رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل العاشر 10 بقلم ولاء رفعت

 


  رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل العاشر بقلم ولاء رفعت

_ وأنتي فاكرة لما حكتيلي كده هاروح أخدها ف حضني وأطبطب عليها !! دي عايزه كسر رقبتها لما تستغفلنا كلنا وتكلمو من ورانا ... صاح بها آدم
أقتربت منه خديجة وهي تربت ع كتفه لتهدأه قائلة :
هي كانت ناويه تحكيلك بس....
قاطعها بنظرات شديدة الغضب :
تحكيلي بعد أي !! هو لو بيحبها بجد كان جه لبابا أو جالي ع الأقل وطالب إيدها مننا زي أي واحد محترم بيدخل البيت من بابه
زفرت بسأم فهي تعلم إنه لديه حق فقالت:
هو عمل كده فعلا
إلتفت إليها بتساؤل لتكمل :
أتكلم مع يوسف أخوك وهو رفض وقاله هي فين وأنت فين ومش هاتقدر تعيشها ف نفس المستوي الي عايشين فيه وقفلها ف وشه إن لو عمي عرف ممكن يطردو
ضحك بتهكم وقال :
ماشاء الله أنتي عارفه ويوسف عارف وأنا أخر من يعلم ... صمت قليلا فأردف : روحي ناديلها
نظرت إليه بقلق وخوف :
أنت ناوي تعمل معاها أي !!
زفر بضيق وقال :
خديجة ياريت متدخليش أنا عارف بعمل أي كويس
رمقته بنظرة حزن وذهبت لتنادي ملك التي لم تغادر غرفتها منذ أمس خوفا بأن تلتقي بآدم ويحدث ماتخشاه ...
تلتف بالغطاء الثقيل وتهمس ف الهاتف :
أنا خايفه أوي يامصعب آدم غير يوسف أنت عارفه كويس والمصيبه لو راح قال لبابا
مصعب : حبيبتي أهدي وبطلي خوف ... أنا زي ما وعدتك هاكلم عزيز بيه وأحدد معاه ميعاد وهاجي أكلمه
وضعت أطراف أناملها بين أسنانها بتوتر وقالت :
بس أنا خايفه بابا يرفض
مصعب : ده لو كنت لسه مصعب رئيس حرس القصر
ملك بعدم فهم قالت :
أنا صح كنت عايزه أسألك ع حاجه بس كل مرة بنسي
مصعب : أسألي ياقلبي
إبتسمت من مناداته لها فقالت :
الشقة الي كنا فيها دي بتاعتك ؟؟ أصدي يعني
أجاب عليها : أه بتاعتي وكمان العربية ... أنا ياملك زي ماقولتلك قبل ما أسافر إن لما هارجعلك لازم أكون الراجل المناسب ليكي الي يليق بملك البحيري وعشان أشرحلك مش هينفع ف التليفون
تنهدت ثم قالت : عموما أنا كل الي عيزاه منك حاليا تقابل آدم وتفهمه كل حاجه وربنا يستر بقي ع الي هيعملو معايا ... آدم إيدو سابقه دماغه بس كله فداك يا حبيبي
مصعب: ماتخافيش ياحبيبتي آدم أخوكي بيحبك وعمره ما هيأذيكي
ف تلك اللحظة تركت خديجة ع باب غرفة ملك
ملك بصوت يكاد مسموع :
طيب باي دلوقت حد بيخبط ع الباب وممكن يكون آدم ... سلام ياقلبي هتوحشني أوي ...
أغلقت المكالمه لتوصد هاتفها وتخبأه أسفل الفراش
طرقت مرة أخري وقالت :
أفتحي يا ملوكه أنا خديجة
تنهدت ملك بأريحية ونهضت من أسفل الغطاء وذهبت لتفتح الباب ... دلفت خديجة إليها وقالت :
تعالي آدم عايزك
توترت ملامحها بخوف جلي :
هو مش ف الشركة !!
أومأت لها بالنفي وأجابت عليها :
خد أجازة النهارده والظاهر كده عشانك مخصوص ... قالتها وأشاحت وجهها تكتم ضحكاتها ع مظهر ملك المرتعده
رمقتها ملك بإمتعاض قائله بحنق :
أنتي فرحانه فيا يا خديجة !!!
أقتربت منها وأمسكت بيدها :
والله أبدا يا قلبي أنا بس برخم عليكي شويه ...عمتا ماتخافيش أنا فهمته كل حاجه وهديته خالص من ناحيتك... هو ممكن يتنرفز شويه عليكي بس نصيحه مني أوعي تقفي قصاده وتعانديه هاوديه ف أي حاجه يقولهالك لحد ماربنا يسهل ويجي مصعب ويتقدملك
ملك :
ربنا يستر أصل أنا عارفاه وقت الغضب بيكون زي تور المصارعه مبيشوفش ادامه
خديجة : كده انا الي هزعلك
ضحكت ملك وقالت :
طبعا ياختي من حقك الحب الحب ... عقبالي يارب
خديجة بإبتسامه ماكرة قالت :
طيب روحي إستلقي وعدك ياقطه
~~~~~~·······~~~~~~······~~~~~~~
في قصر العزازي ...
_ ممنوع ياهانم ... قالها إحدي الحراس الذي يقف كالجدار عند مدخل القصر مما آثار غضبها لتصرخ ف وجهه كالعاصفه :
هو أي الي ممنوع يا متخلف أنت ... أوعي من وشي
قال بدون أن ينظر لها :
آسف يافندم والله دي أوامر الباشا
صبا بصياح مدوي :
طز فيك وف الباشا بتاعك وفيكو كلكو
لم يتفوه الحارس ... لتركض إليها زينات مسرعه تحت نظرات وإبتسامة سيلينا التي تقف أمام غرفتها
_ تعالي ياست صبا وإستهدي بالله مينفعش الي بتعمليه ف نفسك ده غلط عليكي وع الي ف بطنك ... قالتها زينات وهي تجذبها من ساعدها برفق
إلتفت إليها وقالت بحنق :
أنا مش قاعده ف الأرف ده ساعه واحده
زينات :
يابنتي ده بيتك أنتي .. حد يسيب بيته!!
صاحت ببكاء :
مش بيتي يا داده ... أنتي مش عارفه حاجه ولاحد فيكو حاسس بيا ... أنا تعبت والباشا بتاعكو كل الي همه يحمي الزفته الي جوه دي ومش مراعي شعوري ولا كأني مراته وليا حق أغير أكن الغيرة من حقه هو بس ويعاقبني زي ....
صمتت ومازالت تبكي لتردف :
أنا خلاص مش عايزه أعيش معاه تاني
و ف تلك الحين تدخل كنان الذي خرج من غرفته للتو قال :
أنا آسف ع تدخلي بس ممكن تسمعيني
نظرت إليه لتجده ينظر إلي الأرض فقالت :
شوف نفسك وأنت بتكلمني باصص ف الأرض إزاي ... عارف ليه ؟؟ ... عشان هو أمر بكده ولو راجل فيكو بصلي بطرف عينه ممكن يدفنه ف مكانه ... لكن أنا ... إبتسمت بأعين باكيه ساخره وأكملت : أنا المفروض أسكت وأستحمل واحده غريبه ف بيتي عارف ومتأكد إنها عينيها منه
تنهد كنان وقال :
والله قصي بيه بيحبك أوي وبيغير عليكي بجنون وعمره ما شاف واحده غيرك من ساعة ما حبك حتي ف أول جوازكو وأنتي كنتي رفضاه
إبتسمت بتهكم وقالت :
والي بيحب بيأذي الي بيحبه !!
أجابها كنان :
أنا عارف الي عمله معاكي إمبارح
إتسعت عينيها بصدمه فأكمل :
آسف بس غصب عني كنت بتمشي ف الجنينه بره وسمعت الي حصل .. أنا مش بنكر إنه غلطان بس بعد هو ندمان جدا بدليل بعد ما مشيتي وطلعتي أوضتك جن جنونه وقعد يكسر ف كل حاجه ف المكتب ومن وقتها حابس نفسه جوه ومش راضي يخرج
رمقته بنظرات ناريه وقالت :
يعني هو ف المكتب !!
قالتها لتخطو مسرعه نحو غرفة المكتب وإدارت المقبض لتجد الباب غير موصدا...
قال كنان بقلق :
يا الله ... هتقوم حريقه دلوقت ربنا يستر
بداخل الغرفة دلفت لتتفاجئ بكل محتويات الغرفه المبعثرة ومقلوبه رأسا ع عقب وكأن حدث بداخلها إنفجار زجاج محطم ومنثور ف كل الأرجاء والمقاعد مقلوبه وأوراق ملقيه وكل ما كان ع طاولة البار محطم ع الأرض ماعدا زجاجة خمر واحده وهي التي يرتشف منها ... يجلس ف حالة يرثي لها ف وسط ذلك الركام ف إحدي زوايا الغرفة حيث خصلات شعره مبعثره ع جبينه وقميصه مفتوحة أزراره تنبعث منه رائحة الخمر الكريهة مختلطة برائحة السجائر المتراكم بقايا الكثير منها ف المنفضة التي بجواره ... خطت بحذر حتي لاتتعثر ف حطام الزجاج و وقفت أمامه تمسك حقيبتها ...
