رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل السابع عشر
_ مرت الأيام بينهما وليس بجديد بل كانا يعيشا معا كالغرباء ... هو يعمل طوال النهار ثم يذهب إلي المطعم ومنه إلي أي مكان يقضي فيه وقته حتي يحل ظلام الليل الحالك وف منتصف الليل يعود إلي منزله ليجدها تغط ف النوم منكبة ع أوراق والكتب حيث كانت تستذكر دروسها لاسيما قاربت ع أختبارات آخر العام ... بينما هي كانت تتجنب أن تلتقي معه أو تجلس برفقته ولاتتحدث معه سوي ف الضروري القصوي ....
وف ليلة من لياليه حيث ذهب إلي إحدي الملاهي الليلية يلتقي بأصدقائه القدامي ...
_ ياأهلا يا أهلا مش مصدق نفسي يا جدعان ياسين البحيري أخيرا حن علينا وجه يسهر معانا .... قالها إحدي أصدقائه ويدعي هيثم
فأجاب عليه آخر :
يابني هتلاقي المدام منكده عليه كأي راجل مصري مقهور وجاي يفك عن نفسه معانا
رمقهم ياسين بسخط وقال :
ده أي الظورف والخفة الي نزلت عليكو دي مرة واحده
هيثم :
طول عمرنا يا ياسو وده يرجع لأننا سناجل عايشين حياتنا ع كيفنا ولا عندنا الي تقول رايح فين ولا جاي منين
قال ياسين ساخرا:
ودي عيشه دي !!
أجاب عليه صديقه الآخر :
وأنت بذمتك راضي عن عيشتك بعد الجواز ... ولا قولت اه تبقي كداب
أجاب ياسين بحنق :
ليه هو أنا تافه زيك أنت وهو ... بالعكس حياتي اتعدلت للأحسن بعد الجواز حتي لو فيه شوية مشاكل ده طبيعي بين أي أتنين متجوزين
هيثم :
ياعم ربنا يسعدك ... إحنا كنا بنهزر معاك متاخدش ف خاطرك وسيبك من الواد زيزو .. أنا عازمك ع كاس وصاية
رمقه بإزدراء وقال :
شكرا بطلت من زمان
أنتبه صديقهم الثالث إلي حازم الذي جاء برفقة تلك الصهباء ..
_ أي ده السهره هتحلو أوي .. الواد حازم جه وجايب معاه حتة صاروخ
ألتفت ياسين ليتفاجئ بها وهي تبتسم له بدلال وتشير له بأناملهاوهي تتقدم نحوه ...
قال هيثم بنبرة غزل ونظرات جريئة : دي مش صاروخ دي قاعدة صواريخ نووي
ياسين :
رانا !!!
_ هاي ياشباب ... قالها حازم
هيثم :
وأخيرا أتجمعت شلتنا ... قالها وهو ينظر بجرآة جلية إلي رانا وأردف :
مش تعرفنا يازوما ع القمر
ضحكت فقال حازم :
دول أصحابي ..هيثم .. رامي .. و...
قاطعته بإبتسامة عارمه :
ياسين
حازم :
تصدقي ناسي خالص انكو تعرفو بعض
تمتم ياسين وهو يشيح نظره عنها :
كانت معرفه سوده
_ عيزاك دقيقتين ... قالنها رانا إلي ياسين
هيثم : مينفعش أجي أنا بداله
إرتسمت ع ثغرها إبتسامة صفراء لذلك المتطفل ثم أقتربت من ياسين وأنحنت هامسه بالقرب من أذنه :
تعالي معايا عيزاك ف موضوع مهم
رمقها بسخط وإحتقار قائلا :
مش فاضي
قالت بنبرة خبيثة وبإبتسامة مصتنعة :
ياتري أي ردة فعل المدام لو أتبعتلها صورة ليك وأنت ف النايت وياسلام لو الصورة أتلقطت دلوقت ...
صدي صوت كاميرا هاتفها حينما ألتقطت لهما معا صورة (سيلفي )
نظر إليها لثوان ثم قبض ع يدها وقال وهو ينهض :
تعالي
هيثم :
ع فين كده ؟ الي ياكل لوحدو ياصاحبي
رمقه ياسين بنظرة مرعبة جعلته يصمت ع الفور ... بينما حازم إبتسم بجانب فمه يتبعهما بعينيه ...
وبداخل رواق مظلم ...
_ براحة أيدي هتكسر ف إيدك ... صاحت بها رانا وهو يدفعها إلي الحائط
جحظت عينيه والغضب يتطاير منها فقال بصوت مخيف :
وهكسرلك دماغك الي مش عايزه تشيلني منها
رانا :
ولا هشيلك منها أبدا ... عارف ليه ..
جذبته نحوها وزراعيها تحاوط عنقه وبصوت أفعي ماكره :
عشان بحبك وعيزاك
رفع إحدي حاجبيه وقال :
أنتي أي ياشيخه مبتزهقيش !!!
أقتربت بوجهها من وجهه وقالت :
توء توء ... بالعكس أنا كل مدي وبتعلق بيك أكتر ...صبرت عليك الأيام الي فاتت ومرضتش أضغط عليك وقولت أسيبك تفكر براحتك .. بس طال الإنتظار يا ياسين ومبقتش قادرة أصبر أكتر من كده
أزاح زراعيها بعنف من ع عنقه حتي تألمت وجذبها من شعرها بقوة محذرا إياها :
أنا بحذرك للمرة الأخيرة لو مبعدتيش عني ولميتي نفسك مش هقولك هاعمل أي معاكي ... لأن هخليكي تندمي ع اليوم الي شوفتيني فيه .. وبالمناسبة الفيديو إياه الي عماله تهدديني بيه خليهولك ... يفكرك بذكرياتك الو......
