![]() |
رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل العشرون
_ وصل المشفي كلا من قصي وبرفقته كارين التي ترمقه بسخط كل حين والآخر بعدما علمت ماأقترفه مع صبا .. دلف كليهما إلي المصعد ...
كارين : قصي ممكن أسألك سؤال ... هو.ممكن يكون غبي شوية بس إجابته من الي أنا شيفاه مش قادره أحددها خالص
أجاب عليها :
عارف سؤالك وهو إن أنا بحب صبا ولا لاء ...صح ... وإجابته أنتي عرفاها وعيشتها معايا لحظة بللحظة
كارين :
طيب ليه بتقسي عليها !! تعرف لما كنا مخطوفين أنا وهي مكنتش خايفة ع نفسها أد ما كانت خايفه عليك من كلاوس وف نفس الوقت مطمنه وحاسه بالأمان لأنها متأكده إنك هتنقذها ... ساعتها إستغربت جدا ع مدي حبها ليك ع الرغم إنك قسيت عليها كتير ... قولت هو فيه كده !! ... أنا لو مكانها مقدرش أستحمل حتي لو مقدرش أعيش من غير الي بيحبني
توقف المصعد لينفتح بابه وخرج كليهما .. فقال قصي:
أنا مش بحبها أنا بعشقها وبلوم نفسي وندمان ع الي عملتو معاها بس كان غصب عني
صاحت كارين ف وجهه بغضب :
مهما كان الي حصل مابينكو ميوصلش بيك الأمر وتعاملها بالقسوة والجبروت ده ... مفكرتش ف إبنكو الي لسه بيبي . تقدر تقولي دلوقت إحساسك أي لما جبتلها صدمة عصبية !!! دي كان ممكن لاقدر الله تدخل ف حالة نفسية متعرفش ترجع منها تاني وكنت هتفضل شايل ذنبها طول عمرك
_ كااااارين ... خلاص كفايه ... صاح بها حيث كلماتها كانت كالسياط تهوي عليه
قالت بسخريه :
أي كلامي وجعك وجالك ع الجرح !!
قصي :
حرام عليكي بقي إرحميني أنا جايبك عشان تهديها من ناحيتي وتطمنيني عليها مش تقعدي تأنبيني وتقوليلي كلام يحرق الدم
وقفت أمامه مباشرة وقالت :
ما أنا لازم أفوءك من الي أنت فيه وتبطل قسوتك دي ... ده أنا فرحت لما صبا رضيت عليك وحبتك زي مابتحبها قولت أخيرا حالك هينصلح وهتبطل شغلك المشبوه ده خصوصا بعد موضوع الخطف ولما ربنا رزقك بمالك لكن للآسف لاقيت العكس .
_ كارين خليكي ف حالك وأعملي الي قولتلك عليه ده لو مش عايزنا نزعل من بعض ... قالها قصي
إبتسمت بتهكم وقالت :
وأي الجديد ما أنت طول عمرك مزعلني ولا فاكربني نسيتلك معاملتك وكلامك مع يونس !! ... عمتا أنا جاية عشان خاطر المسكينه صبا وربنا يصبرها ع ما بلاها
قالتها لتجده يرمقها بنظرات نارية من أعماق الجحيم ...أرتعبت من هيئته وركضت من أمامه قبل أن يصب جموح غضبه عليها
_ طرقت الباب ثم ولجت إلي الداخل ...وجدت الممرضة تجلس أمام صبا ع التخت وتمسك بصينية طعام ...بينما صبا تحدق إلي الفراغ ملامحها متجمدة كالتمثال ... أصبحت ف حالة يرثي لها عينيها يحاوطهما الهالات السوداء ... فقدت القليل من الوزن ... يكسو الشحوب بشرتها
قالت كارين إلي الممرضة :
سيبي الصينية أنا هأكلها
نهضت الممرضة وأعطت لها الصينية وقالت :
لما تخلص أكل أبعتيلي حضرتك عشان أديلها العلاج
كارين :
حاضر
جلست كارين أمامها ووضعت الصينيه فوق الكمود ... وأقتربت من صبا وهي ترمقها بنظرات حزن وشفقة ... قامت بمعانقتها وقالت :
أزيك ياصبا
صبا : لا رد ولم يتحرك لها رمشا واحدا
كارين :
أنا عارفه إنك سمعاني ... أنا جيت لك عشان أكون جمبك إعتبريني زي أختك ... فوءي ياصبا وقاومي وإتحدي الحالة الي أنتي فيها وده عشانك وعشان مالك إبنك الي ملهوش أي ذنب إنه يتحرم من وجودك جمبه ... أنا عارفة إنك قوية وإستحملتي الي محدش قدر يستحمله بس إياكي تضعفي خليكي ثابته ع قوتك ومتخليش حاجه تكسرك ...طيب أقولك ع حاجه ومتفتكريش إن بدافع عنه بالعكس أنا زعلانه منه ومش طيقاه كمان .. هو ندمان جدا وجالي حكالي ع الي عمله معاكي وكان بيبكي ... قصي عمري ما شفته بيعيط غير عشانك ... واحد ف شخصيته وقوته لما يعيط عشان واحده ده معناه إنه عدي مرحلة العشق معاها ... للأسف القسوة الي ماليه قلبه دي بحكم شغله زمان مع بابا الله يرحمه وساعات بحس إن فيه أسباب تانيه كتير هي الي خلته كده يعني مثلا مش لاقيه تفسير أو سبب منطقي لكرهه لعيلة خالك وولاده ... بقول يمكن عشان علاقتك قبل كده أنتي وآدم !!
مازالت صبا كما هي لاتتحرك ولن تتأثر بكلمة تفوهت بها كارين ...
أمسكت كارين بصينية الطعام وقالت :
معلش عماله أرغي ونسيت أنك ماكلتيش ... يلا كولي ياحبيبتي عشان خاطر ملوكي حبيب قلب عمتو ... وع فكرة لو النونة عندي طلعت بنوته إن شاء الله أنا حجزة إبنك من دلوقت ... قالتها بمزاح وإبتسامه
مدت يدها بمعلقة أرز ... لم تأكل الأخري ولكنها تمددت بوضع الجنين بدون أن تنظر إليها... أدركت كارين إنها تريد أن تستريح ... تركت مابيدها ونهضت لتدثرها بالغطاء وأنحنت نحوها تمسد ع خصلاتها ثم تركتها وغادرت الغرفة بخطي هادئة وأغلقت الباب بهدوء ...
وإن خرجت ليركض إليها قصي ونظراته مليئة بالأسئلة فقال :
ها عملتي أي ؟؟
رمقته بسخط وقالت :
أدعي إنها ترجع من الي هي فيه بالسلامة وبعدها تسمحك
قال قصي بلهفة :
وهي كويسة ؟؟
زفرت بضيق ثم قالت :
أنت لو شوفت منظرها هاتروح تولع ف نفسك ... أنا لو مكانها لما أرجع لصحتي أول حاجه أعملها أخلعك وأرتاح منك
جز ع أسنانه بحنق وقبض ع عضدها قائلا :
عارفة لو ملمتيش لسانك هاعمل فيكي أي ؟؟
إبتسمت بسخرية وقالت :
أي هاتحبسني زي ماعملتها فيا قبل كده !!