_ أنا عايزه أمشي ... نطقت بها بكل هدوء
رمقها بنظرات ثمله وزيتونتيه يحاوطها الإحمرار ولم يجيب عليها بحرف .. ألقت حقيبتها جانبا وعقدت ساعديها أمام صدرها وقالت بنبرة أعلي :
ممكن تقول للي مشغلهم بره يبعدو عن سكتي ؟؟
مازال يحدق بها ويحتسي من زجاجة الخمر ولم يتفوه ليثير حنقها فأندفعت نحوه وأختطفت من يده الزجاجه وألقتها بكل قوتها إتجاه طاولة البار لتتحطم وينسكب محتواها وصاحت به :
فوء بقي من الأرف الي أنت فيه
قالتها وهي تمسك بتلابيب قميصه المفتوح ... قبض ع يديها محدقا بداخل عيني تلك المتمردة وقال بهدوء وبرود :
مش هتمشي
جذبت يدها من قبضتيه وتراجعت للوراء وصاحت بتحدي وبكل قوة :
هامشي ياقصي وهطلقني لأن مبقتش طيقاك ولا طايقه أعيش معاك بعد الي عملته فيا إمبارح ... حتي مراعتش إن أنا حامل وقعدت أترجاك وأنت ولا هنا ...هطلقني لأنك أناني ومبتفكرش غير ف نفسك وبس والي معاك مش مشكله تولع بجاز ماخلاص هي كده كده بتحبني وهتستحملني حتي لو ضربتها ماإستحملت أسوء من كده وكملت معايا ... صح مش ده تفكيرك !! ... لكن لااااء ياقصي لاااء وألف لاااااء مش أنا الي تدوس ع كرامتها بالجذمه وتعيش مع واحد يهينها ويبهدلها كأنها جارية عنده
¤¤¤¤¤······¤¤¤¤¤¤¤·······¤¤¤¤¤¤¤
ذهبت ملك وقلبها يخفق وجلا ... طرقت ع باب الغرفه ليأتيها صوته الأجش من الداخل :
أدخلي
أدارت مقبض الباب وولجت بخطي هادئة وهي تنظر لأسفل وبخجل قالت :
خديجة قالتلي إنك عايزني
أشار إلي الباب وقال :
أقفلي الباب وتعالي قعدي هنا ... كان يجلس فوق مقعد من المخمل الوثير وأشار إليها بالجلوس ع الأريكة المجاورة له ...
_ بصي عشان أنا مبكرهش ف حياتي أد الكدب واللف والدوران ف الكلام .. عايزك تحكيلي كل حاجه بالتفصيل عن علاقتك بمصعب عشان أقسم بالله لو طلعتي بتكدبي عليا ف حرف لهوريكي أيام أسود من شعر راسك ... قالها آدم بنبرة تحذير
أبتلعت ريقها بصعوبة بالغه وقالت :
الحكايه بدأت من .... . أخذت تسرد له كل ماحدث بينهما من حديث وتصريحات ووعود إلي أن سافر وعاد وكيف جعلته يظهر لها ولاتعلم كيف جاءت لها الجرأه أن تخبر شقيقها إن ذهبت لملهي ليلي وإحتست الخمر حتي الثمالة وعندما رأت مصعب وأخذها إلي منزله ... لم يتمالك غضبه أكثر من ذلك ليفاجاءها بصفعة ع وجنتها أسكتتها وبدأت تجهش بالبكاء ...
قال بهدوء : القلم ده عشان مش ملك أختي الي تخرج من ورا أهلها تروح نايت وتسكر زي البنات الي لامؤاخذة وبلاش أقولك بيتقال عليهم أي
ملك وهي تبكي :
والله عملت كده عشان أشوفه مش أكتر
صاح بها :
دي إسمها قلة أدب وسفاله .. طيب مخوفتيش من إنك تقعي من نظره ويحتقرك !! مخوفتيش إنه لو مش لحقك من إيد الو..... الي كان هياخدك معاه ف عربيته كان حصلك أي وقتها !! ... للدرجدي مستهتره وغبيه !!
ملك وهي تنظر لأسفل ومازالت تبكي :
أنا آسفه مش هتتكرر تاني
شعر بألم ف قلبه من بكاءها وحالتها لكن لم يظهر لها ذلك فقال بجديه :
مين كان معاكي ف المسخره دي ؟؟
أجاب بإقتضاب :
رودي صاحبتي
زفر بضيق وقال :
البت دي أقطعي علاقتك بيها نهائي
نظرت له بأعين متسعه وقالت :
دي صاحبت...
قاطعها بأمر صارم :
سمعتي أنا قولتلك أي ؟؟؟ ده لو عيزاني أقابل سي روميو وأسمعه
أومأت له بالموافقه وقالت :
الي تشوفه
نهضت وهمت بالمغادره ليوقفها وقال :
تعالي قربي هنا ... أنا قولتلك تمشي ؟؟؟
وقف أمامها لتأتي نحوه وما إن ألتقت زرقاويتيها الباكيتين بعينيه لتنفجر ف البكاء أكثر وأرتمت ع صدره ليقابلها بعناق حاني ومسد بيده ع خصلات شعرها وقال :
كفايه عياط ... أنا بحبك وخايف عليكي ياهبله ... أنا مش بعتبرك أختي وبس أنتي بنتي ياملك وكل الي عايزه مصلحتك ... تعرفي لو كان حد تاني غير مصعب كنتي هاتشوفي مني وش عمرك ماشوفتيه ... بس الي مطمني إن أنا عارف مصعب لأنه متربي معانا وزي أخونا بس الي نرفزني وحرق دمي إنه مجاش وأتكلم معايا
ملك وهي تجفف عبراتها :
هو كان خايف لتعمل معاه زي يوسف
آدم وهو ينظر ف عينيها ويمسح عبراتها بأطراف أنامله قال :
يوسف مبيفكرش غير بعقله بس وبيحسبها واحد زائد واحد زي بابا بالظبط لكن أنا بفكر بعقلي وقلبي ولو مش شايف إن مصعب يستاهلك مكنتش وافقت إن أقابله وأسمعله .. عمر ما السعاده كانت بالفلوس ولا بالحسب والنسب .. بدليل ع يوم وليله خسرنا حاجات كتير وسبنا عيشة القصر وكان ممكن يتدهور بينا الحال وزمانا عايشين ف شقه ف حارة شعبيه ... إحنا الي بنعمل الفلوس مش العكس
إبتسمت بسعادة وأمل لتقف ع أطراف أنامله وعانقته بقوة وقالت :
ربنا يخليك ليا يا آدومي وميحرمنيش منك
ضربها بخفه ع رأسها مازحا وقال :
أهو بعد آدومي دي أنسي كل الي قولته ومفيش مصعب
ملك برجاء ومزاح :
لاء وغلاوة ديجا عندك
إبتسم وقال :
بتحبيه أوي كده ؟؟
إبتسمت بخجل ولم تجيب ... حاوط وجنتيها بكفيه ودنا منها وقبل رأسها وقال :
والله وكبرتي ياملوكه وبقيتي عروسه وبتحبي كمان
_ ها ... خلاويص .. قالتها خديجه ف الخارج خلف الباب
آدم :
أدخلي يا حبيبتي
دلفت لتجد إبتسامتهم العارمه فأطمأن قلبها وقالت :
أنا شايفه إبتسامه وصله لودانكو أقول مبروك !!
أجابها آدم :
أنا عن نفسي موافق مادام هاشوفها سعيده وفرحانه ومع واحد بيحبها وبيخاف عليها وهيحطها ف عينيه الدور والباقي بقي ع عزيز باشا
تحولت إبتسامة ملك إلي قلق وتوتر فأردف :
بس أطمنو أنا عارف إزاي أقنعه
قالت خديجه :
وأنا معاك يا صاحبي
حاوطها آدم بزراعه وقال :
إشطا يا زميلي
ملك بمزاح :
شكلي وقعت مع سواقين تكاتك
خديجه : الحق دي بتتريئ علينا
نظر آدم بخبث وغمز بعينه نحو ملك ... أدركت خديجه مقصده ... أبتعدت ملك عنهما إلي الوراء وقالت :
أنتو بتبصولي كده ليه ؟؟
آدم :
ماتخافيش يا شابه
خديجة : إحنا هنبسطوكي ع الآخر
آدم : حسره عليها يا حسره عليها
وكادت تركض لكن أمسكها آدم وقيدها بمساعده خديجة وأخذ يدغدغها لتصرخ بقهقه مدويه .
