رواية مهووس بك ياصغيرة (2) الفصل السادس 6 بقلم رونا فؤاد


 

رواية مهووس بك ياصغيرة (2) الفصل السادس

ظلت اوركيد تقطع الغرفه ذهابا وايابا وتنظر في الساعه كل بضع دقائق... تأخر كثيرا والقلق بدأ يأكل قلبها.... عاودت الاتصال به ولكن هاتفه مغلق 

فركت كفيها وخرجت الي الشرفه لتلفحها نسمات الهواء، البارده وهي تحدث نفسها بقلق : ياتري اتاخرت ليه ياعمر لغايه دلوقتي ...؟ 

بعد ساعه اغمضت عيناها وتنفست بأرتياح حينما رأت سيارته اخيرا تصل أسفل المنزل لتتجه لاستقباله بابتسامته الهادئه ... حمد الله على السلامة يا حبيبي اتاخرت كدة ليه..انا كنت هتجنن من القلق عليك 

قال عمر بنبره خاويه وهو يتجه لغرفتهم : وتقلقي ليه... عيل صغير هتوه.... 

نظرت له بعتاب من اجابته الجافه ليهز راسه قائلا وهو يربت علي كتفها : مش قصدي.... انا قصدي عادي يااوركيد قاعد مع صحابي والوقت سرقني مفيش داعي لقلقك

اومات له وابتلعت وتجاوزت كما تفعل معه دوما لتقول : تحب اجهزلك العشا.

هز راسه قائلا : لا انا اكلت معاهم 

هزت راسها ليخلع عمر ملابسه ويتجه للاستحمام... رتبت اوركيد ملابسه بمكانها وجهزت له ملابس بيتيه مريحه ثم جلست علي الفراش تعبث بهاتفها تنظر الي صور حفل عيد ميلاد سليم بابتسامه هادئه 

خرج عمر بعد قليل وهو يجفف خصلات شعره بالمنشفه ليلقيها جانبا ثم يرتدي ملابسه ويقف بعدها امام المرأه يصفف خصلات شعره..... لينظر الي اوركيد باشتياق قبل ان يتجه الي جوارها لتترك اوركيد الهاتف وتنظر اليه بينما اقترب منها ومرر يداه برقه علي قماش روبها القطني الثقيل قائلا... انتي بردانه ولا ايه ياحبيبتي..؟ 

هزت راسها بارتباك بينما فهمت مغزي سؤاله لتقول بتعلثم : يعني ياحبيبي... شويه 

اومأ واقترب منها اكثر ليخيط خصرها بذراعه ويميل ناحيتها ببطء يتناول شفتيها بقلبه ناعمه 

استسلمت اوركيد لقبلته التي ماان فصلها حتي وضعت يدها علي صدره برقه توقفه عن متابعه فك حزام روبها 

نظر لها عمر لتقول بتعلثم ...عمر.... انا بس... بس انت عارف..مش،هينفع 

.... . قاطعها عمر باحباط واضح وهو يقول : عارف تعليمات الدكتور 

خفضت اوركيد عيناها عن عتاب نظراته لتنفلت زفره ساخطة من صدر عمر ويوليها ظهره كطفل صغير غاضب من حرمانه من حلواه المفضله وينام.... زمت اوركيد شفتيها بقله حيله فهي تعرف انه غاضب لهذا الوضع الذي دون ارادتها مضطرة له... فكلما تخضع لتلك العمليه تنفذ تعليمات الطبيب المشدده بعدم اقتراب عمر منها تلك الأسابيع لثبات الحمل .... ماذا تفعل.. تريد أن ترضيه ولكن دون ارادتها..... 

لماذا لا يتفهم الرجال مواقف النساء ابدا ويبدلون الأماكن... هل كانت لتغضب منه أن 

كان بعده عنها دون ارادته.... تحتاج ان يكون بجوارها تلك الأيام التي تنتظرها علي اعصابها بترقب وانتظار معرفه ان كان سيكتمل حملها ام ستحظي بخيبه امل كما المرات السابقه...... 

