رواية لا تقولي لا ج2 الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير


رواية لا تقولي لا ج 2 الفصل الخامس بقلم زينب سمير 

 

دُمى

بين يـداه

نحن

***

بصتله لينا بغضب من كلامه، سابت المحاضرة في نصها ومشيت، بص الدكتور بدهشـة ولسة هيتكلم قام بسرعة كاران وحصلها

الدكتور بعصبية- أية قلة الأدب دي، مين دول أدوني اساميهم حالًا

حد من الدفعة- دا كاران وادي يادكتور

الاسم كفيل بإسكاته، رجع يكمل محاضرته وبص شارف للباب اللي اتقفل وراهم بلا مبلاة، مبقاش مهتم

بـره، ماشية لينا بسرعة وكاران بيلاحقها، نادى بصوت عالي- لينا، استني يابنتي

مبتردش، سرع في خطواته لحد ما وصلها مسك إيدها يشدها تلفله و- استني مش سمعاني بكلمك!

بصتله بعيون مليانة دموع الغضب و- عايز أية ياكاران؟ قولي عايز أية؟

واقفين في وسط الممر، كل العيون بتبصلهم، قربت منه خطوة تضربه على صدره بعنف بإيديها الأتنين ورجع هو على أثرها لورا و- عرفني.. انطق وعرفني أنت عايز ا

أية وبتعمل فيـا كدا لية، لية بتعلقني بيـك، لية مصّر تربطني بيك وكل ما أحاول أبعد ترجعني.. 

لية بتعمل كل دا وفي الأخر تقولي أنتي صحبتي وأختي وبس، أنتي حد مميز.. بس عمرك ما تفكر تكون معايا

ولية لما بتقول كدا أفعالك بتكون غير كدا

لية بتوحيلي نظراتك إنك بتحبني، لما أفكر أقرب لشارف بحس إنك بتغير عليا

بتقف في النص، بتوقف أي محاولات لينا

بترجع بسرعة تقرب مني وتعلقني بيك، لية بتعمل كدا؟

كملت بإنهيار- أية عاجبك في وجعي؟ بتفرح لما تشوفني مذلولة، بفرح بأي حاجة تيجي منك، بأي أمل تدهوني

بتعلق بيك بسبب نظرة وتسيبني وتقرب من غيري قدام عيني..

لية مديني أمل وأنت كيانك كله مع كاميليا، بشوف عيونك وأنت معاها، غرقان في حبها

بس..

كلمت نفسها بإستنكار- رغم كل حبك دا، بشوف أهتمام في عيونك ليا، والله بشوف.. أنا مش مجنونة!

رجعت تبصله ببكاء تاني و- لية بتعمل كدا فينا؟ فيـا، لية مش سايبني في حالي، عايز كله يبقى ليك..

أنا.. وكاميليا، تكون معاها ومكنش أنا معاك ولا مع غيرك


انكشف؟ لينا ذكية، بتعرف تلاحظ كل حاجة حتى وسط أسـوء المواقف، كله عارف كدا

مفيش حاجة بتفلت منها، هي اللي بتختار تصدقها أو تكدبها

فضلت تبصله مستنية رد، كالعادة الكلام مش هيفيد مع لينا، الحنان.. هو الحل!

خدها في حضنه يربت على شعرها و- أنا أسف على كل حاجة، أسف لو أنا سبب في حالتك دي، هصلح كل حاجة

همست بإختناق- قولي إني مش كدابة، اللي هقوله دا عارفة إنه يدل على إني مجنونة بس.. قولي إنك حتى لو بتحب كاميليا.. فأنت بتحبني أنا كمان.. 

فيه مشاعر جواك ليـا

مسكت في ياقته بحاجة و- قولي أرجوك

بصتله بتلهف، برجاء وتوسل، بانفاس مقطوعة كأن كل حياتها واقفة على كلمة منه

بصلها بتشوش، بلع ريقه بصعوبة وهو بيهز راسه ببطء و- فيـه يالينا.. فيه مشاعر جوايا ناحيتك

غمضت عيونها براحة وهي بتسند براحة على راسه وهو بيربت عليها بخفة..

موجة إنهيار كالعادة وهو هداها، بس عكس كل مرة كانت على مرئ ومسمع الجميع..


بعد شوية، هديت لينا وفاقت من حالتها، بعدت عنه ومشيت من غير كلام، إتنهد هو وهو بيشوفها بتختفي من قدام عينه، بص وراه لقى شارف واقف عند حيطة وساند بضهره عليها وحاطط إيديه في جيوبه، ملامحه ساكنة للغاية، ملامح مينفعش تكون على وشـه بعد اللي سمعه!

