رواية تعافيت بك الجزء الثالث الفصل السابع عشر 17 بقلم شمس بكرى


 رواية تعافيت بك الجزء الثالث الفصل السابع عشر

"الطيور على اشكالها تقع، و القلوب على نقائُها تتلاقىٰ"
_________________________

ركض "وليد" خلف "علي" بعدما سمع حديثه عن تشاجر أحفاد العائلة مع بعضٍ من أولاد المنطقة، وقد لحقه الشباب خلفه حتى يلحقون ما يمكن إلحاقه خاصةً إذا تعلق الأمر بـ "مازن" و "زياد".

في الشارع الخلفي وقف "فارس" في المقدمة و خلفه "زياد" و "مازن" يمسك بكف "فاطيما" التي ظهر أثر البكاء على وجهها.

تحدث "فارس" مع ذلك الصبي الذي يقف أمامه يضع كفيه في خصره وخلفه أقاربه:

"وهو الصح إنه يضرب بنت ؟؟ وكمان يزعل أخواتي؟؟ أخوك غلطان يا زعيم"

رد عليه الصبي بطريقةٍ تخلو من الأدب:
"وأخواتك ضربوه وخلصنا خلاص، مكبرين الموضوع ليه بقىٰ ؟؟ يلا يا حبيبي روح مع اخواتك علشان متزعلوش"

فور انتهاء جملته كور قبضتيه يضرب "فارس" في منكبيه، فأمسك "فارس" رسغيه وهو يقول بنبرةٍ جامدة لمن يقفون خلفه:

"زياد.... مازن.... وليد قال إيه؟"

تحدث كليهما في آنٍ واحدٍ بنفس الصوت:

"اللي متعرفش تغيره غوره.."

سألهما "فارس" بنفس الصوت:

"و إن غلط فيك ؟؟"

_"عَــوره"

نطقها الأثنين معًا في نفس الوقت، فيما دفع "مازن" "فاطيما" وهو يقول بنبرةٍ هامسة:

"روحي أنتِ يا فاطيما"

طالعته بتعجبٍ فيما بدأت المشاجرة بين "فارس" و "زياد" والبقية، حتى دفعها "مازن" ثم ركض لأخيه يدفع من حاول خنقه.

ركضت "فاطيما" بخوفٍ حتى اصطدمت في "وليد" الذي سألها بلهفةٍ:

"أخواتك فين يا فاطيما؟؟"

ردت عليه بنفسٍ متقطعٍ:

"بيضربوهم هناك يا خالو"

اقترب منها "حسن" يحملها بين ذراعيه فيما استأنف الشباب ركضهم نحو الصغار ليقع نظرهم على "فارس" يمسك ذراعي أحد الصغار و "مازن" يقول بضجرٍ:

"ماقولنا اللي متعرفش تغيره غوره و لو غلط فيك عوره"

فور انتهاء جملته لكم الصغير في وجهه، وعلى الجهة الأخرى كان "زياد" يمسك عنق أحدهم وهو يقول بغلٍ:

"علشان تحرم تمد إيدك على بنت بعد كدا، الراجل ميمدش أيده على بنت ولو مدها نقطعهاله"

تحدث الولد بصوتٍ مختنقٍ:
"سيبني أحسنلك، احنا من عيلة القبطان و أبويا ممكن يوديكم في داهية"

ازدادت مسكة "زياد" على عنقه ثم قال بسخريةٍ:

"واحنا من عيلة الرشيد....هاتوا أخركم بقى وخد التحية دي مني ليك وسمعني سلام أني اتنفس تحت الماء"

قبل أن يدفع الصغير على الأرض تحدث "وليد" بنبرةٍ جامدة تُغلفها القسوة:

"زيــاد !! سيبه"

التفت له "زياد" يطالعه بتحدي، فكرر "وليد" كلمته بثباتٍ:

"سيبه يا زياد بقولك !!"

تحرك حينها "فارس" و "مازن" يقفان بجوار "وليد" بينما "زياد" ظهر التحدي في نظراته و أصر على فعل ما أراد هو، لذلك شدد مَسكته على عنق الصبي ثم دفعه بغلٍ على الأرض حتى ارتطم بها، حينها أوشك "وليد" على فقد صبره من عِناد صغيره، فيما نفض "زياد" كفيه ببعضهما ثم اقترب من والده وحينما لاحظ نظراته قال بلامبالاةٍ يخالطها البرود:

"إيه بتبصلي كدا ليه ؟؟ مش قولتلي سيبه ؟؟ سيبته أهو"

تدخل "طارق" يقول بنبرةٍ هادئة وهو يطالع الصغار حوله على الأرض يتألمون:

"يلا أنتَ وهو روحوا بالعيال دي و سيبوا معايا وئام، دول عيلة القبطان، يعني فيها وجع راس، يلا يا حسن"

حرك "حسن" رأسه موافقًا و كذلك "وليد" أخذ الأولاد ثم رحل نحو البيت فيما وقف "وئام" بجوار "طارق" حتى وجد أربعة رجال يقتربون منهما، فسأل "طارق" بقلقٍ:

