رواية جبران العشق الخاتمة الجزء الثالث والاخير
تنفست بعمق تحاول أن تهدأ تفكر في كلمات بيجاد التي قالها لها قبل عليها أن تمضي قدما ، تكون حياة جديدة ، تحرق حطام الماضي ، يكن لها أسرة وأطفال وحياة زوجية كاملة وهو محق إلى متي ستظل تتأرجح على حبال لا تعرف لها نهاية في القانون هي حتى لا تملك شهادات سفيان حرص جيدا على تعليمها القراءة والكتابة والعديد من اللغات ولكنها لم ترتاد مدرسة قط لا تملك شهادة واحدة تكن كحجر أساس تبني فوقه ، ملك عليها أن تبدأ من شهادة الإبتدائية يال السخرية ، دخلت إلى الغرفة حيث يجلس عمر ليهب واقفا ما أن رآها يعلو ثغره ابتسامة كبيرة بات قلبه يطرب فرحا فقط لرؤيتها هو حتى لا يصدق أن ذلك يحدث ولكنها القلوب تتغير في لمح البصر تتقلب على نصلٍ ذي حدين ؛ حد يكره والآخر يعشق
جلست أمامه على استحياء تنظر أرضا تحاول أن ترتب ما تريد أن تقول ولكنها بدلا من ذلك وجدت نفسها تسأله فجاءة :
- أنت ليه عايزني أعيش معاك ، عمر مشاعرك ناحيتي ممكن ما تبقاش أكتر من شفقة أنا بس صعبت عليك ، وقدام تندم أنك كملت وربطت اسمك بيا
محقة لن يلومها يعني ما مرت كفيل بجعلها تفقد الثقة في الجميع ، حين يتذكر ما مرت به يشعر برغبة ملحة في ضمها لأحضانه ليخبرها بأن كل شئ بخير وأنه سيبقى جوارها دائما تنهد يحاول أن يلملم شتات كلماته المبعثرة قام من مكانه يجلس على المقعد المجاور لها مباشرة ، ارتبكت ما أن فعل توترت حدقتيها تنظر له بذهول ليتنهد هو يغمغم متلعثما :
- بصي يا ملك إحنا بداية علاقتنا من الأول كانت غريبة ، يعني أنا كل المعلومات اللي عندي إني هكتب كتابي على واحدة من أعضاء التنظيم اللي إحنا بندور عليه موجودة في الحارة متنحلة شخصية ممرضة ، وأن دا هيشتت أعضاء التنظيم لأنهم كانوا مخططين أن جبران هو اللي هيتجوزها ، حتى إني ما كنتش أعرف أن كتب كتابنا صحيح ، هروبك كانت خطوة مش محسوبة كانت بدري أوي ما كنتش أتوقع أبدا اني مجرد ما ألف ضهري عنك تهربي ، خصوصا أن ما كنش ينفع يبقى في عناصر شرطة في الحارة عشان ما نكشفش ، لما شوفتك تاني ما كنتش طايقك وخصوصا اني سمعت عن اللي عملتيه تخاطيف كدة ، وكنت فاكرك بتمثلي على عمي ومراته ومتضايق جدا من دفاع مرات عمي عنك ، وكنت دايما مراقبك وواثق أنك هتغدري في لحظة ، بس الغريب اللي حصل إني شوفتك بس وأنتِ بتتسحبي وطالعة السطح وفارشة السجادة وعمالة تدعي بكل حرقة أن ربنا يسامحك ، ساعتها استغربت جداا إزاي يعني ، دي خدعة تانية منها هي كانت شيفاني وأنا براقبها يعني ، وفضلت على طول مراقبك الأول كنت مستني منك غدر بعد كدة بقيت بحس إني لازم أعمل كدة ، عايز دايما أشوفك بتحجج لنفسي إني براقب عشان لو غدرت ولكن الحقيقة أنا عاوز دايما أفضل شايفك قدامي
صمت لبضع ثوانٍ حين نظر لوجهها رآه شاحب مضطرب عينيها تلمع بالدموع حدقتيها تتحرك هنا وهنا شعر بالندم لأنه ذكرها بالماضي ، ارتسمت ما يشبه ابتسامة على ثغره يردف :
-عارفة أمتى اتاكدت إني اتعلقت بيكِ ، لما دخل الواد الملزق اللي اسمه شهاب دا حياتنا ، كنت شايفك خطر عليا وعايز أبعدك بأي شكل عشان كدة ألفت القصة اللي قولتها لشهاب عشان تبقي الضحية فيها ويتعاطف معاكِ وما يحملش عليكِ ذنب بس لما لقيته عمل كدة فعلا اتضايقت أوي كان نفسي يرفض ويمشي ويقول لاء مش موافق ، وكانت من أسعد لحظاتي لما عرفت أن جوازنا صحيح حقيقي فرحت جداا
حين صمت من جديد أنزلت رأسها أرضا تتساقط دموعها في صمت كلمات عمر ذكرتها بالماضي وكيف كانت نسخة عن الشيطان تعثو في الأرض فسادا ، ابنة الشيطان كما كان يلقبها سفيان دائما ، أجفلت ينتفض جسدها بعنف حين شعرت بكفيه يحتضنان كفيها رفعت وجهها إليه مرتبكة لتلتحم مقلتيها بعينيه لترى عينيه تبتسم لها تشجعها على الموافقة ضمت كفيها داخل يديه لتجد دموعها تنهمر تتمتم بحرقة :
-أنا ما عييش شهادة أنا كان نفسي أكمل دراستي واشتغل واحس إني عملت حاجة صح بس أنا حتى مش معايا شهادة هو كان بيرفض إني أروح المدرسة بس أنا بعرف أقرأ واكتب وأحسب كويس جداا ومعايا لغات كتير هو كان بيخليني أدرس واخد كورسات واتعلم لغات كتير بس جوا البيت
