رواية تعافيت بك الجزء الثالث الفصل الحادي عشر 11 بقلم شمس بكرى


 رواية تعافيت بك الجزء الثالث الفصل الحادي عشر 

"جميلةٌ أنتِ كما السماء بالنجوم"
_________________________

_روان خير و إيه اللي جابك دلوقتي ؟!"

سألت "ريهام" شقيقتها بصوتٍ مستنكرٍ لوقوفِها على أعتاب شقتها، فيما تنحنحت الأخرى بخجلٍ ثم قالت بصوتٍ مبحوحٍ:

"ازيك يا ريهام ؟! عاملة إيه ياختي؟"

اقتربت منها "ريهام" تحتضنها و هي تُربت على ظهرها ثم كررت الكرة مع الفتيات الصغيرات، بينما قالت الأخرى بصوتٍ منكسر:

"معلش يا ريهام بنتقل عليكِ"

ادخلتها "ريهام" و أشارت للفتيات بالدخول أيضًا ثم أغلقت الباب و هي تقول بتعجبٍ:

"إيه الكلام دا يا روان ؟؟ البيت بيتك يا حبيبتي تنوريه في أي وقت طبعًا"

في تلك اللحظة خرج "خالد" يحمل صغيرته على كتفه و هو يضحك معها بعدما اوقظته و حينما تقابل مع شقيقة زوجته قال بصوتٍ متحشرجٍ رغم دهشته من تواجدها في بيته:

"أهلًا و سهلًا يا روان !! منورة"

رفعت عيناها له بخجلٍ و هي تقول بصوتٍ مُضطرب:
"دا نورك يا أستاذ خالد معلش بتقل عليكم"

تدخلت "ريهام" تقول بمعاتبةٍ:
"متقوليش كدا اخس عليكِ اقعدي بس و قعدي البنات"

جلسوا جميعًا مع بعضهم بينما "خالد" وزع نظراته بين زوجته و بين الأخرى محاولًا ادراك ما يصير حوله على الرغم من اتضاح الظرف منذ بداية عنوانه.
_________________________

في شقة "حسن" المهدي بعدما نام الصغيرين و أطمئنت عليهما "هدير"، كان "حسن" ينام على الأريكة في صالة الشقة حتى شعر بـ "هدير" تقترب منه توقظه و هي تقول بنبرةٍ هادئة:

"قوم بقى يا حسن أنتَ نمت؟! مش قولت هنقعد سوا ؟؟"

فتح عيناه على مضضٍ بعدما استمع لصوتها ليرد عليها بضجرٍ و هو يتقلب للجهة الأخرى و يوليها ظهره:

"عاوز أنام يا ستي بقى، علشان خاطري مصدع والله"

اوقظته هي رغمًا عنه وهي تقول بإلحاحٍ عليه و هي تقوم بتبديل جهته:
"قوم و هعملك شاي و نقعد سوا في البلكونة، وحشتني بقى قوم و بطل رخامة"

تنهد رغمًا عنه بيأسٍ ثم اعتدل جلسًا بنصف جسده على الأريكة و هو يقول بقلة حيلة:
"طيب !! قومي بقى اعملي الشاي و أنا هقوم اترزع في البلكونة طالما مفيش راحة في البيت دا" 

قبلته على وجنته ثم قالت بحماسٍ مفرطٍ و هي تركض من جواره:

"هوا، أوعى تنام بس"

ابتسم بيأسٍ ثم مسح وجهه بكفيه معًا و قام يتجه نحو الشرفةِ يجلس بها على الأريكة الموضوعة بأحد أركانها ينتظر قدوم تلك المزعجة التي تتفنن في ازعاجه، و ليكون مُحقًا لولا ازعاجها و لولا تصرفاتها العفوية لما أضئيت عتمته.

كان شاردًا في اللاشيء أمامه حتى وصله صوت خطواتها المُسرعةِ نحوه و هي تقول بصوتٍ مختنقٍ من فرط الحماس:

"جيبت الشاي اهوه و جيبت البسكوت اللي اشتريناه لفاطيما"

اقتربت تجلس بجواره بنفس السرعة حتى قال هو بنبرةٍ ضاحكة:
"يا بنتي هتحرقي نفسك كدا، بالراحة يا ماما محدش بيجري وراكي، اعقلي بقى !!"

