رواية تعافيت بك الجزء الثالث الفصل الثاني عشر
"حروف اسمكِ لا تغادر فمي و أما عن حُبكِ فسرىٰ بجسدي كما يسري دمي"
_________________________
انتبه "وئام" لما يفعله الصغار فسأل بحيرةٍ:
"بتعملوا إيه يا حبايب عمو ؟؟"
رد عليه "مازن" بتفسيرٍ فيما قام "زياد" بسحب واحدة من الفراشات المصنوعة ثم اقترب من "رؤى" و هو يبتسم لها ثم قال بنبرةٍ ضاحكة:
"دي فراشة أنا و مازن عملناها علشان نديها للي بنحبهم و فيها رسالة تفرحهم، خديها كدا"
ابتسمت له "رؤى" و هي تسحب منه الورقة بينما "طارق" ضيق جفناهُ فوق مقلتيه و هو ينظر لذلك الصغير المستفز الذي يتعمد إثارة حنقه.
بينما "رؤى" فتحت الورقة الصغيرة المطوية على هيئة فراشة لتقع عينيها على الجملة التي توسطت تلك الورقة وحينما تعثرت في القراءة التفتت لوالدتها تسألها ببراءةٍ:
"ماما هو إيه اللي مكتوب دا؟؟"
ابتسمت لها "جميلة" فيما اقترب منها "زياد" يقول بوجهٍ مبتسمٍ:
"مكتوب فيها:
"الفراشات جميلة و قوية و مذهلة بس متعرفش دا عن نفسها، ممكن تكون عادي في عيونك، بس في عيون الباقيين مُذهل"
عض "طارق" شفته السُفلى ثم نظر لـ "وليد" فوجده يغمز له بمشاكسىةٍ، بينما "رؤى" سألته بتعجبٍ:
"أنا مفهمتش إيه المكتوب؟؟ يعني إيه برضه"
اتسعت ابتسامة "زياد" وهو يقول بحماسٍ:
"يعني الفراشات عندها جناحات ملونة و جميلة بس هي مش شايفة دا، لكن كل الناس بتحبها و بتشوفها صح يا بابا ؟؟"
سأل والده بمرحٍ و هو يضحك فقال "وليد" مؤكدًا:
"صح يا عيون بابا، ربنا يحفظك"
سألته "سلمى" بمرحٍ:
"طب و خالتو مش هتاخد حاجة هي كمان يا زياد ؟؟"
انتبه لها "وليد" فقال بسخريةٍ:
"إيه دا مين بيتكلم ؟؟ سـلمىٰ !! صباح الخير، أنتِ صحيتي من النوم ؟؟"
ضحك الجالسون على سخريته فيما قالت هي بضجرٍ:
"يابني اسكت وابعد عني بقى ؟! أقسم بالله هيطلع نسخة منك مبقيناش ملاحقين سايب بصمتك في العيال كلها"
رد عليها بمرحٍ لم يخلو من زهوه:
"يا سلام ؟؟ أنتم تطولوا عيالكم يكونوا زيي ؟؟ طب أنا زرعت فيهم مباديء لو اديت اشارة هيسمعوها كلهم، تحبي تشوفي ؟؟"
ردت عليه "هدى" بسخريةٍ:
"ورينا يا حكيم زمانك"
غمز لها وهو يقول بنفس التعالي:
"بس كدا هتشوفي بنفسك حالًا"
بعد حديثه الواثق أطلق صفيرًا عاليًا ثم قال بصوتٍ:
"المبدأ الأول لوليد الرشيد، سمعوني كدا في نفس واحد"
نطق الصغار مع بعضهم:
"مفيش مبرر لغلطك في الناس و العلاقات، مريض نفسي تتعالج....قليل الأدب تتربى"
وضع "وليد" قدمًا فوق الأخرى بثقةٍ لا تنفك من محلها ثم قال بنفس الثبات على الرغم من الدهشة التي احتلت أوجه البقية:
"انزلوا بالمبدأ التاني كدا ؟؟"