مالت ناحيته لتقول برقه وهي تمرر يدها علي ظهره بحنان : عمر حبيبي.. حقك عليا

انفلت لسانه بحنق : خلاص يااوركيد... 

أغلق النور الذي بجواره بانفعال... لتنظر الي ظهره بعتاب..... .اطفال انانيون للغايه هم الرجل..... نعم ...هذا هو الوصف الصحيح للرجال... من يري الرجال من الخارج بتلك الهيئه الضخمه الخشنه ومقدار التحمل لايظنون ان بداخل كل منهم طفل صغير دوما بحاجة لأم تحتوي وتدلل وتكون برفقته دوما دون أن تتذمر ..... تعامله دوما علي هذا النحو ولكن الا يكون بجوارها ان كانت بحاجة اليه كما الان...! 

....... 

تقلبت غزل في الفراش بكسل لتفتح عيونها فتري أدهم واقف امام المرأه يهندم ملابسه الانيقه بالرغم من بساطتها .... 

ابتسمت قائلة : صباح الخير 

التفت لها بابتسامه واسعه وانحني يقبل جبينها قائلا : صباح النور 

قالت وهي تنظر له : حبيبي انت خارج 

اومأ لها قائلا : اه هاخد سليم المدرسه في طريقي

نظرت الي ملابسه قائلة : انت هتخرج كدة. ؟

نظر الي ملابسه قائلا :وحش.. ؟

هزت راسها ونظرت الي ملابسه الرياضيه الانيقه قائلة :بالعكس زي القمر بس اول مرة اشوفك لابس سبورت 

قال بابتسامه ; اهو قولت اتمشي شويه كل يوم الصبح 

قالت بقلق ; حبيبي انت تعبان 

هز راسه قائلا : خالص بس اهو بحافظ علي جسمي ولا عاوزاني بكرش

ضحكت ومالت علي كتفه بدلال : امال انا ايه بقي.... انت اللي بقيت بكرش

مرر يداه علي شعرها قائلا بهيام :

انتي قمر 

هزت راسها بابتسامه ناعمه ; لا ياحبيبي.... مين دي اللي قمر.... انا اللي لازم اهتم بنفسي شويه مش انت.. زمان كنت بحب اوي اتمشي علي البحر كل يوم الصبح 

اومأ سريعا بحماس : طيب تعالي معايا نتمشي سوا 

تذكرت احساسها بأنها قد تكون حامل لتقول : لا ياحبيبي خليني المرة اللي جايه 

قبل وجنتها قائلا بحنان : طيب يالا هروح اخد سليم 

قامت من الفراش قائلة : طيب ثواني هروح اجهزة

قال وهو يمسك بيدها : خليكي انا قولت لأم حسن تجهزة من بدري 

اومات قائلة : يبقي هنزل اجهز الفطار نفطر كلنا 

........ 

بعد انتهاء الافطار وقفلت لدي الباب وهي تحمل سيلا التي اغدقها أدهم بالقبلات قبل ان يأخذ بيد سليم الذي كانت خطواته تتقافز فرحا لأن ابيه سياخذه الي مدرسته.... 

تنهدت بسعاده وهي تلوح لهم ثم عادت للداخل لتمسك بالهاتف لحظة قبل ام تجيب مها : صباح الخير ياطنط 

قالت مها بابتسامه هادئه ; صباح النور... اية بتحلمي بيا

ضحكت غزل بصفاء قائلة : بحلم بابنك 

استطاعت إخراج ضحكه مها التي قالت : مش هكره ياروحي 

قالت غزل : طيب حضرتك راجعه امتي 

قالت مها : يومين 

هزت راسها : لا ياطنط ارجعي النهارده 

قالت مها : يابكاشه.... ايه وحشتك 

قالت غزل : بصي هو بصراحة... اه اخدت علي وجود حضرتك في البيت 

وبعدين أدهم النهارده اجازة... هيوصل سليم ويتمشي شويه ويرجع فقولت نتغدي كلنا سوا... 

