رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل الثالث عشر
_ أقسم بالله لو كارين جرالها حاجه ماهيكفيني روحك ياقصي ...
صاح بها يونس بغضب عارم
كان قصي ف أوهج لحظات غضبه .. كاد يتهجم عليه وهو يصرخ بغضب :
أنا الي هاطلع روحك ف أيدي دلوقت لو ماسكتش
توقف بينهما كلا من آدم وكنان ليقول آدم :
ماتهدو شويه بدل ماتفكرو إزاي ننقذهم !!
كنان :
آدم بيتكلم صح ياباشا وأنت أكتر واحد عارف كلاوس ده مييهزرش وممكن يعمل فيهم حاجه فعلا
تخيل قصي ماسيحدث لصبا من كلاوس ... ذلك الشخص الذي لايمت للإنسانية بشئ وتذكر ماسردته له سيلينا ومافعله بها ع الرغم إنه يعشقها فما بال كلتا المسكينتان !! ... ثارت دماءه كالحمم البركانية ... صاح بصوت مرعب :
سيليناااااا
ركضت إليه إحدي الخادمات مسرعه وقالت بخوف :
مش موجودة يابيه
حدق بها بنظرات حارقه وقال :
راحت فين؟؟؟
أجابت وجسدها يرتجف خوفا :
خرجت من بدري و....
قاطعها صوت خطواتها وهي تدلف إليهم :
مرحبا عزيزي ... هل لديك ضيوف ؟؟
ألتفت إليها والجحيم ف نظراته جلي ... أقترب منها ف هدوء ليقبض ع خصلاتها بقوه وصاح بصوت هادر :
أين كنتي ياعاهرة ؟؟؟؟
صرخت بألم من قبضته وهي تتلوي قائله :
آآآآآآآه ...كنت أشتري بعض الأشياء
لم يتحمل كنان رؤيتها تتألم فأقترب ليخلصها من قبضة قصي وقال :
أهدي يا باشا مينفعش الي حضرتك بتعمله ده
رمقه قصي بنظره حاده وقال محذرا :
ملكش أنت دعوة أنا عارف أتعامل مع الأشكال دي إزاي
كان آدم ويونس يتابعا الموقف ولم يفهما ماصلة تلك الشقراء ...
دلف إحد رجال الحراسه يحمل حقائب ف يده وقال :
سيدتي أين أضع الحقائب ؟؟
ألتف إليه قصي ومازال يقبض ع خصلاتها فقالت وهي تحاول أن تفلت من قبضته :
لقد أخذته معي لأنني لم أعلم أي شئ هنا وكان برفقتي طوال الوقت
رمقه قصي بغضب :
وأنت مين الي أذنلك يا حيوان تخرجو من غير علمي ؟؟؟
نظر الحارس لأسفل وقال :
حضرتك ياباشا قولتلنا إن طلبات سيلينا هانم أوامر
صاح بحنق:
أنا كان أصدي تجبولها الي عيزاه وهي مرزوعه هنا ... حسابك معايا بعدين .. غور من وشي
غادر الحارس بهدوء .... ترك قصي خصلاتها ...
فقالت :
ماذا يحدث لم أفهم شيئ ؟؟
أجاب كنان عليها قائلا :
كلاوس هنا ف مصر وقام بإختطاف زوجته وشقيقته ف مقابل أن نسلمك له
ع الرغم من الرعب الذي دب ف قلبها من خبر وجود كلاوس لكن قد أسعدها خبر إختطاف صبا غريمتها ... تظاهرت بالخوف قائله :.
ماذاااا!!!!!
رمقها قصي بنظرات شك وقال :
ألم تعلمي بقدومه ؟؟
نظرت إليهم جميعا ثم قالت :
أقسم لك لا أعلم شيئا ... ككك كيف علم بوجودي هنا !!
قصي :
أسألي من ساعدك ع الهرب
تدخل آدم قائلا :
ممكن نفهم إي الي بيحصل ومين دي وأي علاقتها بالراجل الي خطف مراتك وأختك ؟؟
أجاب كنان :
سيلينا كانت مساعدة كلاوس وعشيقته ف نفس الوقت هربت منه لأنه كان عايز يقتل قصي بيه وهي أتصلت بيه عشان تحذره طبعا لما عرف عمل معاها الواجب وبعدها هربت ع هنا
أندفع يونس بحنق :
ماتغوروها ليه ولا قصي باشا خايف عليها ومش همه حريم بيته !!
آدم :
أستني يا يونس ... دلوقت الي فهمناه إن عشان صبا وكارين يرجعوه تسلمله البنت دي .. الحل أهو سهل وبسيط
صاح به قصي :
يعني لما تجيلك واحدة تستنجد بيك بعد ما قدمتلك مساعده وكانت حياتها هتبقي التمن تقوم تغدر بيها يا إبن البحيري !!
_ أنا مليش ف كل حواراتك دي أنا عايز مراتي ياقصي .. قالها يونس
قال آدم وهو يرمق قصي بسخط :
ماهو كده مفيش غير حل إن هاكلم مدحت المصري صاحبي رئيس مباحث
نظر كنان إلي قصي بتوتر ثم إلي آدم وقال :
مينفعش نبلغ البوليس
قهقه يونس بسخرية وقال :
طبعا خايفين للبوليس يعرف بتجارة السلاح الي مابين قصي بيه والي اسمه كلاوس
آدم :
خلاص ناخد رجالتنا ورجالتك ياقصي ونطلع ع المكان الي خاطف فيه البنات .
توجه قصي نحو النافذة المطله ع الحديقه وهو يفكر ف أمر ما قائلا :
أنا عارف هاعمل أي
*******************************
_ برضو مفيش شبكة ... مش عارفه الفون ده بقي بيخرف كده ليه ..
