رواية جمر الجليد الفصل العاشر 10 بقلم شروق مصطفي


رواية جمر الجليد الفصل العاشر بقلم شروق مصطفي

استفاقت سيلا ببطء، عيناها مفتوحتان بصعوبة، وألم الصداع يضرب رأسها بشدة. حاولت النهوض، لكن جسدها خذلها، فاختل توازنها وسقطت جالسة على حافة السرير. شعرت بدوار مرير، إلا أنها عزمت على الوقوف مجددًا. بعد محاولات شاقة، تمكنت من الاتكاء على الحائط، خطت خطوات مترددة حتى وصلت إلى السلم، تشبثت به بحذر ونزلت ببطء.


كان المنزل غارقًا في سكون مريب، ولم تلحظ أي حركة أو وجود لأحد. شعرت براحة داخلية لعدم وجود من تضطر للتعامل معه، فهي بالكاد تمتلك الطاقة لمواجهة نفسها. اتجهت نحو المطبخ، تشتاق إلى قهوتها الصباحية التي اعتادت أن تمنحها بعض الحيوية. أخذت تبحث عن شيء ما، لكن عينيها لم تقعا على ما تبحث عنه. خارت قواها مجددًا، فجلست على أحد المقاعد، متعبة ومنهكة.


أسندت رأسها المثقل على الطاولة، وأغمضت عينيها، لكنها لم تجد سوى سواد يمتد أمامها. فجأة، ارتخت يدها الثقيلة وسقط جسدها تدريجيًا، وكادت تهوي على الأرض لولا أن يديه أمسكتا بها في اللحظة الأخيرة.


كان قد استيقظ للتو على وقع خطواتها المرتبكة وأصوات خفيفة كادت أن تخفى. هرع نحوها وحملها بين ذراعيه، ثم وضعها برفق على الأريكة. حاول إيقاظها بضربات خفيفة على وجهها، لكن دون جدوى. تركها للحظة وأحضر زجاجة عطره القوية، محاولًا إنعاشها، إلا أن استجابتها كانت معدومة.


عاد عاصم سريعًا بكوب ماء محلى بالسكر، قلبه جيدًا واقترب منها، ثم عدل جلستها برفق ممسكًا بظهرها ليساعدها على الشرب. كان قريبًا منها للغاية، قدم لها القليل من الماء، وببطء بدأت تستعيد وعيها شيئًا فشيئًا. فتحت عينيها بصعوبة، وبمجرد أن شعرت بقربه منها، دفعته بعيدًا قائلة بصوت حاد:


"ابعد عني."


تركها على الفور واستقام واقفًا، ينظر إليها بتركيز، ثم سأل بجدية:


"آخر مرة أكلتي كانت إمتى؟"


خفضت رأسها وأمسكت جبينها بيدها، تتنفس ببطء وبصوت ضعيف مهزوز:


"مش فاكرة... يمكن من يوم الحفلة أو قبلها."

بقلم شروق مصطفى


حدقت عيناه بها بصدمة، فهو أدرك فجأة أنها قضت يومين كاملين دون طعام؛ يوم افتتاح الحفل واليوم الذي جلبها فيه إلى هنا. صمت برهة، ثم استدار وابتعد متجهًا نحو المطبخ لتحضير الفطور.


حاولت الوقوف واتباعه، متثاقلة الخطى حتى جلست أمام الطاولة في المطبخ وقالت بصوت متعب:


"فين القهوة؟ مش لاقياها... صداع رهيب."


كان عاصم منهمكًا، ظهره لها بينما كان ينهي طبقًا من الأومليت. التفت إليها قليلاً بعد أن وضع الحليب على النار وسخن الخبز، ثم قال بصوت حازم:


"مفيش قهوة إلا لما تشربي ده" -وأشار إلى كوب الحليب- "وتاكلي ده" -وأشار إلى طبق الأومليت-.


رفعت حاجبيها بتحدٍ ونظرت له قائلة:


"مين قال إني عاوزة أكل ولا أشرب؟"


ثم زفرت بضيق وحاولت النهوض. لكن عينها وقعت على كيس القهوة الذي وضعه في أعلى الدلفة، فتمتمت بصوت منخفض وبامتعاض:


"قال اشرب لبن! شايفني طفلة لسه هشرب لبن؟ وبيض إيه اللي يعمله ده كمان؟!"


