رواية تعافيت بك الجزء الثالث الفصل الرابع والعشرون
"لطيفة كما نسمة الهواء…لامعة مثل نجوم السماء".
___________________
تحرك "يونس" نحو الخارج لمدة ثوانٍ ودلف مبتسمًا فسأله "عامر" بتعجبٍ:
_مين برة يا "يونس" ؟؟
دلف الضيف الغير متوقع تواجده في ذلك الوقت وهو يقول:
_أنا، هيكون مين يعني ؟؟.
شعر وكأنه طيرٌ يحلق بجناحيه حينما وجد صديقه أمامه فتحدث "عمار" بلهفةٍ خالطتها الدهشة حينما رأه أمامه:
_"عبدالرحمن" !! أنتَ جيت بجد ؟؟
أبتسم له بحبٍ ثم دلف الغرفة يقترب من الفراش يهتف بتأثرٍ:
_آه وأجي من أخر الدنيا كلها مخصوص علشانك.
فتح "عمار" ذراعه له فاقترب منه "عبدالرحمن" يعانقه بحبٍ وهو يقول بنبرةٍ اتضح بها اضطرابه لأجل صديقه:
_معرفتش استنى لما عرفت اللي حصل، هو أنا يعني عندي غيرك علشان أجيله مخصوص، طمني أنتَ كويس ؟؟
ابتعد عنه "عمار" يقول بتأثرٍ:
_بقيت كويس علشان شوفتك، بس مكانش ينفع تقطع شهر العسل بتاعك علشاني، ليه كدا يا "عبدالرحمن" ؟؟
رد عليه مُبتسمًا بقلة حيلة:
_الفكرة إن هي بنت أصول ولما لقتني زعلان قالتلي نروح علشان أشوفك بس هعوضها هنا ونخرج سوا مع بعض، قولت أهم حاجة بس أني أشوفك.
اتسعت ابتسامة "عمار" أكثر وهو يقول:
_ربنا يديمك ليا، يا أخي مش عارف من غير دخلتك الغريبة عليا دي في المدرج علشان تتكلم معايا كان زماني جيبت صاحب تاني زيك منين؟؟
غمز له "عبدالرحمن" وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
_كنت هاجيلك في أي يوم تاني هو أنا كنت هسيبك؟؟
تدخل "عامر" يقول بضجرٍ مصطنعٍ:
_خلاص يا حبيبي منك ليه أنا بغير، خلاص.
تحرك "عبدالرحمن" يرحب به و يرحب بـ "وليد" وكذلك الأطفال الصغار وهم يضحكون مع بعضهم، فقالت "سيدة" بامتنانٍ له:
_تسلم رجلك يا حبيبي، وربنا يسعدك إن شاء الله، ربنا يخليكم لبعض.
ابتسم لها قائلًا بلطفٍ:
_دا حقه عليا يا طنط، بعدين هو أخويا مش صاحبي، يقوم بس هو ويشد حيله علشان قعدته كدا غلط تطول.
ازاح "عمار" جسده قليلًا على الفراش وهو يهتف بحماسٍ:
_تعالى بقى أقعد جنبي هنا، دي "جاسمين" داخلة ومحملة والأكل على حسابها الليلة دي.
هتف "عبدالرحمن" بحماسٍ:
_بجد ؟؟ جايبة إيه
ردت عليه بوجهٍ مبتسمٍ وكأنها تخبره عن فوزها بإحدى المسابقات الأوليمبية:
_جيبتله أندومي بطعم الفراخ، بس مش هينفع حد ياكل منه غيره هو، علشان هو تعبان.
رد "عبدالرحمن" ببساطةٍ يجاريها في الحديث:
_طب الست مكلفة بالجامد أهو يا جماعة، كتر خيرها.
