رواية تعافيت بك الجزء الثالث الفصل الثالث عشر
"تقاسمنا السهر سويًا هي تراقب القمر، و أنا أراقبها"
_________________________
في شقة "عفاف" تحدث "خالد" بضجرٍ بعد جملة "عامر" وهو يقول:
"ولا !! لو مصيبة و لزقتها فينا أنا هقلب عليك، اهدا و أعقل"
رد عليه "عامر" باستفزازٍ:
"أنتَ مال أمك ؟؟ أنا قولت الليلة دي كلها عندي، علشان نفرح العيال الغلابة دي، بس يونس وشه كله حزن و براءة ازاي ؟؟"
ضحك "خالد" رغمًا عنه، ثم قال بقلة حيلة مرغومًا على ذلك:
"طب هنروح فين علشان معنديش هدوم هنا ؟؟ وشكلي كدا هروح أجيب من البيت"
رد عليه "عامر" بمرحٍ:
"أيوا كدا صحصح معايا، عندنا فرح و أنا معزوم و مطلوب اعزمكم بما أني المتحدث الرسمي للشلة الفقر دي"
سحب "ياسر" مقعدًا يجلس عليه وهو يقول بلامبالاةٍ لحديث الأخر:
"عفاف.... ناوليني طبق الملوخية اللي قدامك دا و الزتون المخلل، ضغطي راح في داهية منه"
جلس "عامر" بجواره وهو يقول:
"عفاف.... ناوليني ورك الفرخة اللي قدامك دا، هَبطت منهم"
نطقت "ميرفت" بضجرٍ منهم :
"واد يا صايع أنتَ وهو ؟؟ اترزعوا متقرفوناش، فايق ورايق يا اخويا أنتَ وهو"
راقص "عامر" لها حاجبيه يثير حنقها وهو يقول بمشاكسىةٍ:
"بس يا بسبوسة أنتِ، ازاي تخرجي من البيت من غير أذني؟؟ افرضي اتعاكستي؟؟"
ضربه "ياسر" في كتفه وهو يقول بحنقٍ منه:
"ماتلم نفسك بقى !! بتعاكس أمي و أنا قاعد ؟؟ عيل عديم الرباية بصحيح"
تدخل "عُمر" يقول بمرحٍ:
"ما هي اللي حلوة أوي يا عمو ياسر"
كور "ياسر" قبضته محاولًا كظم غيظه، حتى ضحكت "عفاف" وقالت بنبرةٍ ضاحكة:
"أهو ماكنتش ملاحق على عامر بقى عامر و سلالته كلها"
تدخل "عامر" يقول بلهفةٍ:
"المهم بس، خالد هيروح يغير هدومه وأنا هروح معاه علشان مش ضامنه بصراحة و أجيبه و أرجع و هقول لأبو طويلة يجيب ابنه و عيال وليد و ييجي معانا"
رد عليه "خالد" بجمودٍ:
"ملهاش لازمة تيجي معايا بقى، هروح أجيب هدوم و اشوفهم لو محتاجين حاجة اجيبها، وهاجي"
تحدث "عامر" بمعاندةٍ:
"لأ هاجي علشان الزمن علمني مثقش فيك و لا أمشي وراك"
_"دا أنا برضه يعني ؟؟"
سأله"خالد" مُستنكرًا بينما أشار "عامر" برأسه موافقًا ثم توجه ببصره نحو موضع "عفاف" وهو يقول بأدبٍ:
"طنط عفاف طبعًا الدور عليا في قبض الجمعية، أوعي تكوني ناسية ؟؟"
تصنعت التجاهل وهي تقول:
"يوه ؟؟ هو مش الواد ياسين هو اللي عليه الدور ؟؟ دا أنا كلمته وقولتله يبجي ياخد الجمعية بكرة"
_"نـعم !! ياسين مين دا اللي عليه الدور ؟؟ عفاف متخلينيش أجيبلك أمي ؟؟؟ صحصحي معايا كدا، داخلين على عيد كبير و فلست !! هجيب ترمس ازاي ؟؟"
ضحك الجالسون عليه فيما قال "زين" بلهفةٍ:
"عمو عامر....فيه ترنج شوفته أنا و عمر عاوزين نجيبه في العيد"
رد عليه مُرحبًا بالفكرة:
"عيني ياض، بكام بس"
_"بـ 800 جنيه"
قالها "زين" بلهفةٍ مرحة وحماسٍ حتى قال "خالد" بتعجبٍ:
"دا تمن الدستة على بعض ؟؟"
رد عليه "يونس" بتهكمٍ:
"الدستة ؟؟ دا تمن الترنج الواحد"
سعل "عامر" بشدة و اتسعت حدقتي "ياسر" بينما "خالد" سأل ابنه بطيبةٍ زائفة:
"طبعًا ملناش دعوة بالكلام دا، أوعى تكون عاوز زي الهُطل دول"
رد عليه بأدبٍ:
"لأ طبعًا يا بابا أنا مش سطحي علشان أبص للحاجات دي"
ابتسم له "خالد" وهو يقول:
"الله يحرسك يابني و ينصرك"
_"أنا الترنج بتاعي بـ 950 جنيه"
نطقها "يونس" بحماسٍ حتى ضحك البقية بأكملهم فيما فاجئه "خالد" بقوله:
"روح يا شيخ الله يكسفك"
_________________________
في شقة "خالد" كانت "ريهام" تشعر بالخوف و التوترِ معًا بعد رؤيتها لوالدها يقف على أعتاب شقتها، فسألته بصوتٍ مهتز:
"أهلًا و سهلًا يا بابا....نورت"
رد عليها بجمودٍ وكأنها لا تعنيه:
"دا نورك..... أختك فين ؟؟"
نظرت خلفه فوجدت زوج شقيقتها يقف بجواره متواريًا عن نظرها، فقالت بتوتر خوفًا من القادم:
"مو.....موجودة....جوة"
نظرته الحادة و طريقته الصلبة التي تخلو من اللين جعلتها تتوتر أكثر و قد تمنت أن يكون "خالد" موجودًا حتى ينقذها من خوفها.