قالتها ياسمين بضيق وتأفف
ردت رفيقتها قائلة:
أنتي عيزاه بعد الوقعه الي وقعها منك ع السلم يرجع زي ما كان
ياسمين :
كده مش أدامي حل غير إن هستني ياسين أدام بوابة الخروج
قالت رفيقتها :
تعالي وأنا هستني معاكي
ياسمين :
لاء ياحبيبتي روحي أنتي عشان ممكن يتأخر وأخوكي يعملك مشكله زي المره الي فاتت
_ متفكرنيش ده كائن غبي ومبيتفهمش غير بالتلطيش
ياسمين :
أخوكي بيخاف عليكي يانهي أي نعم أسلوبه غلط بس هو من خوفه وقلقه عليكي
نهي :
ماشي ياختي أعملي زي ماما
خرجت الفتاتان لتودع ياسمين صديقتها التي ذهبت إلي محطة قطار الأنفاق بينما وقفت ياسمين تنتظر ياسين أمام البوابة ...
وف الشركة حيث يعمل ياسين ... يتحدث ف هاتفه :
يابني أنت تنورنا ف أي وقت البيت بيتك يا زوما
...........
أنا المفروض رايح أعدي ع المدام أجيبها من الجامعه بس الفون بتاعها شكله فاصل ومش عارف أوصلها هاضطر أروح ع البيت فتعالي هتلاقيني مستنيك ياصاحبي
.........
تسلم يا نجم منتحرمش منك ... يلا أقفل أنا عشان ألحق أروح ... يلا سلام مؤقت
_ أغلق المكالمه ليحاول للمرة الأخيرة الإتصال بها وكالعاده وجد هاتفها غير متاح .. تأفف بضيق ثم أخذ متعلقاته وغادر المكتب وف طريقه لخارج الشركة تقابل مع رانا ف الرواق فلم يعيرها أي إهتمام بل رمقها بنظرات إزدراء مكملا خطاه ليغادر الشركة وولج إلي سيارته وأنطلق تحت نظراتها المتوعده له ترمقه كالحرباء التي تترصد لفريستها قائلة :
مبقاش أنا رانا لو مجتليش راكع لحد عندي يا ياسين
_ نعود إلي ياسمين التي تنتظر زوجها لتجد الوقت قد تأخر ولم يأتي فقررت إن تستقل سيارة أجرة وتعود بمفردها ... بينما هي تخطو نحو طريق السيارات توقفت فجاءة بسبب تلك السيارة ذات اللون الأزرق القاتم التي ظهرت لها من العدم ... رمقت سائقها بغضب وصاحت به :
مش تحاس.....
صمتت عندما ترجل من سيارته وعينيه لاتفارق عينيها ... تذكرته ع الفور فلم لا تلك العيون لم تنساها منذ إن كانا بالحفل وظل محدقا بها حينها لم تعلم ماسبب تلك الرهبة والخوف التي تشعر بهما ف حضرة هذا الرجل !!
_ مدام ياسمين ؟؟؟
قالها حازم وإرتسم إبتسامة طفيفه ع محياه ... رمشت عدة مرات بأهدابها الكثيفه وكادت تجيب ليقاطعها :
أنا ع فكرة رايحلكو البيت زيارة خفيفه كده وبالصدفه كنت معدي من أدام الجامعه لاقيت حضرتك واقفه لوحدك
قالت بصوت يكاد مسموعا :
أأ أنا مستنيه ياسين هيعدي عليا دلوقت
وصل لمسمعه بعض الكلمات فقال :
ياسين لسه قافل معاه قالي إنه هيروح ع البيت مستنيني هناك
نظرت يمينا وهي تتمتم بكلمات غير مسموعه فأردف حازم :
طيب تعالي أركبي معايا كده كده طريقنا واحد
أبتسمت بتوتر ومجامله قائلة :
تسلم حضرتك أنا مش متعوده أركب مع حد معرفهوش أنا هاركب تاكسي
رفع حاجبه بدهشه وقال بسخريه :
وسواق التاكسي مش غريب !!
شعرت بالغباء من كلماتها فقالت :
معلش مكنش أصدي
قال حازم وهو يحاصرها بنظراته التي مازالت تشعرها بالتوتر :
شكلي كده هابقي ضيف تقيل ومش مرحب بيا
أجابت بإحراج :
أبدا والله أهلا وسهلا بحضرتك ف أي وقت
حازم بإبتسامة ماكرة قال :
طيب لو أنتي مرحبه بوجودي عندكو النهارده أتفضلي معايا ... قالها وفتح لها باب السيارة الأمامي
ياسمين :
معلش أنا هاركب ورا أحسن
أومأ لها بتصنع وقال :
ع راحتك ... فتح لها الباب ودلفت للداخل وكذلك هو دلف إلي مقعد القيادة وأنطلق إلي منزلها ...
_ كانت تنظر له من خلال المرآه كل حين وآخر تكاد تقول شيئا لكنها تتراجع خجلا ...
_ عايزه حاجه يا مدام ياسمين ؟؟... قالها حازم بثقه وهو يعلم إنها تريد شيئ
أجابت بخجل :
أصل كنت عايزه أتطمن إن ياسين وصل البيت ولا لاء
إبتسم وقال :
بس كده ... أطمني أنا كنت هكلمه دلوقت
أخرج هاتفه من جيب سترته وأجري إتصالا بياسين :
الو أيوه يا ياسو ... وصلت ؟
.......
أنا لسه ف الطريق ده حتي معايا حد عايز يطمن عليك
كانت تصرخ بنظراتها بإن لا يخبره فهي تخشي ردة فعل زوجها لو علم بإنها أستقلت سيارة صديقه ...
أنتبهت لحازم وهو يعطيها الهاتف :
أتفضلي أطمني عليه أهو وصل وبيحضر الغدا كمان
أخذت الهاتف بيد مرتجفة ووضعته ع سمعها ... ف ذلك الحين يقف ياسين أمام الموقد يسكب المكرونة ف إناء به ماء يغلي ...
