رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل الاول 1 بقلم ولاء رفعت


  رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل الاول 

_ في بلاد الصقيع حيث حل فصل الشتاء بالأمطار والعواصف الثلجية وتحديدا بالقرب من جبال ستنافوي الروسية حيث قلعة نيكلاوس ... تتراص السيارات السوداء ويترجل منها رجال ذو مظهر مهيب بملابسهم التي تمثل لون قلوبهم وقانونهم الخاص ....
وها هي سيلينا تقف ف إستقبالهم بثوبها الأسود الذي لايعترف بالثلج المنهمر وشفاها المطلية باللون الأحمر القاني ....
أقترب منها إحدي الحراس ذو الجسد الضخم بعدما أشارت إليه وقالت : 
(الحوار مترجم)
أغلقو البوابة 
أومأ لها الحارس بنعم وهي ذهبت بخطوات حذائها المرتفع الذي يصدر صوتا تردد صداه لدي جميع الحاضرين بقاعة الإجتماعات داخل القلعة ... تعالت الهمسات والهمهمات التي تشيد بجمال تلك الشقراء ذات القد الممشوق والبشرة الثلجية ... وبعد ثوان عم الصمت المفاجئ عند ولوج نيكلاوس الذي رمقهم جميعا بعينيه الحادتين ... يخطو بهيبة يرتجف لها قلوب الحاضرين ... حيث يعلمون جيدا ماوراء هذا الإجتماع الذي لاينعقد سوي ف حالة واحدة فقط !!
_ أرتشف من الكأس التي أمامه وتفوه بصوته ذو البحة وقال : 
مرحبا بكم جميعا ... بالطبع تعلمون لماذا طلبت منكم المجئ إلي قلعتي المتواضعة 
تبادل الجميع النظرات بخوف كل منهم يبتلع ريقه وكأن شئ ما يقف بحلقه ...
إبتسم كلاوس بخبث وهو يتابعهم فأردف : 
لا تقلقو المختار ليس أحدا منكم 
نظرت إليه سيلينا بقلق وهمست له : 
ماذا تعني بحديثك هذا ؟؟؟؟
مد كفه الغليظ من أسفل الطاولة الذي يترأسها ليقبض ع فخذها المكشوف من الفتحة الطولية للثوب ويضغط بقوة مما سبب لها الألم وقال بنبرة كالفحيح وبنظرة حاده : 
ستعلمين الآن عزيزتي
وع الرغم من ملامحها المتألمة أتسعت حدقتيها بصدمة عندما علمت ماينوي عليه .
************************************
_ تجلس ف حديقة المنزل ترتشف قدح الشاي بالحليب حتي أنتهت منه ثم أمسكت بمفكرتها التي تدون فيها كل ما يجيش بداخلها من مشاعر وأفكار ورسائل إلي والدها التي أشتاقت له كثيرا  ...
( بابا حبيبي ... وحشتني أوي يا شيخ سالم ... أنا عارفة إني وحشاك برضو وده عشان بحس بروحك وهي بتطوف حوليا وبتطمني عليك ديما ... وأنا كمان بطمنك عليا وبقولك إن أخيرا الحمدلله عايشة أجمل أيام عمري مع زوجي وروح قلبي آدم ... ع رغم الظروف الي مرت علينا كلنا لكن ديما بيحتويني بحبه وحنيته ... عمري ماهنسي يوم ما إعترف ليا بمشاعره ليا وكأنه طفل مابين إيديا ...من بعدها خلاني ملكة جوه مملكته وهو أميري الي آسرني ف مملكة عشقه 
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
تركت القلم وهي تنظر إلي حوض الزهور الملونة بإبتسامة تشع وجهها نورا وحياه ...
فلاش باااااك
ف ليلة صيفية هادئة حيث القمر ف تمام البدر ينير تلك الغرفة الخاصة بهما ... لايقطع ذلك الهدوء سوي صوت هطول الماء بداخل المرحاض ... أدارت مقبض الصنبور لإغلاقه وخرجت من كابينة الإستحمام ثم تناولت المنشفة القطنية ذات الملمس المخملي قامت بتجفيف جسدها المبتل ثم ألتفت بها لتتناول منشفة أصغر منها حجما لتجفف بها خصلاتها البندقية ... ذهبت لترتدي ثيابها حتي تستقبل زوجها الذي ع وشك الوصول ... وقبل أن تخرج من المرحاض أنتبهت إلي موسيقي ثم بدأت كلمات الأغنية بصوت الفنانة وردة الجزائرية 
(        وبحبك والله بحبك والله والله والله بحبك قد العيون السود احبك....  ) 
ظنت إنها منبعثة من إحدي الغرف المجاورة لتتفاجاء عندما خرجت بذلك الجالس وسط التخت ينتظرها بإبتسامة عاشقة يردد كلمات الأغنية ...
شهقت بخجل وهمست بحروف إسمه : 
آدم  !!! 
كادت تركض إلي غرفة الثياب ليلحق بها يحاوطها من خصرها ... توردت وجنتيها بشدة من نظراته المحدقة بكل إنش ف وجهها وعنقها وكتفيها العاريين متتبعا قطرات المياه المنسدله من خصلة متدلية من أسفل المنشفة تزحف ع عنقها المرمري ثم عظمة ترقوتها ثم أختبأت مابين مفاتنها المستترة أسفل المنشفة ...
_ والله بحبك ... قالها آدم بصوته الرجولي الذي جعل جسدها يرتجف مابين يديه ... أسبلت أهدابها وعضت ع شفتها السفلي بخجل

(  احبك والله بحبك والله والله والله بحبك قد اغاني الصبر بحبك وانته عارف قلنا ايه فيها كل ليله وقال معانا الناي في سهرنا يا حبيبي احبك والله بحبك والله والله والله بحبك قد اللي فات من عمري بحبك قد اللي جاي من عمري بحبك وشوف قد ايه شوف قد ايه بحبك )
تفوه ليذيب قلبها ويشعل فيها نيران لن تنطفئ : 
لاء مقدرش ع الحركة دي أنا كده ممكن لاء ده أكي....
ليفاجاءها بإلتقاط كرزتيها التي كانت تعض ع إحداها متذوقا عسل شهدها ... لم تدري بزراعيها التي حاوطت جذعه وكأنها تتشبث به حيث لم تتحمل ساقيها الوقوف ... فقبلته أطاحت بكل شئ بها أذابت قلبها عشقا وأضرمت ف جسدها نيران لم يطفئها سواه ... إنها نيران العشق
فها هو أول لقاء بينهما بعد معاناة وشد وجذب وغيرة وعذاب وألم ... لكن كان تأثير الحب أقوي منهما ... تحطمت حصون مملكة آدم حتي ولجت إلي جوفه حواءه التي تربعت ع عرشه أمتلكت زمام قلبه الذي أصبح عاشق ف محرابها ...