قالت مها بهدوء : لا بالهنا والشفا انتوا قضوا اليوم مع بعض... انا هفضل مع أروي يومين

لانها ممكن تخنقني لو مشيت 

: لا كفايه يوم وبليل هنعدي عليكي انا وادهم ناخد حضرتك 

........ 

... 

وضعت سيلا علي الطاوله الرخاميه قائلة : ها بقي ياسيلوش نعمل غدا ايه لبابي 

اتسعت ابتسامته الراضيه بينما اعدت لهم الغداء ليقول وهو يقبل يدها ; 

كمان عامله الغدا بايدك 

: طبعا ياحبيبي.... وعامله كمان تارت الشيكولاته اللي بتحبه انت وسيلا

........... 

.... كان يوم لا ينسي بينما قضته العائلة الصغيرة بحب ودفء غاب عنهم مطولا 

خرج أدهم من الاستحمام لتبتسم له وتنهي مكالمتها قائلة : طيب ياسلمي هكلمك بعدين 

مال ناحيتها وقبل وجنتها قائلا : حبيبي لو عاوزه تنزلي شغلك بكره...قاطعته وهي تهز رأسها :

مش مشكله ياحبيبي... خلينا نقضي يومين مع بعض وانت رايق وجميل اوي كدة

مرر يداه برقه علي جانب عنقها : والله ياقلبي... انتي اللي رايقه وزي القمر 

ابتسمت ليميل ناحيتها ويلتقط شفتيها بين شفتيه بقبله شغوفه انقطعت من رنين هاتفه الذي حاول تجاهله ولكنه تابع باصرار 

قالت ماهيتاب بتعلثم : سوري ياادهم بس..... بس في مجموعه عقود عاوزة امضتك 

رفعت غزل يدها تداعب وجنته بينما يتحدث في الهاتف لينقطع تركيزه وتشعر ماهيتاب بهذا بينما تنفلت ضحكه غزل بجواره لتشتعل وجنه ماهيتاب بالغضب وهي تشعر بما يحدث وان الأمور تسير علي مايرام بينهما لينهي أدهم الحديث : بعدين ياماهيتاب 

أغلق الهاتف والقاه بعيدا واحاط خصرها بذراعه يقربه اليها..... تعاليلي.... 

دفن وجهه بعنقها لتدغدغ أنفاسه الساخنه عنقها الناعم لتنفلت ضحكتها المتغجنه

لا لا أدهم بغير 

...... سرعان ماكانت بين ذراعيه تذوب حبا وهياما في ليله ساخنه بينهم تبادلا بها الحب والشغف والجنون 

لم تكن يوما اسعد حقا منذ وقت طويل وهو كذلك ..... 

........... 

..... 


امسكت ماهيتاب بالملف الذي طلبه أدهم منها واتجهت اليه لتعود بخطواتها وتمسك بالمرأه الذهبيه الموضوعه علي، جانب مكتبها وتجدد احمر شفتيها وهي تتصل بغزل وداخلها نيران مترقبه بينما تري تلك السعاده علي وجههه منذ الصباح...... 

نظرت غزل الي رنين هاتفها 

برقم ماهيتاب لتضع من يدها ذلك الاختبار وتجيب عليها :

الو ياغزل عامله ايه

قالت بصوت سعيد : تمام 

قالت ماهيتاب بخبث : حبيتي انا حجزتلك ميعاد عند الدكتور بكرة مناسب ليكي.... ؟

لقد نسيت تماما هذا الموضوع لتقول سريعا :لا دكتور ايه.. ؟

قالت ماهيتاب وهي تضغط علي أسنانها فيبدو ان خطتها فشلت ; الدكتور اللي قولت لك عليه.... انتي نسيتي...؟ 

هزت غزل راسها : لا طبعا.... مش هروح للدكتور ده.. 

