رواية تعافيت بك الجزء الثالث الفصل الرابع عشر 14 بقلم شمس بكرى


 رواية تعافيت بك الجزء الثالث الفصل الرابع عشر

قال تعالى: 

" وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ "

ولأجل أننا مُسلمون،
وتعظيم شعائرِ الله فريضة؛
عيدكم  مُبارك، وكل عامٍ وأنتم بخير.
_________________________

دوىٰ صوت الأعيرة النارية في الهواء حتى أخفض الشباب جسدهم للأسفل يحمون الصغار الذين تمسكوا بهم، بينما "عـمار" رفع صوته بسخريةٍ يقول:

"فيه إيه يا عامر هو قالك عازمنا على إيه بالظبط ؟؟؟"

رمش "عامر" ببلاهةٍ ثم قال بحيرةٍ:

"والله مش متذكر هو قال أحلى ليلة في عمرنا ولا الليلة الأخيرة في عمرنا ؟؟؟"

وجه الشباب نظرهم نحوه، فيما قال "حسن" بسخريةٍ:

"يا عم مفرقتش أخر ليلة من أحسن ليلة كدا كدا نفس الحروف و عديها"

ارتفع صوت الضحكات ثم اعتدلوا في وقفتهم، بينما "طارق" سأل مُتعجبًا:

"هو إيه اللي حصل دا ؟؟" 

رد "خالد" بسخريةٍ مرحة:
"لأ متشغيلش بالك، دا عمدة كان بيرحب بينا مش أكتر"

اقترب منهم "عُمدة" يقول مُهللًا بطريقته المعتادة:

"يادي النور يادي النور.....زينة الرجال و خير البحور"

مال "أحمد" على أذن "حسن" يقول بنبرةٍ هامسة يمازحه:

"خير البحور إيه ؟؟ هو شايفنا طواجن سمك قصاده ؟؟ عامر كرف عليه؟؟"

جاهد "حسن" ليكتم ضحكته وهو يقول:

"على رأي من قال السمك صحاب مش طواجن"

اقترب "عمدة" بالسلاح في يده وعلى حين غُرة رفع يده بالسلاح يطلق عيارًا ناريًا في الأجواء ترحيبًا بهم للمرةِ الثانية، ثم قال بنبرةٍ ضاحكة:

"لامؤاخذة يا بشوات، بس انتم مش أي حد لازم التحية تبقىٰ من نار علشان أخواتي اللي شرفوني، يا مراحب يا مراحب.... اتفضلوا ادخلوا و نورونا"

فتح لهم البوابة الحديدية حتى طلوا من الداخل على مدينة ألعاب شعبية من الطراز القديم، حيث الأرجوحات القديمة التي تشبه المراكب، و الساقية التي تدور بالمقاعد الصغيرة و محترفين اللعب بالنيران و مادة الجاز، و البهلوانات و اللعب بالعرائس الخشبية، يشبه الأمر ليالي الموالد و الاحتفالات القديمة.

بدا الانبهار واضحًا على أوجه الصِغار و كذلك الكِبار أيضًا، فيما قال "ياسين" بتعجبٍ:

"أقسم بالله ولا كأننا أليس في بلاد العجايب ؟؟؟"

أيده "خالد" بقوله:
"أنا الليلة دي مشفوتهاش من أيام موالد الحسين اللي أبويا كان بيروح يوزع فيها الفلوس والحاجة"

انتبه "عمدة" لمن يشير له لذلك ترك الشباب و تحرك بعدما استأذن منهم، بينما "ياسر" سأل بنبرةٍ هادئة:

"عامر؟ هو مش كان آخر مرة عليه قضية علشان الخناقة اللي حصلت وهو و فرقته اتدخلوا ؟"

حرك رأسه موافقًا ثم أضاف مُفسرًا:
"آه يا عم دا كان من بدري الحوار دا و جه عضو من مجلس الشعب  وقف معاه و خلص الحوار و عمدة و رجالته خرجوا منها و ربنا هداه بقى"

سأله "وئام" وهو ينظر حوله يتفحص المكان:
"ما شاء الله ربنا يهديه، بس هو عمل إيه علشان يفتح المشروع دا ؟؟ أكيد تعب أوي"

رد عليه "عامر" مُفسرًا بلامبالاةٍ:
"خدها وضع يد و العضو دا خلصله كل حاجة و جابهاله، وهو كمان ظبط الدنيا هنا، غلبان عمدة دا"

نظر له الشباب بسخريةٍ ثم ضحكوا رغمًا عنه، فيما قال "عمار" بحماسٍ شديد:

"بقولكم إيه ؟؟ يلا خلونا نشوف الليلة دي علشان العيل اللي جوايا صحي، ولا أروح أقعد مع مراتي ؟؟؟"

رد عليه "وليد" يشاكسه:
"دلوقتي بقت أروح أقعد مع مراتي ؟؟؟ فين أيام حضرتك يا آنسة خلود ؟؟ نسيت يا عموري؟؟ بقيت قليل الأدب ؟"

غمز له "عمار" ثم قال بثباتٍ:
"مش المثل بيقولك الزبون دايمًا على حق ؟؟ أهو أنا بقى كنت بسحب رجل الزبون ؟؟"

ابتسم "وليد" بتهكمٍ وهو يقول:
"متخلنيش أجي أخدها و متعرفش تشوفها تاني ؟؟ أنا أقدر أعمل كدا عادي"

