رواية تعافيت بك الجزء الثالث الفصل التاسع عشر
"يا ونسي من بعد الغُربة، يا فرحي من بعد الكُربة"
_________________________
_ضحك "عبدالرحمن" بسعادةٍ بينما "خلود" وصلتها رسالةٌ من إحدى المجموعات على موقع التواصل الاجتماعي، فضغطت على الاشعار ثم شهقت بحماسٍ وهي تقول:
"الحقي يا مريم، دول بنات الجروب صحابنا كلهم راحوا الفرح و مستنيينا هناك"
سألها "عمار" بتعجبٍ:
"جروب !! جروب إيه دا ؟؟"
ردت عليه "خلود" بمرحٍ:
"جروب Sunrise novels بنات كلهم صحابنا وراحوا الفرح".
نظر "عبدالرحمن" و "عمار" لبعضهما بحيرةٍ، بينما ارتفع صوت الالعاب النارية في السماء ليبدأ الإحتفال المصغر أسفل بيت "عبدالرحمن" أو ليبدأ العبث أيهما أقرب، وقد اقترب "عامر" من السيارة برفقة "وليد" يأخذان "عبدالرحمن" معهما بقرب البيت حتى يرقص وسط الشباب بالألعاب النارية، وقد التف حوله الشباب يصفقون له بينما هو أمسك واحدةً من الألعاب النارية يرقص بها في المنتصف والشباب حوله و كذلك الصبية الصغار.
ابتسم "عز" والده بفرحةٍ كون أن الشباب تسببوا في فرحة ابنه الوحيد بعدما أثار عمه استياءه بل العائلة بأكملها، رآه "عامر" وهو يطالعهم بتأثرٍ لذلك اقترب منه يمسك كفه ثم سحبه يرقص بجوار ابنه وهو يقول ممازحًا:
"سيبك بقى من جو الهيبة و البدلة و ارقص مع ابنك ولا اسمعك سلام أرض اللوا ؟؟ يمكن دا يشجعك يعني ؟؟"
ربت "عز" على كتفه ثم قال بنبرةٍ هادئة أعربت عن امتنانه لهم:
"ربنا يكرمكم يابني و يرزقكم بناس تفرحكم كدا، ابني كان مقطع قلبي بسبب زعله والله"
ربت "عامر" على كتفه قائلًا:
"ربنا يفرحكم دايمًا و يتمم فرحتكم على خير، بس كمل فرحتك ابنك يلا وارقص معاه"
تحرك "عز" يمسك كفي ابنه يرقص أمامه، بينما "عبدالرحمن" أبتسم بسعادةٍ بالغة، ثم احتضن والده وهو يقول في أذنه بامتنانٍ:
"ربنا يخليك ليا يا بابا، أنا مليش غيرك هنا، والله ما مصبرني على العيلة دي غير إنك أبويا ومنهم"
ربت "عز" على ظهره ثم قال بتأثرٍ:
"ربنا يكفيك شرهم ويزرقك بخير الدنيا كلها قد جمال قلبك"
استأنفا رقصهما سويًا بمرحٍ والشباب حولهم وكذلك الصغار، بينما "عامر" قام بتوزيع الألعاب النارية على الشباب يرقصون بها، مع ارتفاع الموسيقى في السيارات حيث اجتمعت المنطقة بأكملها على ذلك الصوت وكذلك الشُرفات تفتحت ليطل منها الناس يشاهدون تلك البهجة ومصدرها لأول مرّة في تلك المنطقة الراقية _من المفترض ذلك قبل قدوم "عامر" _ حيث كانت الأجواء مرحة، فيما راقب "وليد" ملامح تلك العائلة التي ترمقهم بسخطٍ، فاقترب من "ياسين" يسأله:
"بقولك إيه؟؟ هما دول عيلته...؟"
لاحظهم "ياسين" فحرك رأسه موافقًا، فسأله "وليد" بتعجبٍ:
"ومالهم متضررين ليه كدا؟؟، طب تصدق هرقص مع الواد بالعند فيهم ؟؟ يانا ياهما عيلة البهايم دول"
ضحك "ياسين" رغمًا عنه، بينما ولد دفع الشباب نحو "عبدالرحمن" يرقصون سويًا معه ثم اقترب من عم "عبدالرحمن" يسحبه رغمًا عنه ومعه ابنه ثم اوقفهم في المنتصف و غمز لـ "عبدالرحمن" بخبثٍ فبادله الأخر الغمز بنفس الخبث، ثم اقترب من عمه يرد عليه حديثه الذي لم ينطقه من الأساس:
"الله يبارك فيك يا عمي، عقبال عيالك إن شاء الله، ربنا يفرحك بيهم."