انتشرت الضحكات عليها، فسأله "يزن" بمرحٍ بعدما وقف أمامه:
_هو أنتَ مش هتسافر تاني؟؟ هتفضل قاعد هنا؟؟
حرك رأسه موافقًا بقلة حيلة وهو يقول:
_هعمل إيه يعني ؟؟ كله علشان خاطر كابتن "عمار"
تحدث "وليد" بتهكمٍ من مشاعر الصديقين لبعضهما:
_يا حبايبي…. أنا ليه معنديش حد زيكم في حياتي ؟؟
اندفع "عامر" يقول بضجرٍ في وجهه:
_أنتَ قليل الأصل يالا ؟؟ مش مرة عربيتك عطلت على الطريق ومحدش عبرك غيري ونزلت لحقتك على الطريق في نص الليل ؟؟ أنتَ واطي ليه؟؟
رد "وليد" بسخريةٍ:
_ يعني هو كان ببلاش ؟؟ مش عزمتك على كبدة بعدها ؟؟
هتف "عامر" بصوتٍ عالٍ يعرب عن انفعاله:
_نــعم ؟؟ والبيبسي بعدها كان على مين؟؟ والبنزين اللي دفتلك تمنه، إيه هننكر ؟؟
قبل أن يتحدث "وليد" يدافع عن نفسه، رفع "عـمار" صوته بضيقٍ منهما:
_خـلاص….خـلاص بقى منك ليه إيه قلة الأصل دي، روحي يا "خلود" هاتي حاجة يشربوها أحسن من الصداع دا.
تحركت "خلود" ومعها الفتيات الصغيرات فيما جلس البقية مع "عمار".
______________________
في شقة "حسن المهدي"
ارتدى ثيابه لكي يخرج يطمئن على "عمار" فوجد "هدير" تركض نحوه بلهفةٍ وهي تقول بإلحاحٍ عليه:
_هاجي معاك، علشان خاطري.
رفع حاجبيه وردد ساخرًا:
_تيجي فين يا حلوة الملامح ؟؟ اقعدي مع عيالك ياختي.
ألحت عليه أكثر:
_خدنا بس على ضمانتي، هنروح نزوره وبعدها نرجع على هنا علطول، خلي عندك ثقة فيا، مش واثق فيا ؟؟
حرك رأسه نفيًا، فسألته هي بلهفةٍ:
_إيه ؟؟ مش واثق فيا ؟؟ خالص ؟؟
حرك رأسه موافقًا ثم أضاف بتهكمٍ:
_مش واثق فيكِ من هنا لحد باب اوضتنا دي، يعني مش مكمل حتى مقدار خطوتين، روحي يا حلوة اقعدي مع عيالك اللي أنا اقنعتهم بالعافية يقعدوا، اكبري بقى.
تنفست بعمقٍ وسألته بخبثٍ:
_يعني دا أخر كلام عندك ؟؟ خلاص كدا يا أبو علي؟؟
حرك رأسه موافقًا فقبلت هي وجنته ثم خرجت من الغرفة لينظر في أثرها بتعجبٍ وهو يُحملق بها وبعد مرور ثوانٍ معدودة خرج لهم من الغرفة فوجد "فاطيما" تركض نحوه وهي تقول بلومٍ:
_مش عاوز تاخدنا معاك يا بابا ؟؟ ليه ؟؟
رد عليها مُفسرًا:
_علشان "عمار" تعبان أوي وأكيد مش عاوزين دوشة جنبه، خليكم هنا مع ماما لحد ما أرجع تاني، تمام ؟؟
اقترب "علي" منه بعدما نظر لوالدته بارتباكِ لتحثه هي على الاستكمال، لذا قال بثباتٍ استطاع تصنعه:
_خلاص لما ترجع اتصل بينا و ننزل تخرجنا.
وزع "حسن" نظراته الخبيثة بينهما ثم هتف بعدما لاحظ نظرة زوجته:
_ما شاء الله هي جندتكم ؟؟ بس كل حاجة هنا بمزاجي وأنا اللي صاحب الكلمة هنا، علشان كدا موافق وبرضه بمزاجي.
قفز الصغيران بمرحٍ ثم ركضتا نحو الداخل فاقترب منها يقول بنبرةٍ خافتة:
_طب بما إن كل حاجة بمزاجي بقى مفيش واحدة احضني يا "حسن" قبل ما أنزل ؟؟ حاجة كدا تصبيرة؟؟
جاهدت لتكتم ضحكتها فاخفض هو نفسه نحوها يقبل وجنتها ثم اعتدل ليجدها تطالعه بوجهٍ مبتسمٍ، وبعد تحركه ورحيله من الغرفة قالت هي بنبرةٍ حماسية:
_ أقسم بالله عسل وهلفه في ساندويتش حلويات.
_____________________
وصل "حسن" شقة "عمار" وفي يده علبة حلويات فاخرة زهيدة الثمن فمال "وليد" على اذن"عامر" يقول بنبرةٍ هامسة:
_متجيبش سيرة أكياس الفاكهة اللي أنا داخل بيها علشان شكلي زفت أوي، الواد داخل بعلبة حلويات تأمن مستقبلي.