مد عمر كفيه سريعا يمسح بهما عبرات وجهها المراقة يحتضن وجهها بين كفيه يحاول جعلها تتوقف عن البكاء ليردف سريعا :
-طب ممكن تهدي ، اهدي خلاص أرجوكِ ، سهلة والله أنتِ بتقولي معاكِ لغات وكورسات كتير ممكن اجبلك بواسطة حد تقيل معانا شهادة ثانوية عامة واقدملك تعليم مفتوح ويبقى معاكِ شهادة وتشتغلي لو عايزة مش هقولك لاء
توسعت حدقتيها ذهولا أمسكت بكفيه تبعدهما عن وجهها تتشبث بيديه تغمغم متلهفة :
-بجد يا عمر ، بجد ممكن تعمل كدة عشاني
ابتسم يرقص قلبه فرحا الآن فقط علم كيف استطاعت أن تجعل الجميع ينفذون ما تريد حين كانت في الجانب المظلم ، الفتاة ساحرة ابتسامة منها تسلب الألباب تجعله يود أن يفعل أي شئ فقط ليراها تبتسم من جديد ، حرك رأسه بالإيجاب سريعا ليرى ابتسامتها تتسع ودَّ أن يظل هكذا فقط ينظر دون فعل شيئا آخر ،تنهد يهمس بهيام :
-بجد يا عُمْر عُمَر
قطبت جبينها لم تعجبها مزحته السخيفة أبدا لتسحب يديها من يده تغمغم مستهجنة :
- كليشيه أوي يا عمر
ضحك عاليا يحرك رأسه موافقا ما قالت شعر للحظات بأنه مراهق في المرحلة الإعدادية رفع يده يضعها على رقبته يبتسم محرجا ما أن هدأت ضحكاته لينظر إليها تنهد بعمق يسألها متلهفا :
-ها قولتي ايه بقى وافقي عشان خاطري بقى يا شيخة ، طب عشان خاطر ماما فاطمة دي هتفرح أوي لما تعرف
ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتيه ما أن ذكر عمر اسم فاطمة لتشرد عينيها تتذكر ملامح وجهها البشوش ابتسامتها الدائمة تلك السيدة معجزة بعثها الله لها لتحيا على يديها من جديد ، سافر عقلها بعيدا يرسم لها مشهد جميل لها هي وعمر ومعهم فاطمة تحمل بين أحضانها طفل صغير الجميع يلتف حولها سعيد ، أرادت تلك الحياة وذلك المشهد تحديدا ، تريد أن تنجب فتاة صغيرة لتعطيها كل ما حُرمت هي منه ، ابتلعت لعابها مرتبكة تختلس النظرات لعمر لتراه ينظر إليها متلهفا تنهدت بقوة تغمض عينيها تحرك رأسها موافقة لتتوسع ابتسامة عمر أراد أن ينتشلها لأحضانه وفعل قام من مكانه في لحظة يجذب يدها لتقف في لمح البصر شعرت بجسدها يرتطم بخاصته ويديه تعانقها ، تصلبت كل ذرة بها تتنفس بعنف ورجفة خفيفة بدأت تضرب أوتارها برفق تشعر بأنها تعانق رجل للمرة الأولى وتلك المرة ذاك الرجل هو زوجها ، شعور مختلف تماما قلبها لا يتوقف عن الدق بعنف ، أرادت أن تبادله تحتضنه هي الأخرى ولكنها ارتبكت فلم تفعل
لم يقطع تلك اللحظة سوى صوت بيجاد وهو يغمغم حانقا:
-الله الله في الصالة في رمضان قصدي في بيتي والله عيب علينا
ابتعدت ملك عن عمر سريعا ليقترب بيجاد منها لف ذراعه حول كتفيها يقبل جبينها دنى برأسه منها يهمس مترفقا:
- ها قررتي معاكِ كل الوقت تفكري ، لو مش عاوزة دا بيتك قبل ما يكون بيتي
ثم نظر صوب عمر يعطيه ابتسامة كبيرة صفراء يغمغم :
-ولو مش طايقة الواد دا أخليه يطلقك حالا ورجله فوق رقبته
ضيق عمر عينيه ينظر لبيجاد مغتاظا ليضحك الأخير عاليا ، أجفل على يد ملك تمسك بذراعه لتهمس مرتبكة:
- أنا ، قصدي يعني ، أنا موافقة هروح معاه
كاد عمر أن يصرخ سعيدا ولكنه توقف في اللحظة الأخيرة قبل أن يسخر بيجاد منه ، أعطاها إبتسامة كبيرة لتبتسم خجلة ، في حين انقبض قلب بيجاد قلقا عليها أراد أن يمنعها ولكنها لم يفعل يعرف أنها بحاجة ماسة لتلك الفرصة وعليه أن يتركها تأخذها ، حاول الا يبكي يغطي دموعه بابتسامة كبيرة يومأ برأسه يردف ضاحكا:
- ثبتك الواد دا خلاص ، ماشي يا ست ملك ، يلا روحي غيري هدومك وهاتي شنطتك
ابتسمت له تتحرك سريعا صوب غرفتها ليتنفس بيجاد بحرقة يغمض عينيه حين فتحها رأى عمر دموعه العالقة في حدقتيه ، رفع بيجاد يده سريعا يمسح دموعه ما أن رآه عمر ضحك يسخر من نفسه:
- أنت متخيل أن أنا كنت قناص زمان ودلوقتي بعيط ، لاء مش بعيط ولا حاجة على فكرة في حاجة دخلت في عيني
ابتسم عمر يقترب منه رفع يده يضعها على كتف بيجاد يضغط عليه بخفة يحاول طمئنته :
-ما تقلقش والله هشيلها في عينيا ، أنا عارف أنك قلقان عليها ....