مازالت كلمات الأغنية تتغني ليتراقص عليها قلوب هذان العاشقان ... يحملها مابين يديه متجها نحو مضجعهما الذي سيشهد ع أجمل قصة عشق وتيم ووله ... وبعد مرور وقت شهقت بألم وكادت تبكي ليلحقها بقبلة عاشقة يضمها بقوة بين زراعيه بكل حنان وحب حتي أنساها أي لحظة ألم ... وألقي ف مسمعيها أعذب وأرق كلمات العشق والغزل معلنا ملكيته لها .
(    اللي كان هو اللي كان قدر يغيروا في يوم الزمان لا الزمان ولا المكان قدروا يخلوا حبنا ده يبقى كان كل ليله من ليالي البعد عدت عليه وانت مش جمبي يا روحي يا نور عنيه وحبي فيها كان بيكبر من ليله واكتر والله من ليله واكتر قد كل الليالي ديا واكتر شوي بحبك وقد عمري ونور عنيه يا نور عنيه بحبككل غنوه عالفرح كانت عالجرح كانت عالصبر كانت عالحب كانت كتبها وقلتها كانت عشانك كل دمعه دمعه دمعه عالخد سالت عالرمش نامت فعيون ما نامت من الدنيا عانت وجرح الهوى ما لش دوى الا ف حنانك قد كل كلام في الحب اقتقال في الصبر اقتقال بحبك ليلي وانا سهران سنين ما بنام وبقول موال بحبك قد اللي فات من عمري بحبك قد اللي جاي من عمري بحبك وشوف قد ايه بحبك )
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥

_ في مشفي البحيري.....
تمعن بتركيز شديد وهي تغلق آخر طبقة ف بطن تلك الأم التي ولدت منذ قليل .... وإن إنتهت من تضميد الجرح والإطمئنان ع الحالة تنفست الصعداء ... خرجت من غرفة العمليات وهي تزفر براحة لم تعرفها منذ الأمس من كثرة حالات الولادة والجراحة التي أجرتها ...
أتجهت نحو المرحاض لتغسل وتطهر يديها وشرعت ف تبديل ثياب العمليات الطبية بأخري نظيفة ....
ذهبت إلي غرفتها لتستمد بعض الراحة ... جلست ع مقعد مكتبها الجلدي وهي تطلق تأوها من تعب قدميها ... رفعت سماعة الهاتف وقالت : 
قهوة مظبوط ياعم راجي 
قالتها ثم رجعت بظهرها إلي الخلف وأسدلت خصلاتها لتتناثر حول وجهها وع كتفيها  وأوصدت أهدابها تنتظر القهوة 
ولم تمر ثوان حتي أنتبهت لطرقات ع الباب فقالت وهي مازالت مغمضة عينيها : 
أتفضل 
ولج بهدوءه المعتاد لكنه توقف متسمرا يتأملها وهي بتلك الوضعية ... تبدو كالملاك بملامحها التي مازال يعشقها منذ سنوات ... أهدابها الكثيفة وبشرتها الحنطية المخضبة بقليل من الحمرة وخصلاتها الفحمية المسترسلة ...
لم يدوم هذا الصمت فإنها كانت تظن إنه الساعي لكن أصوات أنفاس الذي يرمقها جعلتها تفتح عينيها لتتفاجاء بوجوده ... أنتفضت من مكانها وأعتدلت وصاحت بحنق : 
أنت مين سمحلك تدخل ؟؟
رفع حاجبه بسخرية وقال : 
أنا خبطت ع الباب وحضرتك قولتيلي أتفضل 
أجابته بإمتعاض : 
أنا أفتكرتك عم راجي 
زفر بسأم وقال : 
محصلش حاجه لكل ده يعني يا دكتوره 
جلس أمام المكتب وأردف : 
عمتا أنا كنت جايلك عشان أطمن عليكي 
رمقته بتعجب ساخر وقالت : 
تطمن عليا !! وده من إمتي يادكتور ؟!!

رمقها بأسف وقال: 
أنا عارف سبب معاملتك بس الي عايزك تعرفيه إن مكنش حاجه بإيدي وأتحطيت أدام الأمر الواقع 
تصنعت عدم الفهم وقالت : 
أنت بتتكلم عن أي ؟؟
يوسف : عن الي حصل زمان يا علياء 
أنتابها الغضب وقالت : 
وأنا مش عايزه أتكلم ف حاجه وأظن إنك حاولت كذا مره تكلمني ف الموضوع ده وكان ردي واضح لحضرتك وأنا أصلا مسحت كل الي فات  ف حياتي ولو كنت فاكر إن لسه بفكر فيك تبقي غلطان 
جز ع فكه وتمالك ذاته وقال : 
متأكده من كلامك ؟؟ 
أجابته بدون أن تنظر له وقالت بتحدي : 
اه متأكده 
نهض من المقعد وأتجه نحوها مما زاد من توترها وتعالت نبضات قلبها التي وصلت لمسمعه فقال : 
لاء عايز إجابة وعينك ف عينيا 
كادت تبتعد ليسبقها هو ممسك بيدها وكأن لمستها الكهرباء فأنتفضت وهي تجذب يدها فصاحت بغضب : 
لو سمحت يا...
قاطعها دخول الساعي وهو يحمل الصينيه وقال : 
القهوة يا دكتوره علياء 
وضعها فوق المكتب وهو ينظر إليهما ليغادر مسرعا 
قالت علياء : 
عن إذنك هاروح أطمن ع الحالة
قالتها وركضت من أمامه بسرعة حتي ولجت إلي إحدي المراحيض المتفرعة من الرواق ... أوصدت الباب وأستندت بظهرها فلم تكن قادره أن تكبح عبراتها أكثر من ذلك لتطلق لها العنان .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بااااااااااك 
أفاقت من ذكرياتها لتطلق شهقة بذعر : 
هااااا ... حرام عليك مش كذا مرة نبهت عليك بلاش تخضني 
قهقه وأقترب منها واضعا يديه ع كتفيها ودنا من سمعها : 
أنا بصراحة كنت هاخدك بوسة ع غفلة بس خوفت لترشئي القلم الي معاكي ف عيني وتخليني أعور 
نهضت لتصبح مقابلة له وبكل لهفة وخوف : 
بعد الشر عليك يا نور عيوني 
آدم : يا أي .....!!
