رواية عشق الصقر الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سارة حسن


 رواية عشق الصقر الفصل الرابع والعشرون بقلم سارة حسن


فتح الباب الحديدي علي مصراعيه بقدمه، توحشت عيناه و اشتدت عروقه فور رؤيته، رغم انه مقيد و الدماء تنزف من رأسه و فمه و بحاله يرثي لها، الا انه لم يشفي غليله او يهدء من غضبه. 

فتح مجد عينيه بتثاقل و ما ان ابصر صقر امامه، ادرك انه خسر معركته، لم يظهر له ذلك بل بالعكس، اظهر له تلك الابتسامه الساخرة ، الذي تلقاها صقر مهتزه مضطربه 

نظر مجد للخراب من حوله و الحبل الذي يقيده في المقعد قائلا  بأستفزاز: ده اللقا نصيب يا جدعان، بس المكان مش قد المقام يا صقر 

اجابه صقر قاصدا اهانته: مقامك يا مجد

لوي مجد شفتيه بأستياء: طول عمرك مغرور

ابتسم صقر ساخرآ: انت اللي  شايف نفسك قليل جمبي 

ثم اشار للغفير الواقف ان يفك قيد مجد ، و ما ان فعل حتي اشار له صقر بالخروج 

مسد علي معصمه و اثار القيد ملتفه عليه، احتدت نظرات مجد و امتلئت بالكراهية:  انت اللي عايز تبقي الكبير في كل حاجه  ، البلد و عيلتك و الشغل و السوق، كل حاجه اكون فيها لازم تدخلها و تكوش علي اللي فيها، و تطلعني انا اللي فاشل 

قتمت عينيه بحقد : ماترددتش لحظه اخد حقي منك و اوجعك و هافضل عايش بس عشان اشوفك مكسور قدامي 

_ انت خايب، اه والله خايب ، ده حتي محاولة قتلي فشلت فيها ، انت جبان يامجد ، انا كنت عارف انك اللي وراها و سبتك تجيب أخرك بس طلع وس# بزياده 

اشتدت عروقه من إهانته مجيبآ : المرة الجايه هاتصيب

تعالت ضحكات صقر المكان قائلا: ده لو خرجت من هنا علي رجليك 


ثم اشمئزت ملامحه قائلا: سوادك طفح علي وشك، اللي زيك  عمره مايشغلني، بس وقت ماتقرب من حاجه تخصني يبقي بتطلع اسوء ما فيا

امتلئت ضحكاته المكان من حولهم و قال مجد باستفزاز متلذذآ: كارما 

خطأ

كان نطقه لاسمها امامه خطأ، و قد اكتفي صقر لاخطاء ذلك الارعن.

دفع كرسيه بقدمه حتي سقط علي ظهرة بقوة، ثم جذبه جانبآ و انحني عليه و لم يتوانى في تسديد اللكمات بوجهه، تعالت آهات مجد و تأوهاته بألم ، دفعه مجد عنه بصعوبة ثم وقفوا الاثنين امام بعضهم، 

هتف مجد من بين لهاثه ساخرآ: حريم دارك عايزين يتشد عليهم ، ماتسبش لهم الحبل علي الغارب كده 

خرج صوت صقر قاذفآ به ببعض الالفاظ و هجم عليه و لم يتصدي مجد هجمته، ضربه اسفل معدته و دفعه ارضآ، كاد ان ينحني عليه و لكن دفعه مجد بقوة، اندفع صقر عليه مره أخري صارخا بغضب : اقطع رقبتك لو حبت سيرة حريم دار الجارحي يابن اا$$$

اختنقت انفاس مجد قائلا: بت خالتك اللي كلمتني و هي اللي اتففت معايا علي كل حاجه 

توقف صقر لبره ، ثم استقام عنه  ، كان جلبابه مليئآ بالغبار، لم يشعر حتي بألم كتفه ،وجهه مشدود و مخيف ، شعره مشعثآ و عينيه تكاد تحرق كل ما تطوله بنظراتها. 

صدر منه صوتآ متوحشآ و أنهال عليه ضربآ مبرحآ، لم يتوقف صقر و لم يصدر سوي صوت مجد و تأوهاته المتألمه في المكان ، حتي بات علي وشك ان يلفظ انفاسه الاخيرة. 

شعر صقر بمن يقيده من ظهرة محاولا إثناءه، التفت اليه بوجهه فا قال له عيد  لردعه  : الحكومه علي وصول بكفاياك  يا صقر 

نظر صقر له ثم  لمجد ، بصق عليه و الاخر لم يعد به ماينفع او يصلح لشئ، و ما ينتظره سوي الاسوء... 