أبتعد تاركا خصلاتها وأردف :
عن إذنك
قالها ثم بصق نحوها وتركها وغادر المكان ع الفور
ألتقطت أنفاسها وعدلت من ثيابها وعادت إلي ردهة الملهي لتجد حازم يجلس بمفرده وأصدقائه ف ساحة الرقص برفقة بعض الفتيات
جلست بجواره بتأفف وهي تخرج سيجارة من حقيبتها وضعتها بين شفتيها .. قام هو بإشعالها لها بقداحته وقال :
نفضلك ؟؟
نظرت للفراغ بتوعد :
ورحمة ماما لهخليه يجي لحد عندي راكع
قهقه حازم بسخريه فقالت بحنق وتهكم : وأي الي بيضحكك ياحازم باشا
أجاب عليه بثقة :
عشان كنت فاكرك أذكي من كده
رانا :
أصدك أي ؟؟
أرتشف من كأسه وإبتسم بمكر وقال :
هو أي الي مخليه يبعد عنك ويعاملك كده ؟
أجابت عليه :
الزفته مراته وقال اي ملبسها نقاب عشان بيغير عليها
حازم :
والي يخليهالك تبعد عنه وتطلب الطلاق منه كمان!!
إبتسمت بعدم تصديق :
بتتكلم بجد ؟؟
أجاب بإبتسامة ثقة :
شكلك نسيتي مين هو حازم يا رانا
أخذت منه الكأس وأرتشفت كل مابه ثم قالت :
خالص ده أنا كده أطمنت ع الأخر لأن مفيش واحده حطتيها ف دماغك وعدت من تحت إيدك بس ياريت تقدر عليها دي شكلها مش سهل
حازم :
وأنا بموت ف الصعب .
********""""""""'********"""""""*****
_بداخل عيادة طبيبة النساء ...
تمسد الطبيبة بجهاز الأشعة ع خصرها قائلة :
حضرتك حامل من حوالي شهرين وعشر أيام والجنين بخير الحمدلله والنبض تمام وهخليكي تسمعيه بنفسك
قامت بتشغيل الصوت ليدوي صوت نبض الجنين ... وهي تنصت له بملامح متجمدة ...
نهضت الطبيبة وقالت :
خلاص خلصت .
نهضت شيماء بجذعها وقامت بتعديل ثيابها وتشعر بثقل ف قدميها وكأنها غير قادرة ع الوقوف ... إستعادت قواها وسارت نحو مكتب الطبيبة وجلست أمامه وقالت بصعوبة :
يي ينفع ... أأ أنزله ؟؟؟
كانت تدون لها ف الورقة أسماء بعض المكملات الغذائية وحين سمعت ماتفوهت به الأخري أصابتها صدمة فقالت :
سوري كنتي بتقولي أي؟؟
أبتلعت لعابها بصعوبة وقالت :
عايزه أنزله
قطبت الطبيبة حاجبيها وبدي الغضب ع ملامحها قائلة :
هو أنتي ....
قاطعتها شيماء وقالت :
لاء حضرتك فاهمه غلط أنا متجوزه بس جوزي مش عايز أطفال دلوقت لأن ظروفنا متسمحش
الطبيبة :
و لو برضو يامدام الي بتقوليه ده جريمة وحرام شرعا وقانونا .. يبقي ليه بتتجوزوا أصلا !!
نهضت شيماء بغضب :
خليكي ف حالك لو سمحت ... كل واحد أدري بظروفه .. عن إذنك
الطبيبة :
ثواني ... أنا بعتذر عن تدخلي بس ده خطر ع حياتك غير إنه حرام إلا ف حالة لو الحمل ده فيه ضرر ليكي ... تنهدت ثم أعطتها ورقة الأدوية ...
_ أتفضلي أبقي خدي الحاجات الي كتبهالك عشان صحتك وعشان البيبي
أخذتها من يدها ولم تتفوه بحرف بل رمقتهابإمتعاض وغادرت العيادة وعبراتها تنهمر ع وجنتيها .. تخطو بخطوات سريعة حتي وصلت إلي الطريق وألقت الورقة بعد إن قامت بكمشها ف قبضة يدها لتشير إلي سيارة أجرة ودلفت إلي داخلها ... بينما هناك شخص ما يتبعها قام بإلتقاط الورقة وأخذ يتفحصها فقام بإجراء مكالمة هاتفيه :
الو ايوه ياعبده.
*****"""""""*******""""""*********
_ كادت تفتح باب فأوقفتها تلك المرأه الحيزبون التي تدعي عديلة قائله :
رايحه فين يا سنيوره ؟؟
تأففت مريم بضيق وتمتمت بصوت منخفض :
وإستفتحنا بالنكد ع الصبح
عديلة بصوت جهوري :
بتبرطمي بتقولي أي يا ست مريم ؟؟
مريم :
مبقولش .. أنا نازله أشوف أكل عيشي
ضحكت عديلة بسخريه ثم قالت :
عيشك !! الله يرحم ... ربنا يعينك ويقويك يا علاء يا ابني ... فاتحها سبيل لليسوي والي ميسواش
رمقتها مريم بسخط وتركتها وغادرت المنزل ... وهي تهبط الدرج كادت تصتدم به وهو صاعدا يحمل طعام الفطور..
