رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل السادس عشر 16 بقلم ولاء رفعت علي


رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل السادس عشر 

_ مرت أيام بل أكثر ع الجميع ...

وف منزل يونس ...

_ كفاية خلاص شبعت والله ... قالتها كارين وهي تمضغ الطعام بفمها

يمد يونس لها ملعقة مليئة باالأرز وقطع لحم صغيرة قائلا :

والله لو ماسمعتي الكلام ومخلصتيش الأكل هاتصل بطنط فيفي وأقولها وهي حلفت عليكي وأنتي عارفها لما بتزعل

إبتسمت بحنق وقالت :

خلاص هاكل وأمري لله بس براحه عليا أنا كلت أكل بتاع خمس أفراد

يونس : ما أنتي الي عملتي ف نفسك كده لما أهملتي أكلك وكمان عاندتيني ونزلتي الشغل لحد ما جسمك ما استحملش ووقعتي من طولك

كارين :

أوف متفكرنيش ده كان يوم صعب أوي غير لما فوءت وبقيت كويسه ماما فيفي أدتني وصلة تهزيئ أول مرة تعمل معايا كده

أبتسم لها وقال وهو يمسد ع وجنتها بحنان :

عشان هي بتحبك وبتخاف عليكي ... وأنا برضو بعشقك وبخاف عليكي أكتر من أي حد حتي من نفسك

إبتسمت بخجل ثم فتحت زراعيها ليندفع نحوها ويعانقها ويدفن وجهه ف عنقها المرمري ليقوم بملامسته بشفتيه وتقبيله هامسا بين كل قبلة وأخري :

بحبك .... بعشقك .... أنا كل ليكي يا حبيبتي يا أم ابننا الي جاي ... نزل بشفتيه نحو جيدها ثم كتفها ومازال مستمرا ف قبلاته لها هبط ع طول زراعها حتي أمسك كفها وظل يقبله برومانسية وعشق ووله ... رفع وجهه إليها ليرمقها بنظرات عاشق متيم ثم دنا نحو بطنها الذي بدء ينتفخ قليلا وقام بتقبيلها وقال :

أنا مش عارف أنت ولد ولا بنت بس كل الي بطلبه منك متتعبش ماما لأنها روحي الي مقدرش أعيش من غيرها

.... خللت أناملها الرقيقة بين خصلات شعره الحريرية قائلة :

وقولو كمان أن أنا بموت ف باباه وهو بالنسبه لي روحي وقلبي وعقلي والهوا الي بتنفسه هو كل حاجه حلوة ف حياتي

أعتدل وأقترب منها وهو يحاوط وجهها بين كفيه وقال :

بتحبيني أوي كده يا كارين ؟؟

إبتسمت بعشق ولم تجيب فأردف :

مش بتردي ليه

حاوطت عنقه بزراعيها وهمست بدلال أنثوي يخالطه نبرة عاشقة :

عشان الإجابة متنفعش كلام

رفع حاجبيه بتساؤل فأردفت وهي تقترب منه للغايه :

بالفعل يا حياتي

قالتها ولم تدرك حالها وهي تنقض ع شفتيه تقبله بكل قوة حتي لم يستطع التنفس ... فأبتعدت عنه لاهثة وهو أيضا ..

إبتسمت بخجل وقالت :

معلش بقي إستحمل هرموناتي

ضحك غير مصدقا ثم توقف عن الضحك ورمقها بنظرات ماكرة جريئة

كارين :

مالك بتبص لي كده ليه ؟؟

تفوه بنبرة مليئة بالرغبة والولع :

عايزك تستسلمي لهرموناتك

أدركت مايريد فقالت :

يونس بس بقي

نهض وحمل صينية الطعام ووضعها ع طاولة ف ركن ما ف الغرفة وعاد إليها ليحملها ع زراعيه فصاحت وهي تضحك :

واخدني ع فين ؟؟

إبتسم بخبث وقال وهو يغادر غرفة المائدة:

هظبطلك هرموناتك ف أوضتنا

ودلف وهو يحملها إلي داخل الغرفة وأوصد الباب بقدمه لتطلق هي ضحكة أنثوية بدلال لتجعله يجن جنونه ويذيقها من أنهار حبه ويدثرها بغرامه المتيم ويغمرها ف محيط عشقه .

******"""""""********""""""""*******

_ في شركة البحيري ...

يجتمع كل من عزيز وآدم مع إحدي رجال الأعمال ويدعي نشأت الميهي وإبنته روفان ذات القد الممشوق والشعر الكستنائي المنسدل إلي أسفل ظهرها ... ترتدي ثوب أزرق يحدد تفاصيل جسدها البض ذو البشرة الحليبية ومرتديه فوقه سترة سوداء رسمية ...

ترمقه كل حين والآخر بنظرات أنثوية تهوي بقلوب أعتي الرجال ...

عزيز :

منورين الشركة يا نشأت بيه أنت والهانم الصغيره

أبتسم كليهما فأجاب نشأت بصوته الرخيم:

ده نوركو ياعزيز بيه

عزيز :

الله يخليك ...إن شاء الله شغلنا مع بعض هيكون خير علينا كلنا ... حتي آدم قبل ماتيجو كان بيقولي إن أفضل صفقات تمت للشركة كانت مع نشأت بيه

رمقه آدم متعجبا فنظر إليه عزيز حتي لم يتفوه ويجعله ف موقف غير مرغوب فيه

قاطع نظراتهما نشأت :

تسلم وإحنا كمان والله ... دي حتي روفان صممت تيجي معايا النهاردة عشان تشوف خط الإنتاج عندكو وتمسكلنا الدعاية

قال عزيز بترحاب مبتسما :

طبعا طبعا إحنا تحت أمرها ... نظر إلي آدم وأردف :

خدها يا آدم وروحو المصنع وخليها تتفرج ع خطوط الإنتاج والي تطلبه نفذولها فورا ... شعر آدم بخطب ما من تلك الشراكة وخاصة هذه الزيارة

_ أذعن لأوامر والده وأراد أن يسايره حتي تضح له الرؤية كاملة ف نهاية المطاف ... ذهبت روفان برفقة آدم تحت نظرات الموظفين المندهشة ...