استدار فجأة إليها وسحب الكيس من فوق الدلفة، متجاهلًا تعليقها، ثم عاد إلى طهي الفطور. مدت يدها محاولة أخذ الكيس منه، قائلة بإصرار:


"ممكن الكيس بقا؟"


هز رأسه بالرفض وأشار إلى الطعام قائلًا:


"ده يخلص الأول."


شعرت بالغضب، فردت:


"مش قادره أتكلم بجد، متعصبنيش بقا."


لكنه أجاب بثبات:


"قولت لا. يلا كلي الأول."


قالت بتحدٍ:


"مش هاكل!"


ابتسم بسخرية ورد بهدوء:


"براحتك، مفيش قهوة."


نظرت له بعناد وأجابت:


"هشرب القهوة الأول، وبعدها هاكل."


رد ببرود:


"مش هتكلم كتير. مش بعزم، يلا اتفضلي."


شعرت بالإرهاق وعدم الرغبة في مجادلته أكثر، فجلست بصمت وأبعدت كوب الحليب بتقزز، ثم تناولت بضع لقيمات صغيرة من الطعام. بعد أن انتهت، رفعت رأسها وقالت:


"ممكن القهوة بقا؟"


بقلم شروق مصطفى

كان قد أنهى إعدادها بالفعل، فناولها الكوب قائلًا:


"اتفضلي."


تناولت القهوة وشكرته باقتضاب. جلس هو على الطاولة وبدأ في تناول فطوره بصمت. بمجرد انتهائه، نهض وغادر المطبخ متجهًا إلى مكتبه.


أما هي، فقد أنهت قهوتها وعادت إلى غرفتها، تشعر بالضيق والتوتر. ظلت تفكر كيف يمكنها التخلص من وجوده، فهي لا تطيق البقاء معه. أخذت تتمشى في الغرفة بقلق، تتأمل تفاصيلها، ثم اقتربت من النافذة محاولة فهم المكان. لم ترَ سوى غابات كثيفة وأشجار شاهقة تحجب أي معالم للطريق. شعرت بالارتباك، وكأنها عالقة في مكان لا سبيل للخروج منه.


تنهدت سيلا بعمق، وهي تتمتم بضيق:


"أنا فين بس؟ وداني فين ده يا رب؟ فاكرني سكت وخلاص؟ ماشي، نشوف!"


توجهت نحو الدولاب، فتحته لتجد ملابسه مرتبة بعناية. أخذت تتفحصها حتى انتقت بنطالًا طويلًا وتيشيرتًا بأكمام طويلة. بعد أن ارتدتهما، وقفت أمام المرآة، فضحكت على شكلها؛ الملابس كانت واسعة جدًا عليها بسبب قصر قامتها مقارنة بطوله، لكنها هزت كتفيها بلا اكتراث:


"مش مهم!"


خرجت من الغرفة بخطوات حذرة، عاقدة العزم على استكشاف هذا المكان الغريب، بحثًا عن مخرج للهرب منه. أثناء تجولها في المنزل، لفت انتباهها باب خشبي داخل المطبخ بدا مختلفًا عن باقي الأبواب.


بدأت تتحرك بخفة، تتلفت يمينًا ويسارًا، متأكدة من خلو المكان. نزلت إلى الطابق السفلي بخطوات بطيئة، تتفحص جميع الاتجاهات بحذر شديد. لاحظت الهدوء التام، فلا أثر لعاصم، ولا حتى للخادمة. تساءلت في نفسها:


"يا ترى هو فين؟"


ثم أكملت بابتسامة خفيفة:


"أحسن!"

اتجهت نحو الباب الخشبي، وقفت أمامه وحاولت فتحه، لكن الباب كان مغلقًا بإحكام. زفرت بضيق، وبدأت تدفعه بكل ما أوتيت من قوة، دون جدوى. استدارت لتعود، لكنها تجمدت في مكانها فجأة.