أبتلعت ريقها بتوتر بالغ وقالت :
الو يا ياسين
وما إن سمع صوتها الذي يحفظه عن ظهر قلب أنتفض وألقي الملعقه من يده وقال :
ياسمين؟!!!
أجابته بخوف جلي :
أأ أنا الفون فاصل شبكه وففف فضلت مستنياك أدام البوابه ولما لاقيتك أتأخرت ككك كنت ماشيه ... قابلني أستاذ حازم و....
قاطعها بصوت غاضب دب الرعب ف أوصالها ليخفق قلبها :
يعني أنتي سيادتك راكبه معاه العربيه ولوحدكو!! ... أوك يا هانم حسابك معايا بعدين
ياسمين :
ياسين بس إسمعن....
أغلق المكالمة ... نظرت إلي شاشة الهاتف ثم أعطته لحازم الذي إستنتج من نظرات عينيها مادار بينهما ... تصنع الإهتمام قائلا :
هو ياسين إتضايق إنك معايا ولا أي ؟؟
أجابت وهي تتمالك عبراتها :
لاء مفيش ده كان قلقان عليا
لم يعلق ع كلماتها وظل ينظر إليها عبر المرآه التي أمامه ولاحظ عينيها التي تلمع بعبرات تكافح من أجل أن تنسدل من عسليتيها الفاتنتين .
""""""*********"""""""""*******""""""
_ في منطقة نائية بالصحراء الشرقية يوجد مبني قديم للغاية يحاوطه حطام سيارات ومعدات حفر تآكلها الصدأ ... ينتشر الكثير من الرجال حول ذلك البناء يحملون أسلحة ( رشاش آلي) من الطراز الحديث كما نراهم ف الأفلام الأكشن الأمريكية ... ولم لا ورئيسهم من أكبر زعماء مافيا السلاح بالعالم ...
وبالداخل تجلس صبا بإعياء شديد وبجوارها كارين كلتاهما مقيدتان من القدم والأيدي ماعدا صبا تاركا يديها لأن معلق بإحداها إبرة متصله بمحلول يتابعه طبيب قد جلبه لها كلاوس ....
_ بابا ... قصي .. إلحقني ... كلمات تهذي بها صبا والعرق يتصبب من جبهتها
قالت لها كارين بقلق وخوف عليها :
صبا ... صبا فوءي أرجوكي متخضنيش عليكي ... متخافيش أكيد قصي زمانه جاي وهينقذنا من أيد الكلاب دول
_ مش عايز أسمع صوت يا حلوه منك ليها ... صاح بها رجل من الحراس ذو هيئه مرعبه
كارين :
أنت مالك يا متخلف أنت
أقترب منها والشرر يتطاير من عينيه :
مين المتخلف يا قطه ؟؟
قالها ويضع يده ع عنقها ويمسح بلسانه ع شفتيه بنظرات شهوة
تحاول الإبتعاد عنه وهي تصيح :
أبعد إيدك الو.... دي عني ياحيواااان
صفعها بكفه الغليظ وهو يصيح بغضب :
أنا أيدي و..... يابنت ال... هوريكي دلوقت أيدي هاتعمل فيكي أي
قالها وأمسكها من تلابيب كنزتها وكاد يمزقها وهي تصرخ بأعلي صوتها ... وفجاءة دوي صوت رصاصة لتتسع حدقتي هذا الضخم وتراخت قبضتيه ليقع صريعا ع ساقيها ...
_ أعتذر لك عزيزتي ... قالها كلاوس وهو ينظر إلي فوهة السلاح الذي أطلق به الرصاصة ع الحارس ليرديه صريعا للتو
رمقته كارين بصدمه غير مصدقه وصاحت :
ماذا فعلت ؟؟
إبتسم كلاوس وقال :
كما رأيتي ... من يعصي أوامري فهكذا يكون مصيره
أشار إلي رجلين ليحملو ذلك القتيل ليردف :
قومو بدفنه بعيدا عن هنا
رمقته كارين بإزدراء قائله :
قاتل
قهقه كلاوس ثم قال بسخريه :
يجب أن تشكريني أنني أنقذتك من بين يديه
لم تجيب عليه وأشاحت بعينيها تنظر إلي صبا التي تغمض عينيها ومازالت تهذي بوهن
_ وف الطريق الصحراوي المؤدي إلي هذا المكان النائي ... تسير 5 سيارات ذات دفع رباعي ف المقدمة قصي يقود السيارة وبجواره آدم وف الخلف ياسين وكنان بينما الأربع سيارات الأخري مليئة برجال قصي ورجال عزيز بعد أن أكد عليهم آدم عدم معرفة والده بشئ حتي تنتهي مهمتهم بإنقاذ إبنة عمته وزوجة شقيقه ...
_ فاضل أد أي ع المصنع ده؟؟ ... قالها آدم مقطبا جبينه وعاقدا حاجبيه
أجابه قصي وهو ينظر إلي شاشة هاتفه :
كلها ربع ساعة وهنبقي هناك
_ المفروض كنا بلغنا البوليس لأننا مش ضامنين عددهم أد أي ولا نوعية الأسلحه الي معاهم ... قالها يونس
أجاب عليه كنان قائلا :
يا يونس بيه مينفعش خالص ندخل البوليس إحنا كده بنأذي نفسنا قبل ما بنأذيه هو
ضحك يونس بسخريه :
أصدك قصي باشا الي هيتأذي
رمقه قصي عبر المرآه الأماميه بنظرات حاده وقال :
أنت الي ليك مراتك ترجعلك وبس فياريت مسمعش صوتك خالص
كاد يتحدث يونس بحنق فقاطعه آدم :
مش وقته خالص الي بتعملوه ده المفروض كل تفكيرنا إنقاذ صبا وكارين
_ قول للحلو أخوك فاكر إن أحنا رايحين نتعامل مع زعيم عصابه من الي بيخطفو الأطفال ... قالها قصي ساخرا
قال كنان :
كلاوس ده ممكن وهو بيضحك ف وشك تلاقي رصاصه ف نفس الوقت راشقه ف قلبك أو مخك ... ده المخابرات الروسيه بجلالة قدرها مش قادريين يمسكو عليه حاجه بالرغم من محاولات قصي بيه قدملهم ملفات لصفقات توديه ورا الشمس بس طبعا الكوسه مطلعتش ف بلدنا بس دي منظومة عالمية وقانون الغابة هو الي بيحكم البقاء للأقوي
_ شعر آدم إنهم ع وشك خطر كبير يجب التعامل معه بحذر وبقوة أكبر من قوة رجالهم ... فقام بإستغلال إنتباه الجميع لحديث كنان وأخذ يراسل إحدا ما ع الهاتف بدون أن يلفت الأنظار له ...