بينما "والدها" ضرب الأرض بعصاه ثم دلف للداخل و خلفه زوج شقيقتها يطالعها بازدراءٍ وكأنه يتوعد لها، أغلقت هي باب الشقة ثم اقتربت تقف أمامه تفرك كفيها معًا وهي تقول بنفس التوتر:
"تـ...تشربوا إيه يا جماعة ؟؟"
رد عليها والدها بجمود:
"مش جايين نتضايف هنا، هاتي أختك من جوة خلينا نمشي علشان هنروح البلد"
اتسعت حدقتيها بذعرٍ ودون أن تشعر بنفسها اندفعت في الحديث وهي تقول:
"هو أنتَ جاي علشان كدا ؟؟ روان مش هتمشي من هنا و هتفضل معايا"
طالعها زوج شقيقتها مستنكرًا وهو يرفع أحد حاجبيه، فيما انتفض والدها يقف أمامها وهو يقول بغضبٍ:
"أنتِ هتكسري كلمتي ؟؟ خلاص مالكيش كبير يكسر عينك ؟؟"
ردت عليه بثباتٍ لم تدري من أين اكتسبته:
"وأنا محدش يقدر يكسر عيني طول ما أنا مش غلطانة، أختي معايا هنا معززة مكرمة محدش يقدر ياخدها غصب عنها"
رفع والدها كفه حتى يضربها على وجنتها فتفاجأ بـصوت "خالد" يقول من خلفه بعدما فتح باب الشقة:
"ايدك يا حج عبدالحكيم متتمدش على مراتي طول ما أنا موجود على وش الدنيا، نزل ايدك"
التفتت له "ريهام" وحينما رأته ركضت له بلهفةٍ تختبيء خلفه، بينما هو أمسك كفها يضغط عليه ثم قال بتهكمٍ:
"الأصول برضه إنك تدخل البيت وراجله مش موجود تمد ايدك على حرمته ؟؟ مش في عصمة راجل المفروض ؟؟"
رد عليه "عبدالحكيم" بنفس الجمود:
"وهو أنا اللي كنت بدأت ولا أنتَ ؟؟ أنا أبوها غصب عنك و يحقلي أعمل ما بدالي"
زادت مسكتها له بينما "خالد" قال بثباتٍ:
"بإمارة إيه أبوها يا حج ؟؟ مشوفتكش غير ساعة ولادة يونس، و تاني مرة ولادة يُسر، يا جدع دا كنب الانتريه معاشرنا أكتر منكم"
رد عليه "عبدالحكيم" بتهكمٍ:
"مش هي اللي عصتني و اتجوزتك ؟؟ مسمعتش كلامي و خرجت عن طوعي، وراحت تتجوز عيل خايب"
قبل أن يرد "خالد" عليه أو حتى "ريهام" تدخل "عامر" الذي كان يقف على أعتاب الشقة الخارجية وهو يقول بضجرٍ وجديةٍ:
"عندك يا حج عبدالحكيم !! أخويا مش عيل ولا حتى خايب، أخويا سيد الرجالة كلهم ولو مش مصدق، بنتك اهيه عندك، أسألها لو كان حتى زعلها مرة أو حد حسسها إنها مش وسط أهلها، وافتكر إنك واقف في بيته يعني تتكلم عنه باحترام و أدب، أظن دي الأصول اللي اتربينا عليها"
تحدث "عبدالحكيم" بتهكمٍ:
"وهو الأستاذ شايف أني معنديش أصول ؟؟ و متربيتش؟"
حرك كتفيه ببساطةٍ وقال:
"أنا مقولتش كدا، بس نراعي الأصول، و نقعد نتكلم زي الناس المحترمة من غير غلط في حد، و خصوصًا أخويا علشان اللي هييجي ناحيته، هزعله بالجامد"
التفت "خالد" لزوجته التي تتمسك بقميصه ثم قال بنبرةٍ هادئة بعدما ربت على كفها:
"ادخلي يا ريهام جوة و متطلعيش غير لما أنادي عليكِ"
حركت رأسها موافقةً و الدموع متحجرة في عيناها، بينما هو تتبع ببصره حركتها ثم جلس على المقعد وهو يقول:
"اقعد يا حج عبدالحكيم خلينا نتفاهم و نتكلم، اقعد"
جلس "عبدالحكيم" و "عامر" أيضًا، فيما قال "خالد" بثباتٍ:
"دلوقتي المدام روان الاستاذ المحترم دا كان هيمد أيده عليها علشان عاوزها تروح الفرح و تخدم مع أهله، رغم إن دي حاجة مفيهاش إجبار، يرضيك يا حج عبدالحكيم يمد أيده على بنتك؟؟"
أمسك عصاه وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"مراته لو خرجت عن طوعه يعلمها الأدب بطريقته، هتكسفه قدام الناس و عيلته ؟؟؟"
