رواية مزرعة الريان (هي الثمن) الفصل الثالث عشر
" اصطدام " الجزء الثانى
** فى الحجرة الفارغة المظلمة داخل سرداب قصر الريان ، كانت جالسة على الارض تلؤم حظها لا تعرف لما دائما المشاكل والمصائب تلاحقها فى كل مكان
لتسرح بخيلها لذكراة عن تحدثها عن الصراع للاقوى!
Flash bake
رحيل = اهدئ يا "على " كده ،واستنى
على بصياح = اهدئ اهدئ ايه رحيل ، ابوها رحت ليه بدل المرة عشرة نزلت كرامتى للارض عشان بس يوافق
رحيل= يعنى هتعمل ايه ؟ ابوها وانت عارف هو انسان متكبر ازاى
على= متكبر متكبر على نفسه مش عليا
رحيل= يا على كفايه الحصل كفايه لغاية كده ، ده قدر يطردك وتتفصل من الكليه بعد ما
اتعينت معيد وانت كنت الاول على دفعتك وممتاز دمر مستقبلك ، اصرف نظر عن الموضوع ليلى صحيح بنت خالتى واخاف على مشاعرها ، وانت زى اخويا اخاف يأذيك المره دى
على بغضب= ليلى ليا مش لغيرى ، ولاخر ذرة دم فيا هحارب عشانها
رحيل= انا عارفة انكم بتحبوا بعض ، بس كده المعادلة خسرانه ‘ هو بفلوسه وسلطته يقدر يمحيك من الوجود
على= اسمعى يا رحيل ، لو كانت بنت سلطان زمانه هتجوازها يعنى هتجوزها
ليجد من تاتى خلف بسعادة وفرح
ليلى بفرح = وانا موافقة
ليلتفت لها على ورحيل وعلى وجههم الاندهاش
رحيل = انتى جيتى ازاى مش كان ابوكى حبسك
ليلى = هربت عملت نفسى عيانة نفسيتى تعبانه وخرجت وهربت ، وجيت طياران على هنا
رحيل بقلق = وابوك !!
ليلى= بابا مسافر تركيا شهر ، ولما يرجع أكون اتجوازنا هحطه قدام الامر الواقع
رحيل= بس ده ابوكى ما ينفعش كده يا ليلى ممكن يأذى على او يأذيكى انتى كمان
على= رحيل ، ليلى مش صغيرة ولا قاصر ، ليلى عندها 22 سنه يعنى تقدر تكون ولى امر نفسها وتقدر تحدد شريك حياتها
ليلى بقلق= ايوه يا رحيل ، انا مش عايزة اكون لعبه زى اختى يجوازها ال هو عايزه ،ده بيعرضنى فى الحفلات كأنى سلعة مش بنته ، انا لو أعرف ان الحياة بعد ما مشيت من هنا هتبقى صعبه كده ، انا كان عمرى ما مشيت ابداً ، انا عايزة احس انى انسانة من تانى عايزة اختار نصى التانى
Bake
لتنتبه رحيل صوت فتح الابواب وتعدل فى مجلسها وتهب وافقه تنتظر ماذا سيحدث ؟ ومن القادم
ليفتح الباب ويدخل حازم وخلف "نفس " وخلفهم رواحة
ليقف حازم متأملاً التى امامها
واخذ يفكر اين رائها ، يتذكر ملامحها الحزينة الزابلة مثل سابق
وتذكر!!
=مكان متزوجة ، يبقى أرملة ( جملتها التى جعلته يعطف بحالتها هناك فى قسم الاسكندريه)
ليرتب الافكار داخله
ويتذكر حرص أزيد على ان تكون الممرضه الجديدة متزوجه ، ولكن كيف وجودها هنا !! هى ارملة!!
حازم= هو انتى اتجوازتى؟؟!!
