رواية مزرعة الريان (هي الثمن) الفصل السادس عشر 16 بقلم خلود عبيد


 رواية مزرعة الريان (هي الثمن) الفصل السادس عشر

مزرعة الريان بقلم خلود عبيد 
(الفصل السادس عشر )
"ضيفة "
(صدق مقولة :الصدفة خير من ألف معاد ،بداية الحوار بصراع يكون طرف خيط للعديد من المواقف بنزاع أو أن تكون بدايه قصة جديدة )
***************************************
**فى بداية يوماً جديد ممتلئ بمفاجآت وأحداث غريبة وعميقة 
مع أشراقة الصباح لليل ملئ بالمشاحنات وكثير من الآلام والمعاناة
** كانت الساعة التاسعة صباحاً ، عندما  دق "أزيد" باب غرفة "نفس" بنقرات بسيطة هادئة على الباب
ليجد أنها لا ترد ،فيدخل الى الغرفة 
ليجدها جالسة على السرير ، تضم ركبتيها الى احضانها تمسكها بيدها بقوة لعلها تشعرها ببعض الامان 
كان يبدو ان النوم لم يزور جفون عينها طول الليل ، وعينها ذابلة من البكاء ، وساح كحل عينها على وجهها المنمش ليدل على شدة بؤسها وحزنها
ليتقطع قلب أزيد على حال "نفس" ومنظرها الموجع للقلب ، ابنة عمتة ؛شقيقته الصغيرة
أرق الفتايات وأكثرهم طيبة
*لترفع نظرها لتجد "أزيد " امامها وهو جالس على كرسيه المتحرك ، لتدمع عينها بدوموع كبرياء منكسر تذلل بشفقة الاخرين وقسوة كلماتهم
نفس بهمس = أزيد!!
ليفرض على نفسه ابتسامه بسيطة
ازيد= شوفتى استعملت الاسانسير ال زين عمله ، عشان اطلعلك ازاى
لتبكى نفس ويهتز جسدها بقوة = زين زييين
ليتقدم لها ازيد بسرعة ويضمها له ، وتبكى بحضنه بشدة
ليرفع ازيد رئسه عاليا يبعد دموع عينه ان تلاحظها 
يشعر كأنه مكبل ويتألم لوجعها وموعانتها ، يشعر بعجز يفوق عجزه على المشى ، لا يعرف كيف يساعدها يشعر كأنها تتمزق من الداخل وتريد الصريخ بأعلى صوت لديها من شدة كربها وضيق حيلتها
ليردد فى اذنها "أزيد" = " وأصبر لحكم ربك " ده اختبار يا نفس ، اوعى تيأسى من رحمة ربنا
نفس ببكاء= انا راضية بقضاء ربنا ،وصبره ومحتسبة ، بس ليه البشر دايما قاسية كده ، انا عمرى ما اذيت حد ولا جيت على حد، ليه فى ناس تحب تجرح فيها منغيرسبب ، مش بأيدى أنى مش بخلف...
ازيد مملس على شعرها=اششششششششش ، بلاش كلام فارغ ، انتى زينة البنات والستات كلها ، اوعى تخلى حد يكسرك بكلامه ، مش التخلف هى الست وهى الكاملة ، الكمال لله وحده فى الاول والاخر ، والست البجد هى الواعيه المسؤالة وبترعى الكل ، وانتى اكتر من كده
نفس= مش قادرة خلاص يا ازيد ، انا بتقطع من جوايا ، كل ما اشوف النقص العندى مأثر على نادر ويخليه يسمع كلام يجرحه فوق جرحى ، حسه أنى بظلمة وأجى عليه
أزيد بجديه= كلام ايه ده ، انتى زى الفل مش عندك أى مشكلة ،أظن تقرير الدكتور قال انك سليمة وهو سليم ودى أرادة ربنا ، هتعترضى 
نفس مسرعة = استغفر الله أبدأً ، بس انا نفسى يكون عنده طفل 
ازيد= يعنى لو الطلاق تم هترتاحى لما يتجوز ، وانتى تتجوزى غيره 
نفس بصدمة= اتجوز !!
