رواية مهووس بك ياصغيرة ( 2 ) الفصل الخامس
نظرت له بازدراء : وانت مالك ومالي..؟
قال ببرود : من جهه مالي.... فهو مالي اللي بسببك ابويا حرمني منه
هتفت بغضب : قولتلك الف مرة بسبب عمايلك.... وبعدين ماتروح تشوف حل مع ابوك بعيد عني
رفع حاجبه يطالعها بمكر ; عاوزني اروح بعيد عنك عشان يخلي الجو لادهم بيه زهران
عقدت حاجبيها وهي تنظر له ليتابع تقدمه منها بخطوات متوعده.... شحذت قوتها لتقول بنبره حادة : اوعي تفكر تقرب مني احسنلك
ضحك ببرود : بتهدديني يابنت الرماح
هتفت بغضب ; ولو قربت خطوة هبلغ البوليس عشان تتسجن تاني
اهتاجت أعصاب شريف ليتقدم ناحيتها بدون تفكير وينقض علي خصلات شعرها صارخا بعنف .... بتهدديني يابنت ال.....
صرخت ماهي وهي تضرب يده تحاول تخليص نفسها من قبضته... اوعي ايدك ياحيوان سيبني
: هتعمليلي ايه..... هتخلي أدهم زهران يتصدرلك تاني
دفعته ماهي بعيدا عنها بحنق : اه هخليه يضربك تاني وتالت لو قربت مني
ضحك شريف باستفزاز... لا وحياتك ده لو عرف يفتح بقه بكلمه قدامي اصلا
خرجت سحر مسرعه بخوف علي صوت صراخ ماهيتاب : ماهيتاب هانم....
قالت ماهيتاب لسحر ; اطلبي البوليس بسرعه للحيوان ده
اوقفها شريف الذي قال : استني يابت انتي.....!
وقفت سحر مكانها ونظرات الي ماهيتاب التي صرخت بها : قولت بلغي البوليس
نظر شريف الي ماهيتاب بتحذير وتابع : احسنلك تخرسي..... نظرت له ماهيتاب بتأهب ليكمل ; انا مش جاي اصلا اتكلم معاكي .. انا جاي عشان توصلي دول لادهم زهران.....
وضع بيدها مغلف مغلق ثم اسرع الي خارج البوابه الحديديه الصغيرة وانطلق بسيارته سريعا...... امسكت سحر بيد ماهيتاب بقلق : انتي كويسه ياماهي هانم.... اكلم مراد بيه
هزت راسها : لا... دخليني بس جوه وهاتيلي ميه
نطرت سحر بفضول وهي تسند يد ماهيتاب : ايه الظرف ده ياهانم.... احسن يكون حاجة من اللي كان بيتعطاها
تسارعت دقات قلب ماهيتاب بينما تفتح ذلك المغلف لتتغير نظراتها وتهتز ماان رأت تلك الصور....... انها صور لها وهي برداء الاستحمام بمنزل أدهم.....!!
ذلك الحقير التقط لها تلك الصور..... ابتلعت سحر لعابها ببطء وهي تنظر الي ملامح وجهه ماهيتاب التي تغيرت بينما تقرأ تلك الورقه المرفقه بتلك الصور.... فضيحه الموسم أدهم زهران وماهيتاب الرماح.....!!
ضربت الفتاه خدها قائلة : يالهوي يا ماهي هانم ايه الصور دي....
زمت شفتيها بحنق صارخة : اسكتي وغوري من وشي
.............
.....
يوم آخر بدونه... ليله موحشه اخري تقضيها بدونه.... مررت يدها فوق وسادته الخاويه
بجوارها لتشعر بفقدان فظييع.... كان يسافر ويتركها وحدها ولم تكن تشعر بهذا الفقد.... ربما لأنها المرة الاولي التي تشعر بأنها بالفعل علي وشك فقدانه...!
لم تستطيع النوم لتعاود الاتصال به مجددا ومجددا لا يجيب....!!
مررت اناملها علي شاشه هاتفها لتنظر الي تلك الصور وتنفلت تنهيده حاره من صدرها.... كم اشتاقت له...!!
نظر أدهم الي شاشه هاتفه التي تنير بأسمها مرارا وتكرارا ليغالب لهفه قلبه لسماع صوتها ويغلقه...!
لم يكن يحتمل بعدها ولكن عليه أن يحتمل بعد كل ماحدث....!!
...........
....
نظر اسامه بتركيز الي ادهم الذي كان يشرح له احدي الأفكار عن تدارك تلك الخسائر بسوق السيارات ليقول اسامه : والله فكره ياادهم.... افتكر هتنعش السوق وهتزود المبيعات
اومأ أدهم قائلا : مدير شركه التسويق كمان قالي انه عامل فايل بمجموعه أفكار وهيعرضها علينا بكرة
عقد اسامه حاجبيه بتساؤل ; بكرة.... ؟!
هو مش بكرة عيد ميلاد سليم... انت ناوي تشتغل
اومأ أدهم باقتضاب : اه.... العيد ميلاد بليل
هتقابل مع شركه التسويق وبعدين اخلص كام حاجه بعدها هبقي اروح
نظر اسامه الي ملامح وجهه قائلا : مالك ياادهم.. انت متخانق مع غزل ولاايه.. ؟
هز أدهم كتفيه بعدم اكتراث ظاهري : لا ابدا
نظر له اسامه متفهما لعدم رغبته بالحديث ليقول : تمام.... يبقي انا وانت نتقابل الصبح نروح الاجتماع سوا.... علي 11 كدة كويس
اومأ أدهم قائلا : كويس
نظر اسامه في ساعته : طيب مش يلا ولا ايه الساعه داخله علي عشره
قال أدهم بهدوء : لا عندي شغل روح انت
: شغل ايه ياادهم... قوم ياراجل ارتاح
بتلك اللحظة تفاجيء كلاهما بماهيتاب تدخل الي مكتب أدهم...
: ماهيتاب
قالت بأنفاس متلاحقه : أدهم.... اسفه بس في حاجة مهمه عاوزة اتكلم معاك فيها
عقد اسامه حاجبيه بدهشه توازي دهشه أدهم الذي سألها : حاجة ايه..؟
نظرت الي اسامه ثم الي أدهم دون قول شئ ليحمحم اسامه بحرج قائلا : طيب انا هقوم ياادهم
خرج اسامه لينظر أدهم الي ماهيتاب باستفهام سريعا ما كانت اجابته تلك الصور التي وضعتها امامه بأيدي مرتعشه.... اتسعت عيون أدهم بعدم استيعاب بينما انصدمت ملامح وجهه بشده وهو يردد بصوت ثقيل : ايه ده...؟
لمعت الدموع بعيون ماهيتاب وهي تقول بصوت مختنق : الحقير شريف..... واضح ان يوم مااخدتني البيت بتاعك مشي ورانا وصورنا وزي ماانت شايف باعت تهديد بالصور دي
تسارعت أنفاس أدهم وتلاحقت ضربات قلبه وهو ينظر الي تلك الصور التي مأخوذة من زاويه تعطي انطباع انهم بوضع غير لائق.....ماذا فعل بنفسه بغباءه... كيف يضع نفسه بشبهه كتلك... ؟!