وقبل أن يكمل التف بيجاد إليه يقبض علي ذراعيه انفجر خوفه ليردف بحرقة :
-أوي ، أنا خايف عليها أوي ، شافت كتير أوي الدكتور النفسي قالي أنها في الأغلب هتدخل في اكتئاب حاد وهتحاول حتى تنتحر وأنا خايف من وقتها أن دا يحصل ، خد بالك منها يا عمر ما تسبهاش
ابتسم عمر يحرك رأسه للجانبين يرفض ما يقول أردف بهدوء يحاول طئمنته :
-مش هتدخل في اكتئاب كان ممكن دا يحصل لو ما كنتش عرفت مرات عمي ، إنما أنا واثق جدا أنها مستحيل تفكر في الانتحار ، ما تقلقش عليها وبعدين أنت أكيد جبت عنوان البيت وهو مفتوحلك في أي وقت ، ربنا يخليكوا لبعض
ابتسم بيجاد يشعر بالاطمئنان من كلمات عمر قليلا ، مرت عدة دقائق قبل أن تنزل ملك بصحبة رُسل تحرك بيجاد يلتقط الحقيبة عن شقيقته يعطيها لعمر ليأخذها للخارج ليضها في صندوق سيارته ، اقتربت رسل من ملك تعانقها انسابت الدموع من عينيها تودعها:
-خلي بالك من نفسك ، أنا هكلمك دايما وأنتِ كلميني دايما ، وعلى طول تيجي يا ملك
ابتسمت ملك تدمع عينيها بعد أن عانقت زوجة أخيها توجهت صوب بيجاد ، رأته يتحاشى النظر إليها حتى لا ترى عينيه الدامعة ،لتبتسم وضعت رأسها على صدره فقط دون أم تفعل شيئا آخر ليغمض عينيه وتنساب خطوط الدموع تشق وجنتيه رفع يديه يشدد على عناقها يسمع صوتها تهمس بحرقة:
-شكرا يا بيجاد بجد شكرا على كل حاجة حلوة عملتها عشاني ، أنا بحبك أوي يا بيجاد سامحني إني كنت السبب في عذاب كبير سببهتولك
حرك رأسه للجانبين بعنف أمسك ذراعيها يبعدها عنه ينظر لعينيها الباكية ليمسح دموعها ابتسم يردف بهدوء:
- إحنا قولنا هننسى اللي فات مش هنتكلم عنه أبدا ، خلي بالك من نفسك ولو احتاجتيني في أي وقت وما اتصلتيش بيا هقطع علاقتنا تماما ، في أي وقت هبقى موجود ماشي يا ملك
اومأت له تبتسم لتودع رسل مرة أخرى ، لف بيجاد ذراعه حول كتفيها يتحرك معها للخارج ، ابتسم عمر يفتح لها باب السيارة وعت شقيقها بعناق طويل قبل أن تدلف للسيارة ليوصي بيجاد عمر عليها للمرة الألف وقف يراقب السيارة وهي تتحرك يلوح بيده لها وداعا عينيه تتحرك معهم إلى أن اختفوا تماما من أمامه ، أغمض عينيه يتنفس بعمق ليشعر بيد رسل تربت على ذراعه ، فتح عينيه وابتسم لها جذب رأسها بخفة يقبل جبينها يريح رأسها إلى صدره يلف ذراعه حول خصرها يتلمس بطنها برفق لترفع مقلتيها إليه امتزجت عينيها بخاصته لتبتسم وهو أيضا يحرك شفتيه ببطي يهمس لها :
-بحبك
فهمتها لتبتسم سعيدة تريح رأسها على صدره من جديد تلف ذراعيها حول جزعه تحتضنه تغمض عينيها تشعر بالأمان !