ابتسم له عمه باصفرارٍ، بينما "عبدالرحمن" أمسك كف "مريم" وسط الجميع ثم قبل رأسها متعمدًا فعل ذلك أمام عائلته، خاصةً عمته التي حدجته بسخطٍ، حتى ابتسمت "مريم" له بسعادةٍ بينما هو اقترب منها يهمس بنبرةٍ خافتة قاصدًا مشاكستها:
"مين اللي يزعل حبيب عمري؟؟ شاوريلي على اللي مزعلك هنا وأنا احرقلك دمه"
ابتسمت بسعادةٍ ثم قالت له بحماسٍ:
"مش مهم خلاص، كفاية أني بقيت معاك في الأخر"
لثم جبينها ثم غمز لها وهو يقول:
"طب يلا بقى علشان نلحق القاعة، خلينا نخلص ليلتنا دي، علشان نشوف شهر العسل"
ابتسمت بخجلٍ، بينما "خالد" اقترب من "ياسر" يقول بنبرةٍ هادئة:
"لملي بقى كل الليلة دي علشان نلحق القاعة مشيلي بقى عربيات العيال وأولهم "عبدالرحمن"
حرك رأسه موافقًا ثم تحرك من أمامه يبدأ في تحريك المرور، فاقترب "عبدالرحمن" بخطواتٍ واسعة أقرب للركض، فسأله "عمار" بسخرية:
"مستعجل على إيه؟؟ لسه بدري"
رد عليه بحماسٍ:
"الفرح ياعم خليني الحق شهر العسل من أوله بقى، جيبت جاز"
تحدث "عمار" بحقدٍ زائفٍ يقول:
"أيوا يا عم ماهي دنيا حظوظ، ناس ليها شهر عسل وحياة وردية وناس ليها عيانين في الصيدلية"
ضحك "عبدالرحمن" ثم ولج السيارة بعدما دلفتها "مريم"، بينما "خلود" التفتت لها ثم أمسكت مناديلًا ورقية ثم التفتت لها تمسح وجهها من التعرق، فقالت "مريم" بامتنانٍ:
"تسلميلي يا خوخة ربنا يخليكي ليا يا رب، مهونة عليا كتير أوي"
تحدث "عمار" بخبثٍ يرد على حديثها:
"ويخليها للشعب المصري كله، خلود دي ناصرة المظلومين و بتجبر بخاطر المكسورين، بس ليها ناس وناس باين كدا"
حدجته "خلود" بشرٍ تحذره، بينما هو ابتسم لها باصفرارٍ.
_________________________
في قاعة الزفاف وصلت العائلات تباعًا خلف بعضهم، خلف سيارة العريس و العروس معه، كانت الأوضاع في أوجٍ من السعادة، حيث التجهيزات التي قامت بها الشباب بالاتفاق مع بعضهم، فدلفوا داخل القاعة ينتظرون دخول العروسين.