حركت رأسها نفيًا ثم وضعت الصينية الصغيرة على الطاولةِ أمامهما و هي تقول بنفس الحماس المصاحب لها:

"أنا كنت هتجنن لوحدي من غيركم والله، مش علطول أقولك نفسي أجرب يوم من غيركم كدا ؟! ارميني من البلكونة لو قولتها تاني يا سيدي"

ابتسم لها بيأسٍ ثم أمسك الكوب الخاص به يرتشف منه و هي تتابعه حتى سألته بضجرٍ:

"هتتكلم إمتىٰ ؟! هنفضل ساكتين كدا ؟!"

حرك كتفيه ثم سألها بقلة حيلة:
"عاوزاني طيب أقول إيه ؟! خير يا رب إن شاء الله ؟!"

قلبت عيناها بتفكيرٍ ثم قالت بحماسٍ:
"قولي عملتوا إيه النهاردة و اليوم كان ماشي ازاي و إيه فرحكم و إيه زعلكم، احكيلي كله"

حرك رأسه موافقًا ثم ألقىٰ برأسه على حِجرها و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"عيني الاتنين هحكيلك.."

ابتسمت هي بفرحةٍ ثم رفعت كفها تُربت على خصلاته فيما قال هو بنبرةٍ هادئة و قد بدأ ينخرط مع حماسها ليغدو كما الطفل الصغير الذي عاد من أول يوم في دراسته و هو يقول:

"اليوم بصراحة كان حلو يعني لما عامر كلمني و قالي أني هفرح و هشحن طاقتي من تاني مصدقتوش، بس لما روحت بصراحة و جربت بنفسي فرق معايا أوي و رجعت فرحان و مبسوط أوي"

سألته من جديد:
"بجد إزاي ؟!"

_"يعني الناس الكبار و إحنا بنفرحهم و نجبر بخاطرهم و فرحانين بالصور و منهم اللي أول مرة يتصور، و خدت بالي ليه خديجة بتصمم أنهم يروحوا بالعيال كلها، علشان يتعلموا حاجات كتير مهمة و في نفس الوقت تفرح الناس دي"

توقف عن الحديث ثم عاد من جديد يسترسل بقوله:
"المهم بقى كنت مبسوط أوي و أنا بصورهم و كنت حاسس اني بعمل حاجة حلوة و كمان لما شوفت فاطيما و علي معاهم و بيساعدوهم برضه كنت مبسوط، صحيح كان نفسي تكوني معانا بس تتعوض إن شاء الله"

ابتسمت هي له ثم قالت:
"الحمد لله أنكم فرحتوا و رجعتوا مبسوطين من هناك، أقولك على سر ؟!"

رفع عيناه نحوها يتشدق بسخريةٍ:

"أنتِ اللي قتلتي موفاسا ولا إيه"

حركت رأسها نفيًا ثم قالت بنبرةٍ ضاحكة:
"لأ....بس أنا اتأثرت أوي بغياب فاطيما و حسيت أني مخنوقة من غيرها، كنت هتجنن والله و هي مش موجودة معايا، بصراحة كلكم يعني بس هي وحشتني أوي"

رد عليها مُبتسمًا:
"طب أقولك أنا على حاجة ؟؟ جاتلي في نص اليوم كدا تسألني كلمتك ولا لأ و كانت عاوزة تكلمك بس أنا كنت قافل الموبايل علشان ميقعش مني، عرفت إنها حنينة أوي عليكِ و أنها نسخة منك برضه"

سألته بضجرٍ زائفٍ:
"جرى إيه يا حسن، خلاص فاطيما غطت عليا ؟!"

