رواية عشق الصقر الفصل السادس والعشرون والاخير بقلم سارة حسن
اعلنت أمل علي رغبه العرسان في الانفراد باالعرايس و رؤيتهن ، نظرت كل من زهره لكارما و اختلطت المشاعر ما بين خجل و ارتباك و شغف ...
دخلت زهرة في تلك الغرفه التي اعدت مسبقآ لها و لعريسها بعد عقد القران ، و التي تحوي مائدة بها بعض المأكولات الشهيه ..
تململت في انتظاره و ما دقائق حتي استمعت الباب ينفتح و دخوله المرح مهللا : اللهم صل علي النبي ، ايه الجمال ده
ضحكت زهره و شاكسته قائله : ايه ده ايه لبسك كده
اعدل من ياقه الجلباب قائلا بحنق: اعمل ايه حكم القوي، اخوكي
ثم غمز بعينيه و قال : بس ايه رئيك مش حلو بذمتك
ابتسمت له و هتفت بخفوت: حلو
قال كريم بغزل : والله انت اللي حلو، قاعده بعيده كده ليه ما تيجي
رفعت اصبعها اتجاه و قالت محذرة: اجي فين ، بقولك ايه يا كريم ده كتب كتاب بس اه، اوعي تتعدي حد اا
قاطعها بأقترابه المفاجئ قائلا: ايه، هو انا قولت حاجه عيب، ده انا بقولك قربي
ارتبكت من حصاره و اقترابه الشديد منها و قد اصبح علي مشارف احتضانها
فقالت بوجنتين ملتهبتين : كريم ، لوسمحت
لم يجيبها سوي ان فتح ذراعيه و احتضنها، تخشبت بين يديه، ثم ببطئ بدءت تأخذ انفاسها و ترفع يدها حتي لامست ظهره.
ابتسم من خلفها مشتمآ عبير خصلاتها السوداء، ماسحآ علي شعرها، ابتعد بهدوء و قبل جبينها قبله مطوله ،و استند جبينه بجبينها زافرآ انفاسه و كأنه في حرب مستعره مع ذاته
قال كريم بخفوت : انتي بين ايديا فعلا ، حاسس اني لو طلعت بحلم هايجيلي سكته
ابتسمت و هي تهمس له زهره: بعد الشر عليك
_ آه يا زهره، يا حب العمر ، يا حلم كان في السما و بقدرة قادر لامسه بأيدي
ابتعد عن جبينها و لامس بظهر يده و جنتها و قال برجاء : عايز اسمعها منك
لم تكن ابدا بخيله، بل بالعكس كانت سخيه رغم خجلها و هي تقول له ما ينتظر سماعه من شفتيها :
بحبك...
استمعت لضحكته الخافته و تحركه عنها قائلا: يالهوى يا جدعان ، انا هاستعجل علي الفرح، بصراحه خايف عليكي مني
ضحكت قائله بدلال : خاف علي نفسك بس من امي لو ما اكلتش من الصنيه دي قبل ما تدخل
التفت لها و قال و هي يشمر عن اكمامه قائلا بمرح و هو يهم بتناول الطعام : لا و انا ماقدرش علي زعل الحاجه، اتفضلي معانا
تعالت ضحكاتها و اقتربت تشاركه ، مستمتعه بعبثه و مناوشاتهم سويآ..
،،،،،،،،،،، ،،،
فعلت أمل المثل مع كارما و صقر.
جلست كارما علي الاريكه، تزفر انفاسآ مرتبكه رغم حماسها بقرب اللقاء...
رفعت عينيها للباب الذي انفتح بهدوء و كعادته اجلي صوته متنحنحآ، توقفت ببطئ و التفت صقر اليها .
نظر اليها صقر مدهوشآ من جمالها و كأنها حوريه خرجت له من البحر، لم يكن يتخيل ان الفستان سيكون ملائم عليها بهذا الشكل ، اما شعرها بخصلاته البنيه المحيط بوجهها كان حكايه اخري من الرقه..
نظراته اشاعت الفوضي و الاضطراب في سائر حواسها، و عينيها علي قدمه متتبعه خطواته البطيئة اليها.
استمعت لصوت زفير انفاسه قبالتها ، فرفعت عينيها اليه فقال هامسآ بابتسامة حانيه: سبحان من صورك
ابتمست لعينيه بعذوبه فقال وقد عبس حاجبيه فجاءه: انتام6لتي كده قدام الحريم
رمشت بعينيها من عبوسه المفاجئ مجيبه عليه :
طنط ام6ل قالت لنا مانلبسش الحجاب، الموجودين ستات و بس
_ لو اعرف ان شعرك هايزيدك جمال بالشكل ده، كنت اكدت عليها تلبسك الحجاب
و تابع بهمسآ خافتآ: خلي بالك من غيرتي ، انا بغير حتي لو من الحريم
شق ثغرها ابتسامه مهداه اليه ، بكامل اناقته امامها، و من متي فقد صقر تلك الجاذبيه التي يمتلكها، خصوصا في عينيها، التي اصبحت تعشق تفاصيله، من جلبابه للعباءه علي كتفيه و الاجمل لو كان شال مثل الان، عمامته تعطيه تلك الهيبه و طلته تلفت الانظار..