أزيد= اه طبعاً ، امال هو يكمل حياته ويتجوز ويخلف ، وانتى تبكى على الاطلال ، يبقى انتى كمان تتجوزى وتخلفى زيه
نفس= انت بتقول ايه يا أزيد ، انا  لا يمكن افكر يكون حد تانى فى حياتى بعد نادر ، انا وعيت على الدنيا و"نادر " هو كل شئ لحياتى ، علمنى كل حاجة فى الدنيا
أزيد بشدة = يبقى فكرى كويس ، وتعرفى توابع قرارك ، واوعى تخلى حد يأثر عليكى ، او تخربى بيتك بأيدك ، اوعى تهدى سعادة بيتك على سعادة ناس تانيه  مش هيفرق معاه انتى  ، الخلف مش هى نهاية العالم فى حاجات كتير فى الدنيا موجودة (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) مش هما كل الحياة  دى زينة ربنا مقدرها للبشر عشان يكمل ويعمر
لتسرح نفس وتنظر لأزيد ، لاول مرة تشعر بتفتح عقل ازيد ، وان كلامه به الكثير من الجدية ويجب عليها مراجعة دفاتر قراراتها قبل ان تخطئ الخطوة القادمة !

نفس = نادر فين؟
ازيد ببأبتسامة بسيطة= غبية ههه ، نام فى الاوضة الجانبك ، مش قادر على بعدك يا برنسيس
لتخبط على كتفه نفس بقمصه مصطنعة = اسكت يا رخم 
ليضحك أزيد عليها ....
 
*****************************
**كانت "رحيل " تنتظر خروج "زيد " من غرفته ، كانت تقف امام غرفته متردده فى قرار الكلام معه 
لتجد صوت من خلفها 
ازيد = عايزة حاجة ؟!!
لتلتفت بفزع لتراه أمامها ، كيف جاء هنا ؟
رحيل بتردد بسيط= اممم كنت عايزة اتكلم معاك فى موضوع بخصوص "هلال"
ازيد بنظرة شاملة= أتفضلى !
رحيل بثقة= كنت بفكر ان "هلال" بتخاف منك
ازيد بملل= ام بتخاف منى امم كملى ؟
رحيل=  ايوة بتخاف منك ، وده مش كويس عشانها ، اقصد يعنى حالتها النفسية تتحسن وتكون معنويتها عاليه
ازيد بأهتمام = وايه اقتراحات سياتك ؟
كانت تشعر بلهجته السخريه لكن تغاضت عنها لتكمل 
رحيل = انك تقرب منها وتتعامل معها أكتر من الاول ، تأكل معاها فى الفطار مثلاً ، تقعد معها فى الحديقة  زى استاذ حازم
ازيد بأنتباه = حازم!
رحيل = اقصد زيه يعنى تلعب معاها ترسم اى نشاط ما بنكم مشترك يساعد على زيادة الود بنكم تحس انك زى ابوها
كانت كلماتها الاخير مست وتراً حساس بداخله ، دائما ما يحاول الهروب من تقمص دور زين فى حياته كلها وليس بحياة طفلته الصغيرة فقط ، تألم لاجل "هلال " وشعر بالتقصير اتجاهها فهى أبنة اخيه وزوجة اخيه أوكلت المسؤاليه  عليه ،
ازيد بإذعان = حاضر !
لتتفاجاة رحيل وتفتح عينها على وسعها ، كانت تعتقد أنه سينزل عليها بمحاضرة انه غير مقصر ، وينهال عليها بكلمات التوبيخ ، خالف اعتقادها تماماً!!