_ أنا سمعت إنك متجوز ... قالتها روفان وهما يسايران بالرواق المؤدي إلي بوابة المغادرة

إبتسم آدم بجانب فمه وقال :

أها وبحبها جدا جدا ... قالها مؤكدا ع الكلمة الأخيرة

تصنعت الإبتسامه وبداخلها يستشيط غضبا

وصل كليهما إلي سيارته ... فتح لها باب السيارة الخلفي ... تركته وفتحت الباب الأمامي المجاور لمقعد السائق وقامت بخلع سترتها ليظهر زراعيها وأرجعت خصلاتها خلف أذنها وولجت إلي داخل السيارة وهي تقول :

مبحبش أركب ورا وبعدين أنت مش الشوفير بتاعي

زفر آدم بحنق وتركها وذهب ليولج إلي سيارته ... بينما هي أخرجت من حقيبتها مرآه وقلم حمرة داكن وقامت بطلاء شفتيها بدلال ... ولم يعيرها الآخر أي إهتمام ... أخذت أيضا من داخل حقيبتها علبة سجائر وجذبت واحدة وقالت :

معاك ولاعه ؟؟

ألتفت لها وأجاب بإقتضاب :

مبدخنش

روفان وقد بدأت تشعر بالضجر من برودة أفعاله وحديثه معاها :

هو المصنع بعيد ؟؟

آدم :

خمس دقايق إن شاء الله

تأففت بضيق وقالت :

لو وجودي مضايقك وصلني للمصنع وأرجع الشركه .. أنا هعرف أتعامل عادي مع العمال

أجاب عليها :

ليه بتقولي كده

أجابته بضيق :

واضح من أسلوبك معايا الإجابه ع أد السؤال وكل ما أكلمك متبصليش هو أنا وحشة للدرجدي !! ... تفوهت بها بمكر ودهاء ... أوقف السيارة ونظر إليها وأول مرة رغما عنه يتفحص ملامحها الفاتنة التي تجذب الصغير قبل الكبير... أبتلع لعابه وتذكر زوجته فأشاح نظره بعيدا عنها وقال :

وصلنا

رمقته بإزدراء وغضب ... فتحت الباب بحنق وترجلت من السيارة وهي تتمتم بصوت غير مسموع :

قليل الذوق

وبداخل المصنع أخذت تتجول برفقته تحت أنظار العمال البسطاء وكانو يحدقون بها بنظرات وكأنها فريسة وقعت أمام ضباع جائعة ... كانت تتمني تلك النظرات من آدم لكن الآخر يتجنب النظر لها ويتحدث معاها بإقتضاب مما أثار حنقها وطلبت منه العودة إلي الشركة ...

وصلو إلي مكتب عزيز ... ولجت روفان بدون أن تطرق الباب وقالت بسخط :

يلا يا داد عشان ورايا مشوار

أنتبه لها عزيز ونشأت بتعجب من نبرتها ... دلف آدم الذي رمقه والده بتوعد ... عزيز :

مالك يا روفان يابنتي هو حد زعلك ؟؟

نظرت إلي آدم الذي تصنع الإنشغال بهاتفه وقالت :

مفيش يا أونكل

أدرك كل من عزيز ونشأت إنه صدر من آدم ما آثار غضبها ...

نهض نشأت وقال بإعتذار :

معلش يا عزيز بيه الجايات أكتر من الريحات وإن شاء الله نتقابل قريب

عزيز :

الشركة شركتك يا نشأت بيه وأهلا بيكو ف أي وقت وإن شاء الله هنتجمع كتير الفترة الجايه

إبتسم نشأت برسمية وقال :

إن شاء الله ... عن أذنك ... يلا ياروفي

غادر كليهما المكتب

تنفس آدم الصعداء ثم قال :

ممكن أعرف أي الي حضرتك بتعملو ده ؟؟؟

صاح عزيز بصوت مجلجل :

ولد ... بتعلي صوتك ع أبوك !! أنت نسيت نفسك ولا أي ؟؟

أخذ شهيقا وأطلقه ع عدة مرات زفيرا وقال :

آسف يا بابا بس الي حصل النهارده يحرق الدم ... حضرتك عارف إن مليش ف الجو ده ... غير إني واحد متجوز وبحب مراتي وعمري ماهفكر أخونها حتي لو بنظرة

ظل عزيز يحدق به لثوان ثم تفوه بما يحطم القلوب ويفجر الأجواء :

بقالك أد أي متجوز ؟؟

تفهم آدم مقصد سؤاله فأجاب :

تقريبا سنة ... وأي علاقة ده بالي حصل النهارده !!

جلس عزيز ووضع ساقا فوق الأخري وأخرج سيجارة من جيب سترته الداخلي وقام بإشعالها وسحب نفسا وأخرجه ع هيئة دخان كثيف وأستطرد حديثه :

أنا مش بقولك تخون بنت عمك ... الشرع والقانون محللين ليك مثني وثلاث ورباع ... وأنا عايز أفرح بحفيد البحيري

تسمر آدم ف مكانه بصدمة جلية فقال :

أنت أكيد بتهزر !!

أجاب عليه عزيز بهدوء أعصاب يحسد عليه :

أنت عارف أبوك كويس مليش ف الهزار ... وده أمر مش إختيار

آدم :

نعم !!!

عزيز :

قبل ماترد بأي كلمه تندم عليها ... جوازك من روفان أدام حرمانك من الميراث !!!

******"""""""""*********""""""""*******

_ ها لسه ؟؟... قالتها رحمة وع عينيها رباطة بيضاء تحجب عنها الرؤية وتسير بمساعدة إيهاب الذي يمسك بيديها

إيهاب :

خلاص وصلنا ... وقام بفك الرباطة وفتحت عينيها بحذر بسبب أشعة الشمس القويه ... تسمرت ف مكانها غير مصدقة ما تراه أو ما أعده لها إيهاب ...