**********************************
_ تتجول ف الغرفة ذهابا وإيابا تفكر فيما سيفعله معها ... كلما تتذكر نظراته عندما ولجت من باب المنزل ترتعد أوصالها من الخوف فهي تعلم مدي غيرته الشديدة عليها ...
وبالخارج ع المائدة يرص ياسين أطباق الطعام الذي أعده بنفسه ...
_ الله الله عليك ياسونا شكلك مدلعنا إسكالوب ولازنيا مين الي علمك كل ده يابني ... قالها حازم
أجاب ياسين مرتسما إبتسامة مصتنعة :
دي حاجه بسيطه والبركة ف النت
حازم وعينيه نحو باب غرفة النوم الموصد :
أومال ياسمين مش هتيجي تتغدي معانا
تجهم وجه ياسين عندما سمع ذكر إسم زوجته من صديقه بدون ألقاب ...
حازم بإحراج جلي قال :
إحم أصدي مدام ياسمين
أجابه ياسين بنظرات لم يفهم منها حازم شيئا :
عن إذنك هاروح أناديها
حازم :
أتفضل
_ سمعت خطوات تقترب من باب الغرفة فركضت ع الفراش وتصنعت النوم .. فتح الباب ليجدها ممده ع التخت موليه ظهرها إليه ... أقترب منها وحرك شفتيه جانبا بسخرية ...
_ قومي يا هانم أنا عارف إنك صاحية
ألتفت له وبدون أن تنظر لعينيه قالت :
أنا مش جعانه روح أتغدو أنت وصاحبك ما أنت عارف مبعرفش أخد راحتي
رفع حاجبه منذرا إياها :
أنا مش هكررها تاني ... أومي إلبسي نقابك وعبايتك وتعالي أحسنلك ... مستنيكي بره
تركها وغادر ... نهضت ع مضض وقالت ...
_ أستغفر الله العظيم يارب ربنا يعدي اليوم ده ع خير
أرتدت عباءة محتشمة ونقاب ثم خرجت بإستحياء ... رفع حازم عينيه التي لاتفارقها غير مبال لنظرات الجحيم التي ترمقه ... لاحظت ياسمين ذلك فقالت :
محتاجين حاجه إجيبها ؟؟
ياسين :
تعالي قعدي كل حاجه موجودة
جلست بجواره ليضع لها ياسين ف الطعام قائلا :
أتفضلي ياقلبي
رمقهم حازم بحنق لم يظهره بينما ياسمين تعجبت من فعله وقوله ...
نظر ياسين لحازم بإبتسامة صفراء وقال :
طبعا أنت مش محتاج عزومه يا حازم البيت بيتك
أخذ حازم قطعة دجاج ليضعها أمامه ف الطبق وقال :
تسلم ياصاحبي ربنا يخليك
وبعد أن أنتهو ثلاثتهم من الطعام ... تركتهم وظلت بداخل المطبخ ...
وياسين وحازم قاما باللعب ع جهاز البلايستيشن ... أحضرت لهما المشروبات والفاكهة ... وهي تضع أمامهم صينية كؤوس العصير ... صاح ياسين بإنتصار لأنه ربح ف اللعبه .. فأرتجفت يديها لتقع منها الصينيه وأنسكب العصير ع جهاز اللعب وأنكسرت الكؤوس ... جثت ع ركبتيها لتملم الزجاج المكسور لتجد يد سبقتها :
حاسبي هتتعوري... قالها حازم
لم يتحمل ياسين أكثر من ذلك فثارت أغواره ونهض وصب غضبه عليها :
أنتي عاميه مبتشوفيش !!!
نظرت له بدهشه وخجل من إنفعاله المبالغ فيه:
أأنا مكنش أصدي
حازم :
حصل خير مالك مأفور كده ليه بالتأكيد
مكنتش تقصد
صاح ياسين بغضب :
خليك ف حالك ياحازم وأظن كفايه لحد كده
رمقه حازم بإمتعاض وقال :
أنا آسف ياصاحبي ... عن إذنك .. قالها وغادر المنزل صافعا الباب خلفه
أجهشت ياسمين بالبكاء وركضت إلي غرفتها ... ليذهب خلفها ياسين والغضب يتطاير من عينيه كالشرر.
.
*********************************
_توقف قصي ع مقربة من المكان المنشود بدون أن يلفت إنتباه رجال كلاوس إليهم ...
هاتف كنان الرجال ف السيارات الأخري وأمرهم بالترجل وتوزيع أنفسهم حسب الخطة التي وضعها قصي للوقوع بكلاوس ورجاله ...
