رواية ملاذي وقسوتي الفصل الخامس عشر 15 بقلم دهب عطية


 رواية ملاذي وقسوتي الفصل الخامس عشر

تقف في شرفة غرفتها وبُنيتاها تتابع المكان المظلم الخالي امامها بملل.....مر اسبوعين وهو مُنشغل عنها
في مقولة المصنع الجديد ، يصب كل تفكيره و اهتمامه عليه ....لم يتحدث عن اي شيء يخصهم بعد شجاره الحاد معها مُنذ اسبوعين ....
اصبحت متيقنة من طبيعة مشاعرها له.... تحبه.... نعم احبته ولن تنكر ذلك..... ولكن ماذا عنه هل يحمل ذرة حب ولو قليلة لها ....لا تعلم حين الأمر يتعلق بسالم تصبح ضائعة في أفكارها ......
فاقت من دومات الحيرة على صوت سيارته الذي صف إياها امام باب المنزل ونزل منها بهدوء
متوجه الى الداخل.......
تسارع نبض قلبها وهي تسافر بُبنيتان هائمتان به شوقاً وعشقاً...
دخلت سريعاً غرفتها وتفقدت نفسها عبر المرآة
وهي تخلع هذهِ العباءة التي كانت ترتديها عليها
كشف تحتها هذا القميص القصير قرمزيّ اللون
الذي أختاره سالم لها بمراوغه شقية...
كم تخجل من تسرعها في تلك النقطة اليوم ستظهر امامه بهذا الثوب المثير الذي لم يترك للمخيلة شيءٍ ..... كان الرداء عبارة عن انحراف على شكل قماشه من الحرير...
نظرت الى وجهها أيضاً بتأمل كانت زينتها ناعمه
ورقيقه تليق على ملامحها الهادئة...
اما شعرها فتركته ينساب بنعومةٍ على ظهرها
بدأت تطلع على قوام جسدها ومنحنياتها بخجل سارت حمرة التوتر لوجنتها وهي تقول بحرج
"معقول هظهر ادامه بشكل ده..لا دا مفتوح اوي
انا هغيره ..."
دخل سالم في هذا الوقت وأغلق الباب بدون ان يلاحظ حياة الواقفه تنظر له بوجهاً يصرخ
حرج من ردة فعلة القادمة بعد ما فعلته ........
رفع عينيه عليها بلا أهداف...اتسعت عيناه بإعجاب صارخ  ورفع حاجبه بغرابه ...(ملاذ الحياة) ستسبب له ازمةٍ قلبيه حقاً..... لم يتوقع ان تتجرأ لفعل هذا
قد راقه ما فعلته لأجل إرضاءه ولاجل أكمل ونجاح
زواجهم معاً!،كانت خطوة جيدة منها...
في خلال هذان الأسبوعان أصر داخله ان يبتعد عنها اكثر وينغمس في عمله اكثر من الازم حتى يرى ملاذه العنيد ماذا سيفعل ولكن على أي حال
النتيجة مُبشرة !..
نظر الى مكان اخر بضيق زائف وهدر بها ببرود
"أنتِ لسه صاحيه لحد دلوقتي ياحياة... "
نظرت له بحرج..... ثم حاولت الإمساك قليلًا
بحبل الصبر معه.....
"ايوا ياسالم .......كنت مستنياك....... "
اغمض عيناه وهو يحترق من عذوبة صوتها الانثوي وما يسببه من رغبات مكنونة داخله ....
اقتربت حياة منه بدلال واحاطت بكلتا يداها
رقبته قائلة باغراء انثوي.....
"مالك ياسالم.... شكلك تعبان...... "
فتح عيناه ونظر لها طويلاً...ثم قال بضيق
يعتريه الشك من تلك التصرفات الغريبه منها....
"أنتِ عايزه إيه بظبط ياحياة...... "
نظرت الى عينيه القاتمة بشعاعٍ جذاب،حدجت أكثر بملامحه الرجولية المحبب لها... هتفت بعذوبة..
"كنت عايزه اقولك على حاجه مهمه..... "
أسرها بعيناه بدون هوادة... كانت عينيه تلتهم وجهها بشوق غالب عليه كان يخفيه عنها خلال تلك
الأسابيع التي مضت ....
"قولي ياحياة انا سمعك ....."
ردت عليه بحزن وهي تحدق به اكثر...