أما عند عمر وملك الطريق كان صامت كلاهما كان شاردا يفكر في القادم ، ملك تفكر في كلمة قالها عمر عن الشهادة والجامعة وحياتها الزوجية القادمة ، هل سيطالبها بحقوقه بالطبع سيفعل ولكن هل هي على استعداد أن تخوض في ذلك الأمر من جديد بملئ إرادتها دون إجبار من المايسترو لن تنسِ أبدا تلك الليلة التي انتهك بها عذريتها ستظل محفورة بذاكرتها للأبد
Flash back
كانت تمكث أمام كومة أوراق كبيرة بها كلمات اللغة الفرنسية تحاول حفظها والتدرب على نطقها كما علمها حين سمعت صوت باب المنزل يُفتح ، ارتجف قلبها خوفا ولكنها ابتسمت هرعت سريعا صوب الخارج لتجده يقف أمامها كان يبتسم تلك الابتسامة المخيفة التي اعتادت رؤيتها على شفتيه دائما اقتربت تعانقه تغمغم سعيدة :
-بابا وحشتني
ما إن اقتربت منه تأوهت متألمة حين قبض على خصلات شعرها يقرب وجهها منه لترتجف حدقتيها خوفا خاصة حين صرخ فيها غاضبا:
-أنا قولتلك ألف مرة تقولي إيه
اومأت برأسها سريعا تطرف عينيها الدموع ليرتعش صوتها تغمغم مذعورة :
-أنا آسفة ، أنا آسفة سيدي أنا آسفة
جذب خصلات شعرها يتحرك بها إلى مقعده المعتاد جلس هنا ليدفعها لتجلس أرضا أمامه جسدها يرتجف بعنف تنهمر الدموع على خديها خائفة ، دوما ما كان يعاملها بشكل سئ يمنعها من النطق سوى بتلك الكلمة التي تمقتها ولكنها لا تعرف غيره منذ أن كانت طفلة وهي سجينة ذلك المنزل الفاخر الفارغ البارد، ولكن بداخلها يخبرها أن القادم أسوء خاصة حين وضع ساقا فوق أخرى وبدأ يتأملها بنظراته قبل أن يعلو ثغره ابتسامة مخيفة يحرك أصابعه على ذقنه مال بجسده صوبها يقبض على فكها قرب وجهها منه ينظر لعينيها الخائفة قبل أن يردف:
-روزا الجميلة من دلوقتي في حاجات كتير هتتغير لازم تبدأي تستعدي للي جاي لازم تبقى نسخة مني شيطانة ما فييش في قلبها ذرة رحمة ، عروسة تنفذ كل أمر من غير اعتراض ، لازم تموت كل ذرة نور جواكِ
لم تفهم ما يقصد ولكنها حقا كانت خائفة من كلماته خاصة وأن عينيه باتت أكثر خبثا عن ذي قبل وابتسامته تحولت لضحكات مخيفة لا يزال صداها يتردد في أذنيها إلى الآن ، قام فجاءة يقبض على خصلات شعرها بجبرها على الحركة دخل بها إلى غرفته ، ليدفعها إلى فراشه الكبير يغلق باب الغرفة لم تفهم ما يحدث ولكنها كانت ترتعش خوفا خاصة حين امتدت يديه ينتزع قميصه وهو يقترب منه وابتسامته المخيفة تزداد اتساعا ، وكان محقا انتزع بوحشية كل ذرة نور بها لم تكن تعي لما يفعل بها ذلك فيما اخطأت ليفعل ذلك لم يكن يسمع صوت صرخاتها وصوته وهو يخبرها أن تلك فقط البداية وأنه سيجعلها شيطانة مثله تماما
Back
اجفلت من شرودها المؤلم على يد عمر تمسح الدموع عن وجهها وصوته القلق يلح عليها يسألها عما حدث لتبكي هكذا ، رفعت يديها سريعا تمسح دموعها بعنف تنظر حولها لتدرك أن السيارة متوقفة أمام عمارة سكنية بح صوتها تسأله مرتعشة :
- إحنا وصلنا
اومأ برأسه ينظر لوجهها قلقا مد يده يمسك بكف يدها يسألها قلقا :
-مالك يا ملك بتعيطي ليه في حاجة ضايقتك
حركت رأسها للجانبين بعنف تحرك عينيها بعيدا عنه ليفهم أنها لا ترغب في التحدث ،نزل من السيارة يخرج حقيبتها من الصندوق لتفتح الباب تنزل هي الأخرى تحركت جواره إلى المصعد دون أن تنبس بحرف ضغط زر المصعد الطابق الخامس ، وصلا الى باب منزل يشبه أبواب المنازل القديمة لاحظت أنه دق الباب لم يفتحه وقفت جواره صامته تراقب لترى الباب يُفتح من الداخل ، توسعت حدقتيها تشق ابتسامة كبيرة شفتيها لتصرخ سعيدة :
- ماما فاطمة
هرعت تلقي نفسها بين أحضانها كانت حقا بحاجة إليها بعد تلك الذكرى المريرة ، أخذتها فاطمة للداخل ليبتسم عمر سعيدا يلحق بهم يغلق باب المنزل !