ترك زراعها وأطلق زفرة غضب وقال:
يلا يا كارين أدامي عشان أوصلك وأرجعلها إحتمال هينقلوها بكرة ع مستشفي لعلاج الأمراض النفسية والعصبية
أتسعت عينيها بصدمة وقالت :
يانهار أزرق صبا هتدخل مستشفي المجانين !!!
كان أسلوبها مضحك للغاية لكن بالنسبة إلي قصي أثارت جملتها غضبه فصاح بها :
إنجري أدامي يا كارين بدل ما هخليكي تحصليها .
********"""""""********""""""""********
_تجلس كعادتها مؤخرا بداخل الشرفة تنتظره حتي تواجهه بكل مايرسل إليها وخاصة الصورة التي تجمعه بتلك الصهباء اللعوب التي تتذكرها جيدا منذ يوم الحفل... أرتشفت بعض القهوة وهي تتذكر ماحدث لها ...
فلاش باك
فتحت عينيها رويدا لتجد إنها ترقد ع فراش بداخل غرفة بالمشفي ... ويقف أمامها ينظرلها حازم بتمعن ع يسارها ونهي صديقتها تقف ع يمينها ...
نهضت بجذعها بوهن وقالت :
أنا فين ؟؟
نهي :
حمدالله ع السلامه كده تخضينا عليكي ؟؟
نظرت ياسمين إلي حازم المتسمر ومحدقا بها ... وضعت يديها ع وجهها لتشهق بذعر وهي تخبأ وجهها :
فين نقابي ؟؟؟
نهي :
أهدي يا ياسمين معايا ف الشنطة .. خلعته لك لما أغمي عليكي عشان نعرف نفوءك
تنظر إلي أسفل وتغطي وجهها بطرف وشاحها وقالت :
طيب لو سمحت هاتيه
حازم : احمم .. عن إذنكو أنا واقف بره لو محتاجين حاجة أندهولي
قالت ياسمين بنبرة حادة :
شكرا لحضرتك وأتفضل عشان أنا كده كده ماشية
شعر بالحرج وقال :
أوك .. حمدالله ع سلامتك
قالها ولم تجبب عليه ليغادر ونهي تتبعه عينيها ببلاهة ...
قالت ياسمين بسخريه :
ع فكرة ده مشي .. هتفضلي متنحه كده كتير ؟؟
أنتبهت نهي إليها وقالت : ها؟؟
ياسمين :
تعالي ساعديني عشان نمشي بدل ما تتأخري وأخوكي يعلقك
نهي :
بلا أخويا بلا باتنجان ... كده ياشريرة الراجل مهونتيش عليه وشالك وجابك ع المستشفي وبدل ماتشكريه طردتيه !!
ياسمين:
عشان معندوش دم واقف متنح ف وشي وبعدين تعالي هنا هو جابني إزاي وأنا كان مغمي عليا ف الجامعه ؟؟
نهي : معرفش والله بس لما وقعتي وفضلت أفوء فيكي ومصحتيش لاقيته ف وشي وشالك ع طول وخدك ف عربيته
حدقت ياسمين ف الفراغ بنظرات شك
نهي: ياسمين مين الي كان بيكلمك وبعدها كنتي بتبصي ف موبايلك وأغمي عليكي ؟؟
أجابت عليها بدون أن تنظر إليها :
مفيش كان رقم غلط
قالتها وهي تتذكر صورة زوجها مع تلك الصهباء لتكبت عبراتها
بااااك
عادت للواقع ودلفت من الشرفة إلي الداخل تحمل ف يدها فنجان القهوة ... توقفت ف منتصف الردهة عندما سمعت صوت باب الشقة ينفتح ... ولج إلي المنزل وشياطينه تتراقص أمام عينيه ... ملامح وجهه المحتقنة من الغضب ونظراته الحادة القوية أرعبتها كثيرا وجعلت قلبها ينقبض وقالت بداخل عقلها لماذا ينظر إلي هكذا !!
لم تهتم له وأكملت خطواتها نحو المطبخ ...قام بجذبها من يدها ليوقفها ورفع هاتفه أمام عينيها وقال بهدوء الذي يسبق العاصفه :
أي ده ؟؟؟
نظرت إلي الصورة فلم تشعر بالفنجان الذي وقع من يدها وتحطم ع الأرض ثم رمقته بنظرة وجله وهي تومأ له بالنفي
رفع إحدي حاجبيه بسخرية وقال :
أنا كنت هصدق إنها متفبركة وإنك مش الي ف الصورة بس وجود صحبتك نهي أكبر إثبات إن الصورة صحيحة ميه ف الميه ... وياريت تفسرلي الي حصل ده
أبتلعت ريقها بوجل وقالت :
والله العظيم كل الي أعرفه إن أغمي عليه ف الجامعه وكانت معايا نهي ولما صحيت لاقيت نفسي ف المستشفي وأدامي حازم ده وعرفت إنه هو الي خادني ف عربيته ع هناك ... بص ف الصورة كده هتلاقي باين إن كنت فاقده الوعي
ياسين ومازال يتصنع الهدوء وبداخله مراجل من نار :
وبعد ماصحيتي طبعا كمل دور الشهامة والرجولة الي هو ميعرفش حاجه عنها ... وخدك ووصلك ع هنا ...صح ؟؟
أجابت عليه :
لاء طبعا أنا أصلا طردته بالزوء وحسيت إنه زعل ومشي
أخذ يرمقها بنظرات جعلتها ترتجف أمامه .. وشعر برجفتها من يدها القابض ع رسغها ... أطلق زفرة قوية ثم قال :
تعرفي أنا عايز أعمل أي دلوقتي ؟؟... هاروح له وأطلع روحه ف إيدي لأن عارف دماغه الشمال هو عمال يلف ويدور حواليكي وفاكرني عبيط ونايم ع وداني بس وأقسم بالله لو ملمش نفسه لهخليه عايش بعاهة مستديمة أو يحصل مراته الله يرحمها
إبتسمت بسخريه مما أثارت حنقه فقال بغضب :
هو أنا قولت حاجه بتضحك يا ياسمين هانم !!!