*********************
كان الجلوس على السفرة متوتر ، كان أزيد يجلس مكان الكرسى الجانبى مقابل كرسى "هلال " وبجوارها رحيل تساعدها فى تناول الافطار 
لم يجلس أزيد على السفرة منذ حدوث الحادثة له ، هذه اول مرة منذ سبع سنوات
كان يشعر بالرهبة والالم ، وهو يسترجع الذكريات العائلة على السفرة
كان والده دائماً يترئس السفرة وبجواره امه على الاجانب الايمن ، اما اخيه وزوجته على الجانب الايسر ، وهو بجوار امه 
الآن يجلس هو فى مكانه السابق ، ولكن فرغت الامكان الاخرى من اشخاص كانت تشارك لحظات حياته 
اما "هلال" تجلس فى مكان أبيها ورحيل مكان زوجته ، كم تمنئ لو ان مازال موجود
كان منظررحيل وهى تساعد هلال فى تناول الافطار يثير لديه شعوراً غريباً لا يعرف مكنونه ولكنه ينكره ، تلك الرغبه بتأسيس أسرة ، (حلم حياته ) ان يمتلك أسرة هادئة وسعيدة ، ان يمتلئ المكان بضحك أبنائها ولعبه معهم ، تلك اللعينه التى كسرت عزيمة ارادة وشككت فيه ، جعلته يشعر بالنقص والاضطراب عندما رفضته واذلت كبريائه!
***************************************
فى الطريق السريع "طريق بلبيس الصحراوى " كان الطريق فارغاً نسبياً
ليجعل تلك الفتاة الطائشة تسرع بسيارتها كأنها تسابق الرياح والهواء وتستمع إلى الموسيقى الفرنسية الصاخبه  
حتى ظهرت امامها قصة صغيرة تعبر الطريق ، لتقف بسيارتها فجآة ويرتضم ظهرها بكرسى القيادة
*لتحاول استعادة اعصابها بعد الاصطدام الموشك منذ قليل 
-هوف هوف هوف ياربى 
*لتجد اصطدام سيارة بسيارتها من الخلف بشدة ، حتى انفجر الكيس الهوائى فى وجهها من داخل سيارتها
ليمر قليل من الوقت ، بهدوء المكان الخاوى الصحراوى
لتحاول نزع نفسها بعد ان انكمش الكيس الهوائى قليلا وانخفض ، وتفتح باب السيارة
وخلع جزام القيادة عن نفسها ، محاوله التنفس بعمق  ، وتخرج منها وتستند علي باب 
محاولة تخفيض دقات قلبها المسرعة ، وانحصار الدماء من وجهها لدى الفزع مما حدث
ليقدم منها صاحب السيارة الاخرى
سراج= انتى  كويسه يا أنسة يا انسة ؟
لتلتفت له بغضب
-انت متخلف حد يخبط حد كده ، عايز تموتنى 
ليشتغل سراج بغضب من وقحتها 
 ليصيح فيها سراج =انتى غبية فى حد يقف فى نص الطريق كده
لتزع نظراتها السوداء ويظهر بريق عينها الخضراء وتنظر له بغضب مقابل=انت ال أعمى خبط العربيه جامد وكيس الأمان انفخر فى وشى بسببك 
*سراج بعد أن تأه فى خضر عينها و ضاع أنتبه بجمالها ، يرد عليها =انتى المتخلفة حد يقف في نص الطريق السريع كده
لتغضب بشده منه=أسمع انا مش متخلفة أحترم نفسك ، وانا شايفاك رجل كبير ومش عايزة اغلط فيك 
لتشتعل عين سراج بغضب نارى =تغلطى فمين يا حيوانة انتى ، بقى عيلة زيك تفكر تغلط فيا ده انا انسفك
يمه يمه خفت انا دلوقتى ، انا مابتهددتش يا بابا =
ليسمع صوت زمير سيارات أخرى تريد أن تتحرك وهما اغلقوا الطريق بسيارتهم 
ليشد على قبضة يده سراج =أدى اخرة الحريم في سوق العربيات وكمان عيلة تافه 
لترد عليه = انا مش عيلة تافه يا حضرت ، انت ال انسان همجى 
وتزيد بثقه= عجوز!
