رواية صراع الذئاب الفصل السادس والعشرون
_ بداخل مكتب والده بالقصر يجلس ممسكا بهاتفه ...
طرقات ع الباب ...
يوسف : أتفضل
ولج مصعب بخطي هادئة وهو يتحاشي النظر إلي يوسف خجلا من ماحدث بالأمس
يوسف وهو يشير إليه بالجلوس أمام المكتب قال :
أقعد يامصعب
مصعب بنبرة مليئه بالخجل والتوتر :
أأ أنا بعتذر لحضرتك ع الي حصل إمبارح ... بس أقسم بالله نيتي كلها خير من ناحية الآنسة ملك
رجع يوسف بظهره إلي الخلف بأريحية وقال :
أوعي تكون فاكر إن مش واخد بالي من نظراتك ليها ونظراتها ليك ... بس عشان أنا عرفك كويس وواثق فيك متوقعتش إن الأمور هتوصل كده ... إنت كده خاين للأمانه صح ولا أنا غلطان ؟؟
أبتلع ريقه وقال :
كلام حضرتك صح وبعترف إن أنا غلط بس أنا بحبها وعارف مينفعش ... سواء الفرق الإجتماعي أو السن الي مابينا
يوسف : طيب كويس إنك عارف إنه مينفعش ... عشان كده ياريت تروح لبابا وتطلب منه يغير حراسة ملك وتخليك ف حراسة القصر زي ما كنت
شعر بالأختناق مجرد فكرة إبتعاده عنها أحس بإنسحاب الروح من جسده ...
حدق به يوسف بملامح جدية صارمة وقال :
أنا هابعتلها دلوقت وهافهمها إن الي حصل إمبارح دي غلطة ومتتكررش والي أنتو حستوه ده مجرد إعجاب مش أكتر لأن لو أتحول لحب هيبقي محكوم عليه بالفشل ... وأحمدوا ربنا إن الموضوع موصلش لبابا .. لو عرف بحاجة زي كده أقل موقف هيتاخذه هو هيطردك من القصر وأنا مبحبش أقطع عيش حد ... فياريت تحط كل الي قولتهولك ف عقلك وفكر كويس
أبتلع غصته بمرار ونهض وقال :
تحت أمرك يايوسف بيه عن إذنك
قالها وغادر المكتب متجها إلي خارج القصر ليذهب إلي غرفته بالمنزل الملحق ... يتصبب العرق من جبهته ... ودموعه آسيرة بداخل عينيه ... يخلع سترته ورابطة عنقه ... وولج إلي غرفته موصدا الباب ليرتمي ع التخت بقلب مقهور
_ نعود إلي يوسف الذي يحدق ف ملك التي ولجت لتوها ...
_داده سميرة قالتلي إنك عايزني ... قالتها ملك بخجل وخوف وهي تعقد كفيها معا أمامها وتنظر لأسفل
نهض من خلف المكتب فأقترب منها وقال :
أي الي أنا شوفته إمبارح ده ؟؟؟
لم تتفوه حيث ألجم لسانها الخوف ... فصاح بها بصوت أفزعها :
ماتردي عليا ...مش بكلمك ؟؟
ملك بنبرة خوف : أأ أنت فهمت غلط ... ب...
قاطعها يوسف وهو يمسك بذقنها لتقابل عينيها عينيه وقال :
لاء أنا فاهم كل حاجه وعارف وقولت إنك عاقلة وعمر ماتفكيرك يوصل للدرجدي لأن مش معقولة ملك عزيز البحيري هاتحب السكيورتي بتاعها
أجابته بإندفاع : وماله السكيورتي !! مش بني آدم ومحترم ... كفاية هو الي أنقذني من الي كان هيحصلي
يوسف بصياح قال :
أنقذك عشان ده واجبه وشغله وهو حمايتك مش حب ومسخره
ملك : مصعب بيحبني بجد وأنا كمان بحبه
وقف أمامها والغضب يتطاير من عينيه كالشرر وقال :
ده أي البجاحة الي أنتي فيها دي !!
ملك : هو الحب حرام ... ما أنت أتجوزت إنجي عشان بتحبها
وإن ذكرت إسم إنجي فأثارت أغواره وصاح بغضب :
ملكيش دعوه ومتجبيش سيرتها تاني أنتي فاهمه ؟؟؟
صرخت ف وجهه وقالت :
وأنت كمان ملكش دعوة بحياتي أنا حرة أحب مين ولا أكره مين ... وأنا بحب مصعب ومش هاكون غير ليه سواء رضيت ولا مرضتش
كان يحدق بها بشكل مرعب ... ولأول مرة يفعلها وهو قام برفع يده وصفعها بقوة جعلتها ترتمي أسفل قدميه
*****************************
_ في مكتب إيهاب المحامي ....