جلس "وليد" بجانب "عبلة" و "خديجة" و "خلود" فقالت "خلود" بإعجابٍ:
"بقولك إيه ؟؟ بدلتك جامدة بجد، بحب البدل السودا دي اوي لما بتلبسها"
رمقها بتشككٍ وهو يقول:
"يعني أنتِ اللي طلبتي من عبلة أنها تخليني البس البدلة دي ؟؟"
حركت رأسها نفيًا بتعجبٍ من حديثه، فالتفت ينظر بجانبه وهو يقول مُخمنًا:
"يبقى أنتِ يا سوسة يا كبيرة، عرفك بتحبي البدل السودا زي عيونك، قفشتك يا سكر"
أشارت "خديجة" على نفسها تقول مستنكرةً:
"أنا يابني ؟؟ لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، عيب تظلموا الأبرياء اللي زيي"
ضيق جفونه يرمقها بتشككٍ، فيما فشلت في كتم ضحكتها فأمسك زجاجة المياه وقبل أن يقترب منها، منعه "ياسين" حينما حال بينهما قائلًا:
"عندك يا حلويات !!"
نظر له "وليد" وهو يقول بخبثٍ:
"حلويات إيه بقى في وجودك؟؟ دي المهلبية كلها هنا عندنا"
ضحكت الفتيات بينما رفع "ياسين" حاجبه وهو يسألها بغيظٍ:
"أنتِ اللي قولتيله على حوار مهلبية دا ؟؟"
حركت رأسها نفيًا فتدخل "وليد" يقول بسخريةٍ:
"يا حبيبي مش محتاجة تقولي، مصر كلها عارفة إنك المهلبية"
أمسك "ياسين" رقبته يهزها بعنفٍ في يده، بينما "وليد" تأوه وهو يضحك كعادته، فتدخلت "خلود" تقول بثباتٍ:
"إيدك من على أخويا لو سمحت !! كله إلا ليدو عندي"
تركه "ياسين" ثم أشار لها متوعدًا وهو يقول بتوعدٍ:
"ماشي يا عيلة الرشيد، يمين بالله لأجيب حقي منكم كلكم، وأنتِ !! هسلط عمار عليكِ".
كان ذلك قوله الذي وجهه لـ "خلود" التي ضحكت رغمًا عنها، بينما البقية دلفوا القاعة يجلسون على المقاعد، فنظر "خالد" على الطاولة الموجودة مقابلةً لهم، فأمسك "عامر" من عنقه يقول بنبرةٍ هادئة:
"خلي بالك الفرح مرشق حكومة، خد راحتك بس مش أوي يعني، خليها تخلص بالستر من غير فصايح قدام العيال الصغيرة"
ابتسم له "عامر" ثم أشار على عيناه وهو يقول بخنوعٍ:
"عيب عليك !! إن شاء الله زي ما في التايلاند بيرقصوا الأفيال، أنا هنا هرقص الحكومة"
لوىٰ "خالد" فمه بتهكمٍ بينما "عامر" أمعن النظر في أوجه من هم أمامه، ثم سأله بخوفٍ:
"بقولك إيه هي الشماريخ اللي معايا دي فيها قضية ؟؟ ولا تمشي عادي يعني ؟؟".
ابتسم "خالد" بسخريةٍ وهو يقول:
"مش كنت عاملي فيها ابن الزناتي خليفه ؟؟ حصل إيه بقى يا عمنا ؟؟ على العموم اتطمن دول صحاب سيادة الفريق عز يعني أمان...."
نظر في وجوههم فوجد الصلابة باديةً عليهم فأضاف "خالد" بسخريةٍ:
"بس مش أوي"
جلس كل شاب بجوار زوجته في انتظار العروسين، بينما الإضاءة قلت تمامًا، وزادت الأصوات الحماسية استعدادًا لقدوم العروسين حتى استدار الحائط الالكتروني وظهر منه "عبدالرحمن" وفي يده "مريم" فانتشرت الأصوات المُبهجة و الحماسية، فطلب الشاب المسئول عن الموسيقى الترحيب بالعروسين، ثم طلب منهما التقدم في منتصف القاعة لرقصتهما الأولى سويًا بمفردهما.