كتم "عامر" ضحكته فيما اقترب "حسن" من الفراش يقول بنبرةٍ هادئة و وجهٍ مبتسمٍ:
_سلامتك يا غالي، مش تخلي بالك، بس أنتَ قدها وقدود.
ابتسم له "عمار" وهو يقول بنبرةٍ مرحة:
_يا عم الحمد لله جت على قد كدا، كويس علشان تيجي تنورني هنا، اقعد دا البيت نور بوجودك.
تحرك "حسن" يجلس وسط "عامر" و "وليد" فنطق الأول بتهكم:
_كان لازمتها إيه الفشخرة دي كلها، ما تجيب بسبوسة من سُكات هو حد هيحاسبك ؟؟
رمقهما "حسن" بلامبالاةٍ ثم نظر أمامه فاقتربت منه "جاسمين" تقول بضجرٍ:
_عمو "حسن" مجيبتش "فاطيما" ليه؟؟
رد عليها بوجهٍ مبتسمٍ:
_علشان "عمار" هنا تعبان، وأكيد مش عاوز حواليه دوشة بس وعد مني قريب هاجي ازوركم وأجيب العيال بأمهم، مرضية؟؟
سألته بحماسٍ:
_وتصورني ؟؟ علشان بحبك تصورني.
حرك رأسه موافقًا فصفقت بكفيها معًا واقتربت منه تقول بلهفةٍ:
_طب صورني معاك علشان "فاطيما" تشوفها ممكن ؟؟
حرك رأسه موافقًا فاقتربت هي منه تجلس بجواره وهو يتلط الصورة لهما سويًا ثم انتفضت تقول بحماسٍ:
_صورني بقى جنب "ليدو" علشان بحبه أوي.
حملها "وليد" يربت على خصلاتها ثم قبلها على وجنتها ثم أشار لبقية الصغار حتى يقفوا بجواره ومعهم في الصورة "عمار" و "عبدالرحمن" أيضًا.
________________________
بعد مرور العديد من الوقت توجه "وليد" إلى بيت عائلتهم فورًا توجه نحو سطح البيت بعدما وجد رسالةً من زوجته، كانت تجلس في انتظاره حتى دلف سطح البيت وقد أبتسم على الفور حينما وجدها تجلس بالطعام وأمامها الطاولة فاقترب منها بحماسٍ يسألها:
_دا عادي كدا ؟؟
حركت رأسها بوجهٍ مبتسمٍ وهي تقول:
_بصراحة وحشتني أيام خطوبتنا أوي وفترة كتب الكتاب وقولت أرجع حاجة منها، علشان وحشتني.
صفق بكفيه معًا يعلن عن حماسه وتتوقه لتلك الأيام والذكريات التي يراها أمامها، فيما حملت هي طبقها ثم جلست على الارجوحة أمامه وهي تقول:
_اقعد كل بقى وكل رأيك يا ليدو.
جلس مقابلًا لها ثم أخذ طبقه المفضل
"مكرونة بالوايت صوص" لذا مسح شفته العُليا باشتهاءٍ وأخذ الملعقة الأولى منها وقال بإعجابٍ واضحٍ من مذاقها:
_يخربيت جمالك وجمال صاحبتك.
سألته بحماسٍ اقتبسته من تعابيره:
_بجد عجبتك ؟؟ عاملة إيه؟؟
اقترب منها يقول بنبرةٍ خافتة وهو يعمق نظره في تعابيرها المَليحةِ:
_عسل زي عيونك اللي هما حبايب عيوني.
جاهدت لتكتم ضحكتها فيما قال هو بنبرةٍ هامسة:
_طب والله عيونك الحلوين لسه بيشغلوني.
رفعت رأسها تسأله بحذرٍ ولازال وجهها مُبتسمًا:
_يعني بجد لسه بتحبهم ؟؟
فكر قليلًا ثم هتف بصدقٍ بعدما رفع إصبعه يتلمس وجنتها:
_لسه ماليش غيرهم، وللحق من بعدهم يعني عيون "زياد" و "مازن" علشان مكدبش يعني، بس برضه كفاية أنهم منك.
لا تدري لماذا تيبس فمها بعدما ابتسمت له، فيما قال هو بنبرةٍ ضاحكة يحاول وأدها أو التحكم بها:
_طب تصدقي وحشني أبوكي يطلع يقفشنا هنا، كانت أيام.