في نفس اللحظة أيضًا قالوا بحماسٍ:
" لو أنتَ زعلان مني وأنا مش غلطان فيك يبقى خلي الزمن هو اللي يداويك"
تنهد "وليد" براحةٍ ثم قال بفخرٍ:
"مجهودي مراحش هَدر الحمد لله، طمنتوني يا عيال الله يطمنكم"
تدخل "طارق" يقول بتهكمٍ:
"هو دا اللي أنتَ بتعلمهولهم ؟؟ يا سلام على الفخر والاعتزاز، جتك ستين وكسة"
تدخلت "عبلة" تقول بضجرٍ:
"مسمحلكش على فكرة بقى، هو بيعلمهم حاجات مفيدة أهو، العيال دي هتطلع سوية نفسيًا"
تدخل "وئام" يقول بحنقٍ:
"إزاي وهو أصلًا مضطرب نفسيًا و مذبذب ؟؟ يا جدعان دا جابلي تروما و شككني في نفسي"
تحدث "وليد" يرد عليه بضجرٍ:
"هو حد قالك تمشي ورايا ؟؟ أنتَ اللي بتسمع كلامي ومش فاهم مين فينا الكبير"
هَمَّ "وئام" أن يرد عليه فتدخل "طارق" يقول بقلة حيلة:
"خلاص أنتَ وهو بقى ؟؟ صدعتوا أهلي...اكتموا"
رد عليه "وئام" بضجرٍ:
"انزل شقتك متصدعناش على رأي وليد، ماحنا كلنا مرزوعين هنا اهوه"
تدخل "أحمد" يقول بقلة حيلة:
"معلش يا هدى سيبك منهم وركزي معايا، اللي طلبتوا منك جاهز ؟؟"
ردت عليها بلهفةٍ:
"آه جاهز من الصبح، أول ما طلبته مني عملته متخافش"
ابتسم لها وهو يقول ممتنًا لها:
"متشكر والله مش عارف أقولك إيه، لو جاهز بقى هاتيه"
حركت رأسها موافقةً ثم نادت على ابنها وهي تقول بحماسٍ:
"فارس تعالى معايا و سيب اختك مع بابا"
اقترب منها بعدما نفذ ما طلبته هي فيما سألته "سلمى" بتعجبٍ:
"طلبت إيه ؟؟ هو أنتَ عاوز حاجة ؟؟"
ابتسم لها بمراوغةٍ وهو يقول:
"لما تصحي من النوم هقولك، ريحي أنتِ"
وكزته في كتفه فيما سألها "طارق" بنبرةٍ ضاحكة:
"عاوز أفهم بتنامي كتير ليه ؟؟ أبوكِ كل ما يكلمك يلاقيكي نايمة يا هتنامي يا بتنامي يا لسه صاحية من النوم، يا بت فوقي بقى"
تثاءبت وهو يُحدثها ثم قالت بقلة حيلة:
"مش بايدي يا طارق والله، ما أنتَ أخويا وعارف بقى، عاوزة أنام غصب عني"
تدخل "وئام" يقول بسخريةٍ:
"لأ وقال إيه كانت عاوزة تشتغل وهي حامل و بتتخانق مع أحمد"
ردت عليه تنفي التهمة عن نفسها بقولها المرح:
"أكيد ماكنتش في وعيي وأنا بقول كدا، أولد بس و أفوق و أنا هعمل كل حاجة إن شاء الله"
ردت عليها "عبلة" بلهفةٍ:
"بس مش هتاخدي مني ليلى صح ؟؟ أنا خلاص اتعودت أنها معايا كل يوم"
ابتسمت لها "سلمى" وهي تقول:
"عيني يا عبلة هو أنا هحوشها عنك يعني، أقولك ؟؟ المولود الجديد ربيه أنتِ و سيبيني أنام"
ابتسمت لها "عبلة" بفرحةٍ فيما نظر لها "وليد" وهو يبتسم لها بهدوء فهو يعلم أنها تمنت من الله يرزقها بمولودًا جديدًا لكنها لاقت صعوبة في ذلك حتى ازاحت الفكرة من رأسها لكنها كلما رأت طفلًا صغيرًا تتعلق به على الفور.
