجل 

ثم نظر إلي يونس وقال : هل تقبل الآنسة كارين رسلان يزيد العزازي زوجة لك ؟

أبتسم يونس بفرحة غامرة وقال : أجل 

الكاتب : أعلن الآن إنكما أصبحتم زوج وزوجة ..مبارك لكما وأتمني لكم حياة زوجية سعيدة 

كارين : شكرا لك 

يونس : شكرا لك 

نهض يونس ممسكا بيديها لتقف أمامه مبتسمه بخجل فقال : 

مبروك ياروحي 

كارين : مبروك يا حبيبي 

فقام بمعانقتها وتقبيل شفتيها ثم جبهتها ويديها 

وقال : ربنا مايحرمني منك أبدا 

كارين : ويخليك ليا ياروحي 

أثني ساعده لتمسك به وغادرا المكتب معا... ليجدو ف إنتظارهم بالخارج رجل وسيدة ف الخمسينات 

_ ألف ألف مبروك يا ولاد ... قالها الرجل 

كارين ويونس : الله يبارك ف حضرتك 

عانقتها السيده وقالت : ألف مبروك يا حبييتي وربنا يسعدكم ديما 

كارين : تسلمي ياطنط قسمت 

الرجل : يلا عشان زمان البيت جهز ومستني بس إنكو تشرفوه يا عرسان 

يونس: مش عارف أشكر حضرتك إزاي يا أستاذ موسي ... أنا حاسس كإنك والدي بالظبط 

موسي : أنا وقسمت أتحرمنا من الخلفة بس ربنا عوضنا بيكو ومتتصوروش فرحتنا بيكو النهارده 

قسمت : أنا كان نفسي أجرب إحساس لما أسلم بنتي لعريسها ... ربنا محرمنيش من اللحظه دي ... خد بالك منها يا يونس ... دي جوهرة شيلها جوه عنيك 

يونس وهو يجذبها من خصرها بجواره قال : دي جوه قلبي وروحي مش بس عينيا 

أبتسمت قسمت وقالت : ربنا يسعدكم ويحميكم ويبعد عنكو الشيطان 

يونس وكارين : آآمين

_ أنطلقت بهم السيارة ذات السقف المكشوف معلق بمقابض أبوابها بالونات ملونه تتطاير إلي الخلف... يضمها إلي صدره ويقبل رأسها ويدها المتشابكة مع يده ... محلقة قلوبهم بسعادة وحب ...

وإن وصلت السيارة ... ترجل يونس منها ليقوم بحمل كارين ع زراعيه وأتجه نحو المنزل الذي تقع خلفه حديقة ... تصاعدت موسيقي بصوت مدوي ... عقد كل منهما حاجبيه بتعجب عندما سمع أغنية باللهجة العربية 

(أغنية مبروك للفنان رامي عياش )

_ الصوت ده من مكان قريب... قالها يونس 

كارين : ده جاي من ورا البيت ... تعالي نشوف 

قالتها وهي تمسك بيده وترفع ثوبها قليلا لتذهب بخطوات سريعه 


*************************************************


وف الرواق كانت علا تختبئ بعدما أسترقت السمع إلي حوار جيهان وياسين ... إبتسمت بشماته وقالت بداخل عقلها: 

لما أروح أشوف الهبلة الي صدقت إنها تتجوز إبن أسيادها 

_ واقفة عندك بتعملي أي ؟؟

قالتها ياسمين فشهقت علا وقالت : 

يخربيتك خضتيني 

ياسمين : طيب تعالي ياأختي قبل ما مدام سميرة تسمعنا كلمتين 

علا وهي تجذبها نحو غرفة يونس قالت : 

تعالي عندي ليكي أخبار مش عارفه أقولهالك إزاي 

تنهدت ياسمين وقالت : 

خير!!

علا بتصنع الحزن قالت : 

السنتر الي كان هيفتتحو ياسين بيه أتحرق 

شهقت ياسمين بصدمه وهي تضرب بكفها ع صدرها وصاحت : 

يانهار أسود !!

علا : وطي حسك يخرب عقلك 

ياسمين : أنا لازم أروحلو وأواسيه زمانه زعلان أوي ده كان حلمه الي عايز يحققه 

علا بنبرة خبث قالت : 

أيوه طبعا ده أنتي لازم تحتويه الفترة دي عشان بالتأكيد محتاجلك 

ياسمين : ما أنا كده كده لازم أطمن عليه 

علا : أنا أصدي مش بالكلام ياعبيطه 

ياسمين : أومال تقصدي أي !!

أبتسمت بمكر وقالت : 

أول ماتشوفيه خديه ف حضنك زي العيل الصغير وطبطبي عليه 

صاحت بغضب وقالت : 

أي الي بتقوليه ده!!