إبتسمت بخجل وقالت :
بس بقي 
حاوط وجهها بكفيه وقال : 
بس بقي أي أنتي ... تعرفي لولا إحنا ف الجاردن والحراس حولينا كنت ... صمت ليعض ع شفته السفلي برغبة جامحه 
لكزته ف صدره وقالت : 
وطي صوتك هتفضحنا 
تلفت يمينا ويسارا ثم قال : 
أومال فين الجماعه ؟
أجابته بصوتها الهادئ : 
ماما جيهان وعمي عزيز خرجو من بدري وياسين وياسمين ويونس لسه محدش فيهم جه من بره وملك مع أصحابها ف النادي ويوسف مطبق ف المستشفي بقاله يومين 
آدم : 
ولوجي ؟؟
رمقته بنظرات ريبة : 
لوجي نامت بعد جلسة العلاج 
إبتسم بخبث لترتفع زوايا شفتيه ... فأردفت : 
مالك بت....
لم تكمل جملتها ليقاطعها هو يحملها ع زراعيه وقال : 
هاتعرفي حالا مالي وحالي وكل حاجة فوق ف أوضتنا 
ضحكت وقالت : 
نزلني لحد من الي بيشتغلو يشوفونا كده 
آدم وهو يولج بها للداخل متجها نحو الدرج : 
واحد شايل مراته حبيبة قلبه وعقله وروحه ... محدش ليه حاجه عندنا 
أبتسمت وهي تحاوط عنقه بزراعيها : 
اااه من جنانك يا آدومي 
توقف فجاءة وقال متعجبا : 
يا اي..... ؟؟؟
تذكرت إنه لم يحب هذا الإسم المغناج 
وبدهاء الأنثي قالت بكل رقة ودلال : 
ااااه من جنانك يا آدومي روحي وعشقي وحياتي 
آدم : 
اااه منك أنتي يا خوخة قلب آدم وكل ماليا 
قالها وركض ع الدرج وسط إبتسامتها الخجولة حتي وصل إلي غرفتهما وولج إلي الداخل  وهو يغلق الباب بقدمه .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
_ في قصر عابد الرفاعي ...
أبتلع عابد مابفمه من طعام ثم نظر إلي الساعة التي برسغه وزفر بضيق فصاح بصوت مرتفع : 
زينااااااات 
ركضت إليه زينات وهي تقول : 
نعم يا عابد بيه تحت أمرك 
عابد : 
أكلت ولا لسه؟؟
نظرت إليه بتوتر وقالت : 
بصراحة هي ماكلتش حاجه من الصبح وكل ما أدخلها الصينيه تقلب الأكل وتصرخ ف وشي بإنها مش عايزه حد يدخل أوضتها ... صبا صعبانه عليا أوي يا عابد بيه من ساعة ما جت القصر وهي حالها كده وده غلط ع صحتها وع الي ف بطنها 
تنهد بسأم وقال : ومين سمعك يا داده ... عموما أنا طالعلها هاشوف أخرتها أي
_ وبالأعلي بداخل الغرفة تجلس ع المقعد أمام طاولة الزينة ... تحدق ف إنعكاس بطنها ف المرآه وتتحدث بصوت مليئ بالشجن : 
أنت كمان ياروحي زعلان مني ؟؟ ... بس أنا فعلا مش قادره أكل ولا أشرب طول ماهو بعيد عني ...أأ أنا 
صمتت لتشهق وتنسدل من عينيها عبره وأردفت : 
أنا بحبه أوي 
_ وبعدين يابنتي حرام الي بتعمليه ف نفسك كده ... قالها عابد الذي ولج للتو 
وأقترب منها ... نهضت وأرتمت ع صدر والدها وأجهشت بالبكاء وقالت : 
قصي واحشني أوي يا بابا 
ضمها بحنان قوي وربت ع ظهرها وقال : 
هو كمان بيحبك وكمان مش قادر يعيش وأنتي بعيده عنه
أبتعدت برأسها وقالت : 
وليه بيعمل معايا كده!! ... خلاص عشان أتأكد من حبي ليه يقوم يقسي عليه !!
رمقها بنظرة عتاب وقال : 
إنتي غلطتي ياصبا ف الي عملتيه 
صبا : 
كان أصدي خير يا بابا ... كنت عايزه أصلح مابينه ومابينهم ... وأطفي نار الإنتقام الي جواه 
عابد : 
وأديكي بتتحرقي بنار قسوته تقدري تقوليلي إستفدتي أي ؟؟
مسحت عبراتها وهي تستعيد قواها وقالت : 
أنا لازم أروحلو وهخليه يسمعني 
قالتها وهي تتجه إلي غرفة تبديل الثياب 
عابد : مش هتخرجي 
ألتفت له وقالت : 
بابا أنا عارفه بعمل أي 
عابد : وزي كل مرة مش هتلاقيه وترجعي تعيطي 
صبا : عشان الحراس بتوعه الي سايبهم لي هنا بيبلغوه قبل ما اتحرك 
عابد : 
وهيبلغوه لو روحتي دلوقت 
شردت لثوان وقالت : 
ما أنا هاخرج من غير ما يعرفو 
عابد : 
صبا أنا مش عايز مشاكل مع جوزك ..   هو سايبك أمانه عندي أنتي وإبنه الي ف بطنك 
رمقته بتحدي وقالت : 
وأنا مش هاسكت غير لما أقابله وأتكلم معاه 
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ في جامعة القاهرة تدق الساعة الرابعة عصرا ...
ليخرج حشد من الطلاب من داخل إحدي قاعات المحاضرات ...
وقفت جانبا تلك المرتدية ثوب أزرق قاتم يعلوه غطاء الوجه (نقاب) ... تمسك بهاتفها لكي تتصل بعم شكري السائق ... وبعد إن أنتهت تقدمت نحوها صديقتها التي تعرفت عليها من خلال الدراسة وتدعي نهي ...
_ إنتي هنا وأنا قالبه عليكي المدرج جوه !!
أجابتها بصوتها العذب : 
أنا قولت أستني برة وبالمرة أتصلت بعم شكري السواق عشان ألحق أروح أخلص البحث الي هنسلمو بكره 
نهي : 
أطمني أنا خليت محمود أخويا خلصلنا الأبحاث إمبارح والنهارده هطبعها ع البرنتر وهظبطها ف فايلات شيك كده 
تنهدت بضيق وقالت : 
وليه تتعبي أخوكي يابنتي أنا كده كده يعتبر خلصت معظم البحث وكان فاضلي حوالي 10 صفحات 
إبتسمت لها نهي بمكر وقالت : 
والله لما محمود عرف إن إحنا مشتركين مع بعض ف البحث ده هو الي عرض عليا المساعدة ... سبحان الله ياما إتحايلت عليه ف الأبحاث الي فاتت يساعدني فيهم مكنش بيرضي 
تفتكري إشمعنا بقي البحث الي أنت معايا فيه عملو!!!