_ أي الي منزلك بدري كده ؟؟... قالها علاء
أجابت عليه بتوتر :
رايحة ...أصدي نازله هافتح المحل وكمان مستنية بضاعة هتوصل كمان شويه
علاء :
طب أطلعي أفطري الأول وأنا هابقي أنزل معاكي هستلمها وهرصهالك ع الإستندات
مريم :
معلش ياعلاء أنا هابقي أفطر تحت .. عن إذنك.. وكادت تغادر فأمسكها من يدها وتفحص ملامحها قائلا :
هي ماما ضايقتك ف حاجه؟؟
أومأت له بالنفي
فأردف :
أومال مالك ؟؟
جذبت يدها من يده قائلة :
مفيش ياعلاء هو تحقيق !!
زفر بحنق وقال :
بقالك كام يوم مش ع بعضك وديما زعلانه ومتضايقة وكل ما أسألك تتهربي مني
أبتلعت لعابها بتوتر وقالت :
مين أنا ؟؟ .. أبدا
ضيق عينيه وهو يحدق بها بنظرات ثاقبة .. أطلق تنهيدة وقال بنبرة زادت من توترها أكثر :
ماشي يامريم ... حطي ف دماغك كويس إن خطيبك وقريب جدا هابقي جوزك و إن الكدب ملهوش رجلين والمستخبي النهاردة بكره هينكشف ويبان
قالها وأخذ ينظر إليها وهي أيضا تنظر له ف صمت وبداخل عقلها قالت :
خايفة لأحكيلك الحقيقة تبعد عني وأنت الوحيد الي حسيت معاه بالأمان وحبيته من كل قلبي ... خايفة لتسبني أرجع للعذاب الي كنت فيه.
_ أنا طالع ... لو فيه حاجه كلميني أنزلك .. قالها علاء
مريم :
حاضر
هبطت الدرج وهي تتذكر حينما تفاجاءت منذ أيام بوجود عمها بداخل المتجر ...
فلاش باك
هارون :
حمدالله ع سلامتك بابنت الغالي
ألتفت إليه ورمقته بصدمة جلية :
عمي !!!
قهقه هارون بسخريه وقال :
طيب كويس فاكرة إن عمك
صاحت بغضب وحنق :
أنت جاي عايز مني أي ؟؟؟
أقترب منها وملامحه تنذر بالشر قائلا :
جاي عشان أقولك إن أمك مابين الحياه والموت من وقت ما هربتي ومحتاجه عمليه تكاليفها ربع مليون جنيه وأنا كان ع عيني النايت بعيته لواحد معرفه وبقيت شغال عنده والفلوس كلها خلصت ع علاج وعمليات أمك الي مبتخلصش
_ أنت كداااب .. صاحت بها مريم
ع الرغم إنه شعر بالغضب وود أن يلقنها صفعة قوية لكنه كظم غضبه وأكمل حديثه الماكر ببراعة :
وأي الي يخليني أكدب عليكي يا بنت أخويا.. لو مش مصدقاني كلمي أختك وهي هتقولك إن كنت بكذب ولا لاء
أعطاها هاتفه لتأخذه بحذر وهي تنظر له بعدم تصديق .. ضغطت ع زر الاتصال بشقيقتها ...
مريم :
الو يا مي أنا مريم
مي :
مريم !! .. أنت فين .. سبتينا وهربتي ليه ... ماما تعبانه أوي وحياتها ف خطر لازم نعملها عملية ضروري
شعرت مريم بدوار يداهمها .. جلست ع المقعد الخشبي ..
مي : مريم ... ألو ... ألو.. مريم روحتي فين
مريم :
معاكي يا مي
مي :
طيب أنتي هتيجي مع عمو هارون
مريم :
لاء .. أصدي أول ما هعرف أدبر المبلغ هقابلك عشان نعملها العمليه... سلام
أعطت الهاتف إليه ... مبتسما إليها بإنتصار قائلا :
ها صدقتيني؟؟... هتدبري بقي الربع مليون جنيه دي إزاي
نظر من حوله متفحصا ذلك المتجر الصغير وأردف :
مش معقولة حتة الدكانه دي هتجبلك عشر آلاف حتي .. نظر إلي خاتم الخطبة ف إصبعها وأكمل حديثه :
ولا كابتن علاء ناوي يساعد ؟؟
مريم :
ده أنت عارف كل حاجه بقي
هارون :
أنتي لما هربتي سبتك بمزاجي لأن واثق ومتأكد هتلفي تلفي وهترجعيلي ف الآخر وأنتي بنفسك الي هتتحايلي عليا عشان أرجعك الشغل
صاحت بغضب :
ده ع جثتي إن أرجع لشغلك الو.... ده تاني أنا عندي أشحت ولا إن أبيع جسمي
ضحك بسخريه وإستهزاء ثم قال :
خلاص سيبي أمك تموت .. عمتا أنا هاعمل حساب لصلة الدم ومش هقفل بابي هسيبهولك موارب ... بس لو فضلتي تعاندي وركبتي دماغك يبقي متلوميش غير نفسك ساعتها هابعت لخطيبك فلاشه عليها كل إنجازاتك المشرفة وهيكون بابي أتقفل خلاص ولا منك أنقذتي أمك ولا منك عيشتي مع الراجل الي فاكرك الخضرة الشريفة
بااااك
قامت بالإتصال بشقيقتها للأطمئنان ع والدتها ...
مريم :
ألو يامي أنا مريم ... ماما عامله أي دلوقت ؟؟
مي : .......