ضرب المكتب بقبضته وهو يسالها : وعاوز ايه.... ؟
هزت راسها ببكاء وهي تغطي وجهها بيدها : مش عارفه ياادهم.... مش عارفه... جه البيت وهددني بالصور دي
قال أدهم وهو يدور حول نفسه باعصاب تالفه بينما يتخيل صور كتلك ان تهدد سمعته....
; كلميه واعرفي عاوز ايه...؟
امسكت هاتفها بأيدي مرتعشه وهي تطلب رقمه بينما تتساقط دموعها..... فرك أدهم وجهه بانفعال شديد وهو يحدث نفسه .... لن يفهم احد الوضع ابدا بوجود صور كتلك وأولهم غزل...!
: كنت مستني مكالمتك
احتفن وجهه أدهم بالغصب وهو يجذب الهاتف من يدها قائلا بنبره حادة : معاك أدهم زهران....
قال شريف بنبره بارده : يااه ياادهم بيه لحقت تجري بالسرعه دي تشتكي لك
قال أدهم بصوت صارم : اسمع ياواد انت.... انت مش قد اللعب معايا
قال شريف باقرار ; عارف طبعا..... انا مش عاوز العب
قال أدهم بحدة : امال عاوز ايه...؟
قال شريف بثبات : 5 مليون جنيه
ضحك أدهم بتهكم : لا ياراجل وده مقابل ايه
.... ما انت عارف اول واخر الصور
قال شريف ; انا وانت اه عارفين انها صور..... بس غيري مش عارف.... والناس ماهتصدق فضيحه حلوة زي دي تتكلم فيها ...
ازدادت نبرته خبثا بينما يكمل ; وبعدين ياادهم بيه بنت الناس المحترمه مش بتقلع هدومها برا البيت
أغلق أدهم الهاتف بعصبيه لتنهار ماهيتاب بنوبه بكاء وهي تهز رأسها : انا محترمه غصب عن المدمن ده ياادهم.... انت شاهد اني بثق فيك وعشان كدة اتصرفت بطبيعتي... انا اسفه اني حطيتك في موقف زي ده
اولاها أدهم ظهره وأطلق تنهيده طويله من جوفه الغاضب من وقوعه فريسه لتهديد ذلك الحقير...!
رفعت ماهيتاب عيناها اليه بعدما طال صمته لتساله : هنعمل ايه دلوقتي ياادهم.... ؟
قال أدهم بتفكير دون أن ينظر اليها : سيبلي الموضوع ده وانا هتصرف فيه
قالت بتبرير: انا معنديش مانع ادفع الفلوس.. بس.. بس مراد هيسالني سحبت 5 مليون جنيه ليه.... انا خايفه مراد يتخانق معاه ويودي نفسه في داهيه.. وانت كمان مالكش ذنب تدخل في مشاكلي
قال أدهم بحزم : قولتلك انا هتصرف
قالت بتعلثم وهي تمسح دموعها : بس... بس
قال أدهم بنبره قاطعه : اتفضلي روحي انتي وانا هتصرف
...........
....
جلس أدهم علي مقعده وهو يهز قدمه بعصبيه بينما يفكر بحل يخرجه من تلك الورطة بأقل الأضرار....ليصيح بنفسه : غببيي ياادهم غبي
فكر بمقدار غباءه حينما لم يخبر غزل بما حدث ولكن هذا بسبب مشاجرتهم..... ومقدار غباءه حينما أخذها الي منزله...!
ماذا يفعل..؟! وكيف غاب شئ كهذا عن عقله بالأساس.....!!
...........
.....
لم تنام ماهيتاب تلك الليله بينما كلمات أدهم تتردد في اذنها.... انه رجل بمعني الكلمه..!! تتذكر باشمئزاز حقارة زوجها السابق وتري رجوله أدهم.... لتجول بخاطرها تلك المرات التي كانت تتحدث فيهم غزل عن تحكم أدهم وسيطرته لتنفلت تنهيده حارة من صدرها وهي تتحدث ان كانت متزوجه برجل مثله بخشي عليها من الهواء فكيف تفكر بشيء اخر....!!
ان غزل لا تستحق رجل مثله... بل هي من تستحقه وتعرف جيدا قيمته... بدأت نظراتها تلمع وهي تبرر لنفسها انها لن تفعل شئ... لأن بينهم مشاكل كثيرة والانفصال وارد فماذا ان انفصل أدهم عن غزل.... هل ليكون لها هي..؟!!!
..............
.....
نظر اسامه الي اروي وهو يهز راسه بقله حيله ; انتي مش هتبطلي ابدا تتدخلي في حياته
قالت اروي بدفاع عن نفسها ; أخص عليك يااسامه... انا برضه بتدخل في حياته
قال اسامه وهو يهز كتفه : امال اللي بتحكيه بقالك ساعه ده ايه...؟
: ابدا كنت بقولك عن مشكله أدهم مع غزل عشان نفكر في حل
أشار باصبعه ; شفتي... اهو...! تدخل بقي ولا لا
هزت راسها : لا طبعا... انا بفكر معاك
: وتفكري ليه.... دي حياتهم هما بس اللي يفكروا في حلول لمشاكلهم
قالت اروي بعتاب : وهو مش ده اخويا الوحيد وخايفه عليه
اومأ اسامه قائلا : طبعا يااروي..... بس ياستي احترمي المساحه الشخصيه... هو مش عاوز يتكلم وانتي عرفتي من طنط مها يبقي مينفعش تتدخلي
زفرت أوري بحزن ; غضب عني يااسامه... هما الاتنين صعبانين عليا اوي.... غزل برضه صغيره وملهاش حد ينصحها وادهم ساعات بيزودها معاها
تنهد اسامه وقام ليخلع قميصه وهو يقول : هو لو عاوزة رايي... غزل سواء كانت صغيرة او كبيرة المفروض بقت ام ومسؤله عن بيت وزوج... وادهم علي قد ما بيزودها علي قد مابيحاول يراضيها.....