اعتدل بجسده و هو يقول بنبرةٍ ضاحكة بعدما نظر لها:
"هتغيري من بنتك يا عبيطة؟! مانا بقولك أهو نسخة تانية منك، يعني برضه هي أنتِ يا هدير، بعدين اتنيلي بكرة يكبروا و يتجوزا و برضه هتفضلي أنتِ اللي بقيالي برضه"

ابتسمت له ثم قالت بلهجةٍ حاولت قدر الإمكان جعلها ثابتةً:
"أنا عملتلك فيديو حلو اوي و أنا قاعدة لوحدي، طلع عيني و شيلت منه الموسيقى علشان مشيلكش ذنوب، تشوفه ؟؟"

سألته بلهفةٍ فيما تعلقت عينيه بها لذا حرك رأسه موافقًا و أنظاره مثبتة على وجهها، حينها أخرجت هاتفها تقوم بفتح الفيديو الذي قامت هي بتصميمه كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث بدأ المقطع بصورة لها قبل تواجده في حياتها ثم توالت بعدها الصور الخاصة بها و هي ترتدي الخمار و الملابس الشرعية ثم كانت النهاية بصورته و هو يمسك يدها و آخر المقطع صورة لها معه و بجوارهما "علي" و "فاطيما".

كانت الكلمات المُصاحبة لذلك المقطع من اختيارها هي:
"كان نفسي في حد يعلمني و ينصحني و يبقالي المثل.....ربك حماني و اتولاني برحمته مفيش جبل....بعد ما كل سكة سدت و اسودت و الباب قفل...."

توقفت عند تلك الكلمات و هي تتابع بصورها ثم عادت من جديد:

"بقيت زعلان على الشخص اللي شوفته في المراية.... لحد ما أنتَ جيت و كنت الهِدايا....فتحت بايدك كل ابواب الرحمة جوايا....لما بحضنك و أحس نبضة قلبي جنب قلبك....١٠٠٪ محبتش في الدنيا قدك."

لمعت عينيه بوميضٍ و هو يتابع المقطع بينما هي بكت بجواره بعدما تأثرت للمرة التي لا تعرف عددها، فرفع رأسه يسألها بتعجبٍ من حالتها:

"طب أنتِ بتعيطي ليه طيب؟"

ردت عليه بنبرةٍ باكية:
"علشان بقيت بخاف أنا كمان يا حسن، بخاف عليكم و بخاف ارجع تاني زي ما كنت و بخاف تسيبني لوحدي و أرجع تاني زي ما كنت"

أغلق الهاتف ثم اقترب منها يضمها إليه بذراعيه ثم ربت على ذراعها و هو يقول بنبرةٍ ضاحكة:

"هسيبك أروح فين يا عبيطة، أنا معاكِ أهو علطول و ربنا يأذن نكمل السِكة سوا، أنا مطلعتش من الدنيا دي بحاجة غيرك أنتِ و عيالي، هما هيكبروا و يروحوا لحياتهم، و أنا و أنتِ نعجز هنا سوا"

ابتسمت من بين دموعها فيما تنهد هو بعمقٍ ثم قال بصوتٍ رخيم:
"متخليش الشيطان يضحك عليكِ و يخوفك و افتكري إن كل حاجة بإذن ربنا و أمره و أنا من كل قلبي أتمنى أكون معاكم لآخر لحظة، دا أنتِ اللي بقيالي والله"

حركت رأسها موافقةً فاحتضنها هو من جديد ثم قال بنبرةٍ ضاحكة يمازحها:

"خلي بالك أنا بقيت بحضنك من غير ما تقولي أهوه، شكلي اتعلمت خلاص"

ضحكت هي رغمًا عنها فيما ربت هو على رأسها ثم قبل رأسها يُطمئنها بجواره و تواجده معها.
_________________________

في منطقة "الكوربة" استمرت جلسة "عمار" و "خلود" مع بعضهما على الرصيف يأكلان الطعام المفضل لديهما سويًا، حتى سألها هو بمرحٍ:

"ها نروح فين تاني ؟!"

سألته "خلود" بحماسٍ:
"ينفع نلف في الكوربة و نتصور؟"

حرك رأسه موافقًا ثم أمسك يدها و هو يقول بمرحٍ:
"و لو مينفعش يا سُكر نخليه ينفع، احنا في الخدمة"

وقف هو و وقفت هي الأخرى بحماسٍ ولولا تكدس المكان بالناس لكانت قفزت عدة مرات لتعبر عن مدى فرحتها، فيما ركب هو دراجته النارية و هي خلفه فسألها بسخريةٍ:

"فيه حاجة في دماغك و لا نلف زي المجذوبين كدا ؟؟"

ردت عليه بزهوٍ:
"عيب عليك ؟! زي المجذوبين طبعًا مش محتاجة يعني....بس هو يعني إيه مجذوبين ؟!"