حرك "عمار" كتفيه ببساطةٍ وهو يقول بثقةٍ أثارت حنق الأخر:
"والله اللي عندك اعمله، بس الخوخاية بقت بتاعتي أنا يا ليدو"

ضحك الشباب عليهما فيما قال "وليد" بسخريةٍ لاذعة:
"إيه دا ؟؟؟ بقينا بنتكلم و نرد اهوه، ياض دا أنا كان نفسي أعرف صوتك تخين ولا رفيع؟؟"

حال "عامر" بينهما وهو يقول بضجرٍ:

"بس بقى منك ليه، خلونا نشوف الليلة دي هتخلص على إيه، احنا نروح نتمرجح و نلعب و بعدها نيجي نشوف الخوخة هتروح لمين فيكم، يلا يا عيال"

أخذ "عامر" الصغار و خلفه الشباب ينتشرون في المكان و يقفون أمام الألعاب تارةٍ و تارةٍ أخرىٰ يقومون بالتجربة مع بعضهم حتى أمسك "عمدة" مكبر الصوت يرحب بهم و بصغارهم أمام الجميع و هو يقول:

"حييوا معايا حبايبي و ولاد حبايبي و خيرة الدنيا و مجايبي، الحبايب اللي منورين و على الكل مغطيين، سواء كانوا قاعدين أو واقفين"

انتبه له الشباب، بينما هو استرسل التحية بقوله:
"رحبوا معايا بحبيبي و ابو حبيبي، خالد باشا ابو يونس...يونس الأطعم من الكباب على البقدونس"

ضحك الصغار على "يونس" الذي نظر لوالده وهو يكتم ضحكته فيما استرسل "عمدة" قوله متابعًا:

"حييوا معايا الدكتور ياسر حلو العين أبو الباشا الخواجة.... الأستاذ زين"

ضحك "زين" وهو يقول:
"أقسم بالله الراجل دا عسلية"

استرسل "عمدة" قوله متابعًا بعد التحية و التصفيق:
"عامر باشا حتة النوغاشا....يعني لو كل الناس عاوزة تطلع القمر و هو عنده الباشا عُمر"

وقف "عمر" على المقعد الحديدي يقول مهللًا بفخرٍ:

"حبيبي يا عمو عمدة...يا أجمد من الفول بالزبدة"

زادت الضحكات أكثر فيما حمل "عامر" ابنه وهو يقبله، فاسترسل "عمدة" متابعًا:

"سمعني سلام الأدب و الحنية للباشا ياسين.... يعني في أي حتة تشوفوا تعرف هو مين....ومن مصر و سوريا و العراق و اليمن بنقوله الله يباركلك في السُكرة يزن"

ارتفعت الضحكات فيما سأل "يزن" والده بحيرةٍ:

"بابا هو عمو دا بيعمل أيه؟؟"

رد عليه "ياسين" وهو يكتم ضحكته بقوله:
"أبدًا يا حبيبي، شوفت جاسمين بتعمل معانا إيه ؟؟ دا بقى على أوسع !!"

حرك رأسه موافقًا وهو يضحك، بينما "عمدة" تابع الحديث بقوله كعادته:

"لسه التحية فايرة طايرة علشان نريح الناس الحايرة، رحبوا معايا بالجيل الجديد من رجالة عيلة الرشيد، وئام باشا أبو فارس.... حبيبنا الله يحفظه و العين عليها حــارس..."

ضحك "فارس" بشدة وهو يرتمي على كتف والده، فيما تابع "عمدة" الترحيب بالبقية بقوله:

"حبيبنا و حبيب الكل طارق باشا الرشيد و أحمد بيه الرشيد، ملوك السوق و الدعاية والإعلان حبايب الكل من زمان"

رفع "طارق" كفه يُحييه و كذلك "أحمد" أيضًا، بينما استرسل الأخر متابعًا:
"عمي وعم العالم وليد بيه الرشيد.... يعني لو قاموس الرجولة ليه مش لاقيين، وليد بيه طبع منه نسختين..... حبيبنا اللي ميقدرش على البعاد.... أبو حبيبنا مازن و الباشا زيــاد"

وسط التحية و ضحكات الصغار وضع "وليد" كفيه عليهما يقول بنبرةٍ ضاحكة:

"أي خدمة يا ولاد الهبلة، بسيطكم أهوه، لو امكم عرفت بالكلام دا... هدلعكم !!!"

حرك الاثنين رأسهما بموافقةٍ وهما يضحكان، بينما تابع الأخر الترحيب بقوله:

"الغالي ابن الغالي اسمه علطول عالي.....علي بيه ابن حسن المهدي اغلى ماليا و أعز ماعندي"

ضحك "حسن" ولم ينكر فرحته حينما يقترن اسمه باسم صغيره كعادته، لذلك ضمه إليه يربت على رأسه، فيما تابع "عمدة" أخر ترحيبه بقوله:

"الليلة ليلة دمار و هتولع بالفرح نار.... بوجود حبيبنا و دكتورنا و عريسنا الجديد الباشا عــمـار"

بعد تلك الجملة ارتفع صوت الأغاني الصاخبة و الترحيبات المُرحبة، و اشتعلت الأجواء لهيبًا حينما بدأت فقرة الرقصات الشعبية و صوت الطبول القديمة حتى انخرط الشباب مع الأجواء و بدأوا احتفالهم مع بعضم و الضحكات و المرح يعتليان وجوههم.
_________________________