"طارق معاك عوامة ؟؟"

طالعه "طارق" مُستنكرًا، فيما أضاف "وئام" بتهكمٍ بعدما رماهم بنظرة عابرة:

"هـيـغـرقـونا"
_________________________

في المخزن أسفل شقة "ميمي" اقترب منهم "عمار" يجلس بجوارهم ثم قال بنبرةٍ غلفها الحزن لأجل صديقه:

"الواد عبدالرحمن صعبان عليا أوي، عيلة أبوه مش محسسينه بالفرح، وهو حاسس أنه متضايق وملهوش حد، عاوزين نفرحه يا رجالة"

رفع "خالد" حاجبه مستنكرًا، فيما قال "رياض" بسخريةٍ:

"دا امتى إن شاء الله ؟؟ مش شايف الحوسة اللي احنا فيها دي؟؟ ولسه هنوزع ؟؟"

تنهد "عمار" بغلبٍ ثم قال بنبرةٍ أقرب للتوسل:

"علشان خاطري يا عمو رياض، لو مش النهاردة يبقى بكرة، الواد مش بيسيبنا، عبدالرحمن ملهوش غيري أنا"

سأله "عامر" مُبتسمًا:
"بتحبه أوي يعني ؟؟ يفرق معاك"

نظر له "عمار" ثم قال بنبرةٍ أوشكت على التأثر وهو يهتف بصدقٍ:

"مليش غيره صاحب يا عامر، لما واحد فينا بيتوه بيلحقه التاني، لو عبدالرحمن فرح أنا هفرح أنا كمان، يهمني أخويا يفرح زي ما طول عمركم مفرحين بعض وفرحانين لبعض كدا"

ربت "ياسين" على كتفه ثم قال مُستحسنًا قوله وصدق نبرته:

"عيوننا، طَمرت فيك التربية ياض، نخلص بس الليلة دي و ننضف من اللي إحنا فيه دا وبعدها نفرح بودي إن شاء الله"

ابتسم "عمار" و احتل الحماس ملامح وجهه ليبيد أي انطفاء أو حزن مر به، بينما "عامر" قال بلهفةٍ:

"طب نخلص الفتة دي وناخد الباقي نوزعه علشان نشوف هنعمل ايه سواء هنا أو هناك، بصراحة عبدالرحمن دا حبيبي وعمره ما ساب حد فينا"

تحدث "ياسر" بنبرة مرحة موجهًا حديثه للصغار يشاكسهم:
"شايفين الصداقة ياض منك ليه ؟؟ عاوزكم تطلعوا كدا مع بعض، اللي يزعل فيكم التاني يفرحه، جو الصحاب الغدارين دا مش عندنا يا حبيبي أنتَ وهو"

تحدث "يونس" بسخريةٍ:
"طب لو حد فيهم غدر ؟؟ أعمل معاه إيه ؟؟"

حرك "خالد" رأسه نحوه وهو يقول بجديةٍ وتأكيد في حروفه:

"تفضل ضهرهم يا يونس، صاحبك قدام الناس ملاك بجناحين مبيغلطش، بينك وبينه تعاتبه وتقوله على اللي فيها، إن شوفته بيغلط نبهه و إن فرح افرحله، وإن حزن اقسم حزنه معاه، إن كانوا أهلك مفروضين عليك، فصحابك من اختيارك أنتَ"

تدخل "عُمر" ابن "عامر" يقول بمرحٍ امتزج بالسخريةِ:

"خلصت يا عم خالد ؟؟ شكرًا على الحكمة بس احنا مفروضين على بعض برضه...شوفت المفاجأة ؟؟"

ارتفع صوت الضحكات العالية، فيما غمض "خالد" جفونه وهو يقول بشرٍ زائفٍ:

"آه يا واطي ؟؟ هو أنتَ ياض زي أبوك واقفلي لقمة في الزور ؟؟"

راقص "عُمر" حاجبيه بمرحٍ، فيما قال "ياسين" بسخريةٍ:

"ماهو ربك بيسلط أبدان على أبدان يا خالد، مكتوب على أهلك السلالة دي، بياخد حق أبوه و حماه إن شاء الله"

ضحكوا على حديثه، فيما قال "يونس" بمرحٍ:

"بما إنك فتحت الموضوع دا هل دا معناه لو اتقدم لبنتك واحد زيي هل تقبل بيه ؟؟"

حاولوا جاهدين كتم ضحكتهم، فيما رفع "ياسين" حاجبه وهو يقول بغموضٍ:

"طبعًا و أعمله ليلة تليق بيه متليقش بحد غيره، هجيب فيها أعظم الناس"

ابتسم "يونس" بحماسٍ ظهر على ملامح وجهه، لكن سرعان ما تم وأده بحديث "ياسين" مُضيفًا بكلماتٍ تُقطر الشر:

"هجيبله نصر الدين طوبار، و يتعمله صوان بطول الشارع كله، و مش هشرب الناس قهوة لأ، هوزع من المحمصة علطول"