_ إشمعنا أنا الي هاقعد ف العربيه زي الولايا !! قالها يونس بحنق
أجاب عليه آدم :
يونس أنت أخويا وعارفك أكتر من نفسك ملكش ف العنف ودول مبيتفهموش غير بالسلاح فخليك أحسنلك ف العربيه ومنها تراقبلنا الدنيا من عندك وتبلغنا أول بأول ... نظر يونس إلي آدم وتتعالي أنفاسه بغضب جلي .. تصنع الإذعان له وقال :
حاضر بس كارين لو جرالها حاجه ماهيكفيني دم الكل
ربت آدم ع كتفه وقال :
أطمن هترجعلك بالسلامة خلي بالك أنت من نفسك وخلي دي معاك للأمان ... قالها وأعطاه سلاحا مليئ بالذخيرة ... أخذه فأردف :
يونس لو جرالي حاجه خلي بالكو من خديجة ملهاش حد غيركو من بعدي
يونس :
متقولش كده بإذن الله هترجع بالسلامه لمراتك ... وع فكره كارين حامل
أتسعت عيني آدم وألتمعت بالدمع عانق شقيقه بقوة وقال :
متخافش مراتك والي ف بطنها هيباتو ف حضنك الليله دي إن شاء الله
يونس : ياااارب
تركه آدم ليلحق بكنان وقصي بعدما تسلحو جيدا ... تسلل ثلاثتهم بمساعدة رجالهم اللذين قامو بالتخلص من معظم رجال كلاوس بالخارج ...
ف الداخل ... بدأ علامات الألم التي توحي بأن صبا ع وشك أن تضع مولدها ... أصدرت أنينا خافتا لتنتبنه له كارين فصاحت الأخيره :
دكتوووور عايزين الدكتور بسرعه
جاء إليهم الطبيب مهرولا وتبعه كلاوس الذي صاح :
ماذا يحدث ؟؟
نظر الطبيب إلي صبا التي تعالت تأوهاتها حيث داهمها آلام المخاض فأجاب :
سيدي إنها ع وشك الولاده
كارين :
أتصرف بسرعه وأنقلوها ع المستشفي دي ممكن يجرالها حاجه
أخبر الطبيب كلاوس بما قالته كارين فقهقه كلاوس بسخريه :
إنكما رهينتان إيتها الجميله ... نظر إلي الطبيب وأردف :
قم بعملك ولا أريد الإزعا.....
قاطعه صياح إحدي رجاله :
سيدي ... سيدي .. رجالنا بالخارج قتلو جميعهم
وما أن تفوه الرجل بكلماته ليدوي صوت إطلاق الرصاص بالتبادل بين رجال قصي وآدم ورجال كلاوس ...
صاح كلاوس آمرا من معه مشيرا إلي صبا وكارين :
ألصقو أفواههما وخذوهم إلي السيارة خلف المصنع
أسرع الرجال بتنفيذ أوامره وصبا حالتها تزداد سوءا ... فأمر الطبيب برفقتهم لمتابعتها ... فبالرغم من قساوة قلبه وتبلد مشاعره لكنه لايريد أن يصيبها أي مكروه بقدر إنه يريد التخلص من قصي ..
ران الصمت والهدوء وساد الظلام بعد قام إحدهم بقطع التيار ..
ولج قصي بحذر وهو يكتم أنفاسه ليتبعه آدم وخلفهم كنان ... شاهرين أسلحتهم ف وضع الإستعداد للإطلاق ...
وصل قصي إلي منتصف الساحه ليتفاجاء بإشعال إضاءة مسلطه عليه فقط ...
_ هههههه مرحبا بك صديقي ... أم عدوي .. أم الأثنان معا إيهما تحب أن أناديك ياملك ... قالها كلاوس بأسلوب بارد وإستفزازي
تلفت قصي من حوله وأقترب منه آدم وكنان ليكونو جبهه ثلاثيه يبحثون عن مصدر الصوت رافعين أسلحتهم صوب كل إتجاه
صاح قصي :
أين زوجتي وشقيقتي كلاوس ؟؟
أجاب عليه ببرود :
هل أحسست بما أشعر به منذ زمن ... لكن لم تعد لي الآن ذات أهمية .. تعلم لماذا لأن سأبادلها بزوجتك التي سأأخذها معي وأتخلص منك بعد تلقينك عذاب لم يتحمله أقوي الرجال وهذا ثمن ما أقترفته من خيانتي ياصديقي
صاح قصي بصوت مرعب :
أتركها أيها الوغد الجبان ... وخذ حقك مني أنا رجل لرجل
ف أثناء هذا الحوار ... تسلل كنان يبحث عن لوحة الكهرباء ويده ع وشك أن تصل إلي مفاتيح الإضاءه لتوقفه رصاصة كادت تصيبه ف كتفه لكنه تفادها بمهارة ...
تلتفت من حوله ورفع سلاحه وأطلق ثلاث رصاصات بشكل عشوائي فتعالت صرخة صدرت من كلاوس وتبعها صوت خطوات أقدام تركض مبتعدة عنهم
_ آدم خد كنان وروحو ورا المصنع وألحقو البنات ... قالها قصي بصوت منخفض لايسمعه سوي آدم
ذهب آدم يبحث عن كنان بحذر وأصتدم به ف الظلام فتأوه الأول بسبب لكمة من الأخير ليقع أرضا قائلا :
أنا آدم ياغبي
أجاب الآخر :
آدم بيه ... آسف كنت فاكرك حد من رجالته ... نهض ع الفور وصمت عندما سمع أقتراب أكثر من شخص منهما ...