*****""""""*****"'""""******"""""""*******

وما إنهت كلماتها التي أنهكت قواها فألتقطت أنفاسها بصعوبه ...
نهض ليقف أمامها يرمقها بدون أي تعبير وقال :
خلصتي كلامك ؟؟!
جزت ع أسنانها وصاحت به :
تصدق بالله أنت أبرد إنسان شوفته ف حياتي
أشار بكفه أمامها لتصمت وقال :
مفيش خروج من القصر ومفيش طلاق ... عارفه ليه ... أزاح قميصه من ع صدره ليشير إلي موضع قلبه الموشوم أعلاه وأكمل :
عشان ده ميقدرش يعيش من غيرك وعنده إنه ينغزز فيه ألف سكينه وإنك مش تسبيه لأنه بيعشقك وبيموت فيكي ومبيدقش غير ليكي وميعرفش يعني أي حب غير ع إيديكي ... أمسك يدها ليوضع كفها ع صدره وأردف : وموشوم بإسمك أنتي ... صبا القلب والروح
أقترب منها ليزيح خصلة فوق عينيها يتلمس وجنتها نزولا إلي فكها ثم صعد إلي شفتيها يتلمس كل منهما بإبهامه ....
صبا أنا آسف ... آسف ع الي حصل غيرتي عمت قلبي وعيني وقتها مكنتش حاسس بعمل أي
نظرت بعيد عن عينيه تحاول كبت عبراتها ... لكن إستعادت قواها وأخفت كل مشاعرها التي تملكت منها كلماته بكل قوة ..
_ مش عايزه تبصي لي ليه !! خايفه أشوف حبك ليا جوه عينيكي !!أنا سامع نبضات قلبك وحاسس بكل حاجة جواكي وعارف إنتي بتفكري ف أي ... خايفه إنك تسامحيني وإن أفتكر ده ضعف منك وإن جيتي ع حساب كرامتك ... بس أقسملك عمري ما فكرت ولا هافكر ف كده لأن كرامتك من كرامتي ... عمرك شوفتي حد بيهين نفسه !!
نظرت له بعيون تخفي ضعف يستكين بداخلها وقلب يخفق ألما وعشقا معا ... ترتجف من لمساته التي تجعلها تود إن ترتمي ع صدره ويدفئها بحرارته المنبعثة من توهج عشقه لها ... لكن كبريائها كان يصرخ بداخلها يحثها بأن تصم أذنيها عن كلماته ورجاءه وأن لاتتأثر حتي بإعتذاره ...
إبتلعت غصتها بمرار مثل مرارة الصبار ... وتركت لسانها يتفوه قائله :
طلقني وكفايه بقي ... وفر كل كلامك المعسول ده لأن مدخلش دماغي أصلا ولا آثر فيا حتي
إبتسم بهدوء وأمسك كفها وطبع بداخله قبلة لثوان ثم نظر إليها وقال :
صبا أنتي .. أنتي روحي .. قالها لينهال ع شفتيها بعشق ووله ... ليعلو بداخلها أصوات صراع صاخبة بين قلبها وكبريائها فقامت بدفعه ف صدره وهي تلتقط أنفاسها وإنحنت نحو الأرض وألتقطت بعنق زجاجه محطمه ووضعتها عند العرق النابض ف عنقها وصاحت بتهديد :
خليني أمشي وطلقني بدل ما أموت نفسي
إتسعت عينيه خوفا فأشار إليها بكفيه وقال :
حاضر حاضر هنفذلك كل الي أنتي عيزاه بس أرمي الأزازه من إيدك
_ لاء لما تنفذلي الي طلبته منك ومتنساش ... وضعت يده الأخري ف بطنها المنتفخ وأكملت : لو موت إبنك هيموت معايا وذنبنا ف رقبتك
نظر إلي بطنها بخوف ورعب وبنظرة حانيه يرجوها :
أنا هاسيبك تمشي بس بلاش طلاق وأنتي بتطلبيها مني كأنك بتدبحيني ...
رأت نظرة ف عينيه أول وهلة تراها .. هل هذا قصي زوجها !! أين قوته وجبروته وكيانه الذي لم يهتز يوما ... لم يعتذر لمخلوق قط مهما أخطأ ف حقه وهي الوحيدة التي أعتذر لها بكل أسف .. تري ف عينيه ضعف لم تراه من قبل .. عجبا لك أيها العشق تجعل أقوي وأعتي الرجال أمام المرأه التي يحبها حملا وديعا يرجو عطفها وحنانها ولم يضعف سوي أمام تلك التي عشقها قلبه وأستكان بداخل مملكتها.
خشيت أن تضعف فصاحت بقوة مصتنعة :
أنا عايزة أمشي من هنا
أخرج هاتفه ليتصل بإحدي الحرس وقال :
حضرو عربية حالا توصل مدام صبا لفيلا عابد بيه
أنهي المكالمه وقال :
نفذتلك طلبك ... ممكن ترميها بقي
رمقته بغضب مستطير من رماديتيها المشتعلة :
طلقني ؟؟
زفر بسأم ووجد إنها ف حالة لايسمح للجدال فيها فقال :
أأ أنتي ... صمت لثوان ثم حدق ف عينيها وأردف : طالق
وما إن تفوه بها أرتجفت يدها لتقع الزجاجه .. فبالرغم من إصرارها ع تلك الكلمة لكن كانت لاتعلم إنها ستقع عليها هكذا وكأن إنسكب فوقها دلو من الثلج أو وقعت من فوق جبل مرتفع إلي الهاوية ... ركضت من أمامه قبل أن تضعف وتبكي ويري ندمها ويسمع لعنات قلبها لها ... وجدت السائق ينتظرها فدلفت إلي السيارة ليبدأ السائق ف القيادة ... نظرت من النافذة لتجده يقف يفتح باب الغرفه المطل ع الحديقة ينظر إليها ... أعتدلت لتنظر أمامها وأجهشت بالبكاء وقلبها يعتصر ألما ... تريد صفع نفسها آلاف المرات ع قرارها الأحمق ... لكن هل هذه نهاية المطاف !! وماذا ستفعل بهما الأيام القادمة !!
******؛؛؛؛؛؛******؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛********
_ أنين ...ألم ...وجع ...قهر ... كراهية ... كلها مشاعر تتجمع بداخل قلب تلك المسكينة التي تجلس متكومة ف إحدي الأركان ع الأرض حيث تضم تلابيب كنزتها الممزقة من كل جهه وتمسك بأشلاء تنورتها التي أصبحت قطع لاتواري من جسدها سوي القليل ... تبكي ف صمت وهي ترمق ذلك الوغد الخسيس يتمدد ع الفراش بعدما إنتهي من الإعتداء عليها بكل وحشية وهمجية دون مبالاه لصراخاتها وتوسلاتها ... وذلك لأنه كان تحت تأثير مخدر تناوله قبل أن يبدأ بذبحها بدون رحمة أو شفقة غير مراعيا إنها كانت زوجته بل أم لإبنته .. تعامل معاها بكل قسوة وكأنها بائعة هوي إلتقطها من الشوارع !!
بدأت أنفاسها تتسارع وشهقاتها تشق ضلوعها فتعلو لتنفجر ف نوبة بكاء هيستري وتحاملت أوجاعها ونهضت لتنقض ع مفترسها الذي يغط ف نوم عميق وأخذت تكيل له الضربات بقبضتيها الضعيفتين ع صدره وكتفه وكل مايقابلها وهي تصرخ بقهر وقلب مفتور :
ليييييييه .. حرااااام عليك ...يا واطي يا و..... يا أحقر بني آدم ف الدنيا... بكرهااااك
نهض مفزوعا وفتح عينيه بثقل شديد ... يمسك بساعديها ليقيد حركاتها وصاح بها :
أنتي لسه فيكي نفس ماتتهدي بقي ...
أخذت تركل بقدميها وتتملص من تقيده لها لكن ف محاولة يائسه
_ أنا بكرهك .. بكرهك .. بكرهاااك ياعبدالله
قهقه بسخريه وقال :
قولي حاجه جديده عشان بدأت أحس بملل ... ويكون ف معلومك مهما عملتي وقولتي مش هاسيبك لأنك بتاعتي ملكي وأعملي حسابك هاخدك ونسافر بلليل بدل القعده ف الخرابه دي وبنتنا هخلي واحد من معارفي يجيبهالنا قبل مانمشي
صرخت برعب :
لاااااااء ... أبوس رجلك بلاش بنتي خدني أنا وأعمل الي أنت عايزو إن شاء الله تقتلني بس بنتي لاء سيبها ف حالها
أقترب من عنقها بشفتيه وقال :
أقتلك !! ده أنا أموت قبل ما أفكر ف كده أصلا ... أنتي متعرفيش أنتي بالنسبه لي أي ياشوشو ... أنا بعشق التراب الي بتخطي عليه
أبتعدت عنه وصاحت :
والي بيحب حد يعمل فيه الي عملتو فيا !! ... خنتني مع مرات صاحبك وقتلت أبويا والنهارده دبحتني أومال لو بتكرهني كنت عملت فيا أي !!!!!