تمسك بالقلم وتدون إسمها أسفل الورقة ثم عدة ورقات أخري ...
_ أيوه كده تمام ... قالها إيهاب وهو يمسك بالأوراق وينظر إلي إمضتها
رمقته بتوتر وقالت : أستاذ إيهاب ممكن طلب لو سمحت ؟
إيهاب مبتسما قال : طبعا أتفضلي أنا تحت أمرك
بادلته الإبتسامة وقالت : الأمر لله ... تسلم .. أنا مش عايزة علاء يعرف خالص إن أنا جيت هنا
عقد حاجبيه وتساءل : هو حصل حاجة لما مشيتو من هنا المرة الي فاتت؟؟
أجابته بتوتر وقالت : لاء بس أنت عارف وضعه صعب وخايفه لحماتي تعرف وتعمل معاه مشكلة وكده يعني
أومأ لها بتفهم وقال : فهمت ... متقلقيش
رحمة : وفيه حاجة كمان ... جزت ع شفتها السفلي ثم أردفت : أتعاب حضرتك هتاخدها مني مش من علاء
تنهد وهو يعتدل ف جلسته ثم قال : مفيش أتعاب
سألته بعدم فهم : يعني أي؟
إيهاب : يعني أنا أصلا قبلت القضية لما علاء حكالي بشرط إن مش هاخد ولا مليم
رحمة : طبعا شكرا ع شعورك ووقفتك بس معلش أعذرني أنا مش هقبل حاجة زي كده
حدق بها بنظرات ثاقبة وصمت ... أردفت : أنا ضايقت حضرتك ؟؟
إيهاب : بما إن تعاملتنا هتبقي كتير مع بعض الفترة الجاية ياريت نشيل أي ألقاب ما بينا يعني بلاش حضرتك وأستاذ ... خلي البساط أحمدي زي ما بيقولو ده أولا ... ثانيا بالنسبة لموضوع الأتعاب هاعتبر نفسي مسمعتش حاجة
رحمة : بس أنا م....
قاطعها بنبرة جدية تخفي خلفها أمر مبهم : رحمة ... خلص الكلام ف الموضوع ده ... أنا يعتبر خلاص بدأت ف إجراءات الدعوة وقضيتك دي بتاعتي وبإذن الله هكسبها
أنفرجت أساريرها بسعادة وقالت : مش عارفة أقول لحضرتك أي متشكرة جدا
إيهاب : الشكر لله ربنا يعلم ببقي سعيد ومبسوط لما باخد لأي واحدة مظلومة حقها وخصوصا لو كانت قضيه زي قضيتك كده
رحمة : أنا لاحظت إنك متحيز للمرأه أوي ... هو حصل حاجة زمان خلتك بالموقف ده ؟
كاد يتفوه لكن قاطعه رنين هاتفها لتجد اسم المتصل فاتن
_ منذ قليل في منزل عائلة عادل ....
فتح علاء باب المنزل وولج إلي الداخل وجد شقيقته تجلس أمام التلفاز وتأكل بعض التسالي ...
_ سلام عليكم ... قالها علاء
أجابت عليه بدون أن تنظر له : وعليكم السلام
علاء : البيت ماله هادي يعني ... متعود أطلع ع زعيئ أمي معاكي يا إما مع رحمة
فاتن : أمك راحت لخالتك عشان جوزها ضربها وطلقها ... ورحمة نزلت راحت تزور أمها
قد أنتبه للجملة الأخيرة وقال : وراحت من أمتي ؟
فاتن : بقالها ساعة ونص
علاء : طيب أومي حضرلي الغدا عشان هتغدي ونازل تاني
فاتن : الأكل سخن عندك أغرف وكُل
زمجر بحنق وقال : أومي يا فاتن أحسن ما لبس ف وشك طبق اللب الي عماله تسفيه ده
نهضت بتأفف وقالت : خلاص قايمه ... أمتي بقي أتجوز وأخلص من البيت الهم ده
علاء وهو يتجه إلي غرفته قال ساخرا : طول ما أنتي بلسانك الطويل ده جوزتك هتفضل تتأجل لحد ما خطيبك يحس إنك نحس ويفسخ الخطوبة وتفضلي قاعدة ف وش أمك
فاتن : دمك تقيل كتك داهيه ... بكرة يا أخويا نشوف مين الي أمها داعيه عليها وتقبل تتجوزك
رن جرس المنزل ...
علاء : بطلي رغي وروحي شوفي مين ع الباب
فاتن : حاضر يالي بترن جاية أهو
ذهبت لتفتح الباب لتجد والدة رحمة تلتقط أنفاسها من صعود الدرج
_ أزيك يا بنتي معلش ... أنا طلعت لرحمة فوق قعدت أخبط محدش رد ولا فتح قولت بالتأكيد هي عندكو
قالت فاتن بنبرة تعجب : إزاي هي مش جتلك !!!