ابتسمت له "عبلة" ثم اخفضت رأسها للأسفل تقلب الورقة التي تمسكها بين كفيها ثم فتحتها لتجد بها بخط يده:
"مش حرام أبقى عطشان والسوبيا بتاعتي متروينيش"
حاولت جاهدةً كتم ضحكتها خاصةً حينما غمز لها وفي تلك اللحظة صعدت "هـدى" تمسك في يدها قالب الحلوى وهي تقول بمرحٍ:
"الكيكة بقت جاهزة و ساقعة و يدوبك جاهزة على الأكل علطول"
شهقت "سلمى" بحماسٍ فيما قفز الصغار بمرحٍ، فقالت "هدى" بتحذيرٍ للبقية:
"قبل ما تاكلوا بس !! دي معمولة لخالتكم سلمى تاكل هي الأول و بعدها الباقي، مفهوم يا صيع ؟؟"
تحدثت "سلمى" تسألها بتعجبٍ:
"عرفتي منين يا هدى ؟؟"
ردت عليها "جميلة" بمرحٍ:
"أحمد يا ستي طلبها مننا علشان نفسك تاكليها معمولة في البيت بس قولنا هدى بتعملها حلو أوي علشان كدا تولت هي المهمة دي"
نظرت "سلمى" له بامتنانٍ فقال هو بنبرةٍ هادئة:
"لأ بقى متبصليش كدا، اعتبريها علشان اللي في بطنك، لو عليا كنت عملتها أنا بس كنت هفشل"
حركت رأسها موافقةً فقامت "هدى" بقطع القطعة الخاصة بها ثم مدت يدها له وهي تقول بمرحٍ:
"أمسك بقى أكلها كدا"
اخذها منها "أحمد" ثم شرع في اطعامها بينما هي كانت تشعر بسعادةٍ غامرة وفي نفس الوقت تود أن تصرخ في وجوههم جميعًا.
مال "طارق" على أذن "جميلة" وهو يقول بنبرة هادئة:
"أقسملك بالله البت دي مش عارفة هي زعلانة ولا فرحانة"
ردت عليه "جميلة" بضحكةٍ مكتومة:
"مش أختك و أخت عبلة و صاحبة خلود ؟؟ هتيجيب صحة عقلية منين يعني ؟؟"
سألها بهمسٍ حانقٍ:
"تقصدي إيه يا حلوة ؟؟"
ربتت على كتفه وهي تقول بمرحٍ:
"مقصدش مقصدش... ريح بقى"
ضحك رغمًا عنه بينما ضحكت هي الأخرى ثم اعطته الصغيرة وهي تقول بنبرةٍ هادئة:
"امسكها بقى علشان اعرف آكل الكيكة، وبعدها نبدل حلو كدا ؟؟"
رد عليها بقلة حيلة:
"حلو..... أي حاجة منك حلوة"
تحدثت بزهوٍ زائفٍ:
"دا كدا كدا يعني، عندك شك ؟؟"
حرك رأسه نفيًا ثم ابتسم لها بينما هي اتسعت بسمتها أكثر وهي تشير له بابهامها.
_________________________
في منطقة "الكوربة" تحديدًا في مكانٍ يشبه ملعب كرة القدة لكنه أصغر حجمًا في كل شيء حتى في المكان المخصص لإحراز الأهداف، وصل "عمار" بـ "خلود" معه التي غلف الحماس نظراتها، فسألته بصوتٍ مختنقٍ من فرط الحماس:
"إيه المكان التحفة دا ؟؟"
ابتسم لها وهو يقول:
"دا أكتر مكان بحب اجي أقعد فيه لوحدي طبعًا علشان مخك ميروحش بعيد، بيتأجر بالساعة تجري و تلعبي و تتصوري و تجيبي أجوال و تخرجي ولا كأن حاجة حصلت، مَعلم زي ما بيقولوا"
قفزت عدة مرات بحماسٍ وهي تسأله:
"الله !! يعني أنا كمان هلعب معاك هنا ؟؟. عادي ومحدش موجود؟؟"
حرك رأسه موافقًا وهو يبتسم لها بينما هي قبلته على وجنته ثم ركضت تقف نحو الشَبكة بينما هو أمسك كرة القدم ثم قذفها نحوها وهو يقول بمشاكسىةٍ:
"بتعرف تلعب يا سُكر ولا هتكسفنا ؟؟؟"
ردت عليه بزهوٍ وثقةٍ:
"عيب عليك هتشوف و هشرفك"
غمز لها ثم ركل كرة القدم بقوةٍ حتى دلفت الشبكة فشهقت بقوةٍ ثم قالت بضجرٍ:
"أقسم بالله أنتَ بتخم يا عمار !! هو أنا لحقت أعمل حاجة ؟؟"
رد عليها بتهكمٍ:
"هو أنا لسه هستنى لما تعملي ياما ؟؟ الجون بييجي في ثانية"
تنفست بحدةٍ ثم أشارت بسببابتها وهي تقول:
"طب الجون دا مش محسوب !! عيد تاني و استنى أجهز نفسي"
ضحك رغمًا عنه بينما هي اخذت وضع الاستعداد بطريقةٍ مُضحكة جعلته يضرب كفيه ببعضهما ثم حرك رأسه بيأسٍ، ثم قام بركل الكرة بعدما قذفتها له من جديد، و قبل أن تدخل الكرة في الشبكة امسكتها هي بكفيها معًا وهي تضحك بسعادةٍ، بينما هو قال بفخرٍ:
"طلعتي جامدة أهو، كنت فاكرك خِرعة بصراحة، لامؤاخذة يعني"
رفعت رأسها بتعالٍ ثم قامت تلك المرة هي بركل كورة الكرة فأمسكها هو تلك المرة، حتى تذمرت هي و ظهر التبرم عليها.