في شقة "ميمي" كانت تجلس معها "خلود" بعدما أوصلها "عمار" و ذهب للشباب، كانت تتحدث معها براحةٍ و مرحٍ حتى سألتها "ميمي" بنبرةٍ ضاحكة:

"يعني حبيتي عمار أهو ؟؟ والله الواد دا غلبان وطيب اوي، مشكلته أنه تقيل كدا و راسي غير اخواته خالص، أوعي يكون مزعلك ؟؟ اقطم رقابته"

ردت عليها بلهفةٍ:
"لأ والله يا ميمي خالص، علطول بيحاول علشاني و علشان أكون مبسوطة، أصلًا عمار مش بيزعل حد، و الظاهر كدا إن أنا عنده مش أي حد"

اتسعت ابتسامتها أكثر وهي تستمع لها بينما "خلود" تنهدت بحرارةٍ ثم قالت:

"أنا بحبه أوي أوي، أمتى معرفش و ازاي برضه معرفش، كل اللي اعرفه اني بتطمن لما بشوفه، كان بقالي كتير اوي بخاف من الناس و مش عندي صحاب، من ساعة ما عمار بقى معايا بقى عندي بكل الناس"

ربتت "ميمي" على خصلاتها السوداء وهي تقول:

"ربنا يحفظكم لبعض يا رب، و يبعد عنكم العين و كل شر"

ردت عليها بلهفةٍ تغير الحديث:
"ميمي ؟؟ متاخدنيش في دوكة !! الشقة هنا كئيبة كدا ليه ؟؟ أنا مش واخدة على الهدوء دا"

ضحكت "ميمي" رغمًا عنها وهي تقول:
"هعمل إيه يعني ؟؟ اديني قاعدة هنا و هما الله يكرمهم مش سايبني، خدت على كدا خلاص لحد ما حبايب قلب تيتة كلهم يشرفوا هنا، ساعتها بقى راسي بتفرقع، بس على قلبي زي العسل"

انتفضت "خلود" من موضعها وهي تقول بلهفةٍ:
"طب اسمحيلي بقى أقلب المكان دا أنا كمان و نهيص سوا"

أمسكت جهاز التحكم تقوم بفتح الشاشة و تُقلب بين القنوات حتى وجدت مبتغاها فقامت برفع الصوت ثم أمسكت كفي "ميمي" تسحبها معها وهي تغني بمرحٍ:

"نور عيني قلبي من جوة...."

ضحكت "ميمي" بيأسٍ وهي تحاول تحريك جسدها فيما ظلت "خلود" ترقص بمرحٍ و تتمايل أمامها وهي تغني بحماسٍ تزامنًا مع رقصها بجزعها العلوي فالتفتت خلفها وهي ترقص حتى وجدته أمامه يستند بكفه على الطاولة و حينما توقفت عن الرقص قال هو بسخريةٍ:

"هايل يا فنانة....هايل.... أومال مبنشوفش الحاجات دي ليه؟؟ شاطرين بس نسرق التفاح ؟؟"

ركضت تختبيء خلف "ميمي" بخجلٍ منه، بينما هو قال بتهكمٍ:

"يا شيخة ؟؟؟يلا خلينا نروح يلا يا منعنع !!"

ضحكت "ميمي" بصوتٍ عالٍ فيما نطقت "خلود" باندفاعٍ:

"لأ أنا هبات مع ميمي النهاردة"

رفع حاجبيه مستنكرًا فقالت هي بتلعثمٍ:
"أقـ....اقصد يعني....هي لوحدها وهما محدش منهم هييجي دلوقتي، خلينا هنا معاها و بكرة الجمعة هنروح عند مامتك"

اقترب منهما يقول بخبثٍ ولازالت كما هي تقف خلف "ميمي"
"ليه بس يا خوخة ؟؟ دا أنا حتى جيبتلك تفاح و أنا جاي، مش واجب برضه ناكله في بيتنا أحسن ما نفرج الناس علينا؟"

حركت رأسها نفيًا فيما قالت "ميمي" بضجرٍ زائفٍ منه:

"ولا بقولك إيه ؟؟ خشوا ناموا جوة و بكرة إن شاء الله خدها و أمشي بعد صلاة الجمعة، ولا المكان مش عاجبك ؟"

سألته بتحذيرٍ فيما قال هو بثباتٍ:

"أنا !! هو أنا أطول أنام هنا أصلًا ؟؟ أنتِ تؤمري يا بركة، حاضر هنام هنا"

 حركت رأسها موافقةً ثم التفتت للأخرى تقول بثباتٍ:
"يلا ادخلي مع جوزك ناموا جوة و شوفيه لو عاوز ياكل كدا"

نطق "عمار" بسرعةٍ:
"لأ !! أنا مش عاوز أكل....أنا هاكل تفاح إن شاء الله"

ركضت "خلود" نحو الداخل تهرب منهما، فيما قال هو بنبرةٍ ضاحكة:

"يا مجنونة ؟؟ البت ضاربة"

_"بس بتحبك"

قالتها "ميمي" وهي تضحك حتى ضحك هو الأخر وقال:

"و أنا كمان والله....بس مغلباني"

في الغرفة ركضت "خلود" على الفراش ترتمي عليه ثم دثرت نفسها بالغطاء كلما تتذكر أنه رآها وهي ترقص و تتمايل أمام "ميمي" حتى عنفت نفسها وهي تقول:

"يخربيت هبلي....وهو برضه كان المفروض يرن يقول إنه جاي"

شعرت به يدلف الغرفة لذلك احكمت الغطاء على جسدها تتصنع النوم، بينما هو ارتمى على الفراش ثم راقبها بطرف عينه وهي تضغط على جفونها، فقال بسخريةٍ:

"عصرتي عينك خلاص، قومي يا هطلة، مكبرة الموضوع ليه ؟؟ واحد شاف مراته بترقص، عادي يعني متكبريش الموضوع !!"

