رواية عزيزة ( قبر فوزية ) الجزء الثانى الفصل الاول 1 بقلم محمود الامين


 

رواية عزيزة ( قبر فوزية ) الجزء الثانى الفصل الاول بقلم محمود الامين


مكنتش متخيل ان بشندي الراجل الصعيدي هيجي عليه يوم ويبكي زي العيال الصغيره، لكن مكنتش قادر اتخيل ان فوزيه بتتعذب العذاب ده كله 
صوت الصراخ اللي خارج من قبرها لسه مستمر وموقفش رغم اللي حصل يومها.. لكن اللي حصل المره دي خلاني فهمت كل حاجه، ولولا ستر ربنا كان زمان عمكم بشندي مدفون هو كمان
... 
#قبر_فوزية

#الجزءالأول 

كنت واقف جوه القبر والدنيا ضلمه.. بس سامع صوت ضحك، حد بيضحك بصوت عالي.. وبعدها الصوت ده اتكلم وقال

_ كنت عارف انك بتحب مراتك يا بشندي، حتى بعد ما ماتت، وانك هتيجي جري لما هتسمع انه في حاجه بتحصل في قبرها

= العمده مش كده.. وانت بقى جايبني هنا عشان تخلص عليا زي ما خلصت على غفيرك اللي حكالي كل حاجه صح؟ 

_ طيب ما انت ذكي اهو يا بشندي.. كويس انك عارف انك هتموت دلوقتي

= انا مش خايف منك يا عمده.. الاعمار بيدي الله، اعمل اللي عندك انا جاهز
... 
وبمجرد ما خلصت كلامي، اخدت ضربة على دماغي نزلت على الارض، حاولت اقوم بس مكنتش عارف.. رجاله العمده كتفوني وفي واحد قرب مني وفي ايده سكينه كبيره، واتكلم العمده وقال

_ وابقى سلملي على فوزيه مراتك
... 
لكن اللي حصل كان غريب، تعبان كبير خرج من ورا الراجل اللي ماسك سكينة واتلف حواليه.. الراجل صرخ وفي لحظة لقيتهم كلهم بيصرخوا، القبر اتملي حواليا تعابين مش عارف جات منين؟ 
العمدة زعق بعلو صوته عشان التربي يفتحله الباب، وبمجرد ما فتحله خرج يجري وهو بيترعش، وأنا خرجت أجرى وراه 
أما باقي الرجالة فكانوا بيصرخوا من جوه القبر. 
... 
العمده جري على عربيته وركبها وهرب، اما انا فرجعت بصيت للتربى اللي كان على وشه اشد انواع الفزع، واتكلم وقال 

_ بشندي كان غصب عني يا بشندي، انت عارف العمده الامر عنده نافذ وانا راجل غلبان وعلى قد حالي.. ارجوك سامحني
... 
قربت منه وانا بشدوا من الجلابيه اللي هو لابسها، وقولتله 

_ انت مينفعش يتقال عليك راجل بعد اللي انت عملته، انت كدبت عليا عشان اجي ويتنصبلي الفخ ده.. ما هو طبيعي لو انا مت نفس الموته اللي ماتها الغفير، الدنيا كانت هتتقلب على العمده، عشان كده هو قرر انه ينتقم بشكل تاني.

= لا يا بشندي انا مكدبتش عليك.. انت فعلا بيخرج من قبر مراتك اصوات غريبه، اصوات مش مفهومه، ساعات همس وساعات كلام غريب وساعات بسمع مراتك نفسها وهي بتصرخ

_ انت لسه هتحور، هو انت فاكر اني ممكن اصدقك بعد اللي حصل معايا دلوقتي؟ 

= اللي حصل معاك دلوقتي هو اكبر دليل، ان قبر مراتك ده مش طبيعي وفي حاجه غلط
... 
سكت وانا بفكر في كلامه، اللي وارد يكون صح.. بس قطع تفكيري صوت جاي من بعيد.. حد بينده عليا، لما بصيت شوفت شخص واقف من بعيد بس لما ركزت، كان شريف وكنت مستغرب ازاي يسيب المزرعه ويجي لحد هنا... قربت منه وسالته

_ ايه يا شريف في ايه؟.. انت ازاي سايب المزرعه والمدرسه وجاي لحد هنا؟ 

= انا قلقت عليك يا عم بشندي لما اتأخرت.. هو في ايه؟.. وايه اللي بهدلك كده؟ 

_ ده موضوع كبير يا ابني، هبقى احكيلك عليه بعدين، المهم دلوقتي انك ترجع وتاخد بالك.. وانا شويه وهحصلك 
... 
رجعت تاني للتربي.. وقولتله 

_ احكيلي موضوع القبر ده بدأ من امتى؟ 

= من اول يوم يا بشندى انت دفنت فيه مراتك.. وانا بسمع اصوات غريبه وبشوف حاجات اغرب، يعني اول يوم شفت تعابين كتير بتحوم حوالين القبر.. وبعدها شفت ظل اسود واقف قدام قبرها