ظهر نوع من القلق في عيون كاران

صحوبيتهم رجعت تتفتت تاني!

فتح بوقه علشان يتكلم ولسة هيقرب شاورله شارف إنه يهدأ، قرب منه هو و- متبررش، قولتلك مبقيتش مهتم

مش مصدقه!

ربت على كتفه وغير الموضوع- عملت أية مع كاميليا؟

- سايبها تلعب شوية.. نفذت رغبتها وبعدت

بصله برفعة حاجب، أبتسم كاران بمكر وغمز بعبث- كاميليا كانت عايزة تلاعبني.. فهخليها تلعب بس بطريقتي أنا..

حرك شارف راسه بقلة حيلة، عمره ما هيتغير

كل العلاقات شايفها لعبة حد يشـد وحد يرخي..

كل الناس حواليه دُمـى!

****

غيظ وأنا أغيظ..

بدل ما تحرق دمه، بيحرق هو دمها!

كل يوم بيحدث على الآنستا بصور وحالات رايقة، عايش حياته، ولما تلمحه في الجامعة بيكون في منتهى الروقان، واقف كل مرة مع ناس جديدة، شباب وبنات، الكل بيتلزق فيه أول ما أداهم مجال

والمضحك إنه مش بيجي علشان يوريها نفسه، هي اللي بتدور على طريقه!

هي اللي بتحاول بمحاولات عبيطة إنها تغيظه، تنزل صور مع الشلة بتاعتها، مع يوسف.. تبان إنها مبسوطة 

لكن مضايقة إنها بتحاول تبين دا

لية تعمل كدا؟ لية شاغلة بالها بيـه!

كلمت صورة أخوها- أنا فعلًا كنت مش عايزة أكمل معاه، كنت حاسة إني مخنوقة بس متوقعتش لما أبعد هتبقى دي حالتي وهو..

بص كان في الأول مجنون أزاي لكن دلوقتي ولا هامه؟

كأنه ما صدق، بعد ما هدد وانا كاران وادي وهعمل وهسوي ومش هسيبك، قولت إنه متمسك بيـا.. كنت ببين إني مضايقة لكني كنت مبسوطة إنه متمسك كدا

لكنه سابني فجأة.. بطل يحاول ولا يقرب.. بقى يشوفني ولا يهتم يبصلي، كأنه ميعرفنيش!

كأنه محبنيش.

بيأكد شكوكي إني مجرد حاجة أمتلكها شوية ومل..

إني مش حبه الحقيقي زي ما قال، بيأكد شكوكي الأولانية..

شـدت شعرها بضيق و- أوف أنا أتجننت بكلم نفسي بسببه..

مش سايبني في حالي حتى وهو بعيد عني

عايز منه أية؟


تلت أيام كمان، كانوا مدة كافية بالنسبة ليه، سابها على راحتها زي ما هي عايزة أهـي، كان كريم للغاية، 

حقيقي هو مبهور بنفسه، لفت وراحت وجت، صاحبت وخرجت، 

حققت كل أحلامها، وجـه وقت الحساب..

جـه وقت العودة

بس قبل أي شئ، مش كاران اللي يتألم من غير ما يؤلم، لازم يدوق الشخص نفس الآلم والأحساس، حتى لو كان أقرب حد ليه!


دخلت كاميليا كافية وهي بتبص حواليها عندها معاد مع أصحابها هنا، لكنها لمحته، كاران.. مديها ضهره وجنبه بنت بتتكلم معاه، لمحتها بتبصلها بطرف عينها قبل ما تزيد في الدلع، قربت منه ومسكت إيده تلعب بصباعها على كفه بلطف..

بصت ليهم وهما بالحالة دي بعيون مصدومة، ودموع في عيونها

هي اللي خسرته، هي اللي طلبت تبعد.. هي اللي قالتله بطلت تحبه

من حقه يعمل اللي عايزه، لكن لية هي حاسة بكل الوجع دا؟

لفت بسرعة تمشي ودموعها بتنزل من عينها، 

عند كاران، لسة ديدا هتبتسم بغرور، وبتقرب منه أكتر بتملك، نفض إيده عنها بقرف وبَعد بكرسيه عنها

- كفاية عليكِ لحد كدا

بصتله بعدم فهم شاور وراه لمكان أختفاء كاميليا و- أنا سبتك تعملي كدا قدامها علشان أنا عايز كدا، مش علشان أنا متأثر بقربك ولا حاجة من الحاجات العبيطة اللي في دماغك دي

قرب بوشـه منها يضحك بسخرية و- فوقي ياحلوة، أنا مبصش لأشكالك، ومحاولاتك كل الأيام اللي فاتت دي ولا تفرق معايا.. ولا تأثر في شعرة مني..