قبض ع ساعديها يهزها بعنف :
قولتلك مليون مرة مكنتش أقصد إن أقتله ولو خنتك ده كان عشان مصلحتنا وعشانك كنت عايز أعيشك زي الناس ومحرمكيش من أي حاجه وإن ميجيش أبوكي ساعتها يعايرني إن مش قادر أصرف عليكي إنما بقي الي عملته فيكي من شوية ده كان عقابي ليكي عشان فكرتي لحظه إنك تكوني لغيري بس لاء ياشيماء ... ربي وما أعبد يوم مايحصل كده لأكون مخلص عليه وعليكي و ع نفسي ... فهمتي ولا أفهمك بالطريقه إياها ؟؟؟
كان ترتجف من الرعب من كلماته وتهديداته ونظراته المليئة بالإجرام والشر والبغض ... أدركت إنه لامحاله بأن تسايره ولاتعارضه حتي يأتي إليها من ينقذها من براثن جحيمه أو تقوم بمحاولة الهروب من عرينه العفن ..
_ ردي علياااااا ... صاح بها بغضب
أومأت له برأسها : فف فاهمه
إبتسم بجانب فمه وربت ع رأسها وقال :
هي دي شوشو حبيبتي الي أنا عارفها ... نظر إلي ثيابها الممزقه وحالتها المزرية فأردف :
أنا هاروح دلوقتي أتصرفلك ف حاجه تلبسيها ولقمة تاكليها عشان طريقنا هيبقي طويل ... متحاوليش تفكري تهربي المنطقه هنا مرشئه كل معارفي وحبايبي وأظن مش هاتعرفي تهربي و... أخرج من أسفل فراشه أصفاد معدنية وقام بثني زراعيها إلي خلف ظهرها لتتأوه ألما وقام بتقيدها
فقال : آسف ياقلبي معلش الإحتياط واجب برضو
ثم أتي بالحبل الذي قام بفكه أثناء إعتداءه عليها ... وقيد قدميها جيدا به وربط طرفه بوتد معدني مغروز ف الأرض ...
بس كده تمام .. هي ربع ساعه بالكتير وجايلك تاني سلام ياحب ... وقبل أن يغادر خشي أن تصرخ لتستغيث بأحد قطع تنورتها وجذبها لتحدث صوت تمزيق فأنفزعت بذعر وخوف .. قهقه وقال :
متخافيش ده أنا هاكتملك بوءك الحلو ده ... وقبل أن يكممها إنحني نحو شفتيها وقام بتقبليهما بطريقة مقززه لتنفر منه وبصقت ع الأرض
فقال :
بقي كده ياحب قرفانه مني !! ماشي كلها كام ساعه ونسافر ونتلم ف بيت واحد وهاخد شاور محترم وهغير هدومي المعفنه دي وهغرقلك نفسي البرفان الي بتحبيه عليا ... غمز لها بعينه ثم أكمل : ومتقلقيش هجيب المأذون عشان أكتب عليكي تاني ويبقي كده عداني العيب إشطا ياحب ؟؟
قهقهت بتهكم ساخره من حديثه :
ده أنت خيالك واسع أوي متنساش تبقي تتغطي كويس وأنت نايم
إرتسمت إبتسامه مخيفه ع ثغره ونظرات عينيه لن تنذر سوي بالوعيد ... جثي ع ركبتيه أمامها محاوطا وجهها بكفيه ليقترب بشفتيه نحو عنقها وقام بتقبيله بعنف حيث غرز أسنانه فأطلقت صرخه مدويه ... إبتعد ليري علامة أسنانه وقال مبتسما :
دي عشان كل ماتوجعك تعرفي إن أنا مش بحلم ... نهض وقبل أن يغادر إلتف إليها وقال بإبتسامه تثير حنقها :
سلام مؤقت ياحب .
غادر وأوصد الباب بقفل حديدي من الخارج
_ غور داهيه تاخدك ماترجع ياحيوان ... قالتها بحنق ثم بصقت نحو الباب
ظلت تتلفت من حولها تبحث عن حقيبتها فلابد أن تجد حلا يساعدها ع الفرار من ذلك المجرم المعتوه ... لمحت حقيبتها ملقيه بجوار فراشه ... أخذت تزحف بركبتيها إلي أن وصلت بصعوبه ثم إلتفت ليصبح ظهرها إلي الحقيبة حتي تستطيع إمسكها بيديها المكبله إلي الخلف ... نجحت ف فتح سحاب الحقيبه لتبحث عن هاتفها وهي تدعو الله أن لايكون لديه ... إنفرجت أساريرها بفرحه عارمة عندما وجدته وحمدت ربها إنها تركته ع الوضع الصامت .. حاولت تنظر بطرف عينيها حتي تتمكن من فتح الشاشه لتجد العديد من المكالمات الفائتة من زوجة إبيها وزميلاتها وكذلك طه ... قامت بمحاولات عده حتي نجحت ف فتحها ... زفرت بتأفف وقالت :
يارب ساعدني يارب أنت الي عالم بحالي إنجدني منه وإبعد شره عن بنتي أنا مليش غيرها ياااارب
ضغطت ع زر الإتصال لتجد لايوجد شبكه ... تنهدت بسأم :
يارب ... يارب مليش غيرك
******"""""""""*******"""""""""*******
_ وف نفس اللحظات ف منزل طه ...
يتمدد ع مضجعه يشعر بالآلام ف جميع أنحاء جسده ... فبعد أن تلقي ضربا مبرحا من هؤلاء المجرمون وتركوه يصارع آلامه ودماءه النازفة ع الأسفلت ... توقف سائق سيارة نقل عندما رأي ذلك الجريح ... ساعده ع النهوض وأخذه بداخل سيارته متوجها به إلي أقرب مشفي وهناك تلقي الإسعافات اللازمه وقطب له الطبيب بعض الجروح ف ساعده ووجهه ...
يبتلع أقراص الدواء ويرتشف الماء بعدها ... رن جرس الباب ع عدة مرات متتاليه ... نهض بتثاقل ووهن شديد ..
_ حاضر .. حاضر
فتح الباب ليجد نعمات مكفهرة الوجه تسأله وحدثها يخبرها بشئ ما :
شيماء فين ياطه؟؟
تسمر مكانه بتوجس من ما شعر به أيضا :
هي مرجعتش !!!
نعمات ع وشك البكاء قالت :
من ساعة ماكانت معاك ولابترد ع تليفونات ولارجعت البيت من إمبارح ... اه يا خوفي ليكون .....
صمتت لتتسع عينيه برعب وقال :
عبدالله خطفها !!!
_ نعود إلي شيماء التي باءت كل محاولاتها بالفشل فأخذت تزحف ف أرجاء الغرفة تبحث عن إشارة لشبكة الهاتف ... وما إن لاحظت وجود رسالة واردة لتغر فاهها بسعادة غامره لتجد إشارة تمكنها من الإتصال وبالفعل قامت بالإتصال ع الرقم التي إستطاعت أن تضغط عليه بصعوبه ليكون رقم طه ...تركت الهاتف ع الأرض وتمددت بحيث تستطع وضع أذنها ع سماعة الهاتف فيديها مكبلة للخلف ...
_ وف منزل طه ... أسرع نحو هاتفه الذي يرن ودلفت نعمات إلي الداخل ...
وحين رأي هي المتصل أجاب ع الفور :
الو ياشيماء أنتي فين ؟؟
شيماء وعينيها ع الباب خشية من أن يأتي عبدالله قالت وهي تبكي :
الحقني ياطه بلغ البوليس بسرعه حالا ... عبدالله خطفني ف حته كده ريحتها معفنه شكلها مقالب زبالة وحابسني ف عشه
طه بللهفه وخوف قال :
أهدي يا شيماء ومتخافيش بإذن الله هانقذك من إيد الحيوان ده... خدي بالك بس من نفسك
بصوت منخفض وببكاء مرير :
بالله عليك ياطه بسرعه ده هياخدني وهنسافر وقالي إنه هياخد ريتاج شكله هيخلي حد يخطفها خلي خالتي نعمات تاخدها ويقعدو عند أي حد من الجيران المهم ميقعدوش ف الشقه لوحدهم بالتأكيد هيبعت بلطجيه يخطفو البنت
طه :
حاضر .. حاضر أنتي بس حاولي تكوني هاديه عشان ميحسش بحاجه هو فين ؟؟
أجابت بألم :
غار ف داهيه رايح يجيب حاجه وزمانه را....
لم تكمل عندما سمعت صوت خطواته بالخارج وتوقف ليفتح القفل ... نهضت مسرعه وهي تخبأ الهاتف بإزاحته أسفل منضدة خشبية محطمة ...
