رواية حورية الفصل العاشر
( مذكرات حوريه )
... قيل ذادت يوم انك اذا تمنيت امنيه وانت علي يقين تام بأن ربك لن يخذلك ستتحقق هكذا هو حالي اطلبك من الله كل يوم فـ اراه مع كل دعوه يبعدك عني اليوم قلت يا ربي لو كان خيراً قربه لو كان شراً ابعده اتعلم ماذا حدث بعدها لم اري وجهه مطلقاً ...
_ الـ 6 صباحً _
... تعابير وجهه الغاضبه نتيجه صدع رنين هاتفه المزعج في اذنه ، يدااه التي تقبض علي الفراش بحده وكأنه يقيده كي لا يذهب ، بروده الشتاء التي تمكنت منه ، مد ادم يديه الرخيه بحنق وهو يأخذ هاتفهه وبكسل يضعه علي اذنه قائلا ...
ادم : عايز ايه يا زفت وش الصبح !
جاسر : انا مش قلتلك هنروح الغردقه
ادم : مش رايح ..
جاسر : اخلص يا ادم ..
ادم : هي العيال هتروح الغردقه تعمل ايه مش فاهم مشروع عالبحر وهما هندسه ؟
جاسر : انا مش ناقص مهاوده هبعتلك المكان الي هنتقابل فيه في مسدچ سلام...
ادم : اه سلام .
جاسر : ادم متنامش !
ادم : ماشي يا ادم ..؟؟
جاسر : يابني انت ادم انا جاسر .
ادم : وهو انت مصحيني وكمان عايزني اكون مجمع ازاي ..
جاسر : طيب يا ادم اشوفك .
ادم : -بحنق- سلام .
-وقف ادم بخطواط متكاسله بعد ان جمع شتات عقله المتفرق وافاق قواه النائمه للحظه تغير مسار طريقه من اليمين الي اليسار فقط للذهاب لـ عشقه حور بعد ان تلاقت اعينهم العاشقه -
_ وقف امام صورتها شارداً في محاوله لفهم تفاصيل وجهها الغجري ، قال بصوت رخيم يغلبه العفوان : وكأن الامور كل يوم بتذيد صعوبه وملل والطريق كل مدي عمال يضيق عارفه كأن الكون بيتأمر عليا يعني شهاب دخل جوا قلبي نيزك في عقلي دا القمر خد ملامحك بالتفصيل اصل كل ما ببصله بشوفك الدنيا حوليا منوره بس الضلمه جوا هنا -اشار الي يسار صدره- جوا في قلبي عارفه كل ده بيحصل ليه ؟ عشان بقالي سنتين مشوفتش وشك ، وشك الي بيديني امل للحياه _
***
( بعد قليل )
-- تجلس في حديقه القصر شارده بين الزهور السعيده ، وكأنها نور ساطع يشع املً رغم عتمه العالم المنبوذ ، كلما وقعت اعينها الفوضاويه علي ذلك العصفور الذي يشكل اغنيه لفيروز باصوات زقزقته الهادئه تتنفس بعمق اكثر وكأنها تشتم رائحه الحياه بين ذرات الهواء ، شعرت بشئ يتحرك اسفل قدمها كان ناعم الملامس وكأنه يكسوه الحرير عقدت حاجبيها بتمرد لتتحرك بجسدها النحيل تتمايل بخفه للأسفل لتنظر سرعان ما تتحول الشهقه لـ ضحكه --
حوريه : ايه ده ؟ يا ارنوبه بتعملي ايه يا شقيه !
- مدت يدها الناعمه تمسك بحنو ذلك الارنب ابيض الون تداعبه بأنمالها الرقيقه -
حوريه : جيتي هنا ليه ؟ حد يجي قصر البارد ده لازم تهربي ..
- ليأتيها صوته الرجولي الذي لطلااما حرك جزئ كبير من مشاعرها اثر سماعه فقط -
ادم : بارد !! صدقيني انا مش هحوش نفسي عليكي كتير .
حوريه : -وهي تلتفت بذعر- هاا !
ادم : ياريت تبقي تقفي تتكلمي في وشي بلاش الجُبن الي مليكي ده ..
حوريه : -بتذمر- انا مش جبانه ..
ادم : -وهو يرتشف قهوته المره- اممم غبيه وجبانه ..
حوريه : -محاوله تغير الموضوع- الارنوبه دي كانت هنا ..
ادم : حد قالك عليا من جامعيه الرفق بالحيوان اعمله ايه ؟
حوريه : علي فكره انت من غير قلب ..
ادم : -وهو يضحك بسخريه- عقبال قلبك ..