_ حاااسب ... صاح بها كنان ليحذر آدم ... بدأ العراك مع ثلاثة رجال من أتباع كلاوس ... وكان هناك بصيص نور تسلل من الخارج جعل رؤيتهم بوضوح ليتمكن كنان من التصويب نحوهم بكل دقه ليخر إحدهما صريعا والثاني أصيب ف فخذه ليختل توازن جسده ووقع للوراء لترتطم رأسه بصندوق معدني وفقد وعيه للتو ... بينما ثالثهم يجثو ع آدم ويكيل له اللكمات وآدم كان يقاومه بكل قوته وكاد يرفع سلاحه ليسبقه الرجل ويطيح به من يده ليطير بعيدا ... ثم إبتسم له بخبث وسخرية وأخرج سلاحه من خلف بنطاله وأصبعه يضغط ع الزناد لتدوي طلقة قوية ... تجمدت الدماء بعروق آدم وعينيه متسعه عندما تتطايرت دماء رأس هذا الرجل ع صدره ووجهه حيث كنان قام بإنقاذه ع آخر لحظة مصوبا سلاحه نحو رأس هذا الرجل الضخم ... أقترب كنان وأزاح الرجل بكل قوته من فوق آدم وساعده ف النهوض ممسكا بيده وقال :
يلا بينا مفيش وقت
وركض كليهما إلي الخارج لإنقاذ صبا وكارين ...
بينما قصي مازال يتتبع خطوات كلاوس الذي أدرك إنه ع وشك النهايه لكنه يأبي الخسارة أو الإستسلام ... فكل مايرنو إليه هو التخلص من قصي بشتي الطرق
وصل قصي إلي ممر ضيق ف نهايته ضوء خافت فلاحظ خيال شخص قد أختبأ ف نهايته ...
شد أجزاء سلاحه وجعله ع وضع الإستعداد وقال بصوت جهوري :
لماذا تختبأ مني أيها الجبان !! أين هيبتك وجلالتك التي تتفاخر بها دائما !!! .. هيا أظهر وواجهني كالرجال
وإن إنتهي من كلماته ليسمع صوت شيئا رفع بصره لأعلي ليجد قطع الحديد المتراصه تنهار عليه ... ركض بكل قوته مبتعدا عنها ليباغته ذلك المختبأ برصاصة غدر أخترقت كتفه ... تعالت أنفاسه وهو يشعر بألم شديد لكنه تحامل ع نفسه وتسحب بخطي هادئه وهو يبحث عن طريق آخر ليصل به إلي كلاوس ...
ظل يسير ويكبت آلامه ضاغطا ع مكان الرصاصة ليمنع تدفق دماءه ... وأخيرا وصل لمخبأ كلاوس ورفع سلاحه ليضربه به ليفاجاءه الآخر بالوقوف خلفه وتلقينه ضربة قويه ترنح ووقع ع الأرض وأنقض عليه كلاوس وهو يزمجر بحقد دفين ... أخذ قصي يقاومه بكل قوته فتارة ينقلب عليه ليصبح كلاوس أسفله ويكيل إليه اللكمات وتارة أخري العكس ... وف أثناء العراك ضرب كلاوس بقبضة قوية كتف قصي ف موضع الرصاصة ... صاح قصي بألم شديد فقام بركل الآخر ف معدته ليبتعد عنه ..فوقع كلاوس متآوها ... نهض قصي بتثاقل وهو يزحف إلي سلاحه ليسبقه كلاوس وأنهال عليه بضربة قوية بقطعة طوب جعلته يترنح والرؤية تتشوش لديه .... وهنا دوي صوت إنذار سيارات الشرطة ... أنحني كلاوس ليأخذ سلاح الآخر وقام بتصويبه نحو رأس قصي فأوقفه صوت إطلاق رصاص وصوت يحذره :
نزل سلاحك وسلم نفسك ...
لم يجد كلاوس مفر سوي الهروب فهرع إلي الممر الآخر ورجال الشرطة خلفه ...
وبالخارج كان العراك مابين رجال كلاوس وبين آدم وكنان قد وصل لذروته من إطلاق الرصاص وصراخ كارين وصبا مازالت تعاني من آلام المخاض ...
ألتفتت كارين إلي صوت فتح باب السيارة الموصد عليهما لتجده يونس ...
صاحت وهي ترتمي ع صدره
صاح بلهفة وخوف :
كارين حبيبتي أنتي كويسه ؟؟؟
أخذ يتفحصها محاوطا وجهها بكفيه ونزع من ع فمها اللاصقة ... أومأت له وقالت بأنفاس لاهثة :
أنا بخير المهم صبا دي شكلها بتولد وحالتها صعبه أوي
يونس وهو يلتقط أنفاسه :
أطمني ياحبيبتي متخافيش ... أنا ....
قاطعه شخص بضربة ع رأسه من الخلف ... صرخت كارين وهي تراه يفقد الوعي ويسقط ليظهر من خلفه كلاوس الذي دفعها لخارج السيارة وقال :
أصمتي ياعاهرة وإلا أفرغت السلاح ف رأسه ...
صعد إلي السيارة ف مقعد القيادة ... لينطلق بها تحت نظرات كنان وآدم وهما يتعاركا مع الرجال ليأتي لمساعدتهم رجال الشرطة الذين أطلقو الرصاصات وقال الضابط :
كله ينزل سلاحه ويرفع أيده لفوق
توقف الجميع وألقو بأسلحتهم ...
أقترب المقدم مدحت المصري من آدم وقال :
معلش أتأخرنا عليكو عقبال ماحددنا الموقع بالظبط
_ ألحقو صبا بسرعه كلاوس خطفها وهرب بيها ... صاحت بها كارين
تقدم رجلان نحو المقدم مدحت وقال إحدهم :
ألحق يامدحت باشا ... قصي العزازي هرب من العساكر الي كانو معاه ومش لاقينه له آثر
قال آدم :
بالتأكيد راح ينقذ مراته
قال مدحت بأمر :
كل القوات تجهز وتطلع وراهم
**********************************
_ وصلت الحافلة بعد رحلة دامت لساعات من مدينة الغردقة إلي قاهرة المعز ...
_ يلا يا جماعة حمدالله ع السلامة وصلنا ... قالها السائق
لينتبه علاء الشارد ف تلك الحسناء التي كانت تغط ف سبات عميق ...
