![]() |
اسكريبت طلقها متقتلهاش كامل بقلم الست نور
- طلقهــا متقتلهــاش.
- نعم!
وقفت على المنصة .. فتحت اللاب .. اشتغلت الداتا شو .. اتعرض البرزنتيشن بتاعي واللي كان أول باور بوينت فيه جملة بالخط العريض "طلقهــا متقتلهــاش" كل الحضور متزوجين ومقبلين على الزواج اتصدموا وزاد الهمس بينهم وأظن هم موجودين النهاردة بعد ما شافوا إعلانات ويُفط بتحمل نفس الحملة الترويچية والضجة اللي أنا بنفسي خططتلها قبل ما آجي هنا.
- تساؤلات كتيرة بانت على جبينكم واتضحتلي من امتعاض وجوهكم والنهاردة في محاضرة مدتها ساعتين هنتبادل المعلومات والنقاشات وأي حد عنده استفسار يرفع قلمه وأنا هسمحله يتكلم، لكن دلوقتي حابة أسأل سؤال هو ليه؟
- ليه أي؟
سألوني فوضحت سؤالي أكتر:
- ليه أنتوا جيتوا خصوصًا بعد ما قرأتوا الإعلان اللي بيحمل جملة واحدة ومفيش أي تفاصيل تانية؟
- فضول.
- كنت فاضي قولت وماله آجي أسجل وأحضر.
- لأني خمنت ممكن يكون ليه علاقة بالخلافات الأسرية.
كان كل حد فيهم بيخمن سبب ورد شكل، لكنّي توقفت عند آخر إجابة وبدأت أكمل بعدها:
- نقف عند آخر إجابة التاج لاين بتاع حملتي بيحمل في مضمونه الخلافات والنزاعات الأُسرية، طلقهـا متقتلهـاش يعني متحرمهاش من حياتها وتبقى أناني في حين إنكم تقدروا تنفصلوا .... ومن هنا آخدكم لمجرى قصة جميلة هحكيهالكم ...
كان كذا حد هيبدأ يرفع أيده ونظرات مقاطعة منهم ليعترضوا ويعبروا عن رأيهم قطعتها عليهم بإني آخدهم بحديثي التسلسلي لمجرى آخر.
- هي ست عنيدة وهو راجل راسه وألف سيف كلمته تتسمع في البيت ما جمع إلا وما وفّق بالمعنى الحرفي، وقعوا من نصيب بعض واتجوزوا بناءً على موافقة أهاليهم وإذا أهلهم موافقين يبقى خلاص وأهي سنة الحياة في زمنهم.
- ودول هيخلفوا أي بقى يا دكتور؟ إذا كان الأب والأم لُقطة كده.
ضحكة رنت في القاعة بين الحضور وسخرية من الشخص اللي قاطعني:
- ويُنبت من بين الصخر زرعًا فلا تعجب، ربك بيبقى ليه حكمة في شئون خلقه.
- طيب كملي يا دكتور.
بالفعل بدأت أكمل وأرجع لسرد القصة:
- تاني يوم جواز في الصباحية حلف عليها تنزل تحضر الفطار مع أمه ولأنها عنيدة رفضت بحجة إنها عروسة ومفيش عروسة بتنزل بدري في صباحيتها تجهز أكل والأكل بييجي لحد عندها.
- مرسوم على أيدها نقش الحنة.
تعليق عُنصري نابع من ذكر مستهزئ مبيقدرش الست وبيقفلها على غلطة حتى لو كانت الست عنصر أو شخصية هُلامية في قصة أو رواية.
- ماهي عروسة فطبيعي ترسم حنة.
- وأي المشكلة يا دكتور مهو حقها ده أنا مراتي قعدت شهر تأكلنا أكل جاهز بحجة إنها عروسة وتسع شهور حمل مقريفة فكنت أنا اللي بشيل معاها المطبخ وبقف فيه عنها وهي كتر خيرها شايلة ابني في بطنها كتير عليها.
رد من راجل سوي روحه جميلة بيحافظ على الست اللي معاه وبيقدرها فموقف عفوي بسيط حكاه نال إعجاب كل الحضور لدرجة ازدحمت بالتسقيف والتصفير وده علشان موقف واحد في حين ما خُفي كان أعظم.
- هي رفضت وهو ميترفضلوش كلمة فعبر عن غضبه بإنه نزل فيها ضرب وصبحها في يوم صباحيتها بعلقة وسابها مكانها مرمية تحت شماتة حماتها اللي قالت "ابني حبيبي يحميك لشبابك أيوة كده ادبحلها القطة قبل ما تدبحهالك لتفتكر نفسها بنت برم ديله"
- ولسة يا أمي أنا ميتكسرليش كلمة.
انتباههم اتشد بعد ما كانوا بيقاطعوني وبدأوا ينصتوا ليا باهتمام ولو تدرون فالإنصات تعمد الاستماع بتركيز لمجرى الحديث عكس الاستماع قد يكون بدون قصد، فكملت القصة.