صاحت مريم :
أي ؟؟؟ ... طيب أنا جاية بسرعه إبعتيلي العنوان ف رسالة ... يلا سلام
بينما كان علاء يغادر البناء ليجدها تشير إلي سيارة أجرة فلم يستطع اللحاق بها ليشير هو إلي سيارة أخري ودلف إليها قائلا للسائق :
_ ورا العربية الي هناك دي ياسطا
*****"""""******""""""*********
_ تجلس ع ماكينة الخياطة شاردة ... تتذكر مشهد إعتداء طليقها عليها الذي نتج عنه جنين ينمو بداخل أحشائها تريد الخلاص منه ... حيث يذكرها بذلك الحادث الذي لايعلم عنه أحدا سواها هي والآخر ...
_ بت ياشيماء ... أنتي يابت .. صاحت بها زميلتها بالعمل وهي تلكزها ف زراعها ... وقد أنتبهت الأخري لها ...
_ نعم ؟
هبة :
نعم الله عليكي يا أختي ... سرحانه وسايبه الماكنه شغاله ع الفاضي ولو المديرة جت وشافتك هتديكي جزاء وخصم محترم وأنتي مش ناقصه
لم تجيب شيماء عليها وبل أسندت جبهتها ع الطاولة
قالت هبة بخوف وقلق :
مالك يابت وشك أصفر كده ليه و....
صمتت ثم أردفت بصوت مرتفع :
لا تكوني حبلي !!!
_ وطي صوتك فضحتيني ... قالتها شيماء بصوت منخفض واضعه كفها ع فم هبة
رمقتها هبة بتعجب وقالت :
أفضحك !!!
حينها لم تتمالك شيماء عبراتها فأجهشت بالبكاء ... عانقتها زميلتها وقالت :
مالك ياشيماء أنا مش فاهمه حاجه
شيماء :
أنا ف مصيبة يا هبة ومش عارفه أعمل أي
ربتت عليها زميلتها بحزن ع حالتها وقالت :
أستني كلها ربع ساعة وهنمشي تعالي نطلع ع أي محل كشري نتغدي و أحكيلي مالك يمكن أساعدك
_ وبداخل المطعم ...
_ يانهار أسود ومنيل !! ده واحد حيوان أنت كنتي متجوزاه ولا بتحبيه إزاي ؟؟... صاحت بها هبة
أجابتها شيماء بنبرة ندم :
أهو نصيب وتقدري تقولي كنت عبيطة وعاميه لحد مافوقت متأخر
هبة :
ربنا ينتقم منه ويشوف ايام سوده
شيماء وهي تجفف عبراتها بالمحرمه الورقية :
شوفيلي حل ياهبة أنا معرفش دكتور ينزله
تنهدت هبة وقالت :
أستغفر الله العظيم ... أنا ليا واحده قريبتي بتشتغل عند دكتور من إياهم بتوع عمليات الإجهاض ... بس أنا خايفه عليكي خاصة بتقولي حامل ف شهرين وعشر ايام
شيماء :
ياريت أموت وأروح لأمي وأبويا أحسن من الأرف الي عايشه فيه ده
هبة :
ألف بعد الشر عليكي ... ربنا يخليكي لبنتك ... دي ملهاش غيرك
إبتسمت بسخريه :
بنتي !.. بنتي لما تكبر وتعرف حقيقة أبوها هتكرهني إن خلفتها منه ... ده غير حالها الي هيوقف لما أي حد هيتقدملها ويعرف تاريخ أبوها الأسود
هبة :
ياختي الناس بتنسي وبعدين هيعرفو منين وهو ملئح ف السجن وبعيد عنكو
شيماء :
مفيش حاجة بتستخبي يا هبة مهما مرت السنين خاصة الفضايح والناس مبتفتكرش غيرها
هبة :
ع رأيك ... عموما أنا هكلملك بنت خالتي الي بتشتغل عند الدكتور الي ممكن يعملك العملية بس خدي بالك دول أسعارهم حرائه يعني ممكن يلهف منك 5 الاف جنيه أقل حاجه
أندفعت شيماء قائله :
مش مشكله لو حتي عشره بس يخلصني من المصيبه دي
هبة وهي تمسك بحقيبتها الجلدية :
طيب ثواني هاتصلك عليها وهسألها وهحددلك معاها ميعاد كمان
شيماء :
ياريت
ضغطت هبة ع زر الإتصال .. وضعت الهاتف ع أذنها ...
_ الو أيوه يا نجلاء أنا هبة بنت خالتك يا موكوسه ... أيوه صحصحي معايا ... بقولك عايزاكي ف خدمة .... دي واحده صاحبتي بس عزيزة عليا وبعتبرها زي أختي .... تسلمي يا نوجا المهم الدكتور بتاعك ده هيطلب ف السبوبه دي كام ؟؟..... نعم ياختي !! كتو سبع عفاريت ينططوه مايعرف حد يخرجهم منه ليه إن شاء الله !!! ...
أشارت لها شيماء هامسه :
ماشي ...ماشي
هبة :
طيب يانوجا كلميه وقوليلو إنها ف الشهر التالت وخليه يحدد ميعاد ف أقرب وقت .... لا ياختي متجوزة وربنا بس بعيد عنك حياتهم كرب وظروفهم المادية صعبه خالص وهي عندها خمس عيال ... قالتها وهي تغمز بإحدي عينيها إلي شيماء التي رمقتها بإندهاش
_ ماشي وإحنا منتظرين منك رد بليل أو بكرة بالكتير .... مع السلامه .. سلام
أغلقت المكالمه ...