حوريه : احم احم .. انا هروح اوديها جوا اكيد سقعانه ..
ادم : -بغضب- اخلصي ورجعيها مكانها انا مش فاضي لكلام العيال ده !!!
حوريه : متعليش صوتك ..
ادم : -بحده مشتعله- لا هعليه ..
حوريه : يوووه يا ... ياا محمد ..
- ترك محمد الورود من بين راحته وهرول لها -
محمد : امرك يا هانم ..
- بينما نظرات ادم له كانت قاتله اقسم انها قاتله -
حوريه : خد الارنوبه دي وخلي بالك منها لحد ما ارجع .
- كان المشهد امام ادم هو التصوير البطئ حيث تخيل له انه يمكن ليداها ان تلاامس يده ولو لثانيه ، بحركه اندفعيه من قلبه الاسود المتملك يتجهه لها يمسك الارنب بعنف ويعطيه لـ محمد وهو يرمقه بغضب -
ادم : علي شغلك .
محمد : حاضر يا باشا عن اذنكو ..
حوريه : الله براحه عليه هو اد ايدك دي ؟
ادم : انا شايف انك لابسه وجاهزه وشنطتك كمان محضراها يعني كنتي عارفه ..
حوريه : -وهي تبل شفاهها- اه سلمي كلمتني من شويه ..
ادم : -وهو يغمض اعينه بغضب- متعمليهاش تاني !
حوريه : ايه دي ..
ادم : -وهو يتنهد ويتركها ذاهباً- انتي كلك علي بعضك غلط اصلاً...
حوريه : -وهي تحاول ان تسبق خطواطه الهائجه- مقولتليش عملت ايه في موضوع مصطفي و منير .
ادم : -وهو يعلق نظره علي قدمها اثر خطواتها المجنونه- مش انتي الي عملتيلي فيها حوريه البحر الي طلعت تجري علي الشط عشان حبيبها اتجوز روحتي زي العيال اقعدتي تعيطي .. !
... توقفت فجأه لترمقه بحده ...
ادم : وقفتي ليه ؟
حوريه : -بغضب- ممكن ملكش دعوه بـ حوريات البحر ..
ادم : -بسخريه- اساطير ، بتصدقي اساطير ثم بتحبيهم علي ايه ؟
حوريه : انا بحبهم وهما مش اساطير ..
ادم : -وهو ينظر لأعينها الغجريه بعمق- يمكن لو مكنتش شفتك كنت فضلت مصدق انهم اساطير ..
حوريه : -وهي تتعمد تقليده- اممم لازم تكون شاكر وريتك الجانب الضلمه من البحر ..
... ضحكت وكأن نغمه ضحكتها سموفنيه لـ عازف محترف يلقي بـ نوتاته علي الناس في شوارع فرنسا ، ...
ادم : -وهو يتمتم- فوق يا چوكر ، دي مش حور ...الشبهه بس الي بيخدعني لكن القلب مش هو ؟!
..خطي ادم بخطواته المغروره وراء خطوتها العفويه وكأنه يتبعها؛ وكآنه ساكر ويتبع خمرته المحرمه؛ نظر الي تلك الخصلات التي تندفع بفعل هواء؛ وكأن ريحتها الطيبه تغطي علي رائحه البحر لـينتشر في الهواء رائحه الياسمين التي تذغذ انف ادم كلمها اقترب منهاا؛ حرك رأسه يمين ويسار بعنف وكأنه يخرجها من عقله..؛ ما لا يعرفه انها تسكُن بقلبه ! ..
***
.. وكأن حبات من لؤلؤ ذهبيه تضوي بنور الهوي عند لمح طيفها الناري الذي يُشعل فتلات قلبه المتوهج بفعل العشق البادي علي ملامح وجهه الشرقي .. نظرات جاسر الي سلمي لم تكتفي يجلس في سيارته يراقبها بترصد وكأنه مصور ويلتقط احداث المشهد بدقه يخيل له انها ملاك بأجنحه بيضاء وكأن عفويتها مبالغ فيها وكم سلمي في حد ذاتها مبالغ فيها ..
.. بينما كانت سلمي تعرف كلياً الي من تتوجه تلك النظرات الدقيقه التي تنبُع من البحر الازرق الذي يُشع نوراً من اعين الجاسر وكأنها تلك السلمي رسمه من بعيد لا تجد بها اي خطئ ولكنها اذا اقتربت وجدت شفاهها التي ترتعش خصلاتها الضئيله التي تغطي وجهها عمداً لحجب اعيُنها عن اعيُنه ..