دلف إليها وإبتسامة إستفزازيه لاتفارق محياه ... قائلا :
معلش ياحب أتأخرت عليكي عقبال ما جبتلك الدليفري
رمقته بإزدراء و بدون أن تتفوه أشاحت وجهها بعيدا عنه ...
_ولدي طه ...
_ قلبي كان حاسس يارب دي غلبانه ومش ف حمل بهدله كفايه الي بيحصلها ... صاحت بها نعمات
طه : المهم ياخالتي خليكي أنتي وريتاج عند أي حد من الجيران ومتطلعوش الشقه خالص لحد ما أكلمك وأنا رايح القسم عشان نلحقها بسرعه قبل ماياخدها ويسافر وإحنا منعرفش هو رايح ع فين
قالت نعمات داعية : جيب العواقب سليمة يارب

_ في منزل حازم ...
أنتهت علا من إعداد الطعام وترتيب ونضافة المنزل بشكل مرتب وأنيق ماعدا غرفته التي حذرها من دخولها مهما حدث ... نظرت إلي ساعة الحائط لتجدها الخامسة مساء ... تنهدت بتعب وقالت :
ده لسه بدري عقبال مايرجع من الشغل ... ياتري هاجيبلي بلوة جديده الليله دي ... وأنا مالي أهم حاجه يبعد عني
إتجهت إلي غرفتها وقبل أن تولج إلي الداخل توقفت أمام باب غرفته يتآكلها الفضول تريد أن تعلم لماذا يحذرها من الدخول إليها ع الرغم إنه يستقبل فيها عاهراته ... ترددت قليلا وبالنهاية عزمت أن تكتشفها فالممنوع دائما مرغوب حتي لو علمنا إنه هلاك .. فهذه طبيعة البشر ولن تتغير ...
وضعت يدها ع المقبض لتتعجب إن الباب مفتوح وغير موصد ... أتاها شك بأنه تعمد ذلك !!.. فتحت الباب ودلفت إلي الداخل لتجد غرفة ذات مساحة كبيرة جدرانها مطلية باللون الأسود والرمادي مما جعل قلبها ينقبض ... يتوسط الغرفة مضجع تحاوطه أربع أعمدة تنتهي بسقف تتدلي منه ثريه ذات إضاءة بللون الأحمر وتتدلي ع جانبي التخت ستائر شفافه ... وباقي أثاث كالمتعارف عليه من طاولة زينة تعلوها مرآه وزوج من الكومود ع جانبي التخت ...وهناك خزانه ضخمة بعرض الحائط بالكامل تفتح ضلفها ع مجري معدني ... أتجهت إلي الخزانة وفتحتها لتجد ثيابه ثم ذهبت للضلفة الأخري لتجد ثياب نسائية تعجبت وقالت :
مش الجدع ده عازب !! بيعمل أي بكل الفساتين والهدوم دي ... ممكن بتوع أمه أو أخته بس الي عرفته إنه ملهوش غير أخ عايش بره وأهله متوفين ... يخربيتك ياعلا بطلي تحشري نفسك فالي ملكيش فيه ... صمتت لتعبث ف الثياب المعلقه حتي أنبهرت من ذلك الثوب الحريري ذو اللون الأحمر القرمزي مرصع ببعض الفصوص الكريستاليه من الصدر وأطرافه .. أخذته من المشجب المعلق عليه ووضعته عليها... لمعت عينيها وقالت :
اه ده لو بتاعي .. صمتت لثوان فألقته ع مقعد طاولة الزينة المخملي وخلعت ماعليها من ثياب وأرتدت ذلك الثوب الذي كشف عن زراعيها وظهرها بالكامل وأعلي صدرها التي شهقت بخجل عندما رأت إنه يكشف من جسدها أكثر ما يغطي ويصل إلي منتصف فخذيها ... أسدلت خصلاتها الكستنائية وظلت تنظر لصورتها ف المرآه بإنبهار قائلة :
يالهوي ع جمالك يابت ياعلا ده أنتي خساره ف الخدمه الي زيك المفروض تبقي هانم ف قصر
_ وف ذلك الحين وصل مبكرا وفتح باب الشقه ودلف ف صمت حيث كان يفكر ف أمر ما ... إتجه نحو غرفته وقبل أن يدلف تعجب إن الباب مفتوحا عقد حاجبيه بضيق متأففا ليدرك إنها هي من قامت بفتحه وكاد ينادي عليها فوقعت عينيه عليها وهي تتراقص بذلك الثوب العاري أمام المرآه وتغني ... إتجه نحوها بدون إصدارصوت ... بينما هي تلتفت لتجده يجذبها بين زراعيه محاوطا خصرها ... شهقت بذعر :
حازم بيه !! أنا آسفه إن دخلت هنا و... صمتت لتجد نظراته التي تفترسها بكل شهوة ورغبة ... حاولت التملص من يديه وقالت :
عن إذنك أنا ..
.قاطعها بالإنقضاض ع شفتيها فأخذت تقاومه وتكيل له ضربات ف صدره لكنه لم يتزحزح فهناك فرق قوة جسديه فهي كالعصفورة بين يديه وهو ذو بنيان جسدي قوي وعريض المنكبين ... أبتعد عنها لاهثا وتركها تلتقط أنفاسها التي كادت تنقطع ...
فقال بصوت لاينذر سوي بالشر :
مش حذرتك قبل كده ممنوع تدخلي الأوضه دي
رمقته بخوف وبنبرة رجاء وتوسل :
أنا آسفه والله ماهتتكرر
أقترب بأنفاسه نحو عنقها وبنبرة أرتجف جسدها خوفا منه :
وأنا يفيدني بأي آسفك ده ... أنتي عيبك الفضول ياعلا ولازم أخليكي تبطلي فضولك ده
قالت بخوف وتوتر :
حقك عليا ياحازم بيه والله ما هخطيها برجلي تاني .. سيبني أروح ألم هدومي وأمشي ومش هاتشوف خلقتي تاني
إبتسم بجانب فمه بخبث وقال وهو يزيد من قبضته أكثر ع خصرها :
تمشي !! هو دخول الحمام زي خروجه !!
_ أرجوك سيبني أنا محلتيش غير شرفي وسمعتي ... قالتها لتنهار باكيه
نظر إلي عبراتها وهمس إليها ومازال شيطانه متملك منه :
متخافيش أنا مش هاسيبك هاتفضلي عايشه معايا ومحدش هيعرف حاجه ... قالها وأنهال ع عنقها وجيدها بالقبلات متجها بها إلي فراشه ...
تعالي بكاءها لتجثو أمامه ع ركبتيها ممسكه بيده بتوسل :
أبوس إيدك سيبني ... أهلي يموتوني
أبتعد عنها ووضع يديه ف جيوب بنطاله ورمقها بإزدراء وهي تواري جسدها بيديها وتبكي فقال بتهكم :
لما أنتي خايفه أوي كده ع نفسك ومن أهلك أي الي خلاكي تشتغلي ف شقة واحد عازب وسمعتي إنه بتاع نسوان وخمرة !! كنتي فكراني هاطبطب عليكي مثلا !! كل الي إشتغلو قبلك كانو معايا ع السرير الي وراكي ده وبمزاجهم
نظرت إليه بعينيها الباكيتين وقالت :
بس أنا مش زيهم ... أنا جايه أكسب لقمتي بالحلال
قهقه بسخرية فقال :
بت أنتي بطلي إستعباط أنا مبيدخلش عليا التمثيل ده ... أومي أقلعي الفستان ده ورجعيه مكانه وغوري ع أوضتك مش عايز أشوف خلقتك طول ما أنا موجود
نهضت مسرعه إلي غرفتها فأوقفها :
ورجلك لو خطت الأوضه دي تاني مش هقولك أنا هاعمل فيكي أي إلا لو كنتي عايزه كده
أخذت ثيابها التي خلعتها وذهبت إلي غرفتها ع مضض ... أغلق بابه خلفها .. إتجه نحو الكومود وأخرج إطار خشبي تتوسطه صورة لفتاة ف بداية العشرينات ذات جمال خيالي عينيها كاللون البحر بتدرج ألوانه وبشرتها كالحليب ووجنتيها مثل التفاح الأحمر وشفتيها مثل الفروالة لايقاومها الزاهد ... يحاوط وجهها خصلاتها الذهبية ... إنها حقا حورية ...
أخذ يتلمس الصورة بعشق وحنين وتنهد لتسقط منه عبرة وقال بإشتياق :
وحشتيني أوي يا حبيبتي ...وحشتيني أوي يا روح ... قرب الصورة من شفتيه وقام بتقبليها ثم ضمها إلي صدره وتمدد فوق التخت ليغفو ودمعته ع وجنته تتلألأ.