ازدرد "يونس" لعابه بخوفٍ حينما أدرك مقصد حديث "ياسين" الذي رفع حاجبيه مُتسائلًا وكأنه يقول له:

"هل تريد المزيد ؟؟"

حرك "يونس" رأسه نفيًا بخوفٍ وقد انتشرت الضحكات عليهما في تلك اللحظة بصوتٍ عالٍ حتى مال "عمار" على أذن "يونس" يقول بسخريةٍ:

"ياسين حبيبك ها !! اتوكس"

_"حاضر.....اتوكست"

قالها "يونس" بنبرةٍ خافتة يوافق "عمار" الذي ضحك رغمًا عنه في الحديث.
_________________________

في بيت آلـ "رشيد"
وقف "وليد" أمام صغاره يمسح وجه "مازن" من أثر الدماء التي تعلقت من الخدش الذي أصابه، وكذلك "هدير" تحتضن "فاطيما" التي بكت بخوفٍ و "حسن" يمسح لها مرفقها من الإصابة التي توسطته.

تحدث "مُرتضى" بضجرٍ:
"هما هيسوقوا فيها ؟؟ الله يرحم أيام ما كانوا متكومين كلهم في أوضة فوق السطح، بقوا عيلة و بيضربوا عيالنا كمان ؟؟"

تحدث "محمود" يعاتبه بقوله:
"بس يا مرتضى عيب كدا، مهما كان إحنا جيران و لينا عمر مع بعض، استنى لما طارق و وئام ييجوا"

تدخل "مُحمد" يقول بنفاذ صبرٍ:
"كلم طارق كدا يا مرتضى علشان تليفوني فوق، لو محتاجنا نروحلهم، ولا شوف طه كدا راح وراهم"

تدخل "محمود" يتشدق بنذقٍ:
"هو إيه اللي حصل ؟؟ مين اللي غلط الأول ؟؟"

تدخل "فارس" يقول بضجرٍ و انفعالٍ:

"هما يا جدو، بدأوا الأول و زعلوا فاطيما و واحد فيهم ضربها، روحنا نكلمه خبط مازن بالمسدس و عوره، هو إحنا ملناش لازمة يعني ؟"

تحدث "مرتضى" مُستفسرًا:
"يعني ياض أنتَ اللي بدأت ؟؟"

حرك رأسه موافقًا ثم أضاف مؤكدًا بثباتٍ و قوة اكتسبتها شخصيته منذ الصغر:

"آه....واللي هييجي جنب أخواتي أو حد من عيلة الرشيد هضربه و أموته كمان، ومش بتأسف لحد ومش غلطان ومحدش مننا غلطان"

ابتسم "مرتضى" بإعجابٍ فيما سأل "وليد" ابنه بقلة حيلة:

"وجعاك يا مازن ؟؟ ولا نروح مستشفى وخلاص ؟؟"

رد عليه بهدوء:
"مش وجعاني يا بابا، متخافش"

اقترب "زياد" منه يقول بمرحٍ يُخفف به حزن توأمه:

"أديهم علمونا من بعض أهوه علشان ميتوهوش فينا تاني، مش عاوزك تزعل نفسك علشان التعويرة العبيطة دي، أخوك معاك"

ابتسم له "مازن" باتساعٍ فيما قال "وليد" بمعاتبةٍ للصغير:
"أنتَ مبتسمعش كلامي ليه يا زياد؟؟ بقولك سيب الواد متسمعش كلامي ؟؟"

أشار "زياد" إلى نفسه مُستنكرًا وهو يقول بذهولٍ:

"أنا !! أنا مبسمعش كلامك ؟؟ طب احلف كدا إني مسمعتش كلامك !!"

نظر له البقية بتعجبٍ فيما قال "وليد" بنبرةٍ جامدة:
"لأ مش هحلف علشان أنا مش عيل صغير بيكلمك، أنا قولتلك سيبه و......"

قاطعه "زياد" من الاسترسال وهو يقول ببراءةٍ:

"وأنا عملت إيه ؟؟ سيبته والله وسمعت كلامك علشان غلاوتك عندي"

ظهر شبح ابتسامة على وجه "وليد" لم يُكبت العناء في إخفائها فيما التقطها "زياد" لذلك قال بمرحٍ يشاكسه:

"ما تضحك يا نجم هو الضحك بفلوس ؟؟"

انفلتت الضحكة من بين شفتي "وليد" الذي احتضن ابنه وهو يضحك رغمًا عنه ثم ضربه على رأسه وهو يقول بقلة حيلة و يأسٍ:

"يا أخي بطل لماضة بقى وشقاوة، تعبت أمي يالا"

تدخل "محمد" يقول بسخريةٍ:
"قال يعني جايبه من برة؟؟ نسخة كوبي من اللي خلفه"

ابتسم له "وليد" باستفزازٍ فيما قالت "عبلة" بضجرٍ:
"كنت بقول يا بختك يا ماما مروة، اقسم بالله لما جربت صعبت عليا، وصعب عليا حالي"