احتقن وجهه ماهيتاب لتكمل غزل ; انا كلمت الدكتورة بتاعتي وهروح لها... ادعيلي ياماهي يارب ابقي حامل 

اندفعت الدماء في عروقها من كلام غزل لتضغط علي اعصابها حتي لا تدع غزل تشعر بالحقد الذي اشتعل بداخلها بينما انهارت كل أحلامها طوال الايام الماضيه..... تمتمت وهي علي وشك الاغلاق لتلمح بطرف عيناها انعكاس صورته من خلال المرأه بينما جاء ليأخذ الملف حينما تأخرت... لتتجدد بداخلها تلك الافكار والتي ترجمتها سريعا لتقول : طبعا لازم تفكري الف مرة ياغزل قبل ماتنزلي الحمل ده..... اكيد أدهم لو عرف مش هيسكت 

تجمدت اقدامه بالأرض ووضحت الصدمه جليا علي ملامح وجهه الذي لم تكن هناك كلمات جليه لوصف حالته بتلك اللحظة بينما شعر بتلك الوخزة تتسرب الي قلبه الذي وضع يده فوقه وتلك الكلمات تتردد في اذنه..... تتخلص من حملها..!! 

اغلقت الهاتف لتزيف مفاجأتها بوجوده قائلة بتعلثم ;أدهم.... 

كان واقف مكانه يحاول استيعاب صحه ماسمعه لتقول سريعا : أدهم انت سمعت غلط 

ظل لحظة واقف مكانه وقد فقد الاتصال بالعالم الخارجي وظل حبيس تلك الكلمات.... 

لتقول بخبث شديد : غزل اكيد مش هتعمل حاده زي دي.... هي صغيرة وانا نصحتها واتكلمت معاها واكيد هي رجعت عن الفكرة دي زي ما رجعت في فكرة حبوب منع الحمل قبل شهور....! 

.... 

دار العالم من حوله وبالرغم من جمود ملامحه الا ان قلبه حرفيا انشطر لنصفين..... تتخلص من حملها وتأخذ موانع حمل..... هل تلك هي غزل ام شيري....! 


........ 

وضعت غزل اختبار الحمل من يدها وهي تشعر بغصه في حلقها وشعور جارف بالحزن وهي تري ان النتيجه سلبيه ...! 

فكم تمنت بالفعل ان تكون حامل بطفل يجلب الفرحة والسعاده علي قلبه..... هزت راسها بتأنيب لنفسها فماذا ظنت..... ؟! 

ألم تكن ترفض الحمل من الأساس ولكنها تشعر بالذنب تجاهه لكل ما فعلته وربما عوضه الحمل عن اندفاعها وغضبها 

ولكنها ليست حامل ...! 

......... 

... 

لايصدق ولا يستوعب ولا يعرف كيف استطاع ان يصل للمنزل بينما لايري شيء امامه الا صورة شيري تتجدد امامه ولكن صدمته لم تكن موجعه كما الان...! 

انها غزل....!.... 

قلبه.... حياته..... حبيبته..... انها تلك المرأه التي انهارت جميع حصونه امامها...... تلك التي تخلي امامها عن كونه وكيونيته ورضخ من أجلها كما لم يفعل من قبل....!! 


اااه... اهه حارة انفلتت من صدره قبل ان يقصي كل الوجع جانبا ويدع المجال لذلك الغضب الجارف بأن يجتاح كل خليه وعصب في جسده وعقله..... هل ظنت انها تستطيع خداعه والتلاعب به لانه يحبها..... واهمه....!! 

فهو يخرج قلبه من موضعه ولا يسمح لها بذلك.....!! 

بل لا يسمح لانسان في الوجود بالدعس علي كرامته كما فعلت...! 