جذبت رسغها من قبضته وقالت :
صدقت الحكمه الي بتقول دين تدان
عقد حاجبيه وقال بتساؤل :
أصدك أي يا ياسمين ؟؟؟
أجابت عليه بنفس السخرية :
والله أنت عارف بتعمل أي من ورايا وماصدقت إننا إتخانقنا وروحت تلف مع صاحبتك الي معاك ف الشركة وطبعا ولاد الحلال الي صوروني راحو صوروك معاها وبعتولي الصورة ... أخرجت هاتفها من جيب معطفها القطني وقامت بفتحه ع الصورة ووضعتها أمام عينيه
حدق بالصورة وأمعن النظر جيدا حتي تذكر تلك الليلة التي قضاها ف الملهي ...فقال :
أنا فعلا كنت ف النايت وهي كمان بس كنت مع أصحابي مش معاها
صاحت بغضب :
نعم !!! طيب تقدر تفسرلي أنت الرسايل الي كل شوية تتبعتلي إنك بتخوني وعايش حياتك وأنا أقرأ وساكته ف قلبي وبفضل أكدب نفسي وأطلع ف الأخر هبلة وعبيطة وأنت متفرقش حاجه عن صاحبك
ياسين وهو يفكر ف أمر ما قال :
أستني أستني ... أنتي بتقولي بيتبعتلك رسايل ؟؟
ياسمين :
اه من حوالي شهرين ولو مش مصدقني أتفضل أقرأ
أخذ هاتفها ليفتح ملف الرسائل وأخذ يقرأ الرسائل الواردة من الرقم المجهول .. .قال :
واضح إنها لعبة قذرة من الحيوانه الي إسمها رانا بس وربنا لو طلع حازم مشترك معاها لهيكون حسابه عسير وهي تستاهل الي هعمله فيها.
**********"""""""""""*********"""""******
_ ده ع جثتي ... ملقتيش غير إبن خالي الي ميعرفش يفك الخط !!
صاحت بها علا
والدتها : هشش .. أكتمي خشمك يابت ليسمعك هو ولا أخوكي صالح
نهضت وصاحت بحنق :
يسمعو ولا يولعو بجاز ياريت حتي يخلي عنده دم وياخد بعضه ويغور ع بيتهم
قالت والدتها :
يابتي متجصريش رجبينا خالك وولده أتحدثو مع أخوكي الكبير وجرو فاتحتك مش ناجص غير يكتب عليكي جبل نهاية أجازتو
شعرت علا وكأنها بين شقي الرحا ...فقالت :
لو إبن أخوكي أخر راجل ف العالم مش موافقه
_ ده مين دي الي مش موافجة ياحليتها ؟؟... قالها صالح شقيقها حين ولج توا
وقفت أمامه بتحدي وعناد قائله :
أنا ياصالح مش هتجوزوني ع مزاجكو
عقد حاجبيه وقال :
وأنتي فاكرة إن إمك بتجولك كيف تاخد رأيك إياك ؟؟
قالت بسخريه :
ليه إن شاء الله كمان عايزين تجوزوني من غير ما أعرف !!
صالح وهو يجذبها من زراعها بعنف :
بجولك أي يابت أجفي عوج وأتحدثي عدل ... ولا عيشتك ف البندر خلتك شايفه حالك ؟؟... مش كفاية لهجة بلدك الي بدلتيها أول ما أدلتي ع هناك ولا خلجاتك الي بجت زيهم وعديتهالك بمزاجي ... لكن تصغرينا مع خالك وترفضي ولده الي رايدك ف الحلال ده الي هوجفلك (هقف لك)فيه
قالت علا بخوف من شقيقها :
وأنا بقولك مش موافقه إتجوز إبن خالي
صالح :
وليه ياست السنيورة ... لاتكوني عشجانة يابت واحد من المصرواية؟؟؟ ... وعزة وجلالة الله يوم ما ده يوحصل لأتاوي جتتك ف الجبل أحسن ما تجبيلنا العار
قالت علا بتوتر وجسدها يرتجف خوفا عندما تذكرت ما أقترفه بها حازم :
عشقانه مين ومصراوي أي ... أختك محترمة والكل يشهد لي بكده ... الحكايه كلها إن مش قابلة الكائن اللزج ده ... ده كفاية صوت شخيره وهو نايم وصلني لأوضة أمك ومعرفتش أنام بسببه
قال صالح وهو يرمقها بعدم إقتناع :
مش لادد عليا حديثك الماسخ ده واصل ... الراجل زين وميعبهوش شئ ... ولو مشخرش وهو نايم هيشخر وهو صاحي إياك ... بطلي دلع بنات وإنسي إنك تعاودي ع مصر (القاهرة ) تاني .. وبعدين خالك لسه مكلمني وجلي إنهم عايزين يكتبو الكتاب ع أخر السبوع ديه والدخلة السبوع الي بعده
_ داهم الشحوب وجهها عندما سمعت حديث إخيها .... فلم تشعر بحالها لتقع ف الأرض
صرخت والدتها :
بتيييييييي!!
_ بعد قليل بداخل غرفة والدة علا ... أنتهت الطبيبة من فحصها .. خلعت السماعة الطبية وتنهدت ثم قالت :
متقلقيش عليها ياحاجه دول حبة إرهاق وده طبيعي جدا لحالتها
رمقتها والدة علا بعدم فهم قائله :
واه ... مش فاهمه حديثك عاد
إبتسمت لها الطبيبة وقالت :
يعني خدي بالك منها وخليها تتغذي كويس عشانها وعشان الي ف بطنها .. ألف مبروك
ألجمت الصدمه لسان والدة علا .. وما إن الطبيبة غادرت .. قامت الأخري بضرب كفيها ع وجنتيها وهي تقول :
يا مري ... يامري ... حبلي ... طيب كيف ؟؟؟ ... هاروح لفين وأجي منين ؟؟... نظرت إلي إبنتها لتجدها تتصنع النوم ... أقتربت منها ووكزتها بعنف ف كتفها قائله :
جومي فزي يا فاجرة يا جادرة
نهضت علا بجذعها والخوف والذعر ع وجهها
والدتها :
حبلي !!.. حبلي من مين يا فاجرة ؟؟
قالتها وهي تصفعها لتلقنها عدة صفعات متتاليه قائله :
أنطجي ياسافلة يا جليلة الربايه ... أنطجي
صاحت علاء ببكاء :
معرفش ... معرفش
والدتها وهي تجذبها من خصلاتها :
متعرفيش كيف حبلتي ... فكراني داجه عصافير إياك ... ف واحده متعرفش هي كيف حبلي ومين الي حبلها !!!
أنطجي بدل ما أشيع لأخوكي
أنحنت ع يد والدتها تقابلها وترجوها :
لاء أبوس إيدك يا أمي ... صالح لاء ده هيقتلني
والدتها :
ع أساس إنه ما هيعرف !! يادي الجرسة والفضايح .
وع تلك الجملة ولج صالح للأطمئنان ع شقيقته فقال بصوت أجش :
جرسة وفضايح كيف يا أماي ؟؟؟؟
******"""""""""*********""""""""******
_ تقف أمام بوابة الزيارات التابعة لسجن طرة ... تتلفت يمينا ويسارا مرتدية نظارة سوداء... تقبض ع حقيبتها بيديها ... أطلقت زفرة بتوتر ثم ولجت إلي الداخل ...
وبعد حدوث بعض الإجراءات الروتينية ... أدخلها السجان إلي غرفة الزيارات الخاصة وقال :
أتفضلي هنا والمسجون هيجيلك دلوقت
قالت شيماء :
حاضر ... جلست ع المقعد المعدني وأمامها طاوله صغيرة أسندت مرفقيها عليها وتشابك أناملها بتوتر...