خرج علاء من غرفته بعدما سمع الحوار ... دفع فاتن جانبا وقال : أتفضلي يا خالتو أم أسامه
_ يزيد فضلك يابني ... معلش كنت عايزة أشوف رحمة أنت عارف بقي زعلانه مننا أنا وأخوها من ساعة ما أتجوزت وكل ما أقابلها ف الشارع أو السوق تعمل مش شيفاني ولو ندهتلها متردش عليا
علاء : معلش يا خالتي ... بس هي مش موجودة راحت تزور واحده صاحبتها
قالت بسأم : طيب يابني ... لما تيجي قولها إنها وحشاني أوي ونفسي أشوفها
علاء : حاضر متزعليش أنا هخليها تجيلك إن شاء الله
_ ربنا يباركلك يا علاء ... فوتكو بعافيه أنا بقي ... مع السلامة
علاء : الله يسلمك
تبعها بعينيه حتي هبطت الدرج وأغلق الباب .... ظل شاردا وشعر بأن هناك خطب ما
فاتن : أنت ليه كذبت عليها وقولتلها إنها عند صاحبتها
علاء : يعني عايزاني ققولها بنتك بتقول عندكو وطلعت كذابة ومنعرفش هي فين ؟
فاتن : طيب أستني أصل قلبت موبايلها من ورا أمي عشان كانت مخبياه منها وأديتهولها قبل ما تنزل عشان لو أمي جت أرن عليها ترجع ع طول
علاء : طب مستنيه أي ماتتصلي عليها
فاتن : حاضر
قامت بالإتصال عليها لكن لم تجيب
********************
_ أمام مبني محترق تتصاعد منه الأدخنة يجلس بحسرة وحزن واضعا كفيه ع رأسه المنكسه لأسفل ...
أقترب منه إحدي الضباط الذين أتوا للتحقيق ف الحريق وقال : أستاذ ياسين ممكن تمضيلنا ع المحضر
رفع رأسه ووقف بثقل وقام بتدوين أسمه
أردف الضابط : طبعا للأسف حضرتك مكنتش مأمن ع السنتر .. ربنا يعوضك خير عنه ... وإحنا بنحقق مع المسئول عن الكهربا وصيانة المكان وأفراد الحراسة الي كانو موجودين وقت الحريق
قال بسأم : مفيش داعي خلاص
الضابط : ياريت لو فيه جديد تبلغنا
أومأ له وقال : إن شاء الله
_ يلا يا ياسين إنت من الصبح واقف ع رجليك ... يلا تعالي عشان أوصلك ... قالها مازن صديق ياسين
ياسين : معلش يا مازن روح أنت أنا عايز أبقي لوحدي
مازن : طيب تعالي أوديك مكان تنسي فيه كل حاجه وتنسي إسمك كمان ... نظر له ياسين فأردف : هتقعد تعمل أي تعالي وأنا هخليك تنسي الي حصل
أرضخ لصديقه فذهب معه متجهين إلي إحدي النوادي الليلية .
**********************
_ نعود إلي رحمة ....
رحمة : معلش بقي أنا هستأذن عشان أخت علاء بترن عليا
إيهاب وهو ينهض ويمسك بسترته المعلقة ع مسند ظهر المقعد قال : ثواني هاقفل المكتب وهوصلك ف طريقي
رحمة : مش عايزة أتعب حضرتك دي كلها ربع ساعة بالتاكسي
إيهاب : أنا مش قولت بلاش ألقاب ... وبعدين ولا تعب ولا حاجة أنا كده كده بعدي كل يوم ع منطقتكو ف طريقي بعمل صيانة ع العربية
رحمة : طيب أنا هستني حضرتك برة عقبال ماتخلص
خرجت تنتظره بالردهة ... وأغلق جميع الإضاءة والنوافذ وأخذ هاتفه ومفاتيحه ليلاحظ شئ يلمع فأنحني نحوه وقام بإلتقاطه ليراه إنسيالا فضيا يتوسطه إسم رحمة بالإنجليزية ... حدق به مبتسما ووضعه بداخل جيب سترته
_ يلا بينا ... قالها وهو يوصد الباب بالمفتاح
هبط كليهما الدرج حتي وصلو إلي السيارة فتح لها باب السيارة فولجت إلي الداخل وألتف هو وولج هو أيضا ليجلس بمقعد القيادة وأنطلق بالسيارة
_ ساكته ليه ؟ قالها إيهاب
رحمة : عادي .. هقول أي يعني
إبتسم وقال : خلاص أنا الي هقول ... مش كنتي عايزة تعرفي ليه متحيز للمرأه أو زي ما طلعو عليا لقب نصير المرأة المقهورة
ضحكت وقالت : أتفضل أنا سمعاك