نظر "خالد" و "عامر" لبعضهما، بينما "خالد" قال بسخريةٍ:
"دا في شرع مين لامؤاخذة ؟؟ مراته لو مش هتطاوعه يبقى يفهما مرة و اتنين بالأدب، مجابش معاها نتيجة يبقى يكلم كبيرها وهو يتدخل، ولو في حالتي مفيش كبير الجأله ابقى كبيرها أنا، صح يا أستاذ حمدي؟؟"
رد عليه "حمدي" زوج "روان" بنبرةٍ هادئة:
"يعني ينفع يبقى فرح أخويا وكل الناس هناك بتخدم و تشتغل وهي مش عاوزة تروح تساعد ؟؟؟"
تدخل "عامر" يقول بثباتٍ:
"هي حرة.... اسمحلي يعني هو مش فرض عليها، حبت تساعد يبقى كتير خيرها، مش حابة يبقى خلاص دي حاجة ترجعلها، و على ما أظن كدا أنتَ متعرفش السبب اللي خلاها رافضة"
رد عليه "حمدي" بضجرٍ:
"هي متلكمتش أصلًا يا أستاذ، رفضت علطول من الباب للطق، و اتعصبت عليا، كلمة مني على كلمة منها أنا دماغي تربست"
قال "خالد" بنبرةٍ هادئة:
"و أنا علشان ابن أصول مش هتدخل بينكم، بس هجيب المدام هنا وهي تقولنا مشكلتها بما أنها هي لجأت ليا هنا، أظن كدا عداني العيب"
حرك "حمدي" رأسه موافقًا بينما "عبدالحكيم" كان ينظر له بشررٍ يود ضربه على رأسه و تلقينه درسًا لن ينساه طوال حياته.
وقف "خالد" بجوار الغرفة يطرق الباب بأدبٍ حتى فتحت له "يسر" فقال بثباتٍ:
"ريهام ؟؟"
أذنت له بالدخول وهي تقول بصوتٍ متحشرجٍ:
"تعالى يا خالد، أدخل"
دلف "خالد" الغرفة ثم قال للأخرى:
"مدام روان، حمدي برة و معاه والدك و عاوزينك علشان يتكلموا معاكي، متخافيش أنا هكون في صفك، بس علشان الأمور متكبرش اكتر من كدا"
حركت رأسها موافقةً ثم وقفت أمامه وهي تقول بصوتٍ باكٍ:
"حاضر يا أستاذ خالد معلش بقى كركبتلكم الدنيا كلها مرة واحدة"
رد عليها يرفع عنها الحرج:
"متقوليش كدا، أنا زي أخوكِ بالظبط و يهمني إنك تكوني مرتاحة، يلا"
تحرك "خالد" و "روان" خلفه تسير منكسةً رأسها للأسفل حتى وقفت أمامهم جميعًا، بينما زوجها وقف هو الأخر يطالعها بأسفٍ، فقال "خالد" بثباتٍ يتحدى به حماه:
"قولي يا مدام روان.....مشكلتك في السفر إيه و أنا وهما هنعمل اللي تطلبيه"
سحبت نفسًا عميقًا ثم قالت بعدما رفعت رأسها بشجاعةٍ:
"أنا مش رافضة أني أروح البلد، بس مش عاوزة أروح ومحدش طايقني هناك وهو عارف كدا، كلهم بياخدوا أني بعيد عنهم حجة و يحطوا كل الشغل على دماغي أنا وابقى زي التور في الساقية، وهو شافني قبل كدا هناك ببقى عاملة ازاي، كلهم بيخلعوا و يرموا عليا أنا"
قال "عبدالحكيم" بنبرةٍ جامدة:
"طالما فيه ظروف فيها إيه لما تساعدي الناس ؟؟ عاوزة تقعدي على رجلك نقش الحنة؟؟"
نظرت له بسخريةٍ ثم قالت:
"ماهو لما يكون في أربعة غيري و مفيش واحدة فيهم بتساعد ولا بتعمل حاجة معايا يبقى حرام عليهم، أنا هروح مقولتش لأ وهساعد بس زيي زيهم"
قال "خالد" بشموخٍ وثباتٍ:
"أظن دا حقها، كلامها مظبوط و مفيهوش حاجة غلط، الست قالت هتساعد و تقف مع الكل بس لما يكونوا زيهم زيها، ولا إيه يا أستاذ حمدي ؟؟؟"
تنهد "حمدي" بقلة حيلة ثم قال:
"حقها يا أستاذ خالد، بس كانت تقولي مش تقاوح معايا و تعلي صوتها، هي أصلًا مفهمتنيش حاجة، لو كانت قالتلي كنت هتصرف، ولا كلامي غلط يا روان؟؟"
نظرت له بقلة حيلة ثم قالت بيأسٍ:
"مش أنتَ اللي كنت بتؤمر و خلاص ؟؟؟ المفروض بنتكلم بالهدوء، إنما أنتَ بتؤمرني و عاوزني أسمع كلامك وخلاص من غير ما اقول إني متضايقة ؟"
تدخل "خالد" يقول محاولًا تهدئة الأوضاع المحتدة:
"أنتِ قولتي اللي عندك أهو و هو سمعه و هينفذه، إن شاء الله كل حاجة تكون كويسة، ولو عاوزة تفضلي هنا البيت بيتك طبعًا"
رد عليه "حمدي" بلهفةٍ:
"لأ أبوس ايدك، البيت رخم من غيرهم، كفاية كدا و اللي عاوزاه هيحصل من غير ماتزعل مني، قدامكم أهو محدش هناك هيتكلم معاكِ ولو حصل أنا بنفسي هكلمهم"
ابتسمت "روان" له وكذلك "خالد" الذي ربت على كتفه مستحسنًا قوله، بينما "عامر" ابتسم لـ "عبدالحكيم" باصفرارٍ وهو يقول:
"منور يا حج عبده....يمكن أكتر من عبدالغفور البرعي بنفسه"
_________________________
في شقة "ياسين" كان جالسًا وسط الصغار وهم يلتفون حوله وهو يتحدث معهم في شتى المواضيع المختلفة حتى أنهى حديثه ثم سألهم كلٍ منهم على حدة:
"يعني مثلًا دلوقتي لو حد زعلكم هتعملوا إيه، هنسأل كدا كل واحد فيكم....هتعمل إيه يا يزن؟"
رد عليه "يزن" بلامبالاةٍ:
"هسيبه علشان....علشان مش بحب المشاكل، مش ناقص قرف"
ضحك الصغار عليه حتى "ياسين" أيضًا الذي سأل "نـغم":
"و أنتِ يا نغم ؟؟ لو حد زعلك هتعملي إيه؟؟"
حركت كتفيها وهي تقول:
"مش عارفة بس أنا بعيط كتير، لو معيطتش ساعتها، هقوله إن كدا عيب، لو عيطت همشي بقى و خلاص"
حرك رأسه بيأسٍ ثم سأل التوأم بقوله:
"رجالتنا الكبار !!! هتعملوا إيه لو حد زعلكم ؟؟"
تحدث "مازن" يقول ببساطةٍ:
"والله على حسب زعلني إزاي وليه ؟؟؟ هتفرق معايا دي"
أضاف "زياد" مؤكدًا حديث توأمه:
"بالظبط كدا، على حسب النوع هنتعامل وعلى حسب المشكلة نتكلم، ممكن تبقى حاجة عبيطة"
حرك رأسه موافقًا ثم سأل "جاسمين" وهو يقول بمرحٍ:
"الدمية الصغيرة ؟؟ هتعملي إيه لو حد زعلك ؟؟"
حركت كتفيها و بسطت كفيها أمامها وهي تقول ببساطةٍ:
"وهو يزعلني ليه أصلًا ؟؟ ما أزعله أنا كمان و خلاص"
زادت ضحكات الصغار أكثر بينما "ياسين" تنهد بيأسٍ ثم قال:
"ماهو ممكن يزعلك جامد و تعيطي و متعرفيش تزعليه"
ردت عليه بنفس البساطة:
"طب هو ليه يخليني أعيط ؟؟ ما يعيط هو كمان زيي برضه، الله ؟؟"
ضيق "ياسين" جفونه و هو يقول بغموضٍ:
"تصدقي يا بت !! أنتِ طلعتي نسخة منه أكتر من عياله، يخربيت دماغك الصرمة دي"
تحدث "زياد" بلهفةٍ:
"طب لحد ما عمتو خديجة تيجي و ناكل علشان أنا جوعت بصراحة، نسأل أسئلة تانية"
أيده البقية في الحديث بينما "مازن" قال بلهفةٍ:
"أصلًا عمتو بتعمل الأكل لوحدها يعني هتاخد وقت، عاوز لما أكبر اخليها تعلمني أعمل أكل حلو زيها كدا"
سألهم "ياسين" بحماسٍ:
"طب يلا كل واحد يقول عاوز يكون إيه لما يكبر، يعني مثلًا مازن نفسك في إيه غير إن عمتك تعلمك الأكل"
رد عليه بحماسٍ:
"نفسي أفضل أرسم علطول من غير زهق، و كل الرسومات بتاعتي تاخد جايزة و كل الناس تحبها، و عاوز أكون بساعد ناس كتير كلهم يحبوني ويكون عندي صحاب زيك أنتَ و بابا"
ربت "ياسين" على رأسه وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"إن شاء الله تحقق كل احلامك يا مازن، واثق إنك هتوصل"
حرك رأسه موافقًا فسأل "زياد" بقوله:
"و أنتَ يا زياد نفسك في إيه ؟؟"
رد عليه بحيرةٍ:
"مش عارف بس نفسي أفضل مع كل اللي بحبهم، و عاوز يكون عندي شركة بتاعتي زي بابا و عمو طارق كدا، و اشتغل زيهم كدا، و عاوز أصور زي عمو حسن، و نفسي أجيب مركب ليا أنا و مازن علشان نروح هناك مع بعض و ناخد نغم و يزن و جاسمين"
ابتسم له "ياسين" على براءته، ثم سأل "نـغـم" بقوله:
"و الآنسة نغم ؟؟ نفسها تبقى إيه"
ردت عليه بحماسٍ:
"نفسي لما أكبر يكون عندي مكان كله ورد و يكون فيه لعب كتير و أي حد مش عنده فلوس ييجي ياخد ورد عادي، و كمان هحط كل الكيك اللي بحبه و هخلي كل العيلة تاكل من غير فلوس"
ضحك رغمًا عنه وهو يقول:
"على حساب أمي يعني ؟؟"
حركت رأسها موافقةً وهي تضحك فيما سأل "جاسمين" بقوله المرح:
"و السكر الصغير ؟؟ عاوزة تبقى إيه ؟؟؟"
رفعت عيناها للأعلى بتفكيرٍ ثم قالت بقلة حيلة:
"معرفش بس عاوزة أكون مبسوطة وخلاص"
رد عليها هو بضجرٍ:
"يا بت أنتِ إجاباتك متعبة ليه ؟؟ يا بنتي عاوزة تكوني إيه لما تكبري ؟؟؟"
تنهدت بضجرٍ ثم قالت بحماسٍ بعدما وجدت الفكرة:
"عاوزة أكون طيارة علشان يكون عندي طيارة و اسافر ببلاش"
ابتسم بسخريةٍ وهو يقول بتهكمٍ:
"ماهو كدا هتخربي بيت أهلي في تعليمك يا بنت المجانين"
_"بس هبقى طيارة"
قالتها بمرحٍ تشاكسه حتى قال هو بسخريةٍ:
"ياخوفي تطلعي طيار دليفري في الأخر ؟؟؟ و أنتَ يا عم يزن ؟؟ غير إنك تكون ظابط عاوز تكون إيه تاني ؟؟"
في تلك اللحظة خرجت "خديجة" من المطبخ وهي تبتسم عند استماعها للحديث الدائر بينهم، فيما قال "يزن" بمرحٍ:
"عاوز أعيش في دولاب خالو وليد، علشان كل الهدوم و الساعات بتاعته تكون ليا أنا، و البرفان وكل حاجة، علشان بحب حاجته"
ضحكوا عليه جميعًا فيما قال"ياسين" بسخريةٍ:
"فكرتني قبل كدا بواحدة عبيطة قابلتها زمان، كان نفسها تعيش في الميكروويف، قال إيه بيلف وفيه نور و أكل و بيدفي"
تلاشت البسمة من وجه "خديجة" بينما سألته "جاسمين" بنبرةٍ ضاحكة:
"مين الهطلة دي يا بابا ؟؟"
حاول "ياسين" كتم ضحكته فيما قالت "خديجة" بضجرٍ:
"ما تحترمي نفسك يا بت؟؟ متشتميش على حد كدا"
ردت عليها ببراءةٍ:
"يا ماما ماهي لو دخلت الميكروويف كدا هتتحرق"
ضحكت تلك المرة "خديجة" بينما "ياسين" رمش مستنكرًا ثم سأل بتهكمٍ:
"وحياة أمك ؟؟؟ هو أنتِ كل مشكلتك بس إنها لو دخلت المكيروويف هتتحرق؟؟؟"
حركت "جاسمين" رأسها موافقةً ثم قالت ببلاهةٍ:
"مش هو كدا هيحرقها الفرخات؟؟"
قال "مازن" بسخريةٍ:
"فرخات ؟؟ ما توديها لدكتور يا عمو ياسين بدل كلامها البايظ دا"
ردت عليه "خديجة" بخوفٍ:
"نعم !! اوديها لدكتور ؟؟ هي كل دا و مش عارفة تتكلم ؟؟ لأ حلو كدا أنا بحبها زي ماهي"
اقتربت منها "جاسمين" تحتضنها وهي تقول ببراءةٍ:
"وأنا بحبك أوي، بصي هاتي بوسة بقى"
ربتت "خديجة" على خصلاتها ثم قبلتها وقالت بنبرةٍ هادئة:
"تعالى معايا يا مازن علشان تساعدني، وياسين هنا يجهز الترابيزة والباقي معاه"
توجه لها "مازن" ثم تبعها نحو المطبخ حتى تنهدت هي بعمقٍ ثم سألته:
"مالك يا مازن ؟؟ بابا قالي إنك كنت زعلان و شكلك لسه زعلان، حد جه جنبك ؟؟"
حرك رأسه موافقًا ثم تنهد وقال:
"أنا كلمت صاحبي بتاع العيد ميلاد بقوله أني زعلان منه علشان معزمنيش، قالي إنه هو نسي، بس كان عاوز يعزمني، وقالي إن هو عاوز يكون صاحبي، هو فيه حد بينسى صاحبه يا عمتو ؟؟"
حركت رأسها نفيًا ثم قالت بنبرةٍ هادئة:
"محدش بينسى صحابه يا مازن، ممكن نتشغل عنهم و الدنيا تاخدنا بس ننساهم لأ، الصحاب دول زي عيلة إحنا بنختارها، علشان يكونوا معانا، هو نسيك صحيح، بس منساش صحابه التانيين، و عزمهم و فرح معاهم، يبقى بالنسبة ليه أنتَ زميل مش أكتر لما بيحتاج منك حاجة بياخدها، مش عاوزاك بقى تكون ضعيف و تسمحله في أي وقت يحتاجك يلاقيك، علشان هيديله حق مش من حقه أصلًا، لكن في نفس الوقت لو حد محتاج منك خدمة ساعده، بس فرق بين اللي محتاجها بجد و بين اللي زي صاحبك دا أو اللي عامل نفسه صاحبك....فهمت ؟؟؟"
حرك رأسه موافقًا وهو يبتسم لها فيما وكزته في كتفه وهي تقول بمعاتبةٍ:
"بعدين عاوز يكون عندك صحاب غيري ؟؟ مش مالية عينك يا مازن يعني؟؟ ميغركش أني بيتقالي يا ماما، أنا أعيل منكم هنا"
ضحك لها باتساعٍ حتى اقتربت منه تقبل رأسه ثم قالت:
"ربنا يفرحكم دايمًا ويبعد عن قلوبكم الحزن و الهم يا رب"
_________________________
في شقة "خالد" تجهزت "روان" حتى ترحل مع زوجها بعدما ضمن لها "خالد" حدوث ما طلبته و كذلك زوجها أيضًا، بينما "عبدالحكيم" كان يراقب الأوضاع بازدراءٍ غير راضيًا عما يدور حوله، حتى تجهزت ابنته تمامًا ثم وقف وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"يلا يا حمدي خد مراتك و توكل على الله، لسه هتسافر بكرة الصبح"
حرك رأسه موافقًا ثم اقترب من "خالد" يقف أمامه وهو يقول ممتنًا له:
"ألف شكر يا أستاذ خالد، بصراحة توقعت رد فعل غير دا خالص وقولت إنك مش هتحل، بس أنا أوعدك طلباتها هتتنفذ، سلام عليكم"
ابتسم له "خالد" ثم قال:
"متقولش كدا يا أستاذ حمدي، ربنا يكرمكم إن شاء الله تروحوا بألف سلامة و خلي بالك منهم و من بناتك، بقوا عرايس حلوين و العين عليهم، ربنا يحفظهم ليك"
اقترب منه يحتضنه ويودعه ثم همس في أذنه بقوله:
"والله طول عمري أقول عنك إنك محترم، بس هو الحج اللي مخلينا شايلين منك، هبقى اكلمك إن شاء الله"
أبتسم "خالد" بيأسٍ ثم ربت على ظهره وهو يقول:
"بيت اخوك يا حبيبي مفتوحلك في أي وقت، هتنورني"
ابتعدا عن بعضهما، فيما قال "عبدالحكيم" بنبرةٍ جامدة تخلو من اللين أو العطف:
"ابقوا تعالوا البلد عندنا فرح، هات مراتك و عيالك وتعالى"
رد عليه "خالد" بجمودٍ:
"شكرًا....عندنا فرح في العيد احنا كمان، هنخلصه و نبقى نيجي"
ابتسم بسخريةٍ ثم تقدم ابنته و زوجها في الخطوات وهو يقول:
"يلا يا حمدي هنتأخر، سلام عليكم"
تحركوا من الشقة بعدما قامت "روان" بتوديع شقيقتها ثم رحلت مع زوجها، و قد نزل معهم "عامر" أخذ "يُسر" للأسفل حتى يترك لهما المساحةِ سويًا، بينما "ريهام" بمجرد فراغ الشقة من الجميع ارتمت على "خالد" تبكي مثل الطفلة الصغيرة حينما شعرت بالشفقة على حالها كونها الشخص المتألم من أفراد عائلته، يبدو الأمر وكأنك تشكو لشخصك المفضل من قسوة الأخرين ظنًا منك أنه سيقوم بتمضيض جرحك حتى تتفاجأ به يضغط بكل قسوة على ذلك الجرح، هكذا هو حال والدها، يعاملها بقسوةٍ مفرطة دون سببٍ وكأنها أخر اهتماماته.