انتفضت مها من مكانها علي صوت الباب الزجاجي الذي صفقه أدهم فور دخوله لتسرع ناحيته بقلق وتترك الكتاب الذي بيدها علي الطاوله الرخاميه امامها; أدهم... انت رجعت بدري.... ؟

أدهم.... أدهم 

لم يجيب ولم يسمع صوت امه من الأساس ليتجه الي غرفته و الشياطين تتراقص امام وجهه..... 

التفتت غزل اليه فور دخوله لتحاول رسم ابتسامه علي وجهها الحزين فكم تمنت ان تفاجئه اليوم بخبر حملها لتصطدم بملامح وجهه التي كانت كالبركان الثائر 

اتجهت ناحيته بقلق : أدهم مالك ياحبيبي..؟ 

دفع يدها بعيدا عنه بعنف شديد صارخا : متلمسنيش

تجمدت مكانها لتردد بعدم استيعاب لحالته ; ايه..؟! 

قال بغضب شديد وهو يرمقها بنظرات ناريه : ابعدي ايدك عني ومتنطقيش حبيبي دي ...... 

نظرت له بعدم فهم او استيعاب لتقول بصوت مرتجف ; أدهم في ايه.. ؟

صاح بصوت جهوري رج ارجاء المنزل : قولت متنطقيش اسمي علي لسانك..... 

امسك ذراعها بقوة كادت تخلعه من موضعه بينما يردد : انتي لسه هتمثلي..... انتي اصلا حبتيني عشان تقولي حبيبي دي ولا لسه عاوزة تستغفليني اكتر من كدة 

هزت راسها بصدمه بينما لاتفهم شئ مما يقوله ; أدهم في ايه انا مش فاهمه حاجة

هتف بانفعال شديد وهو يشدد قبضه يديه علي ذراعيها : عاوزة تفهمي ايه..... ومين اللي يفهم مين.... انا اللي عاوز افهم انتي ايه ولا انتي مين...... سنين عايش معاكي وفاكرك ملاك وانا الشيطان اللي في الحدوته اتاريكي شيطانه.....بتستغفليني...!! انا أدهم زهران تستغفله عيله زيك...! 

طفرت الدموع من عيونها من حالته وكلامه الذي لا تفهم سببه..... فماذا فعلت تلك المرة لتقول برجاء : أدهم انا والله وحياه ولادنا ما فاهمه حاجة...... صرخ يقاطعها بغضب شديد : اخرسي.... ولاد مين اللي بتحلفيني بيهم.... الولاد اللي مش عاوزة تجيبهم مني....!! 

انتفض قلب غزل من موضعه حينما هتف بتلك الكلمات وتوقف تدفق الدماء بعروقها

نظر لها باحتقار شديد وضغطت يداه علي ذراعها اكثر بينما يكمل بقسوة : ايه اتفاجائتي اني عرفت...؟! 

.. كنتي عاوزة تفضلي تستغفليني اكتر من كدة 

هزت راسها ببكاء وهي لا تستوعب.... هل سمع كلام ماهيتاب لها وفسره خطأ...! 

ضغط علي اسنانه وهو يكمل بازدارء ويهزها بعنف ; لما كارهه تحملي مني بتخليني أقرب منك ليه

قالت بعيون راجيه : أدهم

قاطعها مزمجرا بعنف : اخرسي قولت مش عاوز اسمع صوتك

انهمرت دموعها وقالت ببكاء : انت ظالمني

هتف بسخط : ظالمك...؟ 

اومات له وانهمرت الدموع اكثر من عيونها وهي تقول :مش حامل والله ماحامل.... 

أسرعت لتمسك بالاختبار وتكمل : والله صدقني انت فهمت غلط..... انا مش ممكن اعمل كدة.... انت اكيد فهمت كلام ماهيتاب غلط .. اسمعني الاول

لمعت نظرات الازدارء بعيناه اكثر وهو يحاول الاستماع بالفعل لها ولكن كلما تحدثت كلما ازداد تصديق اكثر انها مخادعه ليقول بتهكم : فهمت غلط...؟! 