استمرت المباراة_ الوهمية_ بينهما و ازداد حماسهما وركضا خلف بعضهما يحاول كليهما خطف الكرة من الأخر مع إحراز الأهداف حتى انتهى الوقت بأخر هدف قامت "خـلـود" باحرازه فرفعت ذراعيها معًا تهلل بفرحةٍ، فأولاها "عـمـار" ظهره بتبرمٍ زائفٍ تزامنًا مع قوله بحنقٍ:
"بتخمي والله يا خمامة"
ركضت خلفه حتى قفزت على ظهره تتعلق به فمد كفيه تلقائيًا يدعم ثقل جسدها حتى قالت هي بمرحٍ:
"مش قولت الجون بييجي في ثانية ؟؟ كنت بجيب جون ألاه؟؟"
التفت برأسه لها يقول بمعاتبةٍ:
"بالغش ؟؟ يا غشاشة !!!"
حركت رأسها موافقةً فقال هو بحنقٍ زائفٍ:
"طب انزلي يا هطلة، هتفضلي متعلقة فيا كدا ؟؟؟ انزلي"
حركت رأسها نفيًا ثم قالت:
"هما طلبين وبعد كدا كل حاجة ترجع لحالها، الأول تلف بيا كدا شوية، و التاني تغنيلي"
رد عليها بتهكمٍ:
"مش عاوزة رحلة عُمرة للست الوالدة بالمرة ؟؟؟"
ضحكت هي بصوتٍ عالٍ فيما زفر هو بقوةٍ ثم دعم جسدها مرةً أخرى وهو يقول بقلة حيلة:
"غني معايا بقى علشان صوتي وحش و يقرف الكلب الجربان"
سألته ببلاهةٍ:
"يلهوي ؟؟ يعني هيقرفني ؟؟"
ابتسم بسخريةٍ وهو يقول:
"أنتِ غبية يا خلود ؟؟ هو أنتِ كلب جربان ؟؟ ركزي يا ماما قبل ما تتكلمي"
ردت عليه بضجرٍ:
"الله !! بكسل أركز والله، متشتغلنيش أنتَ بس و غنيلي"
_"غني معايا طيب، مش هغني لوحدي أنا"
حركت رأسها موافقةً بحماسٍ فيما بدأ كليهما سويًا:
"ساموراي رحال معرفش محال... دي الدنيا في حال و حبيبتي في حال.... عندها جناحات امسكها تطير....غاوية الترحال و أنا نفسي طويل....جمالها رهيب ولما تغيب.... تسونامي برق و رعد وجو بيبقى غريب...بس أنا مش خايف... أنا ساموراي...بدل السيف أنا بعزف ناي.....راكب اوبر من طوكيو و جاي....ترفضني إزاي و أنا الســامـوراي.....وهفضل ألف ألف ألف....وراكي ألف ألف ألف.... والدنيا تاخدني تلف تلف...لحد ما أشيب أو عقلي يخف"
دار بها بعدما غنت معه وهي على ظهره كانت تغني معه بحماسٍ لتصبح كما الطير بجناحيه مُحلقًا في الآفاق.