التفتت له وهي تقول بضجرٍ:
"معرفش بقى بس حسيت شكلي بقى زفت مش فاهمة ليه ؟؟؟ لو سمحت بقى متتريقش و كأنك مشوفتش حاجة تمام ؟؟"

رد عليها موافقًا بلامبالاةٍ:
"هو أنا يعني كنت شوفت حاجة ؟؟ يدوبك لسه الدنيا هتحلو وقفتي يا بومة"

وكزته في كتفه فيما اقترب منها يقول بخبثٍ:
"طب يعني أنا جيبت تفاح برة من باب إدخال السرور على قلب المسلم من المسلم، المسلم دا بقى مش هيدخل السرور على قلبه ؟؟؟"

عقدت ما بين حاجبيها وهي تطالعه بريبةٍ فيما قال هو بنبرةٍ هادئة:
"نامي يا خلود نامي....شكلك هطلة دلوقتي"

تنهدت بضيقٍ ثم وضعت رأسها على كتفه تُغمض جفونها حتى سألها بنفس الخبث محاولًا كتم ضحكته:

"خلود...."

همهمت بضجرٍ ترد على منادته لها، بينما قال هو:

"ألا هو الواحد يعمل إيه علشان يشوف اللي ميمي شافته برة دا؟"

انتفضت من جواره تضربه بالوسادة وهي تقول بضجرٍ:

"يلم نفسه....يلم نفسه يا عمار و يتربى"

غمز لها بمشاكسىةٍ وهو يقول:
"طب ما تربيني أنتِ و أكسبي فيا ثواب"

ضحكت رغمًا عنها وهي تقول:
"عمار !! هُما عملوا فيك إيه ؟؟ ما كنت متربي و ابن ناس"

وكزها في كتفها وهو يقول:
"ما قولنا كنا بنسحب رجل الزبون لحد ما جه و حصل اللي حصل"

سألته بتعجبٍ:

"زبون ؟؟ هو إيه اللي حصل ؟"

ثبت نظره عليها وهو يقول بصدقٍ:

"كان المفروض اني شاطر و موقعش، بس نسيت إن وقعة الشاطر بألف، و لما وقعت جيت على جدور رقبتي...طلعت موكوس"

ابتسمت له حينما فهمت مقصده بينما هو تنهد بعمقٍ ثم نطق بجديةٍ زائدة:

"خلود قوليلي صحيح ؟؟"

انتبهت له و بدلت تعابير وجهها، بينما هو قال محاولًا كتم ضحكته:

"مش هتقوليلي أعمل إيه علشان اشوف اللي ميمي شافته برة ؟؟"

ضربت رأسها بكفيها بينما هو ضحك عليها ثم قربها منه يحاول كتم ضحكته و طوقها بذراعيه بينما هي كانت تبتسم بسعادةٍ لم تنكرها بقربه.
_________________________

في مقدمة شارع الشباب وقفوا جميعهم مع بعضهم، فقال "وليد" لصغاره:

"يلا يا شباب علشان نروح"

رد عليه "ياسين" بضجرٍ:
"نعم ؟؟ هيباتوا معانا، أنتَ عاوز خديجة تزعل ولا إيه ؟؟"

 رد عليه بقلة حيلة:
"مش كانوا عندك ؟؟؟ خلاص حلو كدا نروح بقى بيتنا و هجيبهم تاني، بدل ما أجي بكرة بليل و أفضل رايح جاي كدا"

تدخل "طارق" يقول بنبرةٍ هادئة:
"خلاص سيبهم بقىٰ علشان خديجة متزعلش، أنتَ متفق معاهم إنك هتاخدهم الجمعة"

نطق "عامر" في تلك اللحظة بلهفةٍ:

"يا عم خلاص سيبهم بقى، وبعدين إحنا داخلين على عيد كلها كام يوم و هنتجمع سوا، كل سنة و انتم طيبين"

رد الجميع عليه المباركة، بينما "وليد" قال بقلة حيلة:
"ماشي....بس لو جيت بكرة هتيجوا معايا تمام ؟؟؟"

تدخل "يونس" يقول بلهفةٍ:
"بص !! خليها بعد بكرة علشان فيه ساعة كورة و هيلعبوا معانا و عاوزين فارس و علي كمان، ينفع ؟؟"

قال "ياسين" بلهفةٍ:
"خلاص، فارس و علي يباتوا معانا و بكرة أنا هروحهم كلهم"

رد عليه "حسن" مُسرعًا:
"لأ مش هينفع هدير هتعمل حوار، بكرة أنا هجيبه قبل ساعة الكورة مرضي كدا يا يونس ؟؟"

حرك رأسه موافقًا فيما قال "فارس" مسرعًا:
"بابا ينفع ابات عند عمتو خديجة ؟؟ بكرة الجمعة و هما هنا و هكون لوحدي، ينفع ؟؟"

قبل أن ينطق "وئام" تدخل "طارق" يقول بثباتٍ:

"ينفع....بات مع أخواتك و بكرة أنا هاجي أخدكم بنفسي، حلو كدا ؟؟"

تنهد "وئام" بقلة حيلة ثم أومأ موافقًا فقفز "فارس" بفرحةٍ، فقال "خالد" بسخريةٍ:

"يعني هي جت على علي ؟؟ ما تخلوه يبات معاكم هو كمان، سيبه بقى يا حسن"

رد عليه بضجرٍ:
"يا عم ما هما أخواته، بس أمه مش هتسكت والله، متعلقة بيهم أوي و مش بتطمن غير لما يكونوا قصادها"

تدخل "علي" يقول بضجرٍ:
"خلاص أنا هبقى اقنعها يا بابا، عاوز أبات معاهم علشان خاطري"

نظر له "حسن" بقلة حيلة فيما قال "ياسين" مُقررًا:
"أنا هخلي خديجة تكلمها يا حسن متقلقش، و هي كلها بكرة و هيكون عندكم، متزعلش الواد بقى"

حرك رأسه موافقًا وهو يقول على مضضٍ:

"طيب....خلاص أنا هخلع منها و مليش دعوة بقى"

أيده الشباب بموافقةٍ بينما رحل كلٍ منهم إلى شقته و مسكنه، بينما "ياسين" صعد بالصغار وهو يقول لهم بمرحٍ أمام الشقة:

"منورين يا رجالة.... أقسم بالله من فرحتي بيكم عاوز اطرد الناس اللي جوة دي"

سأله "يزن" بلهفةٍ:
"هتطرد ماما و نغم ؟؟"

تدخل "فارس" يسأله بتعجبٍ:
"طب و جاسمين نسيتها ؟؟؟"

رد عليه "يزن" بتأكيدٍ:
"يا رب يطردها علشان كدا أحسن"

رد عليه "ياسين" يعاتبه:
"يزن ؟؟ عيب دي أختك، اومال لو مش نازلين في لحظة واحدة، ياخويا دي كانت مكلبشة فيك وماسكة فيك"

لوح له "يزن" بينما "ياسين" فتح الباب وهو يقول بنبرةٍ مرحة:

"أقسم بالله نورتوا يا شباب و نوركم غطى على الكـ....."

قبل أن يكمل جملته انقطعت الكهرباء عن البيت حتى فزع الصغار بينما "ياسين" قال بسخريةٍ:

"مش قولتلكم منورين ؟؟؟"
_________________________

وصل "حسن" مع الشباب يأخذ زوجته و ابنته حتى تفاجئت هي و "هدى" بعدم تواجد "فارس" و "علي" معًا، فسألته "هدير" بتعجبٍ:

"أومال علي فين يا حسن ؟؟ و فارس كمان ؟؟ هما لسه تحت ؟"

حرك رأسه نفيًا ثم قال:
"لأ يا هدير علي و فارس عند ياسين هيباتوا هناك مع مازن و يزن و زياد"

سألته ببلاهةٍ:
"نعم ؟؟؟ مين دول و يباتوا فين؟"

رد عليها "وئام" مفسرًا:
"هيباتوا هناك زي ولاد عمهم وخلاص يا هدير، اتحرجت بصراحة أرفض علشان ياسين ميزعلش، بكرة هنروح نجيبهم"

رفعت حاجبيها، بينما "هدى" قالت بضجرٍ:
"يعني محدش فيهم بيسمع الكلام ؟؟؟ افرض هما مش عاملين حسابهم يباتوا عندهم !!"

تدخل "طارق" يقول بثباتٍ محاولًا تهدئة الأوضاع بقوله:
"اهدوا الموضوع مش مستاهل دي عيال صغيرة و أكيد هتبص لبعض، فارس زعلان علشان ولاد عمه مش هنا و نفسه يكون زيهم، و علي زعلان علشان لوحده و بعيد عنهم، عيال و طبيعي يغيروا من بعض، هيقضوا الليلة سوا و خلاص بكرة أنا هجيبهم لحد عندكم، متنكدوش علينا بقى يا عيلة غَم !!"

تحدث "وليد" بتعجبٍ:
"هي الناس كلها بتتغير و أنا لأ ليه مش فاهم ؟؟ نمو تطوري وقف يعني ؟؟"

سأله "أحمد" بنبرةٍ ضاحكة:
"اشمعنا يعني ؟؟"

أشار على "طارق" وهو يقول:
"شوف الحكمة اللي بتنقط من طارق، الله يرحم أيام ما كان مخه مقفل زي القفل الهندي، تيجي تفاتحه تلاقيه بيحرك راسه"

انتشرت الضحكات بينما "طارق" قال بغموضٍ:

"وليه مزعل نفسك ؟؟ أنا هريحك و احرك خشابتك من هنا علشان متزعلش تاني"

انتبه "وليد" لعدم تواجدها أمامه فسأل بتعجبٍ:
"هي عبلة فين صح ؟؟ كلكم هنا وهي لأ ؟؟"

ردت عليه "هدير" بتفسيرٍ:
"روشان بنت طارق كانت عمالة تعيط عبلة خدتها و نزلت تحت تغيرلها و تعملها رضعة و هتيجي تاني، بس هتشوف سلمى الأول"

حرك رأسه موافقًا ثم انسحب من امامهم بعدما ودعهم، بينما "هدير" قالت بضجرٍ:

"يعني علي فين دلوقتي ؟؟"

ضرب "حسن" وجهه بكفه الأيسر، فيما ضحك البقية عليها.