اقترب بها "عبدالرحمن" ثم وقف مقابلًا لها سيتم كلٍ منهما للأخر، بينما الأغنية ارتفعت من حولهما بالكلمات الآتية:
"سنين وأنا بحلم ابقى معاك....سنين من عمري بستناك....ولما حبيبي شوفت عينيك عنيك....بقيت يا حبيبي ملك ايديك....أيامي معاك....أنا عايش علشان بهواك....أنا عاشق وبموت في هواك....أنا ناسي في حضنك أنا مين.... جوايا غرام....ولا يمكن هحكيه بكلام....مين يقدر يوصف أحلام كان عايش يحلمها سنين"
حملها عند ذلك المقطع يدور بها بسعادةٍ وسط تصفيقات الشباب و التصفيرات الحارة، بينما "مريم" على الرغم من خجلها إلا أنها كانت تشعر بسعادةٍ من نوعٍ أخر خاصةً بعدما أصبحت له وحارب هو لأجل الحصول عليها.
كانت "خلود" تبتسم بتأثرٍ وهي تراهما مع بعضهما، فمال "عمار" على أذنها يسألها بنبرةٍ هادئة:
"ذوق مين الأغنية دي ؟؟"
ردت عليه بوجهٍ مبتسمٍ:
"ذوقي، كل الأغاني اللي هنا ذوقي أنا على فكرة، عجبتك؟؟"
حرك رأسه موافقًا ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"هي دي الأغنية اللي في الجون، عجبتني أوي وشكلك كدا ذوقك عالي أوي أوي، ولا إيه يا منعنع؟؟"
مالت على أذنه تقول بنبرةٍ هادئة:
"هو مش أنتَ شوفت اللي ميمي شافته ؟؟ ما تحمد ربنا بقى وبطل قلة أدب، عيب كدا"
رد عليها بضيقٍ وعدم ارتياحٍ ظهر في نبرته:
"مش عارف كدا بس حسيت إنك بتكروتيني، لو تتكرمي بقى و توريني اللي ميمي شافته تاني يبقى كدا فل أوي، ولا أروح اتشاقىٰ برة ؟؟ شكلي هبص برة"
حركت كتفيها بتعالٍ ثم قالت:
"ماتبص، هعملك إيه يعني؟؟ كدا كدا برض أنا اللي في القلب مفيش غيري فيه"
اقترب يقول بنبرةٍ هامسة:
"حلاوتك يا منعنع وأنتَ واثق في نفسك كدا، بعدين ياختي اتطمني الست الوالدة شكلها داعية ليكم في ساعة استجابة، ماهو أنا برضه واد لُقطة"
أبتسمت رغمًا عنها ثم سألته بسخرية:
"الله يرحم أيام أستاذ عمار و آنسة خلود، شكلك نسيت"
اقترب أكثر يهمس في أذنها بسبب ارتفاع الموسيقى:
"ماقولنا كنا بنسحب رجل الزبون، تحبي ترجعي تاني لأيام آنسة خلود ؟؟"
ردت عليه بنبرةٍ ضاحكة:
"يا سلام هتعملها ازاي دي ؟؟"
رد عليها بنبرةٍ ضاحكة يسخر منها:
"يا شيخة اتنيلي بقى، دا أنا مصدقت تاخدي راحتك معايا"
كانت "خديجة" تبتسم باتساعٍ فسألها "ياسين" بتعجبٍ:
"بتضحكي علي إيه؟؟"
جاوبته بضحكةٍ واسعة:
"رقصتهم مع بعض حلوة اوي اوي يا ياسين، فكروني بأيام كدا حلوة أوي".
ابتسم لها ثم مال على اذنها يقول بنبرةٍ هادئة:
"هبقى افكرك أنا بقى بطريقتي، كله إلا الزهايمر اللي عندك دا"
ابتسمت له ثم مدت كفها تمسك يده، بينما هو على الرغم من تفاجئه من ذلك إلا أنه ضغط على كفها، ثم غمز لها يشاكسها.