"مش اهم حاجه تسمعني اهم حاجه....
تصدقني.... "
استنشق الهواء بصوت مسموع ....اجابها سريعاً
بصدق...
"انا دايماً مصدقك بس المهم انك تصدقي اني هصدقك....... "
اقتربت منه ووضعت جبهتها الناعمة على جبهته الرجولية الخشنة..... وهي تقول بهمس ناعن
ودموع على وشك الهبوط من بُنيتيها عنوة عنها...
"انا حبيتك...... حبيتك أوي ياسالم ومش عايزه
أطلق منك ولا عايزاك تسبني..... "
اغمض عينيه بضعف من كلماتها التي هدمت كل الحصون الصلبه بداخله...
لا تزال على وضعها في احضانه تقف مقابل له جبهتها  ملتصقة بخاصته كالمغناطيس أبى ان يفصل بينهم....هتف بصوت ارهقته المشاعر ونيران فسألها بشك....
"حياة انتِ متاكده إنك بـ ..... "
قاطعته وهي تبتسم بحب وهي مغلقت العيون بخجل اكدت حديثها بصوت هائم بعشقه...
"أيوه متأكده  إني....... بــــحــــبــَــــك ......"
تنهد بتعب وهو يقول..
"يااااه..... ياحياة أخيراً نطقتي....أنا كنت حاسس اني عمري ماهسمعها منك.... "
ابتسمت بحرج ولم تقدر على الرد....
ابتعد عنها قليلاً وتحسس وجنتيها  لمسح دموعها
من عليها ..ثم وضع قبُلة حانيه على جبينها....
وهو يقول بمصدقية وصدمه من نفسه...
"مكنتش اعرف ان كلمة بحبك هتفرق معايا اوي كده تعرفي حاسس اني معاكِ وجمبك حد تاني
حتى وانا زعلان منك ببقى عارف ومتاكد اني مش زعلان منك أنتِ لا زعلان من تصرفاتك وخوفك مني ....حياة ......"
رفعت عينيها له بوجهاً يصحبه الاحمرار...
"نــعــم ......"
وضع راحتي يداه حول وجهها الفاتن قال
بنبرةٍ صادقة.....
"انا مش عايز ابعد عنك ......مش عايز اخسرك
بسبب سوء تفاهم بينا او قلة ثقه مش قدرين نديها لبعض..انا عايز افضل في حضنك لاخر نفس في عمري فهماني ياملاذي .....عايزك توعديني انك مش هتبعدي عني ولا هتسمحي ليه اني في يوم من الايام ابعدك عني مهم كانت الاسباب ....لاني
للأسف بقيت بخاف ......"
نظرت له بصدمه من جملته الغريب
(بقيت بخاف)سالم شاهين يقول هذا لمَ يصل الوضع معه بتصريح كهذا ......لم تجرأ على سؤاله
ولكن هو اكمل حديثه قال بصوتٍ رخيم .....
"عارفه ليه بقيت بخاف... وعرفت الخوف ...."
نظرت له بترقب تريد ان يكمل حديث اثار الفضول داخلها ......

اكمل سالم ومزال ممسك بوجهها بين كفي يداه
قرب وجهها من وجهه اكثر قال بحب ....
"عشان حبيتك وخايف اخسرك خايف اندم اني سبتلك قلبي....اوعي تخليني اندم ياحياة ....
اوعي لاني ساعتها ......مش هرحمك ......"
وقبل انت تفسر جملته الاخيره كان يطبق على شفتيها مُعتصرها ومُستلذّ بها بين شفتاه
للحظه كانت خائفه من توعدة الصريح لها منذ
ثوانٍ معدودة ولكن لم يترك سالم لها عقلاً فقد كانت قبُلته شغوفة ومليئة بالمشاعر الجياشة أبحرت معه في عالم الغرام...... وايقونه من الشغف يعزفها سالم على شفتيها وعنقها وكل أنشأ بوجهها كانت شفتيه تعزف عليه باللحن خاص .........
حملها بخفة ومن ثم وضعها على الفراش وهو فوقها أبتعد عنها قليلاً ليحدج بعينيه العابثة على ثوبها القرمزي وتلوح إبتسامة شهوانية بالفطرة على
شفتيه وهو يقول بانتشاء نحوها...
"حلو عليكِ اوي ياحياة....... زي متخيلته
بظبط..... "
إبتسمت بخجل وهي تهتف بحرج...