ضحكت بصوتٍ عالٍ وقبل أن يتحدث من جديد هتف من خلفهما "محمد" يقول بصوتٍ عالٍ أعرب عن ضجره:
_بتعمل عندك إيه ياض منك ليها ؟؟
اتسعت عيناها بدهشةٍ وفرغ فاهها فيما قال "وليد" بيأسٍ:
_يا أخي يارتني كنت جيبت سيرة مليون جنيه بدل الفقر اللي إحنا فيه دا.
اقترب "محمد" يقول بضجرٍ منهما:
_سايبين عيالكم وقاعدين تحبوا في بعض هنا ؟؟.
حرك رأسه موافقًا ورد بوقاحةٍ:
_آه بفكر ربنا يكرمني وأجيبلهم أخ ولا أخت ادعيلي.
كتمت "عبلة" ضحكتها فيما جلس "محمد" بجواره وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
_طب اتنيل بس وربي اللي عندك بعدها هات تانيين ربيهم.
فرد "وليد" جسده وتحدث بشموخٍ يقول:
_حبايب أبوهم ربنا يحرسهم متربيين أوي، بس الفرق إن محدش يعرف يدوسلهم على طرف، خير ؟؟
حرك رأسه موافقًا ثم اعتدل واقفًا وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
_أنا هنزل تحت ومش هخلي حد يطلعلكم، أي خدمة.
تحرك من المكان، وضحكت ابنته فيما قال "وليد" بمرحٍ:
_الدنيا دي مبتسيبش حد على حاله.
ردت عليه "عبلة" توافقه بقولها:
_فعلًا معاك حق.
غمز لها وهو يقول بمشاكسىةٍ:
_إلا مقامك عندي يا سوبيا، أصلها ثوابت، العين بالعين والسن بالسن و "عبلة الرشيد" ملهاش غير "وليد" وهاتي أخرك يا بنت "محمد" علشان "وليد الرشيد" ملهوش أخر يتجاب.
ارتفع صوت ضحكتها عاليًا حينما تذكرت تلك الجملة فيما تحرك هو يجاورها على الأرجوحة وهو يقول بنبرةٍ خافتة:
_ ممكن أحسبك أحسن هزيمة عرفت احولها انتصار؟؟
حركت رأسها موافقةً وهي تبتسم له فقبل جبينها ثم قال بنبرةٍ هادئة:
_طب والله أنا حاسس أني صغرت تاني معاكي.
______________________
في شقة "عمار" كانت خلود تجلس أسفل قدمه تقوم بتنظيف الجرح وتعقيمه باهتمامٍ جليٍ جعله يمعن نظره له حتى تعمق فيما تفعله فسألها بنبرةٍ هادئة:
_بتعملي إيه ؟؟ هي عملية جراحية.؟؟
ردت عليه بلهفةٍ:
_بطهرها علشان رجلك ميجراش ليها حاجة، دي أول مرة اطهر جرح حد، أقسم بالله حاسة أني هعيط.
ابتسم هو ثم حرك رأسه للأمام يطالع قدمه ثم ابتسم وقال بمرحٍ يزيد من ثقتها بنفسها:
_جامد يا عم المنعنع، طلعت دكتور شاطر ياض.
انتفضت واقفةً تقول بحماسٍ تتأكد منها:
_بجد ؟؟ قول والله.
رد عليها مؤكدًا بحماسٍ ازداد له:
_آه والله، عملاها حلوة أوي وحاسس أني مرتاح أوي.
اتسعت ابتسامتها وبدا الحماس معتليًا لوجهها ثم جلست بجواره تقول بنبرةٍ هادئة:
_بفرح أوي لما أعمل حاجة تعجب حد، اللي هو إيه دا أنا شاطرة معقول ؟؟ فيه حد بيحب حاجة أنا بعملها ؟؟ لدرجة ممكن لما أعرف إن حد حب حاجة أنا عملتها اخليه يكرهها من كتر ما هزهقه منها.
رفع كفه الحُر يتلمس خصلات شعرها وهو يقول بنبرةٍ هادئة مُبديًا لطفه لها:
_والله كان نفسي أقولك إنك عملتي حاجة عجبتني، بس أنتِ كلك عجباني، و واضح كدا إن موضوع تعبي دا هيتعبك معايا علشان كدا لما أقف تاني كويس هعوضك.
ردت عليه بوجهٍ مبتسمٍ:
_مش عاوزاك تعوضني، بس عاوزاك تقف تاني زي ما كنت على رجلك وأنا هوريك "خلود" تانية خالص، واحدة ميعرفهاش غير عيلة الرشيد و معاهم "وليد".