قلت الإضاءة في القاعة و سكتت الموسيقى، فقال الشاب المسئول عن التنظيم:
"دي مفاجأة من البنات صحاب العروسة، باسم جروب Sunrise novels، رحبوا معانا بيهم"
انتشرت التصفيقات الحارة، في حين فُتح الباب لتدخل منه فتيات كثيرات كلٍ منهن ترتدي فستانًا يقارب من تقف جوارها في اللون يرتدين النظارات الشمسية ثم دلفن تجاه العروس يمسكونها ومعها "خلود" أيضًا ارتدت مثلهن نظارة شمسية ثم أمسكت العروس من يدها ترقص معها و الفتيات حولهن في شكل حلقات دائرية كل دائرة تحاوط الأخرى نظرًا لكثرة عدد الفتيات، قام العامل بتشغيل أغنية حماسية ناسبت الفتيات حتى ازداد حماسهن فجأةً وهن يقولن بصوتٍ عالٍ وكلٍ منهن تشير إلى العروس:
_"وأنتِ مين يطولك دا أنتِ العالية لفوق....وأنتِ مين يطولك دا أنتِ العالية لفوق"
رقصت معهن "مريم" و"خلود" بفرحةٍ و استكملت الأغنية بصوت الفتيات مع بعضهن في جوٍ ساده المرح بسبب غناء الفتيات، على الرغم من الصداقة الطفيفة التي تجمعهن سويًا إلا أن هناك روابط قوية اتصلت بين قلوبهن أصبحت أقوىٰ و أمتن من أية روابط أخرىٰ، خاصةً و "خلود" تلتقط معهن الصور و الفيديوهات مع العروس بعدما اختلف الجو بسببهن.
_________________________
مال "مازن" على أذن "علي" يهمس له بقوله:
"واد يا علي ؟ هي إيه البنات الكتير دي ؟؟ فيه ماسورة ضربت هنا ؟؟ بس حلوين اوي"
رد عليه "علي" بنبرةٍ ضاحكة:
"دول بنات في جروب صحاب خلود و مريم، وجايين علشان يقفوا مع العروسة"
تدخل "فارس" يقول بإحباطٍ:
"مش لو كنا كبار شوية كنا اتعرفنا عليهم ؟؟"
استمع لهم "زياد" فاقترب يقول بخبثٍ:
"فيهم صغيرين على فكرة عادي، بس مش قدنا يعني، ممكن قد يونس"
كان "حسن" جالسًا على الطاولة الملتصقة بهم، فتحرك يقبض عليهم بذراعيه تزامنًا مع قوله:
"وحياة أهاليكم ؟؟ بتعاكسوا البنات ؟؟ وكسة عليكم يا احفاد الرشيد !! دا أنا هرقصكم بس نروح"
سأله "فارس" بتعجبٍ:
"حتى أنا !!"
رد عليه بثباتٍ يؤكد:
"خصوصًا بقى أنتَ، علشان تزعل إنك صغير بعد كدا".
صدح صوت أغنية عن الصداقة طلب فيها الشاب قدوم "عمار" يرقص مع صديقه، فاقترب منه "عمار" و الشباب معه يرقصون مع بعضهما، وكلٍ منهما يشير على الآخر وهو يغني معه بقوله:
"صاحبك دا من بختك في المصلحة ياخدك.... وإن جت عليك دنيتك....تلقاه واقف جنبك.... الرزق مش قرشين....الجدعنة رزقين...ياما عملنا فلوس....و الأخرة راحت فين.....دا محترم دا...من بيت كرم دا.... راجل على صاحبي أنا....قد الكلام دا....أسطورة جامدة....كاتب كتاب في الجدعنة....دا محترم دا....من بيت كرم دا....راجل على صاحبي أنا...قد الكلام دا.... أسطورة جامدة....كاتب كتاب في الجدعنة"
قام "عبدالرحمن" باحتضان "عمار" يربت على ظهره بينما "عمار" حرك كفيه وهو يقول بسعادةٍ في صوته:
"ألف مبروك يا أخويا...."