ربتت "سلمى" على كتفها بسخريةٍ فيما ارتمت "عبلة" عليها تقول ببكاءٍ زائفٍ:

"أنا اتمرمط أوي يا سلمى...أوي"

كانت "فاطيما" ترتجف بين ذراعي والدتها من البكاء، فقامت "هدير" بتقبيل جبينها ثم ربتت على وجهها وهي تقول بنبرةٍ هادئة:

"ألف سلامة عليكي، إيدك بتوجعك ؟؟"

حركت رأسها نفيًا ثم قالت بصوتٍ مختنقٍ نتيجة البكاء:

"لأ بس خايفة بابا يزعقلي علشان روحت لوحدي، مش هتزعقلي يا حسن صح ؟؟"

تنهد "حسن" بضجرٍ ثم جلس على ركبتيه أمامها يقول بنبرة صوتٍ هادئة:

"لأ مش هزعقلك، وكويس إنك عارفة إنك مسمعتيش الكلام، بس تاني مرة ياريت نسمع الكلام و لو هتروحي مكان يبقى تاخدي حد معاكي، ولو حد زعلك تسيبيه و تمشي و غيرك هما اللي يجيبوا حقك"

ردت عليه بضجرٍ:
"أنا معملتش حاجة على فكرة هو اللي رخم عليا و أنا بجيب الحاجة الحلوة، ولما جيت أمشي زقني، و علي كان ورايا على فكرة صح يا علي ؟؟"

حرك رأسه موافقًا ثم قال بلهفةٍ:
"والله كنت بحاول اوقف الخناقة بس لما ضربوا مازن أنا جريت علشان اجيب أي حد، وعلى فكرة هما اللي رخمين اوي"

تحدث "محمود" بضجرٍ من الوضع بأكمله:

"غلط....كلكم غلط يا علي، المفروض نسحب نفسنا ونمشي علشان المشكلة متكبرش، والكبار يلموا وراكم، معاكم بنت ومينفعش تتخانقوا وهي معاكم"

تحدث "مازن" بضيقٍ هو الأخر:
"بس إحنا مش بنخاف ولما خالو طارق ييجي هيقولنا حصل إيه"

سادت لحظة صمت لبرهةٍ عابرة قطعها "وئام" حينما دلف لهم و يتبعه "طارق" يزفر بقوةٍ، فتأهبوا جميعًا عند دخولهم في ترقبٍ للآتي، بينما "محمود" سألهما بلهفةٍ:

"ها علمتوا إيه ؟؟ عدت ولا لسه؟"

نطق "وئام" بضجرٍ و قلة صبرٍ:
"يا ستار على دي عيلة ؟؟ مُتعبين أوي، مش عاوزين يطلعوا عيالهم غلطانين و راسهم و ألف سيف نروح بالعيال نتأسف ليهم علشان فيهم واحد اتعور جامد في راسه، اللي زياد وقعه"

تحدث "مرتضى" منفعلًا بتهكمٍ:
"نعم ؟؟ مبقاش غير دول كمان يتكلموا ؟؟ فين كبيرهم ؟؟"

تحدث "طارق" يُهدئه بقوله:
"هدي نفسك بس يا عمي، أنا لا يمكن اقبل بحاجة زي دي، و عمي طـه كلم عمهم حسين هناك و الراجل اعتذر بالنيابة عن العيال في عيلته"

اقترب "فارس" من "طارق" يقول مُستفسرًا باهتمامٍ:

"يعني خلاص كدا نروح نلعب براحتنا ؟؟ ولا هنفضل محبوسين هنا ؟؟"

ابتسم "طارق" بقلة حيلة ثم ربت على رأسه وهو يقول بنبرةٍ مرحة:

"روحوا العبوا واللي ييجي جنبكم متخافوش منه عيلة الرشيد في ضهركم، خد اخواتك وروحوا العبوا يلا"

صرخ الصغار بمرحٍ فدلف "طـه" يقول مُبتسمًا بفخرٍ:
"العيال عندهم متخرشمة كلها، بس بصراحة يستاهلوا خصوصًا الواد اللي زياد وقعه" 

سأله "محمود" مُتعجبًا:
"ليه ؟؟ عمل حاجة ؟؟"

رد "طه" يجاوبه بسخريةٍ:
"قال إيه عاوز زياد يروح يتأسفله لحد عنده علشان اتريق على عيلتهم و علشان راسه اتعورت"

تحدث "مرتضى" بتهكمٍ ساخرٍ:

"يا ســلام ؟؟ هيتشرط بروح أمه ؟؟ مش كفاية عيال متربوش زي عيلتهم"

تدخل "أحمد" يسأله مهتمًا بطريقة عمه:

"أنا عاوز أفهم مالك ومالهم ؟؟"

رد عليه "طـه" بنبرةٍ ضاحكة وهو يرمق أخيه بخبثٍ:

"خلاص بقى يا أحمد مش عاوزين نقول إن واحد منهم عاكس مرات عمك و مشيرة قبل كدا و عمك راح كسرهم على القهوة قبل كدا"