قطبت حاجبيها المستتران أسفل الغطاء وقالت بتوتر : 
أخوكي وأنتي أدري بيه 
تصنعت النظر إلي شاشة هاتفها وأردفت : 
اه صح أفتكرت هاروح أشتري الشيت بتاع دكتور سامح 
نهي : ده بيتباع ف مكتبة آمون برة مش هنا 
_طيب يلا تعالي معايا نروح نشتريه بسرعه قبل ماعم شكري يجي 
ذهبت الفتاتان إلي المكتبة القريبة من الحرم الجامعي وكانت مزدحمة 
نهي : خليكي واقفه هنا وأنا هجبهالك بسرعه 
_ هاتعرفي تجبيها إزاي من الزحمة دي كلها ؟؟
نهي وهي تغمز إليها بعينها قالت : ليا معرفه جوه هيديهولي ع طول 
وف أثناء إنتظارها أقترب منها شاب ف أواخر العشرينات قائلا : 
لو سمحت مش حضرتك آنسة ياسمين ؟؟
ألتفتت إليه ونظرت له بقلق وقالت : 
ف حاجه حضرتك ؟؟
أجاب الشاب : 
أنا مش هطول عليكي بس هاعرفك بنفسي الأول إسمي أمير وعندي 28 سنة خريج دار علوم وبحضر الدكتوراه حاليا ..
بينما وهو يعرفها بنفسه كان هناك من يتبعها إينما ذهبت ليجن جنونه ... قاد سيارته نحوهم وضغط ع المكابح فجاءة فأنتفضت ياسمين ذعرا عندما رأته يترجل من سيارته والغضب يتطاير من رماديتيه ...
جذبها من يدها وقال : 
يلا أدامي ع العربية 
_أستني هنا ... أنت واخدها ورايح ع فين ؟؟؟... صاح بها أمير وهو يقبض ع  زراع ياسين 
وقبل أن يفعل ياسين شئ أحمق أوقفته ياسمين قائلة : 
أستاذ أمير ده يبقي قريبي 
ترك أمير زراعه فقال ياسين : 
لو شوفتك بس بتبص لها هخليك تعيش باقية حياتك أعمي 
أبتلع أمير ريقه بخوف وأبتعد بإحراج ...
أمسك يدها وجذبها خلفه ودفعها بداخل السيارة وأنطلق .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

_ بداخل السيارة ...
_ ممكن تهدي السرعة شوية ... صاحت بها ياسمين 
لم يجيب عليها وإرتسم الجمود ع ملامح وجهه بل وزاد ف سرعته أكثر 
_ ياسييييييين ... صرخت بها ياسمين 
توقف فجاءة حتي كادت السيارة تنقلب إلي الأمام ... أرتفعت دقات قلبها وجلا خاصة عندما ظل يحدق بها بغضب وكأنه حمم بركانية تتقاذف من عينيه 
_ الزفت ده كان واقف معاكي وبيرغي ف أي يامدام ياسمين ؟؟؟  قالها بسخرية وحنق 
تفوهت من أسفل الغطاء : 
روح أسأله أنا معرفش وبعدين عايز مني أي ؟؟ ع طول ورايا ف كل حته 

نظر إليها بوجوم وقال : أولا لما تتكلمي معايا بعد كده شيلي البتاعه ده من ع وشك أنا أبقي جوزك ولا نسيتي زي ماحضرتك ناسية خاتم جوازنا الي مبتحطوش ف صباعك 

زفرت بضيق وقالت : 
أنا مش ناسية ... أنا فعلا مش بلبسه ومحدش يعرف إن أنا متجوزه أصلا 
_ نعم يا ختي !!!! صاح بها ياسين 
نظرت أمامها وقالت : 
زي ماحضرتك سمعت كده بالظبط 
أمسك عضدها بقبضة قويه وقال بحنق : 
وليه إن شاء الله يا مدام ياسمين !! ... بتستعري مني لا مؤاخذة ولا مكونش أد مقام البرنسيسة !! 
وبالرغم من آلام قبضته إبتسمت بتهكم والدموع تتلألأ ف مقلتيها فقالت : 
لأن أنا الي مش أد المقام ... محدش هيصدق إن بنت الجنايني متجوزة إبن أسيادها الي بتشتغل عندهم 
ترك زراعها وزفر بندم وضيق من نفسه ثم أقترب منها ووضع كفه يتلمس وجنتها مجففا عبره هاربة
وقال بحنان : 
مش قولنا خلاص ننسي كل الي فات ونبدأ حياة جديدة ؟؟
أخذت تجفف عبراتها وقالت : 
لو كنت أنت نسيت أنا مش قادره أنسي ... ده غير نظرات والدك ليا ... إنت إتجوزتني عشان تصلح غلطتك يا ياسين 
_ تاني !! تاني يا ياسمين ... أعملك أي عشان أثبتلك إن إتجوزتك عشان بحبك حتي لو مكنتش عملت الي عملته معاكي كنت هاتجوزك برضو ... وإن كان ع بابا مع الوقت هيتعود ع الوضع وهيعتبرك زي خديجة ... قالها ياسين 
جففت أنفها بالمحرمة الورقية ثم قالت : 
أنا عموما مش هضايقكو أكتر من كده وخلاص كلها يومين 
رمقها بعدم فهم وقال : 
أصدك أي ؟؟
أبتلعت ريقها وإرتسمت نبرة هادئة فقالت : 
أنا قدمت ع سكن ف مدينة الجامعة .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

_بعد أن نجحت ف التسلل خلسه إلي خارج القصر بمساعدة مربيتها بدون أن يعلم حراس زوجها الذي تركهم لدي قصر إبيها حتي تبقي تحت عينيه . .. أستقلت سيارة أجرة وشردت فيما حدث منذ أكثر من أسبوعين ...
فلاش باك ...
_ خد الأوراق دي ووديها للمحامي يراجعها .... قالها قصي وهو يزفر دخان السيجارة التي بين أصبعيه 
أخذ كنان الأوراق وقال : 
ماهر باشا بيبلغ حضرتك إن مكان التسليم هيبقي ف بورسعيد مش السويس 
قصي : 
كويس إنك فكرتني ده أنا كنت هانسي و... 
لم يكمل لتقاطعه التي أقتحمت غرفة المكتب بدون سابق إنذار وقالت بصياح : 
وأخرتها أي يا قصي باشا !!!