_________________________
في شقة "عفاف" صدح صوت جرس الباب فقامت تتوجه نحوه تقوم بفتح الباب فتفاجأت بـ "خالد" و "يونس" معه يقف متذمرًا حتى قالت بتهكمٍ:
"خير... ريهام طردتكم ولا إيه ؟؟"
رفع "خالد" طرف شفته وهو يرد بتهكمٍ:
"مين دي ؟؟ هي تقدر ؟؟ أنا اللي جيت أبات معاكِ هنا أنا و يونس، دخلينا بس و جهزي العشا"
دلف "خالد" أولًا بينما "يونس" سألها بلهفةٍ:
"تيتة فيه نت هنا ولا انزل أجيب كارت فكة ؟؟ أوعي يكون زي الشهر اللي فات ؟؟"
ردت عليه بمرحٍ:
"لسه دفعاه هو و الأرضي، خش"
ابتسم بحماسٍ ثم ركض نحو الداخل وهو يقول:
"الله يبارك يا فوفا...خدي بوسة"
أغلقت الباب ثم جلست بجوار ابنها تسأله بتعجبٍ:
"خير جيت ليه ؟؟ وفين ريهام و يُسر ؟؟"
تنهد بضجرٍ ثم قال:
"روان اختها عندنا في البيت، مينفعش أفضل هناك و معاها بنتين من سن يونس علشان كدا جيبته معايا"
ربتت على كتفه وهي تقول بتفهمٍ:
"كدا أحسن يا خالد، بس خير يعني اختها دي جت ليه؟؟"
رد عليها بقلة حيلة:
"اتخانقت مع جوزها علشان عندهم فرح في العيلة و عاوزها تروح بالعافية، شدوا مع بعض جت عندنا، أنتِ عرفاها غلبانة"
سألته بضجرٍ:
"أنا عارف أبوها المقرف دا فين ؟؟ راجل أعوذ بالله منه، عقدته في الحياة أنتَ"
ابتسم لها بسخريةٍ وهو يقول:
"مجوز واحدة معلم فاكهة و مجوز واحدة صاحب نص اراضي البلد، و التالت أبوه جزار، و العبد لله محاسب على قده، يعني بالنسبة ليه أنا عيل توتو"
وكزته في كتفه وهي تقول بنبرةٍ ضاحكة:
"يا أخويا هو كان يطول إنك تناسبه ؟؟ البت هي اللي غلبانة أوي بصراحة و تستاهل كل خير، علشان كدا علطول بقولك خلي بالك منها متزعلهاش"
تنهد "خالد" بعمقٍ ثم قال:
"والله ما بزعلها وبحاول علطول أرضيها، بس هي زعلانة علطول بسببهم، رغم أنهم ميستاهلوش وجودها أصلًا، الصراحة أنا بس اللي استاهلها"
قال جملته الأخيرة بنبرةٍ ضاحكة حتى وكزته في كتفه وهي تضحك عليه، ثم قالت بنبرةٍ ودودة:
"ربنا يخليكم لبعض يا رب، طب والله بنت حلال وكفاية أنها استحملت طبعك الصعب لحد ما غَيرتك، و يبعد عنكم عيلتها"
حرك رأسه موافقًا بقلة حيلة بينما هي ربتت على كتفه ثم قالت وهي تعتدل واقفةً:
"هقوم بقى احضرلكم العشا"
حرك رأسه موافقًا فتحركت هي و في نفس التوقيت خرج "يونس" من الداخل وهو يقول بضجرٍ:
"مش هعرف أنام يا حج، اتصرف"
رد عليه بضجرٍ:
"ارضعك يعني يا يونس ؟؟ ما تنام ياض متوجعش دماغي بقى"
جلس "يونس" بتذمرٍ يضم ذراعيه أمام صدره فقربه "خالد" منه يقبل رأسه ثم بعثر خصلاته وهو يقول بنبرة ضاحكة:
"افرد وشك ياض"
رد عليه بقلة حيلة:
"أنا مش بحب اسيب البيت ومش بحب اسيب ماما و يُسر، بعدين خالتو دي أنا معرفش حاجة عنها غير لما ماما بتكلمها كل فترة"
تنهد "خالد" بقلة حيلة ثم قال:
"بس خالتك اتزنقت في مكان و فكرت لقت إن مفيش غيرنا، يبقى بيتنا مفتوح ليها، مشيها و اعتبره يوم هيروح لحاله"
وافقه "يونس" على مضضٍ بقلة حيلة مستسلمًا لحديث والده.
_________________________
في اليوم التالي استيقظت "خديجة" مُبكرًا عن موعدها حتى تقوم بالتجهيزات ترحيبًا بالصغيران، في نفس التوقيت الذي كان يتجهز به "ياسين" للذهاب لعمله و التوأم للذهاب إلى الروضة، خرج يجهز حقيبة عمله ثم وضعها على طاولة السفرة وهو يقول بصوتٍ عالٍ:
"يلا يا يزن أنتَ و جاسمين ؟؟ هتأخر كدا انجزوا بقى"
خرج "يزن" يقف بجواره وهو يقول بضجرٍ:
"مش عارف أقفل الزرار يا بابا"
حمله "ياسين" ثم أغلق له زر سترته القطنية، ثم قال بقلة حيلة:
"أهو حلو أهو، روح هات الشنطة، و هات الدمية اللي جوة"
خرجت له "جاسمين" بوجهٍ مقتضب وهي تقول:
"جيت أهو.....نعم !!"