دلف "وليد" شقته بعدما تحرك من أمامهم فوجدها تنام على الأريكة و هي تحتضن الصغيرة التي تمسكت بها، فضحك رغمًا عنه ثم اقترب يسحب المقعد وهو يجلس أمامها و هو يُربت بكفه على وجنتها وهو يقول بسخريةٍ:

"وحشتيني يا سوبيا"
_________________________

     " بعـد مـــرور ٩ أيـام"

في شقة "ميمي" تحديدًا في وقفة عيد الأضحى المُبارك كانت الشقة ممتلئة بالفتيات معًا و كذلك الصغار و صوت التكبيرات يصدح في الشقةِ بأكملها حيث مناسك الحج و الوقوف على جبل "عرفات" وصوت الحُجاج كما الطير المُغرد بصوت التلبية:

"لَبيكَ اللهم لبيكَ....لبيك لا شريك لكَ لبيك....إن الحمدَّ و النعمةَّ لكَ و المُلك....لا شريك لكَ"

كان الوقت المتبقي لوجبة الأفطار لم يكن كثيرًا ربما بضعة دقائق، و تحديدًا في مطبخ الشقة نطقت "إيمان" بضجرٍ:

"أنا مش فاهمة يعني !! حبكت ياكلوا الأكلة الغريبة دي النهاردة في الصيام ؟؟ هو كل سنة الهم دا ؟؟"

ردت عليها "سارة" بضجرٍ منها:
"و هو أنتِ كل سنة لازم تعملي الحوار دا يا إيمان ؟؟ خلاص ربنا ما يقطع ليهم عادة ياستي"

رفعت حاجبيها، فيما قالت "خديجة" بيأسٍ:

"هي صحيح أكلة مُتعبة و مرهقة أوي، بس خلاص هما قالوا إنهم مش بيحسوا بالعيد غير كدا وهما مع بعض"

زفرت "إيمان" في وجهها ثم قالت بقلة حيلة و يأسٍ:

"ماشي....ماشي يا كتكوتة، لما اشوف أخرتها، بدل ما نعمل ماسكات و نظبط نفسنا، نقف زي بتوع المسمط كدا ناقص ندخل عليهم بفخدة ضاني"

ردت عليها "ريهام" بنبرةٍ ضاحكة:
"استني يا حبيبتي هما بكرة هيدبحوا و يدخلوا عليكِ بالفخدة البتلو كلها، و النهاردة يدوبك نقطة في بحر مرمطة بكرة، متنسيش دول عِجلين"

نظرت "سارة" في ساعة هاتفها ثم قالت بلهفةٍ:

"ابدأوا اغرفوا يلا علشان المغرب قرب و أنا هنزل اناديهم من تحت علشان العيال كلها نزلت ليهم"

سألتها "خديجة" بتعجبٍ:
"هما تحت بيعملوا إيه ؟؟ مش قالوا هينزلوا بعض الفطار؟؟"

ردت عليها "إيمان" مردفةً:
"بيجهزوا المخزن علشان الأضاحي جاية بعد الفطار و بيركبوا قفل للباب"

حركت رأسها موافقةً فيما تحركت "سارة" من المكان نحو الأسفل حيث المخزن الذي يجلس به الشباب بصغارهم.

دلفت وهي تقول:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كل سنة و انتم طيبين"

ردوا جميعًا التحية عليها فيما اقترب منها "عامر" و ابنته على يده وهو يسألها متعجبًا:

"نزلتي ليه ؟؟ مش قولتلك لو عاوزين حاجة كلميني أحسن ؟؟"

ردت عليه بقلة حيلة:
"عامر !! لو كنت كلمتك ماكنتش هترد، يلا علشان الفطار جهز هاتهم بقى و تعالوا"

التفت لهم يقول بمرحٍ:
"يا عيال !! يلا الفطار جهز و المغرب هيأذن على فوق يلا"

ركض الصغار نحو الأعلى يهللون بمرحٍ فيما قال "ياسين" بسخريةٍ:

"قال يعني العيال صايمة، جاسمين الصبح قالتلي هصوم معاكم، من شوية عملت سندوتش جبنه بتقولي هو يعني الصيام دا مبناكلش فيه ؟؟"

ضحكوا جميعهم عليها ثم تحركوا خلف بعضهم نحو شقة "ميمي"، بينما في الأعلى قامت الفتيات بتجهيز طاولة السُفرة بشتى الأنواع المفضلة للشباب.

جلس الصغار على الطاولة فقالت "نغم" بحزنٍ:
"يا جماعة أنا مش بحب الاكل دا بخاف منه أوي، هاكله ازاي ؟؟"

ردت عليها "زينة" بحنقٍ:
"قولتلهم هاتوا فراخ محدش رضي، و خالو خالد قال لأ، مش هاكل البتاع دا"

قالت "جاسمين" بنبرةٍ ضاحكة:
"هو إيه الأكل دا أصلًا ؟؟؟"

رد عليها "عمر" بنبرةٍ ضاحكة:
"الكرشة و الفشة و الكوارع و كل حاجة في العجل من غير اللحمة، بس ريحته حلوة أوي و خلاص أنا صايم"

ردت عليه "جاسمين":
"طب ما أنا كمان صايمة"

سألتها "يسر" بسخريةٍ:
"صايمة ازاي و أنتِ كلتي من شوية جبنة ؟؟"

ردت عليها بضجرٍ:
"هو الصيام دا مش بناكل فيه يعني ؟؟! جوعت"

ضحك "يونس" وهو يسألها:
"جاسمين ؟! أنتِ عبيطة ؟؟ الصيام أصلًا معناه اننا مناكلش ولا نشرب، أنتِ فطرتي أربع مرات لحد دلوقتي"

زفرت هي بقوةٍ ثم قالت بضجرٍ:
"يوه بقى !! بطلوا تفتـ.....تسـزفـ...تـ..."