لم ينظر إليها ولن يجيب فتنحنح كنان ونهض وهو يقول : 
عن إذنك يا باشا 
قالها وغادر وهو يغلق الباب خلفه 
أقتربت من المكتب وطرقت فوقه بقبضتها وصاحت : 
ممكن تبطل تتجاهلني وترد عليا 
أطفأ السيجارة ف المنفضة التي أمامه ونهض بهدوء وببرودة أعصاب أثارت حنقها واضعا يديه بداخل جيوب بنطاله ووقف أمامها بشموخه وهيبته وقال بصوت هادئ وهو يحاوط وجهها ذو الملامح الغاضبة بين كفيه : 
حبيبتي هرمونات الحمل مأثره ع مزاجها 
أزاحت يديه بحنق وقالت : 
يابرودك !!! قصي أنت عارف أنا أصدي أي ... مش مكفيك الي عملته فيهم عايز منهم أي تاني ؟؟ 
جز ع أسنانه وتمالك أعصابه وقال : 
صبا أنا حذرتك قبل كده وقولتلك خرجي نفسك من الموضوع ده عشان متزعليش 
قهقهت بسخريه وقالت : 
ده ع أساس إن أنا مبسوطه ومش زعلانه من الي حضرتك عملته ... كفايه بقي ياقصي إنتقام ... المفروض تروح لخالي وتواجهه بالحقيقه يمكن إنت ظلمو 
أظلمت عينيه لتصبح نظراته مرعبة وصاح بصوت أرجفها خوفا : 
ظلمتو !!... ليه أنا الي أتخليت عنه !! أنا الي ما اعترفتش بيه وعاملته هو ووالدته بكل قسوة !!! 
حاولت تهدأته فأقتربت منه لتمسك بعضديه وقالت : 
أنا كنت أصدي ....
قاطعها بنفض يديها عن عضديه قائلا : 
صبااا ... لو مش عايزه تخسريني أبعدي نفسك عن الموضوع ده خالص 
أتسعت عينيها بصدمة وقالت : 
للدرجدي ياقصي !!! 
قصي : 
اها للدرجدي ياصبا ... لأن مفيش حد هيحس بنار الظلم والقسوة الي إتعاملت بيها أنا وأمي الله يرحمها الي ماتت بسببهم ... يكفي عيشت طول عمري وأنا ع اسم راجل تاني والي من صلبه ما اعترفش بيا 
صبا : 
طيب ممكن تسيبلي الموضوع ده وأكلم خالو و.....
قبض ع ساعدها بقوة وغضب وصاح ف وجهها محذرا إياها : 
أقسم بالله ياصبا  لو فكرتي بس مجرد التفكير إنك تكلميه ولا تقولي لأي حد منهم ع الي حكتهولك ماهتلومي غير نفسك وقتها .
قالها وتركها وترك الغرفة بأكملها وغادر قبل أن يفقد السيطره ع غضبه معها 
تحسست موضع قبضته وقالت بصوت غير مسموع : 
وأنا مش هافضل أتفرج وأسكت ياقصي ... عشانك وعشان الي ف بطني.
قالتها وهي تمسد بطنها 
_ وبعد يومين ...
_ بلاش يابنتي .. قصي بيه محذرك وأنتي أكتر واحده عارفاه ... قالتها زينات 
صبا : 
متقلقيش يا داده هو كده كده مشغول ف الشركة ومش هيرجع غير بلليل متأخر وعارف إن عندي متابعة عند الدكتورة النهارده وف طريقنا وإحنا راجعين هنعدي ع خالو 
تنهدت زينات وقالت : 
وهاتعملي أي ف السواق والحراس الي هيروحو معانا دول هيبلغوه قبل مارجلك تخطي فيلا خالك 
إبتسمت بمكر وقالت : 
أنا عامله حساب لكل حاجه يا داده متقلقيش عليا 
_ بداخل البناء التي توجد به العيادة ...وتحديدا بداخل المصعد 
أرتدت فوق ثيابها عباءة سوداء وأيضا غطاء للوجه لايظهر منها سوي عينيها 
زينات : أنا خايفة عليكي أوي يابنتي 
صبا : أدعيلي بس ربنا يوفقني وأخلص المشوار ده ع خير وأرجع قبل ما حد من رجالته يشك ف حاجه وزي ما فهمتك إستنيني ف العياده ولو حد من الحرس طلع يطمن قوليلو إن أنا جوه عند الدكتورة 
زينات : طيب خدي بالك من نفسك ومن الي ف بطنك 
أومأت لها وقالت : 
حاضر يا داده ... أسيبك أنا بقي عشان ألحق أروح وأجي بسرعة ..  سلام 
قالتها وغادرت المصعد ... خرجت من البناء بدون أن تلفت الأنظار إليها هكذا ظنت... وأستقلت سيارة أجرة ...
وبعد مرور وقت ليس بكثير توقفت أمام منزل خالها الجديد ترجلت من السيارة بعد أن أعطت السائق النقود ...
توقفت أمام البوابة وهي تقرأ تلك اللافتة المعدنية المدون عليها 
(فيلا عزيز البحيري )
تقدم نحوها حارس البوابة وقال : 
فيه حاجه يا مدام ؟؟
رفعت الغطاء لتكشف وجهها وقالت : 
أنا أبقي ....
لم تكمل حيث ف نفس التوقيت وصل آدم بسيارته أمام البوابة ... فتركها الحارس ليفتح البوابة له ... وعندما رآها وتأكد إنها هي  ترجل من سيارته ع الفور 
_ جاية عايزه أي مننا يا مدام العزازي ... مش مكفيكي الي جوزك عمله فينا  ؟؟!!!!
 قالها آدم بنبرة غضب وسخرية ف آن واحد وهو يقبض ع رسغها 
رمقته بصدمة جليه وقالت : 
هو ده إستقبالكو للضيوف يا إبن خالي !!
ترك رسغها وزفر بضيق وإبتسم بتهكم وقال : 
كنتي منتظره إستقبلك بالأحضان يا مدام صبا !!
جزت ع فكها بحنق وأبتلعت سخريته فأرتسمت الهدوء بعكس ما داخلها وأجابت عليه : 
أنا جاية عشان خالي مش أكتر 
قهقه بسخريه ثم قال : 
وياتري جاية تصلحي الي عملو زعيم العصابه الي إنتي متجوزاه !!

_ لاء جاية عشان تطمن ع خالها ....
تجمدت أوصالها عندما أخترقت تلك الجملة سمعها ... فكانت نبرة صوته كفيلة بدون أن تلتفت إليه إنها أيقنت ماسيفعله معها الجحيم أهون منه آلاف المرات.
باااااك 
أفاقت من شرودها عندما صدح صوت السائق ليخبرها إنهم أمام الشركة .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_ بداخل مبني قديم تتسابق أصوات ماكينات الحياكة والتطريز ... 