.. وكأن النور هو عاصم وكأن عاليا لا تري غيره من ضيِ فالعالم حولها مظلم بكل معاني الكلمه مظلم من حيث الناس وكل شئ وكأنه من بين العالم يشع نوراً....نوره الذي غطي علي عتمتها ..
.. لا يعرف ما تفسيره لأفعاله المراهقه هذه فكل دقيقه والاخري ينظر عاصم لـ عاليا ليري ماذا تفعل ومع من تتحدث وكأنها طفله و والدها يخشي عليها الهروب في الزحام ..
~ تم كل شئ علي اكمل وجه صعد الطلاب الي الحافله بقياده عاصم، وحدث من حيث الجلوس والاطمئنان بأن الكل حاضر ~
- قال عاصم بلهجه جديه -
علي ما اعتقد ان كُلنا عارفين ان احنا مش رايحين ناخد تان ولاا نستجم احنا ريحين بهدف المشروع وهنرجع بهدف المشروع. اتمني ملقيش غلط من اي حدد.
-انهي جملته بشئ من الحده-
عاليا : -بمزاح- هو ماله قلب علي رأفت الهجان لييه ؟
سلمي : بس يخربيتك لحسن يسمعك، وبعدين حد ميرضاش بـ رأفت الهجان .
عاليا : ياستي انا مرضاش .
سلمي : طول عمري بقول انك عدوه للبلد؛ دفعولك كام عشان تبيعي نفسك انطقي !
عاليا : ههههه وانا اقدر -نظرت لعاصم بهيام- دي مصر حلوه . يا عسل مصر . يا طعامه مصر . يا حلاوه مصر .
سلمي : اااه لا دانتي مستويه ..
عاليا : دانا قربت اتحرق والله ..
سلمي : يا شيخه من غير حلفان باين علي وشك !
عاليا : هههههههه
جاسر : -وهو يدلف الحافله فجأه- عاليا هاتي الموبيل نسيته في شنطتك ..
عاصم : ايه ده انت ايه الي جابك ..
جاسر : -بعدم اكتراث- الموبيل .
عاصم : -بحنق- عطلني بقا .
جاسر : -بطريقه مضحكه- مالك بتتكلم كده ليه امال لو كنتو رحاله ..
سلمي : هههههه
عاليا : ايه عجبتك اوي .. امسك الموبيل اهو..
جاسر : -وهو يتفحصه- ايه ده !
عاصم : ايه !
جاسر : فصل شحن ..
عاليا : عاليا طب ما تشحنه ..
جاسر : اه هحطه في الشمس يشحن بلاش غباء هاتي البور بانك ..
عاليا : مش معايا ..
سلمي : احم..انا معايا..
جاسر : -وهو يخفي ابتسامته- اه ياريت..
سلمي : -وهي تخرجه من حقيبتها- اتفضل..
جاسر : -بغضب - بينك...ليه كده !!
سلمي : واللهي ده الي معايا..
جاسر : -وهو يخرج- بينك بينك....
ادم : -وهو يدلف فجأه للحافله- جاسر موبايلك مقفول ليه ده السكرتير بعتلي فاكس و ....
عاصم : -بحنق من بين اسنانه- لا مش فرح ابن العُمده هو ..
ادم : ماله ده ؟
جاسر : غلااوي سيبه..
سلمي : هي حوريه معاك برا ..
ادم : اه في العربيه..
عاصم : مينفعش حد يخرج ..
سلمي : اوووف
عاصم : وانتو اتفضلو عايز اشوف شغلي ..
ادم : -وهو يخرج- اشبع بيها..
جاسر : ومن غير سلام ..
عاصم : -يتمتم- مصحاب سرسجيه يارب .. يلاا يسطا احنا اتأخرنا ..
( في سياره ادم )
حوريه : -بتذمر- مجبتش سلمي وعاليا معاك ليه ؟
ادم : مش لوح شوكلاته هو هخبيه في جيبي واجي مينفعش يجو..
حوريه : -بتذمر- يووه بقاا ..
ادم : اربطي الحزام..
حوريه : -وهي تنظر له- يعني هو ده وقته ..
ادم : -وهو يرفع نظارته بذهول- لا مش وقته .. انا هبقي اجيلك بليل وانتي نايمه واقول اصحي يا حوريه اربطي الحزام..
حوريه : خفه اوي بجدد.
ادم : اتنيلي اربطي الحزام ..
حوريه : يوووه مربطش حزمه انا قبل كده ..
- رمقها ادم بنظرات ناريه لتتحاشي هي نظراتها الحرجه عنه وهي تنظر للحزام -
حوريه : -وهي تمد يدها لربطه- هو بيتربط فيونكه واحده ولا اتنين !