وجدت إنهما ع شاطئ رملي وأمامها البحر ومياهه الصافية ذات الألوان المتدرجة من الأزرق إلي الفيروزي ...

تلتفتت من حولها ولم تجد سواهما فقط ...

فقالت :

هو مفيش غيرنا هنا ؟؟؟

إبتسم وهو يغمز لها بعينه وأجاب عليها :

أنا مأجره برايفيت ياروحي ... عشان مش عايز حد يشوفك وأنتي بتعومي غيري

رحمة :

أنا مبعرفش أعوم ولو حبيت أنزل البحر هلبس مايوه محجبات

أمسك يدها وقال :

تعالي معايا

تعجبت قائلة :

ع فين ؟؟

إيهاب :

هاتعرفي دلوقت

توقف أمام منزل من طابق واحد مبني ع الطراز الأوروبي ... وقبل أن

_ ثانيه واحده.... قالها ثم حملها ع زراعيه لتطلق ضحكة أنثوية رقيقة

إيهاب :

لاء وفري الضحك ده لبلليل

لكزته ف كتفه وقالت :

بطل بقي ياهوبا

إيهاب :

والله بقي ع أخر الزمن إيهاب عبد الحميد يتقاله ياهوبا

داعبت طرف أنفه بأنفها قائلة :

أنا بحب أدلعك عندك مانع ؟؟؟

أجابها بإبتسامة :

توء توء ... وأنا كمان هدلعك بس بطريقتي

أنزلها برفق وإتجه نحو حقيبة موضوعة فوق الطاولة .. فتحها وألتقط منها شيئا يعطيه لها وهو يقول :

يلا إلبسي ده عشان أعلمك العوم

نظرت إلي الشئ الذي أعطاها أياها ... أتسعت عينيها بصدمة وخجل عندما وجدتها ثياب البحر المكونة من قطعتين ..

صاحت بغضب :

أنا إستحاله ألبس البتاعه ده أنت بتهزر !!

ضحك وقال :

لاء طبعا مش بهزر وبعدين قولتلك الشاطئ برايفيت يعني ولا مخلوق يقدر يشوفك ما عدا أنا

عضت ع شفتها السفلي بخجل وقالت :

ولو برضو .. أنا أصلا أتكسف ألبسه أدامك تقولي أنزل بيه البحر !!

أقترب منها ويمسك بطرف ذقنها :

رحمة أنتي عارفة أني بغير عليكي أوي ... ولما أشتريتلك البكيني ده عامل حساب كل حاجه لأن نفسي أشوفك بيه وبعدين أنا جوزك ... إنسي الكسوف ده طول ما أنا معاكي ... وأطمني إحنا ف منطقة معزوله وعشان تشوفي بشر ع الأقل تمشي حوالي خمسة كيلو

لم تتفوه بكلمة وكانت تتأمل الثياب ووجنتيها شديدة الحمرة .

_ بعد قليل ...

تركض حافية القدمين فوق الرمال ويحاوط جسدها وشاح كبير الذي يرتدونه النساء فوق ثياب البحر العارية ... يركض خلفها إيهاب قائلا :

إحنا فينا من كده !! ... أنا ممكن أمسكك ع فكرة

توقفت وإلتفت له :

مش هتقدر أنا أسرع منك ها ... وأخرجت لسانها لأغاظته وأخذت تركض

_ آآآآه يارجلي ... صاح بها إيهاب ... توقفت لتراه يقف منحني ممسكا بساقه اليمني ويبدو ع ملامحه الألم الشديد

ركضت إليه وقالت بخوف وقلق :

مالك ياحبيبي ؟؟

إيهاب بألم مصتنع :

رجلي جالي فيها شد عضل ومش قادر أحركها ومش قادر أتحرك

رحمة :

يا حبيبي ... إستني هدلكهالك ... قالتها وكادت تجثو ع ركبتيها لكن فاجئها بالإمساك بها وقال وهو يضحك بإنتصار :

مسكتك ياحياتي

قالت بحنق وملامح طفولية :

أوعي ياشرير بتضحك عليا عشان تمسكني !!

ضحك وقال :

أنا شرير ؟؟

أومأت له وقالت :

اه شرير

ضيق عينيه وقال :

يعني أنت شرير .. مااااشي

قالها ثم جذب الوشاح من ع جسدها لتصبح بقطعتي الثياب فقط ... صاحت بخجل :

إيهاب بجد هات الكاش مايوه مينفعش الي بتعملوه ده

ضحك بسخرية مازحا :

معلش أصل أنا واحد شرير

صاحت بحنق :

إنجز يا إيهاب وهاته إحسنلك

إيهاب :

بتهدديني ؟؟

أجابت بتحدي :

اها بهددك

إيهاب :

طيييييب ... قالها وقام بحملها فأخذت تصرخ :

نزلني ... نزلنييييبيييي

إتجه بها إلي البحر ليتركها بداخل المياه ... إنتابها الخوف من موجة مرتفعة قليلا فأختبأت ف صدره العاري ...

غمرها بين زراعيه وأعطاها قبلة فوق رأسها وقال :

متخافيش من أي حاجه طول ما أنا معاكي

تشبثت به بقوة وقالت :

أنا معرفتش إحساس الأمان غير وأنت معايا

حدق ف عسليتيها الصافية وقال بنبرة أذابت قلبها بين يديه :

بحبك

بادلته بإبتسامة خجل ونظرت لأسفل وقالت :

وأنا بعشقك

إبهاب :

عايز أسمعها وعينيكي ع عينيا

صمتت قليلا ثم رفعت عينيها ف عينيه وقالت بهمس :

و..أنا..بعشقك

وإن إنتهت من قولها دنا برأسه ليفاجئها بقبلة حميمية أفاض فيها كل مشاعره التي يحملها إليها ... بينما هي كانت مثل الذي دخل الجنة لم تصدق إن الدنيا كما أخذت منها أخيرا أعطت لها وستريها وجهها المضحك .. فهل السعادة ستدوم أم سيقابلها بعض العقبات التي تمر ع خير بدون خسائر أخري !!