قالت اروي باستنكار لتحامل اسامه علي غزل : انت عشان راجل زيه بتقول كدة
هز راسه : لا عشان هي محتاجة حد يقولها كدة...... لو خايفه عليها لازم تقوليلها الحقيقه مش تطبطبي
قالت اروي بتبرير: ماهو ياحبيبي... ماما قايمه بالواجب وعلي طول ضدها... ابقي انا كمان
: انا مقولتش معاها ولا ضدها... انا قولت انصحيها.... اه ياستي الرجاله مجانين وطبعهم صعب بس الوقوف قدامنا الند بالند مش حل.. لازم تكون ذكيه أدهم يشد هي ترخي وهي تشد هو يرخي....الحياه كدة
اومات اروي باقتناع : عندك حق.... انا هتكلم معاها
قال اسامه بتحذير : لما هي تطلب منك النصيحه يااروي بلاش تتدخلي من نفسك
.........
....
أعادت غزل ذلك المسكن الي جوارها متراجعه عن اخذ شئ منه بينما بدأت تشك انها ربما تكون حامل لتتذكر كلام ماهيتاب....!!
اهو سبب عشان تقعدي في البيت...!
لتشتعل جذوه أفكارها وذكرياتها....flash back
. غزل ياروحي لازم ترتاحي انا خايف عليكي
: بس ياادهم
: مفيش بس ياروحي..... بعد ماتولدي
ان شاء الله
تنهدت وهي تخرج من شرودها بينما كان هذا الكلام هو المسكن الذي طالما تعامل أدهم معها به طوال سنوات...... حمل وولاده سليم كانت تحت حراسته طوال تلك الاشهر... انفجار..! بعدها ظنت ان كل شئ من شده طباعه قد انتهي وأصبح من الماضي ...!
.. ازمته الصحيه...! والتي بقيت بجواره لها برغبتها وكانت تخشي ان تتركه لحظة وايضا ظنت بعدها انه لن يعود لشده طباعه وتحكمه .... ولاده سيلا... بعدها حرب لتعود الي دراستها ووقتها كانت غيرته المتحكمه والمسيطرة الوحيده..... وكل مبرراته انه يعشقها حد الهووس....
وضعها دون ارادته دوما بين كونها وكينونتها وبين حبه المهووس.... حاولت أن توازن بين الحربين ولكنها كلما انتصرت في معركه إثبات نفسها بجواره كانت تخسر حربها في حبه..... أدركت الان ان الحرب ليست الطريقه الصحيحه لذا ربما الهدنه ومحاوله اكتساب البيادق افضل كثيرا من ان تخسر حبهما وسط الحرب..... نعم انه يلين لقربها ويتنازل من أجلها فلتفعل المثل...!
.........
...
دخلت سحر الي ماهيتاب في الصباح لتقول بدهشة :ماهي هانم انتي خارجة...؟
اومات لها : اه في حاجة..؟
: ابدا بس خايفه عليكي من اللي مايتسمي
: متخافيش... هيعملي ايه يعني.. ؟
هزت الفتاه كتفها قائة ; يعني انتي ماليه ايدك من ان شريك مراد بيه ده هيتصرف
اومات ماهيتاب بثقه وهي تمرر يدها بخزانه ثيابها الكبيرة تتأمل وتفكر في ماسترتديه اليوم بحفل عيد ميلاد سليم. ...! وتلك الرغبه تتوهج بداخلها ان تكون فاتنه للغايه اليوم ....! بعد ان روادتها تلك الافكار باجتذاب نظرها اليها...... ولما لا
ولاشئ الا ذاك الثوب باللون الذهبي اللامع الذي سيريذ من جمالها
:ماهي هانم... خرجت من تفكيرها علي صوت سحر لتقول بملل : قولتلك خلاص بقي ياسحر بطلي رغي وروحي اعملي ليا القهوة بتاعتي
: انا بس خايفه عليكي.....شيماء هانم لو عرفت حاجة زي دي هتسخن مراد بيه عليكي
رفعت ماهيتاب حاجبيها ولمعت عيونها بينما تلتفت الي سحر لحظة تفكر بها... حقا ماذا ان حدث هذا...!
: تفتكري البيه هيعمل ايه.... ؟
قالت وهي تخفي رغبتها بأن ينفذ شريف تهديده وربما تكون وسيله لاقتراب أدهم منها خاصه ان علمت غزل ..
: قولتلك هيتصرف بقي اسكتي ويلا روحي اعملي القهوة وبعدين جهزي هدومي اللي قولتلك عليهم.... انا هروح الشركه وارجع علي الساعه خمسه البس عشان هخرج بليل
اومات سحر لتكمل ماهيتاب ارتداء ملابسها وتأخذ حقيبتها وتتجه الي الشركه.....
...........
...
قالت مها بسخط وهي تتطلع لهيئه غزل المريه في الصباح ; مالك عامله كدة ليه..؟
هزت غزل كتفيها قائلة بانكسار : هيكون ليه .....
قالت مها بتأنيب :اول مرة يعني ماكنتي بتسيبيله البيت كل شويه... ولا هو حلال ليكي وحرام ليه
اغمضت غزل عيناها لحظة قبل ان تفتحها وتنظر الي مها قائلة بوهن : طنط لو سمحتي كفايه تأنيب فيا.... عارفه اني غلطانه
قالت مها بهدوء : مش بأنبك بس بوريكي عنادك وصلك لفين..؟
تنهد غزل وقامت من مكانها فلاتحتمل المزيد لتوقفها مها .... رايحه فين..؟
: طالعه اوضتي
: استني هنا
التفتت لها لتقوم مها من مكانها : بطلي هبل اللي بتعمليه ده مش هيصلح حاجة .... النهارده عيد ميلاد ابنك وادهم كدة كدة جاي يبقي تشوفي هتستغلي الوضع ده ازاي
نظرت غزل الي مها بأمل أشرق في عيونها
: تفتكري هيجي فعلا
هزت مها كتفها بثقه ; طبعا...
في نفس اللحظة امسكت بهاتفها واتصلت بادهم
: ايوة ياادهم انت فين.. ؟
قال باقتضاب : عندي شغل ياماما خير
قالت مها متصنعه عدم معرفتها بشئ : مراتك بتكلمك من بدري مش بترد
قال أدهم ; مش فاضي يا ماما
اوقفته سريعا قبل ان يغلق :
استني.... انت ناسي عيد ميلاد ابنك.
قال بهدوء : لا مش ناسي
: طيب انت فين
: هاجي على الحفله
حاولت مها التحدث : حفله ايه اللي هتجي عليها تعالي دلوقتى....
: ماما عندي شغل..... يلا سلام.
نظرت لها مها وهي تهز كتفها : جاي علي الحفله.... يلا شوفي وراكي ايه .... وبعدها اطلعي اجهزي
هنا وصلت اروي واطفالها لتقول مها : كويس انك جيتي.... يلا شوفي مع غزل التجهيزات
قالت اروي بحماس : يلا ياغزول.... وانا كلمت نهي قالت هي ويوسف علي وصول واوركيد كمان... بس ماهي مش بترد
............
....
