رواية لا تقولي لا ج2 لفصل الرابع 4 بقلم زينب سمير


رواية لا تقولي لا ج2 الفصل الرابع بقلم زينب سمير 

هل الوضع أتغير بينهم بعد مفاجآته الأخيرة؟ أختلفت مشاعرها وقراراتها؟

أبدًا.. لو الحكاية حكاية فلوس، لو هتحبه لأجل أفعاله دي كان زمانها عشقاه لحد النخاع، هو في حد هيدلل قد كاران وادي؟ بيفاجئ زيـه!

علشان كدا كانت مشاعرها لحظية..

أختفت أول ما وصلت لبيتها ونزلت من عربيته، 

بصتله قبل ما تمشي و- ميرسي ياكاران على الهدية دي..

مـدت إيدها بالعقد و- بس أنا مش هقدر اقبلها

بصلها بدهشـة وعدم فهم، هدية وقبول ورفض، من أمتى؟

فسرت- أنا لسـة عند كلامي، مش عايزة أكمل

وهو اللي فكر بسبب اللحظات اللي فاتت إنها غيرت رأيها، لانت ومالت وحنت..

جمدت ملامحه اللي كانت منبسطة تاني

شـدت قبضة إيده على مقود عربيته، بيفركها بلا هوادة قبل ما يبتسم بخفة وهو بيبصلها و- كامي بيبي أطلعي أرتاحي اليوم كان طويل إنهاردة

فتحت بوقها علشان تتكلم، قفل أزاز العربية ومشى بسرعة

فضلت هي تبص لفعلته بدهشـة، حاسة إنها محكومة ومربوطة معاه

هل هي مذنبة إنها تطلب تسيب كاران وادي؟

لية الكل بيلومها، أولهم هي.. رغم إنه قرارها

****

في مكان للسهرات، زي بار، قاعد شارف على كرسي طويل قدامه ونايم على رخام بخمول، أنضم ليه كاران حضنه من كتفه يقول ببسمة مريرة- حتى أنت كمان

سابه وقعد على كرسي جنبه بص لحالته وفهم تفسيرها فورًا.. لينا

- حصل حاجة جديدة بينكم؟

إتنهد ومردش، زفر كاران بضيق و- قولتلك طول ما أنت كدا مفيش حاجة هتتغير، طول ما أنت دايمًا حواليها عقلك هيفضل مشغول بيها، أبعد عنها وأنت أكيد هتنساها وهتـ..

قاطعه- متكملش، أنا لو كنت عارف أحب غيرها، أبص لغيرها حتى مكنش دا بقى حالي

نهى كلامه بضحكة مريرة قبل ما يكمل- كل البنات في عيني لينا، مبقدرش أشوف ولا أحب غيرها، مبتجذبنيش واحدة غيرها، انا بجيبهم جنبها.. وأحلى منها علشان عيني تتعلق بيهم وألاقيني برجع أدور عليها وعيني متشوفش غيرها

بس..

بإصرار كمل- كل دا كان زمان، مش هكمل على كدا، لينا . متستحقش إني أكمل على كدا، أعلق نفسي بيها وكل مرة هي تسيب، تعتبرني مجرد بديل مستني

بصله بعيون محمرة، مكتوم فيها دموع ونبرة مغلولة- أنا مستحقش منها كدا على كل حبي ليها

مينفعش دا يكون رد جميلها ليـا

هز كاران راسه بإيجاب و- دا اللي ياما قولتلك عليه، أبعد عنها حتى لو مش هتكون مع غيرها، 

أبعد علشانها قبلك، يمكن بُعدك يفوقها

ضحك شارف بسخرية ومردش، ولا هتهتم، طالاما كاران موجود

وكاران نفسه عارف بس.. الأفضل التجاهل أحيانًا

حاول شارف يغير الموضوع و- الدنيا معاك أية؟ 

بصله بطرف عينه ومردش

- سيبها ياكاران

بصله بعيون غاضبة ضحك شارف و- ما أنت لسة ناصحني أعمل كدا، حالك ميفرقش عني كتير

- أنت شخصيتك ممكن تعمل كدا، ظروفك تسمح.. لكن أنا لا.. مش أنا، مش هعرف حتى لو حاولت، وأنا مش عايز حتى أحاول

شارف أنا مقدرش أعيش من غير كاميليا لثانية وحدة حتى، الفكرة دي لما بتجيلي بتجنن

بصله شارف بدهشـة و- للدرجادي!