___________________
صباح اليوم التالي ، الثامنة صباحا حين فتحت عينيها لديها جامعة اليوم ولكنها تشعر بالكسل لن تفعل نظرت لجبران التايم جوارها يغط في نومِ عميق يبدو مرهقا ، مسكين يكاد يقتل نفسه
ليل نهار لينتهي كل شئ قبل موعد إفتتاح المعرض ، ابتسمت حين تذكرت اسم المعرض ( معرض الوتر للموبيلا ) ما حدث في حياتها بالكامل أشبه بفيلم أكشن لم تكن لتصدقه لولا أنها عاشته مدت أصابعها برفق تداعب وجه جبران ، تحرك أصابعها على قسمات وجهه تشعر بها داخل كل كيانها، كيف استطاع ذلك الرجل بتصرفاته الغريبة أن يقتحم حياتها ويجعلها تفتن به لتلك الدرجة تنهدت تبتسم سعيدة ، ترغب في إيقاظه ولكنها تشعر بالشفقة عليه يبدو مرهقا اقتربت تضع رأسها على صدره تنهدت تحادثه بصوت خفيض للغاية:
- عارف لو طلعت صاحي وبتمثل زي كل الأفلام هزعلك يا جبران ، أنت إزاي عملت كدة بجد إزاي خليتني أحبك أوي كدة ، لسه فاكرة أول مرة شوفتك فيها لما خبطت فيك وقولتلي اسم الله عليكِ ، ساعتها اندهشت لما عرفت أنك كبير المنطقة ايوة في الأفلام بيبقي راجل ضخم بكرش لابس جلبية وعمه وشكله يخوف ، مش شاب كجول لابس قميص وبنطلون وسنانه بتلمع ، أنا افتكرتها الكاميرا الخفية والله وهتطلع أنت رامز جلال في الآخر
رفعت وجهها لتتأكد أنه لم يصحو بعد لتتنهد بارتياح تكمل :
- كنت بكرهك كره يا نهار كنت أغتت بني آدم شوفته في حياتي وما فيش في بوقك غير أنا المعلم جبران السواح كبير المنطقة واكبر تاجر حشيش ، مش فاهمة كنت نافش ريشك على ايه كان بيبقي نفسي الطشك كل قلم وقلم وأنت عمال تبصلي وتغمزلي كل شوية زي حمدي الوزير كدة
من جديد عادت تنظر لوجهه لتضحك بخفة تغمغم تسخر من نفسها :
- شوفتني وأنا بقول أنا مستحيل أحب البطلجي السوابق دا ، اديني نايمة في حضنه دلوقتي ، كلاون أوي أنا ... طبعا أنت مش عارف يعني ايه كلاون ولا عارف يا معلم
صمتت لعدة لحظات تراقب أنفاسه المنتظمة قبل أن تبتسم تنهدت بعمق تهمس :
-تعرف يا جبران أنا حقيقي مش فاهمة حاجة ، من الصعب أن حياتك كانت كذبة ، بس عارف أنا دلوقتي مبسوطة وبحبك وما اقدرش في يوم استغني عنك ، فتح عينيك بقى يا جبران عشان أنا واثقة أنك صاحي وعمال تضحك لجوا وحاسة بيك
فتح عينيه لتتسع ابتسامته مد يده يزيح تلك الخصلات التي تغطي غرتها قبل أن يطبع قبلة طويلة على جبينها يهمس لها :
- وتر أنتِ بقالك ساعة تقريبا رامية جسمك كله على صدري أوعي يا بت أنتِ فاكرة نفسك خفيفة
توسعت حدقتيها ذهولا لم تتوقع ذلك إطلاقا انتفضت تمسك وسادتها تضعها على وجهه تحاول خنقه تصرخ فيه حانقة :
-في حد يصحى من النوم يقول كدة ، أنا بكرهك طلقني
تعالت ضحكاته يأخذ الوسادة منها بعد عناء يلقيها بعيدا أمسك بيديها يرفعهما أعلى رأسها لتتلوى أسفل يديه تصرخ فيه:
-سيبني يا جبران أنا اللي غلطانة ، يا سمج ياللي ما عندكش بجنية رومانسية ، دا أنت يوم ما حبيت تجبلي هدية جبتلي لحمة يا قادر ، أنا تقولي انزلي نضفي الكرشة مع الستات وإلا هكتب عليكِ ... طب طلقني بقى
ضحك عاليا لا زال يتذكر ذلك الموقف حين أغشي عليها ما أن رأتها ، كانت بداية لعنة الوتر الذي اقتحم حياته يزرع نفسه قصرا داخل قلبه
تبددت ضحكاته لتصبح ابتسامة مشاكسة غمزها بطرف عينيه يغمغم عابثا :