دهشت بل صدمت من سؤاله ، سوال غريب فى مكان أغرب من شخص مريب
لم يكن دهشة وصدمة رحيل فقط ،ولكن صدمة نفس ورواحة ايضا
سؤال ليس له بناء ليطرح هنا أساساً
** اخذت رحيل تنظر له وتحاول تذكر من هو ؟ ، كيف كشف سرها ؟
لتتذكره طبعاً فى بسببه أثار قلقاًوجدلاً بخاطر صديقتها "احلام" عندما شكك فى أن زوجها هو صاحب المستشفى (احمد فياض )
رحيل بقلق انها كشفت وفضح أمرها
= لا لا
حازم= امال انتى ازاى هنا ؟ المفروض الممرضة الجديدة تكون متزوجة ، غير ان كاظم نفسه اكد ان الممرضة متزوجة
لتبتلع رحيل ريقها بصعوبه وخوف= ااصلى قولت ليهم انى متزوجه لسه ، مش ارملة
حازم= ازاى مشيت عليهم دى ؟!!
ليفكر حازم = اه صح صاحبتك مرات اخو كاظم
رحيل بجديه = مش اخوه قريبه
حازم = مش موضوعنا ، انتى عارفة لو ازيد عرف هيعمل ايه؟ ، ده اكتر حاجة بيكرها فى حياته هو الكدب والخيانة
رحيل مسرعة= ارجوك انا مش وش بهدلة (كانت تغشى ان يقدم العقد للشرطة ويقبض عليها بتهمة التزوير ) ، انا عملت كده لظروف والله
حازم = ممكن اعرف ايه الظروف دى
رحيل= انا هفهمك ، انا زوجى عمل حادثة وكان محتاج عمليه كبيرة فاخذت قرض من البنك بضمان بيت والدتى هو بأسمى اصلا ، بس زوجى توفى فى العمليات ، ومعاد تسديد قسط البنك كان قرب و يحجزوا على البيت ، لما وجدت الوظيفة دى وفلوس مقدم وافقت لان البيت ده غالى جداً على امى ، غير عندى ابنى رضيع واخويا لسه صغير بيدرس ، انا المسؤاله عنهم ، ولو مش مصدقنى معايا ورق القرض تتأكد منه كمان ، والله والله ده الحصل انا خوفى انى اتعرض للمضايقه اواستغلال خلانى اكذب اعمل نفسى ارملة متزوجة
كم شعر بالشفقه عليها والحزن ايضا
حازم = بس ازيد مش هيسامح فى الكلام ده ابداً
نفس مسرعة من الخلف= وايه الهيعرفة اصلا ، هى هتفضل بالنسبة له زى ما هو عارف متزوجة
لتنظر الى رحيل بستعطاف وشفقه حزن ، يبدو شابه فى مقتبل العمر أرملة ولديها ابن وعائلة فى رقبتها
حازم متذمرا= ازيد طالب تحريات عنها ، اقوله ايه انا ؟
رحيل = هو انت ظابط؟!!
حازم بضيق= ملازم اول سابقاً ، انا مدير اعمال شركات الريان الدوليه
نفس بمحاولة مرح لتخفيف من حده الوضع المتوتر
نفس = ياروح القانون يا أبو قلب طيب ، يا ابو قلب كبير ، مش هيجرى حاجة لوعدت عليك غفوة وتحرياتك كانت ناقصه
حازم مفكراً = بس بس
نفس بحزم مصطنع = مفيش بس ، عشان خاطر هلال على الاقل
حازم= طيب ربنا يستر ،ولو انكشفت انتى المسؤالة قدامى
نفس= بياع تسلمنى تسليم أهالى كده
حازم= وانا مالى ده ايده طرشه يمه وغبى فى ضربه
كانت رواحة تتابع الحوار فى دهشة واستغراب
لتنتبه لها نفس
نفس= تعالى يارواحة
رواحة= نعم يا ست نفس
نفس= يا ادى ست نفس الوجعه بيها دماغى ، يا بنتى اسمى نفس وبس ، هنقول مايه مرة
رواحة بخجل لو حازم وتواضع نفس= حاضر
نفس= اسمعى كويس ، السر بتاع الدكتورة رحيل مفيش غير احنا الثلاثة بس ال نعرفه ماشى
رواحة بجديه = حاضر ولا كأنى سمعت كلمة ، ولا اعرف حاجة