رفع حاجبيه مستنكرًا وهو يقول:
"أنتِ هبلة يا بت هو أنا بعزم عليكِ ؟؟ يلا قدامي علشان منتأخرش"
ضربت الأرض بقدميها ثم اقتربت منه تقول بنبرةٍ شبه باكية:
"ما تخلينا إجازة النهاردة بقى !!"
خرجت "خديجة" من الداخل وهي تقول بنبرةٍ جامدة:
"أنا مش عاوزة دلع !! بكرة إجازة و هنقضي اليوم كله سوا، نروح الحضانة و نحترم نفسنا"
اقتربت منها "جاسمين" تقول بتوسلٍ:
"علشان خاطر ربنا يا ماما، والله هنساعدك و مش هتحرك والله مش عاوزة اروح"
تنهدت "خديجة" بعمقٍ ثم قالت بنبرةٍ هادئة:
"مش امبارح كنا أجازة ؟؟ كدا هيبقى أربع و خميس و جمعة و سبت ؟؟ روحي النهاردة وبكرة وبعده إجازة، و هتسهري براحتك مع اخواتك لما ييجوا"
"حاضر يا ماما.....بس ياريت لما أجي أسهر متتعصبوش عليا، هنام الصبح و أسهر براحتي"
ردت عليها بضحكةٍ مكتومة:
"حاضر والله مش هتكلم و هسيبك تسهري، هاتي بوسة بقى"
ضحكت لها "جاسمين" ثم فردت ذراعيها حتى حملتها "خديجة" وقبلت وجنتها وهي تقول بأسفٍ:
"والله هتيجي تنامي شوية، و تصحي تلاقي كل حاجة جاهزة، حلو كدا يا روح ماما ؟؟؟"
حركت رأسها موافقةً ثم احتضنتها وهي تقول:
"أنا بحبك أوي يا ماما"
شدت "خديجة" عناقها لها وهي تقول بنبرةٍ مرحة:
"وأنا بحبك أوي والله، يارب تفضلي علطول فرحانة"
اقترب "ياسين" منهما يحملها على ذراعه ثم قال بسرعةٍ:
"يلا بقى كفاية دلع على الصبح اتأخرت أوي، يلا يا يزن"
ركض "يزن" نحو "خديجة" يقول بمرحٍ:
"هاتي حضن و بوسة يا ماما"
حملته "خديجة" ثم احتضنته و قبلته وهي تقول بنبرةٍ هادئة:
"خلي بالك من أختك و بلاش شقاوة بالله عليك، ماشي ؟؟"
حرك رأسه موافقًا ثم قبلها هو تلك المرة بينما "ياسين" بمشاكسىةٍ:
"معلش بقى أنا مستعجل، لما أجي احضنك براحتي بقى"
ضحكت هي رغمًا عنها، بينما أمسك حقائب الصغار ثم فتح باب الشقة و خرج بهما، بينما "خديجة" دلفت للداخل حتى تقوم بايقاظ "نـغم" لكنها تفاجئت بها تقترب منها تقول بمرحٍ:
"كنت بتوضى، أنتِ نسيتي؟؟"
ابتسمت لها "خديجة" ثم قالت بنبرةٍ هادئة:
"طب روحي صلي و أنا هحضر الفطار لينا سوا علشان نبدأ"
________________________
بعد مرور عدة ساعات من ذلك التوقيت في شقة "خالد" خرجت "ريهام" من المطبخ تمسك في يدها اطباق الفاكهة وهي تقول بمرحٍ:
"ما تاكلي يا ست أنتِ وهي هو انتم غُرب يعني ؟؟ دا بيتكم"
ردت عليها بحرجٍ:
"حقك عليا يا ريهام، أنا جيت شقلب الدنيا عندك، اعتذري لخالد معلش، بس أنا قولت وجودي هنا أسهل من أني أسافر"
ردت عليها "ريهام" بتأثرٍ:
"وفي أي وقت البيت مفتوح يا روان، كان لازم يحصل حاجة علشان تفكرك إنك ليكي أخت ؟؟ نسيتيني يا روان، اومال لو مكناش طول عمرنا قريبين من بعض عكس الباقي"
بكت "روان" وهي تقول:
"حقك عليا والله يا ريهام، بس غصب عني، الدنيا خادتنا من بعض"