دلف "ياسين" في تلك اللحظة فالتفتت له تسأله بضجرٍ:
"بابا قول معايا كدا اسمها إيه ؟؟"

ضرب وجهه بكفه ثم قال بضجرٍ:
"هي إيه يا بنت الحلال ؟؟؟"

أجابته بحيرةٍ:
"الكلمة بتاعة لما علطول تقولهالي دي، لما بعصبك"

تدخل "عامر" يقول بسخريةٍ:
"البت معترفة أنها معصباك، أمسك فيها بايدك و سنانك دي"

تركت مقعدها وهي تقول:
"يا بابا ركز معايا.....الكلمة بتاعة لما تفتـ....تستتفـ....قول معايا بقى"

قال "ياسر" بنبرةٍ ضاحكة:
"متستفزهاش بقى يا ياسين و قولها الكلمة"

صرخت بأعلى صوتها وهي تقول:
"أيوا صح هي دي برافو عليك شاطر يا عمو ياسر"

اقترب منها "ياسر" يحملها على ذراعه وهو يقول بمرحٍ:
"أقولك على حاجة ؟؟ من الصبح و أنا عمال أعاكس فيكي، عارفة ليه ؟؟ علشان الترنج الأسود دا مخليكِ سكر و شعرك حلو مين عمله ليكي ؟؟!"

ردت عليه بحماسٍ:
"ماما هي اللي عملتلي الضفيرة دي، و الترنج دا خالتو خلود جابتهولي بس متقولش لحد بقى علشان مش حد يزعل"

تدخل "خالد" يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"وهو إحنا نعرف حد منين ؟؟ اوعي بس أنتِ تقولي لحد أحسن يزعل !!!"

ردت عليه بحماسٍ:
"متخافش والله مش هقول لحد خالص"

رد عليها "عامر" مؤكدًا:
"أيوا صح دا سر ما بينا احنا الـ ١٨ ولو حد عرف مش هنخليه يقول لحد هو كمان....أحسن يزعل"

نطقت "ميمي" في تلك اللحظة بضجرٍ:
"اقعدوا بقى البنات طلع عينها من الصبح علشان تخلص الأكل على الفطار، اللي هياكلوا محشي و فراخ ييجوا على الأنتريه هنا و اللي هياكلوا لحمة راس و كوارع و سمين يروحوا على السُفـ....."

قبل أن تكمل جملتها وجدت الشباب بالأولاد الصغار يركضون نحو طاولة السفرة مع بعضهم يسحبون المقاعد يجلسون عليها، فيما ضربت "ميمي" كفيها معًا بيأسٍ منهم.
_________________________

في بيت آل "الرشيد" قُبيل الفطار بلحظاتٍ قليلة اجتمعت الفتيات مع بعضها في غرفة "هدير" بشقة والدها بينما هي قامت بعرض كافة الماسكات و الأقنعة التجميلية امامهن وهي تقول بنبرةٍ مرحة:

"علشان و إحنا بكرة بنتفرج على الدبح يبقى وشنا منور كدا، نفطر بس ونخلص و نتجمع كلنا هنا، ماشي ؟؟؟"

سألتها "جميلة" بسخريةٍ:
"و مواعين بعد الفطار ؟؟ و الشقة اللي هنفضيها علشان الدبح بكرة ؟؟ يا رايقة"

تدخلت "عبلة" تقول بضجرٍ:
"لأ أنا ضهري اتقطم في ترويقة العيد بجد، مش هعمل حاجة هنا غير أني ارتاح والله، دا أنا سائبة أمي تعمل الفطار هي"

وضعت "سلمى" قدمًا فوق الأخرى وهي تقول بمرحٍ:

"حبيب قلب ماما ربنا يحفظه موفر عليا المجهود و التعب والله، ييجي بالسلامة إن شاء الله"

وكزتها "هدير" في كتفها وهي تقول بنذقٍ:

"يابت بطلي تستفزي فيا، هولدك في السادس و أنتِ مش حمل كدا، لو حد سألك قوليلهم تعبانة و عاوزة البنات معايا"

طُرق باب الغرفة في تلك اللحظة ويرافقه صوت "مرتضىٰ" قائلًا:

"يا بت منك ليها !! يلا الفطار جهز و مشيرة حضرت كل حاجة يلا....انجزوا بقى !!"