تباينت ردود الأفعال ما بين المرحة و المستنكرة و المندهشة فقالت "سلمى" بمرحٍ:

"أيوا يا ميمو يا جامد !! طالما الموضوع فيه طنط مروة يبقى الله يرحمهم"

رمقها "مرتضى" بسخريةٍ ثم قال بتهكمٍ بعدما قلد طريقتها:
"يا سلام ياختي ؟؟ هتفضلي نايمة طول عمرك ويوم ما تفوقي هيبقى عليا ؟؟ نامي يا بت ولا روحي أولدي أحسن"

تحدث "وليد" بتهكمٍ يرد على حديث عمه "طـه":
"بقى هو عاوز ابني يروح يعتذرله ؟؟ لأ وماله"

أشار له "زياد" فمال عليه "وليد" و كذلك "مازن" بينما قال هو بنبرةٍ هامسة أعربت عن خبث حروفه:

"بقولكم إيه ؟؟ مش واجب برضه نروح نعتذرله ؟؟"

ابتسم "مازن" بخبثٍ فيما قال "وليد" بعدما تتبع نظرات البقية:

"فين الأدب؟؟ فين الأخلاق؟؟ فين بيت الواد دا ؟؟"

ضحك الأثنين معًا بينما "وليد" غمز لهما بمرحٍ وقد اقترب منهم "فارس" و "علي" معه حتى قال الأول:

"بقولك إيه يا عمو وليد ؟؟ مش واجب نروح نعتذر برضه ؟؟ حاسس أني متأسفتش كويس"

نظر "وليد" في أوجه الصبية ثم ضحك رغمًا عنه حتى ضحكوا هم أيضًا دون أن يفهم البقية ما يدور بينهم، لكن ما بدا لهم أن هؤلاء الأربعة قد حصلوا على المرتبة الأولى في مدرسة "وليد الرشيد".
_________________________

في شقة "ميمي" تم الانتهاء من الذبح و التوزيع و أثر الذبح أيضًا ثم قام الشباب بتبديل ثيابهم و تحمموا وكذلك الصغار أيضًا، فجلس "عمار" وسط الصبية الصغار و بجواره الفتيات الصغيرات بينما أمهاتهن بقيت بداخل الغرفة.

سأله "يونس" مُتعجبًا:
"هو احنا هنعمل إيه يا عمار ؟؟ استحمينا و غيرنا هدومنا و قعدين كأننا ليلة العيد رغم أنه خلاص، مستنيين إيه ؟؟"

أشار له بالتريث، فاقتربت منه "جاسمين" تجلس على قدمه وهي تقول ببراءةٍ:

"مش احنا صحاب ؟؟ قولي ومش هقول لحد خالص"

رفع حاجبيه مستنكرًا وهو يقول:
"يا شيخة ؟؟ طب حد غيرك يقول كدا، دا أنا مش فاضحني غيرك أنتِ، اخرسي"

زفرت وهي تضم ذراعيها معًا أمام صدرها بتذمرٍ، فيما خرجت "خلود" من الداخل تقول بحماسٍ لزوجها:

"عملت اللي طلبته مني يا عمار، بس يارب هي متتأخرش، بس أنا مقولتش ليها أي حاجة"

حرك رأسه موافقًا وهو يبتسم لها ثم قال بقلة حيلة:

"يا رب بس الواد الزفت دا ييجي، الشباب تحت مستنيينه، لما نشوف أخرتها"

جلست أمامه تسأله بمرحٍ:
"طب قولي عاوز تعمل إيه وأنا مش هقول لحد خالص"

رفع حاجبيه مستنكرًا وهو يقول ساخرًا:

"يا شيخة ؟؟ دي وراثة بقى !!"

ضحكت هي حينما أدركت مقصد حديثه، بينما هو تنهد بعمقٍ ثم قال مُستسلمًا للفضول البائن في نظراتهم:

"هنعمل هنا قعدة حلوة مع بعض، بما إن الغبي اتهور و عرفت من أبوه أنه لغىٰ الحِنة، و قولت لوليد يجيب الشباب و العيال، طالما عبدالرحمن منكد على نفسه و منكد على عروسته"

حركت رأسها موافقةً بتفهمٍ بينما الصغار قفزوا مع بعضهم بمرحٍ وحماسٍ، فيما قال "يونس" يؤنبه بمعاتبةٍ:

"بقى كدا يا عمار ؟؟ طب قولي اظبط الدنيا معاك بدل ما هي سادة كدا"

سأله "عُمر" بسخريةٍ متدخلًا في الحديث:
"هتعمل إيه يعني ؟؟ هترش علينا مكسرات ؟؟"

رد عليه بضجرٍ:
"لأ يا خفيف، هنظبط الدنيا علشان يبان إن فيه فرح حتى، قوم يا عمار معايا يلا، يلا يا زين يلا يا عمر ويلا يا يزن"