"سالم .....ممكن تبطل تحرجني ... "
"هششش لسه بدري على الإحراج ... "
انهال عليها ببعض القبُلات الحارة لتسلم له الرايا البيضاء... تركته يفعل بها مايحلو له...... فهذهِ الحظة اصبحت ملكه واحده تحمل معها مشاعر ناعمه
لكلاهما مشاعر دافئه اكثر حنان بلمساته الحنونه وهمساته الشغوفة وايضاً استسلمها الذي يثيره اكثر نحوها.... كل تلك اللحظة بينهم تحمل أحاسيس عديدة لكليهما !.......
بعد مرور ساعتين كان يقف في شرفة غرفته عاري الصدر يشعل سجارته وينظر للمكان الخالي بلا أهداف..... كان سعيد باعترافها واللحظات التي قضيت معها.... اخرج الهواء الرمادي الناعم بهدوء من فمه......... كان يعبث في هاتفه بملل فقد جفاه النوم لتنام( ملاذه) وتتركه يقف وحيداً شارداً بها وبي كل لحظة مرت عليهم معاً في هذه الليلة المليئة بالمشاعر الجامحة لكلاهما ......
"سالم..... "نادته باسمه وهي تقف تنظر له ببُنيتان ناعستان على عتبت الشرفة ......نظر لها والى ماترتدي ....اغلق ستارة الشرفة سريعاً ليصبح المكان مُغلق واكثر خصوصية...... سحبها من يداها واجلسها في احضانه قائلاً بحنان وهو يفترس ملامحها....
"صحيتي ليه ياحياة انتِ لسه نايمه من شويه... "
ابتسمت بخجل... وتساءلت بخفوت..
"أنتَ ايه اللي مصحيك لحد دلوقتي ياسالم ..... "
مرر يده على وجهها المشع احمرارٍ ...وقال بعبث
"مش عارف انام بصراحه.... اللي عملتيه فيه مش سهل يطلع من دماغي...... "
"سالم..... "هتفت بحرج وكادت ان تنهض من احضانه لول ذراعه المطبقة عليها باحكام.......
ضحك على تصرفاتها الطفولية وقال وسط ضحكاته.....
"خلاص بهزر قلبك اسود..... "
نظرت له وابتسمت بسعادة...
وضعت راسها على صدره تتابع معه شروق الشمس الظاهر من فتحة بسيطة من الستارة......
قالت حياة بخفوت وهي تتامل المكان وصوت العصافير العذب يغرد حولهم بنعومة.......
"مش مصدقه ان إحنا وصلنا هنا بعد كل ده غريبه
اوي الدنيا ديه..... "
" ولي لا..مفيش حآجه بعيد عن ربنا ... "همس سالم بحنان وهو يتطلع على شروق الشمس حولهم..
إبتسمت بحب وتنهدت بهيام وهي تتوسد أكثر برأسها صدرها وتراودها رائحته الرجولية الممزوجه بعطره الحاني على الأنف...اغمضت عينيها بتعب من لليلةٍ لم تتذوق بها طعم النوم ولكن تذوقت بها أجمل للحظات الحب المتقدُ داخل احضانه  الدافئة وشعرت براحة معه كانت تظنه أنها لم تقبلها
يوماً !....
بعد مدة حملها على ذراعيه..... ووضعها على الفراش ومزالت في ثباتٍ عميق......استلقى بجوارها واخذها في أحضانه حتى ينعم بالنوم بين أحضانها وليس اليوم فقط بل كل يوم ستكون ملاذ الحياة في احضانه ولن يستبدل غير هذا...
(القصة تبدأ بكلمة حب وتنتهي بكلمة كره.. ومن منا قادر على ان يرى  صدامات القدر له..... )
_________________________________
"حمدل على سلامتك ياوليد..... "هتفت بهذه العبارة ريهام وهي تجلس على مقعد بجوار شقيقها.....
رد عليها وليد باقتضاب...
"اموت وعرف بس مين اللي قال لسالم ان حياة معايا ازاي لحق يكشفني بسرعه ديه..... "
نظرت ريهام أمامها بشرود وتريثت بُرهة قبل ان تقول بشك...