كان داخل مكتبه، يجلس أمام جهاز الحاسوب، يتابع سير العمل في شركته عبر تقارير ومكالمات متواصلة. أجرى اتصالًا أخيرًا طلب فيه إرسال خادمة جديدة لتتعامل معها، فقد أدرك أن الوضع يتطلب شخصًا أكثر صبرًا. في الوقت نفسه، لم يكن يغفل عن مراقبتها؛ فقد وضع كاميرات في أرجاء المنزل، وكانت تحركاتها جميعها تحت ناظريه. ظل يراقبها بابتسامة خفيفة، متسلّيًا بتصرفاتها العفوية ومظهرها في ملابسه الفضفاضة. بعد لحظات، قرر أن يترك مكتبه ويذهب للتسلية قليلاً.


بينما كانت سيلا تقف أمام الباب الخشبي محاولًة فتحه، كان عاصم يقف خلفها مباشرة، يراقبها بصمت وعيناه تضيقان بنظرة فضولية مشوبة بالجدية. لم يكن يبدو غاضبًا، لكنه كان يدرس تصرفاتها بتمعن.

قال بصوت هادئ، لكن نبرته تحمل تحذيرًا خفيًا: 

"كملي، وقفتِ ليه؟ هاتي أخرك بقى! وبالمناسبة... إيه اللي لابساه ده؟"


شعرت بالارتباك من وجوده المفاجئ ونظراته الساخرة، فردت بتردد وهي تحاول التظاهر بالهدوء:


"ك... كنت زهقانة فقلت أتمشى شوية... إيه بلاش."


ثم نظرت إلى نفسها وأشارت إلى ملابسها الواسعة:


"مش لاقية حاجة ألبسها! شنطتي مش معايا وأنت السبب في كل ده."


عاصم، بنبرة مليئة باللامبالاة، استدار ليوليها ظهره وهو يقول ببرود:


"يلا على أوضتك، مش عاوز رغي كتير، وما تطلعيش منها."


شعرت بالاستفزاز من تجاهله وبروده، فردت بغضب واضح:


"مين قالك إنِّي عاوزة حماية؟ اللي بيحمي حد يخطفه ويحبسه كده؟! أنا عاوزة أمشي من هنا! مش هقعد دقيقة واحدة، سامع؟"


لكنها لم تجد ردًا. نظرت حولها، فرأته يدخل مكتبه بهدوء وكأنها لم تكن موجودة. لم يعرها أي اهتمام، مما زاد من غضبها. ضربت الأرض بقدميها بحنق وقالت بصوت تحدٍّ وهي تغادر المطبخ:


"وأنا همشي يعني همشي من هنا، حتى شوف!"

توجهت نحو النافذة في غرفة المعيشة. حاولت فتحها بعصبية، لكنها كانت مغلقة بإحكام. التفتت حولها ووجدت قطعة أنتيك معدنية على المنضدة، فأمسكتها بإصرار، ورفعتها بقوة لتحطم الزجاج.


تراجعت للخلف قليلًا وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تضرب الزجاج بكل قوتها. لكن فجأة، وقبل أن تضرب، شعرت بيد قوية تمسك معصمها بقوة وتوقفها في اللحظة الأخيرة.


التفتت لتجد عاصم يقف خلفها مباشرة، نظرته حادة ونبرته صارمة:


"إنتِ بتعملي إيه؟! فاكرة الهروب لعبة؟"


أمسك عاصم بيد سيلا بقوة، لوى ذراعها للخلف وألقى القطعة المعدنية على الأرض بعنف. ضغط على ذراعها بشدة حتى شعرت بألم حاد وكأن عظامها ستنفصل عن مكانها. أنَّت بصوت مكتوم، تحاول إخفاء ألمها:

"سيبني!"

تحدث ببرود، لكن نبرته كانت مشدودة كأنه يكبح غضبه:


"فاكرة قعادك هنا برغبتي؟ أنا مستني المهمة دي تخلص عشان أخلص منك! مش طايق وجودك أصلاً. عندي شغل أهم من التعامل مع تصرفاتك الطفولية."


ردت بصوت متحشرج، تحاول الإفلات من قبضته:

"سيب ذراعي... سيبه بقى! أنت شخص همجي!"