وقفوا بتعجبٍ فيما ركض "يونس" نحو الداخل حتى اصطدم في جسد "ميمي" التي فُزعت من ركضه، بينما هو قال بلهفةٍ:

"معلش يا تيتة أسف والله، حقك عليا، ارتاحي أنتِ....ها ارتاحي"

سارت "ميمي" بتعجبٍ بينما هو استأنف ركضه ثم عاد بعد مرور ما يَقرب الدقيقتين وهو يقول بزهوٍ:

"اللي أهم من الشغل...تظبيط الشغل"

رفع يده بعد جملته تلك ثم أشار بيده حيث الحقيبة البلاستيكية التي يمسكها في يده، حينها ابتسموا جميعًا له وقد بدا التعجب على وجه الفتيات فسألت "زينة" "خلود" بحيرةٍ:

"خلود !! أنتِ فاهمة حاجة؟"

حركت رأسها نفيًا ثم نظرت بتعجبٍ لما يدور حولها.
_________________________

في الأسفل جلسوا الشباب أمام البيت وقد وصلت "مريم" لهم تلقي عليهم التحية بأدبٍ، فردوا عليها التحية بينما "رياض" قال بنبرةٍ ضاحكة:

"مبروك يا عروسة"

تنهدت بقلة حيلة ثم قالت:
"الله يبارك في حضرتك يا عمو، هما البنات فوق ؟؟"

حرك رأسه موافقًا فصعدت للأعلى بعدما استأذنت منهم، بينما "عامر" قال بتعجبٍ:

"هي مالها ؟؟ فيه عروسة تكشر كدا ؟؟ دي متجوزة عبدالرحمن يعني"

رد عليه "خالد" بشفقةٍ:
"الغبي نكد عليها وقالها مفيش حِنة، عيل متهور بقى نعمله إيه"

_"نعمله حِـنـة"
قالها "عامر" بسخريةٍ يرد على استفسار الأخر بينما "ياسين" تثاءب ثم قال بقلة حيلة:

"هموت و أنام اقسم بالله، اخركم معايا ١٠ دقايق غير كدا هنام هنا"

نظروا له بضجرٍ فقال "فهمي" بتهكمٍ:

"الواد دا من يوم ما بقى أب بقى ناضج أوي، إيه يا ياسين ؟؟ دا مفيش ليلة بصمتك مكانتش فيها"

تدخل "ياسر" يقول بسخريةٍ:
"الإنسان بيسعى علشان يسيب سُمعة طيبة لعياله، هي دي السُمعة اللي ياسين سايبها لعياله"

في الأعلىٰ دلفت "مريم" الشقة والحزن يرتسم على ملامح وجهها ولكن ما إن دلفت ورآت التجهيزات التي يقومون بها حينها ضحكت رغمًا عنها، بينما "خلود" ركضت لها تقول بمرحٍ:

"إيه يا عروسة يا بومة أنتِ !!"

نظرت لها "مريم" بأعين دامعة بينما "عمار" اقترب منها يقول مُعتذرًا:

"حقك عليا أنا من اللي عبدالرحمن عمله، بس هو تعبان ومضغوط شوية، بعدين إحنا بنعوضكم هنا أهو"

ردت عليه بحنقٍ:
"يا عمار خلاني قطعت مع كل صحابي القدام وهو عارف إن عيلتنا صغيرة، وأخرتها يلغي الحنة من غير ما ياخد رأيي؟؟"

تنهد بضجرٍ وقبل أن ينطق هو اندفعت "خلود" تقول بلهفةٍ:
"أكيد مكانش يقصد يعني يا مريم، عبدالرحمن بيحبك بجد و كان نفسه يفرحك بس لما حس أنه مش هيقدر يعمل كدا و إن شكله مش هيكون ألطف حاجة و الحنة فاضية من غير قرايبه لغاها، معلش استحمليه و انتم مع بعض كل حاجة هتعدي، كفاية إن بعد كل دا هتكونوا سوا، دي بالدنيا كلها"

حركت "مريم" رأسها موافقةً بقلة حيلة بينما "عمار" ابتسم بفخرٍ وهي تنظر له وكأنها تستفسر منه عن صُنعها وقولها.

حركت رأسها موافقةً وقد طرق الباب في تلك اللحظة و دلف منه شباب عائلة آلـ"الرشيد" بزوجاتهم و صغارهم، وخلفهم الشباب و "رياض" و "فهمي".

في ثوانٍ ساد المرح و الهمهمات و الهمسات المُرحبة خصيصًا بعد خروج الفتيات من الداخل و ترحيبهن ببعضهن.

تشارك الشباب في ضبط الضوء و الأوضاع أخيرًا حيث قاموا بوضع الأضواء المُزينة للمكان ترحيبًا بقدوم "عبدالرحمن".