ليشدد غضب سراج ، نعم هو فى 38من العمر ، يوجد بشعره بعض الخصل البيضاء المدل على الشيب ، لكن تزيد من جاذبيته ووقاره 
سراج= انا مش هرد عليكى ، اصغر نفسى ليكى
وبنظره من أعلى الى أسفل متفحص هيئتها من <البنطالون الجينز المتقطع قليلاً عند الركبه ، وجاكت الجنيز الازرق الصغير  بداخله تشيرت صوف يصل الى الرقبه ، وشعرها الفحم الاسود الطويل المربوط على شكل ذيل فرس ، لقصر قامتها التى لا تزيد عن 155سم ، وجسدها الرفيع>
يعطى انطباع انها طفلة من المدرسة الاعداديه ، او هيئة فتاه مراهقة تتقمص دور التحرر الغربى!
ليتركها ويركب سيارته ويغادر 
لتغضب هى وتركل عجلة السيارة بقدمها ، فلقد تعطلت سيارتها إلكترونياً بعد انتفجار كيس الهواء وهى بالداخل
=حظك نحس يا حنين ، واحد غبى!
***********************************************
لتدخل بمرح الى ارجاء القصر  وهى تنظر بفرح الى الانحاء
صوت عالى مرح= يا اهلا قصر الريان يا اهلا القصر
لتجد "نفس " تنزل من الاعلى ، وعندما رائتها "نفس " اسرعت بالنزول لها مسرعة
نفس بفرح= حنين !
لتجرى علها حنين وتحتضنها بشدة 
حنين بمرحها المعتاد = وحشتك مش كده 
لتنظر لها نفس بأعين فرح= جداًجداً طولتى المرادى
حنين لتصفر بمرح= وووص ، خلاص بح  الدراسة بح ، وقعدة على قلبك
لتنكزها نفس بفرحة= قلبى ايه جزمة تنورى 
لتجول حنين بنظرها فى الارجاء = امال فين اهل الريا طفشوا ولا ايه ؟
نفس= هتلاقيهم على السفرة
حنين= طيب ياله انا اصلا واقعة جعانة جدا جدا
نفس= يا حرام تعالى شكلك واقعة بجد

لتتدخل الى غرفة السفرة وتجد أزيد جالس على السفرة ، اول مرة تراه جالس يتناول الافطار على السفرة منذ زمن ، مقابلة هلال وسيده اخرى تتطعمها 
حتى أن "نفس " تفاجأة بذلك ، عرفت ان رحيل تكلمت معه بشأن التقرب من هلال 
حنين بصياح ودراما تمثلية= خيااااانة 
ليتفاجئ أزيد بدخولها وينظر لها ، حتى رحيل نظرة لها بأستغراب
حنين مكملة بدراما = خيانة  ، اتجوزت يا خاين ، انت مش وعدنى بالجواز ، اه بتوعد وتخلى بيا 
لتتقدم نحوه وتنظر الى رحيل بتفحص
لتضحك وتصفرحنين بمرح = بس حلوة ، وقعت جامد يا زيزو قمر الصراحة
ليقطع ثرثارتها أزيد= اهلا بالمشاغبة جيتى امته ؟
حنين وهى تجلس على السفرة بملل = لسه حالاً ،وحصل حادثة بسيطة كده، ابعد حد يجيب العربيه موجودة  فى نص طريق بلبيس الصحراوى  واقفة هناك بايظة
ازيد بأهتمام = ايه الحصل وجيتى ازاى ؟
حنين مكملة بملل= واحد غبى خبط العربيه ، جيت بتاكسى لغايه بدايه البلد
ازيد= انتى كويسة ؟!