تتمايل تلك الفتاة بخصرها المغناج نحو شيماء المنهمكة ف عملها حيث تتصبب عرقا وتزفر بتعب من كثرة الجلوس منحنية للأمام تنجز حياكة العديد من الثياب النسائية ... أنحنت الفتاة نحوها وهمست بنبرة لعوب وقالت :
شوشو ... مستر عماد عايزك ف المكتب

أوقفت شيماء الماكينة ثم رمقت الفتاة بإزدراء من أعلي إلي أسفل وقالت :
روحي قوليلو مش فاضية ولو عايزني ف حاجه يجيلي لحد عندي مش رايحه مكاتب 
لوت الفتاه فمها بسخرية وتلوك العلكة بشكل مقزز وقالت : 
شايفه نفسك مين يابت !!! لتكوني فاكرة نفسك ملكة جمال العالم 
نهضت شيماء وصاحت بغضب مما ألفت إليها أنظار جميع العاملات بالمشغل : 
لاء ياعين أمك ... شايفه نفسي واحده عايزه تكسب لقمتها بالحلال ... وقولي للي بعتك إن لو مبطلش الحركات دي معنديش غير الي ف رجلي أنثرو فوق دماغه ودماغك 
همت الفتاة بالهجوم عليها وهي تقول : 
لاء بقي أنتي عايزه تتربي يابت
_ صوتك عالي ليه أنتي وهي ...
صاح بها عماد شاب ف منتصف الثلاثينات مدير ونجل صاحب المشغل 
وضعت الفتاة يدها ف خصرها وقالت بدلال سافر : 
مفيش يا مستر عماد بقول للسنيوره إن حضرتك عايزها ف المكتب هبت فيا  زي الوابور 
حك عنقه وهو يرمق شيماء بنظرات ذات مغزي وقال للفتاة: 
روحي أنتي ياعزيزه شوفي شغلك وملكيش دعوة 
ذهبت بعدما ألقت نظرة سخرية ع شيماء التي ينطلق من عينيها نظرات نارية نحو عماد الذي لم يكف عن التحرش بها سواء بالنظر أو الحديث وربما لمسات أحيانا عندما يصتنع الإشراف ع عملها 
أقترب منها وهمس لها : 
أحسنلك تعالي ورايا ع المكتب عايزك ف كلمتين غير الي ف دماغك 
زفرت ف وجهه بضيق وقالت : 
ولو قولت لاء ؟؟؟
إبتسم بجانب فمه وقال : 
ساعتها برضو هتعتبي المكتب غصب عنك عشان تاخدي باقي حسابك وتتكلي ع الله 
رمقته بسخط وقالت : حسبي الله ونعم الوكيل 
عماد : هاعتبر إن مسمعتش حاجه ... مستنيكي ف المكتب يا مدام شوشو ... قالها وإبتسم بسخريه وذهب إلي المكتب 
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_ بداخل مبني قديم تتسابق أصوات ماكينات الحياكة والتطريز ... 
تتمايل تلك الفتاة بخصرها المغناج نحو شيماء المنهمكة ف عملها حيث تتصبب عرقا وتزفر بتعب من كثرة الجلوس منحنية للأمام تنجز حياكة العديد من الثياب النسائية ... أنحنت الفتاة نحوها وهمست بنبرة لعوب وقالت :
شوشو ... مستر عماد عايزك ف المكتب

أوقفت شيماء الماكينة ثم رمقت الفتاة بإزدراء من أعلي إلي أسفل وقالت :
روحي قوليلو مش فاضية ولو عايزني ف حاجه يجيلي لحد عندي مش رايحه مكاتب 
لوت الفتاه فمها بسخرية وتلوك العلكة بشكل مقزز وقالت : 
شايفه نفسك مين يابت !!! لتكوني فاكرة نفسك ملكة جمال العالم 
نهضت شيماء وصاحت بغضب مما ألفت إليها أنظار جميع العاملات بالمشغل : 
لاء ياعين أمك ... شايفه نفسي واحده عايزه تكسب لقمتها بالحلال ... وقولي للي بعتك إن لو مبطلش الحركات دي معنديش غير الي ف رجلي أنثرو فوق دماغه ودماغك 
همت الفتاة بالهجوم عليها وهي تقول : 
لاء بقي أنتي عايزه تتربي يابت
_ صوتك عالي ليه أنتي وهي ...
صاح بها عماد شاب ف منتصف الثلاثينات مدير ونجل صاحب المشغل 
وضعت الفتاة يدها ف خصرها وقالت بدلال سافر : 
مفيش يا مستر عماد بقول للسنيوره إن حضرتك عايزها ف المكتب هبت فيا  زي الوابور 
حك عنقه وهو يرمق شيماء بنظرات ذات مغزي وقال للفتاة: 
روحي أنتي ياعزيزه شوفي شغلك وملكيش دعوة 
ذهبت بعدما ألقت نظرة سخرية ع شيماء التي ينطلق من عينيها نظرات نارية نحو عماد الذي لم يكف عن التحرش بها سواء بالنظر أو الحديث وربما لمسات أحيانا عندما يصتنع الإشراف ع عملها 
أقترب منها وهمس لها : 
أحسنلك تعالي ورايا ع المكتب عايزك ف كلمتين غير الي ف دماغك 
زفرت ف وجهه بضيق وقالت : 
ولو قولت لاء ؟؟؟
إبتسم بجانب فمه وقال : 
ساعتها برضو هتعتبي المكتب غصب عنك عشان تاخدي باقي حسابك وتتكلي ع الله 
رمقته بسخط وقالت : حسبي الله ونعم الوكيل 
عماد : هاعتبر إن مسمعتش حاجه ... مستنيكي ف المكتب يا مدام شوشو ... قالها وإبتسم بسخريه وذهب إلي المكتب .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_ في شركة العزازي للحديد والصلب ....
تتقدم السكرتيرة بخطوات هادئة نحو مكتبه لتضع بعض الملفات الورقيه أمامه وتفوهت بصوتها الناعم : 
أتفضل يافندم دي ملفات عقود الشراء وصفقة مناجم الواحات طبعت كذا نسخه وأحتفظت بيهم ف خزنة الملفات 
كان شاردا ينظر إلي الشارع من خلف الحائط الزجاجي ولم ينتبه إلي أي حرف ...
تنهدت ورفعت من نبرة صوتها قليلا : 
قصي بيه 
لا رد 
السكرتيرة : قصي بيه ؟؟
ألتف إليها ورمقها بنظرة أرتجف لها قلبها فأبتلعت ريقها بوجل وقالت بصوت يكاد يسمع : 
عن إذنك يافندم ... ثم غادرت ع مضض 
ألقي نظرة عابرة نحو الملفات الموضوعه لينتقل بنظراته إلي ذلك الإطار الذهبي الذي يحاوط صورة من يشتاق إليها شوق الغريب إلي موطنه ... جلس ع المقعد الجلدي وأمسك بالإطار يتلمس كل إنش بلوعة وحنين ونظرات شوق حارقة لكن عندما تذكر فعلتها تبدلت نظراته من الإشتياق إلي الغضب المستطير وتمر الأحداث ف ذاكرته مرة أخري ....
فلاش باك ...