سألته بتعجبٍ بعدما أدركت غرابة تلك الكلمة على سمعها فقال هو مُفسرًا بعدما التفت لها برأسه:

"يعني زي المجنون كدا عقله خَف، بيمشي شارد في الدنيا مجذوب في حاله و الدنيا كلها برضه في حاله هو، تحسيه درويش وسط دراويش مقطوع عنها المدد"

سألته ببلاهةٍ:
"مين دول ؟! أنا مش فاهمة حاجة"

رد عليها هو بثباتٍ:
"مش مهم أنتِ تفهمي، كفاية أنا فاهم أني مجذوب وراكِ"

ابتسمت "خلود" بسعادةٍ حينما فهمت مقصد حديثه بعد جملته الأخيرة فيما اعتدل هو ينظر أمامه ليستأنف قيادة الدراجة.

سار قليلًا بالدراجة حتى لاحظت "خلود" مبتغاها لذا قالت بلهفةٍ:
"عمار وقف كدا !! ضروري"

أوقف الدراجة حينما طلبت هي فيما قالت هي بحماسٍ:
"عربية السوشي هنا أهيه تعالي ندوقه سوا علشان خاطري"

عقد ما بين حاجبيه و هو يردد مُستنكرًا:
"سوشي !! هو موجود في مصر أصلًا دا يا خلود مش هو صيني بس ؟!"

ردت عليه بتهكمٍ:
"في الصين ؟! ياباني يا عمار، السوشي أصله ياباني"

قلد طريقتها و هو يقول:
"أصله ياباني ؟! شايفاني سوزوكي قدامك ؟! هحضر دكتوراه في العيون الضيقة؟!"

سألته بسخريةٍ:
"اومال هتحضرها في إيه ؟!"

_"في عيونك الحلوين يا عسل"

رد عليها بمراوغةٍ يشاكسها فيما ضحكت رغمًا عنها و نزلت من على الدراجة و هو خلفها حتى سألته بحذرٍ:

"ها هتدوقه معايا ولا؟!"

حرك رأسه موافقًا ثم قال:
"أمري لله نجربه يلا بينا"

عاد لها الحماس من جديد وهي تتوجه معه نحو السيارة المتخصصة في صناعة تلك الوجبة تتوسط شوارع "الكوربة"  أما هو فكان يشعر بالقلق من مذاق تلك الوصفة التي لطالما كانت سُمعتها غير مُبشرة البتة.

اختارت "خلود" ما تريده لها و له أيضًا حتى أمسكت العلبة البلاستيكية المغلفة ثم وقفت بجواره تفتحها و هي تقول بحماسٍ:

"دوق كدا و بعدها مش هتبطل تاكله تاني....دوق يلا"

أمسك القطعة من يدها و هو ينظر لها بخوفٍ ثم شرع في تناولها بحالةٍ تتنافى مع حماسها اللامتناهي، وما إن تذوق تلك القطعة حتى بدا الامتعاض على وجهه فسألته هي بحماسٍ:

"ها عجبك ؟!"

ابتلع ما تبقى في فمه عنوةً عنه ثم قال بصوتٍ متحشرجٍ:

"أنا كنت غبي علشان كنت فاكر إن أسوأ حاجة تتاكل في الدنيا هي مال اليتيم، معرفش إن فيه حاجة أسوأ....حد عاقل يعمل في نعمة ربنا كدا ؟؟"

ردت عليه هي بلهفةٍ:
"والله طعمه حلو أوي، طب اقولك دوق الحتة دي هتغير رأيك"

سألها هو بتهكمٍ
_"ودا علشان أيه إن شاء الله؟!"