- هو أحلى من بنت الذوات وجنان بنت الذوات ، وطولة لسان بنت الذوات ، أنتِ قلبتي حياتي يا وتر ، من أول لحظة وقعت عينيا عليكِ وأنا كنت واثق أن في حاجة كبيرة أوي هتحصل بينا ، ورغم كل الجنان والأكشن اللي حصل ، إلا أن بنت الذوات اللي قالت أنا مستحيل اتجوز البلطجي رد السجون دا ، أهي جوا حضني ، لاء هي جوا روحي
أرادت أن ترد له ما فعل ، فابتسمت هي الأخير تنهدت بعمق قبل أن تغمغم ساخرة :
- جبران هو كلام جميل وكل حاجة بس ينفع يتقال وأنت ماسك إيديا كدة وحاطط على وشك ريأكشن حمدي الوزير ، الكلام رايح في سكة تالتة خالص
الماكرة ترد ما فعل قبل قليل كاد أن يقل شيئا حين صدح صوت دقات عنيفة حادة على باب المنزل جعلته ينتفض من مكانه يتحرك سريعا صوب باب المنزل ووتر خلفه فتح الباب لتتسع حدقتيه حين رأى زياد يقف أمامه وجواره تقف حياة بالكاد تفتح عينيها تتثائب ناعسة بالكاد تقف ، نزعت يدها من يد زياد تتحرك صوب جبران تغمغم ناعسة:
- جبران شوف زياد بيعمل ايه فضل يخبط على الباب لحد ما صحاني أنا وطنط فتحية من النوم وحلف أنك قولتله أنه يجي يطلب ايدي الساعة 9
نظر جبران لساعة الحائط ليراها التاسعة، كان يقصد التاسعة مساءً تحرك صوب شقيقه يقبض على تلابيب ثيابه يصيح فيه:
-أنت ياض متخلف أنا قايلك 9 بليل جايلي دلوقتي تهبب ايه ، هو أنا عازمك على الفطار
رفع زياد الحقائب التي في يده في وجه جبران يرسم ابتسامة كبيرة على ثغره يردف سريعا :
-الفطار أهو، أنا قولت أكيد ما لحقتوش تفطروا
يلا لقمة هنية تكفي 300
تحرك زياد للداخل متجاوزا جبران الذي سبه بكل ما يعرف
بعد نصف ساعة تقريبا التف الأربعة حول طاولة الطعام الصغيرة ، رفع زياد عينيه صوب جبران يفرك يديه يتصطنع توتره الزائف تنهد يغمغم متوترا:
-بص يا عمي من غير كلام كتير أنا طالب
منك أيد حياة وهبقى أسعد إنسان في الدنيا لو وافقت
وضعت وتر يدها على فمها تحاول الا تضحك في حين رفع جبران حاجبيه لأعلى ينظر لأخيه ساخرا التوى ثغره بابتسامة تهكيمة يردف :
-دا ايه الأدب دا ، وعمي مرة واحدة لا مهذب وأخلاقك عاليا ، على العموم ادينا فرصة نسأل عنك مش يمكن تطلع صايع ولا شمام ولا بتاع حشيش
هنا انفجرت وتر في الضحك وحياة تحاول ألا تفعل ، في حين أحمر وجه زياد غضبا هب واقفا ينظر صوب جبران حانقا قبل أن يردف محتدا :
- جرى ايه يا مراد ، دا أنا مكبرك يا راجل وجاي اطلبها منك ، هتجوزهالي بما يرضي الله ولا...
صمت يبتلع باقي كلماته حين قام جبران من مكانه وقف أمامه يكتف ذراعيه أمام صدره يرفع حاجبه الأيسر يتمتم متوعدا :
- ولا ايه
ابتلع زياد لعابه ابتسم يردف مرتبكا :
- ولا تجوزهالي بما يرضي الله طبعا ، أنا أقدر يا أخويا الكبير يا حبيبي طب علي النعمة توب الرجولة معمول عمولة على قد جسمك
ضحك جبران ساخرا ، حرك رأسه صوب حياة يسألها:
- موافقة على الواد دا ولا أرميه برة
أحمرت وجنتي حياة خجلا تنزل رأسها أرضا تومأ بالإيجاب لتشق ابتسامة كبيرة شفتي زياد اندفع يعانق جبران تنهد يغمغم بوله :
- حبيبي يا أخويا ، أنا بحبك أوي يا أخويا ، أنت اللي في القلب يا أخويا ، يا حبيبي يا أخويا
توسعت عيني جبران ينظر صوب زياد باشمئزاز ليدفعه بعيدا عنه بعنف يحادثه محتدا :
- اوعى يلا أنت فاكرني كوبري يا نحنوح ، اتظبط كدة يا حضرة الظابط ، فرحكوا آخر الشهر بعد افتتاح المعرض ، روح يلا جهز دنيتك قبل الفرح
ابتسم زياد سعيدا يعانق جيران بقوة يقبل خده قبل ان يرحل سريعا ، رفع جبران يده يمسح خده بعنف ينظر في أثر زياد يضيق عينيه يغمغم قلقا :
-الواد دا بقى مش مظبوط !