،،،،،،،،،،،،،،، ،،،

صرخ بصوت اهتز له جدران البيت الكبير، انتفضت كارما لصوته الجهوري و اندفعت لتستكشف ماذا يحدث، 

حتي ايناس الجالسه علي صفيح ساخن لاتعرف ما ينتظرها ، انتفضت آثر الباب الذي انفتح علي مصراعيه و صقر الواقف بحالته الشرسه. 

فزعت و جف حلقها و بتلعثم قالت : في ايه

_  ، جاي اقولك ان اا## اللي اتففتي معاه ماعرفش يمس من اختك شعره واحده، و طول مانا موجود ماحدش يعرف يمسها 

زاغت عينيها و شحب وجهها و قالت ايناس: و انا ايه علاقتي با

باغتها صقر و جذبها من خلف حجابها صارخآ : وصلت معاكي لكده ، وصل شيطانك تسلميها لل## اللي متفق معاكي 

صرخت ايناس بألم و تدفقت عبراتها ،

اندفعوا كل من في البيت لتلك الاصوات، صوت صقر الغاضبآ الجهوري و صريخ ايناس المتألم. 


بينما اشتدت يد صقر هادرآ بها : هانت عليكي ازاي و انتي عارفه كاان  ناوي يعمل ايه فيها 


قالت أمل بغير فهم : في ايه يابني مش كده، ايه اللي حصل 

التفت لوالدته و اليهم جميعأ قائلا : 

كانت عين مجد في دارنا، كانت بتوسع له الطريق و تخطط، هي اللي سلمت له اختها يخطفها و يطلع فيها غله و سواده ووساخته 


ارتسمت الصدمه علي ملامح الجميع، شهقت أمل و لطمت سعاد علي وجهها و زهرة التي لوله شعرت انها استمعت خطأ، اما كارما فا تصنمت مكانها بعينين جامدتين. 

هدرت ايناس من خلفه صارخه: كنت بدافع عن حقي فيك، ليه هي و انا لا، انا الاولي بيك، ليه عمرك ما شوفتني، وجودها كان غلط من الاول 

لم يجاوبها سوي بصفعه سقطت علي وجنتها هاتفآ: ده الحمد لله اني عمري ماشوفتك ، اللي تعمل كده في اختها و بالجحود ده تعمل اوسخ من كده عشان مصلحتها ، انتي تستاهلي الحرق 

دفعها و سقطت علي فراشها باكيه بإنهيار، ثم غادر للخارج كالعاصفه ، اكتسي الصمت المكان الا من اصوات بكاء ايناس و والدتها 

استند عتمان بيديه علي عكازة ثم حرك رأسه و كأنه يحدث نفسه أسفآ : ياريتك كنتي وعيتي بتك يا سعاد من الاول، كبرتي شيطانها لحد مابقت قدام مصلحتها ماتفرقش معاها صلة الدم 

التفتت اليه سعاد بكره قائله : بتظلموا بنتي زي ما ظلمتوني زمان 

هدر بها بحده : محدش ظلمك يا سعاد، من وقت ما ابني عطاكي حريتك و خيرتك، كنت بخيرك في كل عريس يجيلك،  و عمري ماقولتلك اترهبني و امنعي الجواز ،حتي ايناس مافيش غيرك حط في دماغها جوازها من صقر،  طلعتيها انانيه مؤذيه

توحشت عينيها و وقفت امامه و قد خرجت عن طور عقلها : كنت عايزاها تعمل اللي ماعرفتش اعمله ، تبقي مرات الكبير ، ليه انا جوزي يطفش ثم اشارت بيدها علي شقيقتها و اكملت : و هي تبقي تحت جناح جوزها و ابنها يبقي الكبير و لما سكت و تدور الايام و برضو بتي تطلع خسرانه ، مشيرة الي كارما هاتفه بها : و هي اللي تكسب في الأخر

وضعت امل يدها علي فمها باكيه علي ما في قلب شقيقتها اليها، حرك رحيم رأسه أسفآ و ربت علي كتف زوجته بينما خرج صوت الحاج عتمان مقررا دون نقاش : وجودك انتي و بنتك في الدار بعد اللي حصل بقي مستحيل ، هاتتنقلوا لدار اللي علي اليمه التانيه 

ثم القي كلماته قبل ان يخرج 

صلحي اللي عملتيه في نفس بنتك، الله يرحمك يابني كان داري ان عتبت داره مايله. . 

، ،،،،،،،،،،،،،،،، ،، ،،، 

اسدل الليل ستائرة و انتصف الليل، لم يأتي للان، حتي لم يجيب علي اتصال احد، تملك منها القلق و التعب ، فامن وقت الحادثه صباحآ ، و حدوث تلك المواجهه من بعدها لم تتمالك اعصابها و لم تأخذ اي قسط من الراحه ، و ها هي جالسه علي السلم منتظرة قدومه لتطمئن عليه رغم جسدها الذي يآن من التعب. 