اومات له وهي تحاول الشرح من خلال شلالات الدموع المنهمرة من عيونها ... وهي تخبره....! 

أخبرته بكل شئ......! 

بحديثها مع ماهيتاب ذلك اليوم وكيف انها رفضت..... أخبرته انها أحضرت اختبار حمل وحددت موعد مع الطبيبه ظنا منها انها حامل.... أخبرته انها رفضت كلام ماهيتاب ونصيحتها.... كل هذا أخبرته له بينما وقف يستمع له وينظر لدموعها ويزداد يقينه انها نسخه اخري من شيري...! 

نفس الخداع وحياكه الأمور من خلف ظهره..! 

نفس الدموع الزائفه ونفس المبررات.....! ظلت تتحدث وتتوسله ان يصدقها دون أن تدري ان مشكلتها لا تتخلص في تبرئه نفسها من تلك التهمه ولكن هناك تلك الخطيئه التي ارتكبتها في حقه وحق نفسها حينما استأمنت صديقتها علي سرها وهاهي أحسنت استغلاله......! 

: والله ياادهم ده اللي حصل.... اسألها..... اسأل ماهيتاب وهتحكيلك اللي حصل يومها.. .. هي كانت بس بتحاول تنصحني بس انا رفضت والله رفضت.... اتصل بيها وانا هسالها قدامك..... مدت يدها المرتجفه بالهاتف وتابعت بهستريا ظنا ان كل مافي الأمر سوء تفاهم ولا تعرف ان صديقتها بالفعل غرست سهمها المسموم بحياتها قطرت نبره صوتها يأسا وهي تقول ;اسألها ياادهم والله مابكذب عليك 

نظر اليها مطولا يري دموعها وبكاءها وينفصل لحظة عن العالم ويلعن قلبه الذي احبها بيوم من الايام....! 

دفع يدها بعنف شديد ليتطاير الهاتف من يدها ويسقط متحطم لاشلاء بعدها يتحطم قلبها حينا قال بقسوة : والحبوب اللي كنتي بتاخديها من ورايا... اسألها عنها هي كمان ولا عندك كذبه تانيه

ارتجف قلبها وانتحب بينما توسلته عيناها الا يفعل هذا.... لماذا الان فقط يعرف تلك الحقيقه لماذا بتوقيت كهذا..! 

هزت راسها برجاء وقد انشل لسانها فماذا يمكنها ان تقول او تدافع به عن نفسها.....! 

صرخت حينما هوي علي وجهها بصفعه قويه الهبت وجنتها نارا... 

تستحق مائه صفعه وليس واحدة فقط..... فليثأر لكرامته.... بالرغم من قوة صفعته الا انها تقبلتها واكتفت بدموعها التي انهمرت علي وجنتها وهي تتطلع اليه بانكسار... أخطأت وعليها تحمل نتيجه خطاها 

ياليت الصفعه كانت كافيه لعلاج جرح قلبه منها... الوحيده التي ااتمنها خانته..! 

حاولت التحدث.... حاولت قول شئ من خلال صوتها المختنق بالدموع... اي شئ لعله يستمع : أدهم انا غلطت بس والله... 

دفعها بعنف لتسقط علي الفراش خلفها وهتف بازدارء :متجبيش سيرة ربنا علي لسانك..... واشكري ربنا اوي انك مش حامل عشان لو كنتي اتجرأتي وقتلتي ابني كنت هخليكي تحصليه... 

بكت بانهيار ليجذب أدهم تلك الحقيبه الكبيرة ويبدأ بجمع ملابسه بها بعشوائيه والغضب جعل كل عروقه تنتفض.....! لا مبرر ابدا لفعلتها...! 