رفعت "جميلة" صوتها وهي تقول:
"تعالى يا خالو مرتضى، اتفضل"

فتح الغرفة فوقع بصره على ما تعرضه "هدير" على الفتيات فقال هو بخبثٍ:

"أيوا بقى !! ليلة العيد كل سنة و انتم طيبين، عارف أنا شغل البنات دا و حافظه صم"

ارتفع صوت الضحكات بينما سألته "عبلة" بخبثٍ:
"وهو أنتَ عرفت منين حاجات البنات دي يا حج مرتضى؟؟"

ابتسم لها باستفزازٍ ثم قال:
"بقولكم إيه ؟؟ توجبوا معايا و أجيبلكم مروة تظبطوهالي ؟؟ عاوز أشوفها واحدة تانية خالص، فاكرة نفسها كبرت و هتكبرني معاها"

اقتربت منه "هدير" تقول بخبثٍ:
"بص !! احنا هنساعدك و أنتَ تساعدنا، يعني لو حد منهم طلب مننا نعمل حاجة ارفض و قول لأ هما تعبانين، و احنا هناخد طنط مروة هنا نظبطهالك و نرجعهالك عروسة من أول وجديد"

غمز لها بمشاكسىةٍ ثم قال:
"يا بخته الواد حسن دا، واخد بت خفيفة و مخها لاسع"

نظرت له بإحباط وهي تقول:
"أبدًا والله يا ميمو، من يوم ما خلفت و أنا بقيت متربية مش عارفة حتى اتدلع عليه"

ضحك "مرتضى" رغمًا عنه ثم تحرك من المكان، بينما "هدير" قالت بشوقٍ:

"فكرني بأيام دلعي"
_________________________

تناول الشباب الأفطار مع بعضهم كعادتهم في ذلك اليوم كل عامٍ يجتمعون يتناولون تلك الوجبة مع بعضهم ثم نزلوا للأسفل بالصغار معهم يجلسون في المخزن في انتظار قدوم الأضاحي.

_"يا ليلة العيد....أنستينا....و جددتي الأمل فينا يا ليلة العيد.... هلالك هل لعنينا فرحنا لُه و غنينا.... هلالك هل لعنينا فرحنا لُه و غنينا....وقولنا السعد هيجينا على قدومك يا ليلة العيد...."

صدح صوت تلك الكلمات أمام المخزن بعدما قام أحد المحال بتشغيلها، فيما رفع "ياسين" صوته يغني معها بعدما شرد في كلمات تلك الأغنية و الصغار حوله يصفقون وهو يغني.

كان "يونس" يقوم بإزالة الأتربة من الأرض و "عمر" يقوم بمسح الحوض الرخامي، و معه "زين" بينما "يزن" وقف جلس بجوار "يونس" يمسك الحقيبة البلاستيكية.

دلف "عامر" في تلك اللحظة وهو يقول بنبرةٍ مرحة:

"كل سنة و انتم طيبين يا صيع"

انتبه له الصغار فيما أخرج هو الحقيبة البلاستيكية التي يمسكها في يده وهو يقول:

"خدوا كل سنة و انتم طيبين، قسموا الحاجة على بعض بقى"

ركضوا نحوه، بينما "خالد" قال بنبرة جامدة:
"هاتوا الشنطة هنا اقسمها أنا علشان مش عاوز فضايح كل مرة، هاتوا يا صيع"

تقدم له "زين" بالحقيبة فقام "خالد" بتفرقة ما بداخلها، حتى وجد كمية إضافية فسأل بتعجبٍ:

"عامر ؟؟ بتوع مين الحاجات دي ؟؟ قسمت على العيال اهو"

 رد عليه مفسرًا بمرحٍ:
"بتاعتنا احنا، هو العيد دا للصغيرين بس ولا إيه ؟؟ استنى بس احط الشنطة دي للبنات فوق علشان يعيدوا هما كمان"

اقترب منه"يونس" وهو يقول:
"هاتها احطها في السَبت ليهم و خليك هنا"

أخذ الحقيبة منه و انتظر دقيقة حتى نزل له السبت من شقة "ميمي" بواسطة والدته بينما هو لاحظ قدوم السيارة الخاصة بنقل الاضاحي فرفع صوته بمرحٍ يقول:

"يا بابا !! جدو رياض وصل و الدبيحة جت أهيه و جدو فهمي كمان جه"

ركض الأولاد الصغار و الشباب خلفهم، بينما في الأعلى قالت "ريهام" بمرحٍ:

"يا بنات !! الاضاحي وصلت"

ركضت الفتيات نحو الشرفات بحماسٍ بينما في الأسفل توقفت السيارة أمام المخزن و نزل منها "رياض و "فهمي" من جواره و خلفهما السائق.

قبل أن يقترب أيًا من الشباب قال السائق بنبرةٍ جامدة:

"معلش يا باشا أنا هتصرف و انزلهم علشان دول من الزريبة على هنا علطول، يعني هيغلبوكم"

قال "ياسين" بتعجبٍ:
"عادي يا ريس مش أول مرة يعني، تشكر إحنا هنتصرف و ننزلهم"

تحدث الرجل بضجرٍ:
"يا باشا متصغرناش بقى !! أنا متفق مع الحج على أني هنزلهم لحد جوة، اتفضلوا يا بشوات"

تدخل "رياض" يقول بضجرٍ:
"خلاص يا رجالة هو ومعاه أخوه هيتصرفوا طالما هو المسئول، محدش ليه دعوة، اتفضل يا باشا"

قفز السائق على صندوق السيارة بجوار أخيه ثم قام بفك الحبل الموضوع بالسيارة دون أن ينتبه لما يفعله حتى نزل من السيارة ثم فتح باب الصغير و قبل أن يخبر أخيه يناوله الحبل، تفاجأ بالماشية الأولى تركض من فوق السيارة و الأخرى خلفها، حتى قال "يونس" صارخًا:

"يــلـهــواي !! العــجول هــربت"

تعليقات



×