إيهاب : السبب هي والدتي الله يرحمها ... إتجوزت والدي الله يرحمه عن قصة حب بس للأسف أهل والدي كانو ناس قاسين وظالمين جدا مكنش راضيين ع جوازهم وهو أصر ع جوازه من والدتي ... للأسف شخصية والدي ع الرغم أنه إتجوز ضد إرادتهم كان ضعيف أدامهم ... جدي خيرو مابين يطلق والدتي أو يتحرم من الميراث ... كذب عليهم وفهمهم إنه طلقها وفضل عايش معها ف السر فطبعا فاكرين إنه طلقها راحو جوزوه واحدة من قرايبهم ... جدي مات وبعده بسنة والدي أتوفي ف حادثة ... جه إعلان الوراثة فعرفو إن والدتي ع ذمته لسه وعندها ولد منه الي هو أنا ... عمامي وجدتي هددوها لو متنزلتش عن الميراث هياخدوني منها غصب ... راحت رفعت عليهم قضية وطبعا المحاكم بالها طويل خصوصا وقتها ... لما عرفو خطفوني منها وما أكتفوش بكده طلعو عليها كلام يطعن ف شرفها وسمعتها وبنفوذهم خدو حكم من المحكمة إن أعيش معاهم ... وطبعا أتعاملت أسوء معاملة من ضرب وذل وإهانه لما كبرت شوية أعتمدت ع نفسي وأشتغلت جمب دراستي ولما عديت سن القانون سبتهم وروحت أدور ع والدتي عرفت إنها كانت مريضة بالكانسر وأتوفت وكانو مفهميني إنها أتجوزت وسافرت بره ... المهم ربنا كرمني بسكن تبع صاحب الشغل وعاملني زي إبنه وأكتر فضلت أكافح مابين الدراسة والشغل لحد ما وصلت للي أنا فيه ... أدي حكايتي كلها
رحمة : ياااااه الدنيا دي وحشة أوي ديما بتيجي ع الضعيف وتستقوي
إيهاب : الناس هي الي بقت وحشة يا رحمة بس برضو فيه الطيب وولاد الحلال الي ربنا بيجعلهم سبب ف نصرة المظلوم
رحمة : فعلا عندك حق ... قالتها وهي تنظر إلي النافذة لتجد إنهم وصلو إلي منطقة سكانها فأردفت : بس معلش نزلني ع جمب
إيهاب : أنا أصلا داخل الشارع بتاعكو الميكانيكي ع ناصيته الناحية التانية
رحمة : معلش مش عايزة علاء يشوفك وتحصل مشكلة
تنهد بسأم وقال : خلاص أتفضلي
رحمة : مع السلامة
إيهاب : الله يسلمك
ترجلت من السيارة وهي تتلفت يمينا ويسارا ... حتي وصلت إلي البناء وجدت علاء يقف بالأسفل مع بعض أصدقائه وإن رأها فرمقها بنظرات حادة ... ولجت إلي الفناء بسرعة وصعدت الدرج ... وكاد يتبعها ليتوقف ويري سيارة إيهاب تعبر الشارع ... فتأكد من حدثه وصعد ع الفور
***************************************
_ فتحت فاتن لها الباب فولجت إلي الداخل متجهه نحو الغرفة ألقت بحقيبتها ... تلتقط أنفاسها وصدرها يعلو ويهبط ...
_ هي فين ؟؟؟؟؟... صاح بها علاء الذي وصل للتو
فاتن : دخلت الأوضة بتغير هدومها
صاح بغضب وكأنه بركان ينفجر : والله عال .. بقينا نخرج من غير ما نستأذن ولا كأن فيه راجل ف البيت وكمان بنكدب
خرجت إليه وقالت : أيوه خرجت عندك مانع ؟؟؟
علاء : كنتي فين؟؟
رحمة وهي تعقد ساعديها أمام صدرها قالت : كنت عند ماما .. فيها حاجة دي؟
ضحك بسخرية وقال : والله؟؟ ... أي رأيك مامتك جت تسأل عليكي ... شوفتي بقي إن الكدب ملهوش رجلين
تلعثم لسانها وقالت : مم ملكش دعوة
أقترب منها بغضب وقال : هو مين الي ملوش دعوة ... أنتي بتستعبطي !!! أنتي هنا أمانه أخويا سايبها وأنا هنا مسئول عن البيت يعني لما تحبي تروحي ف حته تعرفيني
رحمة بسخرية قالت : أنت ناقص تقولي تاكلي ولا متاكليش ... بقولك أي يا علاء أنا مبعملش حاجة غلط وأنت عارف كده كويس
علاء : ولما أنتي مبتعمليش حاجة غلط ليه بتكدبي وتقولي إن عند مامتك وأنا شايف عربية إيهاب معدية الشارع بعد ماوصلتي ع طول
رحمة : وأنا مالي يعدي بعربيته ولا يمشي ع رجليه
أحتدت عينيه وقال : مالك إنك كنتي عندو وأنا متأكد .. ومعني إنك ماخدتنيش معاكي يبقي فيه حاجه مش عيزاني أعرفها
رحمة : حاجة أي وأي الي أنت بتقولو ده ... أنت عملت الي عليك وخلاص كفاية تشكر لحد كده ... سيبني أكمل أنا مشواري
قالتها وكادت تذهب إلي الغرفة فأوقفها وقال : مش بمزاجكك يارحمة
ألتفت إليه وقالت : تقصد أي؟؟؟
ظل صامتا وهو يحدق بها بنظرات تفهمت مقصدها ... لم يستطع الوقوف أمامها أكثر من ذلك خشية أن يتفوه بكلمات يندم عليها لاحقا .. تركها وغادر المنزل .