انتفضت غزل من مكانها واسرعت اليه لتمسك بيده تتوسله.... أدهم لا... لا متسبينيش وحياه ولادنا... وحياه اغلي حاجة عندك 

انا غلطت بس غصب عني والله غصب عني.... اديني فرصه واسمعني وانا هفهمك كل حاجة.... عاقبني اعمل فيا اي حاجة بس بلاش تسيبني 

دفع يدها بعيدا عنه وتابع مايفعله 

امسكت بيده مره اخري تترجاه ليبعدها عنه صارخا بعنف :قولتك متلمسنيش

جذب الحقيبه وسار للخارج وخطواتها المتعثره تلحق به وهي تترجاه الا يذهب...! 

قامت مها من مكانها وعقدت جبينها بدهشه بينما تري ذلك المشهد الذي اوجع قلبها بينما تكاد غزل تزحف خلفه وهي تترجاه الا يذهب.... فماذا حدث... 

قالت مها بدهشه : أدهم في ايه... ؟

شكت بوجود خطب حينما عاد بتلك الهيئة ولكنها لم ترد ان تتدخل...! 

قالت غزل برجاء ; طنط قوليله ميمشيش... 

وحياه ولادنا قوليله ميمشيش.... انا غلطانه... غلطت جامد اوي بس بلاش يسبني 

والله غلطت 

أدهم... أدهم 

جثت علي ركبتيها بانهيار يقطع نياط القلوب حينما لم تستطيع مجاراه خطواته الغاضبه التي خرج بها لتنهار باكيه وهي تهتف بانكسار : غلطت والله غلطت متسبينيش ياادهم 

مسحت مها وجهها بانفعال حينما تابع أدهم طريقه ولم يلتفت اليها واتجهت ناحيه غزل لتمسك بذراعيها تساعدها علي الوقوف وهي تقول بحزم... متعمليش في نفسك كده... هيهدي وهيرجع 

هزت راسها فياليت الأمر هكذا...لتقول بيأس : مش هيرجع.... انا جرحته جامد اوي 

نظرت لها مها بشفقه بينما حالتها بالفعل تمزق نياط القلب لتقول لمها وعيناها تذرف الدموع الحاره : والله ماكنت اقصد.... كان نفسي ابقي حامل.... والله غصب عني مكنتش عارفه انا بعمل ايه... خفت منه غصب عني مكنتش متخيله انه هيعرف.. عشان كده خبيت عليه.... تجمدت ملامح غزل لحظة لترفع وجهها تجاه مها التي لا تفهم شئ لتقول ببطء من بين دموعها... هي اللي قالت له..... هي..! 

.... ماهيتاب اللي قالت له..! 

.......... 

... 

كانت ماهيتاب تتحرك بتوتر وترقب ولكن هذا لم يمنع نظرات الانتصار من ان تلمع بعيونها.... جاءت اليها الفرصه علي طبق من ذهب كما جاء اليها أدهم علي طبق من ذهب... هذا الرجل الذي طالما حلمت برجل مثله يعوضها عن سوء حظها بزيجتها الاولي 

....... 

ماذا تفعل....!! تتصل به ام تنتظر... 

........... 

... نظرت في ساعتها بينما لم تتجاوز التاسعه صباحا وهي منذ ساعه جالسه بمكتبها مع انها متأكدة انه لن يأتي بالتاكيد بعد ماحدث فلابد ان الامر بين غزل وبينه تطور... رجل بعقليه أدهم ماان يعلم أن زوجته لاتريد ان تحمل منه سثتور ثائرة كرامته.... 

نظرت بعدم تصديق الي سرعه انضباط الحركة بالممر المؤدي لمكتبها لتري بعدها أدهم يتجه الي مكتبه بخطوات قويه.... انه اتي ..! 

تراقص قلبها سعاده ولكن بنفس الوقت شب القلق بداخلها من ظنها ان كل شئ علي مايرام وأنها استطاعت ان تزيل الخلاف بينهما كما فعلت من قبل 

سألت نفسها مجددا... هل تذهب اليه ام لا..... ؟! 

.......... 

.... 