انتبهت علي صوت خطواته فا شبت برأسها و رأته يصعد بخطوات بطئيه مرهقه 

وقف امامها متسائلا بقلق: ايه مصحيكي لحد دلوقتي 

اجابته و هي تنظر لملامحه المجهدة: مستنياك، اتاخرت جدا قلقت عليك 

اجابها بابتسامه خفيفه قائلا: انا كويس ما تقلقيش 

سكتت تبحث عن حديث آخر قائله : شكلك تعبان اوي و متبهدل

االتوي ثغره ببسمه ووقال : هانام و ان شاء الله هاصبح كويس 

اومات برأسها و اشارت له بيدها و بعد ماتحركت خطوتين

_كارما 

التفتت اليه فقال : عايزة تقولي ايه 

نفخت ومسحت علي جبينها و قالت : مش عارفه بس، متلغبطه اوي، و زعلانه و حاسه اني خايفه 

جلس علي الدرج ، و استند بساعديه علي فخذيه،   فعلت كارما المثل و جلست بجانبه ،  فقال لها مقدرآ: اليوم فعلا كان صعب و طويل و شوفتي حاجات و اتقال كلام انتي مالكيش اي ذنب فيه 

ثم نظر اليها بتلك الطريقه الحانيه: عايزة تزعلي حقك، ازعلي ، و انا اراضيكي ، انما تخافي، فا ابدا اوعي تخافي طول مانا موجود 

التهبت و جنتيها بسخونه ، و اضطربت انفاسها، دارت عنه بوجهها و ابتسامه داعبت ثغرها رأها و اثلجت صدرة.. 

استمعت لتنهيدته فقالت له: طب روح استريح 

وجدته يخرج من جيبه تلك الورقه وفتحها علي مهل  ، نظرت اليه و اخذتها بفضول ، ثم اتسعت عينيها و شهقت قائله : يا نهار اسود 


اوما براسه و قال ساخرا : ماهي المصايب ما بتجيش غير مع بعض 

اغمضت عينيها و طبقت ورقه الزواج العرفي بأيدي مرتعشه، تعرف جيدا انها لو وصلت لعتمان و رحيم ستنتهي بالدماء.. 

تفاجئ بها امامه، جلست علي ركبتيها و مسكت ساعديه قائلا برجاء: صقر ارجوك ماتقولش لجدي

اتسعت عينيه ووقال علي الفور رافضآ: انتي بتهزري جدي لازم يعرف ، ده عار يا كارما  ، جواز و عرفي من ورانا انتي فاهمه هي وصلتنا لايه 

ضغطت علي يديه هاتفه به: علشان عارفه بأرجوك ماتقولش ، جدي ممكن يموتها، انت عارف هاتوصلنا لايه يا صقر، غير الفضيحة و كلام الناس و البيت اللي هايتدمر، و ايناس عمرها ما هاتسامحكم ابدا لو امها جرالها حاجه. 

ادار وجهه عنها عابس الوجه، فا بجراءة، مدت يدها و حركت رأسه اليها و قالت برجاء شديد: جدي حكم النهارده ان بعد اللي حصل ، وجودنا كلنا في بيت واحد هايبقي مستحيل، 

فا ها يروحوا البيت التاني ، يعني هايبعدوا عن هنا ، ارجوك ارجوك يا صقر كفايه لحد كده، انا مش عايزة مشاكل تاني انا تعبت 

ثم التمعت عينيها بالدموع و قالت بصدق: عايزة افرح باللي جاي ، و افرح معاك 

دارت عينيه بين عينيها الراجيه و يدها المرتعشه علي ساعده، استمعت لصوت خروشة و رأت الورقه بيده اصبحت وريقات صغيرة الحجم. 

ضحكت و بكت في آن واحد، كانت لوحه فريده الجمال، و عينيها  تنظر اليه بحب لا يستهان به، مسحت طرف عينيها بكمها ، كانت ابتسامتها المتناقضه لدموعها العالقه بعينيها قائله : انا محظوظه بيك ، لو كنت اعرف ان رجوعي هنا هايكون مكفأتي فيه انت، انا كنت جيت من زمان اوي 

رفع يده في رغبه شديده منه ان يلامس وجنتها ، و لكنها توقفت بالهواء و قبض كفه بعيدا عنها قائلا لها : اطلعي اوضتك و ارتاحي اليوم كان صعب

فهمت عليه و استقامت قائله : و انت كمان ارتاح، تصبح علي خير 

همهم من خلفها هاتفآ لنفسه و هو يمسح علي وجهه : و هي الراحه هاترافقني منين و انتي بعيده

ثم صبر نفسه متمتمآ :هانت هانت 

الفصل الخامس والعشرون من هنا

تعليقات



×