وضعت كفها ع فمها وقالت : 

صوتك الله يحرقك هتفضحينا 

ياسمين : علا أرجوكي بلاش نصايحك الي كلها غلط ف غلط وتودي ف داهيه ... وبعدين ده واحد أخر مره طردني من أوضته من غير ما أعمله حاجه ولو رحتلو دلوقت عشان هاطمن عليه وبس 

قالت علا بنبرة خبث ودهاء : 

هتفضلي طول عمرك عبيطه وهبلة .. أنتي ناسيه إنه قالك إن بعد إفتتاح السنتر هيقول لأبوه إنه عايز يخطبك !!


ياسمين وهي تتذكر قالت : 

اه فعلا قالي كده .. ياخوفي لي...

قاطعتها علا وقالت : 

أيوه الي بتفكري فيه ده الي هيحصل طبعا غير عزيز بيه لما يعرف بالي حصل ف السنتر والفلوس الي دفعهاله راحت ع الأرض هيبهدلو وهيطلع عينه 

ياسمين : 

طيب والعمل دلوقت ؟؟

علا: أستخدمي معاه أسلوب شوق ولا تدوق ... يعني أعملي زي ماقولتلك وف نفس الوقت متخليهوش يطول منك حاجه وبكده تضمني إنه مش هيسيبك وهيفضل متمسك بيكي أكتر ... أسأليني أنا 


حدقت ياسمين ف الفراغ وقالت : 

ربنا يستر 

*****************************************


تفاجاء كليهما بإنتظارهم السيد موسي والسيدة قسمت وبعض الجيران ... قد صنعو الزينة ووضعوا طاولات ومقاعد وحلوي وبعض الأكلات الخفيفة والعصائر 

ركضت مجموعه من الفتيات الصغار بإمساك يد كل من يونس وكارين وجعلوهم يقفان أمام بعضهما وصنعو دائرة ويلتفون حولهم يتراقصون 

ضحك كليهما بفرحة عارمة ليمسك بيديها ويتراقصا معا ع موسيقي الأغنية وبعض الأغاني الإيطالية المرحة التي تجعلك تتراقص وأنت تقفز بفرح وسعادة من قلبك 

هدأت الموسيقي ... لتبدأ موسيقي أخري هادئة وكانت الأغنية الشهيرة من فيلم ( The Langed Of Zoro)

أنتهت الرقصة فأقتربت السيدة قسمت منهما وهي تحمل صينية صغيرة مليئة بالزينة بالورود الحمراء والبيضاء يتوسطها علبة صغيرة مغلفة بالمخمل الأزرق 

_ أتفضل يا عريس لبس عروستك الخاتم ... قالتها قسمت 

رمقها يونس بتعجب 

_ ده خاتم ماما الله يرحمها والي جمبه خاتم بابا الله يرحمه بتوع جوازهم ... قالتها كارين 

يونس : بس ياحبيبتي المفروض أنا الي أجبلك الخاتم 

كارين :أنا من زمان وواخده عهد ع نفسي إن يوم ما هتجوز من الي بحبه هلبس خاتم ماما وهو هيلبس خاتم بابا 

يونس: الله يرحمهم يا حبيبتي ... أخذ الخاتم الألماسي ووضعه بإصبعها البنصر بيدها اليسري وقام بتقبيل يدها وهي أيضا أخذت خاتم والدها الفضي يتوسطه حجر الياقوت الباهظ ووضعته بإصبعه وأمسكت براحة يده لتضعها ع وجنتها وقبلته بداخل كفه وهي تبتسم له بحب 

جذبها بعناق قوي وقام بتقبيلها أمام كل الحاضرين ليصفق الجميع بصفير وهتافات تهنئة ومباركات والسيدة قسمت تلقي عليهم أوراق أزهار الجوري 

تقدمت نحوهم فتاة صغيرة بيدها طبق حلوي وشوكة واحده 

نظر إليها يونس مبتسما 

فقالت كارين بخجل : هنا من العادات بعض مابيلبسو الخواتم العريس والعروسة بياكلو من طبق واحد وشوكة واحده ... زي مابيعملو عندنا ف مصر 

غمز لها بإحدي عينيه وقال : 

مستعده ؟؟

إبتسمت بخجل ولم تجيب .. تناول الشوكة ووضع بها قطعه حلوي صغيرة للغاية ...فقال :

أفتحي بوءك 

كارين : أي ده دي صغيرة أوي 

يونس : ما أنتي الي هتاكليها 

رمقته بتساؤل مبتسمه ... فأردف : كوليها عشان خاطري 

فتحت فمها لتلتقم قطعه الحلوي وقبل أن تغلق شفتيها قام بتقبيلها وهو يلتقط بلسانه قطعه الحلوي من فمها ليتذوقها بإستمتاع وقال : 

أحلي قطعة كيك بطعم الكريز (يقصد شفتيها) 

لكزته ف صدره بخجل ... ليفاجاءها بحمله لها ع زراعيه وقال بصوت جهوري وقال بالإيطالية : 

شكرا لكم جميعا ع هذا الحفل الرائع 

أجابه الحضور : 

تهانينا لكما وزواج مبارك

الفصل الثامن والعشرون من هنا

تعليقات



×