هز راسه بآه و- أنا مش فاهم أية اللي وصلها لكدا، بس أنا هعمل أي حاجة علشان دا ميحصلش

غصب عنها أو بموافقتها، كاميليا هتكمل معايا

أنا وعلى الأقل حاليًا معنديش أي أستعداد إني أفارقها

بص..

طلع فونه وفتح الصور بيفر بينهم بسرعة كلها للحظات بينه هو وكاميليا و- أنا بوثق كل لحظة ما بينا علشان لما بسيبها وأروح بقعد أتفرج عليهم لحد ما اتعب وأنام، أحيانًا بفتكر اليوم كذا، اللحظة كذا بكلمهم يجيبولي تسجيل الكاميرات للحظة دي..

وراه أخر فيديو صوره ليها وهي بتتفرج على اليخت و- علشان فرحتها ولمعة عيونها دي أنا عندي استعداد اعمل أية حاجة، بقيت مبفكرش غير أعمل أية المرة الحاية علشان أشوف عين كاميليا بتلمع

هي مش فاهمة هي عندي أية ولا أنا كمان، ولا كمان فاهم حالتها وسببها، عملت اية علشان تحس بكدا، جرا أية علشان تتغير وتكرهني فجأة كدا

لو في حاحة تقولي عليها ومهما كانت هغيرها

أنا.. 

ومضت عيونه بإصرار و- لا يمكن أسمحلها تبعد

ربت شارف على كتفه كاران وهو بيتنهد 

هو وصاحبه في ورطة.. ورطة حب!

متسابين وهما ماسكين

مساكين..!

****

لأنه كاران فهو غير قابل للفهم، أختفى عن عيونها لأيام، كأنه بيقولها هنفذ كل اللي عايزاه، أنا اللي بقيت مش عايزك، لا بيعدي ياخدها، ولا بيرن، ولا بيظهر..

أستسلم؟ 

حسـت براحة.. ناقصة وهي بتعيش حياتها زي ما هي عايزة، الراحة اللي نشدتها في وجوده

خرجت من مبنى الكلية مع أصحابها أتمشت معاهم حوالين المكان وهي دماغها مشوشـة غصب عنها، أخر كام مقابلة بينهم مبينش أن دا هيكون رد فعله، كانت خايفة لكنه فاجئها

مفروض تنبسط!

فاقت على صوت وحدة صحبتها بتقول بتعجب- كاميليا مش دا كاران؟ 

بصت قدامها وسعت عيونها وهي شيفاه لأول مرة واقف مع بنت غيرها هي ولينا، بنتين؟ ياريت.. شلة بنات كاملة بيضحك ويهزر معاهم وكلهم باين عليهم الإنبساط

ومين يزعل وهو واقف مع كاران؟ 

الكل بيحسدها عليه، هيموتوا على فرصة إنهم يتقربوا منه

وهو أدهالم، مدهالهم على طبق من دهب!

رفع راسه لفوق يضحك فوقعت عيونه عليها، أنتظرته كالعادة يسيب الكل ويجيلها، يبتسملها بسمته الخاصة

لكنه بعد عيونه عنها بلا مبالاة وأنسجم في حواره

رفعت حاجبها بتعجب، صوت البنت جنبها- كاميليا!

بصتلها وبجمود- قولتلك إننا سبنا بعض مصدقتيش، أهو الدليل قدامك

بصت ليه بص أخيرة ومشيت، 

عند كاران..

نطق بوعـد- خلاص ياديدا وعدتك إني هحضر 

- هستناك

هز راسه بتمام وسابهم ومشى، البنات لفوا حواليها بسرعة و- أنطقي حالًا وقعتي عليه أزاي دا، قدرتي تكلميه أزاي! وتلفتي إنتباهه.. دا مفيش حد قدر يعملها قبلك، علطول عينه على كاميليا البنت بتاعته

لاعبت شعرها بغرور و- كاميليا مين.. خلاص أنتهى وقتها، جـه وقت ديدا

همست بتوعد- أنا هنسيه كاميليا دي نهائي، زي ما عرفت إني ألفت إنتباهه، وعرفت أخليه يتسمتع بالكلام معايا، وزي ما بعد عيونه عنها دلوقتي بلا مبالاة لأول مرة.. هخليه يمسحها من ذاكرته للأبد

نطقوا بتلهف- قولي عملتي دا كله أزاي

أظهرت الثقة وهي بتتكلم أزاي قابلته تاني - كصدفة مقصودة - وهو فتح معاها حوار والكلام جاب بعضه لحد ما قابلوهم

وإنها نفسها عملت دا ومستنية الرفض منه لكنها إتفاجئت بإنسجامه معها

لما عمل كدا فكرت إنها لفتت نظره فعلًا، لكن لما بعد عيونه عن كاميليا عرفت السبب، هما متخانقين سـوا

فبيغيظها، لكن أي يكن، مش هيهمها، هتستغل فرصتها في القرب منه للنهاية


قرب كاران من لينا اللي كانت واقفة بعيد عنه، بتبص ليه والبنات حواليه بحرقة، حضنها بخفة و- لينـو.. 