عقد اسامه حاجبيه باستهجان ; يعني ايه هتدفع ياادهم.... ابن ال.. ماتخلي رجالتك تتعامل معاه وتنسيه اسمه
قال أدهم بهدوء : مفيش داعي يااسامه
: يعني ايه مفيش داعي.... من امتي بتسيب حد يلوي دراعك
: مفيش داعي لشوشرة... في داهيه الفلوس
قال اسامه بغيظ : في ستين داهيه... بس كدة انت بتجراه عليك
اعتدل أدهم واقفا وهو يأخذ هذا الشيك الموقع منه. : ولا بجراه ولا حاجة.... انا واخد احتياطي
: أدهم فهمني
قال بنفاذ صبر ; مفيش حاجة تفهمها..... انا مش عاوز ادخل اسمي في شوشرة زي دي
قام اسامه مسرعا خلفه : طيب استني انا جاي معاك
............ في الصباح
جاءت نهي ويوسف لتستقبلهم غزل وكم بدا واضحا من هيئتها ان هناك شئ ما ليسالها يوسف بينما اختلي بها
... غزل مالك ياحبيبتي
تنهجت بأسي ليقول : ... اوعي تقولي تاني متخانقه مع أدهم
قالت بيأس : اعمل ايه يايوسف ايه الجديد مااحنا اغلب الوقت بتنخانق
هز يوسف راسه : لا بصراحة بقي من غير ما اسمع ياغزل انتي اكيد اللي غلطانه
نظرت لاخيها : انا
اومأ يوسف باقرار : ايوة... ماهو مش معقول ياغزل كل شويه خناق اتفاهمي معاه انتي مبقتيش صغيرة
قالت بتبرير : وهو مش بيتفاهم ليه...؟
قال أخيها بهدوء :عشان بتقفي له الند بالند وبعدين ياغزل مين اللي مش بيتفاهم أدهم... هز راسه بعدم رضي وتابع : بصراحة أدهم مبقاش بيعمل حاجة غير انه بيتفاهم
: يوسف.. أدهم مش عارف اللي جوايا
قال بحنان : عشان انتي محكتيش عنه
جذبها من يدها واجلسها وجلس بجوارها ليقول بعقلانيه : بصي انا مش عاوز اعرف اللي بينكم عاوز أسألك سؤال الاول
نظرت له ليقول : فرق السن بينكم هو السبب في مشاكلكم
عقدت حاجبيها بدهشه : فرق سن ايه لا طبعا...
قال أخيها : يعني ان أدهم أكبر منك ب 16 سنه ده مخليه يتصرف معاكي غلط...
قالت بتفكير : علي فكرة يايوسف انا عمري ماحسيت بفرق السن ده.....
اه جايز بالعدد اكبر مني.... بس ده انا بحبه فيه... بيوود حنيته عليا وصبره....
انا عمري ماحسيت كدة بصراحة اصلا بحسه مجرد رقم وبعدين..... زمان كانت مامته كل كلامها كدة بس غلط.... المشكله مش، في سن أدهم ابدا...... أدهم ناضج وعارف هو عاوز ايه عكسي انا مش عارفه انا عاوزة ايه... عاوزة اشتغل... ولا عاوزة غيرته تقل. عاوزة قريب ولا بعيد... متلخبطه وتايهه
قال يوسف ; طول عمرك كدة..... مش بتسمعي كلام حد بالرغم من اني سعات احس انك سهل كلمه توديكي وكلمه تجيبك وساعات احسن عاقله وعارفه عاوزة ايه
ايه اللي جرالك
هزت كتفها بحيرة ; مش عارفه.... حياتنا كانت حلوة جدا اه خوفه عليا زياده بس لما بيهملني بزعل وارجع تاني اتخنق وهكذا
أدهم بقي مثالي اوي وده بيحسيني اني ولا حاجة جنبه كل الناس شايفاه انه ناجح في كل حاجة شغله بيته مع الولاد حتي سليم وسيلا متعلقين بيه اكتر مني بحاول اكون ام مثاليه وشغلي
قال يوسف متنهدا : مفيش حاجة اسمها ام مثاليه ولا زوجه مثاليه في ست بتحاول تعمل كل جهدها عشان بيتها وولادها وجوزها وبرضه نفسها
انا جايز مقصر معاكي ومش بتدخل في حياتك
بس عارف انك بتحبي أدهم
غزل انتي تقريبا كدة عايشه فترة مراهقه معيشتهاش صح في وقتها...يعني انتي خاليا بس بتقولي انا هنا انا موجوده
اومات له باقتناع ; اوركيد قالتلي كدة
داعب وجنتها قائلا بعتاب : مع اني معترض ان صحابك بيعرفوا كل حاجة عنك ولكن اوركيد كلامها صح
تنهدت قائلة : طيب اتكلم مع مين مش هينفع اتكلم مع أدهم في كل حاجة.. هيفهمني غلط
اومأ لها قائلا بحزم : اه معاكي بس كلامك عن حياتك يكون بحدود ياغزل.... حبيتي انتي ربنا كرمك بنعم كتير والنفوس مش دايما بتكون حلوة وتتمني الخير لبعض
هزت راسها ليربت علي كتفها بحنان مسح كافه الضباب الذي كان يعكر رؤيتها الصحيحه للامور وهو يتابع : انتي بس جايز محتاجة فترة تصفي وتهدي.... اتكلمي مع أدهم وقربي منه وصلي وقربي من ربنا..... انتي حياتك حلوة اشكري ربنا عليها
ابتسمت له قائلة : ربنا يخليك ليا ياحبيبي
احتضنها ووضع وجهها بين كفيه قائلا : غزل حبيتي...... أدهم حبك عشان غيرتي لون حياته....خليكي دايما اللون الحلو اللي بيغير طعم الحياه سواء مع ولادك او جوزك
تنهجت براحه قائلا ; هو انا ليه مكنتش بتكلم معاك كدة من زمان
ضرب راسها بخفه قائلا : عشان عيله.... اقول ايه بس.... واد ياغزال اعقل كدة واكبر وبعدين مش ده الأمير بتاع الروايه
ضحكت وهي تتذكر جملتها التي دوما وصفت بها أدهم وقصه حبهم : كنت صغيرة
قال بوسف باقرار ; ومازالتي.......
: لا انا كبرت وبقيت نكيده وشايله الهم
ضحك قائلا : حيث كدة انا هقول لادهم يتجوز واحدة صغيرة تدلعه بدل النكديه
لكمت يوسف بحنق : عشان اقتله
داعب شعرها بحنان قائلا : ياشيخه ده الراجل جبل انه مستحملك....