_ معلش يا شيماء كنت بقولها كده عشان كانت شاكه إنك لامؤاخذة لسه عازبه وحامل من سكه شمال ودي لسانها أسرع من نشرة الأخبار ممكن تروح تقول لعلي جوزي وأنا مش ناقصة كلمتين منه كفايه مستحمله أرفه
شيماء :
وهي هاتروح تقولو ليه ؟؟
هبه :
ولاد عم ياحبيبتي
شيماء :
معلش ياهبة خلاص بلاش لو هاعملك مشاكل
هبة :
لو قولتي كده تاني وربنا لهزعل منك ... يعلم ربنا أنا بعتبرك زي أختي
جاء إليهما النادل يضع أمامهما أطباق الطعام
_ أي طلبات تاني يافندم ؟؟
هبة :
متشكرين يا أخويا ... يلا مدي إيدك و سمي الله وكولي وأدعيلي لأنك هتاكلي أطعم وألذ طبق كشري عمرك ماهتلاقي زيه ف حته تانيه
شيماء:
كولي أنتي بالهنا والشفا أنا مليش نفس
قالت هبة بطريقة فكاهية :
ورحمة أبويا لو ما اكلتي لهروح أقتل أبو العيال وأبعته ف شنط سوده لأمه
ضحكت شيماء من مزاح صديقتها
فأردفت الأخري :
أيوه كده أضحكي محدش واخد منها حاجه إحنا الي قاهرين نفسنا ع الفاضي
شيماء :
ماشي عشان خاطرك بس هاكل ع أد نفسي ... بسم الله .
******"""""""******""""""*******
_ يجتمع كل من عزيز وجيهان وآدم وخديجة ويوسف وملك ولوجي إبنة يوسف جميعهم حول مائدة الطعام يتناولون وجبة الغداء ...
_ واحشني ياسين ويونس أوي ... قالتها جيهان
أبتلعت ملك ما بفمها وقالت :
مين سمعك يا مامي وأنا كمان واحشوني أوي خاصة ياسين
ضحك يوسف وقال :
سبحان الله فعلا صدق المثل الي قال القط يحب خناقه
ملك :
بس مبستحملش عليه حاجه ونفس الموضوع عليك وع أبيه آدم ويونس
قالت جيهان وهي ترمق عزيز بجانب عينيها بملامة وعتاب :
معلش يا ملك الله يسامح الي كان السبب
ترك عزيز الشوكة والسكين أمامه مما أصدرا صوتا لينتبه له الجميع وقال :
أنا مطردتش حد من الفيلا ولادك هم الي عاندوا وكل واحد شاف حياته وتاني مرة أبقي خدي بالك من كلامك ياجيهان عيب
_ ماما جيهان مكنش أصدها حاجه ياعمي ... قالتها خديجة
جيهان بنبرة سخط :
ده بقي العادي عند عمك
نهض عزيز وهو يلقي بالمحرمة ف الصحن قائلا :
الحمدلله ... سميرة خليهم يعملولي فنجان قهوة ويجيبوه ع مكتبي ... آدم
آدم كان يلتزم الصمت من البداية ... لبي نداء والده بنبرة جدية :
نعم
عزيز :
لما تخلص أكلك تعالالي ع المكتب
تنهد وقال :
حاضر
نهض يوسف وهو يمسح فمه بالمحرمة وقال :
بابا أنا عايز أتكلم مع حضرتك ف موضوع مهم
قالها وتبادل النظرات مع والدته التي تعلم مايريده من والده ....
عزيز :
لما أخلص مع أخوك أبقي تعالي
أومأ له يوسف بشبه إبتسامة :
حاضر
همست ملك إلي والدتها :
مامي هتكلميه إمتي ع موضوعي أنا ومصعب ؟؟
جيهان :
إستني لما نشوف ردة فعله الأول ع موضوع يوسف أخوكي
تأففت ملك وقالت :
اوف.. أنا عارفه حظي بابا هيرفض جوازة يوسف والتاني هيتخانق معاه وهتقوم حريقه وف الآخر يوسف هيسيب الفيلا ويروح يتجوز الي بيحبها ف شقه بعيد زي ياسين ويونس
_ تفائلي بالخير هتلاقيه ... ومتنسيش إن آدم وكلنا معاكي ... قالتها خديجة
جيهان :
والله ياديجا أنا عن نفسي تعبت مش عارفة أعمل أي معاه وهو دماغه صعبه والي طالع زيه آدم إبنه
ملك :
لاء يا مامي ديمو عسل وقلبه حنين حتي أسألي ديجا وهي هتقولك ...
قالتها وهي تغمز بعينها إلي خديجة ...فأرتسمت ع ثغرها إبتسامة خجل فقالت بمزاح :
يعني أصدك عمو عزيز قلبه قاسي ... اه لو سمعك
ملك : بقي كده يا ديجا !!
ضحكت جيهان وخديجة ع ملك
فقالت الصغيرة لوجي :
جيجي
جيهان : نعم ياقلب جيجي
لوجي : هو أنا لما هاكبر وأتجوز جدو هيرفض جوزي ويطردنا بره الفيلا ؟؟
رمقها ثلاثتهم بإندهاش من سرعة بديهة وذكاء تلك الطفلة ... فأطلقو ضحكة ع كلماتها البريئة التي تفوهت بها للتو
******""""""*******""""""*******
_ بداخل قاعة الزيارات ف سجن طرة ...