- ياروقانك

أبتسملها بسمته الجميلة الجذابة و- أنا دايمًا رايق

- السبب؟ 

بصت للبنات وراه بإيحاء وبنوع من الأشمئزاز- دول؟ 

- مالهم دول؟ حتى صحبتهم لذيذة.. جدًا

رفعت حاجب و- لذيذة! من أمتى ودا ذوقك، ومن أمتى وبتقف الوقفة دي مع بنات.. مش دا النوع اللي يلفت نظرك

قرب منها خطوة فرجعت لورا لزقت في شجرة وراها، مسك خصلة يلفها حوالين صوابعه، عيونه ضاقت بخمول وإغراء و- معاكِ حق مش دا نوعي، نوعي المفضل زيـك كدا.. شبهك..

بلعب ريقها وبصعوبة نطقت اسمه- كاران..

عيونه باصة بتركيز لحاجة معينة وبإصرار- نوعي المفضل هو أنتِ وبس.. أترسمت مواصفاتي الخاصة بناءًا عليكِ،

هفضل أدور عليكِ في كل البنات ومش هلاقيكِ فهجيلك..

كلامه مهموس.. مش مسموع، مش ليها!

للي كانت واقفة بعيد بتراقب كل دا، بعد ما وصلت لأخر طريقها ورجعت تاني، تجلد ذاتها فشافته بالقرب دا من لينا، رمقته بنظرة أخيرة مش مفهومة بينهم هما الأتنين.. طويلة

ومشيت..

فاق من حالته لما لينا زقته بعيد عنها و- يابني أية اللي حصلك؟

تتمنى لو بيقرب وهو فايق وواعي، حابب وراضي

بتتمنى يكون شايفها لينا، عايز لينا، بس..

فكرته- بتعمل كدا لية؟ كاميليا هتضايق

- هتضايق لية؟ فيها أية لو روحت وجيت بين دي ودي؟ كلمت وهزرت معاهم، كدا كدا قلبي محفوظ لواحدة بس.. راجعلها.. راجعلها، أنا عارف إني راجعلها

بصتله لينا بآلم، لسة متمسك، لسة فرصتها ضعيفة

بس مش مستحيلة، الوصال بينه وبين كاميليا حباله بتضعف، بتدبل وهتستنى لحد ما هتتقطع

كل اللي بيحصل بينهم مؤشر لدا، عمر ما اللي بيحصل دا حصل بينهم

في آمل.. هتستنى

همست- هي مستنياك ترجعلها.. 

إرجعلها..

تقصد نفسها، تتمنى لو يروح كل المحطات، يزور كل البيبان، وتكون هي محطته الأخيرة

تتمنى يديها أمل وهتستنى

بس هو مبيديش!

****

بتلف كاميليا في أوضتها رايح جاي بعصبية وهي بتاكل في ضوافرها، بيتعاد مشهده مع البنات وبعدهم لينا مرة ورا التانية، الكيـد ماليها

قبل ما تقف لحظة بإستيعاب و- في أية؟ أنتِ مضايقة لية؟ أهدي كدا، دا كان طلبك وهو حققه، أفرحي بقى وإنسيه، أمسحي كاران من دماغك خلاص، ولـت إيامه خلاص

هزت راسها بتأكيـد، هتنساه زي ما عمل، هتغيظه زي ما غاظها..

فتحت فونها تطلب رقم يوسف و- فاضي نتقابل؟


بعد شوية في كافية راقي، قاعدة مع يوسف بيتكلموا سـوا، أكتشفت قد أية هو أتغير، أختلف عن الماضي، مهما دورت على نسخة الماضي مش هتلاقيها

هي أتمسكت بظهوره، لكن كلام كاران كان صح، تعرف أية عنه؟ بعد لمدة عشر سنين

عمر يخليه إنسان غير اللي تعرفه، هو كويس.. بس مش يوسف!