ابتعد عنه "عبدالرحمن" ثم أشار عليه وهو ينطق مع الكلمات:
"أعطل عليه زقة.... ولا عمره قال لأ.....وفي ضهري في الزنقة....راجل تمام لُقطة....اسطورة أوي يسطا....حقك ومش واسطة....اسمك عالي على اليافطة، صاحب جدع"
تدخل شباب من الحاضرين حمل كلٍ منهما العريس و "عمار" يرقصان مع بعضهما و الشباب في الأسفل يرقصون مع بعضهم وقد تزايدت الأجواء حماسًا.
في الخارج وقفت "نـغـم" في الحديقة تحاول قطف زهرة من الزهور الموجودة بشجرةٍ من الأشجار الموجودة بالمكان، لكن الأمر كان في غاية الصعوبة عليها، حاولت القفز لكنها فشلت فزفرت بضجرٍ حتى أتى "يونس" من خلفها يقطفها لها ثم قال بنبرةٍ ضاحكة:
"عندك بدل الواحد جيش جوة، ادخلي قولي عاوزة إيه هنجيبه ليكِ، امسكي"
مد يده لها بالزهرة فأخذتها منه بوجهٍ مبتسمٍ وهي تقول بنبرةٍ هادئة:
"محدش يعرف أني طلعت أصلًا بس أنا بحب الورد أوي، كنت عاوزة احطها في شعري"
اقترب منها يأخذ الزهرة ثم وضعها في خصلات شعرها وهو يقول بمرحٍ:
"كدا ؟؟ تصدقي شكلها أحلى"
حركت رأسها موافقةً ثم قالت بحماسٍ:
"هدخل اخلي ماما تصورني بيها"
رد عليها هو مسرعًا:
"هتفتحي علينا كلنا فتحة، استني شوية كدا اجيب ليهم كلهم علشان يتصوروا زيك، هو أنتِ خارجة هنا علشان الوردة؟؟"
حركت رأسها نفيًا ثم قالت:
"الجو جوة دوشة اوي، بحب الهدوء بحس إن دماغي بتكبر أوي في الدوشة"
سخر من حديثها بقوله:
"دماغك بتكبر ازاي يعني؟؟ دي علشان حاجة جديدة عليكِ، لكن مفيش كدا أصلًا"
ردت عليه بضجرٍ:
"لو سمحت متتريقش عليا، علشان أنا بزعل لما حد بيتريق عليا، ممكن يعني؟؟"
حرك رأسه موافقًا ثم قال:
"آه ممكن، مش بتريق على فكرة، أنا بهزر معاكِ عادي، متزعليش خلاص"
حركت رأسها موافقةً ثم قالت مبتسمة الوجه:
"خلتص مش زعلانة عادي"
سألها بتعجبٍ:
"خلاص كدا مش زعلانة؟؟"
حركت رأسها موافقةً بوجهٍ مبتسمٍ فتنهد هو ثم قال:
"الله يكرمك يا رب يا بنت الحلال، طب يلا ندخل ؟؟"
نظرت خلفها فوجدت أرجوحة صغيرة الحجم، حينها قالت بصوتٍ هادئ:
"عاوزة اركب المرجيحة دي بس جاسمين مش راضية تخرج معايا قعدت جنب ماما، ينفع تستنى اركبها؟؟"
نظر نحو اشارتها ثم خلع سترته يضعها على ذراعه ثم قال بحماسٍ:
"تعالي بسرعة قبل ما حد ييجي ويشوفنا، يلا"
ركضت نحو الارجوحة تجلس عليها فأغلق هو الحديد المؤمن لها ثم وقف خلفها بعدما وضع السترة على قدمها ثم حرك الأرجوحة للأمام و للخلف وهي تضحك بفرحةٍ وصوتٍ عالٍ.