_ معلش معرفتش أكلمك ... وقتها طب علينا ف العنبر الظابط إبن ال....قومت رميت الموبايل من فتحة الشباك .. قالها عبدالله
أجاب عليه صديقه الذي يبدو ع ملامحه الإجرام والشر :
معلش ياصاحبي هاجبلك غيره بس كله بتمنه
وضع عبدالله كفه ع صدره كعلامة إمتنان وقال :
تسلم يا هنداوي وليك عليا تمن البضاعة هسلمهولك كل زيارة
هنداوي :
براحتك يا صاحبي ... نيجي لموضوعك البت طليقتك طلعت حامل
جحظت عينيه بصدمه وقال :
يا بنت ال.... هي لحقت تحمل منه الواطيه
أشار له بيده وقال :
إتك ع الصبر بس ... وفيها أي ماهي حامل من جوزها
أمسك عبدالله ف تلابيب صاحبه وصاح بغضب :
متقولش جوزها لقطع لسانك
أبعد هنداوي يديه عنه وقال :
ماتهدي ياعم الفرن ... هو أنا بقول حاجه غلط .. الحق عليا إن جاي أبلغك بالتقرير
ألتقط عبدالله أنفاسه وهو يحاول أن يهدأ من روعه :
معلش يا هنداوي أصلي متغاظ من إبن ال... الي كنت بعتبره صاحبي ولا الخاينه بنت ال..... الي راحت إتجوزته
هنداوي :
ولا يهمك يانجم ما أنا جايلك ف الي هيخليه يطلقها بالتلاته
قال عبدالله بحماس :
أي ؟؟
أجاب هنداوي :
لما طلعت العياده ودخلت عليهم عملتلهم إرهاب خاصة لما رفعت عليهم المطواه الدكتوره خافت وقالتلي إن طليقتك حامل وعايزه تسقط البيبي ... فبالمفهوميه كده لو حامل من صاحبك اي الي يخليها تسقطه غير إنها لسه بتحبك !!!
إبتسم عبدالله بمكر وشر وقال :
يخرب عقلك يالا
هنداوي :
عيب عليك يا برنس ده أنا عرفت من صنف النسوان دي بعدد شعر راسي
عبدالله :
أنت هتصيع عليا بعدد شعر راسك إزاي وأنت زلبطه (أقرع)
هنداوي بحزن مصتنع :
ربنا يسمحك ... وأنا كان أصدي ع شعري الي طار ... وتصدق أن أنا غلطان أنا ماشي
أمسك عبدالله بيده وهو يقهقه :
إستني ياعم وربنا بهزر معاك مالك قفوش ليه وبتزعل كده
هنداوي :
ما أنت عارفني مبحبش الي يألش عليا
عبدالله :
خلاص حقك عليا وأدي قرعتك أصدي راسك أبوسها ... خلاص ؟؟
هنداوي :
ماشي المسامح كريم... قصرو المطلوب مني أي دلوقت ف حواراتك الي مبتخلصش دي ؟؟
وقف عبدالله ونظر نحو النافذة المجاورة لهما وقال :
تروحلها تبلغها إن عايزها أقابلها ضروري
هنداوي : ولو رفضت ؟؟
عبدالله :
تهددها إنك هتبلغ النطع الي معاها بخبر حملها وإنها عايزه تسقط .
هنداوي :
ده دماغك دي بنت حرام
عبدالله :
ده لسه اللعب هيحلو أوي .. عشان يعرفو مين هو عبدالله .
*****"""""""*******"""""*******
_ طبعا طبعا جايين يا نشأت بيه عشان خاطر حضرتك وعروستنا الجميلة ... قالها عزيز متحدثا ف الهاتف
طرق الباب ثم دلف إلي الداخل ليشير إليه والده بالجلوس أمام المكتب ... جلس وتصنع التحديق ف شاشة هاتفه ...
عزيز :
طبعا آدم هيجي وهيجبلها أحلي هدية كمان
أتسعت عينيه بإندهاش ثم عقد حاجبيه وأشار إلي والده بإستفهام ... فأشار له والده بيده بأن ينتظر
عزيز :
لاء شكرا حضرتك .. وأبقي بلغ سلامي وسلام آدم للجميلة روفان ... يلا باي .. مع السلامه
أغلق المكالمه ... صاح آدم بغضب :
أنا ممكن أفهم أي الي بيحصل ياعزيز بيه ؟؟؟
قام بإشعال سيجارة بين شفتيه وقال بهدوء ثار حنق نجله :
أولا صوتك ميعلاش عليا تاني أحسن هتلاقي مني بعد كده معامله مش هاتعجبك خالص أقلها بدل ما أنت رئيس مجلس الإدارة للشركة هتتنقل للأرشيف وتبقي زيك زي أي موظف عادي
إبتسم آدم بجانب فمه وعض ع شفته السفلي ليكبح جموح غضبه ... فكر قليلا أن يساير والده ويرد له الصاع صاعين فقال :
والمطلوب مني أي يا عزيز بيه ؟؟
زفر دخان سيجارته ف الهواء ثم أرتشف القليل من القهوة وقال :
كده أنت أبني وحبيبي .. نيجي بقي للكلام المهم .. تروح دلوقت ع محل مجوهرات بس أبعد عن الي بتتعامل معاه والدتك ... وأشتري إسوره أو كوليه شيك عشان تقدمه لروفان هدية عيد ميلادها الي هنحضره الليلة دي
ضيق آدم عينيه بخبث وقال :
الليله دي ؟؟
أجاب عزيز وهو يفتح إحدي أدراج مكتيه وأخرج بطاقة إئتمانيه قائلا :
أظن كلامي واضح ... وخد الكريدت دي عشان هتحتجها الأيام الجاية
ضحك بسخرية وقال :
ده حضرتك مخطط ومحضر لكل حاجه بقي
عزيز :
ما أنت عارف عمري ما بعمل حاجه غير لما أكون مخطط قبلها ومظبط كل حسباتي ... وخد بالك جوازك من روفان هيرجع قيمة عيلة البحيري ف السوق من جديد ده غير هتجيب منها ولي العهد الي هيشيل إسمي وأسمك
آدم بنبرة ساخره :
ولي العهد ...وإفرض إن إتجوزت روفان وبرضو محملتش وطلع العيب من عندي أنا
قال عزيز بغضب كامن :
مفيش الكلام ده كل رجالة عيلة البحيري بتجيب بدل العيل عشرة وخير دليل أنا جبتكو أربع رجاله وأختك
أبتلع ريقه بتوتر وشعر بغضب عارم كلما تذكر حديث الطبيب له ...