_ مريم ... مريم ... أصحي وصلنا خلاص ... قالها وهو يربت ع كتفها بأطراف أنامله
أستيقظت بذعر وهي تصيح بخوف :
حاضر حاضر ياعم خميس
تعجب علاء وقال :
خميس مين ؟؟ ...أنا علاء
تلفتت من حولها لتتذكر إنهما ف الحافلة عائدة برفقته بعدما أعطاه الفندق أجازته السنوية ليقرر النزول إلي القاهرة... ترجل كليهما من الحافلة وتسير بمحاذاته كالطفلة ... أستلم الحقائب الخاصة بهما وأوقف سيارة أجرة وولجا إليها ...
_ علاء ... قالتها مريم بخجل لاحظه ف نبرة صوتها
خلع نظارته الشمسية ونظر إلي زرقاوتيها المختلطة بللون الزرع .. ظل محدقا بهما ... رمشت عدة مرات خجلا من نظراته فقالت :
أنت دلوقت رايح بيتك ... أنا هاروح ع فين ؟؟؟
أجاب عليها مبتسما :
ع بيتي
مريم :
نعم !!!!أنت بتهزر
علاء :
لاء مبهزرش هتيجي تعيشي معايا أنا ووالدتي
مريم :
مش قولتيلي إن مامتك عايشة مع خالتك؟؟
أجاب عليها بعدما أطلق تنهيده :
أنا كلمتها وشرحتلها الوضع فرجعت البيت بقالها يومين ... وأطمني أنا مش هقعد معاكو ف نفس الشقه هقعد ف شقة أخويا الي فوق
شعرت بخجل وإحراج فقالت بصوت منخفض :
أنا مكسوفه أوي لغبطلك حياتك و...
قاطعها واضعا سبابته ع شفتيها وقال :
بسسسس ... هزعل منك بجد لو قولتي كده تاني
مريم :
طيب ممكن طلب أخير
قال بمزاح :
ده إحنا كده داخلين ع طمع .... أؤمري ياستي
إبتسمت وقالت :
أنا عايزه أشتغل
تفهم علاء مايدور بخلدها فقال :
طلبك موجود إحنا عندنا محل تحت البيت أمي كانت قفلاه ... ممكن أشتريلك شوية بضاعة ملابس حريمي ع أطفال وأنتي ورزقك بقي
تنهدت وقالت بعفوية :
ربنا مايحرمني منك أبدا
تبادلا نظرات لم يفهمها سوي العشاق والأحبة ... ثغرها الباسم إرتسمت السعادة عليه وكأنها تمتلك الدنيا بين يديها ولكن ماذا تخبئ لها الأيام القادمة !!!
*********************************
_ و ع الطريق السريع ينطلق كلاوس ع أقصي سرعة وينظر بالمرآة لتظهر له سيارة تتبعه ودقق النظر ف السائق ليجده قصي الذي يضغط ع صوت الإنذار ليتوقف الآخر ...
هدأ كلاوس من سرعته ليخرج يده من النافذة وأخذ يطلق الرصاصات ع سيارة قصي والآخر يتفادها ... كاد يقترب منه لينعطف كلاوس عن مسار الأسفلت وأخترق الصحراء وساعده ف ذلك إن إطارات السيارة تسير ف الرمال بكل سلاسة ... ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ... حيث توغلت السيارة ف منطقة كثبان رملية ناعمة فأنغرست الإطارات وتوقفت عن العمل ... ضرب كلاوس بغضب ع عجلة القيادة وأخذ يطلق كل اللعنات ع حظه العاثر ... فتح باب السيارة ليداهمه قصي بللكمة قوية ثم جذبه من تلابيب قميصه ويقوم بسحله ع الرمال وجثي فوقه وظل يكيل له ضربات ف وجهه ومعدته والآخر حتي فقد وعيه هكذا ظن قصي ...
تركه ونهض متجها نحو صبا التي بداخل السيارة ... حاول فك قيودها وهي تنظر له بتوسل فأزال اللاصقة من فمها ... لتصرخ بألم :
الحقني ياقصي أنا بولد
نظر لها بخوف وقال :
متخافيش يا حبيبتي هاخدك ع أقرب مستشفي
شهقت من رؤية دماء جرح كتفه وكادت تتفوه ليداهمها ألما شديد فصرخت :
آآآآآآآآآآآ ه
تحامل قصي ع ألم كتفه وقام بحملها ليأخذها لسيارته التي لم تنغرس إطاراتها ...
_ حااااااسب ياقصي ... صرخت بها صبا ليلتفت خلفه ووجد كلاوس يصوب سلاحه نحوه ليتفادي الرصاصه ... أسرع بصعوبه ليضع صبا بداخل سيارته وأخذ سلاحه وأطلق رصاصات نحو خزان السيارة المجاورة لكلاوس لتندلع النيران بها ولم تمر ثوان حتي أنفجرت السيارة وأشتعلت النيران بقوة وطالت جسد كلاوس بالكامل وأخذ يصرخ حيث لايستطيع النهوض ...
أشاح قصي بصره بعيدا عنه وكذلك صبا ... ليصعد إلي السياره وأنطلق مسرعا...
ظلت تأن وتصرخ من الألم حتي شعرت بتدفق المياه من بين فخذيها
_ ألحقني ياقصي الميه نزلت و.... آآآآه
توقف ف الطريق جانبا وتذكر إن هاتفه وقع منه ف المصنع و إن أقرب مشفي من مكانه لاتقل عن ساعة من القياده بأقصي سرعه ...
ترجل من السيارة ... وفتح الباب وقال :
أهدي متخافيش ... نامي ع ضهرك
رمقته بألم ووجهها يتصبب عرقا :
هاتعمل أي خلاص أنا حاسه بالبيبي بينزل خلاص مش قاااااادره ... آآآآه
قصي :
قولتلك نامي ع ضهرك وأفتحي رجلك وخدي نفس جامد وخرجيه ع كذا مره
صبا بصياح :
مش قااااااادره
أمسك يدها وربت عليها وقال :
معلش ياروحي إستحملي ... إسمعي الي بقولك عليه
أذعنت لأمره وأستلقت ع ظهرها بصعوبه وفتحت ساقيها بعد أن تخلصت من ثيابها السفلية ... خلع قميصه وقام بتغطية ساقيها وتلفت يمينا ويسارا ليطمأن أن الطريق شاغر ...