امسك ذقنها بخفه قبالته قائلا: انا مش قد عيونك اللي بيبصولي بالطريقه دي
و لاول مره يسمح لنفسه بالاقتراب ، لامس جبينها بشفتيه بقبله مطوله، و مسح علي وجنتها ببطئ حتي احتواها بكلتا كفيه، عيناهما قبالت بعضهما تحكي الكثير و الكثير..
_ سبحان من جمعني بيكي ، و كتبك ليا من بنات حوا، تكوني القلب و الروح و العشق، و كأن قلبي المقفول من سنين ، مفتاحه معاكي انتي
التمعت عينيها بغشاوة هامسه بصوت لا يسمعه سواه : ازاي بتعرف تقول الكلام ده، كتير عليا يا صقر
ابتسم لها بحنو : مافيش حاجه تكتر عليكي
_ انا اكتفيت يا صقر، اكتفيت بيك عن الدنيا، انت تحويشة ربنا ليا، انت كل العيله اللي اتحرمت منها
تأوه بعاطفه و جذبها لصدرة، مكانها الاصلي و الثابت، سكينته و مسكنها..
شدد عليها بين اضلعه و استكانت هي بوداعه.
_ كارما
همهمت بخفوت فا قال مقررا دون نقاش: الفرح هايكون آخر الشهر
شعر بتصلبها للحظات، فانتظر تمنعها، فا صدمته بهمسها الخجول و حركت رأسها بالموافقة... زفر انفاسه و ارتسمت علي وجهه تعابير السعاده و الشغف.....
،،،،،،،،،، ،،،،،،
بعد مرور خمس سنوات
امتلئت دار الجارحي بالاطفال و صخبهم...
عنفت كارما ولدها الممتنع عن الطعام : فهد، انت يا ولد ، تعالي خلص اكلك بقي
اخرج الصغير لسانه لها و هرب من امامها.
وضعت يدها علي جبينها و الاخري علي بطنها المنتفخه بتعب مغمغمه بحنق: و انت هاتجيبه منين، لازم تطلع لابوك، لا و سماك فهد اصل انا ناقصه
التفتت للباب الذي انفتح و ركضوا عمر و سما التؤم للداخل بمرح و من خلفهم والدتهم زهره، التي استقبلتها كارما بفرح لقضاءها عدة ايام مع العائله..
شاكستها زهره و علقت قائله : ووالله وجه اليوم اللي شوفتك فيه بتجري ورا العيال بالاكل و بطنك قدامك مترين
ذمت كارما شفتيها و وهتفت بها بحنق : زهره انا بجد تعبانه، مش ناقصه تريقه، اقولك روحي بيتك احسن
اتت أمل من خلفها و رحبت بأبنتها معلقه لزوجة ابنها : انتي اللي تاعبه نفسك يا كارما، اكتر من مرة اقولك سيبي اكل فهد عليا ووانا ها اكله و ارتاحي انتي
اجابتها كارما مبرره:فهد متعب يا ماما و مش عايزة اتعبك
ابتسمت لها بحنان و قالت لها : تعب، و انا افديك الساعه لما اتعب لعيالكم، دول الغاليين عيال الغاليين
قبلتها زهره و قالت : ربنا يخليكي لينا يا اموله يا قمر انتي
تسائلت امل ابنتها و قالت : سألتي علي بنت عمك
اجابتها زهره قائله : ايناس كويسه، جوزها عنده شغل برا البلد فا راحت وياه
اومات لها أمل و قالت : ربنا يصلح الحال
ثم قامت ببالنداء علي الاطفال الذين التفوا حولها، فقالت بسعادة لرؤيتهم حولها : تعالوا نطلع علي الجنينه لحد الغدا ما يخلص
التفتت زهره قائله لكارما : كان ايه لازمة العداوة و اللي عملته ايناس زمان، اهي اتجوزت و عايشه كويسه مع جوزها، كل اللي عملته انها غيرت النفوس من بعضها
اجابتها كارما قائله : كل ما افتح موضوع رجوع طنط سعاد هنا تاني مع صقر، ما يسبنيش اكمل حتي الكلام، حتي لو لمحت بالكلام علي ايناس بيتحول
قالت زهره لها : بكره الايام تصلح كل شئ
تنهدت كارما و هتفت: امتي يا زهره، انا لسه عندي امل القلوب تتصافي و نبقي انا و ايناس زي اي اختين
قالت لها زهره : علي فكرة ايناس تتمني، و نفسها ترجع و تصلح اللي عملته، كسوفها منك و خوفها من صقر مخليها تبقي دايما بعيده
ثم ادارت دفة الحديث قائله تشاكس كارما كعادتها: بس اقولك نصيحه
انتبهت لها كارما فقالت زهره :
خدي بالك احسن المحروس جوزك يتخطف منك و انتي كرشك قدامك كده
ثم اخرجت لها لسانها و ابتعدت عن محيطها، و كارما تبحث عن شئ تلقيه علي تلك التي تثير غضبها هاتفه بها : بت انتي، انا لو مسكتك هاموتك، و مين تقدر تاخده مني ده انا اولع فيها
و علي ذكر المعني، دخل صقر عاقدا حاجبيه من صوتهم العالي و وجهه زوجته الاحمر الغاضب قال بتساؤل: ايه صوتكم العالي ، و مين ده اللي هايولع
هتفت قبالته باندفاع : انت
ارتفع حاجبيه مستنكرآ: نعم!!