أنتفضت حين سمعت صرير الباب وهو ينفتح ع مصرعه ويدخل وع ثغره إبتسامة عارمة تكاد تصل إلي أذنيه ... بينما هي تتجنب رؤيته حيث تنظر إلي أسفل ...
جلس ع المقعد المقابل لها يرمقها بنظرات خليط من المشاعر ... فقال لها ساخرا :
أهلا أهلا بالعروسة .. ولابلاش عروسه نقول مبروك ع النونو الي جاي ولا مش هيلحق يجي ياحرام عشان أمه مش عايزاه لأنها لسه بتحب أونكل عبدالله صاحب أبوه الخاين الواطي
رفعت وجهها لترمقه بنظرات قاتله وصاحت به :
إسمع يازفت أنت أنا عصره ع نفسي فدان لمون عشان قعد معاك القعده دي وإن كان عليا لولا خايفه ع بنتي وجوزي طه حبييي لكنت أقتلتك وخلصت منك ومن أرفك
كلماتها كانت كفيله لتثير أغواره .. ليصيح بها :
طه لو كان حبيبك بجد عايزه تسقطي إبنه ليه ؟؟؟... ده أكبر دليل ع إنك لسه بتحبيني ومش عايزه حاجه تربطك بغيري
لم تجيب عليه وبداخلها تريد أن تخبره إن حملها هذا نتيجة ما أقترفه بها لكن تخشي أن تقول له ذلك حتي لايهددها ويخبر طه ويفرق مابينهم
وضعت يدها ع بطنها تتحسسها بألم نفسي ...قالت :
إنجز وأخلص كنت عايزني لي؟؟؟
نهض من مكانه ويدور حولها كالذئب الذي يحوم حول فريسته ... توقف ليدنو نحو أذنها وقال :
تطلقي من طه
نهضت ع الفور لتواجهه بغضب قائله :
نعم !!!
عبدالله :
زي ما سمعتي كده بالظبط
قالت له بتحدي :
نجوم السما أقربلك يا إبن شلبية لو ده حصل وياريت تشيل من دماغك جو إني لسه بحبك لأن ده عشم إبليس ف الجنه
قهقه بسخريه وتعالت ضحكاته ثم قال :
والله وكبرتي يابت ياشوشو وبقيتي تعرفي تردي وتقولي أمثال .... صمت ليتحول وجهه الباسم إلي وجه شيطاني قائلا :
طيب إسمعيني بقي ياروح أبوكي الله يرحمه ... إنتي لو متطلقتيش من عم عنتر فجلة بتاعك ده وحياة بنتي إلي ما تهنيت عليها لحسرك عليه هو والوليه الأرشانه الي إسمها نعمات .. وع فكره أنا بتكلم جد وليا بره السجن مليون واحد مستني بس إشارة مني عشان يخدمني
ده غير بنتك الي هياخدوها ومش هتعرفيلها طريق
إبتسمت له وهي تتصنع القوة وقالت بسخريه وإستفزاز :
أنا هعتبر نفسي مسمعتش حاجه لأن أنا عذراك ياعيني موضوع جوازي من طه وكمان حامل منه حارق دمك ومخلي النار طالعه من نفوخك ... ده أنا حتي شايفه دخان طالع من ودانك يا... عبده
جز ع أسنانه بحنق شديد .... فقال :
تبقي عبيطه أوي لو فكراني بغير من الهفأ الي محسوب عليكي راجل
تصنعت ضحكة مغناج وبداخلها يقين إنه مازال يعشقها فأرادت أن تحرق قلبه ....رمقته بنظرة سخرية لتشعل غضبه أكثر وقالت :
طبعا لازم تغير منه مش جوزي ... تخيل كده معايا ياعبدالله وهو واخدني ف حضنه إيديه بتلمس إيديا ... شعري الي بيبقي مفرود ع صدره ... تخيل كل لحظة عيشتها معايا هو بدالك فيها ده بالعكس أنا عمري ماحسيت معاك السعادة والحب والحنية الي بحساها معاه ع طول .. يكفي بس إحساسي معاه بالأمان
نطقتها بنبرة جعلته كأنه يري ذلك أمامه وليس مجرد تخيل ... رمقها ف تلك اللحظة بنظرات ليست قاتله بل مدمرة.. وإن لم يعشقها لكان قبض ع نحرها ولم يتركها سوي وهي جثة هامدة .. لن يشعر بكفه وهو يرفعه لأعلي ليهوي ع وجهها ليوقفه صوت العسكري
_ الزيارة أنتهت يا مدام
إبتسمت بجانب فمها بإنتصار وقالت وهي تحرك أناملها ف الهواء :
سلام يا عبده
قالتها وخرجت مسرعه قبل أن يري عبراتها التي منعتها بالقوة ... فهي تخشي أن ينفذ تهديداته ويحرمها من أعز الناس إليها ... خرجت من البوابة تسرع خطواتها لتجد سيارة أجرة ... رن هاتفها ... وجدت إتصالا من زوجة إبيها .. أجابت عليها :
ألو نعم ياخالتي ... لاء ده عندي شويه برد بس .... حاضر أنا جايه ع طول .... بوسهالي حبيبة ماما عقبال ما أجيلها ... عايزه حاجه أجبهالك وأنا جايه ؟؟..... الله يسلمك ... سلام
نظرت إلي شاشه الهاتف لتغلق المكالمه ولم تلاحظ ذلك (التوكتوك ) القادم نحوها بأقصي سرعة ويصدر منه صوت تنبيه ... كادت تنظر إليه ....
أطلقت صرخه دوي :
اااااااااااااه
**********""""""""********""""""********
_ بداخل مشفي البحيري ...