******"""""""*******"""""""*******
_ فكر طه بسرعة بديهة وتذكر أن آدم لديه صديق ضابط مباحث ... هاتفه وسرد كل ماحدث فطمأنه آدم إنه سوف يخبر صديقه ع الفور ... طلب منه طه أن لايخبر خديجة حتي يطمأن ع شيماء ...
وبعد مرور بعض الوقت ....
ف المنطقة العشوائية وتلال النفايات ...
تصنعت شيماء النوم بعدما أرغمها ع تناول الطعام رغما عنها فأذعنت له خيفة أن يعاقبها بالإعتداء عليها مرة أخري حيث هددها بذلك ...
_ أنتي يا حب أومي جايه تنامي دلوقت ... يلا غيري هدومك وإجهزي عشان شويه ومسافرين ... قالها عبدالله وهو يربت ع وجنتها ... تصنعت التعب حتي تكتسب وقتا إلي أن يصل رجال الشرطة أو يأتي طه وينقذها ...
أجابت بوهن :
مش قادره ياعبدالله جسمي كله واجعني وتعبانه أوي خليها بكره
عقد حاجبيه وقال :
مينفعش لازم نسافر الليله دي المكان هنا كله وغش وبعدين أنا أتفقت خلاص مع الي هيسافرنا
قالت بإعياء مصتنع :
بقولك تعبانه حرام عليك
دق قلبه بالخوف عليها فمهما قسي عليها لكنه مازال يعشقها بجنون وهي تلعب ع ذلك الوتر وبالفعل قد وصلت لمبتغاها ... أنتفض من مكانه وجثي نحوها يتفحصها ومظهرها المزري ووجهها الشاحب ساعداها ف كذبتها ...
_ مالك يا قلبي حاسه بإي ؟؟... قالها عبدالله بقلق وهو يلمس جبينها ليشعر ببرودة ف جسدها ... أرتجف جسدها رغما عنها فالطقس بارد وثيابها ممزقه ..
قالت وأسنانها تصتك ببعضها البعض :
بردانه .. سقعانه أوي
ضمها عبدالله إلي صدره ليدفئها ..شعرت بتقزز من لمساته ومن عناقه لها لكن تحاملت ولم تظهر ذلك حتي تكمل خطتها ...
نهض وقال : ثواني ياقلبي هاطلعالك الهدوم الي جبتهالك ... أخرج من كيس بلاستيكي ثياب مستعملة قد أبتاعها من إحدي البائعين ع الأرصفة .. كان ثوب أنيق من الصوف وحجاب قطني ... وضعهما جانبا وأقترب منها ليهم بخلع بقايا الثياب الممزقه التي ع جسدها ... أنتفضت إلي الخلف وقالت برجاء :
أرجوك كفايه أنا هاعرف أغير لوحدي ممكن تفكني ومتخافش مش قادره أتحرك أصلا من مكاني
تنهد بسأم وقال :
حاضر عشان تعرفي إن بحبك ومبتهونيش عليا ... قام بفك الأصفاد من يديها
إبتسمت بتهكم وقالت :
وممكن تطلع برة أو تديني ضهرك لحد ما أغير
غمز لها بعينه وقال :
أي ياحبي بتتكسفي ده أنا حافظ كل سنتي فيكي
صاحت بحنق :
عبدالله !!
_ حاضر هاقف برة وعقبال ماتغيري هاكون ولعتلي سوجاره .. لما تخلصي إندهيلي
خرج لتتمتم بخفوت :
يارب صبرني ع الأرف ده ...
أسرعت بتبديل ثيابها وأرتدت الثوب وجمعت خصلات شعرها المبعثرة وأرتدت الحجاب وإن إنتهت حتي وصل لمسمعها صوت بريق الأمل وهو إنذار سيارة الشرطة التي داهمت المنطقه . .دلف إليها عبدالله ع الفور وعينيه تنظر بالشر ... قبض ع عنقها وقال :
البوليس عمره ما جه هنا إنتي ...
قاطعته وهي كادت تختنق :
أنا هابلغ إزاي وأنت مكتفني وواخد مني كل حاجه
قام بفك قيد قدميها وصاح بها وهو يمسك بها يجذبها لتسير برفقته :
يلا مفيش وقت
_ اااه براحه دراعي هيتخلع ف إيدك ... صاحت بها بألم
وكاد يفتح الباب ليجد رجال الشرطة ف وجهه ... يصوب الضابط سلاحه ف وجه عبدالله وقال بأمر صارم :
إثبت مكانك
أخرج سكين من طيات ثيابه ووضعها نحو جيد شيماء وقال :
الي هيقرب مني هخلص عليها
_ أعقل ياعبدالله أنا شيماء .
همس إليها :
معلش ياحب إن جالك الطوفان بقي
صاح به الضابط :
أرمي المطواه الي ف إيدك دي وسلم نفسك أنت كده كده هيتقبض عليك ملهوش لازمه الي أنت بتعملو ده
تراجع عبدالله إلي الوراء مقيدا شيماء بساعده ع عنقها وقد جاءته فكره ليتمكن من الهروب وهي إشعال قداحته وألقاها ع جدار الغرفة المكون من البوص والقش فأشتعل ع الفور ... تراجع الضابط وأعطي الأوامر إلي العساكر بإطفاء النيران المشتعله ... صرخت شيماء بذعر :
يخربيتك هنتحرق
عبدالله : متخافيش ... ترك عنقها ليجذبها من يدها مقتحما إحدي الزوايا بجسده فتحطم البوص وأخترقه دافعا إياه بقوة جسده ليقع أرضا وهي معه ... أستغلت شيماء الموقف وتملصت من قبضته وركضت بكل ما أوتيت من قوه فصاح بغضب وهو ينهض :
يابنت ال.....
ركض خلفها وكاد يلحق بها ليتفاجئ بضربة قوية من إحدي الضباط أصابت أنفه وفمه ليذرفا دماء غزيرة وشعر بدوار ليمسك بها الضابط وذهب به إلي سيارة الشرطة وتم القبض ع بعض المجرمين الهاربين بداخل تلك الأكواخ ... بينما شيماء التي خارت قواها وجدت إحدهم يحاوطها بزراعه قبل أن تقع ع الأرض نظرت نحوه وجدته طه مبتسما إليها ووجهه مليئ بالجروح ...
قالت له بللهفة وخوف عليه :
مين الي عمل فيك كده!!
رمقها بإبتسامة وقال بسخرية مازحا :
عبدالله حب يباركلي مقدما ... سيبك مني دلوقت إنتي كويسه ؟؟
وإن تساءل لتتذكر ما أقترفه معها عبدالله فأجهشت بالبكاء ... ضمها إلي صدره وربت ع ظهرها ...
_ معلش يا أستاذ طه هتتفضلو معانا حضرتك ومدام شيماء ع القسم عشان المحضر ... قالها الضابط
نظرت شيماء إلي طه ليومأ لها بعينيه يطمأنها إنها لاتقلق فهو لن يتركها .. ذهبا إلي داخل سيارة شرطة أخري لتنطلق السيارات إلي قسم الشرطة .
*****""""""""***********"""،،،،،********

_ في مشفي البحيري ... وبداخل مكتب علياء ...
_ ينفع الي حضرتك عملتيه ده !! ... صاحت بها علياء بغضب
أجابت عليها هاجر بتوتر :
عع عملت أي ... وبعدين أنتي بتزعئيلي ليه
رمقتها بنظره حاده :
عشان عيب الي عملتيه ف دكتور آسر وكمان ف مؤتمر مليان صحافه وإعلام والي حصله ف وش المستشفي يعني سببتي لنا إحراج وكمان يوسف أتضايق و....
قاطعتها هاجر وهي تضم ساعديها إلي صدرها ورفعت إحدي حاجبيها وقالت :
قولتيلي بقي دكتور يوسف يعني الهليله الي عملهالي من الصبح عشان حبيب القلب بالتأكيد أتضايق
صاحت بها بحنق :
هاااااااجر
_ سوري مش أصدي بس أنتي الي إستفذتيني ... وبعدين مين قالك إن أنا الي عملت كده ف آسر ... قالتها هاجر
رمقتها علياء بنصف عين وقالت :
عشان شوفتك وأنتي بتجري ع البوابة قبل المؤتمر مايبدأ بدقايق وطلعتي برة وقابلتي كريم الي عمرك ما بتقابليه غير ف المصايب .. ولاقيته بيديكي حاجه ودفستيها ف جيب البالطو بتاعك ودخلتي بسرعه وفضلتي مراقبة مكتب آسر لحد ماخرج أومتي دخلتي ع طول معرفش كنتي بتعملي أي جوه وبعد دقيقتين لاقيتك خرجتي وإبتسامتك من الودن دي للودن التانيه ... وطلعتي ع قاعة المؤتمر بعدها ... ساعتها إتأكدت إنك بتدبري مقلب
إبتسمت هاجر بسخرية وقالت :
ماشاء الله دكتور علياء سابت مهنة الطب وبقت المحقق كونان
_ تصدقي خساره وقتي الي بضيعو معاكي فعلا ع رأي خالتي مهما كبرتي هتفضلي عيلة ومش هتعقلي ... وعموما أنا الي غلطانه وأستلقي وعدك بقي من آسر لما يعرف ... صاحت بها علياء
توترت ملامحها بقلق وقالت :
وأنا مالي ... ولا أنتي ناويه تقوليلو ؟؟

أجابت بتهكم :
ليه شيفاني بالتفاهه دي ... الي أنتي متعرفهوش إن الممرات كلها مليانه كاميرات مراقبة
_ وف أثناء ما كانت تتحدث علياء ... يجلس آسر بجوار المسئول عن أجهزة المراقبة حيث طلب منه مراجعة الفيديوهات منذ الأمس وخاصة ماتم رصده أمام غرفة مكتبه قبل وبعد المؤتمر ... أخذ الرجل يراجع التسجيل ...