ابتسمت لها "ريهام" بوجعٍ وهي تقول:
"خدتك من أختك حتى بمكالمة التليفون يا روان ؟؟ ولا جوزك اللي قالك متكلمنيش ؟؟؟ طب أبوكِ و مقاطعني، و أخواتك التانيين وأصلًا ميعرفونيش، أنتِ إيه بقى ؟؟ هي دي الإخوة اللي بينا ؟؟"
ارتمت "روان" عليها وهي تبكي فتنهدت "ريهام" ثم ربتت على ظهرها بعدما رق قلبها لها وهي تقول بنبرةٍ باكية:
"متعيطيش خلاص أنا مش زعلانة منك، مش عارفة أدعي على جوزك الزفت دا، ولا أدعيله علشان خلاني أشوفك و أشوف بناتك، بقوا حلوين أوي"
مسحت "روان" دموعها وهي تقول بنبرةٍ ضاحكة:
"فاكرة لما كنت بقول ليونس وهو صغير أني هاخده جوز بنتي؟"
ردت عليها بضجرٍ:
"لأ متحلميش، يونس عروسته محجوزة من قبل ما تتولد أصلًا"
ردت عليها بعاطفةٍ وتأثرٍ:
"ربنا يباركلك فيه يا ريهام، بقى راجل يملا العين، ربنا يحرسه"
ابتسمت لها "ريهام" ثم تنهدت بعمقٍ، بينما شقيقتها ألقت برأسها على فخذها وهي تتابع فتياتها مع "يُسر" يلعبن سويًا.
_________________________
في شقة "ياسين" كان جالسًا في انتظار الصغار حتى صدح صوت جرس الباب فتوجه نحو الباب يفتحه وهو يقول مُرحبًا بهما:
"أهلًا أهلًا حبايب عمو ياسين"
أخفض جسده يقبل كلٍ منهما على حِدة، بينما "وليد" وقف يقول بمرحٍ:
"وحشتني يا أبو نسب"
رد عليه بضجرٍ:
"و أنتَ موحشتنيش، روح يلا"
دلف الصغار معًا بينما "وليد" مد يده بالحقيبة وهو يقول أمرًا له:
"هدومهم أهيه، ياريت تأكلهم و تشربهم و تحميهم و تغديهم، اهتم بولادي شوية، بلاش كرهك ليا يطلع على عيالي"
رفع "ياسين" حاجبيه مستنكرًا ثم قال:
"و الأستاذ بقى بيتكلم مع ولاده علشان ميبقوش مرضى نفسيين؟؟"
رد عليه "وليد" بسخريةٍ:
"يعني علشان هما ميبقوش مرضى نفسيين، ابقى أنا مريض سكر ؟؟ أنا بعتبرك المعالج النفسي بتاعهم"
ضحك "ياسين" له ثم قال بقلة حيلة:
"طب تعالى يلا علشان نتغدى سوا و بعدها روح، يلا"
رد عليه مسرعًا:
"لأ هروح علشان عبلة لوحدها معاها ليلى، هاكل معاها، لو دخلت هتأخر"
خرجت له "خديجة" من الداخل تركض نحوه وفي يدها صينية معدنية، فعقد "وليد" حاجبيه وهو يقول بسخريةٍ:
"ما شاء الله أنتَ ظبطها على السيستم الهندي ؟؟ جايبالي صينية ترحب بيا ؟؟؟"
ضحك "ياسين" بملء صوته وهو يتخيل مظهرها، بينما "خديجة" عدت شفتها بغيظٍ منه ثم قالت بضجرٍ:
"لأ يا خفيف، دي صينية مكرونة بالبشاميل علشان عبلة و سلمى، خدها معاك بقى وصلهالهم"
ابتسم بسخريةٍ وهو يقول:
"دا لو وصلت ليهم أصلًا، هاكلها في الطريق يا خديجة، أنا بضعف قدام أي نوع مكرونة حتى المسلوقة"
خرجت "جاسمين" من الداخل تركض نحوه وهي تقول مهللةً بفرحٍ:
"خــالو....وحشتني"
حملها "وليد" على الفور وهو يقبلها ثم قال بشوقٍ لها:
"عيون خالو و حبيبة روح خالو، تصدقي الواد ياسين دا طلع واخد كل الحلويات عنده هنا"