تجلس علياء شاردة ف أمر ما .. ولجت للتو هاجر لتفزعها قائله :
قاعده لوحدك ليه ؟؟
رمقتها علياء بإمتعاض وقالت :
يابني آدمه متعرفيش حاجه إسمها نخبط قبل ماندخل ؟؟
هاجر:
يعني داخله عليكي التويليت ... أنا خلصت كشف قولت أجيلك أطمن عليكي خصوصا بعد غياب حبيب القلب وأنتي ضايعه
زفرت علياء بسأم وقالت :
مش عارفه يا هاجر بقاله يومين مبيكلمنيش ولا جه المستشفي وسألت آسر قالي جه خد حاجه ومشي ... يعني مهنش عليه يطمن عليا حتي من بعيد لبعيد
جلست هاجر فوق المكتب وأخذت علبة الشيكولاتة وقامت بإزالة غلاف قطعة وتناولتها وقالت :
بصراحة يا لولو أنتي الي محبكاها أوي الراجل شرحلك وضع عيلته وإنتي دماغك جذمة ومصره إن أبوه يجي يكلم خالتي
دفعتها علياء من فوق المكتب وكادت تسقط :
لسانك الطويل ده هقصهولك... وبعدين أنا عندي حق ... أبوه ده سبب فراقنا زمان ولازم يكون موافق ع جوازنا ولا إتجوز يوسف وأبوه يفضل ورانا لحد مانتطلق ؟؟؟
قالت هاجر بسخرية مازحه :
أي الحوار المكلكع ده ... بصي نصيحة من بنت خالتك
تمتمت علياء بصوت يكاد مسموعا :
نصيحة !! ربنا يستر
هاجر :
متستهونيش بالعبدلله يمكن الي قولهولك ده يحل لك كل الأمور
علياء :
أتفضلي أرغي يابنت خالتي العاقلة الرزينة
هاجر :
أنا شامه ريحة سخرية ما علينا أهو بعمل الخير لله ومش منتظره حاجه من حد ... نيجي لموضوعنا المهم ... بصي ياستي .. أنتو أعملو زي روميو وجوليت بتاع ليوناردو ديكابريو إشربي سم وهو هينتحر وراكي وتريحونا وتريحو منكو المرضي البائسين وتريحوني أنا شخصيا
قالتها وقفزت من فوق المكتب قبل أن تمسكها علياء
علياء :
ماشي ياهاجر ... والله حلال الي بيعملو آسر فيكي
ضحكت هاجروقالت :
آسوري ده بيموت فيا .. يالهوي لو شوفتي نظراته ليا وهو بيعترفلي إنه بيحبني حاجه هييييييح خالص
رمقتها علياء بسخريه وقالت :
بذمتك ف دكتورة تقول هييييح ... أقول أي ربنا يسامحها خالتي الي بلتني بيكي
هاجر :
أنا بلوه !!! ... ربنا يسمحك
رن هاتفها ونظرت إلي اسم المتصل ...فقالت :
ده كريم إبن عمي كنت هنساه خالص زمانه مستنيني ف الكافتريا
علياء :
وده أي الي جابو المستشفي
هاجر :
ملكيش دعوة ... قالتها وأخرجت لها لسانها بمزاح وهمت بالذهاب
قالت علياء بحنق ومزاح :
ماشي يا غلسه ... يارب آسر يقفشك
_ ذهبت هاجر إلي الكافتريا لتجد إبن عمها ينتظرها وف يده حقيبة كبيرة...
قالت له بدون المصافحة :
أهلا أهلا ياكيمو
كريم :
الي يشوفك وأنتي عماله توصيني أجيلك بدري يقول إنك هتستنيني ع البوابة بره
جلست ع المقعد المقابل له وقالت :
معلش كنت عند لولو بنت خالتي وخادنا الكلام ونسيتك بصراحه
كريم :
طيب جزاء ليكي أعزميني ع كابتشينو
هاجر:
عيب عليك يا كيمو ده أنا هاعزمك ع وجبة وكابتشينو كمان
نهض ووضع كفه ع جبهتها ....فقالت :
بتعمل أي يامجنون ؟؟
ضحك وقال :
بشوفك سخنه ولا لاء ؟؟
هاجر :
بقي كده !! طيب يلا إمشي من هنا وإنسي الوجبه والكابتشينو
كريم :
وأهون عليكي أموت من الجوع ؟؟
ضيقت عينيها بنظرة خبيثة وقالت :
لاء طبعا ده أنا طلبت ليك كشري وصاية
كريم :
كشري ف المستشفي !!
هاجر:
لاء طلبته دليفري بس هناكله هنا
تمتم كريم قائلا :
ما أنا بقول برضو الحدايه مبتحدفش كتاكيت وأخرتها كشري
هاجر :
بتقول حاجه يا سي كيمو ؟؟؟
كريم :
بقول تسلميلي يابنت عمي
هاجر :
اه بحسب ... خليك هنا عقبال ما إستلم الدليفري وجايه
_ وبعد قليل ...
هاجر وع محياها إبتسامه ماكرة :
يلا بقي سمي الله وكل وأدعيلي
تناول كريم ملعقة كبيرة ليصيح بصراخ دوي :
عاااااااااا ... يابنت اللذينا حطالي شطه وربنا ما أنا سايبك
ركضت وركض خلفها ... .و ف طريقها أصتدمت بآسر الذي قال وهو ينظر بخوف وقلق عليها :
مالك بتجري ليه ؟؟
_ فكراني مش هاعرف أمسكك !! قالها كريم وهو يمسك بيدها أمام آسر الذي أندلعت بداخله نيران الغيرة ... أمسك بيد كريم وأطاح بها ف الهواء قائلا :
وأنت مين ياخفيف عشان تمسك إيدها وتكلمها كده ؟؟
نظر كريم إلي هاجر بتساؤل ... تصنعت عدم معرفتها عن عمد ... فقال كريم بحنق :
وأنت أي الي دخلك مابينا ياسئيل
لم يستطع آسر كبح غضبه فقال :
لاء ده أنت عايز تتأدب
فقام بتوجيه لكمة قوية
كرييييييييم
_ صاحت بها هاجر
نهض كريم ليرد اللكمة إلي آسر
صاحت هاجر وتقف بينهما :
بس بقي كفايه أنت وهو
كريم :
وربنا لولا إننا ف مستشفي لكنت عرفتك إزاي تمد إيدك عليا
هاجر :
كريم كفايه ده دكتور آسر زميلي ف المستشفي ... نظرت إلي آسر وأردفت:
وده يبقي كريم إبن عمي
شعر آسر بالغيرة أكثر فقال :
أظن يا دكتورة هاجر إن دي مستشفي ومكان عمل مش جنينة نقابل فيها قرايبنا ومعارفنا
رمقته بإندهاش فقالت بغضب أيضا :
والله أنا حره والمستشفي مش بتاعتك عشان تتكلم معايا كده
آسر :
والله صاحبها الي هو دكتور يوسف مأمني عليها ف غيابه... بدأ العاملين بالمشفي بالتوافد والمشاهدة ع مايحدث ... وشعرت بالحرج
لذا رمقته بنظرات نارية من إسفل لأعلي وقالت :
أوك يا دكتور آسر ... بما إن حضرتك نائب دكتور يوسف عيزاك تبلغه إن النهاردة آخر يوم ليا ف المستشفي وإستقالتي هقدمهاله أول لما يجي
نظر إليها بتحدي وقال :