*******************************************
_ جاءت من الخارج لتجده يتناول الطعام ....
_ مالسه بدري يا هانم ...قالها طه ساخرا
خلعت حجابها وعباءتها وألقت بهما ع الأريكة وأجابت بنفس السخرية :
بدري من عمرك يا عينيا
طه : عمتا أنا ميهمنيش أمرك كلها أقل من ساعة وهطلقك عند المأذون
أبتسمت بمكر وقالت : ما أظنش
طه : ليه يعني أكون لاسمح الله بحبك ومش هقدر ع بعدك ولا متجوزين عن قصة حب أسطورية
وقفت ممسكة بورقة وأقتربت منه وهي تضعها أمامه ع المائدة وقالت : لاء عشان الي هيشرف بعد 8 أشهر وهيقولك يا بابا
أتسعت عينيه وهو غير مصدق ما تسمعه أذنيه قال :
بتقولي أي؟؟
وضعت يدها ع خصرها وقالت وهي تتشدق بالعلكة :
أنا حامل ... والي أدامك ده تقرير الإختبار لسه عملاه
زفر بغضب واضعا كفيه ع وجهه وقال :
الي ف بطنك ده لازم ينزل
صاحت بحنق : نعم يا دلعدي !!!
وقف ليجذبها من خصلاتها بقوة وقال : مش عايز حاجة تربطني بيكي ... هتنزليه ياسماح يعني هتنزليه
تأوهت من قبضته وقالت :
أنت أتجننت ... عايزني أموت روح
شد قبضته أكثر وقال :
ما أنتي لو منزلتهوش هاطلع روحك وأخلص منكو أنتو الأتنين
تصنعت البكاء وقالت وهي تضع يدها ع صدره :
كده ياطه وأهون عليك !! أنا عمري ماحبيت حد غيرك ... أنا سلمتلك نفسي من غير ما أفكر عشان بحبك
ترك خصلاتها وقال بإزدراء :
أصدك عشان أنتي رخيصة ... وده يخليني أشك إن الي ف بطنك ده يبقي إبني
سماح : حرام عليك أنت نسيت ولا أفكرك باليوم إياه ولا مش فاكر أجبلك الملاية الي فيها إثبات إنك أول واحد تلمسني
تأفف وأخذ يستغفر : استغفر الله العظيم ... ده كان يوم أسود يوم ما جيتو تسكنو أنتي والحرباية خالتك
أقتربت منه لتعانق عنقه وقالت : الله يسامحك ... بدل ماتفرح إنك هتكون أب
ألقي يديها بعنف وقال :
مش لو كملتي حملك الأول
سماح : وأنا مش هنزله ياطه ... وع رأي المثل الي ملهوش كبير يشتريلو كبير
قالتها وهي ترتدي العباءة والحجاب بشكل عشوائي وتمسك بمحفظة نقودها
طه :رايحة فين ؟
سماح : رايحة للي هينصفني وهيجبلي حقي منك
طه : أنتي بتهدديني !!! أي الي عندك أعمليه بس متلوميش غير نفسك
سماح : بكرة هانشوف مين الي هيلوم نفسه .. قالتها ثم غادرت المنزل وهي تعقد العزم ع أمر ما
***********************************
_ يقف أمام مرآة الحوض يحلق ذقنه وهو يغني ...
_ طبعا ليك حق تغني ما الهبلة الي هي أنا ضحكت عليها بكلمتين وصدقتك ... قالتها شيماء
قام بغسل ذقنه من معجون الحلاقة وأخذ يجففها بالمنشفة فألتفت إليها وقال : أنتي سلوك مخك دي متركبة غلط ولا الحالة أشتغلت عندك !!!