أوقفه آسر وقال :
بس أقف عندك هنا .. ثبت الفيديو وكبرلي الصورة ...
أقترب آسر من الشاشة ثم ضغط العرض البطئ ليجد هاجر تتلفت من حولها ثم دلفت إلي غرفته ومرت دقيقة أو أكثر ثم غادرت تضحك وتنظر إلي عبوة صغيرة بيدها ووضعتها ف جيب معطفها وأخذت تقفز بسعاده ثم ركضت متجهه إلي غرفتها ...
همس آسر بصوت لايسمعه الحارس :
آه يابنت اللذين ... بتردلي الي عملته فيكي وفضحتيني أدام الصحافة والدكاتره وخليتي شكلي مسخره أدامهم ... وربنا ماهعديلك الي عملتيه ده بالساهل وهخليكي تتحايلي عليا عشان أرحمك .
""""""؛؛؛؛؛؛؛؛""""""""؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛""""""""''
_ في فيلا البحيري ...
يتجمع ف الحديقة كل من عزيز وجيهان وملك وآدم وخديجة وياسين الذي جاء إلي المنزل ليأخذ بعض الأشياء الخاصة به ...
يتبادلون الأحاديث والضحك ... حينها وصل يوسف من المشفي .. ركضت نحوه صغيرته ...
_ باااااابي ... قالتها ليفتح لها زراعيه مبتسما وقال :
روح وقلب بابي
عانقها بقوة وقبل وجنتها الوردية ... ثم أنزلها وألقي السلام ع الجميع ليردوا جميعهم ...
فقال:
أي اللمة الحلوة دي ؟؟
_ تعالي أنضم لينا وقولنا أي رأيك ... مامي بتقترح إننا نتجمع كلنا ونقضي أسبوع ف الجونة .. قالتها ملك
يوسف :
بصراحه هتبقي رحلة حلوة بس ياخسارة زي ما أنتو عارفين وقتي مش ملكي من كشوفات لعمليات مبتخلصش
أحاطت لوجي عنقه وقالت برجاء :
بليز بابي خد أجازه عشان خاطري
أجلسها يوسف ع فخذيه وقال :
والله يا حبيبة بابي نفسي أخد أجازه كبيرة وهافسحك ونروح البحر والملاهي بس أنا مش فاضي غصب عني .
رمقته بإمتعاض منتفخة وجنتيها بطريقة طفولية مضحكة ونزلت من ع فخذيه وذهبت إلي جدها وعانقته قائله :
خلاص أنا هاخد معايا جدو حبيبي وخليك أنت أدبح ف العيانين بتوعك
ضحك الجميع ع كلماتها البريئه
ضمها عزيز بحنان وقال :
حبيبة جدو أنا تحت أمرك وهوديكي المكان الي أنتي عيزاه
عانقته بقوة :
حبيبي يا جدو أنا بحبك أوي
يوسف :
بقي كده !! خلي جدك ينفعك
ضحكت جيهان ثم قالت :
دول متحاولش تدخل مابينهم أنت الي هتخسر
ملك :
أيوه ياست لوجي أخدتي مكاني خلاص وبابي مبقاش يدلعني زي زمان
_ ياختي نوغه وأنتي فاكره نفسك لسه صغيره ... قالها ياسين بسخرية مازحا
رمقته بحنق وقالت :
ملكش دعوة خليك ف حالك
جيهان :
أهو أنتو الأتنين بالذات مهما كبرتو هتفضلو عيال
ضحك آدم وقال :
عندك حق فعلا يا ماما
ياسين بسخريه قال: سيبنالك العقل والرزينة ياعم الكبير
تدخلت خديجة بمزاح :
بصراحه يا ياسين عندك حق ... آدم خلاص من كتر الرزانه هيبقي أرسطو
ضحك الجميع ... أمسك يدها وهمس لها :
بقي كده !! لما نطلع أوضتنا ... هاعرفك مين أرسطو
إبتسمت بخجل وقالت :
وطي صوتك فضحتنا
_ كويس إنكو متجمعين عشان عايز أقولكو ع خبر حلو ...قالها يوسف لينتبهو إليه بإنصات
فقالت جيهان : خير يا حبيبي ؟؟
أجابها والسعاده تنضح من إبتسامته الغامرة :
خير بإذن الله يا جيجي ... بصراحة أنا قررت أتجوز
نظر الجميع إليه بفرح وقال ياسين :
أيوه بقي يا جو
فقال عزيز :
ودي تبقي بنت مين ومن أنهي عيله ؟؟
ردت جيهان :
أهم حاجه الأخلاق وتكون بتحبك وتخاف عليك والحسب والنسب ده ف الأخر
أجاب يوسف عليهما :
أطمني يا ماما دي بنت محترمة جدا ودكتورة وبتحبني من زمان
رمقته بتعجب وقالت :
بتشتغل معاك ف المستشفي ؟؟
قال يوسف :
اه وكانت معايا ف الجامعه ... الوحيده الي حبتها وأتمنيت تكون ليا وشاء القدر ورجعتلي بعد سنين ولسه عايشه ع حبنا
نظر إليه آدم وقال :
آوعي تقول البنت الي كنت هتخطبها وباب.....
قاطعه يوسف قائلا :
أيوه تبقي علياء .. الدكتورة علياء
حدق به عزيز وهو يتذكر :
مش دي بنت الراجل الي شغال موظف ف المعاشات؟؟
زفر يوسف وقال :
أيوه يا بابا ربنا يرحمه ... هي بقت دكتورة نسا وجراحة ومن أكفأ الدكاتره الي عندي ف المستشفي
نهض عزيز وأمسك بيد الصغيرة وأبدي عدم الإهتمام :
تعالي يا قلب جدو هوريكي اللعبه الجديده الي جبتهالك ... أخذ الصغيرة ودلف للداخل
أثار حنق كل من يوسف وجيهان وأيضا ياسين الذي أدرك موقف والده من ذلك الزواج ...
_ شوفتي يا ماما ... عمره ما هيتغير أبدا ... صاح بها يوسف بحنق
زفرت جيهان بسأم :
معلش يا حبيبي ما أنت عارفه
قال ياسين بسخريه :
أبوك لسه عايش أيام نظام الملك
رمقته جيهان بعتاب :
ياااسين ... عيب ده يبقي باباك
وقف يوسف وصاح بغضب :
ياريت يا ماما تفهميه أنا هاتجوز علياء يعني هاتجوزها وإن كنت ببلغو مش أكتر وأظن أنا مش يوسف بتاع زمان الي هدده بدراسته ومستقبله وقتها وخلاني أتجوز إنجي وأنا مرغم عليها
حاول آدم تهدأة الوضع فقال :
قعد بس يا يوسف وإحنا هنتكلم معاه ونتفاهم
يوسف :
أنا مش هاضيع سنين من عمري تاني يا آدم ... أنا هاروح الجمعه الجايه هاطلب إيدها من مامتها وف خلال شهر هانتجوز
جيهان بتهكم قالت :
وأي لازمتها بقي إنك تقولنا ما أنت مرتب ومخطط كل حاجه
شعر يوسف بالحرج وقال :
يا ماما أنا مقصدش طبعا أهم حاجه رضاكي بس مش هاستني قرار بابا وأديكي شوفتي لما عملت الي عايزه حصلي أي الحاجه الوحيده الحلوة الي طلعت بيها هي بنتي غير كده حياتي كانت جحيم
قالت خديجة :
أهدي يا يوسف الأمور دي بتمشي بالعقل مش بالعند وإنك تقف قصاد باباك ومتنساش رضا الوالدين أهم حاجه ومن غير رضاهم بتبقي حياتنا شقي وتعب
قال ياسين بسخط :
ده لو كان أب عادل ويحب يشوف ولاده مبسوطين لكن ده عزيز البحيري الي ديما بيحسبها بالعيلة والفلوس
_ ياااسين ... لم نفسك وإتكلم عن باباك بإحترام ... صاحت بها جيهان
نهض ياسين وقال بإمتعاض :
كلمة الحق ديما بتزعل ... عموما أنا ماشي عن إذنكو
آدم : أستني بس رايح فين
ألتفت إليه قبل أن يغادر :
رايح لمراتي الي أبوك مش طيقها ولاهي ولا مرات أخوك يونس والدور ع يوسف هينضم للقايمه ... سلامو عليكو
قالها وغادر ع مضض
_ عن إذنكو طالع أريح شويه ... قالها يوسف ودلف للداخل
ربتت خديجه ع يد جيهان وقالت :
متزعليش يا ماما منهم ... أعذريهم
قالت جيهان :
أنا عمري ما زعلت منهم بالعكس أنا بتمنالهم السعاده من كل قلبي ونفسي أشوفهم فرحانين كل واحد مع الي قلبه أختارها وبيحبها وهي بتحبه ومش مهم تكون من عيلة مين .. كل مشكلتي دلوقتي مع عزيز للأسف مش قادرة لحد دلوقت أغير تفكيره وإنه يفهم خلاص إن ولاده إتجوزو وده بقي أمر واقع .