طوقها "خالد" بذراعيه وهو يسألها بقلة حيلة:
"بتعيطي ليه بس؟؟؟ كل حاجة بقت كويسة و زي الفل و حمدي أكدلي إنه مش هيزعلها"
ردت عليه بنبرةٍ باكية:
"كان نفسي ياخدني في حضنه يا خالد، كان نفسي يقولي أني وحشته و أنه فرحان بيا علشان كنت مع اختي، كان نفسي أحس أني بنته، أنا لا يمكن أسامحه طول عمري، مستحيل ييجي يوم و أقبل بيه، كنت بقول أني هعمل زي خديجة و أنسى و أسامح بس مستحيل أعمل كدا، كاسر بنفسي طول عمره"
تنهد "خالد" بضجرٍ ثم ربت على ظهرها مرورًا برأسها و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"لا عاش ولا كان اللي يكسرك طول ما أنا عايش يا ريهام، أنتِ مكانك محفوظ في قلبي وفوق راسي كمان، بلاش تزعلي نفسك و بصي للحلو في الموضوع، عندك أنا و يونس و يسر و إيمان و ماما و كلنا هنا عيلتك و بنحبك، بقى تسيبوا دول و تبصي للحج عبدالحكيم بشنبه دا ؟؟؟"
ضحكت رغمًا عنها وهو أيضًا ضحك رغمًا عنه حتى تشبثت به هي تقول بنبرةٍ مختنقة:
"ربنا يخليكم ليا يا خالد...مليش غيركم في الدنيا"
_________________________
في شقة "حسن" كان جالسًا أمام التلفاز حتى صدح صوت هاتفه برقم "عامر"، فأجاب على الهاتف بمرحٍ وهو يقول:
"أبو عمر عمي وعم عيالي، استر يا رب أنا مش متفائل"
رد عليه "عامر" بنبرةٍ ضاحكة:
"مكانش العشم يا أبو علي، دا أنا قولت أنتَ اللي ليا، المهم ألبس وهات علي، هبعتلك لوكيشن تيجي فيه"
سأله "حسن" بريبةٍ:
"فين يا عامر ؟؟ المشكلة أني هجيب علي معايا، ودي فيها حوار"
أجابه ببساطةٍ:
"لأ متقلقش الحوار بسيط مش مستاهل، هات علي بس و تعالى متتأخرش علينا"
أغلق معه الهاتف فاقتربت منه "فاطيما" تسأله بغموضٍ:
"رايح فين مع علي و هتسبني لوحدي ؟؟"
ردد خلفها مستنكرًا:
"هسيبك لوحدك ؟؟ أومال هدير دي إيه ؟؟ دا أنا هسيبك مع الحلويات كلها"
ردت عليه بسرعةٍ:
"أيوا ماهو أنتَ هتسيبنا لوحدنا برضه، هتروح فين وتاخد علي؟؟"
رد عليها مفسرًا:
"هنروح مشوار رجالي مع عمو عامر و الباقي، طبعًا عيون بابا مش هينفع تيجي معانا، إلا لما اركبلك شنب بس"
طالعته بحنقٍ ثم قالت بحماسٍ:
"طب بص !! ودينا عند خالتو خديجة علشان ألعب مع جاسمين، أو نروح عند خالتو عبلة و خالتو جميلة ألعب مع رؤى و روزي و ليلى"
تنهد بعمقٍ ثم قال مرحبًا بالفكرة:
"ماشي، اشتريت الكلام خلاص"
قفزت عدت مرات ثم ارتمت عليه تقبله بينما هو رفع صوته بيأسٍ:
"خلاص يا بت....خلاص يا هدير.... يا علي، تعالوا البت بتشفطني"
خرجت له "هدير" وهي تقول بضجرٍ:
"من أمتى و أنتَ بتزهق منها ؟؟"
تركته و اقتربت منها تقول بلهفةٍ:
"هننزل تحت مع بابا و نروح عند خالتو خديجة أو خالتو هدى، علشان هو هيروح مع عمو عامر وياخد علي معاه"
شهقت "هدير" بفرحةٍ ثم قفزت بجواره تقبل وجنته حتى قال هو بيأسٍ:
"يا شقة سفلة كلكم منحرفين، بطلوا بوس و أحضان"
_________________________
في شقة "عمار" جلس يتابع التلفاز يأكل من طبق الفاكهة الموضوع امامه و "خلود" بجواره تتصفح هاتفها، بينما هو صدح هاتفه برقم شقيقه حتى سحب الهاتف يُجيب على المكالمة بينما هي استمرت تأكل من طبق الفاكهة وهو يراقبها حتى أوشكت على أخذ القطعة الأخيرة فأمسك كفها يمنعها وهو يقول:
"ماشي يا عامر، شوية و هجيلك"
أغلق الهاتف ثم ألقى الهاتف و التفت لها يقول بنبرةٍ جامدة:
"اديني فرصة اتكلم، كلتي التفاح و محدش فينا هيقوم يجيب، يبقى عيب يا خوخة"
قبل أن يأخذ هو القطعة سحبتها بكفها الحر ثم ألقتها في فمها على الفور وهي تعانده، بينما هو أمسك فكها وهو يقول متحسرًا:
"يا حرامية ؟؟؟ كلتي التفاحة يا خلود ؟؟"
حركت رأسها موافقةً ثم ابتلعتها وقالت بنبرةٍ ضاحكة:
"أقولك على الكبيرة بقى ؟؟ مفيش تفاح تاني جوة، بكرة بقى هات و أنتَ جاي"
ابتسم لها بخبثٍ وهو يقول:
"طب أقولك أنا على الكبيرة ؟؟ أنا نازل لعامر و الشباب دلوقتي"
شهقت بقوةٍ ثم سألته بتعجبٍ:
"طب و أنا ؟؟ هروح فين طيب؟"
حرك كتفيه ببساطةٍ ثم قال بلامبالاةٍ:
"اقعدي اهضمي التفاح بقى"
سألته بحماسٍ:
"طب بص خدني معاك، وديني عند ميمي أقعد معاها شوية و ابقى تعالى خدني بعد ما تخلص، ممكن ؟؟؟"
حرك رأسه موافقًا ثم قال:
"ماشي و أهو ألحقك قبل ما تاكلي حاجة تانية، يلا"
اقتربت منه بدلالٍ وهي تقول:
"ما ألف هنا و شفا على قلبي، مش كله من خيرك يعني؟؟"
ضحك رغمًا عنه وهو يقول:
"ما تيجي ننفض لكل دول و نقعد مع بعض أحسن، إيه رأيك ؟؟"
حركت رأسها نفيًا وهي تقول:
"هتشتغلني تاني ؟؟؟ عيب بقى ؟؟ هتخليني اقعد هنا و تروح تقعد معاهم براحتك، دا بعينك يا عمار، عيب بقى حفظتك"
تهجمت ملامحه وهو يقول:
"طبعًا هو أخوكِ مين يعني ؟؟ ليدو بيه عم العالم....قومي يا بت البسي يلا ولا ارجع في رأيي؟؟"
ركضت من جواره بسرعةٍ حتى اصطدمت في طاولة السفرة و ارتد للخلف بينما هو لم يتمالك نفسه من الضحكات عليها حتى عجز عن معاونتها وهي ترتمي على الأرض تتأوه بعنفٍ.
_________________________
بعد مرور ما يقرب النصف ساعة نزل "ياسين" بالأولاد بعدما طلبه "عامر" فوجد "وليد" في انتظارهم بالاسفل و معه "طارق" و "فارس" و "وئام"، اقترب منهم "ياسين" وهو يقول بمرحٍ:
"أنا مش مسئول عن أي حاجة يا رجالة، المسئول أولًا و أخيرًا عامر، تمام ؟؟ تمام إن شاء الله"
رد عليه "طارق" بسخريةٍ:
"يعجبني فيكم أنكم شلة مترابطة عمركم ما تخليتوا عن بعض"
تحدث "وليد" بنبرةٍ ضاحكة:
"المصيبة أننا هنفرح و ننبسط بجد و هتبقى ليلة جمدان وأنا واثق"
سأله "ياسين" بتهكمٍ:
"جايب الثقة دي منين ؟؟ دا عامر"
رد عليه "وليد" مفسرًا:
"علشان هو عامر أنا واثق إنها حاجة فوق العظمة"
أتى "عامر من خلفه وهو يقول بنبرة مرحة:
"وعلشان أنا عامر أقسم بالله هدلعكم كلكم"
رحلوا سويًا مع بعضهم نحو المكان الذي أمرهم "عامر" بالتوجه إليه و قد سبقهم "خالد" و "ياسر" معًا بالصغار، و ذهب "حسن" برفقة ابنه حتى وقفوا معًا بعدما اجتمعوا سويًا.
تحدث "أحمد" بتعجبٍ:
"احنا هنا بقى بنعمل إيه يا عامر ؟؟ خير إن شاء الله"
رد عليه "عامر" بفخرٍ:
"دي مدينة عُمدة للملاهي الشعبية، تحت إشراف و إدارة عمدة النبطشي، عزمنا النهاردة بمناسبة الافتتاح و الليلة دي كلها For free، حاجة أخر رقي و نضا......"
قبل أن يكمل جملته صدح صوت الأعيرة النارية في الجو من كل جهةٍ حتى انكمشوا جميعًا للأسفل بخوفٍ من صوت الطلقات.