وكما تقول الحكمة ياعزيزي دوام الحال من المحال .


******"""""""*********"""""""*******

_ يراقبها منذ أن تركت القصر...فكم هو مشتاق إليها وأدرك مشاعره نحوها وبذرة الحب التي ترعرعت بداخل قلبه... فكثيرا يقف بسيارته بالقرب من الفندق التي تمكث فيه واليوم قد قرر أن يقابلها حتي يصرح لها ما يجول بداخله إليها...

ها هي ترجلت من سيارة الأجرة وكانت ثملة للغاية... تترنح يمينا ويسارا وف تلك اللحظة هناك رجلين يتشحا بالسواد بداخل سيارة لايوجد عليها لوحة الأرقام المعدنية... حيث قاما بتتبعها والسير خلفها وإحدهم يمسك بسلاح ناري

ترجل كنان من سيارته وقام بشد أجزاء سلاحه الناري ثم وضعه خلف ظهره... ركض بخفة ومهارة بدون أن يصدر صوتا يلفت أنظار...

وكادت تنعطف إلي إحدي الشوارع الهادئة لتتفاجئ بيد تكتم فاهها ويدفع بها إلي مكان يختبأ عن أعين كلا الرجلين...

أشار لها كنان بالصمت وهمس لها بالإنجليزية

(الحوار مترجم)

_ أنتظريني هنا ولا تذهبي إلي الخارج

رمقته بعدم فهم فأردف ليطمأنها:

هناك رجال يتتبعونك وع مايبدو يريدون قتلك

نظرت بخوف وأرتجف جسدها... نظر إليها لثوان ثم ركض ليري إنهما يبحثا عنها ف الأرجاء فأطمأن وذهب إليها ليجدها واقفه بخوف ومازال جسدها يرتجف... خلع سترته ووضعها ع كتفيها وقال: ؟ أهدأي لقد أبتعدو... هيا نذهب إلي منزلي فوجودك هنا خطر ع حياتك... أظن إنهما ينفذا أوامر إحد ما

أجابت سيلينا بنبرة ثملة :

لابد من أرسلهم إحدي رجال كلاوس الأوفياء له... يخشون أن أوشي بهم لدي رجال الأمن

ربت ع ظهرها وقال:

لاتخافي أنا معك وروحي فداء لك

حدقت به بإندهاش من ماتفوه به... لم تستطع الوقوف وكادت تسقط ع الأرض فألحق بها وقام بحملها إلي داخل سيارته.... ودلف هو أيضا لينطلق بالسيارة متجها نحو منزله...

وصل أمام بوابة البناء ونزل ليلتف إلي الباب الأخر وقام بحملها وأوصد الباب... ولج إلي البناء ثم إلي المصعد... خرج ومازال يحملها ف الطابق الذي يقطن فيه... أنزلها وأسندها ع كتفه ليتمكن من فتح الباب بالمفتاح خاصته... يسندها بصعوبة ليدخلها إلي المنزل.... أغلق الباب وحملها مرة أخري ليدخلها إلي غرفته لكي تستريح... وعندما وضعها ع فراشه جلست وهم بالذهاب فأمسكت بيده وقالت:

شكرا لك كنان

ألتف لها مبتسما وقال:

العفو سيلينا فهذا واجبي

نهضت لتقف أمامه وأقتربت منه كثيرا وفاجاءته بقبلة أشعلت بداخله نيران الحب ليبادلها القبلة بكل قوة حتي شعر بإنقطاع الهواء فأبتعد عنها لاهثا...

نظرت له بنظرات ذات معاني كثيرة وقالت:

لماذا أنت؟؟

أجاب عليها: لأنني أحبك ولم أستطيع تحمل البعد عنك أكثر من ذلك

سيلينا:

لايمكنني البقاء ف مصر كثيرا.. يجب أن أرحل قريبا

كنان:

بلي يمكنك الإقامة هنا دائما

سيلينا:

كيف ذلك؟؟

كنان وقد جمع قواه وبكل شجاعة قال:

عندما تصبحين زوجتي!!!!

**********""""""""""""""""""""***********""""""""""""""****

_ أنتهت من إرضاع صغيرها الذي بلغ الشهرين وأكثر .. وضعته ف مهده ذو الفراش الوثير وقامت بتقبيله قائله :

تصبح ع خير يا مالك قلبي وروحي

وكان الصغير يغط ف النوم وثغره مبتسما تقول الجدات قديما أن الملائكة تداعبه وهو يشبههم ف نقائهم وصفائهم ... طفلا وسيما للغايه لديه عيون والده الزيتونية وثغره المحاط بغمازتين ولديه أيضا خصلات والدته البنية المنسدلة وبشرتها البيضاء الصافية ... دنت منه وأخذت تقبله بحنان ثم تركته وذهبت إلي غرفة الثياب لتبدل ثيابها بأخري مريحة وكانت منامة سوداء حريرية قصيرة أرتدت أعلاها معطفها المرفق معها ومشطت خصلاتها لأعلي بشكل مهندم وقامت بتثبيتها بمشبك شعر صغير ... وتدلت بعض الخصلات المتمردة حول وجهها وع جبهتها لتزيدها جمالا ورقة .. همت بالمغادرة لكن أخذت جهاز صغير يشبه جهاز الإرسال والإستقبال الذي يستخدمه رجال الشرطة وذلك حتي تعلم بإستيقاظ إبنها عندما يبكي ... غادرت الغرفه وهبطت الدرج ... تنظر ف الساعة الكلاسيكية الضخمة التي تتوسط بهو القصر لتجد مازال مبكرا ع عودة زوجها من الشركة ... تنهدت وهي تفكر بأمر ما ... نظرت نحو غرفة الآلات الموسيقية وتذكرت عندما وجدت قصي يعزف ع الكمان بمهارة وأخبرته إنها تجيد العزف ع آلة التشيللو ... إتجهت نحو الغرفة وفتحت الباب ودلفت مبتسمه وهي تتأمل كل آلة حيث إشتاقت كثيرا للعزف ... حملت التشيللو وجلست ع المقعد المخملي الذي يشبه مقعد الملوك ف العصور القديمة ... باعدت عن ساقيها لتسنده بينهما حتي تتمكن من العزف وأمسكت العصا الوترية وأغمضت عينيها وبدأت العزف .. ظلت تعزف مقطوعات كلاسيكية لأشهر العازفين من أمثال بيتهوفن وموتسارت ...