واضح إنك ناسيه إنه مينفعش تسيبي الشغل قبل خمس سنين ولا خلفتي الشرط ده فيه شرط جزائي
عقدت ساعديها أمام صدرها وبكل كبرياء وتحدي قالت:
ولايهمني هادفعه إن شاءالله لو كان مليون دولار
قالتها ثم نظرت إلي إبن عمها وقالت :
يلا يا كريم تعالي معايا أجيب شنطتي ونمشي أصل الجو هنا يخنق مفيش دم أصدي مفيش أكسجين
كادت تخطو لتتعثر فقام كريم بإسنادها فأمسكت يده بينما آسر يتابع هذا وبداخله تنور ف ذروة إشتعاله ... كان محدقا إليها بتوعد
**********"""""""""***********"" ""********
_ تستند بيدها ع سور الشرفة وتنظر إلي الحديقة تتحدث ف الهاتف :
أول لما توصل الشركة طمني بالله عليك
مصعب وهو يقود سيارته يتحدث من خلال سماعة البلوتوث المعلقة ف أذنه :
حاضر ياقلبي وبطلي القلق الي أنتي فيه ده كده بتوتريني أنا
ملك :
بصراحة خايفة أوي من ردة فعل بابا عليك
مصعب :
الله يبشرك بالخير ياملك ... ده أنتي والحمدلله خلتيها سواد أدامي
ملك :
معلش ياحبيبي أصلك متعرفش ... كل أخواتي سابو البيت حتي آدم مبقاش غيري أنا وماما
ضحك بمزاح وقال :
متقلقيش يا ملوكتي بعد مقابلتي لعزيز بيه النهاردة شكلك هتحصلي إخواتك
قالت بحنق طفولي :
ماشي يارخم
قال مصعب بمزاح:
رخم !! شكلي هلف وأرجع تاني وشوفي مين الي هيكلم باباكي عشان نتجوز
قالت بحزن مصتنع :
كده يا صاصا وأنا مش هكلمك وهقول لبابا مش موافقة ومش هاتشوف وشي تاني
مصعب:
ده مين صاصا ده ؟؟
ضحكت وقالت :
أنت ياحبي
مصعب :
إياكي تقوليها أدام حد خليها سر ... وبعدين أهون عليكي تحرميني من روحي
صمتت لتبتسم بخجل فأردف :
سكتي ليه ؟؟ ...إيوه أنتي روحي الي نفسي تسكن جوايا وأعيش وأموت وهي ف حضني
ملك :
بعد الشر عليك يا حبيبي
قال بنبرة عاشق متيم :
الموت جوه حضنك حياة تانيه ياملك
ملك :
ياحياتي ياعمري ربنا مايحرمني منك أبدا
مصعب :
ملك ؟
ملك : عيون وقلب وعقل ملك
مصعب :
أنا بعشقك أوي ونفسي تكوني معايا النهارده قبل بكره
ملك :
ياحبيبي وأنا كمان نفسي أعيش جمبك باقي عمري
مصعب :
بإذن الله يا حبيبتي هنكون مع بعض
ملك :
يارب ياحبيبي ... يارب
مصعب :
طيب يا ملوكتي معلش هقفل معاكي عشان أنا وصلت أدام الشركة
قالت ملك بمزاح :
أوك ياقلبي ... خلي بالك من نفسك ولما تدخل الشركة غض بصرك لو بصيت لأي واحده هعرف
ضحك مصعب وقال :
أنا عينيا مليانه الحمدلله
إبتسمت بخجل وقالت :
أبقي طمني عملت أي أول ماتخلص مع بابا
مصعب : حاضر
ملك : مصعب ؟
مصعب :
نعم ياعيون مصعب
ملك :
بحبك .. يلا باي
مصعب :
وأنا بموت فيكي وف جنانك ... باي ياروحي
أغلق المكالمة والسعادة تملأ ثغره ... خلع نظارته الشمسية ونظر إلي مبني الشركة وأطلق زفيرا ... ثم ولج إلي الداخل
_ نذهب إلي ملك التي تنتظر ع أحر من الجمر ... طرق باب غرفتها ..
ملك : أتفضل
دلفت سميرة مديرة العاملات بالمنزل قائلة :
آنسه ملك ... آدم بيه وصل ومستنيكي تحت
إبتسمت وقالت :
أوك نازله له حالا
أخذت حقيبة يدها الصغيرة وهاتفها ... ألقت نظره عامة ع هيئتها ثم غادرت الغرفة وهبطت الدرج لتجد آدم ينتظرها لدي نافذة مطلة ع الحديقة يرتشف كأسا من عصير المانجو
_ ديمو حبيبي .. قالتها بصياح وشعر بالفزع وكاد الكأس يقع من يده
آدم :
ياشيخة حرام عليكي خضتيني
ضحكت ثم قالت :
سوري يا أبيه ... الحمدلله جيت ف ميعادك المظبوط
آدم :
أنا أصلا مكنتش عايزك ف المشوار ده لأنه مينفعش تبقي موجوده لولا إنك حلفتيني بغلاوة خديجة عندي
ملك :
ما أنا عارفه ولو كنت قولتلك وغلاوتي أنا عندك كنت عملت نفسك من المريخ
قهقه قائلا :
والله أنتي ظلماني وعارفه غلاوتك ف قلبي كويس ... ده أنتي بنتي ياعبيطه مش أختي وبس .. وبعدين أي عامل نفسي من المريخ دي !! أنا الي أعرفه إسمها عامل نفسه من بنها
ملك :
لاء دي بقت قديمة
آدم وهو يضربها بخفة ع كتفها بمزاح فائلا :
طيب يلا يالمضة عشان ألحق مصعب قبل ما بابا يعمل معاه زي ما أتعمل مع شكري سرحان ف فيلم رد قلبي
ملك :
أسكت أنا حاطه إيدي ع قلبي وبقول يارب تحصل معجزه وبابا يوافق
_ بقي كده يا آدم يعني تيجي عشان أختك ومهنش عليك تسأل ع مامتك !! .. قالتها جيهان وهي تهبط الدرج
أتجه آدم نحوها مسرعا ليقبل يدها وقال :
والله أول ماجيت سألت عليكي داده سميرة قالتلي إنك نايمه فقولت خليكي نايمه وكده كده أنا هاجيلك تاني
رمقته بنظرة عتاب وقالت :
عادي كنت أطلع وصحيني ولا خلاص بقيت زيك زي الغريب !!
آدم :
ماما أرجوكي متضغطيش عليا وأنتي أكتر واحدة عارفة إن ليا حق أسيب الفيلا وأعيش أنا ومراتي ف حالنا بعيد عن مملكة عزيز باشا ... أنا أصلا لولا موضوع ملك ومصعب مكنتش دخلت الشركة أساسا
تنهدت جيهان بسأم وقالت :
ع راحتك يابني مقدرش ألومك
ملك :
بليز يامامي كملو كلامكو بعدين خلي آدم يلحق مصعب
آدم :
معلش ياماما هنمشي بقي نلحق بابا قبل مايخلي مصعب ياخد بعضو ويمشي
قالها وقام بتقبيل رأسها وأردف :
سلام يا حبيبتي
جيهان وهي تربت ع ظهره :
ف حفظ الله ياولادي وربنا يسعدكو ديما ويهدي عليكو باباكو
*****""""""*******""""""""""********
_ ذهبت هاجر إلي غرفتها فقالت :
معلش ياكيمو إستناني برة عقبال ما أجيب حاجتي ...