"انا حسى ان اللي كاشف اللعبه دي البت بنت فوزيه المسهوكه........ "
رفع حاجبيه باستنكار.... وقال بشك
"معقول تكون ريم.... "
"وليه لا بتحب حياه وصحاب من زمان مستبعد
الموضوع ليه يعني اكيد هي اللي بلغت سالم بكل حاجه مش عايشه معانا في بيت واحد........"
قال وليد بشرود وشك يعتريه
"معقول تكون سمعتنا  ... "
هتفت ريهام بتاكيد ...
"اكيد سمعتنا..... مافيش غير ريم اللي عملته دي حربايه زي أمها... "
اشتدت عروق وجهه بغضب من هذه الفتاة الخرقاء التي أفسدت مخططه في لمح البصر بدون حتى أن
يبدأ... هدر بعصبية وتوعد...
"اقسم بالله لو طلعت هي إللي ورا الموضوع  ماهسبها غير لم اعجزها خالص عشان تعرف تجري وتفتن علينا...
" بس اخرج من القرف ده الأول...... "
ربتت ريهام عليه قائلة بخبث...
"ارتاح انت ياوليد وسيب ليه الموضوع ده وانا هتصرف معها "
____________________________________
"في ايه ياريهام سحباني كده ليه.... "هتفت ريم بزمجرة وضيق من تصرفات ريهام الغريبة...
اجلستها ريهام على الفراش بقوةٍ ...وأغلقت الباب بالمفتاح عليهم....
زفرت ريم بضيق وهي ترمقها بحدة وشك....
" انتِ بتعملي اي ياريهام..... وشداني على مله
وشي في اوضتك كده ليه...... في إيه بظبط .... "
نظرت لها ريهام بحدة وهي تسألها بشك...
"أنتِ اللى قولتي لسالم ان وليد هو اللي خطف
حياة......."
"ايوه انا...... "ردت ريم بمنتهى الهدوء
احتدت عيون ريهام وهدرت بها بقوة وعصبية
"يابجحتك وبتقوليها في وشي كده بمنتهى البساطه إيه مش فارق معاكي اخوكي اللي مرمي في المستشفى وعضمه متفشفش بسببك ..... حيات اخوكي مش غالي عندك لدرجادي... بترميه ادام سالم افرضي كان موته ..."

نهضت ريم بغضب وقالت بسخط نحوها...
"ولمفروض كنت اعمل إيه اسيب حياة تموت على ايد اخوكي ويستغل سالم باسم مراته وشرفها ..... "
هدرت بها ريهام بجنون وحقد .....
"اخوكي ولا بنت الحرام اللى عملتي ده كله
عشانها... "
رفعت ريم سبابتها في وجه ريهام وقالت بصرامه ...
"ولا كلمه على حياة ياريهام وكفايه حقد بقه من ناحيتها انسي سالم ياريهام سالم بيحب حياة
وهي بتحبه....... كفايه حقد بقه وغل يشيخه حرام عليكي.... "
ابتسمت ريهام بسخرية وردت عليها بنزق...
"بتحبه وبيحبها....وانسى كمان لا احلى نكته
سمعتها في حياتي...... "
تريثت لبرهة ثم قالت بعدها بحقد بغل....
"سالم ده بتاعي انا ياريم مش هسيبه ليها أبداً...
وبكره يزهق منها ويرجع ليه اا..... "
قاطعتها ريم عن الحديث وهي تضع يدها على كتفها.. قائلة بسأم من تغير عقلانية شقيقتها الكبرى......
"يرجع ليكِ هو كان معاكِ من الاول عشان يرجعلك
اسمعيني ياريهام وفهميني كويس.. بلاش تمشي ورأ كلام وليد ارجعي لجوزك دا لسه بيحبك وشريكي
وانسي سالم وحياة انسيهم وسبيهم في حالهم....وقفلي بقه على الموضوع ده ويدار ما دخلك شر... "
نفضت يد ريم عنها بقوة وهي تهدر بكره وحقد ...
"انسى؟...انسى سالم وسيب حياة تعيش مرتاحه معاه... لاء انا مش هسيب سالم ليها ياما اتجوز
سالم وعيش معاه يأما هحرمه منها..... "
نظرت لها ريم بصدمة وريبه من هوس شقيقتها وحقدها الذي بدأ يحرق الرحمة داخلها.....
"أنتِ بتقولي إيه ياريهام......قصدك ايه... "
ابتسمت لها بازدراء وهي تقول بنبرة مبهمه ...
