رواية حصاد الصبار اقتباس 4
أنتفضت فجأة، وعينيها تتسعان بغضب شديد، كأن كلماتها كانت السـ.ـكين الذي جرحها. ابتسمت بسخرية، ثم انفجرت في وجهها بغضب شديد.
"انتي جايه هنا ليه؟ أنا مش عايزة أشوف وشك تاني! كل اللي حصلي ده بسببك أنتي يا وش المصايب."
سمعتها زينب التي اتسعت عيناها ودق قلبها خوفاً عليها، فركضت إلى الغرفة بسرعة، لكن قلبها كان يضطرب مع كل خطوة. وعندما وصلت إلى الباب، توقفت فجأة، فقد رأت مصطفى يخرج من الحمام. كان وجهه عابساً وعينيه مليئتين بالتساؤلات، لكنه كان يركض سريعاً نحو تلك المسكينة الملقاة على الأرض، التي كانت تبكي بصوت عالٍ متواصل، بينما كانت الأخرى تواصل نهرها لها بكل غضب وصراخ، وكأنها لا تسمع شيئاً سوى الوجع الذي يملأ قلبها.
كانت قد فقدت صوابها تماماً، وفي لحظة انفجار، رفعت صوتها أكثر، مدفوعة بالغضب، وهي تقذف كلمات قاسية في وجهها، كما لو أنها تهدد بيدها كالسيف في وجه كل من حولها.
"أنتِ السبب في كل حاجة، ولولا أنتِ يومها؟ كنت هكون زي ما أنا، وما حصليش أي حاجة! بسببك أنتِ مش هكون أم غير مرة واحدة بس! اطلعي برا، امشي من قدامي، مش عايزة أشوف وشك هنا خالص! برا، طلعها برا الأوضة يا مصطفى فوراً، وإلا مش هيحصل خير."