لتبتسم لها رحيل وتهمس لها = شكراً
**********************************
عندما خرجت رحيل وذهبت كانت " نفس" تراقبها بطرف عينها من بعد لبعض الاشياء تدور بخلدها
عرفت لما تعلقت بها "هلال " تشبه فى روحها واسلوبها وممكن بعض ملامحها البشوشه الرقيقة كثيراً الى "قمر" رحمها الله
لم تعرف هلال امها او حتى ابوها إلا من خلال الصور ، جاءت الى الدنيا وهى يتيمة عليله المرض بقلب ضعيف لتكون فى كنف عمها "ازيد" الذى كان قد اعتزل العالم وخرج فقط من أجلها
يبدو أن هلال تريد ان تشعر بجو العائلة وجود أب وأم ، واختارت "رحيل " لتقوم بدور الام حتى لو مؤقتاً ، الان على نفس ان تجعل هلال تقترب من أزيد وتزيح عنها قشرة الخوف منه وتجعله بمثابة ابيها
كم شعرت" نفس" ان الدنيا تعيد نفس الكرة مره ثانيه ، تنظر قمر وتجد انعكاس لصورة من ماضيها
فهى توفى والديها فى حادث غرق سفينة وهى كانت فى سن 3 اشهر ، ولحسن الحظ هى لم تكن معهم اثناء الحادث
وتكلف بها خالها "جهم " وزوجته "اصيلة " وجعلتها شقيقة لابنائها فارضعتها مع ازيد
كم غمروها بالحب والعطف لم تشعر ابداً انها ليس ابنتهم ،ولكن دائما لاذعة اليتم تحرق بداخل الانسان وتجعله يشعر بشئ ناقص
هى لا تريد ل هلال ان تشعر بشئ تريدها ان تشعر ان حياتها كاملة ، وكانت تحاول ان تسد مكانة الام لديها
*********************************************
عندما دخلت رحيل غرفتها كات اول ما قامت بيه هوالاتصال على والدتها للاطمئنان عليها وعلى اخيها ورحيم
انتهت رحيل من المكالمة وهى تشعر ان هناك ما تخيفه امها وتسرب الخوف الى جوفها وتعمق بداخلها ولكن ماذا حدث؟!
***************************************
على الجهه الاخرى هناك ينظر سليم الى امه (مجدة) بضيق وغضب
سليم =ممكن اعرف مقولتيش لرحيل ليه ؟!
مجدة متصنعة عدم المعرفه = اقولها على ايه ؟
سليم بغضب= على حصل ، على التليفون الجالك من ام محمد جارتنا فى اسكندريه
لتقف مجدة محذره ايه= اسكت خالص أيالك تقولها
سليم= يا امى رحيل لازم تعرف ، ممكن يكونوا ناس عايزة تأذى رحيم
مجدة= وعشان كده مش لازم تعرف ، هتبقى قلقانة وممكن تيجى جرى على ماله وشها
سليم= يا امى دول سألوا على "على " الله يرحمه ، ممكن يعرفوا ان "على " عنده ولد
مجدة= ام محمد قالت محدش اتكلم معاهم ، الجيران قالوا اننا هجرنا وما يعرفوش حاجة
سليم= يا امى انا خايف على رحيل ممكن يوصلوا ليها ويأذوها هى كمان ، احنا مش عرفين لغايه دلوقتى مين السبب فى حادثه "على " ، انتى سمعتى رحيل قبل ما نسيب اسكندريه وقالت احتمال كبير يكون الحادثه بفعل فاعل ، لازم رحيل تعرف وتأخد حذرها هى كمان
لتفكر مجدة قليلا فى كلام سليم وتشعر بالخوف على ابنتها
مجدة= اسمع يا سليم ، احنا مش هنقول لرحيل دلوقتى على حاجة ، ولو الامور اتطورت وحد سأل تانى ،هنرحلها على طول ، على الاقل تكون خلصت امتحاناتك
سليم بقلة حيله = ماشى ، امرى لله
مجدة= ونعمة بالله ، استرها يارب