لاحظت "خديجة" وجه "مازن" والإصابة التي ظهرت فوق عينه اليسرى، فسألته بخوفٍ:

"مالك يا مازن ؟؟ مين عورك كدا"

رد عليها بقلة حيلة:
"اتخانقنا الصبح مع العيال في الشارع اللي ورا، بس علمنا عليهم كلنا"

لوت فمها بتهكمٍ بينما قالت "إيمان" حينما لاحظت إصابة الأخرى:

"هو أنتِ كنتي معاهم في الخناقة برضه ؟؟ مين عورك كدا يا فاطيما ؟؟"

تحدثت "هدير" بفخرٍ:
"لأ طبعًا كانت معاهم في الخناقة  ازاي ؟؟ دي هي سبب الخناقة"

ضحكوا عليها جميعًا فيما قالت "ريهام" بسخريةٍ:

"يا بت !! إيه الفخر دا ؟؟"

تدخلت "سارة" تقول بنبرةٍ ضاحكة:

"لأ ماهو بصراحة يعني أتوقع أنهم يتخانقوا بسببها، بصي الدلع و الملامح المسمة و العيون الخضرا ؟؟ ربنا يحميها تستاهل أنهم يقوموا الدنيا علشانها"

في تلك اللحظة صدح صوت جرس الباب فهب "عمار" منتفضًا يقول لهم جميعًا:

"قللوا الضوء وأول ما ييجي هنا افتحوه، تمام ؟؟ مش عاوز نفس"

حركوا رأسهم بموافقةٍ بينما "مريم" اختبأت خلف الستار الموضوع على الشرفة، قام "عمار" بفتح باب الشقة وهو يقول بسخريةٍ:

"أهلًا بعريس الهنا !!"

ابتسم له "عبدالرحمن" باستفزازٍ ثم دلف للداخل بعدما تخطىٰ وقوفه، و حينها زادت الإضاءة وقفز الصِغار يرحبون به بقولهم:

"مــبــروك يــا بـــودي"

وقف مشدوهًا بفاهٍ فَرغَ من هول الصدمة الغير متوقعة، بينما "عامر" قام بتشغيل هاتفه على مكبر صوت الموسيقىٰ ليعود المرح مع اقتراب "عمار" يضع يده على كتفه لترتفع كلمات الأغنية:

"صاحبك دا من بختك..."

التفت له "عبدالرحمن" ينظر له مُتعجبًا بينما "عمار" قال بنبرةٍ خافتة:

"عيب لما تزعل من غير ما حبيبك يفرحك، بص كدا قدامك"

نظر "عبدالرحمن" أمامه بخنوعٍ تام تاركًا نفسه للحيرة، حتى وجدها أمامه تبتسم له، حرك رأسه مستنكرًا، بينما "فهمي" قال بسخريةٍ:

"دا مصدوم !! حد يلطشه بالقلم"

صفعه "عمار" بالقلم على وجهه حتى انتبه له "عبدالرحمن" حينها قال "عمار" بمرحٍ قاصدًا مشاكسته:

"ركــز ياض... مالك ؟؟"

ابتسم له "عبدالرحمن" ثم عانقه وهو يقول بتأثرٍ وصوتٍ مُختنقٍ:

"مفيش مكسب ليا في الدنيا دي قد معرفتك أنتَ، وهيفضل اليوم اللي عرفتك فيه هو أحلى يوم في الدنيا، حبيب قلب أخوك"

ربت "عمار" على ظهره وهو يقول بنبرةٍ هادئة يحاول بها إخفاء تأثره مُتصنعًا الثبات:
"وأنتَ حبيبي، يلا فرح نفسك وفرح عروستك، يلا بطل غشومية بقى متبقاش شلحف كدا" 

ضحك "عبدالرحمن" ثم ابتعد عنه يبتسم لزوجته ثم اقترب منها يقف مجاورًا لها، حينها ارتفعت الأصوات و التصفيقات و زغاريد الفتيات على الآتي:

"دا محترم دا....من بيت كرم دا"

وقفت "خلود" بجواره تبتسم في أوجه الجميع وهي تقول له بنبرةٍ خافتة بالكاد تصل له:

"تصدق، يا بخت عبدالرحمن بيك، لو عندي صاحب كدا يخاف على زعلي و يفرحني أنا كان زماني مشيت على المياه"

حرك رأسه نحوها يقول بنبرةٍ خافتة بها من السخرية الكثير:

"يا أخي الواحد متجوز قطة بتاكل و تنكر، نسيت يا سكر ؟؟"

نظرت له مُبتسمة وهي تتصنع التجاهل بالأمر تزامنًا مع قولها:

"لأ مش فاكرة....فكرني كدا"

اقترب يهمس في اذنها بقوله:

"أنا مش فاكر غير المنعنع، فكراه؟؟"

سعلت بشدة بينما هو حاول كتم ضحكته ثم سحب زجاجة المياه الموضوعة على الطاولة يقدمها لها ثم عاونها في ارتشاف المياه.