دفعته ف صدره بيدها وقالت : لاء يا روحي أنا عقلي يوزن بلد ... قلبي الي يجيلو مصيبة هو الي موديني ف داهية ديما
أقترب منها وهو يضع يده ع موضع قلبها وقال : ألف بعد الشر ع قلبك يا حبي ... كده هزعل منك يا شوشو مالك ما كنتي من شوية كويسة أي جرالك بتقلبي مرة واحدة كده ليه ؟؟
أبتعدت عنه موليه ظهرها له وقالت : بصراحة أنا خايفه منك لترجع تاني تشرب وتتاجر ف الهباب ده
وقف أمامها وأمسك يديها وقال : ورحمة أمي وأبويا الي ما بحلف بيهم كدب أنا توبت خلاص ... مبحطش ف بوءي غير سجاير عادية بطلع فيها عصبيتي وخلاص
شيماء : يا عبدالله أنا خايفة عليك خصوصا مبقناش لوحدنا ... عايزة لما يجي الي ف بطني ده بالسلامة يلاقي أب يتشرف بيه أدام الناس كلها مش يستعر منه
عبدالله : بإذن الله هخليه أحسن واحد ف الدنيا ويطلع دكتور أو مهندس ... زعتر حبيب بابا
شيماء : زعتر مين !!!
أبتسم ببلاهة وقال : إبننا يا روحي
شيماء : زعتر ف عينك ... لو طلع ولد إن شاء الله هاسميه عمر ولو بنت هاسميها ديما
عبدالله : عمر مين وديما مين ... أوعي يكون أصدك بتوع المسلسل التركي الي كنتي واجعة بيه دماغي ده
أبتسمت وقالت : أيوه يارب يطلع شبه عمر ده مز وشخصية و....
قاطعها بغضب وهو يمسكها من ساعدها : مين الي مز يا روح خالتك !!!
تمتمت بصوت منخفض : عع عمر
زمجر بغضب وقال : شيمااااااااء
أجابت بخوف : نعم ؟
عبدالله : أتلمي
شيماء : حاضر ... ع فكرة كنت بهزر
عبدالله : خلاص خلص الكلام ... المهم كنت هقولك ع حاجة ... أنا جاتلي شغلانه كده ف مطعم أكل ف وسط البلد طالبين دليفري بس الشيفت هيبقي من 12 بالليل للصبح .. فهاخدك معايا وأنا نازل هوديكي عند أبوكي تباتي وترجعي الصبح
شيماء : وفيها أي لما أبات ف شقتي
عبدالله : لاء أخاف عليكي تقعدي لوحدك أفرض لاقدر الله تعبتي مين هيلحقك !!
شيماء : ودي من أمتي ؟
عبدالله : من بكرة إن شاء الله
شيماء : طب والتوكتوك هاتعمل فيه أي؟
عبدالله : أنا شغلت عليه عيل غلبان بيصرف ع علاج أمه فالي بيطلع بيه بنقسمه أنا وهو بس برضو فلوس مش هي ومتنسيش عايز أحوشلك فلوس للولادة ولمتابعة حملك وبامبرز وأدوية ومصاريف مبتخلصش
شيماء : ربنا يوفقك يارب ويغنيك بالحلال
عبدالله : ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي أيوه كده أدعيلي خلي ربنا يفتحها من وسع وأنا هعوضك عن كل حاجة
شيماء : أنا كنت عايزة أرجع المشغل بس ....
عبدالله : تاني !!! شغل تاني ... مش أتكلمنا ف الموضوع ده قبل كده وقولتلك مفيش شغل ... لما أموت يا ختي أبقي أشتغلي
شهقت بخوف وقالت : بعد الشر عليك يا عبده ... متقولش كده تاني لأزعل منك وخلاص مش هافتح السيرة دي تاني
حاوط خصرها بزراعيه وقال : بمناسبة الحب والحنية الي شايفهم ف عيونك دلوقت ماتيجي أقولك كلمة جوه ف الأوضة
أبتسمت بخجل ولكزته ف كتفه وقالت : أرحم نفسك وأرحمني شوية ... ولا نسيت كلام الدكتورة ؟
حملها عبدالله ع زراعيه وقال : يابت بقولك نازل شغل من بكرة تقوليلي دكتورة ... وعليا النعمة ما فاهمه حاجة ... وع رأي الراجل الي بيغني هاتي بوسة يابت هاتي حته يابت
أطلقت ضحكتها التي تميزها فأردف : أموت أنا ف الفاكهه
قالها ودخل غرفة النوم وهو يحملها وأغلق الباب خلفه
******************************
_ في اليوم التالي ...
تقف خديجة خلف الطاولة الرخامية بداخل المطبخ تعد الفطور ... ترتدي عباءة قطنية بأكمام ومتسعة الصدر ... تمسك المضرب وتخفق به البيض
خرج من غرفته يداهمه ألم برأسه ...ألتفت إلي المطبخ وجدها منهمكة ف عملها ... ذهب إلي المرحاض وبعد دقائق خرج أتجه إلي المطبخ بدون أن يلقي تحية الصباح أو يتفوه بكلمة
أخذ يبحث عن برطمان القهوة فلم يجده .. تركت ما بيدها وقالت : عايز حاجة
حك فروة رأسه وقال : عايز برطمان النسكافيه
خديجة : طيب دقايق والفطار هيبقي جاهز وبعدها أشرب القهوة
رد عليها بإقتضاب قال : مليش نفس
خديجة : خلاص روح وأنا هاعمله لك
آدم : شكرا أنا بعملو بطريقة مبشربش غيرها
تنهدت بضيق وقالت : براحتك
أخذ من الخزانة إناء صغير الخاص بعمل القهوة ووضع به الماء والقهوة ووضعها ع الموقد وأشعل النار ... ظل ينتظرها وهو يحدق بخديجة التي لم تنظر إليه وتصنعت إنشغالها بإعداد الفطور ... أمسكت بالمقلاة ووضعتها ع عين أخري بالموقد وهي تبتعد قليلا عنه ... تشعر بالتوتر من نظراته المحدقة بها ... أخذت تشعل النار من المقبض لكن لم تشتعل فأمسك هو يدها وهي ع المقبض وضغط بيدع الأخري ع زر الإشعال الذاتي وقال :
بتلفيه كده وبتدوسي ع الزرار ده عشان العين تشتغل .... نظرت إليه لتجده محدقا بها .. لفت ناظريه تلك العلامات التي تركها الأمس ع عنقها .. وضع أنامله برفق ويرمقها بنظرات إعتذار بدون أن يتفوه بكلمة ... أنتفض جسدها من لمساته ... فقاطعهم صوت فوران القهوة فأسرعت بدون حذر الإمساك بمقبض الإناء الساخن بدون عازل فصرخت بألم
أمسك يدها بسرعة وأتجه بها نحو الثلاجة ليفتح الباب ويأخذ مكعبات الثلج ووضعها فوق أناملها وقال: خلي صوابعك ف التلج لما أشوفلك مرهم بتاع الحروق
ذهب مسرعا إلي غرفته وعاد بعد ثوان وبيده أنبوب صغير قام بفتح الغطاء وقال : هاتي أيدك
مدت يدها فأمسكها برفق فتأوهت بألم : اااااه
آدم : معلش إستحملي بس وإن شاء الله المرهم يخليها تخف بسرعة ... قالها وهو يضغط ع الأنبوب ليخرج منه المرهم ع هيئة كريم وأخذ بدهن أناملها بحذر وهي تجز ع أسنانها بألم
_ دقايق ومش هتحسي بأي ألم أهم حاجة تبعدي أيدك عن المية ... قالها آدم
خديجة : شكرا
آدم : العفو ... سيبك من الي كنتي بتعمليه ده وجهزي نفسك إحنا هنفطر برة ع البحر
خديجة : أنا كنت عايزة أقولك إن إحنا معزومين عند مامت الولد الي حكتلك عنه إمبارح
آدم : إعتذريلها لما تشوفيها ... أنا مبحبش أروح عند حد معرفهوش
خديجة : بصراحة محرجة ... ممكن نعزمها إحنا ؟
آدم : أعملي الي تعمليه .... قالها وولج إلي غرفته ليبدل ثيابه
وهي أيضا ذهبت إلي داخل غرفتها لترتدي ثوب فضفاض وحجاب يناسب أجواء شاطئ البحر
*********************************
_ في قصر البحيري ...
تمكث ف غرفتها منذ أمس قلبها يشتاق لرؤيته تريد الإطمئنان عليه ... تحاول الإتصال به مرار وتكرار لكن لم يجيب ... أرسلت له رسالة محتواها ( مصعب أرجوك ممكن ترد عليا ؟)
نهضت من فوق الفراش لتبدل ثياب نومها إلي ثوب أسود بنصف أكمام ويصل إلي أسفل ركبتيها ... مشطت خصلات شعرها القصير وغادرت غرفتها ... وبالرواق قابلت ياسمين
ملك : ياسمين
ياسمين : أمرك يا آنسه ملك ؟
ملك : متعرفيش مصعب فين ؟
ياسمين بنبرة حزن وأسف : ده تعب إمبارح والدكتور جاله قال عنده حمي ولازم يتنقل ع المستشفي
شعرت بغصة ف قلبها وقالت : أي !! متعرفيش خدوه ع أنهي مستشفي ؟
ياسمين : معرفش والله بس عم شكري السواق هو الي خدو بالعربية إمبارح
تركتها ملك وقلبها يدمع حزنا وألما ... ذهبت إلي غرفتها وأخذت حقيبتها ومايلزمها ... وقررت أن تذهب إليه مهما حدث
_ في الحديقة تستمع إلي شكوي سماح التي تصنعت البكاء ببراعة ....