_"علشان خاطري يا عمار"
ردت عليه بسرعةٍ جعلته يعض شفته السفلىٰ ثم أمسك القطعة من يدها يتناولها بنفس الحذر الذي تلاشى على الفور ثم شعر بلذة مذاقها و هي تتابعه بثقةٍ، فيما قال هو مستحسنًا:

"طب ماهي حلوة أهيه، دي طعمها مقبول شوية.....الأولى دي طعمها صعب أوي"

حركت رأسها موافقةً ثم قالت:
"هي علشان أول مرة بس، بعد كدا هيعجبك علطول"

سألها بسخريةٍ:
"بعد كدا ؟؟ هو فيه بعد كدا؟؟"

حركت رأسها موافقةً ثم قالت بحماسٍ:
"افرض اتوحمت عليه زي خديجة كدا مش هتجيبهولي؟؟"

عقد ما بين حاجبيه بتعجبٍ بينما هي اتسعت حدقتيها بخجلٍ جعله يكتم ضحكته ثم قال مغيرًا للحديث:

"هي خديجة اتوحمت على سوشي يا خلود ؟! دا إيه الوحم الغريب دا ؟؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:
"كانت في حملها التاني و طلبت معاها تاكل سوشي، يعني منجبهوش ليها ؟؟"

تحدث بسخريةٍ و هو يقول:
"لأ ازاي طبعًا عاوزة العيال تطلع عينهم ضيقة، ولا يترسم على وشهم سمكة تونة نَية"

ضحكت بملء صوتها على طريقته الساخرة بينما هو قال بيأسٍ:

"دا انتوا عيلة تجيب نقطة"

أمسكت يده وهي تقول بنبرةٍ ضاحكة:
"بس دمنا خفيف و قعدتنا حلوة متنكرش يا عموري"

_"في دي عندك حق بقى"
كان ذلك رده عليها و هو يسير بها من الجهة المعاكسة لمكان وقوفهما بعدما ترك الدراجة فسألته هي بتعجبٍ:

"هو إحنا رايحين فين ؟؟"

لم يرد عليها بينما توقف أمام أحد المحال الشهيرة المتخصصة في صناعة الحلويات، ثم التفت لها يقول  مُفسرًا:

"تاكلي معايا وافل ؟؟"

حركت رأسها موافقةً ثم قالت:

"دا كدا كدا يعني"

بعد مرور دقائق قليلة كان كلاهما يقف أمام المحل يتناول تلك الحلوى حتى سألته "خلود" بنبرةٍ ضاحكة:

"طلعت بتحب الوافل أنتَ كمان؟؟ حسن بيحبه و لما كان بييجي البيت كان بيجيبوا، من ساعتها واحنا بنحبه"

رد عليها هو مفسرًا بعدما ابتلع مافي فمه:
"كنت باجي هنا باكله لوحدي و أنا مروح اجيب ليهم في البيت، أنا عامةً يعني بحب الكوربة اوي بكل حاجة فيها، علشان كدا جيبتك هنا تجربي معايا كل حاجة"

حركت رأسها موافقةً ثم سألته بمرحٍ:
"طب كدا فل أوي، فيه حاجة تاني في الكوربة كنت بتعملها ؟؟ ولا خلاص كدا ؟؟"

قلب عيناه يُفكر قليلًا ثم سألها بلهفةٍ يزاحمها الحماس:

"خلود تلعبي معايا كورة ؟؟"
_________________________

في شقة "خالد" كانت "روان" شقيقة زوجته تبكي وهي تشكو لهما من زوجها حتى قالت و هي تبكي:

"معلش بقى يا أستاذ خالد هتقل عليكم، أنا وهو شدينا مع بعض شوية، لو روحت لأبويا مش هيحل و مش هيربط"

تدخلت "ريهام" تقول بحنقٍ:
"يعني إيه ؟؟ مش كفاية أنه جبرك تتجوزيه ؟ كمان ميقفش معاكي لو حصلك حاجة ؟؟"

حمحم "خالد" بخشونةٍ ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"طبعًا البيت بيتك يا مدام روان من غير ما تتكلمي ولو احتاجتي حاجة أنا موجود زي أخوكِ طبعًا"

نظر لزوجته حتى فهمت الأخرى مقصده فقامت خلفه تتبعه نحو الداخل بينما هو أغلق الباب ثم قال بنبرةٍ خافتة:

"طبعًا مش هينفع أفضل هنا، هاخد يونس و أروح أبات عند أمي، و أنتِ هنا بقى خلي بالك منهم، لو احتاجتي حاجة كلميني"