كانت "خديجة" تتابعهما بأنظارها ووجهها مُبتسمًا حتى تنهدت بأريحية وكأنها أمٌ تراقب صغيرتها دون أن تغفل عنها

وقف "عبدالرحمن" بجانب زوجته يسألها بنبرةٍ هادئة:

"مش زعلانة صح ؟؟"

حركت رأسها موافقةً ثم قالت:
"لو أنتَ زعلان هبقى زعلانة، أنتَ زعلان يا عبدالرحمن ؟؟"

حرك رأسه نفيًا يبتسم لها، فيما اتسعت بسمتها حتى قبل قمة رأسها ثم قال بنبرةٍ ضاحكة:

"رايقين اوي الناس دي...فكريني أربي عيالي وسطهم"

اخفضت رأسها تكتم ضحكتها بينما هو نظر حوله لتلك العائلة بامتنانٍ يود اخبارهم به كل فردٍ منهم على حِدة.
_________________________

بعد انقضاء الليلةِ بمرحها و غناها و مرح العروسين و فرحتهما سويًا وسط عائلتي الرشيد و الشيخ بصحبتهم الودودة، رحل أبناء الرشيد و العروسين، فيما ظل الشباب كلٍ منهم بأسرته وصغاره.

ارتموا الشباب بتعبٍ على المقاعد و الأرائكِ، فقال "رياض" بتهكمٍ:

"يا حلاوتكم ؟؟ قوم يابني منك ليه روح بمراتك أنتَ وهو"

تثاءب بعضهم و نظر البعض بقلة حيلة، فقال "ياسر" مقترحًا:

"بما انك فايق بقى روحهم أنتَ، أنا مش قادر حتى افتح عيني و اقفلها تاني، اتكلوا على الله"

تحدث "رياض" موجهًا حديثه لابنه:

"والبيه؟ موافق على الكلام دا؟"

تثاءب "ياسين" من جديد ثم قال بنبرةٍ غلب عليها النعاس:

"آه....خدهم في سكتك بقى أو نيمهم عندك، أقسم بالله ما قادر حاسس إن عضمي ساب بعضه"

حرك "رياض" رأسه موافقًا ثم قال للفتيات:
"يلا يا بنات هوصلكم أنا و فهمي أحسن، سيبوكم منهم، دي عيال خيخة كلها"

أيده "عامر" بقوله:
"معاك حق، أقولك ؟؟ و هلهولة كمان، روح بقى و اطفوا النور عاوز أنام"

تحدث "خالد" بقلة حيلة:
"بقولكم إيه ؟؟ كل واحدة فيكم تروح تبات في شقة حماتها وبكرة الصبح نعدي و نروحكم، وخلوا الصبيان معانا هنا"

ايدوه جميعهم و نفذوا ما طلبه، بينما "عمار" حاول الذهاب لبيته لكن الشباب رفضوا ذلك، حينها ذهبت زوجته مع "سارة" تقضي الليلة معها في بيت "فهمي".

فتح الباب وشرعت الفتيات في النزول فصاحت "جاسمين" بنبرةٍ طفولية وهي على ذراع "رياض":

"باي يا تيتة، باي يا عمو عامر باي يا عمار، باي كلكم، باي يا بابا"

كان "ياسين" نائمًا على الأريكة يحتضن الوسادة بينما البقية ردوا عليها الوداع، فكررت الوداع لوالدها وهي تقول:

"باي يا بابا.... باي يا ياسين !!"

وكزه "ياسر" في كتفه، فانتفض "ياسين" يقول بنبرةٍ ناعسة:

"سلام يا عيون بابا....خلي بالك من نفسك"

اقتربت منه "نغم" و معها "يزن" كلٍ منهما يقبله حتى انتبه لهما فقالت الأخرى مفسرةً:

"علشان مش هنشوفك غير بكرة، باي يا بابا....تصبح على خير"

ابتسم لها، بينما "يزن" قفز بجواره يقول بمرحٍ:

"هبات معاك هنا....هحضنك"

رحلوا جميعهم من المكان وفرغ على الشباب حتى قالت "ميمي" بضجرٍ:

"يلا كل واحد فيكم على سرير بابنه، يلا مش عاوزة دوشة هنا"

رحلوا بصغارهم نحو الداخل بينما "عمار" جلس على المقعد في الشرفة بمفرده بعدما دلف الجميع للداخل، ثم أخرج هاتفه يفتحه على صورتها في الملعب حينما كانت تُشكل بكفيها معًا نمط القلب وكأنها تحاوط القمر.

اتسعت ابتسامته أكثر وهو يرى صورتهما على الدراجة النارية وهي تضحك بسعادةٍ من خلفه، ثم صورتهما في صلاة العيد مع بعضهما كأول مناسبةٍ تجمعهما سويًا.

تعمق في الصور و ازدادت ضحكاته أكثر حينما تذكر تذمرها و ضيقها حينما يشاكسها هو، كان غافلًا عن ذلك الخبيث الذي صدح صوته يدندن بخبثٍ:

"يا بختك ياللي صاحي الليل ما دام كان السبب واحدة، ومين يقدر ينام الليل وهو خياله مع واحدة"

التفت "عمار" ينظر خلفه بدهشةٍ بعدما وقع بصره على صاحب الصوت ليقول بتعجبٍ:

"أنـــتَ !!"

تعليقات



×