- أهلها جُم بالصباحية لقيوا بنتهم مضروبة ومتهانة من جوزها ولما هي طلبت يقفوا لجوزها وياخدوها معاهم كان ردهم صدمة وهو إنه يعني أي عروسة وترجع في صباحيتها الناس تمسك في سيرتها وشرفها؟ وبعدين يعني أي خلافات؟ كل العرسان بيحصل بينهم خلافات المهم تفضل بينهم وبين جدران بيتهم.
- وسابوها عادي يا دكتور؟
كان سؤال من ست خايفة على ست زيها هتفضل تحت رحمة جوزها لأن ملقيتش أهل يقفوا لجوزها:
- للأسف أهلها سكتوا وعملوا ودن من طين وودن من عجين ونصحوا بنتهم تكون مطيعة وتسمع كلام جوزها وهو مش هيضربها، لكن العكس كان بيحصل وبيصبحها بعلقة وبيمسيها بعلقة لدرجة لو جه البيت ولقى الأكل برد شوية كان يضربها ويمرر عيشتها لحد ما كل ده اتغير واكتشفت أنها حامل فحال جوزها اتغير وبقى مريحها ومدللها وكأنه منتظر ولي العهد.
- ظلمنا الراجل يا دكتور طلع نفسه في حتة عيل يونسه ويلهيه عن ضرب مراته.
- عندك حق علشان كده أول ما عرف أنها حامل في بنت رجع يعاملها زي الأول وأسوأ وكان عايز يسقطها ولكن الجنين كان متمسك بالحياة فخلفت أجمل بنوتة.
- والبنت عاشت إزاي بعد كده؟
- كانت طفلة صغيرة بتنشأ بين أم مش طايقة عيشتها فبتطلع غيظها فيها وأب مش طايق يبص لوشها لدرجة مهتمش حتى يوم ولادتها ومراته أهلها اللي اهتموا بيها وببنتها لحد ما في يوم بعد ما رجعت وكانت قاعدة ببنتها والعادي جوزها بيتخانق معاها مسك بنتها منها رماها اتخبطت في الحيطة وبقت تنزل دم.
- ماتت!
شهقت خرجت من أم حنينة وقلبها رقيق بفطرتها السليمة فطمنتها بكمالة القصة:
- اتمسكت بالدنيا أكتر ولكن بعاهة مستديمة ومع عرجة في رجليها العمر كله وقتها أمها قلبها رقّ عليها وهي بالحالة دي وحست إنها السبب بدايةً من اختيارها لجوزها لاختيارها تخلف ومتعملش احتياطاتها لاختيارها إنها تكمل ومتوقفوش عند حده.
سؤال بلهفة من ست مرة تانية:
- وكان قرارها أي؟
- قررت تنفصل عنه وتحاول بكل ما أوتيت من قوة.
- وجوزها رد فعله كان أي؟
- حاول يرجعها ويصالحها لحد ما راحلها بيت أهلها واترجاها ترجع وإنه هيتغير علشانها فالأم وافقت لكن بشرط وهو إن بنتها تفضل في بيت أهلها لحد ما هي تبعت تاخدها، فالأب وافق بغير اكتراث وكأن البنت أمر لا يعنيه.
- أكيد وراها سبب في إنها تبعد بنتها يا دكتور!
- دي حقيقة لأن القلب بيشعر بالشيء قبل حدوثه والأم حست بإنها بتستودع بنتها أمانة لأهلها اللي جاهم الخبر بعدها بأربع أيام من جيران بنتهم وإن جوزها رماها من البلكونة بعد صراع وخناقة ما بينهم فلقيت حَتفها.
عيون بتلمع بالدموع وشهقات نسائية عَلت في القاعة وغضب جامح ارتسم على وجوه الرجالة اللي استنكروا فعل زي ده.
- الراجل اللي رفض مبدأ الانفصال بعدها بأربع أيام وافق بإنه ينفصل عنها لكن وهي جثة، اتحكم عليه بعدها بمؤبد علشان يلاقي حتفه هناك، الانفصال مش نهاية الكون ولكن قد يكون معناه إنكم مش مناسبين لبعض والحياة مستحيلة بينكم وقد يكون معناه إن ست اتخلصت من راجل مش مناسب أو راجل ملقاش نفسه مع ست مش بتقدره ولا قادرين يتلاقوا في نقطة تخلي الحياة بينهم ممكنة، لذلك الانفصال قد يكون هو الحل وأختم السيشن بتاعتي بـ "طلقهــا متقتلهــاش"
خلصت السيشن وسط تسقيف منهم وبعدها هدوء عم القاعة لما اتمشيت من ورا المنصة وأنا بعرج على رجلي وبنزل من على الاستيدج علشان كلهم يقولوا في صوت واحد "أنتِ نفس الطفلة؟"
تجاهلت سؤالهم بس وقفني واحد في طريق خروجي من باب الـ Vip مع منظمين الحدث:
- أتمنى لو كنت قابلت حضرتك من بدري وسمعت كلامك كان وقتها اتغير حاجات كتير.
سألته بفضول:
- كان أي هيتغير؟
- مكنتش قتلتهــا.
"إن ترخي وتُفلت يَداكَ عن أذاها خيرًا أن تكونَ سَجانَها وقابضًا على مفتاح حُريتها"🤍
#الست_نور
لمتابعه اسكريبتات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا