رواية ملاذي وقسوتي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم دهب عطية


رواية ملاذي وقسوتي الفصل السادس والعشرون 

سائلة حياة سالم برعب وهي ترى هذا المشهد


بذهول......


"سالم في إيه ومين ده......"


نظر لها لبرهة بدون تعبير يُذكر ومن ثم وضع يده على مقبض باب السيارة وفتحه قائلاً بصوتٍ رخيم...


"خليكِ مكانك..... اوعيخ تطلعي من هنا.... "تحدث بأمر ينهي جدالها الجالي على وجهها الذي بهت لونه


بعد رأيت وجه هذا الرجل البغيض وسلاح المشهور أمامهم.....


"سالم لازم نتصل بالبوليس.. و... "


قاطعها وهو يرمي لها هاتفه قائلاً ببرود جعلها تتجمد كلياً....


"خدي التلفون اهوه.... ممكن يفتح ببصمة صبعك او باسمك........ تقدري تطلبي البوليس زي مانتِ عايزه..بس انا مش هقعد جمبك مستنيه.... "


خرج وتركها تنظر الى فراغه بذهول....


حقاً هيمنة سالم شاهين تتحدث عن نفسها دوماً !!..


بدأت تفتح الهاتف قد غفلت عن بصمة اصابعها


كم قال لها !... بل فتحته باسمها كان سهلاً ان تعرف انه لم يضع غير كلمة بسيطة تُذكره دوماً


بها(حياة) كتبت ذلك وفتح الهاتف سريعاً لتبدأ


الإتصال بأقرب اسم تعرفه والد سالم


(رافت شاهين !) وللحذر كانت تتصل بالخفاء


بدون ان يلاحظ ذاك آلوجه البغيض أنها تجري


أتصال بأحد......


قبل تلك الدقائق.....


خرج من سيارته بكل برود و وقف أمام غريب و يده في جيب بنطاله ينظر له بفتور مريب ثم


إلتوت شفتيه بنفور وهو يقول بخشونة....


"كآن ممكن تكون مقابلتك ليه في وقت تاني او


في مكان غير ده.. مش ملاحظ إني معايا حريم.... "


صوب غريب سلاحه في وجه سالم قائلاً بصوت


مقزز لا ينم الى عن الشر وقواتم حقده..


"اسمعني منيح ياولد شاهين وبلاش لت الحريم ده ... انا جاي اخد طاري منيك وسبب انت خبرُه


زين......"


أبتسم سالم ساخراً وهو يخفي انفعاله بسهولة من على قسمات وجهه....


"اول هام..... شين في حقي إنك تحكي عني


هوكي.... سالم شاهين راجل من ضهر راجل... ولي


درته وياك لو اتعاد الزمان تاني ورجع هعمل نفس اللى عملته ومش هزيد فيه ولا هنقص..... تاني حاجه اللي جاي ياخد حقه مش بيتكلم كتير أفعاله هي اللي بترد على غضبه..... "


ثانى سالم كم قميصه وهو ينظر له بشر....


"وأنا أفعالي هي اللي هترد عليك ياولد العم.. "


رفع قدميه في لحظه خاطفة الأبصار ليجد غريب


السلاح قد وقع أرضً ....لم يكتفي سالم بهذا القدر


بل سدد له بعض الضربات في وجهه وبطنه وجانبيه أيضاً..... تدارك غريب لحظة الدهشة المستحوذة عليه ليسدد لسالم أيضاً بعض الكمات أوقات سالم كان يتفادى الضربات بهمارة وأوقات كآن يفلح غريب في تسديد بعد الكمات له إذا كان في جسده او وجهه .....


ولأن غريب في نفس بنية سالم والجسد أيضاً الا


إن للحق كان سالم اكثر مهارة في تسديد الضربات


له لفرق السن بينهم......


حلبة مصارعة !!...


هي ترى ذلك بوضوح.... وقلبها ينزف حسرة على متهور قلبها الذي لا يبالي بها قط !! ....يعشق


كونه سالم شاهين ، يعشق من يكون ويفتخر للعجب يطبق كونه من نصل البدو يطبق كل طباعهم بالحرف !!و للعجب تعشق شخصيته مهما وجدت بها من عواق تعشقه ومستسلم بضراوة هذا العشق بكل ما أوتيت من إراده !.......


بعد شجار حاد بين رجالاً ضخمان البنية اوقع أحدهم الآخر...... طاح غريب على الأرض بجسد


كضخر صعب ان يتحرك الى أي مكان....


كانت تضع يدها على قلبها في كل دقيقة تمر جالسة مكانها تلتزم بأوامره كالحمقاء ولكن ماذا عليها ان تفعل وسط آلوجه البغيض الغريب عنها....


ووسط قاسي القلب مجرد من المشاعر تاركها تموت أمامه لاستعراض مواهب القتال أمام عينيها....


زفرت بغضب وهي تموت حقاً في كل لحظة ترآه


يسدد الضربات لهذا آلرجل ويرد الآخر له بعضاً منها وظل القتال العنيف يتبادل تحت انظارها حتى


يرفع احداً منهما الريا البيضاء تارك الحلبة والقتال


بأكمله....


وهي على يقين ان سالم لن يفعل ذلك !!


مهم أستمر القتال لن يسلم أبدا....


زفرت بقهر وهي ترى القتال مستمر لتمر الدقائق القليلة وترى غريب جثة هامدة على الأرض


الساخنة...


شهقت بفزع لتهتف كالمجنونه


"قتله..... قتله.... "


وضعت يدها على فمها تلقائياً ..


وبعد دقيقتين....


دلف الى سيارته بهدوء ومسك بعد المناديل الورقية من سيارته ..ثم بدأ بمسح وجهه بهدوء تحت انظارها المندهشة.....


"طب بدل الصدمه دي كلها... اقومي بوجبك كازوجه وحاولي تطمني عليه ولوو حتى


بالكدب.... "


اشتعلت بُنيتيها بالغضب وخرجت من قوقعة


الصدمة وهي تهدر به بحدة....


"انت بتهزر ياسالم.... الراجل مات على ايدك وانت


داخل تقعد وتكلم معايا بكل برود ولا كانك عملت


حاجه... "


مسح وجهه من الدماء آثار الجروح الذي فعلها ذاك


البغيض وهذ الورم الذي عند فكه.... تمتم بغضب


"ابن الـ***....بوظ وشي.... "عض على شفتيه


يمنع انحدار أفظع الكلمات من الخروج أمام من تطلع عليه بصدمة من أفعاله تلك.....


"عينك هتوجعك على فكره... "


عضت على لسانها بغيظ من طريقته الفظه معها


ثم قالت بهدوء عكس عواصف غيظها منه ...


"هو..... مات..... "


شعر ببعض التردد في حديثها ولكن جاوبها بفتور


"بصراحه كان نفسي .......بس هو لسه عايش....


كده اطمنتي ...."


بدأت التنفس براحة أكثر بعد مبادرته الذهبية


في ارتياح قلبها......


"حياة.... عايزه اقولك حاجه ومتزعليش اوعي تقولي عليه حلو تاني .....لحسان مش هحس بعد غزلك ده بأي تفائل ..... "


حرك أصبعه في الهواء حول وجهه المصاب بالجروح والاوارم البسيطة... حتى يثبت لها صحة غزلها به قد وصل به الى كارثه في وجهه !!....


يمزح!! ....


بعد كل هذا يمزح يالي من محظوظة بزوج مثل


سالم شاهين وهيمنة شخصيته المختلفة


مختلفة عن الجميع !......


كادت ان ترد عليه ولكن قطع حديثها صوت سرينة


سيارة الشرطة.....


نظر لها سالم بثبات وهو يقول بأمر ينهى حرف واحداً منها...


"بلاش تخرجي من مكانك.... "


فغرت شفتيها وهي ترى اختفائه عن مرمى عينيها


زفرت وهي تتابع عبر أطار السيارة الزجاجي أسئلة رجال الشرطة و رافت شاهين والد زوجها يقف معهم بخوف بجوار سالم مباشرةٍ ... ام سالم فكان يتحدث بهدوء وراحة وكأنه يحكي عن معدل الطقس اليوم !!.....


"ربنا يصبرني.... "قالتها وهي تزفر بضيق من تصرفاته..


الانفصام في حياتهم ليس المشكلة الحقيقية


بل بالحقيقة جوانب شخصية سالم يجعلها تقف


كالبلاها تشاهد بصمت مندهش وكانها اول مرة


تراه..... كما حدث منذ دقائق قليلة !.....


ارتياب معك اشعر ، ومن القادم أخشى ! ...


...........................................................


نظر لها سالم متسائلاً بحنق...


"ممكن افهم انتِ مضايقه ليه دلوقتي... "


نظرت له بغضب ولم ترد عليه بل دخلت الى المرحاض واتت بعلبة الاسعافات....وجلست


بجانبه على حافة الفراش.... وبدأت تعالج جروح وجهه...


"آآآه...... براحه ياوحش أيدك تقيله... "


لم ترد عليه اكتفت بصمت وعلى وجهها قناع الجمود....


"مش واكل عليكِ على فكره السكوت ده... اتكلمي


وقولي اللي عندك..... "




لم ترد عليه واصرت على السكوت وهي تعالج


جروحه.....


تشنجت عضلات جسده وحاول السيطرة على


غضبه وهو يقول بخشونة قاسية...


"دي اخر مره هقولك اتكلمي المره الجايه مش هتكلم بالساني..... "


نظرت له بضيق وبصيحة حادة قالت....


"يعني إيه مش فأهمه هتضربني مثلاً..... "


"حاجه زي كده "مسك هاتفه وعبث به ليكبح عصبيته عليها بعد إرتفاع صوتها الغاضب عليه


اشتعلت عينيها بضيق من رده البارد لتتحدث بغضب


"تعرف مش صعب عليك تعمل كده مانت بتستعرض


عضلاتك على اي حد.... "تركته بعد ان إنتهت من


مداوية جروح وجهه....


نهض بسرعة ومسك معصمها لتواجه عيناه الغاضبة من مالفظته الآن على مسامعه....


"يعني إيه بستعرض عضلاتي.... انتِ هبله ولا بتستهبلي الراجل كان ناوي يموتني ياعميه لولا اني استعرضت عضلاتي عليه كان زمانك بتقراي عليه الفاتحه...."


"انا عميه .....وهبله....... تصدق انك قليل الأدب


فعلاً ....."


أقترب منها بغضب وعيناه تشتعل غضباً من تخلف


عقلها وحماقتها المتزايده بكثرة من بداية حملها!!...


"أنا قليل الادب... "


تراجعت بتوتر وهي تعيد ما قالته..


"ايوه قليل الأدب....... لان انا مش عميه ومش


هبله ....."


قاطعها ببرود وهو يقترب منها اكثر...


"وضيفي على ده كله ان غباءك صعب يتعالج... "


إصطدم ظهرها في الحائط خلفها من فرط توترها ورجوعها للخلف بدون انتباه منها....


حاولت الإمساك بشجاعة الزائفة وهي تقول...


"سالم لو سمحت كل الا الاهانه.... "


أقترب منها اكثر وهو يضع كلتا يديه على الحائط محاصر إياها بحدة وهو يرد عليها ببرود...


"المفروض تقولي لنفسك الكلام ده مين بدأ بإهانة


مين.... أولاً انا مش بستعرض عضلاتي على حد أنا


بدافع عن نفسي وعنك قبل كل شيء لان كان ممكن اوي الرصاص الطايش ده يصيبك... تاني حاجه


حاولي توصلي خوفك عليه بطريقه احسن من


كده....."


عضت على شفتيها بضيق وهي ترد عليه بحرج


"انا مش قصدي المعنى اللي وصلك كل اللي كنت عايزه اوصله ليك أن كان ممكن اوي تاخد منه


السلاح وتربطه لحد مالبوليس يوصل و ساعتها


هو يتصرف معاه.... "


هدر بانفعالٍ .....


"وحقي انا فين.... حق وقوفي انا وانتِ في نص الطريق مرفوع في وشنا السلاح... دا غير الرصاص


الطايش اللي كان ممكن يصيب حد فين... "


قاطعته حياة بهدوء...


"بس احنا بخير.... "


"دا عشان انا بستعرض عضلاتي... "


تعلقت عيناهم ببعضها وكلاً منهم يعاتب الآخر بكلمة شائكة.....


"انا آسفه.... "


هتفت بها لتنهي عتاب عيناه لا تريد مشكلة آخره


بينهم هي لا تريد الفج يفترس مرة اخرة قلوبهم


يكفي مسافات بينهم ....


أبعد وجهه الناحية الاخرة وابتسم بسخرية قائلاً


بثبات....


"اكيد مش هعملها زاعله وافور فيها.... بس اوزني


الكلام اللي بطلعيه..... عشان مزعلش المره


الجايه.... "


يالله كم كان يامرها ويحذرها ويعاتبها بنظرت


عيناه القاتمة...وحديثه السوي....


ردت عليه بحرج...


"على فكره انا قولت آسفه.... انا مكنش قصدي حاجه انا بس..."


نظر لها وهو يوليها ظهره مُستلقي على الفراش


بهدوء....


"الموضوع انتهى ومش عايز اتكلم فيه.... "


سألته بخفوت حرج...


"يعني أنت مش زعلان.... "


"لا.......طفي النور قبل ماتخرجي"


هل يود النوم حقاً مزال الوقت مبكراً !! ...


عضت على شفتيها وهي تستسلم للخروج من الغرفة ... وداخلها توبخ نفسها من تهور لسانها عليه ...


فاللحق هو معها كل الحق !! ....


...........................................................


صباح جديد......


خرج من المرحاض عاري الصدر يلف حول خصره


منشفه قطنية....... ويطوق حول عنقه منشفة أخره


مجفف بها وجهه وشعره......


اتجه الى خزانة ملابسه لاخراج ثياب خروج للعمل...


سريعاً رفع حاجبه بعد ان وجدها فارغة ..فغر شفتيه


وهو ينظر الى الجالسة على الفراش تاكل


بعد حبات الفراولة بتلذذ وتتابع شيءٍ هام


جداً عبر هاتفها...


او هذا ماجعله يظن أنه هام !...


"حياة فين هدومي... "


كركرة ضاحكة بقوة وهي تطلع على هاتفها...


"مش معقول فظيع..... فظيع.... "


اشتعل سالم غضباً وهو يحدق بها وتقدم منها


قليلاً... وهو يتحدث من تحت أسنانه بضيق...


"حياة.....هدومي فين.... "


نظرت له بهدوء.... ثم كتمة قطعة من حبة الفراولة


التي بيدها...وهي ترد عليه بفتور


"هدومك..... في الغسيل.... "


مسح على وجهه بضيق وملامحه احتدت


غيظاً منها....


"كل هدومي بتتغسل ليه خير......."


ردت حياة بطريقة مستفزة...


"ريحتهم مش حلوه.... "


عض على شفتيه بقهر وهو يتحدث بهدوء حاول


التحلي به أمام استفزازها معه ...


"ريحتم مش حلوه..... طب انا عاوز اروح الشغل دلوقتي أروح بي إيه ....."


نظرت له بطرف عينيها قائلة بنبرة ذات معنى..


"خد أجازه انت مش بتاخد أجازه خالص ولا حتى


بتقعد معايا لا انا ولا و ورد.... "


ضيق عينيه ونظر لها بشك وهو يقول..


"هو آلموضوع مترتب ولا إيه.... "


مطت شفتيها وهي تطلع على هاتفها بتبرم ولم ترد


عليه...


انحدرت عينا سالم على جسدها ليرفع حاجبيه سريعاً وهو يشيط غضبه أضعاف.....


"اي اللي انتِ لبساه ده.... "


نظرت الى ماترتديه ومن ثم تطلعت عليه قائلة


ببراءة ...


"هيكون اي يعني القميص بتاعك عجبني لونه


فقولت ألبسه شويه .... "




عض على شفتيه بغيظ...


"واشمعنى ده مش مرمي في الغسيل جمب


أخواته.. "


"عشان نضيف.... "


أقترب منها بحدة وملامح متهكمة يريد قطع لسانها هذا على الصباح الباكر حتى تتوقف عن استفزازه ....


قفزة واقفه من على السرير سريعاً ليظهر ساقيها العريين والذان مغريين بطريقة تثير الشفقة على


من ينظر اليهم.....


"سالم إياك تفكر تمد ايدك....إياك أنا بحذرك..."


تطلع على ساقيها بغيظ أكبر وهو يقول بقهر...


"بتحذريني ازاي بشكلك ده....وازاي تنسي تلبسي


اهم حاجه إيه بتحبي الموضه لدرجادي.. "


انزلت عينيها على ساقيها العريين ويكاد القميص


الرجولي يصل لمنتصف فخذيها فقط ويبرز الآخر باغراء ! ...


عضت على شفتيها بحرج وهي تقول بتبرير..


"كنت ناويه ألبس بنطلونك على فكره بس طلع


كبير.... كنت ناويه اقصه.... بس قولت خساره


شكله جديد ....."رمشت بعينيها بطريقة مضحكة.... حتى يصفح عنها هذهِ المرة....


ولكن تزايد غضبه أضعاف وهو يتحدث بامر ناهي


"طب انا هصبر عليكِ خمس دقايق بعد الخمس دقايق لو ملاقتش هدوم على السرير اتزفت اروح بيها الشغل هتزعلي ياحياة وهتزعلي


جامد كمان ... "


لتوت شفتيها بتهكم ويبدو أنها مصرة على مافعلت


نزلت من على الفراش وعقدة بيديها عنقه برقة


وهي تتحدث بدلال مستفز....


"واضح انك مسمعتنيش كويس ياسولي... هدومك الخروج كلها في آلغسيل.... "


تظاهر سالم بصدمة قائلاً..


"بجد.... "


اومات له وهي ترمش بعينيها باستفزاز ....


اوقعها على السرير خلفها وهو فوقها وهمس من تحت أسنانه بغيظ....


"تعرفي ان استفزازك ده هيوصلك معايا لطريق


مش هتحبيه أبداً....."


"اي حاجه معاك بحبها...."


تكلم من تحت اسنانه بقلة صبر...


"حياه...انتي عارفه اني مضايق منك من إمبارح فبلاش تضايقني اكتر.... "


نظرت له بضيق وهي تقول..


"كنت واثقه انك نايم زعلان.... وانك كنت بتضحك عليه لم قولت انك عايز تنام.....ونامت زعلان


بسببي... "


"مش بسببك بسبب لسانك ولكلامك الدبش ده.. آلمهم مش هنتكلم كتير في الموضوع ده... روحي


هاتي الهدوم عشان متأخر... "


ردت عليه بعناد وضيق من كذبته عليها أمس...


"مافيش هدوم ومافيش شغل وده عقابك عشان


تبطل كدب عليه.... "


نظر لها ببريق الغضب وهو يرد عليها ببرود


"أخاف أنا كده صح.... روحي هاتي الهدوم


ياحياه وستهدي بالله..... وكفايه جنان على


الصبح.... "


ردت بسرعة...


"لا...."


"بقه كده .....طيب.... "


مالى على عنقها بأسنانه ليدغدغ عنقها بطريقة


لذيذة مؤلمة قليلاً.... كركرة ضاحكة من وسط


حديثها....


"سالم.... بس.. آآآآه....خلاص حرام عليك كفايه


عض ....."


نظر لها بمكر وقال بلؤم...


"على فكره كل دا طبطبه.... بطلي بقه جنان وروحي هاتي الهدوم.... "


ابتسمت أمام عيناه برقة تحاول إقناعه برغبتها


بمكوثه معها اليوم.... فقد فعلت كل هذا اشتياقاً


له ليس إلا......


"هجبلك الهدوم وهرصها بنفسي في دولابك..بس


اوعدني انك هتقضي اليوم معايا انا و ورد... "


نظر لها وقال سريعاً...


"صعب ياحياة... انا... "


طوقت عنقه بيداها قائلة بدلال وحب...


"عشان خاطري ياسالم... انهارده بس... بجد وحشتني أوي.... ونفسي اقضي اليوم كله معاك"


نظر الى عينيها المترجية إياه بالموافقة على رغبتها


انحدرت عيناه على شفتيه الحمراء.... بلع مابحلقه


بعيون جائعة ولن ينكر انه أيضاً يشتاق لها وبشدة او يمكن يكون اشتياقه نيران داخل جسده يحاول جعلها باردة أمامها !! .....


تنهد بهدوء وهو يتحدث بمكر...


"موافق بس هتكملي الموضه.... "


نظرت له بعدم فهم....


نظر هو الى القميص الذي يخفي باقي جسدها عن عيناه.... وغمز لها بشقاوة لتفهم على الفور ما يريد ....


"يعني..... ممكن افكر..... "ابتسمت له بعبث...


مالى عليها وهو يقول بوقاحة...


"عقبال ماتفكري احاول أقنعك بطرقتي... "


وقبل ان تستطيع النطق كان وجهه قد هبط إليها


لينهال من ثغرها.... رحيق الحياة الخاص به !....


كانت ضائعة بين يديه فقط تاركة المشاعر المسكرة تترنح بقلبها تاركه قلبها وجسدها لعالمهم المناسب


عالمهم بين لمساته الحانية وهامسته الشغوفة لها....


كانت مشاعره كالعاصفة لم ترحمها للحظه


ولن تحررها أبداً !.....


"وحشتيني...... اوي ياملاذي.......اوي "


كانت شفتاه تلاحقان ملامحها وعينيها وتعودان الى شفتيها بقوة أكبر وجوع أشواق افترست قلوبهم سوياً..


لحظه لحظتين بل دقائق كانت الأجمل حين حملها


سالم الى عواصف اشواقه وحبه لها !!....


----------------------------------------------------------


دخلت الى (صيدلية)بهدوء لتقف أمام الجاجز الفاصل بينها وبين الطبيب الصيدلي..... ابتسمت


بهدوء وهي تتحدث إليه قائلة...


"لو سمحت يادكتور .... كنت عايزه حبوب


منوم .....لحسان الفتره دي مش بقدر أنام كويس


ينفع تكتب ليه على نوع كويس ومضمون.. "


أبتسم لها الطبيب واوما لها قائلاً...


"طب ثواني.... هدورلك على نوع حبوب كويس ...


وفنفس الوقت مش مضر...... "


أختفى عن مرمى ابصارها في رواق صغير....


لمعة عينيها بشرود ولؤم.....


اكثر من شهر وهي تخطط لهذا المخطط اقتربت من هدفها فقط بضعة خطوات ......وستحرق قلب سالم على( حياة) وعلى من ينمو داخل احشائها......


إنتقام حاقد !!! ...


نوع عنيف على المرء عنيف بدرجةٍ تجعل نيرانه تفترس عقلك وقلبك حياً فقط ليتكون داخلك


اللعنة الانتقام ! .....


لم تحب سالم يوماً ولكن كنت تعشق هيمنة سطوته هيمنة سالم شاهين قاضي (نجع العرب )كما ان منصبه ومايمتلك من مال يروق لها يروق لها حد


الهوس به.....




ولكن تبخر كل شيء بعد دخول (حياة) حياته


بعد رفضه لها بابشع الإهانات.... حين عرضت عليه


قلبها وجسدها ودهس عليهم بمنتهى الغباء !! ...


غباء ؟...


نعم ترى نفسها لم تخطئ في حبه ليرفضها ولم تخطئ في اغواءه بها ليلقي بها هكذا ....


ولكنها ترى أنه أخطاء منذ بداية رفضه لها واهانته قد فضل عليها تلك... تلك القيطة فضلها عليها هي هي ابنة عمه الوحيدة التى حلمت به فارس أحلامها......


"غبي بس هيندم.... "هتفت بها من تحت اسنانها بغل


لم تتركه يعيش حياة سعيده مع تلك الخرقاء


تعيسة الحظ ...بعد ان دُمر حياتها وحيات جميع من حولها بعد ان كان سبب موت والدها .....بعد ان ادخل اخيها السجن واوصل إياه للاعدام.....


قد ثقل حساب سالم ومن فضلها عليها ....


هتفت بصوتٍ خافض حاقد وعيون حمراء من شدة الكره الذي زُرع داخل روحها وقلبها الممزقين...


" لازم تدفع اللي عليك ياسالم...ورحمت ابويه


واخويه ....لتبكي بدل الدموع دم على فرقهم ..."


"اتفضلي الحبوب ...."


قال الطبيب جملته بهدوء وهو يمد له الدواء...


اخذت منه الاقراص وهي تخرج ابتسامتها الميتة من على شفتيها بصعوبة.....


----------------------------------------------


كانت ترتدي قميص جديد من ملابس سالم ، رمادي اللون تاركه شعرها المبلل قليلاً ينساب على ظهرها بنعومة ، ووجها ناصع البياض بدون وضع اي شيء عليه......


كانت تجلس في مكانها المفضل شرفة غرفتهم


تاكل بعد التفاح الطازج ....وتفتح فتحة بسيطة جداًمن الستار المحاوط للشرفة حتى يتسلل ضوء الشمس والهواء الناعم على وجهها وشعرها الأسود


لكي يداعب جمالها ويفتن بها مثلما فتنة هذا العاشق وهو يتطلع عليها من امام إطار باب الشرفة....


"انا واخد بالي ان الموضه النهارده هدومي هي اي


الحكايه بظبط...."


ابتسمت وهي تطلع عليها بشقوة باتت بها في كل


يوم يمر عليها معه لتعود حياة الطفلة العفوية


المشاكسه والجريئة بشدة وأحياناً تتحول جرأتها الى وقاحة لذيذة يعشقها سالم بها يعشق كل شيء يصدر منها كل شيء يكن طبيعي بدون تزيين او تمثيل امامه ....


اصبحت هكذا فقط في عالمها الخاص عالم


(سالم شاهين )والبيت الدافئ هو احضانه وصدره


العريض الرحب دوماً بقلبها جسداً و روحاً ..


ردت عليه وهي تضع قطعة صغيرة من التفاح في فمها واكلتها وهي تضع قدم على آخره بكل غرور


مصتنع ....


"شيء يسعدك اني بلبس من هدومك على


فكره... "


رد سالم بابتسامة خبيثة وعيناه على ساقيها


العريين.....


"بصراحه هدومي عمله شغل عالي معاكِ....


البسيها دايماً...."


نظرت حياة على ساقيها لتكتشف انهم يكشفون اكثر من الازم بطريقة تجعلها تصرخ حرج... حرج من نوع خاص حرج من عينا سالم الشهوانية بالفطرة لها والذي يصر ان يثير خجلها منه....


انزلت قدميها وهي تتنحنح بحرج..... ثم بدأت تاكل في قطع التفاح الصغيرة وهي تتلاشى النظر الى عيناه الذي تراقب كل حركه بسيطة تصدر منها باهتمام عاشق يريد ان يُشبع عيناه من ساحرة


قلبه !.....


أقترب منها بهدوء... وجلس بجوار مقعدها بنفس ذات الهدوء......


كانت تاكل في قطعة التفاح بتوجس مراقبة الحركة القادمة منه.... تتجاهله قليلاً....


تريد إتقان ثقل الأنثى على زوجها....


هل تجد اتقانه ؟!...


لا فهي من اقل شيء تجن وتثير بالشوق والعشق معه !....


مالى سالم عليها قليلاً وظل يتفحص وجهها


بحب وانفاسه الساخنة تداعب جانب وجهها


بدون هوادة.....


(اشتاق لقبلة....) التهب الشوق وهتف قلبها المسحور بسطوة حبه...!!


مسك طرف من خصلات شعرها بين اطراف اصابعه وعبث به بهدوء وكان?
 

الفصل السابع والعشرون من هنا 

تعليقات



×