"كل حاجه في وقته بتبقى احلى يابنت مرات ابويه....."
خرجت من الغرفة وتركتها تفكر في حديثها بخوف
على حياة وسالم من شياطين اشقاءها .......
____________________________________
كانت تستلقي نائمة على صدره العاري براحةٍ ....
تاملها سالم بحب ظلت تسافر عيناه على وجهها وجسدها الظاهر امامه بوضوح وعبث... وكأنه يدعوه دعوة خفيةٍ خجولة بجولةً آخره معه .... مرر أصابعه الخشنة قليلاً على وجهها ناعم الملمس.... ومن ثم على شعرها الأسود الغزير بنعومة وهذهِ الرائحة
التي تفوح منه مذيج مابين الياسمين ورائحة
شعرها الطبيعية.... لتتميز بعطر خالص وخاص
على أنفه...
فتحت عينيها ببطء على لمست يداه وتامله لها....
نظرت له بحب وابتسمت بنعومة مشرقة ليومه
قالت بصوتٍ عذب ناعساً ...
"صباح الخير...... "
حدق في إطار عينيها يتأمل سحرهم الذي جعله
ليلاً يعترف بالحب ولخوف من خسارتها.....
رفع كفيه ليضعهما على جانبيها جذبها اليه اكثر من الازم....ناظراً لبُنيتيها بشغف وهو يقول ببحة
جذابه....
"صباح النور..... كل ده نوم ياملاذي..... "
لم ترد عليه على الفور فقد ضاعت في نظرة عيناه
وجملته....... لتدرك نفسها بعد ثواني وهمست بخجل ....
"يمكن لاني نايمه متأخر وكده يعني ..... "
مرر يده على جسدها بعبثٍ....
"عندك حق امبارح كان يوم صعب اوي...... "
"سالم...... "غطت وجهها باشرشفة الفراش بخجل صارخ على وجهها.......
انفجر ضاحكاً وهو يبعد عنها الغطاء قال بمزاح.....
"بتغطي اي ياحياة..... انا جوزك على فكره..... "
هتفت بتزمر...
"طب بطل تحرجني ..... "
تغيرت ملامحه بصدمه مزيفة قائلاً...
"هو انا كده بحرجك؟...يعني بعد اللي حصل بينا لسه برضه محروجه... "
"سالم...كفايه احراج بقه.. "
أطبق على خصرها بقوة مقربها من وجهه
وهتف ممازحاً ....
"على فكره ياحياة ده مش إحراج.... دي قلة ادب.... وبصراحه انا بحبها اوي...... "
نظرت لها ببلاها متسائلة بشك ...
"هي مين دي اللي بتحبها.... "
قرب شفتاه من شفتيها قال بعبث
"قلة الادب ....طبعاً ...... بموت فيها "
التهم شفتيها هذهِ المرة بجوع وشوق..... كان يلتهم بدون رحمة ولم ينتظر لحظة واحدة للبعد عنها قليلاً حتى تستجمع شدة إعصاره ...
بلا جذبها اكثر بخفةٍ الى أحضانه وغاص معها
لعالم الغرام ، وترنيمة عذبه تسمعها اذنيهم بأدمان خالص لن يمل كلاهما منها قط....
بعد مدة من الوقت......
تقف امام المرآة تجفف شعرها بالمنشفة.... تطلع على صورتها عبى المرآة كانت ترتدي منامة قصيرة من اللون الوردي تتناثر عليها بعد رسومات الفرشات مختلفة الالون ......غامت عينيها بشرود في
طعم الجديد الذي تتذوقه على يد سالم..
لم تدرك يوماً أنها ستحمل له كل هذا الحب ....
او  يتملك هو داخله كل هذهِ المشاعر التي هزت كيانها بأكمله... مفاجاةٍ حقاً ان يعترف بحبه لها
وان يخدرها بلمساته وحنانه كانت حقاً اكبر الصدمات جمالاً واكثرهم تأثيراً عليها...... هل حقاً اختفى كل شيء .....
هتف عقلها خوفٍ من هذهِ آلسعادة المتناثرة حولها.....
وجدت من يقيد خصرها بيداه القويتان ...ويسند
وجهه على كتفها بل ويغوص في جوف عنقها بلا
تردد.......
ابتسمت وهي تنظر في المرآة على صورة زوجها
بحب...