سألته بنبرةٍ مُحبطة:
"هتمشي ؟؟ طب أنا مش بعرف أتصرف و بتوتر أوي من غيركم"

زفر هو بضجرٍ ثم سألها بحنقٍ:
"تتوتري ليه ؟؟ مش هينفع أفضل هنا علشان يكونوا على راحتهم وأنتِ هنا مع أختك، مش كانت وحشاكي ؟؟ اعتبريها فرصة تقعدوا سوا"

حركت رأسها موافقةً وفي تلك اللحظة دلف "يونس" الغرفة و هو ينظر لهما بتعجبٍ فقال "خالد" مسرعًا:

"لم حاجتك علشان هنروح عند عند تيتة نبات هناك، هات حاجتك الضرورية"

اقترب منه "يونس" يقول بضجرٍ:
"لأ بقى !! أنا مش بعرف أنام غير في اوضتي.....خليهم هما يروحوا عند تيتة"

رفع "خالد" حاجبيه مستنكرًا ثم تحدث بضجرٍ:
"غباء مش عاوز على المسا يا يونس !! فيه بنات من سنك و محجبين يعني مش هينفع نفضل هنا، وخالتك عاوزة تبقى براحتها"

سأله بسخريةٍ:
"أنا أصلًا كنت ناسي أنها خالتي"

_يونس !! ملكش دعوة بالحاجات دي، ماما و خالتو مع بعض يحلوا كل حاجة"

كان ذلك قول "خالد" و هو يحذر ابنه الذي قال بخزيٍ:
"أنا أسف يا بابا مكانش قصدي أكيد أنا بس علشان بتضايق لماما، هروح ألم حاجتي"

تحرك من الغرفة بينما "خالد" زفر بقوةٍ ثم نظر لزوجته بقلة حيلة.
_________________________

في شقة "ياسين" جلس على الاريكة و "نغم" تضع رأسه على قدمه اليسرى و "يزن" على قدمه اليمنى، بينما "جاسمين" كانت تجلس على كتفيه و تستند بظهرها على الحائط خلفها.

خرجت "خديجة" من المطبخ تمسك في يدها ملعقة تقليب الطعام و هي تسرع الخطوات نحوهم حتى رمشت ببلاهةٍ ثم قالت بنبرةٍ ضاحكة:

"إيه دا ؟؟ عاملين زي جبلاية القرود كدا ليه ؟؟شكلكم يضحك"

سخر "ياسين" منها وهو يقلد طريقتها بينما هي أقتربت اكثر منهم تمد يدها بالملعقة و هي تقول:

"حد فيكم يدوق اللحمة علشان لو ناقصها حاجة، مش عارفة ادوقها"

سألتها "نغم" بتعجبٍ:
"هو مش أحنا أكلنا ؟؟ لحمة إيه؟"

ردت عليها مفسرةً:
"لحمة مفرومة علشان هعمل مكرونة بالبشاميل، زياد و مازن جايين بكرة و طلبوها مني"

تدخل "ياسين" يقول بسخريةٍ:
"يعني علشان مازن و زياد جايين بكرة تجوعينا و تأكلينا جبنة يا ظالمة ؟؟ مكانش العشم يا كتكوتة"

زفرت هي بضجرٍ ثم قالت:
"خلصوني روحي في مناخيري، حد يدوق و يقولي استوت وحلوة ولا لأ ؟؟؟"

قالت "جاسمين" بحماسٍ:
"هاتي أنا هدوق يا ماما"

اقتربت منها "خديجة" بالملعقة، بينما الأخرى تذوقت اللحم المفروم حتى تذوقته ثم قالت بحيرةٍ:

"لأ لسه مستسو....مستوت...إيه قول معايا كدا اسمها إيه يا بابا ؟؟"

رفع رأسه يقول بتهكمٍ:
"مستوتش، دي قصدك صح؟؟"

_"أيوا صح هي دي ، برافو عليك شاطر"
ردت عليه بمرحٍ كعادتها و هي تشير بسبابتها نحوه، بينما "خديجة" مدت الملعقة له و هي تقول:

"سيبك منها دي مش فاهمة اي حاجة، قولي حلوة ولا لأ ؟؟"

تذوقها منها ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"لأ حلوة يا ست الكل تسلم ايدك'

دلفت هي للداخل بحماسٍ بينما "ياسين" قال بنبرةٍ ضاحكة:

"امكم مخبية اللحمة علشان زياد و مازن، طب اقولكم ؟؟ تيتة زهرة عاملة كوفتة بكرة"

نطق الثلاثة في آنٍ واحدٍ:
"يبقى يلا كلنا نروح سوا هناك"
_________________________

في شقة "أحمد" كان يركض بصغيرته "ليلى" بينما زوجته كانت تجلس بوهنٍ تشعر بالخمول و التراخي في جسدها لذا اقترب منها "أحمد" يقول بضجرٍ:

"هو أنتِ حامل في إزازة بنج ؟؟ إيه النوم دا كله ؟؟"

اعتدلت و هي تتثاءب ثم قالت:
"مش عارفة والله يا أحمد عاوزة أنام اوي و جسمي بيوجعني أوي و مخنوقة برضه"

أمسك يدها ثم قال مُقترحًا:
"بقولك إيه تعالي نطلع فوق السطح اتمشي شوية واقعدي في الهوا كدا"

نظرت له باستسلامٍ فسحبها هو يوقفها حتى اعتدلت و وقفت أمامه ثم قالت:
"يا أحمد مش قادرة والله حاسة أني تعبانة أوي"

ألقى "الاسدال" عليها و هو يقول بنبرةٍ جامدة:
"قومي بقى يلا بطلي كلاحة، البت هتنام على أيدي و هما فوق مستنيين"

زفرت في وجهه فيما ترك هو صغيرته ثم قام بوضع الاسدال عليها يعاونها في ارتداءه ثم قام بلف الحجاب فوق رأسها حتى ابتسم لها ثم قال بنبرةٍ ضاحكة:

"ياختي سكر، عقبال لبس الإحرام إن شاء الله"

ردت عليه هي بحماسٍ:
"يا رب إن شاء الله، نفسي نروح سوا اوي بس اخلف كدا و أشد حيلي و نروح بقى"

بعد مرور دقائق وصل "أحمد" بزوجته فوق السطح فوجد "وليد" يجلس بأسرته و أمامهم بعض الأوراق و الأقلام الملونة، اقترب منهم "أحمد" يجلس بجوارهم و هو يقول بتعجبٍ:

"بتعملوا إيه يا حبايبي ؟؟ بتذاكروا ولا إيه ؟؟"

رد عليه "مازن" مفسرًا:
"بنعمل حاجات بايدينا علشان رايحين عند عمتو خديجة بكرة"

جلس "أحمد" و "سلمى" أيضًا، بينما "ليلى" ركضت نحو الصغار تجلس بجوارهما حتى حملها "زياد" على قدمه.

صعد "طارق" بأسرته و معه "وئام" فقال "وليد" بسخريةٍ:

"خير إن شاء الله ؟؟ السطح بقى حلو دلوقتي ؟؟ جايين تنورونا ؟؟"

رد عليه "طارق" بضجرٍ:
"ما تخليك في حالك يالا !! هو كان سطح أبوك لوحدك ؟؟"

رد عليه بتهكمٍ:
"لأ دا مش سطح أبويا ولا دا بيت أبوك، دا بيت عيالنا يا طاروقة، اترزع بقى و متصدعناش"

انتبه "وئام" لما يفعله الصغار فسأل بحيرةٍ:
"بتعملوا إيه يا حبايب عمو ؟؟"

رد عليه "مازن" بتفسيرٍ فيما قام "زياد" بسحب واحدة من الفراشات المصنوعة ثم اقترب من "رؤى" و هو يبتسم لها ثم قال بنبرةٍ ضاحكة:

"دي فراشة أنا و مازن عملناها علشان نديها للي بنحبهم و فيها رسالة تفرحهم، خديها كدا"

ابتسمت له "رؤى" و هي تسحب منه الورقة بينما "طارق" ضيق جفناهُ فوق مقلتيه و هو ينظر لذلك الصغير المستفز الذي يتعمد إثارة حنقه.

تعليقات



×