شهقت اروي ووضعت يدها على فمها بينما تخبرها مها بماحدث لتكمل بسخط : تحمد ربنا انه مطلقهاش بعد عملتها السوده..... غبيه.... عمري ماشفت في غباءها ولا حظها الزفت.... انه يعرف بالطريقه دي انسي ان يسامحها ولا حتي يصدقها مهما قالت ... 

قالت اروي وهي تهز راسها : عندك حق ياماما بس انا حاسه بيها 

قالت مها بحنق : اخرسي وبلاش تنقطيني.. حاسه بأيه ..... هو في واحدة تعمل عملتها

اومات اروي بصدق : اه ياماما في... وفي كتير اوي كمان.... مش هنكذب علي بعض بس كل ست بتجي عليها اوقات بتضطر تخبي حاجة علي جوزها عشان عارفه انها هتعمل مشاكل أو خوف من رد فعله.... غصب عننا ياأمي ساعات الرجاله مش بتكون فاهمه احنا حاسين بأيه .... مش بقول ان ده صح بس بيحصل ومش لازم نلوم غزل.... اه غلطت بس قوليلي لو كانت راحت قالتله أدهم مش عاوزة اخلف دلوقتي كان هيسمع... لا طبعا.... وقتها مخها وقله خبرتها خلتها تشوف انها تاخد حبوب منع الحمل من وراه صح ولما فاقت لنفسها عرفت انه غلط.... تنهد وهزت راسها لتقول پأسي : صعبانه عليا اوي.... بأيديها بتدمر حياتها بس غصب عنها.... 

لوت مها شفتيها بحنق : وانتي فاكرة اخوكي هيسمع ولا يفهم كلمه من اللي بتقوليه ده

قالت اروي بثبات : لازم يفهم ويسمع ومش هو بس كل الرجاله لازم تحاول تسمع وتفهم وتحط نفسها مكاننا... هو ياماما لو واحد مثلا قال لمراته كفايه طفل عشان ظروفه ولا بيبني مستقبله مش، بتوافق اشمعني 

هتفت مها بانفعال : عشان زي ماقولتي بيتفقوا... مش بيعمل كدة من وراها 

غلطتها انها عملت كدة من وراه

زمت اروي شفتيها وهزت راسها لتكمل مها ;مهما نحاول نشرح مش، هيسمع وكأن حظها الاسود رتب كل حاجة أدهم يعرفها في الوقت ده وطبعا نفس اللي عملته شيري

: لا ياماما شيري مش زي غزل ... شيري قصدت تستغله إنما غزل اتصرفت غلط عشان تصرفات أدهم كانت معاها من الاول غلط.... صدقيني ياماما 

: مش مهم انا أصدق المهم أدهم .. 

........... 

..... 

دخلت ماهيتاب بخطي متردده وهي تحمل احد الملفات كحجه.... قالت وهي تضع الملف امامه ; اتفضل 

امسك بالملف وبدء بوضع توقيعه 

لتقول بتعلثم وتأثر زائف : أدهم انا حاسه بيك وانك اكيد متضايق من اللي حصل 

رفع راسه اليها باستفهام.. اللي حصل.. ؟

اومات قائلة : اه قصدي... يعني علي اللي حصل بينك انت وغزل

تغيرت ملامحه ليقول ببرود صدمها ; ايوة ماله..؟ 

قالت بعدم فهم : يعني انا بقول 

قاطعها بحزم : مفيش داعي تقولي حاجة... انا مش صاحبتك عشان تحكي معايا عن حياتي واللي بيني وبين مراتي حتي لو كنتي عرفاه منها 

انصدمت من كلماته وصده لها بتلك الطريقة لتقول بتعلثم ; 

أدهم انا اسفه انا مقصدش أتدخل في حياتك انا بس..... قاطعها بحزم ; 

انتي بس شريكه في الشغل.. اتفضلي الملف....

خرجت بحنق لتكتم صراخها بغل بداخلها..! 

     الفصل السابع من هنا

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×