أنا كنت بستخدمك

من أول لحظة لدلوقتي، كاميليا حبيبتي زي ما أنتِ شايفة كانت مجنونة شوية وكنت عايز أعقلها ولقيتك في وشـي قولت أستخدمك علشان أرجعها لعقلها.. وليـا

وقف عن كرسيه لسة بيبصلها بإشمئزاز و- أشكالك متجذبنيش، ولا تحلم تقرب مني وتلعب عليا

أخرك يومين معايا.. ألعب بيكِ زي كدا وأرميكي

مش عايز أشوف وشـك تاني.. يا..

مهتمش ينطق اسمها ومشى، سابها تبص ليه بصدمة، كان كاشف كل حاجة، كل مخططها وهي اللي مفكرة إنها بتلاعبه وبتوقعه!

****

- غبية، غبية.. 

دورت كتير على حد تعيطله، تشكيله، ملقيتش غير لينا، كل الناس اللي عرفتهم مش هترتاح معاهم قدها

رغم أن واقف بينهم كاران!

فتحت لينا الباب فلقيت كاميليا في وشها، نطقت اسمها بتعجب- كاميليا..

حضنتها كاميليا وهي منهارة، دخلت بيها جوه وهي بتحاول تهديها

بإنهيار خرجت منها كلمات متقطعة- أنا كنت غبية، فكرت إني بطلت أحبه كان بيغير عليا أوفر ودايمًا محاوطني ففكرت إني بطلت أحبه بطلت أكون عايزاه، لكني كدابة أنا بحبه.. أنا لسة بحبه

لكن هو لا.. كان شايفني حاجة ملكه ولما تمسك بيا تمسك علشان مبيحبش حاجة تسيبه مش علشان بيحبني لا..

لو بيحبني مكنش بعد عني ونساني بالسهولة دي، مكنش بقى معاها.. بيضحكلها.. بيخرج معاها ويمسك إيدها

زاد عياطها لما أتكرر المشهد في عيونها

ولينا اللي بتمسع بمشاعر مختلطة، فمهما كان اللي بتتكلم عنه دا حد بتحبه

مؤخرًا قالها إنه - قد يكون بيحبها -

فمشاعرها مبعثرة.. ودي صحبتها

لكن أخر كلامها يعني.. في وحدة تالتة في حياة كاران؟

هي ناقصة كاميليا علشان تظهر واحدة تالتة.. 

حد تاني يقاسمها فيه.. 

****

تاني يوم الصبح خرجت من بيتها وملامحها منطفية، عيونها وارمة من عياط إمبارح، أتفاجئت بعربيته قدام بيتها ساند عليها ومستنيها، ابتسم أول ما لمحها قرب منها يحضنها بإشتياق و- كامي بيبي.. I mess you

محاوطتوش، فضلت جامدة بين إيده، بعد عنها وهي بتنطق- عايز أية ياكاران؟ مش كنا خلصنا

فرك وشها بين كفوفه بخفة ولطف و- عايزك طبعًا هكون هنا لية غير لكدا!

أبتسمت بسخرية و- عايزني.. 

نطق بشغف وعيونه بتبص لملامحها بلهفة، كل أنش فيها.. 

- طبعًا عايز كنت وهكون وهفضل عايز كاميليا وبس، 

- أومال لية بعدت عني كل الأيام اللي فاتت دي؟

- حاولت أحقق رغبتك،..

- ودا من أمتى؟ أمتى حققت ليا رغبة لو هي بتخالف رغبتك، ولا هي كانت على هواك؟ 

قالت أخر كلامها بسخرية قبل ما تكمل بمرارة- علشان تعيشلك يومين حلوين مع غيري.. 