حنين بنرفزة كاتمة= ما انا كويسة اهو ، وزى القردة كمان
نفس= خلاص يا أزيد هى كويسة 
نفس مكملة= اعرفك يا حنين ، دكتورة رحيل ممرضة ل "هلال "
لتنظر الى ازيد بملل
حنين= اتجوزها يا ازيد ، شكل هلول بتحبها ، احسن من العقربة الكنت بتحبها
ليتعصب ازيد = حنين! 
ويتحرك من مكانه = بلاش كلام فارغ ، مدام رحيل ممرضة ل هلال 
تعمد قول مدام لتعرف أن رحيل متزوجة 
وغادرا الى غرفة مكتبه سريعاً
لتنظر لها نفس بعتاب
حنين رافعة كتفها الى الاعلى=مش اقصد ، بجد شايفاهم لايقين على بعض
لتخجل رحيل وتقوم هى الاخرى مسرعةالى المظبخ ، وتتقدم هلال الى حنين وتقبلها وتفرح لقدومها
هلال بطفوله= لو عمو ازيد اتجوز ماما رحيل هتفضل معايا على طول ؟
لتستغرب حنين على (ماما رحيل ) وتنظر الى نفس ، محاولة الاستفسار! 
ولكن نفس كانت تفكر بكلمات "هلال" و"حنين "منذ قليل وبالاخص فى حالة رحيل بعد معرفتها انها "ارملة "
هل ترضا بوضع ازيد كزوج لها ؟ !
***************************************************************************
بمكتب ليلة عثمان وهى تجلس مع مساعددها المخلص واليد الايمن لها "فتوح "
ليلة مدخنة السيجار=يعنى ده كل البيحصل جوا البلد
فتوح= واكتر يا ستنا أزيد الريان بقى زى الوحش بالنسبة ليهم ، ده غير سمعته فى السوق بتعمل لها الف مليون حساب
ليلة= الماسك شغله بره وفى القاهرة حازم مش كده
فتوح بقلق= الصراحة ده اكتر واحد قلقنى ، ازيد بيثق فيه جامد وماسك كل الشغل وحدق وناصح حازم ده ، غير انه كان ظابط قبل كده ، ممكن يعمل لينا دوشه
ليلة = لا المهم أزيد هو ال فى ايده كل حاجة 
فتوح= طيب وسراج غراب الخلع ده (انسحب)
ليلة= لا ده له حسبة تانيه خالص ، عايزاك تدور على بنته وراه  لغايو اما توصلها
فتوح= ودى هنعمل بيها ايه ؟
ليلة= لا نعمل بيها كتير ، بس قولى انت متاكد من الكلام
فتوح = متاكد جدا جدا ، اول ما قولتى حط سراج وازيد تحت عينك ، رحت شوف حد ودخلته قصر غراب وده كان سهل ، الكان صعب قصر الريان بس شوفتلى واحدمن جو القصر نفسه وحد موثوق منه كمان
ليلة مفكرة = حلو اوى اوى 
***************************************
لتجلس "نفس " مع "حنين "
نفس = حازم عارف انك هنا ؟
حنين= تو لا ، انا جيت وبحسبه هنا اصلاً
نفس باستغراب= وليه المرادى معرفتهوش ، كمان هو مش كان لسه عندك من كام يوم
حنين محاولة الهرب من التفسر =  مفيش كنت عايزة اعمله مفاجآة
نفس بنظر متفحصه= حنين ايه الحصل ؟
لتنظر لها حنين وتدمع عينها ، فتجرى الى احضان نفس وتنهار ببكاء
لتقلق نفس على حنين وتملس على شعرها = اهشششش ، فى ايه ؟ امك مرة تانيه ؟
تهزحنين رئسها بالايجاب وتزيد فى البكاء
نفس بضيق وحزن على حنين= عملت ايه المرادى ؟
لتبتعد حنين عن نفس وتنظر لها بألم
حنين ببكاء= امى بتبيع فيا يا نفس ، كأنى سلعة 
نفس بصدمة = ايه ؟ ازاى الكلام ده ؟