"خرجت امته من الحمام.... انا محستش بيك.... "
قبله من جوف عنقها بفمه وباسنانه ببطء ثم رد
عليها قال بصوتٍ رخيم جذاب..
"من شويه .....المهم أنتِ سرحانه في إيه ..... "
ابتسمت بحب وهي تنظر الى صورتهم المعاكسة عبر المرآة ...وتشبثه بها بامتلاك وشفتاه التي لا تمل من دغدغت عنقها المرمري ببطء لتسير الرجفة داخلها
أكثر تهدد بالضعف أكثر ، حاولت ان تتماسك قليلاً وسط طيات أفعاله وهي تُجيبه...
"مش سرحانه ولا حاجه عادي.... اااااااه....
سالم... "
اتكاّ باسنانه على جانب عنقها الأيمن بمزاح جاد قليلاً..... رد بعد ان ترك عنقها لينظر الى صورتهم عبر المرآة قال بعبث......
"العضه دي عشان ...حسيت انك بتكدبي.... "
وضعت يدها مكان قضمت أسنانه بتزمر...
لتهمس بعدها بضيق...
"على فكره وجعتني اوي..... "

ابعد كف يدها عن عنقها ومال قليلاً عليها ليقبلها
في نفس المكان الذي احمر اثار هجومة
الحاني......
"لازم تتعودي على كده ...كل ماهتكدبي هتلاقي نفسك متعلم عليكِ في كل حته شكل....... "
هتفت بعبوس كالاطفال ...
"يسلام وده بقه اسميه إيه......."
"حب..... "اكتفى بهذهِ الكلمة وهو مزال يطبق على خصرها ويدفن وجهه في جوف عنقها.....
ردت عليه وهي تبتسم بستياء ....
"اي الحب اللي كل عض ده..... دا حب جديد.... "
رد وهو يتطلع على حمرة عنقها مره اخره
ليرد بمنتهى الغطرسة....
"ااه حب جديد اسمه حب سالم شاهين.. عندك اعتراض......"
"لا... بس الموضوع جديد عليه........ "
نظر الى بُنيتاها عبر المرآة بتأمل وقال بمزاح..
"وجديد عليه انا كمان...... "
انفجرت حياة ضاحكة بقوة......
ابتسم سالم وهو يراقب ابتسامتها المشرقة
وعينيها اللامعة ببريق جديد جذاب... لم يكن يريد
التفكير أكثر ، فالمعة الحب قد ظهرت بوضوح ..... كان يراها دوماً في عيناها حين راها اول مرة بعد زواجها من (حسن)... لكن بعد موت شقيقه
قد اختفى شعاع بنيتاها بألم طاغي عليها وحزن
اخذ من روحها المرحة الكثير.....
لكن اليوم هو يرى لامعة العشق ليس حب فالمعةٍ اكثر بريق اكثر إنارة تظهر بوضوح في عمق
عينيها...
قبلها من عنقها وهو يقول برمانسية...
"بحبك ياملاذي ...... "
توقفت عن الضحك وهي تنظر له عبر المرآة والى همسه المفاجئ...... ابتسمت بعد ان ادركت سكونه
في أحضانها لتهمس له بحب.....
"وانا اكتر....... "
استدرت لتقف امامه مباشرةٍ جالت عيناها مجدداً في فضاء عينيه ثم همست له بحنان
"ربنا يخليك ليه ياحبيبي........ "
"إيه... قولتي إيه...."حدق في إطار عينيها بشوق ينتظر سماع جملتها مرة آخره..
اقتربت اكثر منه بجرأة لم تعهدها ولكن مع سالم وفي أحضانه ترمي كونها انثى يجب عليها الدلال
اكثر أمامه او تصنع الخجل عليه..... ولكن في أحضانه وبعد اعترافها أمامه وامام نفسها بانها عشقته وتبرهن بذالك.... فا لاداعي لتصنع الخجل هي بغنى عنه ..... وضعت انفها على خاصته تحركهم
بعبث ومداعبة طفيفة ثم همست بمزاح انثوي ناعم......
"بقولك....... ربنا.... يخليك......ليه...... ياحبيبي...... "
قبض على خصرها وهو يرفعها قليلاً على الأرض
ومزالت في أحضانه لينظر لها بشهوةٍ وجوع قال
بخبث......