نهض وقال :
عن إذن حضرتك هاروح أشوف الي ورايا عشان أقدر أجي معاك الحفلة بلليل
إتجه نحو الباب وكاد يفتحه فأوقفه والده وقال :
متنساش الكادو
إبتسم بتهكم :
عيوني ياعزيز بيه
_ غادر مكتب والده متجها نحو الدرج صعد إلي الأعلي حتي وصل إلي غرفته وملامحه يبدو عليها الغضب ... فتح الباب ليجد خديجة ع وشك المغادره ... تفاجاءت به فقالت :
مالك يا آدم ؟؟
أوصد الباب خلف بعنف ولم يجيب عليها ... قام بفتح الخزانة ... ذهبت خلفه ووضعت يديها ع زراعيه قائلة :
أنا مش عايزة أعرف حاجه بس أنا مبستحملش أشوفك ف الحاله دي
_ خلع قميصه وألقي به ع الأرض وهو يزفر بغضب وتأفف ... أبتعدت لتلتف وأصبحت أمامه حيث ظهرها مستندا ع أرفف الخزانة ...
_آدم حبيبي أهدي ... روح أتوضا دلوقت وصلي ركعتين لله ... الغضب من الشيطان والشيطان من النار مبيطفهاش غير الوضوء والصلاه والإستغفار ... قالتها خديجة
حدق بعينيها ملتزم الصمت ثم جذبها بين زراعيه معانقا إياها بقوة حتي شعرت بخفقات قلبه الثائر من الغضب ...
آدم :
خديجة بتحبيني ؟؟
أبتعدت برأسها لتنظر إليه بدهشه وقالت :
ودي محتاجه سؤال ؟؟ ما أنت عارف أنت أي بالنسبه ليا
_ بتثقي فيا ؟؟
_ ثقتي فيك لأبعد الحدود والي بينا أكبر من الثقة
تنهد بأريحية ليعانقها مجددا وقال :
ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
لم تعلم مصدر ذلك الشعور الذي يخالجها توا وهو الخوف والقلق من المجهول فقالت :
آدم هو فيه حاجه حصلت وخايف تحكيهالي ؟؟
أمسك بطرف ذقنها مبتسما وقال :
لاء يا قلبي أنا بس كنت مخنوق شوية وحبيت أسمع منك كلامك الجميل ده هداني وريحني نفسيا
إبتسمت وقالت :
ربنا يريح بالك ديما ويهديلك الحال يا حبيبي ... بس إسمع مني روح أتوضا وصلي هتحس براحه أكتر
رمقها بنظرات متفحصة وهو يجذب وشاحها من فوق رأسها بهدوء ...
_ بتعمل أي ؟؟
إبتسم بمكر وهو يحملها قائلا :
هخليه وضوء وشاور
أدركت مقصد حديثه ... صاحت بخجل :
هااا ... آدم نزلني ماما وملك مستنيني تحت ف الجنينة
آدم :
قوليلهم كنتي بتديني جلسة علاج نفسي
ولج إلي داخل المرحاض ليغلق الباب بقدمه .
_ آدم .. آدم ..بس .. بس بق.....
ساد الصمت ولم يصدي ف الأرجاء سوي صوت خرير مياه الصنبور المنهمر.
*****""""""********""""""""*******
_ خرجت للتو من قاعة المحاضرات ...
_ يلا أبوس إيدك هاموت من الجوع .. قالتها نهي صديقة ياسمين
ياسمين :
يابنتي حاضر والله رايحين وأنا الي عزماكي كمان خلاص ؟؟
نهي :
تسلميلي يا حبي بس خوفت لتقوليلي نروح نشتري الملازم الأول
ضحكت ياسمين من أسفل نقابها وقالت :
لاء متخافيش لأن أنا كمان هاموت من الجوع زيك لأن ماكلتش من إمبارح
نهي :
هو أنتي مبتعمليش أكل ولا أي
صمتت وهي تتذكر حينما صنعت طعام الغداء بالأمس وقامت بتقديمه إلي ياسين فقال لها :
شكرا أنا كلت برة ... شيلي الأكل ... ونهض وتركها وأخذ متعلقاته وغادر المنزل
_ ياسمين ... ياسمين .. صاحت بها نهي
ياسمين :
نعم؟؟
نهي :
سرحتي ف أي ؟؟
ياسمين :
مفيش يلا عشان نلحق ناكل ونروح نشتري الملازم قبل ماتخلص
نهي : يلا بينا
_ ولدي كافتريا الجامعة التي تقدم بعض الوجبات الخفيفة ...