ولجت إلي الداخل ... أخذت تزفر بقوة وتضرب قدميها ف الأرض بحنق وتتمتم قائله :
بقي كده يا آسر ... تكسفني آدام الموظفين والناس !! ماشي إن حرقت دمك وخليت الدخان يطلع من ودانك مبقاش أنا هاجر
_ أمام الغرفه ينتظرها كريم ... جاءت إليه فتاه قالت له بدلال :
هاي ممكن خدمه ؟؟
ألتفت إليها ورمقها بنظرة بلهاء :
بتكلميني أنا
الفتاه :
هو فيه حد غيرك واقف قصادي !!
كريم : أمرك يا جميل
ضحكت بدلال وقالت :
أصل الفون بتاعي واقع تحت المكتب والمكتب تقيل ومش قادره أحركه ممكن تيجي تساعدني من فضلك ؟؟
كريم :
طبعا ياقمر ... ثواني بس .. يا جوجو أنا رايح مشوار ثواني وراجعلك
بينما هاجر لاتسمعه بسبب تفكيرها الشارد ف هذا الآسر الذي آثار حنقها بشدة...
كان ظهرها مقابل الباب الذي أنفتح للتو .. ظنت إنه كريم فقالت بدون أن تلتفت :
مش قولتلك تستني بره يا كريم
لم تجد رد ... ألتفت لتشهق بذعر عندما وجدت آسر أمامها قريبا للغاية حيث شعرت بأنفاسه
_ آآ آسر !! قالتها ويخالجها الشعور بالقلق والتوتر.. تتراجع إلي الخلف وهو يقترب منها أكثر قائلا :
ممكن أفهم الفرفور الي كان معاكي جاي يعمل أي ؟؟؟
هاجر :
لو سمحت متقولش ع إبن عمي فرفور ... كريم جدع وشهم و...
رفع إحدي حاجبيه وقال :
و أي يا دكتوره هاجر ؟؟ كملي
صاحت به بتوتر :
أ أ أنت بتحقق معايا بصفتك أي إن شاء الله ... ولا فاكر عشان قولتلي كلمتين هتضحك عليا بيهم
أستند ع الحائط بكفيه محاوطا إياها ف المنتصف ... يحدق ف عينيها قائلا :
أولا أنا مبضحكش عليكي وواضح وقتها كلامي كان كله جد وفعلا أنا بحبك ثانيا بحقق معاكي بصفتي إن أنا ف حكم خطيبك
هاجر : نعم !!!
آسر :
أسألي باباكي وهو هيقولك أنا كنت قاعد معاه إمبارح ف الكافتريا الي ع ناصية شارعكو ولعبنا شطرنج وطاولة وحددت معاه ميعاد هجيلكو فيه أنا وأختي إن شاء الله
قالت بسخرية بعكس ما يدور بداخلها من سعادة وفرح :
ياسلاااااام ... وأنا بقي صاحبة الشأن آخر من يعلم وكمان مليش رأي أوافق ولا لاء !!
آسر :
وأنتي تقدري ترفضي ؟؟
أجابت عليه لتثير حنقه قالت :
وإفرض فعلا رفضاك لأن ف دماغي حد تاني مثلا بحب كريم إبن عمي وهو بي......
لم تكمل عندما رأت تلك النظرة المخيفه ف عينيه التي تحولت من اللون الأخضر إلي لون الظلام يسودها الحدية ...
_ كنتي بتقولي أي ياهاجر ؟؟؟ ... قالها بنبرة علمت من خلالها لو أكملت حديثها بهذا الأسلوب سوف يحدث ما لايحمد عقباه
فقالت بهمس :
ممكن تبعد شويه لو سمحت
آسر :
مش هابعد غير لما أسمعها منك
هاجر : هي أي ؟؟
قال آسر بإصرار وحسم :
إنك موافقه ... وتنسي الهبل الي قولتيه برة وكمان تنسي إن ليكي إبن عم أهبل إسمه كريم ... وأردف بصوت كالفحيح : ومتنسيش إن أنا دكتور جراح يعني قلبي ميت ... يعني لو أستفزتيني أكتر من كده بسي كريم هاخلص منه وأسلخه وهقطع جسمه قطع صغيرة وهرميه ف أي بلاعة صرف صحي ومحدش يقدر يوصله
صاحت بخوف : يا مامااااااا
كاد ينفجر من الضحك لكنه كتم ضحكاته ليثير خوفها أكثر فأستطرد حديثه :
وطبعا لو مبطلتيش عند وفضلتي تعملي حركات تخليني أغير وأتجنن ... هقوم جايب مشرطي حبيبي وأشرحلك بيه ملامحك الجميله دي عشان محدش يبصلك غيري ... وأنا مجنون ودماغي ف اللالا لاند ع الآخر حتي أسألي يوسف وهو هيحكيلك وتسأليه ليه ما أنتي جربتي ولا نسيتي مقلب تلاجة الأموات ولا أوضة الفيران ؟؟
أومأت له وقالت بخوف :
موافقه موافقه خلاص
تنهد بأريحيه وقال :
تمام كده ... يلا حضري حاجتك عشان أخدك أوصلك
هاجر :
أنا بمشي مع علياء
أقترب منها وقال :
أنا قولت أي
_ حاضر ... حاضر
آسر :
يلا أنا هستناكي بره لما تخلصي
قالها وظل ينظر ف عينيها لثوان وأقترب منها ليعطيها إيحاء إنه سوف يقبلها لكن هي قامت بدفعه ف صدره ثم وضعت يديها ع وجهها ف وضع الحمايه ... إبتسم من ردة فعلها ليغادر وأغلق الباب وأخذ يضحك بشدة كلما تذكر ملامحها وهو يهددها بمزاح وهي كانت تصدقه كالبلهاء .
********"""""""*******"""""*********
_ في شركة البحيري ...