لمحت من بعيد لبعيد، بتلومه لكنه قلب الترابيزة كالعادة، مجهز دفاعاته، 

- لا ياكامي عمر بُعدك ما هيكون على هوايا، بس أنتِ أخترتيه، كنتِ عايزه تكوني مع غيري، عايزاني أقبل أشوفك هنا وهناك مع دا ودي من غير رد فعل مني.. كنتِ بتتجاهلي ضيقي وغيرتي عليكِ، مش فاهمة ومستوعبة قد أية الموضوع بيرهقني

فخليتك تجربي اللي أنا جربته، تحسي بحالتي لما فجأة حسيت بملل منك ناحيتي وأنك مش طيقاني وبطلتي تسألي فيـا، خليتك تجربي حالتي وأنا بشوفك واقفة تضحكي مع دا ودي وأنا مش في بالك

وأخيرًا تشوفي حالتي لما بتقربي من أي حد.. سواء إن كان زي أخوكي ولا غيره، زميل دراسة أو أي كان

كنت عايزك تجربي شوية من اللي جربته علشان تفهميني.. ووقتها تديني عذر، وقتها نلاقي حل، 

البنت اللي شوفتيني معاها أمبارح أنا كنت مظبط كل حاجة، كنت عارف هتكوني فين فسبقتك، كنت عارف كل مرة بتخلصي محاضراتك أمتى، دماغك هتوديكي فين فبسبقك علشان تيجي وتشوفيني

كنت عايزك تغيري عليا، عايز أتأكد من حبك ليا

همس بنوع من الضعف- كنت خايف إنك تكوني فعلًا بطلتي تحبيني،

كنت خايف أوي، 

حط إيدها على قلبه كان بينبض بجنون و- قلبي بيبقى هيقف لما أفكر إنك بطلتي تحبيني، كان لازم أعمل أي حاجة علشان اتأكد.. بس من غير ما أجرح كبريائي

أنتِ عرفاني!

هز كتفه في أخر كلامه بقلة حيله، شخصيته صعبة، غروره صعب، مهما كان منكسر مبيبينش

مهما عاز مبيطلبش

دمعت عيونها لما سمعت كلامه، جربت إحساسه، بررت تصرفاته..

فتحت بوقها علشان تتكلم لكنه مدهاش فرصة، حضنها ليه أكتر يشـد عليها و- متكرريش اللي عملتيه دا تاني، متطلبيش تبعدي عني.. 

وقتها مش هلعب اللعب الكيوت دا تاني، وقتها رد فعلي هيكون أصعب

هزت راسها بنفي وهي بتحضنه بلهفة و- مش هطلب..

ورجعت المياة لمجاريها.. 


رجع يوصلها لكليتها، نزلت من عربيته قدام الكل، أبتسم وهو بيودعها و- لما تخلصي هعدي عليكِ نخرج سـوا

هزت راسها بأوك ونزلت من العربية وهو مشى..


دخلت المدرج وهي رايقة، أمبارح كانت بحال ودلوقتي بحال! سبحان مغير الأحوال!

قعدت جنب صحبتها اللي قالت بخفوت وصوت محفز- كنت بلومك لما سبتيه بس طلع معاكي حق، كاران وادي دا طلع بلاير قد الدنيا يابنتي! 

بصتلها بعدم فهم، فتحت فونها تشغل حاجة و- صحبتي في إدارة أعمال وبعتتلي الفيديو دا صورته من يومين لكاران وبصي كدا..

شغلتلها فيديو لكاران مع لينا وهما بيتكلموا وهي منهارة وبيحاول يهديها، حضنهم سـوا، كلامهم في الأخر

صوته وهو بيقولها أن فيه جواه مشاعر ليها

شكها الأول والأخير والدائم..

لينا مش حد عادي في حياته! 

صوت صحبتها خرج لكنها مش سمعاه، مشوش في راسها!

- مش دي صحبتكم؟ كان بيحبها وهو معاكي معقول؟ أزاي يعمل كدا، يحب أتنين؟ ويخليهم قريبين منه

مش قادر لا يسيب دي ولا دي، عايز يضمن وجودكم جنبه!


الرجال!!


عقلها بيجب كل اللقطات اللي كانت بتعديها بإرادتها، كل لحظات قربهم، حضنه ليها، لمسه ليها بلطف، ضحكه وهزاره، هو اللي بيروح.. اللي بيعمل

ويجي يقولها أصل لينا متعودة

لينا إن قربت مرة، قرب هو مقابلها عشرة..

الصورة بتوضح، هو اللي عايز..

هو حاسس.. بحاجة جواه! ضحكت زي المجنونة بإستيعاب

عمر ما دي هتكون مجرد صداقة، مينفعش تكمل ك مجرد صداقة..

مينفعش هي ولينا تكون في حياة كاران

يا هي.. يالينا

وهو يختار، قالها شارف ليها مرة، لو فكرك أتحطيتي في مقارنة حقيقية مع لينا هيختار مين؟

بس المقارنة مش هتكون ك حبيبة وصديقة

ضحكت بسخرية بل الأتنين في خانة الحبيبة!!!

الفصل السادس من هنا


تعليقات



×