حنين= بعد نزول ابيه "حازم " مصر ، جات وعزمتنى على حفلة من الوسط الفنى بتاعها ، لكن لما راحت اكتشفت كأنها بتعرضنى على منتج كبير فى السن على انى اختها الصغيرة ، وشويه شويه تخليه يقرب منى ويتكلم معايا ، نظراته كانت قذرة اوى يا نفس ، حسيت انى رخيصة وسلعة
وفى اخر الحفلة تقولى انى عجبت المنتج ده، ولو انا شاطرة هتخليه يتجوزنى ، امى عايزة تجوزنى لواحد عمره قد ابويا مرتين ، فى ام تعمل كده
وتزداد بكاء
لتغضب نفس وتود لو ضرب ام حنين فى الوقت الحالى
نفس= معلش معلش ، اوعى تخافى "حازم " هيقف ليها ، كده زادت عن حدها  اوى
حنين مسرعة= لالا اوى تقولى ل ابيه حازم ، اخر مرة شدوا مع بعض جامد ، وكسر الدنيا
لتحدث نفس نفسها = والله عنده حق امك دى مستفزة استفزاز يا شيخة ربنا يحرقها
نفس= لا  ما تقلقيش ، حازم واعى ويقدر يحتوى الموضوع
حنين لتنظر لها وتتردد عينها بقلق
****************************************************************
لتجلس "نفس " فى الصالة وهى تفكر فى العديد من الامور، لتجد نادر يدخل عليها وينظر لها
نادر= عجبك  الحال ده؟
لتنظر له نفس وتقوم مسرعا ، لكن تدوخ من سرعة الوقف
ليجرى عليها نادر ويمسكها 
نادر بقلق=انتى كويسه 
ويعيدها الى مكان جلوسها
لتهزرئسها بالايجاب
نادر بسؤال= انتى فطرتى ؟
نفس بهمس= لا 
ليغضب نادر= شوفى وشك اصفر ازاى ، وصحتك فى النازل اهو ، ما فطرتيش ليه لغايه دلوقتى؟
نفس بنظر اهتمام =مليش نفس 
نادر بتنهيد = نفس كله الا صحتك ، اوعى الاهمال فيها
نفس= خايف عليا؟!
نادر بتعجب= انتى بتسألى ؟ ، نفس انتى مش مجرد زوجة ليا ، او حبيبه او رفيقة ، لا انتى نصى التانى كيانى وروحى ، مش نصى دينى بس لا انتى نص روحى ونصى عمرى ، منفيرك ماقدرش اعيش ، انتى النفس البتنفسه يا نفس
نفس باسف= انا اسفة يا نادر على الحصل ؟ بس بجد ان محتاجة وقت افكر فيه بهدوء ، انا اعصابى تعبانة ومضغوطة
نادر بتفهم= تفكرى وانا جانبك وافضل معاكى ، مكانك هو مكانى!
******************************************
فى اليوم التالى قررت "حنين " الذهاب الى احد معارض السيراميك  لترى بعض عينات منه لمشروع  تخطيطى تقيمه لذاتها ، وتزيد من خبراتها فى مجال هندسة الديكور
لتذهب الى معرض كانت قد رائت اشكال وتصاميم له من الانترنت
كانت تجول فى المعرض وهى تقيم الخامه والجودة والتصميم 
حنين الى احد العمال= ممكن لو سمحت عينات من السيراميك ده ؟
العامل= اسف حضرتك ، ده بيتأخد بالطلبيه الجملة ، لو عايزة تقدرى تروحى  فرع المعرض التفرعى ده بيبيع اقطاعى وزى ما انت عايزة ، اما هنا المعرض الرئيسى بيخرج الجملة بس
حنين بضيق= ممكن اعرف فين الفرع البتقول عليه ؟
العامل= اقرب فرع فى شبرا الخيمة
حنين بصدمة= نعم ، شبرا الخيمة ، انت عارف المسافة كام ، اناعايزة عينات ، يعنى بلاطة صغيرة من الانواع دى
عامل= اسف هو ده النظام هنا !