فقال:
خدي نفس وأطلقي جامد
تذكر عندما كان صغيرا لم يتعدي الست سنوات وكان برفقة والدته لدي إحدي صديقاتها وقد أتاها آلام المخاض ولم يسعفها الوقت فقامت والدته بمساعدتها ع الولادة ....
_ ااااااااااااااااااه ... صرخة دوت ف أرجاء الصحراء أطلقتها صبا عندما خرجت رأس طفلها ليتلقاه قصي بين يديه ويسحب جسده بحذر كما رأي والدته تفعل ذلك ... وخرج الصغير إلي الدنيا وأخذ يبكي ... ترقرق الدمع ف عينيه وهو ينظر إلي صغيره بفرحة غامرة ... قائلا :
حمدالله ع السلامة ياروح بابا
نظرت إليهما صبا وعبرات السعادة والفرح ف عينيها ... فتحت زراعيها ليعطيها الصغير لتعانقه وتضعه فوق صدرها بحنان ... كان مشهد مهما سردت ووصفت جماله وروعته لم تعطيه الكلمات حقه ... يارب أرزق كل مشتاق ولاتحرم أحدا من تلك اللحظات ...
وصلت سيارات الشرطة ولحق بها سيارات رجال قصي وآدم وبعد دقائق وصلت سيارات إسعاف وأخذو قصي الذي لم يتحمل جسده أكثر من ذلك وفقد وعيه كما أخذوا صبا ورضيعها للإطمئنان عليهما وإجراء لها الإسعافات اللازمة وذهبت برفقتها كارين وذهب كنان مع قصي وآدم ويونس ذهبا مع رجال الشرطة للإدلاء بما حدث ... بينما نقلت جثث رجال كلاوس وجثته التي تفحمت وطالبت بها السفارة لنقلها إلي بلده والتعاون مع الشرطة المصرية ف إستكمال التحقيق .
***************************
_ ممكن أفهم أي النحنحه الي بيعاملك بيها الأستاذ حازم ... طبعا ما أنت رجعالي معاه ولا كأنك واحده متجوزة
خلعت نقابها ووشاحها وصاحت به وهي تبكي :
أي الهبل الي بتقوله ده !! أنت عارف أخلاقي كويس ولو كنت غيران أوي كده مجتش خدتني بنفسك ليه ؟
ياسين :
لاقيت موبايلك مفيش شبكة ومش عارف أوصلك ووقتها أتصل بيا الأستاذ وقالي إنه جاي يزورنا وأتفاجاء إنك راكبه معاه عربيته ... حضرتك مركبتيش تاكسي ليه ؟؟
أجابته بحنق :
يعني صاحبك حرام وسواق التاكسي الي معرفهوش حلال .. قالتها وتركته لتبدل عباءتها بثياب قطنية مريحه
صاح بغضب مبالغ :
ماشاء الله بقينا بنرد وكلامي مش عاجب لكن نظرات سي حازم شكلها عجباكي
ألتفت له وعينيها إتسعت بصدمه من حديثه فلم تدري وهي تتفوه لكي تثير حنقه :
اه عجباني نظراته ليا إرتحت !!!
لو كانت نظراته نيران لأصبحت ياسمين رمادا .. أستسلم لشيطان عقله ولم يشعر بحاله ليهوي بصفعة قوية ع وجنتها صارخا بها :
أخرسييييييييي
تسمر ف مكانه وهو ينظر لكفه الذي صفعها به ويلتقط أنفاسه غير مصدق ما فعله ... ليري آثار صفعته القوية ع وجنتها التي توهجت من الإحمرار .... جذبها من خصرها وعانقها وقام بتقبيل موضع صفعته وأخذ يعتذر :
آسف يا حبيبتي حقك عليا ... من غيرتي وخوفي عليكي ... آسف
دفنت رأسها ف صدره وأخذت تبكي ... عانقها بقوة ثم رفع وجهها لينظر إليها وقام بمسح عبراتها بأطراف أنامله ...
_ حقك عليا ... قالها بنبرة حانية فلم يجد هذا إعتذار كاف ... فأنهال ع شفتيها بقبلة جامحة يعتذر من خلالها ع مابدر منه ليشعر بطعم عبراتها بداخل فمه ... فأشتد ف معانقتها أكثر وقد جاء ف ذهنه تلك الحرباء ذات الشعر الأحمر و إبتزازها القذر له مقابل زواجه منها ومن الناحية الأخري نظرات صاحبه لزوجته فهو يعلم جيدا حازم ... تصارعت الأفكار بداخل عقله ليصل غضبه إلي قمته ... لم يشعر بنفسه وهو يقبلها بعنف ويعانقها بقوة قد آلمتها حتي شعرت بطقطقة فقرات ظهرها ... أبتعد عنها لاهثا ونظراته غير طبيعيه فقام بدفعها ع الفراش ... نظرت إليه بصدمه وقالت بحذر :
ياسين ... ياسي...
قاطعها بالإنقضاض عليها بعنف ... بينما هي تذكرت تلك الليلة المآساوية عندما أعتدي عليها ...
_ ياسين .. يااااسين ... أبعد أرجوك .. ياسي.... صرخت بها وهي تتملص من تحته حيث يعتليها منقضا عليها كالليث الجامح غير آبه لصراخاتها .... وكأنه أصم فلم يتركها بعد مرور وقت لينهض وأنفاسه تتصارع ... وعندما عاد إلي رشده وأدرك كيف تعامل معها تركها وولج إلي المرحاض وهي ظلت تبكي وتدثر جسدها بالغطاء.