_______________
الأضواء الساطعة الملونة تُضئ الشارع بأكمله صوت الأغاني العالية تصدح من السماعات الكبيرة الموضوعة جانبا الزينة تملئ المكان ، الكثير من الحضور هنا يقفون خارجا ينتظرون إفتتاح المعرض يقف في المقدمة جبران وجواره وتر حاولت إقناعه مرارا وتكرارا أن يرتدي حلة اليوم فقط ولكنه رفض تماما فقط قميص وسروال كالعادة ، وهي بفستان سهرة أسود لامع يغطي كل انش بها كما طلب ،أخبرها بأنه سيدعها ترتدي فستان مكشوف أن أرادت ولكنه سينزع قميصه أمام الجميع يضعه عليها قصرا أن فعلت ففضلت الا تفعل تعرف جبران مجنون نظرت للجمع حولها سعيدة زياد لم يترك جبران منذ صباح اليوم يقف جواره لحظة بلحظة وها هو بيجاد جاء و معه رُسل وحسن نزل من سيارته توا بصحبة أمل تركت يد جبران تتقدم صوبها تعانق كل منهن الأخرى سعيدة واقترب حسن من جبران يعانقه يغمغم سعيدا :
-المعلم جبران السواح صاحب معرض الوتر للموبيلا ، وحشتني يا سيد المعلمين
ضحك جبران يعانقه في تلك الأحداث المريرة تعرف فيها على حسن ويقسم أن حسن كان ولا زال بجانبه دوما كزياد يسانده ويقف جواره في كل خطوة لن ينسى أبدا تلك السنوات التي قضوها معا في الحارة ،كانت حبكة درامية من وزارة الداخلية نشأ عنها علاقة صداقة لن تزول أبدا ابتعد حسن عن جبران يغمغم متحمسا:
- أنا قولت لكل زمايلي في الإدارة وعزمتهم على الافتتاح وخليت البت أختي اللي ما بتعملش حاجة في حياتها غير أنها ترازي فيا تعزم كل العملا اللي عندنا على الاقتتاح أنا واثق ان كل القطع هتبقى متباعة النهاردة
نظر زياد إليه مغتاظا وكأنه طفل صغير ليدفعه بعيدا عن أخيه يغمغم :
- هتعلي عليا هعلي عليك ، أنا صاحبي رئيس تحرير جرنان وباعت خمس صحفيين يغطوا الافتتاح ويصوروا المعرض من جوا ويعملوا دعاية سوشيال وجرنانين وعزمت كل زمايلنا في الإدارة
نظر جبران لهما ممتنا على الرغم من مناكفتهم كالأطفال إلا أن كل منهما يسعى بجد ليساعده في إنجاح مشروعه ، ليأتي صوت بيجاد الهادئ من خلفه يحطم ما فعلوا جميعا :
- ليفيل الوحش عندي أنا ، عملت زيكوا وعزمت كل العملا على الافتتاح وبما إني شركة سياحة كبيرة فبلغت كل الفنادق والقرى السياحية اللي بتعامل معاها أن شرط أساسي في العقود الجديدة أن تكون كل الأثاث اللي عندهم من معرض جبران، خد بالك يا جبران عندك شغل كتير الفترة الجاية
نظر حسن وزياد إلى بيجاد في غيظ للحظات قبل أن ينفجر اربعتهم في الضحك عاليا نظر جبران إليهم يغمغم مبتسما:
-أنا بجد مش عارف اشكركوا إزاي ، نجاح المشروع دا هيبقى بسببكوا مش بسببي يلا عشان إحنا الأربعة هنقص الشريط مع بعض
وقف أربعتهم متجاورين جبران وزياد في المنتصف وحسن وببجاد على الجانبين مد كل منهم يده يضعها فوق يد جبران التي تمسك بالمقص ينظر كل منهما للآخر يبتسم وعدسات الكاميرات تلتقط لحظة بلحظة قص جبران الشريط ليتعالى التصفيق من حوله فُتح باب المعرض على مصراعيه يستقبل الحضور ، توجه زياد صوب حياة يأخذها صوب غرف النوم يبحث بينهم عن فراش محدد إلى أن رآه ليتحرك إليه يلقي بجسده عليه توسعت عيني حياة تنهره :
- ايه اللي أنت بتعمله دا يا زياد قوم عيب الناس
ابتسم في اتساع يجلس على الفراش يطوي ساقيه يغمغم بابتسامة كبيرة:
- ما يولعوا وبعدين دا بتاعنا أنا حاجزه أصلا ايه رأيك تعالي بس شوفتي الخشب عامل إزاي ، جبران دا فنان صحيح
ضحك حين تذكر ذلك المشهد القديييم بينه وبين جبران في القسم
« دا أنت فنان يا جبران ، دا احنا نقدملك في the voice بقي
رفع جبران يديه يحرك أصابعه أمام وجهه ينظر لهم متفاخرا نظر للضابط يردف مبتسما في ثقة :
- طبعا يا باشا دا أنا نجار والنجارة موهبة وصنعة وشطارة ، مش اي حد يمسك الفاره دي عايز فنان زيه زي الرسام كدة »
ضحك عاليا ينظر صوب حياة يغمغم متفاخرا بشقيقه :
- طلع فنان ولا الرسامين فعلا
ضربت حياة كفا فوق آخر رفعت رأسها لأعلى تغمغم يائسة:
- عوض عليا عوض الصابرين يااارب هتجوز متخلف
أما على جانب آخر كانت أمل تتحرك تمسك بكل التحف الخشبية المصنوعة يدويا تغمغم بحماس :
- حسن أنا عجباني دي ودي ودي ودي كمان ودي بردوا هنجيبهم كلهم ممكن
نظرت إليه لتراه يقف ينظر صوبها يبتسم يحرك رأسه يوافق ما تقول ، اقتربت منه تسأله متعجبة :
- وأنت ما فيش أي حاجة عجبتك هنا دا المكان هنا جميل
اقترب منها خطوة واحدة يقطع المسافة بينهما ينظر إلى عينيها الفيروزية يعلو شفتيه ابتسامة كبيرة أظهرت نواجزه :
- لاء في حاجة عجبتني خطفتني سحرتني وسحرتلي وخدت قلبي من أول نظرة
رفع يده يشير إليها يغمغم بنفس طريقتها :
- دي !