وف الخارج قد وصل للتو ودلف إلي القصر ليقابل زينات ...

زينات :

حمدالله ع السلامه يابيه .. أحضرلك العشا ؟؟

أجاب قصي :

الله يسلمك يا داده ... لاء أنا كلت ف الشركة ... صبا صاحيه ؟؟

زينات :

أنا سبتها من ساعة كانت بترضع مالك بيه ب....

قاطعها مشيرا إليها بالصمت عندما إستمع إلي العزف القادم من الغرفه ليعلم إنها بالداخل فقال :

أتفضلي أنتي ياداده إرتاحي

زينات :

حاضر يابيه تصبح ع خير

قصي :

وأنتي من أهله

تركها وذهب إلي مصدر الموسيقي وفتح الباب بهدوء ليجدها تعزف مغمضة العينين ومظهرها جذاب ومثير ... خلع سترته وفك أزرار معصم قميصه ليرفع أكمامه لأعلي وأخذ آلة الكمان بدون أن تشعر هي وبدأ بالعزف معها ... علمت بوجوده ولم تفتح عينيها بل أستمرت ف العزف ... وبعد قليل أنتهي كليهما ... صفق لها بإعجاب وقال :

برافو

********"""""""*******""""""******

_ تنتظر وصوله ع أحر من الجمر ف كامل زينتها وهيئت الغرفة بالزينة والشموع والعطور والأزهار الفواحه وكأن الجنة بداخل غرفتهما ... كل حين تنظر ف ساعة هاتفها وتجري أتصالا به لكن لم يجيب ... حتي وصل لأذنها صوت تنبيه سيارته وهي تدلف من البوابه ... تراقص قلبها من السعادة ... ركضت نحو الثلاجة الصغيرة وأخرجت من داخلها قالب حلوي من الشيكولاته والكريمة يتوسطه صورة تجمع كليهما ...

ترجل من سيارته وتتراقص شياطينه أمام عينيه كلما تذكر حديث والده والمأزق الذي وضعه فيه ... حيث عزيز لايعلم الحقيقة وهي إن إبنه من لديه مشكلة ف الإنجاب وليست زوجته ... فنحن ياعزيزي نعيش بداخل مجتمع ذكوري ع الرغم من التقدم والحرية التي تنعم بها المرأة لكن مازالت حواء ملامة ف كل مشكلة وإذا نظرنا بحيادية سنجد إن كلا الطرفين مخطأ فالمرأة تربي إبنها إنه رجلا معصوم من الخطأ والكل تحت سيطرته ... دعنا من تلك المواضيع التي لم تتغير مهما مر الزمان ونعود إلي آدم الذي ولج إلي المنزل ليجد الهدوء يعم الأرجاء فلم يهتم ... صعد الدرج حتي وصل إلي غرفته ودلف إلي الداخل ... توقف ليتأمل الغرفة بإعجاب وإنبهار وقد نسي كل ما كان يعكر صفوه ... وتفاجئ بهيئتها وطلتها الرائعة وهي تخرج من المرحاض مرتدية ثوب أبيض من الدانتيل ذو أكمام من التول المزين باللؤلؤ ... شعرها منسدل ع كتفيها ويتوسطه تاج من اللؤلؤ ... يزين وجهها لمسات رقيقة حيث شفتيها مطلية بحمرة داكنة ووجنتيها تتلألأ باللون الخوخ وعينيها كحيلتين وأهدابها كثيفة .... تمسك بعلبة مخملية وتقترب منه بإبتسامة عارمة ..

_ كل سنة وإحنا مع بعض ديما ... قالتها خديجة وهي تفتح العلبة ليظهر داخلها ساعة من إحدي الماركات الشهيرة والمعروفه

أخذ منها الساعة وقال :

الله حلوة أوي تسلم إيدك يا حبيبتي

خديجة :

أنت تستاهل كل حاجة حلوة يا حبيبي

ترك الساعة جانبا وقام بمعانقتها بقوة وقال بصوته الرجولي العذب :

أنا بعشقك أوي ياخديجة ... ومهما لافيت الدنيا عمري ماهلاقي واحدة زيك ... أنتي ف عينيا أجمل نساء الدنيا

كانت تبتسم وعينيها أمتلات بدموع الفرح فأجابت ع كلماته :

كان كل أمنيتي قبل مانبقي لبعض إنك تكون من قسمتي ونصيبي والحمدلله صبرت ونولت أي نعم طلع عيني عقبال ماحسيت بحبي وبقيت تبادلني نفس المشاعر بس كله يهون مقابل أن أكون وياك

دنا منها محاوطا وجنتيها بكفيه وقبل رأسها وقال :

ربنا يخليكي ليا ومايحرمنا من بعض أبدا

خديجة : أمين يارب

تأملها من أسفل إلي أعلي بنظرات إعجاب وأطلق صفيرا :

واو أي الجمال ده! ...شكلك شبه الملاك

إبتسمت بخجل من غزله لها ... فقالت :

حبيت ألبس فستان شبه بتاع الزفاف ... يعني نعيد ذكري يوم فرحنا بس الفرق إن إحنا دلوقت بنحب بعض

إبتسم بمكر وقال :

وأنا مش هحرمك من أي إحساس نفسك تعيشيه معايا

أقترب منها للغاية ليرتوي من عسل شفتيها الشهي ثم حملها ووضعها ع الفراش برفق وهمس بنبرة حب وهيام :

الليلة دي هتكون من أجمل ليالي عمرنا عاوزك تفتكري كل لحظة منها

همست بعشق أيضا :

كل الليالي وأنتي معايا بتبقي جميلة ياروحي

آدم:

بعشقك يا خديجة

خديجة :

بموت فيك يا آدم

وبدأت ملحمة الحب الأسطورية ع ضي الشموع المتوهجة وبتلات الورود الحمراء والبيضاء وتلك الصورة التي تتوسط قالب الحلوي مضيئة لإنعكاس ضي شموع القالب من حولها .