بعد أن أنتهي من الإجتماع للتو وغادر كل الموظفين الغرفة نظر إلي ساعة يده وهو يتذكر موعد زيارة صبا لطبيبة النساء التي تتابع لديها ... تنهد بإرهاق وهو يذهب إلي غرفة مكتبه الخاص ليأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته حيث قرر الذهاب إلي العيادة ليطمأن عليها ...
غادر الشركة ولم يقطع الطريق سوي ف عشر دقائق فقط ...
صف سيارته جانبا وترجل منها ... ليجد الحارسين ف الإنتظار ف أسفل البناء ... ولج إلي المصعد وحين وطأت قدميه العيادة أنتفضت زينات من مقعدها وشحب وجهها من الرعب ...
_ ققق قصي بيه ... تفوهت بها بتوتر وخوف 
حدق ف إنفعالات وجهها لينتابه الشك فقال : 
فين صبا ؟؟
خشيت أن تتفوه بالكذب لإنها تعلم ما سيحدث لها من العقاب التي ستتلقاه إذا أكتشف كذبها فلامفر من قول الحقيقه ... كادت تنطق فلم يسمح لها حيث أقتحم غرفة الكشف ع الرغم من صياح الممرضة بالخارج ومحاولة منعه ... ليجد الطبيبة تجلس خلف المكتب وتجلس أمامها إحدي الحالات تتحدث معاها 
صاحت الطبيبة بغضب : 
أنت ياأستاذ إزاي تدخل الأوضه بالهمجيه دي !!!
رمقها بنظرات مخيفه أسكتتها وقال ببرود : 
مدام صبا فين ؟؟
الطبيبة : مدام صبا المفروض ميعادها معايا من ربع ساعه ولسه مجتش 
ذهب متوجها إلي زينات التي كل عظامها ترتجف بشدة ....
صاح بصوت أهتزت له جميع جدران البناء : 
فين صبااااااا  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت إليه بتوسل وبنبرة رجاء : 
أهدي حضرتك وأنا هقولك 
_ ولم يمر وقت لينطلق بسيارته نحو وجهته .
بااااااك 
عاد إلي الواقع بعد طرقات ع الباب لتولج إليه السكرتيرة تخبره بوجود صبا بالأسفل ف بهو الإستقبال يمنعها الحراس بالصعود .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ذهبت خلفه وولجت إلي غرفة المكتب .. هم بإغلاق الباب ... أسرعت بمنعه وقالت : 
لاء سيبو مفتوح 
تنهد بسأم وقال : 
أنا لو كنت عايز أعملك حاجه ولا باب ولا شباك هيمنعني وأنتي بالتأكيد عارفه مين هو عماد الديب 
أنتابها التوتر وقالت : 
إنجز وقول الي عندك عشان لسه مخلصتش الشغل الي معايا 
أمسك بعصا النرجيلة وجلس خلف مكتبه وأخذ يسحب الدخان ثم يزفره من فمه وأنفه ثم قال :
بما إنك ملكيش ف الشمال فأنا طالب القرب منك 
ضحكت بسخرية وقالت : 
وياتري مدام سحر عارفه إنك عايز تتجوزني ؟؟
زفر مرة أخري دخان كثيف وقال : 
ماهو محدش هيعرف إن إحنا متجوزين غير أنا وأنتي والشهود والورقتين العرفي هيبقو معاكي وهأجرلك شقه مفروش ف المعادي وكل طلباتك مجابه حتي طلبات النونه 
عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت : 
عرفي ! وشقة مفروشة ! ... حد قالك عليا إن أنا واحده من إياهم يا عماد بيه !!!
كاد يتفوه فقاطعته : 
إسمعني أنت بقي من الأخر أنا ولا هاتجوز عرفي ولا رسمي ولا عايزه أتجوز أصلا ... أنا واحده عايزة تربي بنتها ... عندك البنات والستات بره أد كده إنما أنا فطلعني من دماغك أحسنلك 
ألقي بعصا النرجيلة ببرودة أعصاب وقال : 
أنا هاسيبك تفكري ع مهلك وهانتظر ردك ف خلال إسبوع ... وأه نسيت أقولك ع حاجه لسه عارفها من جماعه حبايبي ف الداخلية 
أنقبض قلبها وخفق بقوة ...  إبتسم بمكر وأردف : 
طليقك هرب من السجن والدنيا مقلوبة عليه
أحتقن وجهها بالدماء ورمقته بسخط وقالت : 
عن إذنك 
قالتها وذهبت مسرعة إلي الماكينه... قلبها يرتجف من الخوف والقلق .. جلست بعد أن ضغطت ع زر التشغيل وأطلقت العنان لعبراتها وهي تتذكر ماحدث منذ عدة شهور ....
فلاش باك 
في منزل الحاج فتحي ...
يهتز باب المنزل بقوة أثر طرقات عبدالله الذي يصيح بغضب : أفتحي يا شيماء لإما هاكسر الباب وهاخدك غصب عنك وعن أبوكي 
بالداخل تمسك شيماء ف زراع والدها وتقول برجاء : 
سيبك منه يابا ده شكله شارب ولاداري بنفسه 
جز ع أسنانه بحنق وقال : 
سبيني أطلع أفتحلو دماغه إبن ال..... فضحنا ومجرسنا ف الحاره ... لولا الي ف بطنك كنت طلقتك منه غصب عنه 
_ أفتح يا راجل يالي ملكش لازمة أنت فاكر إن مش هاعرف أخدها وربنا أولعلكو ف البيت وأولع فيك وف شنبك الي شبه شنب الصرصار ...
صاح بها عبدالله بثمالة 
أشتد غضب الحاج فتحي ودفع إبنته جانبا وصاح : 
وربنا لهربيك يا إبن ال....
وركض نحو الباب وهو يأخذ العكاز الخشبي المعلق ع الحائط وفتح الباب ليجد عبدالله يترنح ويمسك بخنجر 
صاح به الحاج فتحي : 
غور يا محشش من هنا بدل ما أفتحلك نفوخك وأخلص بنتي من أرفك 
صاح عبدالله أيضا : 
وأنا مش ماشي من هنا غير لما أخد مراتي يا هولعلكو ف البيت ده وبرضو هاخدها 
صرخت شيماء وهي تضرب ع وجنتيها وقالت برجاء : 
أبوس إيدك يا عبدالله إمشي دلوقت 
ألتف إليها والدها ورمقها بغضب وصاح بها : 
خشي جوه يا بنت ال.....