اقترب من أذنها يهمس بقوله:
_أنا بقى هوريكي اللي عمرك ما شوفتيه.
ابتعدت عنه تطالعه بقلقٍ وهي تسأله بهلعٍ:
_ليه؟؟ أنا عملتلك إيه؟؟
رد عليها بنبرةٍ ضاحكة:
_دا مجازًا عن أني هدلعك يعني، مالك قلقتي ليه.؟؟
رغم الشك الذي ساورها والخوف الذي سكن ملامح وجهها إلا أنها تنهدت بأريحيةٍ وهي تقول:
_افتكرتها كناية عن التربية، خضتني يا عموري.
ردد خلفها مستنكرًا:
_عمورك ؟؟ كدا أنا هاخد على كدا.
زادت ابتسامتها وهي تقول بموافقةٍ:
_وماله، أهو كله من اللي عليا، بعدين يعني لو معملتكش أنتَ معاملة خاصة غير الكل، هعامل مين ؟؟
وضع يده على كتفها يقربها منه وهو يقول بمرحٍ:
_حمدًا لله على السلامة يا منعنع، أيوا كدا ياعم.
ارتفع صوت ضحكتها فيما قال هو بحماسٍ:
_بقولك إيه ما تقومي تجيبي الاندومي بتاع البت "جاسمين" جرت ريقي عليه الله يسامحها.
هتفت بحماسٍ بعدما ابتعدت عنه:
_وأنا والله، هروح أعمل الكيسين لينا سوا من ساعة فرحنا ماكلتوش افتكرت نفسي نضجت.
جاهد ليكتم ضحكته وهو يقول:
_اقسم بالله كنت هموت وأكله من بدري، تصدقي فعلًا معاهم حق جوازتنا دي كانت لازم تطول شوية عن كدا ؟؟
ردت عليه تلومه بقولها:
_يعني العيشة هنا معايا مش عجباك؟؟
ابتسم لها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
_العيشة معاكي هنا دي أكتر حاجة كنت مستنيها، واكتر حاجة كنت بعمل كل اللي عليا علشانها، ولا أنتَ رأيك يا منعنع.
توسعت ضحكتها أكثر وهي تقول:
_أنتَ عيون المنعنع والله.
زاد من ضمته لها ثم قبل جبينها مُربتا بكفه على ذراعها وهي تضحك بسعادةٍ لم تدري سببها.
_______________________
وصل "حسن" أسفل شقته ينتظر أسرته حتى وجدهم أمامه، فابتسم لهم وهم يركبون السيارة وزوجته بجواره، فقال هو بنبرةٍ ضاحكة:
_الشوق هاففكم على فين يا حبايبي ؟؟ اؤمروني.
ردت عليه "فاطيما" بأدبٍ مصطنعٍ لم يكن لديها:
_اللي تشوفه يا "حسن" براحتك طبعًا.
رفع حاجبيه مستنكرًا وهو يقول:
_يا شيخة ؟؟ اتربيتي إمتى يعني ؟؟
ردت هي بسخطٍ منه:
_الله ؟؟ هو أنا يعني مش متربية؟؟ دا إيه دا؟؟
أشار عليها بقوله:
_اهو قلة تربيتك ظهرت ياختي، خلصوا هتروحوا فين ؟؟
ردت "هدير" ببراءةٍ:
_شبطانين يروحوا mac بقنعهم إنه مينفعش، بس هما مصممين والله.
رفع حاجبيه مستنكرًا وردد بتهكمٍ:
_دول هما برضه؟؟ ماشي لما أشوف اخرتها معاكم.
تحدثت "هدير" بتعالٍ:
_والله لو مش عجبك وديني بيت أبويا مفتوح لينا ويجيبلنا mac كله تحت البيت.
رد عليها هو بقلة حيلة يقول:
_عندي أنا أغلى منكم علشان اخليه يمشي ويسيبني ؟؟ على قلبي زي العسل بس يا رب نعجب بس.
اقتربت منه تقول بوقاحةٍ:
_اقسم بالله عسل وعاوز تتباس كدا يابن المهدي.
التفت لصغاره في الخلف يسألهما بنبرةٍ ضاحكة:
_قولولي عاوزين mac بس ولا تحبوا مكان تاني؟؟
ارتفعت الضحكات منهم جميعًا، فيما أدار هو سيارته وهو يقول بيأسٍ:
_أنا ليا الجنة والله على عمايلكم فيا وعلى حبي ليكم ولأمكم المرووشة دي.