*******""""""""*********""""""********

نهضت وتركت مابيدها جانبا وأقتربت منه وهي تمسك رابطة عنقه وقالت بدلال :

عجبك عزفي

إبتسم وحاوط خصرها بيديه وقال :

أنا عاجبني كل حاجه فيكي مش عزفك بس

حدقت بتمعن داخل عينيه :

قصي

أجابها بصوت عذب آسر قلبها :

روح وقلب قصي

خالجها فجاءة الشعور بالضيق فكثيرا يأتيها هذا الإحساس من بعد الولادة وذهبت إلي طبيب مختص ليخبرها إن لديها مايسمي إكتئاب مابعد الولادة حالة فسيولوجية تصيب الكثير من الأمهات الحديثات ويشمل تقلبات ف المزاج والقلق والبكاء وصعوبة ف النوم والحزن ...

وضعت رأسها ع صدره وحاوطت جذعه بزراعيها وقالت بنبرة حزن :

خدني ف حضنك أنا عايزه أعيط

عقد حاجبيه وقال بخوف وقلق وهو يرفع وجهها ممسكا بطرف ذقنها :

مالك يا حبيبتي ؟؟

لم تستطع كبح عبراتها لتنسدل وقامت بدفن وجهها ف بين كتفه وعنقه وقالت من بين بكاءها :

مش عارفه مالي كتير ببقي عايزه أعيط من غير سبب وحاسة بخنقة

ضمها بقوة وقال :

شكلك بطلتي تاخدي الأدوية الي الدكتور كتبلك عليها

صبا :

بطلتها لأن معدتي وجعتني من كتر الي باخدو فيتامينات وكالسيوم وحديد وكمان المهدئات ... تعبت ياقصي مبقتش قادرة

ربت ع ظهرها بحنان بالغ وقال :

أهدي ياروحي

ظل يربت عليها حتي هدأت ... أبتعدت برأسها لتنظر له بصمت ... ثم عانقته مرة أخري ... أخذ يداعب خصلاتها وخلع مشبك الشعر خاصتها لتنسدل خصلاته ... يستنشق رائحتها بمتعة غامرة ... شعرت بقوة عناقه تزداد وأرجع خصلاتها خلف أذنها ليظهر له عنقها ودنا منها ليطبع بشفتيه قبلات حانية جعلتها كالتائهة مابين يديه ... حملها ليجلسها فوق البيانو حتي أصدر صوتا أفزعها لتتشبث به ... وما زال كل منهما يحدق ف عين الأخر ... شعر بخفقات قلبها ليتبعها لمسات من أناملها ع لحيته المشذبه تتلمسها بحنان .. هبطن لمساتها نحو عنقه ثم شرعت بفك أزرار قميصه العلويه وهي تقول :

واحشني الوشم

همس لها بعشق :

طب وصاحب الوشم ؟؟

أجابته بنظرات غرام ووله :

صاحبه مشتاقه له شوق العطشان للميه

رفع حاجبه بإبتسامة وقال :

ده إحنا بقينا نقول خواطر

صبا :

حبك علمني كل حاجه

أسند جبينه فوق جبينها وقال :

أنا بقي معرفتش يعني أي حب غير لما شوفتك ... ويعني أي حياه غير وأنتي جمبي ... أنتي كل حاجه ليا ياصبا

رمقته بنظرات عشق ... مدت يدها نحو قميصه لتكشف عن وشم صدره تتأمل كل حرف وتلمسه بأطراف أناملها ثم أقتربت منه بشفتيها وقامت بتقبيل كل كلمة موشومة.. أغمض عينيه ليشعر بملامسة شفتيها لصدره ... أشعلت بداخله نيران العشق فلم يستطع التحمل أكثر من ذلك فأمسك بوجهها وأنهال ع شفتيها بقبلة جامحه ولم يتركها سوي عندما وضعت كفيها ع صدره لتبعده حتي تلتقط أنفاسها ... لم يرتوي بعد ليعيد قبلاته التي تغمرها ف محيط عشقه السرمدي ... تساقط معطفها الحريري وتساقط قميصه ... لينغمر كل منهما ف عشق الآخر ... وليس أي عشق إنه عشق الملك .

*******""""""""*******""""""********

_ تجلس خلف مكتبها تراجع بعض التقارير الطبية لبعض الحالات... طرق باب المكتب فقالت:

أتفضل

دلف شاب ف أوائل الثلاثينات يبدو ع هيئته الهيبة والوقار يرتدي زي الشرطة ومن الشارة التي يحملها فوق كتفيه رتبته رائد... يحمل باقة أزهار باللون الأبيض...

_ السلام عليكم

رفعت عينيها ونظرت إليه لثوان ثم قالت وهي تشير إليه بالجلوس:

أتفضل حضرتك أي خدمة؟؟

_ أاحم... أنا مش هاخد من وقت حضرتك كتير وهدخلك دوغري ف الكلام..أنا الرائد رمزي أبو المكارم... بصراحة أنا كنت عندكو هنا من أسبوع كنت بزور أختي الي ولدت عندكو ووقتها شوفتك وحسيت ناحيتك إحساس زي إعجاب ومن وقتها وأنا بحاول أعرف عنك أي حاجه عشان أعرف أكلمك... ولما سألت عليكي لاقيتك فرصة لو ضيعتها هندم طول عمري... لأنك الإنسانة الي يتمنها أي واحد تكون زوجته

_ كانت تستمع له وترمقه بنظرات دهشة... حتي أنتهي من ثرثرته المتكررة وف النهاية قال:

أي رأي حضرتك؟؟

فتحت فاهها كالبلهاء وقالت:

ها؟؟

رمزي: إنك تقبلي تتجوزيني؟؟

دلف حينها يوسف ع تلك الجملة... تسمر مكانه وهو يتأمل رمزي ومايحمله من باقة أزهار وجملته التي تفوه بها توا...