خرج "وليد" يجاوب على مكالمةٍ هاتفية، فرآها تضحك على الارجوحة و "يونس" خلفها، حينها شهق "وليد" ثم اقترب منهما يقول بتهكمٍ:
"يا وقعة ابوكم سودا ؟؟ يا سوادك يا بن خالد، سيب البت يالا"
رد عليه "يونس" ببراءةٍ نتجت عن خوفه:
"أقسم بالله ما عملت حاجة أنا كنت بمرجحها بس، اسألها"
اقترب "وليد" بملامح ساخرة:
"يا راجل ؟؟ كدا هعديهالك يعني؟؟ الجملة دي لوحدها تخليني ادفنك هنا حي"
نزلت "نغم" من الارجوحة ثم قالت بأسفٍ:
"أنا اللي قولتله يا خالو، هو ملهوش دعوة متزعلش منه، ممكن؟؟؟"
حرك رأسه موافقًا ثم حملها على ذراعه ثم قبل وجنتها وقال للأخر:
"يلا يا حلو اتكل على جوة"
دلف "يونس" وهو يضحك، بينما "جاسمين" أتت من الداخل تقول بضجرٍ:
"وليد !! ركبني المرجيحة دي"
رد عليه بضيقٍ:
"يلا يا بت ادخلي جوة"
ضربت الأرض بقدميها ثم هددته بقولها:
"والله لو ماركبت المرجيحة هروح ومش هحضر الفرح"
ضحكت "نغم" على ذراعه، بينما قال هو بمعاندةٍ:
"ياريت، أنا عاوزك لو جدعة بصحيح تروحي لوحدك من هنا، اعمليها يلا"
ردت عليه بنبرةٍ أقرب للبكاء:
"يوه !! هو أنتَ بدستـ....بتستد....يلهوي، قول كدا معايا اسمها إيه ؟؟"
زفر بقوةٍ ثم سألها بيأسٍ:
"هي إيه ؟؟ هي إيه يا بنت المجانين بقيت عاوز دكتور تخاطب بسببك"
زفرت بقوةٍ فخرج "ياسين" لهم وهو يسأل بنبرةٍ جامدة:
"مش أنا قولت محدش منكم يتحرك من جنب ماما ؟؟ هو أنا مخلف نحل ؟؟"
اقتربت منه "جاسمين" تقول بلهفةٍ:
"بابا بسرعة علشان عاوزة اقولها لخالو وليد، الكلمة بتاعة بتتسدبسني"
كرر خلفها مُصححًا الكلمة:
"بتدبسني، قصدك دي ؟؟؟"
شهقت بفرحةٍ وهي تقول:
"أيوا صح هي دي برافو عليك شاطر، أنتَ كدا بتعمل اللي بابا قال عليها يا خالو، وأنا هروح اقول لخالتو عبلة اخليها تزعل منك"
اقترب "وليد" من "ياسين" يعطيه "نغم" ثم مال على الصغيرة يضعها على كتفيه وهو يقول بمرحٍ:
"أنا مقدرش على زعلك ولا زعل عبلة يا روح خالو، بس إيه رأيك أدوخك أحسن"
حركت رأسها موافقةً بحماسٍ فدار هو بها وهي على كتفيه، فسأل "ياسين" الأخرى بسخريةٍ:
"اوعي تكوني عاوزة زي ما الأهبل دا بيعمل مع الهطلة دي"
ردت عليه بنبرةٍ ضاحكة:
"لأ خلاص يونس مرجحني"
تلاشت البسمة من على وجهه ثم قال ببلاهةٍ:
"يونس !! هو دا بمنظرين ولا إيه"
_________________________
في الداخل بدأت الفقرة الألطف أو الأحب على القلب وهي فقرة الطعام، جلست الناس كما تم الطلب منهم، بينما "عمر" سأل بمرحٍ:
"جدعان أنا متفائل خير أوي، الفرح شكله نضيف، هل دا معناه إن الأكل نضيف كدا برضه؟؟"
تحدث "خالد" يقول بضجرٍ:
"ياربي دا نسخة كوبي منه، ياض هتموتني أقسم بالله"
أرسل له "عمر" و "عامر" في آنٍ واحدٍ قبلة في الهواء فضحك الشباب عليهم، بينما "خالد" لطم وجهه بيأسٍ منهما.