"للاسف هتندمي على جرأتك دي معايا ياحياة.. "
أطلقت اجمل ضحكاتها وهي تقول بإغراء
"طعم الندم ده معاك ........شهد ياسولي....... "
_______________________________
جلست بجانبها بسنت وقالت بضجر وتوبيخ
"يامه قولتلك بلاش تدي الامن لي وليد مسمعتيش كلامي ياخوخه ودي أخرتها حامل وهتسقطي.... "
التوت شفتها بزمجرة وهي ترد عليها....
"مش وقت الكلام ده يابسنت تعرفي دكتوره شاطره تعملي عملية الإجهاض ده..... "
ارتشفت بسنت بعضاً من كوب الشاي ...وهي
تنظر لها بطمع قائلة.....
"اعرف واحده شاطره اوي بس محتاجه مبلغ
يجي خمس تلاف كده....... "
"إيه... كتير اوي يابسنت هجبهم منين....."هتفت خوخة بعبارتها بضياع.....
ارتشفت بسنت من الكوب بتلذذ قائلة بخبث....
"بقولك إيه ياخوخه.... متيجي ياختي نستفيد انا
وأنتِ من العز ولخير اللي في بيت سالم شاهين.... "
نظرت لها خوخة بعدم فهم..... وقالت بتراقب
"ازاي يعني....مالو سالم شاهين... بموضوعي انا
و وليد وبالعمليه اللي هعملها..... "
نظرت لها بسنت صديقتها والتي تعلم عن خوخة كل شيء وبئر أسرارها من يوم ان تقابلو....
"اول حاجه بلاش تنزلي اللي في بطنك ....تاني حاجه ودي الأهم انك لازم تستغلي التسجيلات اللي مسجلها لزفت اللي اسمه وليد وهو بيعترف انه
هو اللي قتل حسن اخو سالم لازم تستغليها لصالحك ...."
قالت خوخة بانفعال...
"اكيد هستغلها.... دم ابني مش هيروح كده ببلاش.. هبلغ عنه البوليس ....بعد ماابعت ليهم التسجيل اللي معايا اللى هيسلمه بإذن الله لحبل المشنقه ...."
نظرت لها بسنت قائلة بسخط..
"تسلميه للحكومه ...ونبي انتِ هبله وتستهلي اللي بيحصلك ......"
قالت خوخة بعدم فهم وتسأءل...
"امال عايزاني انتقم منه ازاي يعني يابسنت الحكومه هتعدمه ......."
ابتسمت بسنت بخبث قائلة ...
"الحكومه هتعدمه بدون مقابل .....لكن سالم شاهين هيقتله وهناخد منه مقابل مادي مبلغ بسيط حلاوة سر مستخبي بقله اكتر من تلات سنين ....."
اتسعت عينا خوخة بعد ان ترجمة حديث صديقتها لتهتف بصدمة....
"انتِ عايزاني اوصل التسجيل اللي فيه اعتراف
وليد بقتل حسن اللي فات على حادثة موته
اكتر من تلات سنين ....أسلم التسجيل لسالم طب ازاي بس.... "
"يابت ياهبله ازاي دي مقدور عليها المهم تفكري باللي هيحصل بعدها... هناخد مبلغ كبير حلاوة التسجيل اللي هنوصله ليهم.. بعدها هنعيش انا وانتِ وامك واخواتك الغلابه دول عيشه ملوكي بعيد عن الفقر والجوع والحوجه للي يسوه وللي ميسواش.. "
ضاعت عينيها بشيء وهمي وعقلها شارد بخوفٍ
من مخطط كهذا ضدد وليد .....ولكن يستحق لم
تثق به يوماً لذلك سجلت له اعترافه بتدبير
الحادث لحسن ....وهذا الشك وقلة الثقه التي وضعتها بينهم ادت بنفع لها.....
فإذا قالت الحقيقة لسالم من خلال تسجيل اعترافه بالقتل.... ستضمن مبلغ مالي ليس هين ......
بعد تفكير طال بها حاسمة أمرها بطمع وانتصاراً على وليد.... و وجود جنينها ايضاً في احضانها هذا يعد انتصاراً آخر لها  .......
قالت باعين تحمل فرحة غداً بأموال باهظةٍ...
"موافقة يابسنت اسلم التسجيل لسالم شاهين.. بس ازاي هناخد منه الفلوس...... 

تعليقات



×