نظر لها وتابع بجديه : وبعدين أدهم عنده مشاكل كتير اوي في شغله
اتسعت عيناها بقلق : انت بتقول ايه يايوسف.... مشاكل ايه.. ؟
: امال بقالي ساعه بدافع عنه ليه عشان كتر خيره مش محسسك بحاجة
هزت راسها : مكنتش اعرف والله
قال بحنان : لازم تعرفي حتي لو مقالش الإهمال بيكون احيانا في عدم مشاركه الهموم ياغزل
; عندك حق انا فعلا قصرت معاه.... بس غصب عني مكنتش عارفه افكر ومتشتته
عاوزة أحقق نفسي
: تنجحي
انجحي في انك تكوني مبسوطه في كل حياتك مس في حته وحته دايما تلاقي
عقدت ماهيتاب حاجبيها حينما قالت سارة مديرة مكتب أدهم انه انصرف.....
: اعتقد عنده اجتماع
دخلت ماهيتاب الي مكتبها وهي تفكر.... ماذا فعل مع شريف لتعاود الإتصال به ولكنه لم يجيب
.............
أوقف أدهم سيارته ونزل منها ليري نظرات الزهو مرتسمه في عيون شريف الذي كان يحك أنفه بسبب المخدر... فهاهو طريق ليحصل به علي المال بعد ان حرمه والده منه....!
غابت سريعا نظرات الانتصار من عيون شريف حينما توقفت تلك السيارة السوداء بجواره ونزل منها ذلك الرجل المهيب
نظر صفوت ابو المجد بازدراء لابنه الذي ارتعشت اوصاله من رؤيته
تقدم أدهم خطوة وأخرج من جيبه ذلك الشيك ليلقيه بوجهه شريف وهو يوجه الحديث لصفوت ; احسنله يامتر ميظهرش في طريقي تاني
قال صفوت سريعا : مش هياخد الفلوس ياادهم بيه وانا هعيد تربيته زي ما وعدتك
قال أدهم بحزم : الفلوس انا دافعها بمزاجي بس ورحمه ابويا لو ظهر في طريقي تاني مش هرحمه وانا بقي اللي هعمله فضيحه علي مقاسه
قال صفوت باعتذار : حقك ياادهم بيه وان شاء الله الامور مش هتوصل لكدة
اومأ أدهم وعاد لسيارته وانطلق بها
ليمسك صفوت بتلابيت ابنه مزمجرا : ياابن ال.... يا واطي مش كفايه عمايلك يامدمن يازباله ياعبد الكيف كمان رايح تشتري عداوة أدهم زهران ومراد الرماح.... مش مكفيك اللي عمله مراد فيك
: بابا انا.... قاطعه صفوت بسخط : أخرس ياابن ال..... اخواتك سمعتهم هتبقي في الأرض بسببك....
دفعه بعنف ليصطدم بمقدمه السيارة بينما يصيح بسائقه : عزززت خد الحيوان ده من وشي ومن هنا علي المصحه عدل
: حاضر يااستاذ صفوت
........
... قال اسامه بهدوء : اتصرفت صح ياادهم
كدة من غير شوشرة
اومأ أدهم ليقول اسامه بتردد : مع اني بصراحة مستغرب انك تغلط غلطة زي دي وتحط نفسك في شبهه كدة
تنهد أدهم قائلا : عندك حق... مفكرتش ان الامور توصل لكدة... حالتها كانت صعب ومكنش ينفع اروح بيها أوتيل ولا حتي تقف في الشارع
: عموما انت كنت قاصد خير
.............
نظر أدهم الي هاتفه الذي يرن مجددا برقم غزل ولكنه لم يجيب ليضعه بجيبه ويوقف سيارته بمكانها المخصص ويدخل الي مبني شركته.....
دخلت خلفه سارة ليقول أدهم وهو يخلع سترته ويعلقها خلفه : سارة خدي الفايل ده وابعتي كل الايميلات اللي فيه بكرة الصبح
اومات له قائلة : حاضر ياادهم بيه
قالت ساره : ميسز ماهيتاب كانت بتسأل علي حضرتك
اومأ لها قائلا :خليها تجيي
اومات قائلة : حضرتك تآمر بحاجة تانيه
: لا اتفضلي انتي
قامت ماهيتاب بلهفه ما ان أخبرتها ساره ان أدهم قد وصل.....
قال بأقتضاب حينما دخلت اليه وكل ملامحها مترقبه لتعرف ماذا حدث : الموضوع انتهي
نظرت له تتطلع للمزيد : يعني.... عملت معاه ايه... ؟
: خلاص قولتلك الموضوع انتهي
اومات واتسعت ابتسامتها المزيفه وهي تفكر ان الامر انتهي سريعا : يعني خلاص
اومأ لها لتقول : أدهم انا مش عارفه بجد اشكرك ازاي
: خلاص معملتش حاجة
نظر في حاسوبه لتقول بحرج ; طيب انا هروح مكتبي
اوما لها ولكن ما ان تحركت بضع خطوات حتي اوقفها :ماهيتاب
التفتت له ليسالها : انتي قولتي لغزل حاجة... ؟
قالت بتعلثم : بصراحة ياادهم لا... يعني انا طبعا كنت حابه اشكرها علي الموقف بتاعك ووقفتك جنبي بس انا مشفتهاش من وقتها والدنيا اتلخبطت بعدها فمجتش، مناسبه
بس طبعا انت لو حبيت هشرح لها كل حاجة.... وغزل عارفه نداله شريف و... قاطعها قائلا :مفيش داعي
اخفت سريعا تلك الابتسامه عن شفتيها
واومات بدون جدال.... لتنظر اليه قائلة : هو.. هو
انت مش رايح عيد ميلاد سليم
نظر في ساعته قائلا ; اه طبعا... بس قدامي شويه شغل
اومات قائلة : طيب انا كمان هخلص الشغل اللي عندي بسرعه ونتحرك سوا
عاد لينظر الي حاسوبه لتسرع ماهيتاب الي هاتفها ..... سحر
ايوة ياماهي هانم
; حالا تجيبي الهدوم بتاعتي
قالت الفتاه بعدم فهم ; هدوم ايه
: الهدوم اللي جهزتها للحفله
: هو حضرتك مش راجعه
: بطلي رغي وخلصى..... واوعي تنسي حاجة فاهمه
واه.... هتلاقي في الدولاب هديه كبيرة هاتيها معاكي
...........
ألقت غزل هاتفه بحنق فلن تنتظر مكانها اكثر.....!
قالت اروي بدهشه لغزل حينما راتها تتجه للخارج : غزل انتي رايحه فين..؟
لم تقل شئ بل أسرعت للخارج
ركبت بتلك السيارة التي طلبتها ليقول السائق بدهشه :استني اوصلك ياهانم
.......