اقترب منها، همس في أذنها بنبرة منخفضة، لكنها حملت تهديدًا واضحًا:


"فكري تعملي كده تاني، تعلي صوتك أو تتجرأي تقللي أدبك معايا. جربي بس، وشوفي رد فعلي المرة الجاية. ما تلعبش بالنار، سيلا."


ثم دفعها فجأة للأمام، فسقطت على الأرض بقوة. أمسكت بذراعها المتألمة، ورفعت رأسها لتنظر إليه بعينين غاضبتين:


"ومين قالك إني طايقاك أصلاً؟! أو حتى عايزة أشوفك؟ الحامي هو اللي خلقني، مش أنت. خليك في حالك وسيبني أرجع لبيتي! مش محتاجة مساعدتك ولا حمايتك. لو خايف عليّ من الموت، فأنا ما عنديش مانع أواجهه. بلغ رئيسك إنك مش هتكمل المهمة. انتهينا!"


نهضت بصعوبة، متجاهلة نظراته الباردة، واتجهت نحو النافذة مرة أخرى. انحنت والتقطت القطعة المعدنية من الأرض بعزم.


لكن فجأة، وقبل أن تحرك يدها، شعرت بظله خلفها. استدارت ببطء، لتجده يقف هناك، عينيه تشتعلان بالغضب. أمسك القطعة المعدنية من يدها بقوة وألقى بها بعيدًا، ثم اقترب بخطوات ثقيلة ونبرته منخفضة لكنها حادة كالسيف:


"إنتِ مصرة تخليني أتصرف بطريقة مش هتعجبك، مش كده؟


نظرت إليه بتحدٍ، لكن قلبها تسارع نبضه. شعرت للحظة أنها ربما تجاوزت الحد، لكنه أكمل بصوت صارم:


"المرة الجاية اللي هتفكري تعملي فيها حاجة زي دي، مش هيبقى عندك فرصة تكرريها تاني."


ثم استدار وتركها واقفة وحدها، يشتعل في داخلها مزيج من الخوف والغضب.

ـــــــــــــــــــــ

أنهت مي عملها وسلمت المقال الذي كتبته باسم صديقتها سيلا، وتركت الأوراق للطباعة، ثم توجهت إلى همسة للاطمئنان عليها. بعد السلامات وتقديم واجب الضيافة، دعتها همسة إلى غرفتها.


جلست مي على طرف السرير ونظرت لهمسة بقلق قائلة:


"إيه البرود اللي فيكي ده يا بنتي؟ طمنيني عليها! قلبي مش مرتاح لسيلا، حاسة إنهم هيخلصوا على بعض."


أخذت همسة نفسًا عميقًا، وكأنها تحاول استيعاب كل ما يحدث، ثم قالت:


"والله يا مي، أول ما رجعت البيت كنت متوترة جدًا، وما كنتش عارفة أقول لهم إيه. بس أول ما بابا فتح لي الباب، انهارت أعصابي ومقدرتش أتمالك نفسي. الغريب إنه كان هادي جدًا وقعد يشرح لي الموضوع كله."


مي، وهي تقترب منها لتسمع التفاصيل:


"طب قوليلي، فهمتي إيه؟"


همسة جلست بجانبها وأخذت تروي:


"بصي، الموضوع بدأ لما سيلا نشرت مقالها الأول عن العصابة. الداخلية وقتها قررت تعين ظابط سري لحمايتها، خصوصًا بعد ما الممرضة والدكتور اللي كانوا على علاقة بالقضية اتقتلوا. بعد كده، قرروا يبعدوا سيلا عن الأنظار شوية لحد ما يسيطروا على الوضع ويمسكوا باقي أفراد العصابة."


مي، بدهشة:


"ومين الظابط ده؟"


همسة، بنبرة جادة:


"عاصم! الظابط السري المكلف بحمايتها. هو اللي طلب من الجريدة إنها تغطي الافتتاحية عشان يبعد عنها الشبهات، خصوصًا إنها لو فضلت تكتب عنهم، العصابة هتلفت نظرها ليها بسرعة."