حنين = فين المدير هنا ؟
عامل= استاذ سراج موجود فى المكتب
حنين= ممكن ادخله ، ما هو مش معقول اروح المشوار ده كله ؟
عامل اتفضلى 
وتذهب وراء العامل الى حيث مكتب المدير ، ويدخل العامل ويشرح له ما تريد  ، فيطلب منه ان يدخلها
العامل= اتفضلى حضرك 
حنين بابتسامة مقتضبه = شكراً
***************************************
عند دخول حنين ورائيه من الجالس المكتب ، ورفع سراج نظر لها
حنين =انت ! 
سراج =انتى!
لتلتفت حنين تريد المغادرة
ليهب سراج واقفاً = استنى عندك
لترجع مرة اخرى
حنين بضيق= نعم ، فيه حاجة ؟
سراج= المفروض انا ال أسال ، حضرتك عايزة حاجة ؟
حنين= لا شكراً خلاص مش عايزة
سراج= اظن العامل شرح انتى عايزة ايه ، نبطل شغل عيال ونتكلم فى الشغل ال انتى عايزاه
حنين بهمس وضيق ممزوج بغضب= هيقولى عيال تانى ، اهو انت الستين عيل!
سراج لم يسمع غير كلمة ستين عيل وهمسات اخرى=نعم قولتى حاجة ؟
لتتقدم له حنين بثقة مصطنعة = كنت عايزة عينات من السيراميك اختارته ، والعامل قال مش ينفع هنا لازم اروح الفرع ، والمكان بعيد 
و مكملة تريد اخباره= زى ما انت عارف ان عربيتى واحد خبطها وبايظة كمان
ليضحك سراج بداخله على تلك الطفلةالغاضبة امامه = ما هو بردوا ما ينفعش حد يقف فى نص الطريق
لترد حنين بسرعة= كان فى قطة ظهرت قدام العربيه فجآة اقتلها يعنى ؟
ليفهم سراج الموقف = اممم اسف على الخبطة ، وانا مستعد اصلح العربيه وتكاليف على حسابى ، او اقدم اى تعويض انتى عايزاه
حنين= شكرا اخويا اتكفل بتصلحها بالفعل ، بس ممكن تعوض بانك تعطينى العينات من هنا ، ادفع حقهم 
سراج= ماشى زى ما تحبى، بس فاتورة التصليح ممكن انا الدفعها ، عينات السيراميك اعتبريها هديه وتعويض منى منغير مقابل مادى
حنين بغضب= قولت اخويا هيصلحها ، وشكرا مش بأخد هدية من حد غريب
ليبتسم سراج على غضبها= خلاص نتعرف ونبقى اصدقاء ، اكيدهيبقى فى تعاملات بينا لو عجبك العينات
لتفهم حنين مراده وتراوغ محاولة الذكاء= اسمى المهندسة حنين ، مهندسة ديكور عندى 22سنة مش طفلة يعنى
ليضحك سراج عليها
وتشعر حنين بغباء ما قالت ، لما اخبرته بعمرها ايضاً،
سراج = تشرفنا ، سراج غراب 38 سنة مش عجوز يعنى
عندما قال اسمه ، انخطف اللون من وجهها ، وقامت مسرعة لتغادر
ليخرج خلفها سراج حتى خرج بره المعرض 
ليجدها تركب سيارة تاكسى واسرعت بالمغادرة
ليتعجب لأمر ويشك بها واستغرب تصرفها !
***********************************************************************
قلم/ خلود عبيد 
تفاعل وانتظرونى
 احب اعرف الجميع ان باذن الله يوم الخميس الحلقة الاخيرة
ومن بكرا ان شاء الله  كل يوم حلقتين 
شكراً

تعليقات



×