وبالرغم من براكين الغضب والمراجل التي تأججت بداخله تعامل بكل تحضر ورقي... فقال لعلياء:

صباح الخير يا حبيبتي

إبتسمت بإنتصار حيث شعرت بغيرة يوسف الذي ود إن يخلع رأس ذلك الرمزي ويفقع له عينيه التي تحدق بحبيبته

علياء وهي تقصد أن تثير حنقه:

أتفضل يادكتور يوسف تعالي ما أعرفك بالرائد رمزي ابوالمكارم جاي بيطلبني للجواز وكنت لسه هقوله يروحلك يطلب إيدي منك بما إنك مديري... أي رأيك؟؟؟

رمقها بتوعد فقال:

هو أبو المكارم بيه ميعرفش إننا متجوزين!!!

نظرت إليه بصدمة وكادت تتفوه فقاطعها رمزي قائلا ليوسف:

إزاي حضرتك وأنا لسه ساءل عنها وعرفت إنها لسه مش مرتبطة

إبتسم يوسف بخبث وقال:

أصلنا متجوزيين ف السر عشان فيه مشاكل بين العيلتين ولما تتحل بإذن الله هنعلن جوازنا وعشان البيبي الي جاي ف السكة

صاحت بغضب جم:

أي الي أنت بت....

قاطعها يوسف الذي جلس بجوارها حيث دعس ع قدمها لتصمت وقال:

نورتنا يا حضرة الرائد

كانت نظرات رمزي لم تختلف عن نظرات علياء التي كانت بشرتها شديدة الحمرة حيث وصلت لذروة غضبها.... غادر رمزي بعدما رمقها بشمئزاز وإزدراء وألقي الباقة ف سلة المهملات...

نهض يوسف ليوصد الباب من الداخل...

علياء،:

وليك عين كمان وبتقفل الباب والله لهوريك يا يوسف

أقترب منها والغضب يتطايررمن عينيه...أرتعبت من نظراته لكنها تظاهرت بالقوة وهي تتراجع إلي الخلف وقالت:

يوسف أبعد أحسنلك

يوسف: ولو مبعدتش هاتعملي أي ها؟؟... سايبه الباشا يتأمل ف جمالك وكمان بكل بجاحه بيطلب إيديكي وأنتي كنتي عيزاه يطلبها مني!!! عشان كان هيبقي أخر يوم ف عمره وعمرك

أبتلعت لعابها بتوتر:

طيب أهدي وأفهمني أنا اتفاجئت بيه زيك والله... وبعدين مالك بتحاسبني بإمارة أي ده أنا الي مفروض أحاسبك ع الهبل الي قولتهولو... و.....


كانت ع وشك الوقوع إلي الخلف... تعثرت ف المقعد... أسرع هو وألتقطها بين زراعيه وأخذ يحدق ف عينيها بنظرات حب وغيرة

قال لها بنبرة عاشقه:

أنتي ليا انا وبس ياعلياء... ومش هاتكوني غير ليا... أنتي فاهمه؟؟؟

علياءقالت بتهكم:

ولما حضرتك عاشق وولهان للدرجدي ليه مجبتش والدك لحد دلوقت وطلبتوني للجواز من ماما؟؟

يوسف:

قولتلك اصبري بابا عنده ظروف ومشاكل ف الشغل مستني ينتهي منها وأفاتحه ف موضوعنا

إبتسمت بتهكم وقالت:

المشكلة إنك لما بتكدب بيبان عليك أوي وخصوصا إن أنا عرفاك كويس... لم يجيب عليها وتجهم وجهه وقال:

ووجوده هيهمك ف أي مادام أنا وأنتي بنحب بعض!!

وضعت يديها بداخل جيوب معطفها ورفعت إحدي حاجبيها قائلة:

وجوده زي أي أب بيروح يخطب لأبنه زي ما الأصول بتقول... إلا إذا السيد الوالد لسه شايفني مش قد المقام ومينفعش أكون زوجة لإبنه الدكتور يوسف!!

يوسف:

ومين قالك كده؟؟ ... أنتي الي فاهمه غلط

علياء: لاء يادكتور... أنا فاهمه صح وكل شئ واضح زي الشمس بقالك أكتر من شهرين تقنع والدك بجوازنا وهو معترض... عموما أنا لسه ع شرطي ومش هتنازل عنه... لو عايزني بجد والدك يجي معاك... غير كده هقولك آسفة.... عن إذنك عندي حالة هاروح اطمن عليها

قالتها وغادرت غرفة المكتب تاركة إياه يقف متسمرا مصدوما... ليدرك إنه قادم ع حرب ضارية مع والده ربما تنتهي بمصير مثل أشقائه

********""""""""""************"""""""*****

_ كانت الأيام تتوالي ع كلا من طه وشيماء بدون أي أحداث جديدة ... شيماء مازالت زوجته ورقيا فقط بينما هو تسرب إليه الملل رويدا رويدا وصبره قد بدأ ينفذ ... قد حاول معاها كثيرا أن يتقرب منها ويشعرها بالأمان وهي كانت ف كل محاولة تضع أمامه سور تلو الأخر حتي أصبح بينهما جدار سميك لايمكن أختراقه سوي بإرادتها هي ...

وف يوم من الأيام كان عائدا من عمله حيث يعمل ف المصنع لدي عمه عزيز ... دلف من باب المنزل وجد إبنتها تجلس بداخل (المشاية ) الخاصة بالأطفال ... وهي تقف ف الشرفة تمسك بالثياب التي أخرجتها من المغسله منذ قليل وتضعها فوق الأحبال وتثبتها بالمشبك ... زفر بسأم وولج إلي غرفته التي يمكث فيها وحيدا ...