_ أبوس إيدك يا جيهان هانم ... أنا مليش غيركو ... أهلي ميتين وخالتي ست كبيرة وقاعدة عند قرايب جوزها ... قالتها سماح
جيهان : خلاص يا سماح أنا وعدتك مش هانسكت عن الموضوع ده ... أنتو الأتنين غلطو من الأول فلازم يتحمل نتيجة غلطه دي
سماح بنظرات خبث وببكاء مصتنع : بصراحة أنا خايفه أرجع البيت يعمل فيا حاجة عشان يخليني أنزل الي ف بطني
جيهان : متخافيش أنتي هتفضلي قاعدة معانا هنا وعمو عزيز هيكلمو يجي ويفهمو الي بيطلبو ده حرام دي مهما كانت روح
سماح : ربنا يخليكي يا هانم ويباركلك يارب
جيهان : أنا هاخليهم يحضرولك الفطار ولو عايزة تريحي بعدها أطلعي فيه أوضة للضيوف فوق إرتاحي فيها لحد ما عمك عزيز يرجع وأقعدي معاه وأحكيلو ع كل حاجة
أبتسمت سماح بإنتصار وقالت بداخل عقلها : والله والزهر هيلعب معاكي يا موحه وبدل ما هتعيشي ف الخرابة الي ف الحارة هتقعدي ف العز ده كله
******************************************
_ عشان خاطري ياعم شكري خدني ليه بسرعة قبل ما حد يشوفني خرجت من غير حراسة ... قالتها ملك
شكري : أرجوكي يا ست ملك مش هينفع عزيز بيه لو عرف ممكن يقطع عيشي
ملك : متخافش أوعدك بابا مش هيعرف خالص وهنروح ونيجي بسرعة
تنهد الرجل بسأم وأذعن لأمرها فقال : طيب يلا بينا عشان نلحق نروح ونيجي قبل ما عزيز بيه يرجع
أبتسمت بسعادة وقالت : ربنا يخليك ياعم شكري
ولجت إلي السيارة قبل أن يراها أحد لينطلق بها نحو إحدي المشافي الخاصة بعلاج الحمي ....
وصلت إلي المشفي .. نزلت مسرعة وولجت إلي الداخل وذهبت إلي موظفة الإستعلامات وقالت : لو سمحت عايزة أعرف فين أوضة مريض جالكو إمبارح إسمه مصعب ....
قاطعتها الموظفة وقالت : أيوه عارفاه مش الشاب الطويل الحليوه ده ؟؟
رمقتها ملك بحنق وقالت : أه ... فين بقي ؟
الموظفة : تاني دور الأوضة رقم 6 ع إيدك اليمين .. بس إنتي تقربيلو أي؟
ملك وهي تضيق عينيها قالت : أبقي خطيبته
أبتلعت الموظفة ريقها وقالت : أتفضلي يافندم
رمقتها ملك من أعلي لأسفل وذهبت إليه
تسير بالرواق وهي تبحث عن رقم الغرفة حتي رأت الباب مفتوحا ... وتقف ممرضة بجواره تغرز حقنة بداخل المحلول
دخلت ملك وركضت نحو لتقف بقربه وهي تمسد جبهته المتصببه بالعرق
الممرضة : مين الي سمحلك تتدخلي ؟؟ ممنوع الزيارات
ملك : ملكيش دعوة وخليكي ف حالك أحسنلك
الممرضة : شكلك هتتعبيني هاروح أندهلك الأمن
أوقفها مصعب بإشارة من يده وقال بصوت واهن : سبيها لو سمحتي أنا كلمتها تيجي
الممرضة : ممنوع يا أستاذ مصعب
ملك : ما قالك خلاص روحي شوفي شغلك وسبينا يلا
رمقتها الممرضة بإمتعاض وغادرت
ملك وهي تمسك بيده قالت : حبيبي ألف ألف سلامة عليك والله لسه عارفة من ياسمين
مصعب : ملك عشان خاطري ...عايزك تبعدي عني
ضحكت بسخرية وقالت : يوسف هددك صح ؟؟؟... بس لو أنت كنت خايف منه أنا مبخافش غير من الي خلقني
مصعب : أرجوكي متصعبيش عليا الأمور ... أنا عارف إن هيحصل كده من الأول
ملك : بس أنت بتحبني وأنا بحبك أي الي يمنعنا نكون لبعض ؟
مصعب : حاجات كتير وأنتي عارفها
ملك : مصعب أنا مستعده نتجوز ونهرب سوا مع بعض !!!