عبدالله وهو يحاول دفع حماه من أمامه متجها نحو شيماء قال : 
أوعي من وشي 
أمسكه فتحي بقوة من تلابيب قميصه وصاح وهو يرفع العكاز : 
بتتهجم علينا يا كلب 
كاد يضربه وصرخت شيماء لكن عبدالله لم يري أمامه وهو يغرز الخنجر ف صدر الحاج فتحي الذي لم يتحمل ووقع أرضا وقد جحظت عيناه وغر فاهه من شدة الألم من الخنجر الذي أخترق مابين ضلوعه ليستقر ف قلبه 
صرخت شيماء بأعلي صوت : 
بابااااااااااااا
بااااااك 
_ يلا ياشيماء ميعاد الإنصراف ... قالتها صديقتها بالعمل وتدعي فاطمة 
جففت عبراتها بدون أن يراها أحد ثم أغلقت الماكينة وقامت بجمع كل الثياب التي أنتهت منها ووضعتهم بداخل كيس بلاستيكي وقامت بتسليمه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ قام بفتح حاسوبه ليري مايحدث بالأسفل من خلال كاميرات المراقبة المتصلة بجهازه ....
_ أبعد عن وشي يا حيوان أنت وهو ....صاحت بها صبا وهي تدفع الحراس من أمامها 
الحارس بدون أن ينظر لها قال : 
أنا بكرر لك آسفي يا هانم دي تعليمات الباشا وأوامره سيف ع رقابينا 
صاحت بحنق : 
ده أنا الي هقطع رقابيكو لو ممشتوش من أدامي وخلتوني أطلعلو 
_ وبالأعلي أمسك سماعة الهاتف وقال : 
سيبوها تطلع 
أجاب الحارس : 
أمرك يافندم ... ذهب إلي زملائه الذين مازالو يقفون أمام صبا وقال : 
أتفضلي يا هانم الباشا ف إنتظارك 
أبتعد الحارسان من أمامها ورمقتهم بنظرات ناريه وتقدمت بخطواتها الثقيلة بسبب ثقل الحمل لتولج إلي المصعد ...
وصلت أخيرا وقبل أن تولج إلي المكتب تمهلت قليلا وهي تلتقط أنفاسها ثم أمسكت بالمقبض ودفعت الباب الذي ينفتح ع مزلاج بداخل الجدار ...
خطوه تلو الأخري وقعت عينيها عليه لكن هو يقف بجمود موليا لها ظهره ... يتصاعد دخان سيجارته الذي يزفره بقوه  ملتزما الصمت 
أقتربت منه وكانت تسبقها رائحة عطرها الفواح المتيم به فتغلغل إلي أعماقه وأوصد عينيه ... رفعت يدها بتردد وأمسكت بعضده وهمست من قلبها : 
واحشتيني أوي 
أنتظرت لثوان ولم تجد منه أي إجابة ... أبعدت يدها بتوجس وقالت : 
أنا كنت هعمل كده عشان بحبك والله مش عش....
صمتت حين ألتف إليها وملامحه لاتدل ع أي شعور سوي الجمود ... ترك السيجارةالتي بيده ف المنفضة وعينيه محدقة بها لم ترمش أهدابه قط 
ما أستطاعت أن تبادله تلك النظرات الصامتة فأكتفت بالنظر إلي أسفل تتشابك أناملها وهمست بنبرة ندم : 
أنا آسفة 
وما أن تفوهت بالأسف ليجذبها بين زراعيه وألتقم شفاها ف قبلة تجمع بين العتاب والقسوة والحب والشوق ... أبتعد عنها عندما أحس بأنين آلامها وعبراتها التي أنهمرت من قسوة قبلته ... رمقها بنظرات جافة وقال ببرود : 
أهو الوجع الي أنتي حستيه ف شفايفك دلوقت ... أنا حاسه جوايا منك 
تحسست شفتيها بأناملها فصرخت بنبرة باكية : 
حراااام عليك ... كفاية عقابك ليا لما رمتني عند بابا من غير ماتسمع مني ولو كلمة ... وحكمت عليا بالبعد عنك ... ليه القسوه دي ؟؟؟
أحتدت عينيه بشكل مخيف وصاح بغضب : 
عشان حذرتك وأنتي مسمعتيش الكلام وعملتي الي ف دماغك يبقي إتحملي نتيجة أخطاءك 
صاحت بتحدي وعناد : 
وأنا مغلطتش 
قهقه بسخريه وقال : 
أومال كلمة أنا آسفه دي طلعت منك بناءا ع أي ؟؟
جففت عبراتها وقالت : 
أنا أتأسفت ع روحت لخالي من غير علمك 
قصي : وبس؟؟
تجنبت النظر إليه وألتزمت الصمت فأردف مبتسما بتهكم : 
أوك ياصبا ... عمتا كفاية عليكي قعاد ف قصر باباكي ... هترجعي معايا 
أقترب منها للغاية وهمس لها بتوعد : 
بس إستحملي 
أبتعد عنها وذهب ليأخذ متعلقاته تاركا إياها متسمره ف مكانها ... أمسك بسترته ووضعها ع ساعده متوجها نحو الباب وقال بسخرية : 
يلا يا مدام عشان ماشين 
أنتبهت إلي جملته الساخره فأتبعته حتي ولج إلي المصعد وهي خلفه تلقي نظرات متتابعه وهو لم يعيرها أي نظرة ... ظل هكذا حتي وصل كليهما لدي ردهة الإستقبال وقبل أن يتخطي بوابة الخروج صدح رنين هاتفه ... ألقي نظرة ع الشاشة ليجد المتصل به سيلينا ... وبالطبع كعادة أي زوجة مصرية أتاها الفضول لتنظر إلي هاتفه فأستطاعت قراءة هوية المتصل ...
_ قول بقي كده عامل فيها زعلان عشان تخوني براحتك ياقصي بيه ...
صاحت بها صبا بسخريه وألتفت إليها أنظار موظفين الإستقبال والحراس 
جز ع أسنانه بحنق ورمقها بتحذير وقال : 
وطي صوتك وأسكتي خالص... لينا بيت نتكلم فيه 
نيران الغيرة جعلت جنونها يسيطر ع إنفعالاتها فصاحت بصوت أعلي : 
عايزني أشوف الهانم بتتصل عليك وأسكت إزاي !!
أمسك بيدها قابضا عليها بحنق وقال : 
أنتي شوفتيني رديت ؟؟؟
صبا : 
طبعا خايف ترد أدامي 
زفر بضيق وهمس : 
إستغفر الله العظيم ... ثم أردف بصياح : 
أمشي أدامي
قالها وهو يفتح لها الباب الزجاجي وملتفت إليها ...
عقدت ساعديها أمام صدرها بعناد وقالت : 
مش هامشي غير لما ترد عليها وأعرف هي عيزاك ف أي 
ضرب الباب بقبضة قوية فأهتزت البوابة بأكملها ...
أتسعت عينيها بخوف وذعر وهي تنطلق نحوه وكادت تصيح بكل قوتها ...
دوي صوت إطلاق رصاص ف نفس اللحظة 
قصييييييييييييييييييييييي

تعليقات



×