ضحكت له وركضت له "نغم" هي الأخرى وفي يدها قطعة حلوى وهي تقول بمرحٍ:
"يا خالو أنا و ماما عملنا دا، دوق كدا، حطيت السكر مع ماما"
ترك "جاسمين" ثم حملها على يده وهو يقول بحماسٍ:
"السكر حط السكر ؟؟؟ دا إيه الحلويات دي كلها"
قبلها بعد جملته تلك ثم قال:
"يلا أكليني بقى"
فتح فمه فمدت يدها بالقطعة حتى قضم هو منها ثم قال باشتهاءٍ:
"عسل مكرر زيك كدا يا نغم"
انزلها من على يده ثم أخذ الصينية من "خديجة" وهو يقول بمرحٍ:
"لو اتبقى حاجة منها وعد هخليهم يدوقوها، يلا سلام عليكم"
حركوا رأسهم بموافقةٍ فخرج "يزن" يقول بمعاتبةٍ:
"كدا هتمشي من غير ما تسلم عليا ؟؟؟ هزعل يا خالو"
اقترب منه "وليد" يقبله ثم قال بنبرةٍ ضاحكة:
"أخس عليا، هو أنا اقدر ازعلك أحسن الاقيك جاي تقبض عليا ؟؟ مقدرش ياعم أنا"
دخل الصغار خلف بعضهم، بينما "وليد" تنهد بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ خافتة:
"متنسيش تكلمي مازن يا خديجة، شكله لسه زعلان لحد دلوقتي"
حركت رأسها موافقةً بينما هو ودعهما ورحل، فسألها "ياسين" بتعجبٍ:
"هو فيه حاجة ولا إيه ؟؟"
حركت رأسها موافقةً ثم قالت:
"للأسف صحاب مازن زعلوه، وعيط قدامهم كلهم، ابقى كلمه يا ياسين"
حرك رأسه نفيًا ثم قال بإصرارٍ:
"لأ أنتِ اللي تكمليه هو بيحبك أنتِ وكلامك هيوصله اسرع مني، أنا ألعب معاهم و أسهر و أغني، لكن أنتِ خليكي صاحبتهم"
حركت رأسها موافقةً بتفهمٍ ثم تنهدت بعمقٍ.
_________________________
في شقة "عفاف" كان "خالد" يتناول الطعام مع "عفاف" و "يونس" و "ميرفت" معهم
طرق الباب ففتحه "يونس" ليطل منه "ياسر" و معه "زين" و "عامر" و "عمر"، فقال "عامر" بضجرٍ:
"بتاكلوا من غيرنا ؟؟ مكانش العشم أنا ماشي يا عم آكل عند أمي"
أمسكه "ياسر" من مرفقه وهو يقول بضجرٍ:
"اترزع يالا خلينا نشوف أخرتها، هتروح بيتك امتى يا أستاذ خالد؟؟"
رد عليه بقلة حيلة بعدما ابتلع الطعام:
"لما المدام تروح بيتها أنا هروح إن شاء الله، أكيد مش هينفع أروح و هي هناك"
قال "عامر" بمرحٍ:
"فكك بقى من كل دا علشان أنا عاملكم مفاجأة هتبسط العيال كلها، بصراحة اتدبست وقولت أخدكم معايا"
نظر له "خالد" بريبةٍ فيما قال "ياسر" بتهكمٍ:
"طالما أنتَ اتدبست....يبقى كدا أنا لبست"
_________________________
في شقة "خالد" صدح صوت جرس الباب عاليًا فرفعت "ريهام" صوتها وهي تقول:
"يا يسر.....افتحي الباب يا يسر"
لم تستمع الصغيرة لندائها المتكرر بسبب لعبها مع الفتيات، فزفرت "ريهام" ثم خرجت من المطبخ تمسح كفيها في منشفة المطبخ الصغيرة ثم وضعت الحجاب فوق رأسها وهي تقول بنبرةٍ خافتة:
"مين ؟؟؟"
لم يصلها الصوت، ولم يجاوب الطارق فقامت بفتح الباب غافلةً عن النظر من العين السحرية، حتى رمشت ببلاهةٍ وهي تقول بدهشةٍ:
"بابا.....جيت أمتى ؟؟"