مالت "هدير" تضع رأسها على كتفه وهي تضحك، ففعلت "فاطيما" المثل و وضعت رأسها على كتف أخيها ليقول "حسن" بسخريةٍ:
_معلش يا حبيبي، العيلة دي ناقصين اهتمام واحتواء، احتوي أختك يا حبيبي ربنا يكرمك باللي تحتويك شخصيًا.
احتضن "علي" أخته ثم فتح هاتفه وهي تجلس بجواره تبتسم له فقام "حسن" بتوزيع نظراته عليهم ثم نظر أمامه مبتسمًا بامتنانٍ وسعادةٍ.
_____________________
في شقة "ميمي" كان "ياسين" جالسًا بجواره يعطيها الدواء حتي هتفت هي بضجرٍ:
_هتوديني عند "عمار" امتى ؟؟ عاوزة أشوفه.
زفر بضيقٍ ثم قال بقلة حيلة:
_الدكتور قال مينفعش، رجلك هتورم لو نزلتي، هو يشد حيله شوية وأنا هخليه يجيلك لحد عندك، تمام كدا يا ستي ؟؟
زفرت هي بيأسٍ ثم حركت رأسها موافقةً تخضع لحديثه باذعانٍ وتدعي الموافقة على أوامره، فيما سألها هو بتعجبٍ من هدوء الشقة:
_هما العيال فين ؟؟ مشيوا كلهم وسابوني؟؟
ردت عليه بقلة حيلة:
_دول ولاد هُبل كلهم، واحد راح يجيب حاجات لمراته وواحد عند أمه وواحد عند أخوه باين، خليك قاعد معايا أنتَ.
حرك رأسه موافقًا بابتسامةٍ صافية فصدح صوت هاتفه برقم زوجته، أخرج الهانف يرد عليها بنبرةٍ هادئة:
_إيه يا ست الكل ؟؟ عاوزة حاجة؟؟
ردت عليه "خديجة" بنبرةٍ ضاحكة:
_لأ بس بتطمن أنتَ فين، هتتأخر؟.
جاوبها بقلة حيلة وهو يفرك خصلات رأسه:
_آه بصراحة، قاعد عند "ميمي" شوية وبعدها هروح اتطمن على ماما تعبت شوية، وبعدها هاجي، عاوزين حاجة؟؟
ردت عليه بنبرةٍ هادئة:
_لا تسلم يا رب، سلم على طنط وأنا لما هكلمها وهبقى اروح ليها بس لوحدي مش ناقصة يتعبوها أكتر.
ضحك بخفةٍ ثم ودعها واغلق معها المكالمة فسألته "ميمي" بنبرةٍ ضاحكة:
_يا سلام على الهدوء وأنتَ بتكلمها.
رد مفسرًا بنبرةٍ ضاحكة:
_والله متستاهلش غير كدا، أصل دي كتكوتة مينفعش أنها تتعامل بقسوة ولا حتى أعلي صوتي سيكا عليها، دي عاوزة الهدوء والرقة، وبعدين الراجل الناصح هو اللي يمشي حاله بالطريقة اللي تريح مراته.
ضحكت "ميمي" فوجدت الكهرباء تنقطع بالمكان، حينها زفر هو بقوةٍ ثم فتح مصباح هاتفه ليجد فجأةً صوت مشغل الموسيقى يصدح عاليًا في يد أحدهم والأخر يحمل قالب حلوى يعتليها شمعة بحرف "Y" والاخر معه مادة ثلجية ينثرها في الهواء وصدح صوتهم في آنٍ واحدٍ:
_كــل ســنة وأنــتَ طيـب يــا مــهـلبـية.
وقف هو بفاهٍ مفتوحٍ على وسعه فوجد أصدقاءه الثلاثة يقفون أمامه بعدما عادت الإضاءة من جديد، فيما ظل هو مدهوشًا برؤيتهم أمامه وماهي إلا ثوانٍ وجد صوت الصبية الصغار يصدح من عند باب الشقة وهم يغنون مع بعضهم:
_انزل يا جميل على الساحة، واتمختر كدا بالراحة.
ارتفع صوت ضحكته وكذلك "ميمي" فوقف هو بتأثرٍ بعدما نسى هو ذكرى مولده على عكسهم جميعًا وخاصةً حينما وجد صغاره الثلاثة معهم يقفون في مقدمتهم.