أحمر وجهها بالكامل خجلا ، الوقح كيف يفعل ذلك والعشرات يقفون حولهم ، هربت سريعا من أمامه تسمع صوت ضحكاته العالية تتبعها !
أما رُسل فتوجهت صوب غرف الأطفال أعجبها فراش صغير لطفل رضيع وقفت جواره تتلمسه بأصابعها تنزر لبطنها المنتفخ قليلا فقط وكأنها تأخذ رأي الطفل فيه لتسمع صوت بيجاد من خلفها:
- تعرفي أن السرير دا أنا موصي جبران عليه من قبل حتى ما تقوليلي أنك حامل
التفتت إليه تبتسم خجلة اقترب منها لترفع عينيها إليه توترت حدقتيها تسأله مرتبكة :
- بيجاد إنت بجد مش زعلان مني
حرك رأسه للجانبين ينظر لعينيها المرتبكة ليبتسم يردف مترفقا :
- أنا عمري ما أزعل منك أبدا يا رسل ، كل اللي حصل دا ماضي والمستقبل هنا أنا وأنتِ وابننا أو بنتنا ، اللي فات دا كله ماضي عامل زي النار اللي بتحرق الدهب عشان يرجع يلمع تاني ، أنا بحبك ، بحبك أوي يا رسل
أما هنا فيقف جبران يتلقى التهاني من الجميع ترفض يده ترك كفها يريدها أن تبقى يخبرها أن هذا نجاحها وليس نجاحه هو ، أخيرا وقفا بمفردهما قليلا ليلتفت إليها يغمغم سعيدا:
- عارفة ، الليلة دي من أسعد الليالي في عمري ، أنتِ جنبي ودا أهم حاجة عندي والمعرض نجح بفضل ربنا ومساعدة الثلاثي المرح ، عارفة فاضل بس حتة عيل صغير كدة وتبقى اتعشت أوي
ضحكت على تعبيره الغريب ولكنها شعرت بالارتباك هل عرف أنها بالفعل حامل أم أنه فقط يتمنى تحتفظ بذلك الخبر منذ أسبوع لتخبره إياه اليوم ، أمسكت يده تجذبه ليسير معها صوب غرفة المخزن الملحقة بالمعرض المكان الوحيد الفارغ ، قطب جبينه كاد أن يسألها عما يحدث حين شبت على أطراف أصابعها تهمس له :
-طب على فكرة هي اتعشت عشان أنا حامل
شخصت حدقتيه ذهولا ينظر لوجهها يعجز عن التحدث للحظات قبل أن يشير لبطنها يغمغم مدهوشا :
- بتتكلمي بجد أنتِ حامل
ابتسمت في اتساع تحرك رأسها ليقفز لأعلى سعيدا ، شهقت مدهوشة حين حملها يلتف بها حول نفسه لتضع يده على فمه كي لا يصرخ من الجيد أن الغرفة مغلقة عليهم لتغمغم سريعا :
-يا جبران اهدى شوية الناس برة هنحتفل في البيت
اوما برأسه سريعا يؤكد ما تقول انزلها أرضا يجذبها لأحضانه سعيدا يغرزها داخل صدره يبتنفس عبيرها بعمق يغمض عينيه يشعر بالسعادة تخترق كل ذرة به ، بعد عناق طويل ابعدها عن أحضانه يحتضن وجهها بين كفيه يغمغم بانفعال صادق :
-أنا بحبك ، بحبك أوي يا وتر قلب السواح ، يا بنت الذوات اللي قلبت كياني
أدمعت عينيها سعادةً تقبل راحة يده تهمس هي الأخرى :
- وأنا بعشقك يا معلم جبران يا سواح !!
____________
بين جموع الصحافيين والهواتف المحمولة التي تلتقط الصور كان هناك هواتف أخرى تلتقط الصور لهم هم فقط تبحث عن لحظات الصفاء والعناق لتلتقطها خلسة وترسلها بعيدا لذلك الجالس هناك في قصره أمامه شاشة كبيرة يشاهد تلك الصور التي أرسلت إليه بأعين تشتعل جمرا وقف عن مكانه يلقي الكأس من يده بعنف ليتهشم أرضا اقترب من الشاشة ينقل عينيه بين بيجاد ورسل وحسن وأمل وزياد وحياة وأخيرا جبران ووتر ليعلو بصوته يتوعده صارخا :
-قتلتم أبي وتحتفلون ، أرقتم دمائه وتضحكون ، سأريكم ماذا سأفعل ، الثأر ابتدأ من هنا وأقسم أنه لن يتوقف الا بدماء كل منكم ، اللعبة ابتدأت من الآن وأنا الرابح هنا
______________
يتبع في الجزء الثاني !!!!!