دلفت إلي الردهة وعلمت إنه قد وصل للتو ... ذهبت إليه وقالت :

حمدالله ع السلامة

لم يجيب عليها متعمدا وأطلق زفرة بتأففه وهو يفك أزرار قميصه وألقاه ع الأرض ...

عقدت حاجبيها بتعجب من ردة فعله ...

_ عندك مشكلة ف الشغل ولا أي ؟؟... قالتها شيماء لينظر لها بإيلام وقال :

مفيش وأتفضلي أطلعي بره عشان عايز أنام

أنتفضت بصدمة من جملته وقالت :

أنا عملت حاجة مزعلاك مني !!!

إبتسم بسخرية وقال بتهكم :

خالص أبدا ... أنتي شايفة إنك بتعملي حاجه تزعلني ؟؟

أدركت سبب حالته تلك فقالت :

أنت...

قاطعها بصياح غاضبا :

أنا أي ؟؟ أنا طلعت مجرد سد خانة مش أكتر ... مركون ع الرف ... زوج مع وقف التنفيذ

تنظر له بذهول وعينيها متسعتين من صدمة كلماته وقالت :

إسمعني أ....

قاطعها مرة أخري وقال :

إسمعني أنتي بقي عشان من اللحظه دي كل واحد فينا هيحدد حياته الي جايه عشان مبقاش ظلمتك ولا أنتي ظلمتيني ... ولو لسه بتحبيه ممكن ....

صمت ليفكر ف الكلمة التي سيتفوه بها ... رمقته بسخط قائله :

ممكن تطلقني ... مش كده !! ... مش كنت هتقولهالي !!... للأسف كلكو صنف واحد ميعرفش غير مصلحته وعمرك ماهتحس بالي أنا فيه ... ويكون ف علمك أنا مش بحبه أنا بكرهه لأنه كسر كل حاجه حلوة مابينا بالي عمله معايا سواء لما أقتل أبويا الله يرحمه ولا ... أبتلعت ريقها وصمتت ... فهو لايعلم أمر إعتداء عبدالله عليها غصبا .. هي لم تخبره ولم تخبر أحد ...

نظر إليها لتكمل :

ولا أي ؟؟

أجابت بتوتر جلي :

ولا عمايله طول فترة جوازنا من شربه للحشيش وبيتاجر فيه

أقترب منها بخطوات أوقعت قلبها لسابع أرض ... تراجعت إلي الخلف ليصتدم ظهرها بالخزانة ... توقف أمامها وأستند بزراعيه ع الخزانة محاوطا إياها يرمقها بنظرات شك وحيرة ... فقال لها :

ولو كل الي بتقوليه ده صح ... ليه بتبعدي عني !!! .. ليه كل ما أقربلك بتهربي مني ؟؟!!

قالها وأقترب بشفتيه نحو أذنها لتشعر بأنفاسه ...

أردف بنبرة مليئه بالرغبة :

ها ؟؟.. مبترديش عليه ليه ؟؟؟

لم تعلم سبب هذا الشعور الذي داهمها توا ... خاصة عندما أقترب منها وأستنشقت رائحة عطره القوية فأنتابها الشعور بالغثيان ...

أجابت عليه وهي تحاول أن لا تهتم بما تشعر به :

أنا ... أنا

دفعته بكل قوة وركضت إلي المرحاض بسرعة الريح ... أفاضت بكل ما ف جوفها ... ظن إنه السبب فيما أصابها وإقترابه منها آثار إشمئزازها ... لم يتحمل تلك المعامله السيئة هكذا يظن ... توقف أمام مرآة الزينة وأمسك بزجاجة عطر ودفعها بكل قوته لتهشم المرآه لحطام منثورا ... فتح الخزانه وتناول قميص قطني وقام بإرتدائه وأخذ متعلقاته وغادر المنزل ...

بينما هي إنتهت من غسل وجهها وفمها جيدا ... نظرت لإنعكاس صورتها ف مرآة الحوض وهي تفكر ف أمر ما ... غادرت المرحاض لتبحث عن هاتفها وفتحت النتيجة وقامت بالعد ع أطراف أناملها ... أتسعت عينيها بخوف وخفق قلبها ... ذهبت إلي غرفتها وقبل أن تولج ألقت نظرة ع غرفته لم تجده ... إرتدت العباءة السوداء والحجاب وحملت إبنتها ع زراعها وأخذت محفظة نقودها وغادرت ع الفور متجهة إلي الصيدلية ولم تنتبه إلي العيون التي تراقبها عن كثب ...

قامت بشراء شئ ما وصعدت إلي خالتها نعمات ... طرقت ع الباب وجاءها صوتها من خلف الباب :

حاضر يالي ع الباب

فتحت وأنفرجت أساريرها عندما وجدتها ...

_ أهلا أهلا أخيرا جيتي تطلي ع خالتك نعمات !!

شيماء:

معلش ياخالتي غصب عني والله مش ملاحقة من الشغل لشغل البيت والبت ريتاج كل شوية تتعب

نعمات :

عارفه يا حبيبتي ... ربنا يقويكي ويعينك

شيماء : تسلمي يا خالتي ... قالتها وأخذت تتلفت بتوتر

رمقتها نعمات بتساؤل :

مالك الواد طه مزعلك ولا أي ؟؟

إبتسمت بتصنع وقالت :

أبدا ياخالتي ... متاخديش ف بالك

نهضت وأردفت :

خلي بالك من البت أنا هادخل الحمام

حملت نعمات الصغيرة وأخذت تقبل وجنتيها :

قلب تيتا وحشاني أوي

_بداخل المرحاض تمسك شيماء بإختبار الحمل تنتظر النتيجة لتجد ظهور علامة فقط ... كادت تزفر بأريحيه لكن بدء ظهور العلامة الأخري كانت بمثابة لكمة قوية فقامت بصفع وجنتها بصدمه قائلة :

يالهوي !!!

الفصل السابع عشر من هنا 

تعليقات



×