.... قال أدهم لساره : لو عاوزة تمشي اتفضلي بس ابعتيلي مجدي
اومات له ; تحب افضل مع حضرتك
: لو خلصتي شغلك اتفضلي
دخل اليه مجدي وبقي اكثر من ساعه يتناقش معه حول احدي العقود الجديده ليستدرك أدهم قرب موعد عيد ميلا ابنه فيقول : كفايه كدة النهارده يامجدي
اومأ الرجل قائلا : تمام ياادهم بيه.... انا هسيب الفلاشه لحضرتك انت بس اديني approve وانا ابدا اول الخطوات
اومأ أدهم له ليقوم أدهم من مقعده ويتجه للخارج ليجد ساره تجمع اشياؤها وتستعد للمغادره
: عاوز حاجة ياادهم بيه
هز راسه : لا متشكر.... هي
ماهيتاب في مكتبها ولا مشيت
قالت بتفكير : اعتقد لسه موجودة
: تمام
اتجه الي مكتب ماهيتاب ليطرق الباب أسرعت ماهيتاب بتعثر الي الباب وهي تقول :لحظة واحدة
فتحت الباب بأنفاس متسرعه
... نظر لها أدهم بدهشه لتقول سريعا خمس دقايق واكون جاهزة
نظر اليها لحظة قبل ان يعقد حاجبيه وهو متردد في السؤال : انتي... انتي.. انتي غيرتي هدومك هنا
قالت بتعلثم : اصل... اصل لقيت نفسي مش هلحق اروح البيت وبعدين قولت البس هنا
اتسعت عيون أدهم وتغيرت ملامحه كليا وهو يقول ; انتي ازاي تعملي كدة
قالت بتعلثم وتوتر : ابدا اصل الشركة فاضيه وقفلت المكتب و...
نفخ أدهم بضيق قائلا : اتفضلي ادخلي مكتبي
نظرت له بعدم فهم ليقول : كلمه السر...بتاعه كاميرات المراقبه..... افتحي الكمبيوتر وامسحي تسجيل الكاميرات
جحظت عيونها مردده : كاميرات..؟!!
اشاح أدهم بوجهه عنها بضيق هاتفا :ماهو نفكر بعقل قبل ما نعمل تصرف غريب زي ده....... في واحدة تعمل اللي عملتيه
طبعا في كاميرات في كل المكاتب
يلا لو سمحتي خلصي عشان عاوز امشي
بالرغم من تحدثه معها بضيق واقتضاب الا ان تصرفه الرجولي جعل قلبها يخفق بشده..... فكرت ان تكسب وقت وهي في الطريق معه لذا قررت أن ترتدي ملابسها هنا وهاهي تضع نفسها بصورة سيئه امامه
كانت تمرر اصابعها فوق الازرار وهي لاتستوعب مقدار ترفع ورقي تصرفاته...... فهل يفعل رجل مثله دون أن يستغل الفرصه
من أين لها أن تعرف بوجود كاميرات
اي رجل مثله لم يكن ليمانع....!
تشعر بحرج شديد من ذلك الموقف الذي وضعت نفسها به امامه بالرغم من سعادتها وهي تتعرف عليه أكثر لتقول بحرج وقد احمر وجهها خجلا : أدهم بجد انا مش عارفه اقولك ايه.... اصلا مواقفي معاك كلها زي الزفت
قال بتهذيب : محصلش حاجة
اومات بابتسامه : انا دقايق هلم حاجتي واكون جاهزة نتحرك سوا
اومأ لها وعاد الي مكتبه ليقف يرتدي سترته ويستعد للمغادره.....!
انتفض أدهم من مكانه حينما انفتح الباب فجأه ليجد عاصفه متمثله في غزل تدخل اليه
: غزل
وقفت لحظة تتطلع اليه بعتاب شديد من عدم اجابته علي اتصالاتها وعدم عودته للمنزل....
اشتاقت عيناه وروحه اليها ولكنه سرعان مااستعاد ملامح وجهه الجامد وهو يقول : انا مش قولت متخرجيش خطوة بدون اذني
نظرت له لحظة بعدم تصديق فهل هذا هو كلامه لها لتستعيد سريعا رشاقه الرد
وهي تقول : اه طبعا ياادهم..... بس تقدر تقولي هستاذن منك ازاي وانت مش بترد عليا اصلا
جلس الي مكتبه دون قول شئ لتقول بنبره ناعمه وهي تقترب منه ; أدهم
قال دون أن ينظر اليها ; عاوزة ايه..؟
قالت بعتاب : عاوزة اعرف انت بتعاقبني علي ايه.. ؟
هز كتفه ساخرا بمراره : فين العقاب ده هو انا عملت حاجة... . انا ريحتك مني..؟!
عقدت حاجبيها من كلماته التي اوجعت قلبها لتقول : حرام عليك تقول كده ياادهم.... انا مقصدتش اي كلمه من اللي قولتها.... كانت لحظة عصبيه
تابع بتهكم له مغزي : لحظة عصبيه قولتي فيها الحقيقه
هزت راسها سريعا وهي تقول : مفيش حقيقه غير اني بحبك..... أدهم انت عارف اني بقول حاجات مش بقصدها لما بتعصب.....وانت كلامك وتهديدهك ليا ضايقني فقولت اي كلام
نظر لها دون قول شيء فهل يصدق هذا المبرر بعد ان تزعزت ثقته في حبها له
اقتربت منه قائلة بعتاب : انا مش هقدر استحمل تبعد وتتجاهلني بالطريقه دي ياادهم
نظر لها بطرف عيناه بتهكم ; اية متضايقه اوي اني مجرتش زي الأهبل ادادي واصالح زي كل مرة... طبعا لازم تتضايقي ان مرة فكرت في كرامتي
انصدمت ملامحها من قسوته عليه وتصويرة للأمر هكذا
لتقول بعتاب : أدهم انا مش وحشه اوي كدة
التفت لها بانفعال : وانا مش وحش ياغزل
....... مش وحش ابدا .. بس انتي شيفاني كدة
هزت راسها ; لا طبعا مش شايفه كدة
أشار لها بيده لتتوقف عن الحديث : مش،عاوز اتكلم في حاجة دلوقتي
: بس احنا لازم نتكلم عشان نشوف اية اللي وصلنا للحاله دي
هز راسه ; قولت مش عاوز اتكلم ياغزل.... روحي
لمعت الدموع بعيونها : انت مش جاي
قال بهدوء مفتعل ، : نص ساعه هخلص شغلي
ابعدت الدموع سريعا من عيونها فهي ليست ضعيفه لتقول ; هستناك
نظر لها بدهشه لتؤكد : مش همشي من غيرك
نظر لها لتهز راسها وتجلس امامه ; انا جايه باوبر فهستناك نرجع مع بعض
ارتسمت ابتسامه متهكمه قائلا : وده من قله العربيات
نظرت الي عيناه قائلة : العربيات كتير بس فين اللي كان بيوصلني في كل خطوة
قال بمغزي ساخرا : خنقك فقال يبعد
عقدت حاجبيها بعتاب : أدهم
هز راسه بحزم :متحاوليش ياغزل.... الموضوع مش بالبساطه دي
اومات له : عندك حق.... خلينا نتكلم ونتفاهم
: الوقت والمكان مش مناسبين
قامت من مكانها واتجهت لتقف امامه وتمسك بذراعه : يبقي يلا نروح بيتنا وبعد عيد الميلاد نتكلم
رفع حاجبه : بالبساطه دي
مالت عليه لتقول بنبره ناعمه ; كفايه ياادهم بقالك يومين بعيد عني
دون ارادته استسلم لقربها منه لتتنهد بحب واشتياق وهي تحتضنه: وحشتني اوي ياادهم
ابتعدت عن حضنه وانعقد حاجبيها بدهشه حينما دخلت ماهيتاب فجأه الي مكتب أدهم وهي تقول : انا جاهزة
توقفت ماهيتاب مكانها حينما تفاجأت بوجود غزل.... غزل....!!