اقترب العمال يضعون على الطاولات أطباقًا مُغلفة بها شطائر اللحم البارد و معه عدة شطائر أخرى، فقال "عامر" بمرحٍ بعدما نظر لما يوجد بالاطباق:
"صحيح صدق من قال الشرطة في خدمة الشعب"
في تلك اللحظة زادت النيران الصناعية، على جانبي الفرح ليدخل قالب الحلوى المخصص للعروسين المكون من عدة طوابق وصلت إلى سبعة بشكلٍ هرمي، حينها مال "وليد" على أذن "عامر" يقول بنبرةٍ ساخرة منخفضة:
"طب بص كدا على التورتاية، صدق فعلًا اللي قال التورتة في خدمة الشعب، أقسم بالله لو ماخدت منها هلبسها في وش العريس"
ضحك "عامر" ثم همس له:
"متخافش قالي إنه كلم القاعة يقسمها علينا علشان أهل العروسة مش عاوزين منها وأهله برضه، إحنا فقرا خليه يجيبهالنا"
اقترب منهما "طارق" يقول مهددًا لهما:
"لو بتتكلموا على مصيبة سودا ناويين تعملوها هوأدكم هنا"
على طاولة الفتيات كانت "خلود" تراقب "عمار" وهو يتحرك يُتمم على كل شيءٍ في المكان مع العُمال، حيث يأخذ المكان ذهابًا و إيابًا، يتمم على الطعام و الشراب، فقالت بشفقةٍ عليه:
"هو عمار مش هياكل؟؟ بقاله كتير عمال يلف وماكلش معانا"
تحدثت "سلمى" بخبثٍ:
"ايوا بقى، خلود بقت بتفكر في أكل حد تاني غيرها، دا كدا عمار اتحب بجد"
ضحكت الفتيات عل سخريتها، بينما "خلود" أمسكت السكين وهي تقول بتهديدٍ:
"يابت هولدك قبل ميعادك؟؟ حلي عني أنا دماغي فيها فرح"
تدخلت "عبلة" تقول بسخريةٍ:
"الله يرحم ايام ما كانت بتتريق عليا علشان بأكل وليد، الدنيا كاس وداير"
نطقت "هدير" بخبثٍ:
"متحرجوش القطة بتاعتنا بقى، هي يعني علشان كانت عاملة نفسها معندهاش مشاعر، طلعت دايبة خالص"
ابتسمت "خلود" رغمًا عنها ثم قالت بقلة حيلة:
"ما أنا بحبه يا جماعة، أعمل إيه"
قالت "خديجة" بسخريةٍ:
"اعملي خط وامشي عليه".
انتشرت الضحكات عليهما، بينما "خديجة" ابتسمت لشقيقتها باستفزازٍ، قاصدة إثارة حنقها.
_________________________
انتهت فقرة تناول الطعام واقترب "عبدالرحمن" و "مريم" من بعضهما مرةً أخرى يرقصان سويًا بمرحٍ وهو يمسك كفيها:
"دا اللي من زمان نفسي ابقى جنبه.... ولو هتقلب مجنون بس ابقى جنبه"
كانت رقصتهما مرحة ثم تحولت إلى الروتين المعتاد حيث رقصة الشباب المعتادة مع بعضهم ومعهم صغارهم:
_صاحبي اللي كتفه في كتفي بيخليني متطمن، عارفه هيفضل جنبي مهما لاقاني بتجنن ومش من دمي ولا أبويا ولا عمي، لكنه أختار يكون جــنـبــي...
وقفوا بجانب بعضهم كلٍ منهم يضع كفيه على كتف على من يجاوره، وكذلك الصغار صنعوا دائرةً في المنتصف يرقصون مثل الكبار في بهجة انتشرت بالمكان.
انتهى الزفاف بعد خروج العروسين من القاعة و الفتيات
صديقاتهن يطلقن الزغاريد تحيةً للعروس ثم بعد ذلك فرغت القاعة من البشر، وركب "عبدالرحمن" مع عروسته وهو يبتسم لها، بينما هي وضعت رأسها على كتفه ثم تنهدت بعمقٍ وقالت:
"دلوقتي بس نقدر نقول إننا لقينا الونس أخيرًا و الغربة ملهاش مكان"