_ تشرب أي يامصعب ؟؟... قالها عزيز ويرفع سماعة الهاتف الداخلي للشركة
أجاب عليه مصعب :
تسلم ياعزيز بيه شكرا
تحدث عزيز ف الهاتف :
إتنين قهوة مظبوط
أغلق السماعه وإبتسم إلي مصعب وقال :نورت الشركة والمكتب فينك كل الغيبة دي ؟؟
مصعب وهو يعتدل ف جلسته ع المقعد :
والله شوية ظروف هابقي أحكي لحضرتك عنها بعدين عشان بس ماخدش من وقت حضرتك كتير
عزيز :
خد براحتك أنت زي ولادي وربنا يعلم باباك الله يرحمه كان عزيز عليا أوي وكان ف مقام أخويا مش مجرد رئيس الحرس وبس
إبتسم مصعب وقال :
ربنا يخليك يا عزيز بيه ده شرف ليا وأنا كمان بعتبر حضرتك زي بابا الله يرحمه مع حفظ المقامات طبعا
رجع عزيز إلي المسند الخلفي للمقعد يسند ظهره بإريحية تنهد وقال :
ها يا بطل قبل ما تيجي كلمتني وبتقولي عايزني ف أمر مهم
شعر مصعب بتوتر فقال :
أحمم ... بصراحه كنت عايز أجي لحضرتك ف الفيلا وأكلمك بس قولت أخليها أحسن ف الشركة
عزيز :
الفيلا فيلتك والشركة برضو تحت أمرك ... قول سمعك ؟؟
أبتلع مصعب لعابه بتوتر وقلق ثم قال :
طبعا قبل كل شئ عارف الفرق مابيني ومابين حضرتك وإن لحم أكتافي من خيرك وحضرتك الي ربتني مع ولادك وعاملتني زيهم بالظبط ويعلم ربنا أنا بحبكو أد أي وبخاف عليكو لأنكو عيلتي وأهلي الي فتحت عينيا ع الدنيا ولاقيتني وسطهم ... فأنا ... أأ أنا بطلب إيد الآنسة ملك من حضرتك
_ وكانت أخر كلماته كفيلة بجعل ملامح عزيز تحولت إلي التجهم ... ظن مصعب إنه سوف ينهض ويصيح به بتوبيخ حاد وأن يقوم بطرده لكن فاجاءه الآخر بالإجابة عليه بكل هدوء :
أنت عندك كام سنة يامصعب ؟؟
أجاب عليه :
عارف حضرتك فرق السن الي مابيني وبينها بس أنا بحبها والحب محطش مقياس معين للسن
تحولت نبرة عزيز إلي الجدية قائلا :
ممكن تسمعني للآخر من غير مقاطعه لكلامي ؟؟
مصعب :
أتفضل حضرتك
أنحني عزيز إلي مكتبه وقام بعقد ساعديه ع المكتب ويحدق ف عينين مصعب عن كثب حتي تكون رسالة كلماته قوية له ... فقال :
أنت عندك 36 سنة وهي 21 سنة يعني 15 سنة فرق !!...يعني فرق ف التفكير والنضج ... ده غير هي هتكون ف عز نضجها وشبابها لما تكون ف التلاتينات شويه وأنت هاتكون بدأت ف الخمسينات وهتحسو وقتها بفروق كتير وطبعا أهمها الفرق الإجتماعي وأظن أنت فاهم أصدي
أراد مصعب أن يتحدث لكنه صمت وتركه يتحدث كما قال له أن لايقاطعه ...
عزيز :
أنا بنتي عمري ما هقبل تعيش ف مستوي أقل من الي هي عايشه فيه ... إلا إذا بقي تتجوزها وتعيشو معايا وطلباتكو كلها عندي
أحس مصعب بالإهانة من كلمات عزيز اللاذعة ...كرامته لم تتحمل المزيد ... نهض واقفا وقال :
آسف لو قاطعت حضرتك بس مش أنا الي يعيش مع مراته ف بيت أهلها ولا يتصرف عليها من جيب باباها وهي مسئولة مني ... وبعدين حضرتك مدتنيش فرصة أشرحلك وضعي المادي والإجتماعي الجديد وبإذن الله أقدر أعيشها ف نفس المستوي الي هي فيه وأحسن
رمقه عزيز بنظرة باردة إستفزازية وقال :
وهقدمك للمعازيم ومعارفنا هقولهم أي عريس بنتي والسكيورتي الخاص بتاعها !!
مصعب :
وأنا مبقتش السكيورتي ياعزيز بيه وملك أنا بحبها وهي بتحبني ولايهمني فلوسها ولا مركزها أنا كل الي يهمني هي وبس
أنفتح الباب فجاءة ليظهر آدم وقال :
ومفيش حد بيحب ملك ولا بيخاف عليها زي مصعب وأنا يهمني سعادة أختي الي مش هتلاقيها غير معاه هو
وقف عزيز وقد وصل إلي قمة غضبه ...صاح به :
أنت مين الي سمحلك تدخل الشركة وأنا مديلهم أوامر بعدم دخولك !!
أجاب آدم بسخرية :
أنا مش جاي عشان الشركة ... أنا جاي عشان متخسرش ملك زي ماخسرتنا أنا ويوسف ويونس وياسين
صاح عزيز :
إسمع.....
قاطعه آدم قائلا :
إسمعني أنت ... بدل ماحضرتك عمال تتكبر وترفض فكر لو لحظة إن الي رزقك بالي أنت فيه قادر ياخد منك كل شئ ف لحظه وأظن حسيتها لما كنت عايش ف قصر البحيري الكبير وإتنقلت لفيلا بسيطه ... فوء بقي يا بابا يوسف قلهالك قبل كده وأنا بأكدلك عليها تاني هتخسرنا كلنا وهتبقي لوحدك وده أصعب إحساس هتعيشه
عزيز :
خلصت كلامك يا إبن جيهان ؟؟؟
آدم :
لاء مخلصتش وأنا جاي أصلا عشان أقولك مصعب هايتجوز ملك لأن مش هاطمن ع أختي غير معاه هو
أشار عزيز إلي الباب وقال :
طيب أتفضل أنت وهو برة ومش عايز أشوف خلقة حد فيكو ومعنديش بنات للجواز أنا بنتي ملك البحيري يوم ماتتجوز هياخدها واحد يليق بيها وبإسم عيلتها ... كفايه أخواتك ونسبهم الي يشرف ... قالها بسخرية
لم يتحمل مصعب وغادر ع الفور ...
صاح آدم ف والده :
أنا فعلا ماشي من غير ماتقول لكن هقولك كلمة وربنا يسامحني عليها بس أنت الي أضطرتني أقولها ... ياريتك ما كنت والدي .. عن إذنك ياعزيز بيه
قالها وغادر المكتب وعينيه مليئة بالدموع لم يريد أن تصل الأمور هكذا لكن تكبر وقساوة والده جعلته ينفر منه وكذلك أشقائه ليأتي الدور ع ملك التي كانت تنتظر ف سياة أخيها أمام الشركة ... رأت مصعب وهو يخرج من البوابة وعاصفة من الغضب تحيط به .. ترجلت من السيارة متجهة إليه ...
ملك :
مصعب .. مصعب
إلتفت إليها فقالت :
عملت أي ياحبيبي ؟؟
لم يتفوه وظل يرمقها بحزن وأسف وأنحني إليها ليقبل رأسها وقال :
آسف ياملك ... ليوليها ظهره ويخطو مسرعا إلي سيارته تاركا إياها متسمرة ف مكانها تدرك ماحدث .... كادت تذهب إليه لتجد آدم يمسك يدها وقال :
يلا عشان أوصلك
ملك :
موافقش صح ؟؟أنا كنت متأكده .. كنت متأكده ... قالتها بإمتعاض وحزن شديد
تركت يد أخيها وركضت إلي سيارة مصعب التي ع وشك الذهاب ....
ملك :
مصعب ؟؟؟
لم ينظر إليها وأنطلق بسيارته ... لم تتحمل الوقوف ونظرت حولها غير مصدقه لن تتخيل أن تحيا من دونه ... أطلقت لعبراتها العنان لتبكي بقوة ... جذبها آدم إلي صدره وأخذ يربت ع ظهرها وقال :
أهدي ياحبيبتي إن شاء الله هتكونو لبعض .
_ هل ملك سوف تذعن للأمر وتستلم!!! أم ستخطو ع درب أشقائها الأربعة !!!