مي، بتوتر:

"بس سيلا ما تسكتش. أكيد عملت حاجة!"


همسة أكملت:

"بالضبط. لما سيلا عرفت بالصدفة إن الدكتور اتق.تل يوم الحفلة، نشرت صور العصابة على أكتر من موقع. وقتها عاصم اتصرف بسرعة وسفرها لمكان محدش يعرفه لحد ما القضية تخلص."


مي، بإحباط:

"يا حظها الأسود! بقولك، تفتكري تأقلمت معاه؟"


همسة، بابتسامة صغيرة:


"اللي أنا متأكدة منه إنهم مش بيطيقوا يشوفوا بعض. سيلا عصبيتها فوق الوصف، وعاصم شكله ما بيعرفش يتفاهم!"


ثم توقفت مي فجأة كأنها تذكرت شيئًا، وقالت:

"دلوقتي فهمت ليه المدير كان مصر إني أكتب أي مقال باسم سيلا! حتى المقالات اللي ما لهاش علاقة بالقضية طلب إنها تكون باسمها هي. عايز يشغل العصابة عنها بأي شكل. ومش بس كده، يوم الحفلة عاصم كان مصر إنها هي اللي تعمل الحوار بنفسها، رغم إننا كلنا كنا بنعرض نساعد. واضح إنه كان عاوز يبعد الأضواء عنها بأي طريقة."


همسة، وهي تضرب كفها بكفها:

"ربنا يستر. فاكرة لما وقعها في البسين وهي رمت عليه مياه؟ كان يوم كارثي."


مي ضحكت وقالت:

"ومشوفتيش يوم الحفلة لما دخلوا في جدال قدام الناس. كان موقف مش سهل أبدًا طيب هي كلمتكم."

همسة بآسى: لأ، لسة


مي بتنهيدة: "ربنا يعدي الأيام دي على خير. سيلا عصبيتها فوق الوصف، وعاصم شكله عنيد جدًا. أنا خايفة الأمور بينهما تتعقد أكتر."


أيدتها همسة:

"فعلاً، شكله متكبر، واضح عليهم كلهم مغرورين."


ابتسمت مي بمكر وغمزت لها:

"بس ابن عمهم؟لأ، ولا إيه؟"

ثم بدأت تقلد صوته بنبرة ساخرة:

"بعد الشر عليكِ!" وضحكت بصوت عالٍ: "والله شكله وقع يا عيني ها اعترفي!". 


ارتبكت همسة وقالت:

"أنا؟ أنا إيه!" ثم انفجرت ضاحكة تتذكرشيئا:

"أسكتي عملت فيه مقلب طلع من نافوخه."


قهقهت مي وقالت:

"مش قولتلك إنه واقع؟ قولي يا مفضوحة، احكي!"


تنهدت همسة وقالت بمرح:

"لا خلاص، مش هقول حاجة طول ما بتتريقي."


مي، بابتسامة واسعة:

"لا لا، خلاص، مش هتريق. قولي."


تنهدت همسة وقالت:

"بصي، اللي حصل إن تليفوناتنا اتلخبطت..."


قصت همسة القصة كاملة عن كيف تبادلت الهواتف معه وكيف انتهى الأمر بدعوته للقاء في مقهى، لكنها أرسلت والدها بدلاً منها، وضحكت:

"كان شكله متعشم أوي، يعيني!"

ابتسمت مي بخبث:

"تصدقي؟ نظراته ليكي كانت واضحة جدًا في الحفلة، وحتى في العربية طول السكة."

ضحكت مي ثم أكملت:

"يلا، يستاهل! عشان يعرف إننا مش ساهلين. إحنا جامدين أوي!"

ردت همسة بثقة:

"أه طبعًا، جامدين جدًا."

نهضت مي وقالت:

"يلا، أنا لازم أمشي. اتأخرت. لو سيلا كلمتكم، كلميني على طول."


همسة: "أكيد، حاضر."


غادرت مي وركبت سيارة أجرة، وعندما وصلت إلى منزلها وهمّت بالدخول، تفاجأت بأخر شئ تريد أن تراه...

الفصل الحادي عشر من هنا

 

تعليقات



×