_ كانت ملك تستمع لكل ماحدث وتنظر لآدم بقلق وخوف وكأنها تقول له ماذا سيفعل والدها عندما يأتيه مصعب لطلب يدها ... لتدرك ردة فعله التي تعلمها جيدا .
"""""^^^^^^^^"""""""^^^^^^""""""^^^^^^^""""
_ فتحت عينيها بضجر ع صوت طرقات الباب ورنين الجرس ... نهضت وصاحت بضيق :
حاضر ... حاضر ... الدنيا ما طارتش
فتحت الباب ونظرت للطارق بعينيها الناعستين ...
_كل ده نوم ياشيخه حرام عليكي ... قالها علاء ويحمل بيديه للعديد من الأكياس البلاستيكيه
رمقته بإمتعاض وقالت :
أي الي جابك
رفع حاجبه بتعجب وقال :
أنا جاي شقتي والحق عليا بدل ما أروح أريحلي بعد وقفة شغل طول النهار صعبتي عليا لما أفتكرت إن الي ف التلاجه أكل قليل ومش هيكفيكي غير يوم
تنهدت مريم وقالت :
متشكره يا أستاذ علاء لكرمك وزوءك ياريت تديني الشنط وتتكل ع الله لأن زي ما أنت شايف أنا لوحدي
دفع الباب وتركه مفتوحا ... ووضع الأكياس ع الطاولة وقال :
ع فكرة أنا بفهم ف الأصول والحمدلله أنا واثق من نفسي ... وبعدين أنا جاي كمان عشان هاخد هدوم ليا وحاجات محتاجها
قالت مريم :
أتفضل خد الي أنت عايزه البيت بيتك فعلا وأنا هنا يادوب ضيفه بتعطف عليها
تنهد علاء وقال :
ليه بتقولي كده ؟؟... أنا زعلتك ولا قولتلك حاجه تضايقك !!
أومأت له بالنفي ... فأستطرد حديثه :
طيب ف أي مالك مش طيقاني كأني جوز أمك ...
وما أن تفوه بأخر كلمة توترت ملامحها بخوف وقالت :
لا أأ أنا مفيش حاجه ... بس لما بقوم من النوم ببقي أرفانه ومش طايقة نفسي
لاحظ علاء توترها فقال :
خلاص أنا مش هاطول عليكي هاخد حاجتي وهاتكل ع الله ... أخرج هاتف ن جيبه وقال :
ولما تفوءي كده ومزاجكك يتظبط أبقي كلميني طمنيني عليكي ... أعطاها الهاتف
أخذته مريم وقالت :
أي ده ؟؟
أجابها بسخريه :
ده إسمه موبايل جيبهولك عشان أعرف أطمن عليكي ولو ف حاجه تكلميني ع طول
كادت تتفوه بشئ لكنها ترددت ... رمقها منتظرا وقال :
عايزه تقولي أي ؟؟ متتكسفيش
أبتلعت ريقها وقالت :
أنا مش هينفع أفضل عايشه كده عاله عليك يعني أنت متغرب عن بيتك عشان تشتغل وملكش ذنب تشيل مسئولية واحده متعرفهاش ... أنا بصراحه عايزه أشتغل وأول ما كون قرش هأجر مسكن خاص بيا
إبتسم علاء وقال :
بصي يا مريم أولا أنا مش مضايق خالص إن بساعدك لأن بعتبرك زي ماقولتلك قبل كده إنك زي أخواتي البنات ثانيا بالنسبه للشغل من غير ماتقولي أنا فعلا كلمتلك المدير عندنا وقولتله إنك قريبتي وافق إنك تيجي تشتغلي ف تقديم الطلبات للجيست بس المشكله طبعا عايز صورة بطاقتك ومؤهلك
ذهبت إلي الغرفة وجاءت إليه وقالت :
بطاقتي أهي لكن شهادتي مش معايا
علاء :
مش مشكله ممكن نعملك مستخرج ليها بس طبعا لازم ننزل القاهره
شحب وجهها قائلة :
ننزل القاهرة !!
رمقها بتعجب وقال :
أنا لحد دلوقت معرفش حاجه عنك ومحبتش أضغط عليكي ... بس لاحظت إن سيرة نزولنا للقاهرة خلت وشك أصفر وملامحك أتغيرت ... أنتي هربانه من أهلك ؟؟؟
جلست ع إحدي مقاعد الطاوله وتنهدت ثم قالت :
أنا بابا مات وأنا صغيرة وماما ماتت من أربع سنين وسابتني أنا وأختي وأخويا مع جوزها ... صمتت لتترقرق عبراتها مثل السحاب بداخل عينيها فأردفت :
ربنا ينتقم منه هو السبب ف كل الي إحنا فيه ... لن تتحمل أكثر من ذلك لتجهش ببكاء مرير ...
أقترب منها علاء وربت ع ظهرها وقال :
خلاص أهدي متكمليش وأدخلي أغسلي وشك عشان تفطري أنتي شكلك ماكلتيش من إمبارح
نظرت إليه بإمتنان وقالت :
أنا مهما شكرتك مش هاقدر أوفيلك حقك ... ربنا يكرمك زي ما أكرمتني ف بيتك ويحفظك من كل شر زي ما أنقذتني من إيد المجرمين
قال مبتسما :
أنا كفايه عليا الدعوتين الحلويين دول مش عايز أكتر من كده ... ومعلش بقي لوسببتلك إزعاج
إبتسمت وقالت : خالص أبدا أنا أصلا يعتبر منمتش غير قبل ماتيجي بساعتين تقريبا
تعجب قائلا : .
كنتي خايفه ؟؟
أومأت له بنعم وقالت ببراءه :
طول الليل الهوا عمال يخبط ف الشبابيك والباب وكنت خايفه أوي .. فضلت صاحيه لحد ماغلبني النوم
قال بمزاح :
أومال لو سمعتي صوت الديابه هاتعملي أي
ذعرت ملامحها وقالت :
ديابة !!!
قهقه علاء وقال : ماخدتيش بالك إن المدينه هنا قريبه من الجبال يعني ممكن تلاقي ديب ... عقارب ..تعابين ... أي حيوانات وزواحف تختر ع بالك مش بعيد تلاقي قرش من أبو زعنفه ف دماغه طلعالك ف البانيو
أدركت إنه يمزح فألقت عليه وردة من المزهرية وقالت :
ماشي يارخم
علاء :
خلاص الرخم ده مش هيجيلك تاني ولا هيعبرك حتي ف الموبايل وخليكي بقي لوحدك يطلعلك العو أبو رجل مسلوخه
قالت بإندفاع وهي تمسك بساعده :
لاء بالله عليك ده أنا مليش غيرك متسبنيش
وبعد تلك الجملة التي تفوهت بها بنبرة أرتجف لها قلبه ... ليحدق ف عينيها ذات خليط لون البحر بالسماء ... تعالت أنفاسه بتهدج وشعر وكأن الكهرباء مسته من لمستها ...
عادت من شرودها فتركت ساعده وقالت :
آسفه مكنش أصدي
أبتلع ريقه بتوتر وقال :
ولايهمك ... أنا ماشي دلوقت ولو ف أي حاجه اتصلي عليا رقمي متسجل عندك .
مريم :
طيب وحاجتك مش هتاخدها ؟؟
بدون أن ينظر إليها :
بعدين .. بعدين ...سلام
قالها وغادر مسرعا ودقات قلبه كانت تصارع خطواته .... توقف بالأسفل وهو يتذكر وجهها ونظرة عينيها لتتعالي خفقات قلبه ... هل ياتري هذه بداية عشق جديد!! هل قد نسي حبه لرحمه !! وماذا سيفعل عندما يعلم حكاية مريم وهل سوف تخبره الحقيقة أم الكذب !!!

تعليقات



×