أخرجت ياسمين من محفظة نقودها ورقات من المال وقالت :
معلش يانهي خدي هاتي أنتي عشان مش قادرة أقف حاسة بصداع جامد وف نفس الوقت بزغلله ف عينيا
أمسكت نهي بيدها وقالت بقلق :
تعالي يا حبيبتي قعدي ... ألف سلامه عليكي .. وأنا هاجبلك الأكل وحاجه تشربيها ... قعدي هنا ومتتحركيش
ياسمين :
حاضر
جلست خلف طاولة تقديم الطعام التابعة للكافتريا ... كانت تنظر لأسفل حتي وصل إلي أنفها رائحة عطر قد أستنشقتها من قبل لكن صاحبها أكد لها حدثها حينما تفوه قائلا :
مدام ياسمين ؟؟
رفعت عينيها لتجده يقف أمامها ... نهضت وكادت تغادر المكان ... فأوقفها ممسكا بيدها لترمقه بتعجب قائلة :
أستاذ حازم لو سمحت عيب كده .. قالتها وجذبت يدها
_ آسف ... معلش مكنش أصدي .. أتفضلي خليكي قاعده مكانك وأنا هاروح ع أي تربيزه تانية .. قالها حازم بنبرة ماكره
_ جبتلك بيتزا بالشاورما حكاية و....
قالتها نهي وصمتت عندما وجدت حازم نظرت إلي ياسمين بإستفهام
شعرت الأخري بالحرج فقالت :
أستاذ حازم صاحب ياسين جوزي .... قالتها وهي تشير له ثم أشارت إلي صديقتها :
نهي صديقتي وأكتر من أخت
مد يده مصافحا ويرمقها بنظراته التي يوقع بها قلوب الفتيات :
أهلا يا آنسه نهي
مدت يدها بدون إراده وبادلته المصافحه وظل ممسكا بيدها لثوان
_ إحمم ... طيب عن إذن حضرتك إحنا رايحين محاضرة دلوقت ... قالتها وهي تغمز بعينها إلي نهي التي أنتبهت وجذبت يدها فورا
حازم :
بعتذرلك مرة تانية ... وع فكرة متستغربيش وجودي أنا هنا ف زيارة لإبن عمي يبقي دكتور ف كلية إعلام
ياسمين بنبرة جدية :
حصل خير عن إذنك ... يالا يانهي عشان منتأخرش
_ذهبت وظنت إنه غادر ولا تعلم إنه كان يراقبها منتظرا شيئا ما ... يقف ع بعد مسافة منها بعدما أنتهت من تناول الطعام هي وصديقتها ...
قالت الأخري :
مقولتليش مين المز ده يا ياسو ؟؟
ياسمين :
دي عاشر مرة تسأليني نفس السؤال وقولتلك إنه صاحب جوزي
نهي :
أنا أصدي تفاصيل سنه خريج أي ببشتغل ولا لاء
ياسمين :
وأنا مالي !!! مسألتهوش ليه ؟؟
نهي :
أنتي رخمه أوي و....
قاطعتها ياسمين وهي تشير لها بالصمت .. أخرجت هاتفها الذي يرن لتجد المتصل رقم مجهول فأجابت :
ألو
أجاب عليها صوت أنثوي :
مدام ياسمين ؟؟
ياسمين : اه أنا مين معايا ؟؟
_ معلش غبت عنك كتير الأيام الي فاتت من ساعة الرسالة الي بعتهالك ... ها أخدت بالك من جوزك ولا لاء ؟؟
ياسمين :
أنتي عايزه أي مني ومن جوزي ياحيوانه
_ طيب ليه الغلط ده ... الحق عليا كنت جيبالك دليل ع كلامي يفوءك من الغيبوبة الي معيشك فيها ياسين ... وع العموم عشان إحنا ستات زي بعض ويهمني مصلحتك هابعتلك صورة لجوزك وهو ف حضن واحده كان سهران معاها ف النايت إمبارح
ياسمين :
كدابة
_ ربنا يسمحك ... هو الواحد الي بيعمل خير ديما بياخد مقابله شر ...سلام يامدام
أغلقت المكالمة وبعد ثوان جاءت إليها صوت رسالة من (الواتس ).... وجدتها صورة مرسلة قامت بفتحها لتجد ما قالته لها صاحبة المكالمة المجهولة صحيحا ويبدو الصورة حقيقية ولايوجد بها أي تلاعب
_ مالك يا ياسمين ؟؟ ومين دي الي كنتي بتكلميها ؟؟.. قالتها نهي
شعرت بأن كل ماحولها يدور وبدأت الرؤيا تبدو لها مشوشه ...فقالت بصوت واهن :
أأ نا عايزه أروح
نهي وهي تمسك بيدها لتسندها :
تعالي قعدي هنا إرتاحي وإحنا شوية وماشيين
_ لاء لاء ... أنا عايزة أمشي ... صاحت بها ونبرة صوتها تعلن إنها ع وشك أن تبكي
نهي بنبرة رجاء :
أرجوكي إسمعي الكلام إنتي شكلك تعبان خالص وممكن توقعي من طولك
ياسمين بصوت باكي :
عايزه أمشي .. عايزه أم.....
_ يااااااااسمين ... صاحت بها نهي عندما وقعت الأخري مغشي عليها ... قامت بعدة محاولات لتجعلها تستيقظ لكن باءت جميعها بالفشل وف غضون ثوان ركض حازم المراقب للأحداث منذ البداية ... وقام بحملها تحت نظرات نهي المندهشة ولايعلم إن هناك من يلتقط له بعض الصور ... فقالت :
حضرتك واخدها ع فين ؟؟
أجاب عليها :
هاخدها ع أقرب مستشفي من هنا
نهي :
طيب أستنا أنا جاية معاك
زفر بضيق تجاهلته نهي وذهبت معه ف السيارة .