قالت غزل بدهشة : ماهي!
قالت باستدراك : كويس انك جيتي والا أدهم كان زمانه لسه بيشتغل لغايه دلوقتي
ارتسمت ابتسامه مهزوزة علي شفاه غزل لتكمل ماهيتاب : انا هنزل اسبقكم
ذره شك جالت بخاطرها من تصرف ماهيتاب ودخولها مكتب زوجها بتلك الطريقه ولكن لمسه يد أدهم لذراعها انستها تفكيرها بينما يقول : يلا
اومأت وتحركت معه لترتسم ابتسامه علي شفتيها بينما تتطلع الي وقفتهما بالمصعد
اقتربت منه خطوة ليتلامس جسدها بجسده لتلاحظ تسارع تنفسه من قربها الذي تعمدته
: أدهم
نطقتها بدلال ليذوب قلبه بالرغم من جمود ملامحه وهو يقول :نعم
قالت بمغزي وهي تتطلع اليه ; فاكر لما كنا في الاسانسير في باريس
حمحم وهو يمرر يداه علي لحيته يحاول إخفاء الدماء التي هدرت في عروقه لتلك الذكري بينما انفتح المصعد وهو غارق في تقبيلها
ابتسمت فهو يعشقها كما تفعل فقط سحابه الي زوال.... فهي عنيده وعصبيه وهو كذلك....!
ازدادت سخونه دماءه ماان مالت تجاهه ووضعت راسها عل كتفه حينما ركبت بجواره السيارة ليحاول ان يبقي علي ثباته بينما قربها مهلك وماتفعله مهلك وكأنها ضغطت علي زر وعادت سنوات للخلف لتلك الفتاه التي تشاكسه وتتدلل عليه.... نظرت الي ملامح وجهه الجامدة لتقول برقه :
ايه.؟
حاول التمسك بجمودة : هسوق ازاي
قالت بدلال وهي تحتضن كتفه اكثر ; زي ماكنت بتسوق زمان وكنت بتعمل اكتر من كدة ولا ناسي.
قال بمغزي يعاتبها ; ادي انتي قولتي زمان
نظرت له بعتاب لصده محاولتها ولكنها لن تيأس هو غاضب ويحق له ان تراضي كرامته
ماان دخل المنزل حتي ركضت سيلا وسليم الي أدهم
ليحملهم ويغدقهم بالقبلات..... اتجهت اروي اليه : حبيبي كل سنه وانت وولادك طيبين
: وانتي طيبه ياحبيتي
: ماما فين
: جوه مع الضيوف
اومأ لها ليتجه الي الصالون الانيق ويرحب بيوسف ونهي وماهيتاب التي وصلت قبل قليل
: بعد اذنكم هغير هدومي
حمل سليم واتجه الي الأعلي لتصعد غزل خلفه
قال سليم : جبت ليا العربيه
اومأ أدهم قائلا بحب ; طبعا وانا اقدر مجبهاش.... ام حسن هتجيبها من العربيه
هز سليم راسه وعقد حاجبيه : لا مش لعبه انا عاوز عربيه بجد
ضحك أدهم : بس يالمض
قالت غزل لابنها : سليم حبيبي ممكن تنزل عشان انا وبابي نجهز
امسك أدهم باحدي بدلاته ووضعها علي طرف الفراش وبدأ بفك ازار قميصه ليجد غزل تتجه الي الخزانه الضخمه وتخرج احدي البدلات قائلة : حبيبي دي بتبقي حلوة اوي عليك
نظر لها لتبتسم وتعيد ما اختارها وتكمل : البس دي احلي
........
دخل عمر الي المنزل ليتجه الي غرفته... ابتسمت اوركيد : حمد الله علي السلامه ياحبيبى
ابتسم لها : الله يسلمك
مد يداه بذاك المغلف الكبير : اتفضلي
اخذت الهديه التي احضرها لسليم لتقول
: برضه مش جاي
هز راسه قائلا : لا ياحبيتي... روحي أنتي انبسطي بس
متتاخريش شافعي هياخدك ويرجعك
: انت هتخرج
هز راسه قائلا : اه هنزل شويه مع اصحابي علي ماترجعي
طرقت والدتها الباب ودخلت قائلة :
: يلا ياحبيتي لينا جاهزة
اخذت ابنتها وتلك الهديه واتجهت لمنزل غزل...
توقفت يد أدهم عن إغلاق ازار قميصه حينما خرجت غزل امامه بتلك الهيئه المهلكه فستان باللون الأحمر القاني ضيق حدد منحنيات جسدها بينما تمهلت في خطواتها تجاهه لتقف امامه وترفع خصلات شعرها الفاحم بعيدا عن ظهرها المرمري الذي كشفت عنه فستانها المفتوح : أدهم ممكن تقفل الفستان
تحلي بأكبر قدر من ضبط النفس وهو يمد يداه الي سحاب فستانها يغلفه ولكن ماان قارب علي اغلاقه حتي تفاجأت به يفتحه مجددا بينما انفاسه الساخنه تلفح جانب عنقها وهو يهمس ببطء ;
مفيش نزول بالفستان ده
التفتت له سريعا ليعود الي جموده يكمل إغلاق ازار قميصه
قالت بحنق من صده الغير معتاد لها : ليه..؟
قال وهو يتناول ساعته الانيقه ويضعها بمعصمه ; من غير ليه
قالت بدلال : انت مش مخاصمني يبقي اعمل اللي انا عاوزاه
: متستفزنيش ياغزل
اقتربت منه وتوقفت امامه لتشعر بدقات قلبت تهدر في صدره بجنون أسفل يدها التي وضعتها عليه :
ولو استفزيتك هتعمل ايه.؟
نظر أدهم اليها لحظة بينما هي مصممه علي افقاده اي ذره تعقل لديه..... اكثر من مرحب الان بأن يريها عاقبه دلالها وقربها منه الذي اشتاق له حد الجنون..... مرر يداه برقه علي عنقها لتغمض عيناها باستسلام الي لمسته
بينما رائحه عطره الممزوجه بأنفاسه تغلغت بداخلها واسكرتها لتشعر بعد لحظة بفستانها ينزلق من علي كتفها
ولكن لم يدم سحر اللحظة طويلا فهاهو يبتعد بعد ان ابعد ذلك الثوب الفاتن عن جسدها... لا يحق لاحد رؤيتها الا هو....