_ وبعدين كمل

= وفي يوم كده كان في غفير من الغفره اللي عند العمده.. كان جايلي كده عشان مصلحه، وشاف في اليوم ده عجب العجاب.. ولما سال على القبر وعرف انه قبر مراتك، مشي ومتكلمش
بس بعد ما انت عرفت موضوع عزيزه.. لقيته هو جايلي  وطلب مني اني اجي اقابل العمده.. وفعلا جيت وقابلته
وهو اللي طلب مني اني اكلمك عشان تاجي لحد القبر، ما هو اصل العمده مكنش مصدق الكلام اللي قاله الغفير، وهو اللي قال كده بعضمه لسانه

( الراجل اللي اسمه بشندي ده عقله خف من ساعه موت مراته، واشتغل في المدرسه وبيقول انه بيشوف عفاريت وجن والبلد كلها بتقول عليه انه مخه ضرب، بس هو عرف حاجات مكنش ينفع يعرفها، وعشان كده انت هتتصل بيه وهتبلغه بالحكاوي اللي بتحصل في قبر مراته، وهو عشان بيصدق في التخاريف دي، هياجي جري وانت ما عليك غير انك تفتحله باب التربه وسيب الباقي علينا) 
... 
عرفت ان الناس دي نويالك على نيه سودا، بس خوفت ابلغك يعملوا فيها حاجه، الناس دي واصله واديك شوفت الغفير اللي حكالك الحكاية، اتقتل ومحدش عارف الموضوع اتقفل ازاي؟ 

وبعد ما التربي خلص كلامه.. سبته ومشيت ورجعت على المدرسه.. كنت خايف وقلقان، العمده مش هيسيبني في حالي
دخلت اوضتي ورميت جسمي على السرير من التعب.. ومن كتر التعب نمت.. لكن صحيت على صوت انا عارفه كويس، صوت فحيح، فتحت عيني بالراحه لقيت نفسي لسه على السرير، لكن على الارض 3 تعابين، صرخت وانا بستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
لكن وقتها لقيت باب المدرسه بيرزع.. عاوز اقوم بس مش عارف اقوم ازاي؟... وسمعت صوت الباب بيتهزا زي ما يكون حد بيخطي من فوقه، في اللحظه دي باب الاوضه اتفتح ولقيت شريف بيقولى الحق يا عم بشندي في مصيبه حصلت
.. 
رديت عليه وانا باخد نفسي بالعافيه، مصيبه ايه اللي حصلت دي اتكلم

= العمده، لقيوا العمده مقتول في بيته!! 

_ انت بتقول ايه يا شريف؟ 

= ومش كده وبس.. ده في مصيبه اكبر من كده

_ ما تتكلم على طول في ايه تاني؟ 

= قبر مراتك يا عم بشندي 

_ قبر فوزيه.. ماله قبر فوزيه؟ 
.. 
وقبل ما يفتح بقه سمعت صوت ناس كتير جايه من بره، واضح انهم رجاله العمده.. كنت سامع صوتهم بوضوح وانا جوه الاوضه
كان في واحد فيهم بيتكلم وبيقول

_ مفيش غير المخاوي.. اللي جوه ده هو اللي قتل العمده.. احنا لازم نجيبه ونخلص عليه

رد عليه واحد تاني وهو بيقول

= بس لازم الموضوع ده يتم بهدوء.. مش عاوزين حد يحس بينا

فرد عليه تاني نفس الشخص وقال

_ يا عم خلاص الدنيا ليلت.. يعني محدش هيحس بحاجه.. سيد العتال هيدخل يدبحوا ويخلص عليه.. وبعدها هناخد جثته ونخفيها خالص ولا من شاف ولا من دري
... 

انا وشريف كنا سامعين الكلام ده.. واحنا لسه جوه الاوضه، قومت من مكاني وكانت التعابين اختفت.. ومسكت عصايه وقولت لشريف ادخل واقفل الباب
ومفيش دقيقه وسمعت الباب بيتهز من تاني.. وباب الاوضه اتفتح وبمجرد ما دخل سيد العتال ضربته على دماغه بالعصايه وقع على الارض اخدت منه السكينه.. واستنيت 
بس كنت بفكر وقتها هعمل ايه تاني؟ 
... 
وقتها سمعت واحد من اللي بره بيقول.. هو الباب اتفتح لوحده ازاي؟ 
هو مين البنت اللي واقفه جوه المدرسه دي دلوقتي.. يا نهار اسود ومنيل ده شكل اللي اسمه بشندي ده مش بيكدب.. دي عزيزه البت اللي اتقتلت زمان

وبعدها سمعت صوت رجليهم وهما بيجروا زي الفيران، طلبت الشرطه لسيد العتال وقولت انه كان جاي يتهجم عليا
واتقبض عليه فعلاً 
.. 
وبعد ما الشرطه مشيت.. بصيت لشريف وقولتله

_ اللي بيحصل في قبر فوزيه يا شريف؟ 

واتكلم شريف وقال..
تعليقات



×