تعالت ضحكات زهره و التي وضعت يدها علي فمها تكتم ضحكتها فور ما حدجها صقر بنظرات تحذيرية،
تلعثمت كارما و قالت بتلجلج:لا مش، لا مش قصدي يا حبيبي يعني، بس، بص البت دي بتقول انك تتخطف مني و تبص بره
ابتسم بتسليه ثم مال عليها، و القي علي مسامعها بعض الكلمات التي جعلت وجهها يتوهج من حمرة الخجل، ثم نظرت لزهرة و اخرجت لها لسانها خلسة عن زوجها، فاضحكت زهره و القت لها قبله في الهواء غامزه لها بعينيها....
هدرت زهره قائله : هييييح فينك يا كيمو، تعالي بقي بدل ما انا حاسه اني عزول كده
ضربها اخيها خلف رأسها بخفه قائلا: جاي ورايا ياختي
،،،،،،،،،،،،،،،،
اجتمعت العائله في البهو
جلس عتمان على كرسيه ، ناظرآ للجمع من حوله بحب و فخر..
الابناء و الاحفاد و ابناء الاحفاد، العائله و العزوة و الترابط ، ذلك الذي تمناه من سنوات و سنوات، لو استرد الله امانته الان ابدا لن يريد شئ اخر..
قال لحفيده الاكبر و هو يستقيم ببطئ: تعالي اسندني لاوضتي يا صقر
لبي صقر طلبه و مسك كفه و ساعده حتي وصل لغرفته، تمدد و دثره بالفراش جيدآ
قال عتمان لصقر : حمل العيله كبير يا بني عايز كتف شديد و ضهر صلب، و انا مش خايف علي العيله دي من بعدي، انا عارف انك قدها
قبل صقر كفه و قال بحب : ربنا يديك طولة العمر يا جدي
ابتسم له في وهن قائلا: وحشتني يا صقر ، عايز اشوفها
اوما له صقر متفهمآ فقال عتمان : مابقتش تجادلني زي الاول ، بقيت دريان لا اللي اقوله
ابتسم له صقر قائلا: اتكتب عليا و انت عارف
_عمرك سألت نفسك اشمعنا هي؟
كانت إجابته الناهيه و المليئة بالعاطفة : عشقت .. و القلب ما ملش غير ليها
ربت عتمان علي رأسه داعيآ: ربنا ما يقطع عنك وصلك و تزيدو البيت بالذريه الصالحه
،،،،،،،،،،،،،،
دخل غرفتهم، وجدها تتحرك بالغرفه ببطئ و احدي يديها خلف ظهرها بآلم، اتجه اليها ثم حملها علي قدميه فقالت كارما خوفآ من ثقل جسدها : حتي بعد مابقيت تقيله كده بتقعدني علي رجلك
رفع حاجبيه مستنكرآ بلطف: مين دي اللي تقيله ، ده ياريت كل حاجه تبقي بخفتك علي قلبي
مالت برأسها علي كتفه براحه، متنعمه بحنان لم يبخل عليها به يومآ
تسائل و هو يمسح علي بطنها المنتفخ في آخر شهور حملها : انتي كويسه
اومات براسها بهمهمه ناعمه
قالت له كارما : تفتكر ولد وولا بنت ، كنا خلينا الدكتور يقولنا احسن
اجابها و هو مازال يمسح علي بطنها : كل اللي يجيبه ربنا خير، المهم انتي و هو تقوموا بالسلامه
ثم تابع قائلا: بصراحه نفسي في بنت تاخد لون عيونك
تمسحت برقبته قائله : لا عيون الصقر احلي
ضحك بصوته الرجولي : يا مجنونه بقي انا اقول عايز عيون ملونه تقوليلي عيون الصقر
_ اه، فيهم كل حاجه ، القوة و الحده و اللين و الدفا فيهم كل حاجه
نظر لها مطولا ثم قال : فين فهد
_ مع ماما امل
هب واقفآ و مازالت بين ذراعيه
هتفت به كارما : انت رايح فين
اجابها بغمزه من عينيه بعبث : هانخاوي اللي جاي....