فتحت غزل عيناها حينما شعرت به يبتعد
بينما تمتم : البسي حاجة تانيه
نظرت له بحنق طفولي ليدير أدهم وجهه بعيدا عنها فأن كانت غاضبه منه لحظة فهو يكاد يجن مما تفعله معه الان وهي تثير اعصابه حد الجنون بقربها....
..........
.....
ابتسمت وهي تستقبل اوركيد التي حضنتها بحب. ; كل سنه والقمر طيب
نظرت مها الي ملامح وجهه أدهم المشرفه والي ابتسامه غزل لترتسم بدورها فيبدو ان تلك الصغيرة قد سارت في طريق اصلاح اخطاؤها... نعم كم تحب تلك الخصله بها مهما أنكرت... فهي فتاه ذكيه تتمتع بشخصيه قويه... سرعان ما تنفض الضعف وتعرف طريقها جيدا مهما كانت ضائعه...!
ابتسامه مزيفه كانت علي شفاه ماهي بينما تري مؤشرات لاستقرار الوضع بين غزل وادهم..... أدهم الذي أصبحت تحلم به ولسانها لايتوقف عن ترديد اسمه...!
صورة جميله ضمت غزل التي اقتربت من أدهم الذي احاطها بذراعه هي وسليم وبذراعه الاخري حمل سيلا كانت نهايه ذلك الحفل..!
..........
....
استسلم طفليها للنوم سريعا بعد هذا اليوم المرهق بتطبع قبله لي جبين كل واحد منهم وتتجه للخارج....
صممت اروي علي اخذ مها معها ومها وافقت لتتيح المجال لغزل وادهم لانهاء الخلاف بينهم
عقدت حاجبيها بدهشه حينما رأت أدهم يتجه الي الدرج : انت رايح فين..؟
قال وهو لايريد ان ينتهي الأمر بتلك السهوله بالرغم من انه لايريد الا إنهاء مابينهم من خلافات ولكن لابد أن تعرف ان كثرة الخلافات بينهما تكون يسبب عنادها.... يجب أن تعرف ان ليس بسهوله ينسي تصرفاتها
:عندي شغل في المكتب
نظرت له بعدم تصديق فهل يتذرع الحجج للابتعاد : احنا مش قولنا هنتكلم
: بعدين
نظرت له بغيظ لتنزل للأسفل بعد قليل فتري ام حسن قد بدأت بالتنظيف
نظرت لها المرآه بدهشه بينما بدأت غزل بمساعدتها : غزل هانم
قالت غزل وهي تريد إفراغ حنقها وغيظها منه بأي طريقه لتقول : هساعدك
: بس
قال غزل : مش هتعرفي تخلصي لوحدك.. خلينا نخلص البيت
خرج أدهم من مكتبه بعد ساعه ليتفاجيء بها :ايه ده..؟
نظر الي هيئتها بينما ارتدت شورت وتيشيرت قطني ورفعت شعرها للاعلي ووقفت ترتب المنزل :
الست اللي هتنضف مع ام حسن مجتش قولت اساعدها
قال بحنق : باللبس ده
قالت بهدوء : مفيش حد غيري في البيت
اومأ واتجه للاعلي ليتنفس وهو يحاول أبعاد صورتها عن عقله بينما يستبدل ملابسه ويجلس في الفراش يعبث بهاتفه
انتهت واتجهت لغرفتها لتدخل ومنها مباشرة للاستحمام دون أن تنظر له.....
خرجت بعد قليل من الاستحمام بينما ارتدت قميص نوم حريري قصير باللون الاسود ووضعت منشفه فوق شعرها المبلل نظر لها أدهم لطرف عيناه التي خانته وبدأت تتطلع اليها باشتياق لتقف غزل تصفف شعرها وتختطف النظرات له في المرأه... لتتنهد اخيرا وقد سأمت من التظاهر بالبرود .... ليتفاجيء أدهم بها تزفر وتتجه ناحيته هاتفه ; ماشي ياادهم انا غلطانه وعرفت اني غلطانه وبعترف بكدة...... اه جايز انت شايف اني اتغيرت بس انا متغيرتش انا بس خايفه انت اللي تتغير وترجع تاني زي زمان..... خايفه كل اللي بينا يضيع في لحظة عصبيه منك... خايفه غيرتك تتحكم فيك..... خايفه وغلطت لما مجتش اتكلمت معاك عن خوفي ده
نظر لها لحظة قبل ان يستسلم هو الاخر لمشاعره ويجذبها اليه ويحيط وجهها بكلتا يديه قائلا بحزم : اوعي تخافي انا موجود...... انا بحبك
نظرت الي عيناه ليتابع بصدق : أدهم اتغير علي ايدك... فاهمه
قبل ان تفتح فمها لتنطق بشئ تراجعت فلا يوجد مايقال عن حبها له بالرغم من كل ما يمرون به لتطبق بشفتيها فوق شفتيه وتترك له المجال بعدها ليقود قبلتهم الحارة التي حملت نيران اشتياق كلاهما..... يعشقها بجنون...!
بعد فتره من نوبه حب محمومه ملتهبه بنيران الاشتياق دفنت غزل وجهها في صدره بينما تعالت ضحكتها الناعمه.. أدهم بس بقي.. بغير
ضحك وتابع تحريك شفتيه فوق عنقها الناعم.. طيب ماانا بغير
استندت الي صدره ضاحكة : مش قصدي...
اومأ لها ومال امام شفتيها : عارف يا لمضه
: انا...!
; انتي جننتيني معاكي
; ليه بس يا حبييي ... ده انا بحبك
وبعدين فيها ايه لما اكون مجنونه ومش عارفه انا بعمل ايه... الستات كلها كده
دي ياحبيبي الهرمونات
احاطها بذراعه قائلا : لو الهرمونات دي هتجبلي أدهم صغير انا موافق
انهي كلماته بين شفتيها التي انسجمت مع شفتيه بعزف سيمفونيه حب خالصه بينما تفكر وانا ايضا تتمني ان تصدق حدثها وتكون بالفعل حامل بطفل من أجله لتعوضه عن جرحها له دون ارادتها....!
......... صرخت ماهي بغضب في وجهه سحر :قولت غوري من وشي
خرجت سحر لتلقي بحقيبتها بعنف علي الفراش وصورة أدهم برفقه غزل تحرق قلبها...!