- كاميليا؟


بصتله بإنتباه و- معاك


كدابة، عقلها كله معاه، مسكت فونها تشوف ولو رسالة منه مفيش، حدث على الآنستا، كانت صورة ليه وهو في جنينة قصره، صورة لكلبه، صورة لكلبه وهو بيلاعبه، بيقضي وقته وهو في منتهى الروقان..


لمعت عيونها بوميض، مسكت الفون وفتحت الكام وبصت ليوسف- تعالى نتصور..

أبتسملها وهو بيقرب، بحكم العادة حط إيده على كتفها، بصت لدراعه وبصت للكاميرا وهي بتبتسم.. 

أخدتها ونزلتها فورًا مع منشن ليه

سابت الفون وهي بتبتسم وبدأت تتكلم مع يوسف


عند كاران وصل ليه إنها منزلة بوست جديد، فتحه ظهرتله صورتهم سـوا بصلها وهو بيبتسم بخفة.. بسمة مش مفهومة

عمل لاف..

وقفل فونه، من بعيد هو بيبتسم، من قريب، وشـه منكمش، شفايفه بتترعش دليل إنه كاتم غضب رهيب


- ألعبي ياكامي، ألعبي يابيبي زي ما أنتِ عايزة.. 

قالها لكلبته وهو بيرمي الكورة ليها ويلاغيها بيها ويضحك

****

أختفى شارف عن عيونها من تاني، زي ما عمل قبل كدا، لكن حالتها زمان غير دلوقتي، كانت في أضعف أوقاتها، كانت بعيدة عن الأتنين، كانت بتخسر كل حاجة

لكن دلوقتي.. في كاران تسند عليه، في كاران يشغل بالها

يوم من غير شارف، أو أتنين.. مش فارق

محدش بيعدي عليها الصبح يفطر معاها ويرحوا الكلية سـوا، محدش بيقعد معاها وكاران مشغول مع غيرها، محدش بيلف معاها في محلات السكين كير رغم إنه لا يفقه شئ

مفيش حد بيشاركها لحظاتها المملة، لكن.. 

في كاران! هتضايق فترة لحد ما تتعود، ولحد ما كاران يفقد آمله في كاميليا ويسيبها وتقرب منه زيادة

الأيام دلوقتي على صفيح ساخن بالنسبة للكل..

كله مترقب، كله في هدوء قبل عاصفة


دخل شارف المدرج وقعت عيونه عليها، جـت ترسم بسمة خفيفة وتشاورله، يمكن يقرب كعادته، ينسى ويعدي

تخطاها وراح لمدرج وراها قعد جنب بنت هناك يسلم عليها ويضحكوا سـوا، 

دخل كاران من بعده ولمحها فقرب منها وهو بيبتسم نسيت شارف في لحظة وأنسجمت معاه

بتفكر في شارف وضيقه منها طول ما هي لوحدها، ضميرها بيأنبها، لكن لما بيحضر كاران بتنسـاه

بيتمحي من ذاكرتها

وكإنه لم يكن!

- لينا

بصت لكاران.. قرب يهمس ليها- متخسريش شارف علشاني.. 

مش هتلاقيني في الأخر،

قال الكلمة دي وبس، وسكت لما دخل الدكتور وبصله بإهتمام، فضلت بصاله، بيألمها إنه عارف كل حاجة وعمره ما أشفق عليها، وعمره ما اخد خطوة وبعد، بيفضل موجود، بيقرب، ويأثر

كإنه قاصد؟ رافض يسيبها تنسى، تبعد،

هو اللي بيديها الأمل، هو اللي قاصد يعلقها بيـه 

هي متأكدة، كاران - بقصـد - بيعقلها بيـه، بحركاته، تصرفاته، نظراته، كلماته

وفي الأخر يتصرف كإنه مش قاصد، همساته.. 

إيحاءاته، هو بيمثل إنه بيتصرف بطبيعية وتلقائية

بس كاران قاصد، مخليها سـد خانة للأخير.. مخليها متعلقة بيه ومستنيـاه 

هي متأكدة

بس عايز يبان بريء!!

كاران عايزها تفضل مستنيـاه.. مبدياه على شارف وعلى كل العالم، وكل ما بيحس إنها بتفوق لنفسها يقرب ويعلق ويمشي.

وهي زي الغبية بتمشي وراه!!

الفصل الخامس من هنا


تعليقات



×