ادم : -وهو يفتح اعينه بشده- ف....فيونكه !
حوريه : -بعدم اكتراث- ايه بيتربت عقده عاديه يعني !
ادم : لا احنا نجيب كام مكنه خياطه ونقعد هنا ..
حوريه : -بحنق- ماشي .. شكراً..
ادم : اخلصي عايز امشي ..
حوريه : -وهي ترفع اصبعها في وجهه- من فضلك بطل توترني !!
ادم : -بغضب- هو انتي هتعملي عمليه حاسبي ...
... صاح بها ادم مقترباً بغضب لينهض فجأه بنصف جسده تجاهها محركاً نبضات عشقها الساكنه شاعلاً خيوط قلبها الهاوي ليمد يده يمسك الحزام ويعقده معاً ومن دون موعد رائحه شعرها الرطب دخلت لـ انفه لتُشعل حواسه وتفيق ملاذه الخامده التي لطلااما آلمته وذرعت الوجع في طيات قلبه الجامح؛ اغلق اعينه تاركً له المجال للتفنن في رائحتها الساكره؛ ابتعد فجأه عندما دوت اصوات قلبها الناري في مسامعه ...
حوريه : احم .. اتعمل كده .
ادم : -ببرود- ااه ياريت متلعبيش فيه بقا .
حوريه : -بآستخفاف- ليه انشألله شايفني عندي 5 سنين ..
ادم : -بتهكم واضح- لا وانتي الصادقه شايف عندك 3 سنين..!
- لم تنطق بحرف بل اكتفت بالنظرات الغاضبه التي تحرق ذرات عشقه المدفونه في مسامع قلبه -
... كان الصمت هو الذي يقود معركه الهويَ التي كانت تدور في سياره ادم ، مرت السعات عليهم كالقرون ، وكأن كل منهم يري الي مدي سيصمد الطرف الاخر ...
***
عاليا : -وهي تُهز سلمي- سلمااا ..
سلمي : -بغضب وهي تفتح جفنيها- انتي يا حيوانه مش شايفاني نايمه ..
عاليا : الله وصلنا اسيبيك لقيطه كدا يعني ..
سلمي : ايه ده بجد..لا قولي للسواق يخدله لفه ، 5 دقائق هنمهم بس ..
عاليا : ههههه
عاصم : حمد الله علي السلامه ..
عاليا : -بهمس- احم...اعتبر الكلمه دي ليا..
سلمي : -وهي تدعك في اعينها لعل النوم يفارقها- ههههه هي لينا كلنا بس تمام ..
عاصم : -بلهجه جديه- كله ينزل ياخد شنطه يلا..
عاليا : الحقيني..
سلمي : -بفزع- ايه !
عاليا : انا لزقت في الكرسي .
سلمي : ايه اقعدتي علي غراء !
عاليا : هههههه لا اصل من كتر القعده بقيت انا والكرسي صحاب لازق كده ؟
سلمي : يابت بطلي هزار .
عاليا : وال هههههههه والله ما عارفه ...
عاصم : -بغضب- انتو لسه موجدين ؟
عاليا : -وهي تهرول للخارج تاركه سلمي- لا احنا كنا نازلين اصلاً....
سلمي : -بغضب وصراخ- جتلك الفوقه دلوقتي ؟ ....احم سوري يا دكتور عن اذنك ...
......
***
حوريه : -بتسأول- احنا مرحناش الفندق ليه !
ادم : بتخنق منهم ، هنروح الشاليه بتاعي و....
حوريه : سكت لييه ؟
ادم : -بضيق- نسيت ابعت حد ينضفه واكيد التراب ملااه بقالي سنين مجتش .
حوريه : -بحزن- طب والعمل..
ادم : الفندق .
حوريه : تمام..
ادم : صح انا كلمت منير ، وكمان هو اقنع اهل البلد .
حوريه : -بفرحه- بجدد ... يبقا كده خلصنا من مصطفي .
ادم : احنا لسه مبتديناش الموضوع اصعب من انك تفهميه ..
حوريه : -وهي تعقد ساعديها امام صدرها- اشمعني بقا ..
ادم : -وهو ينظر لها من ثم ينطلق- عشان مش كل الناس طيبه ذيك ؟
- صدقاً كان كلامه اصعب من ان تفهمه -
***
عاليا : استني هنا انت هتروح فين . !
جاسر : -مبتعداً- طالع انام .
عاليا : يارب ما يجيلك نوم .
جاسر : -وهو يدلف الاسنسير- جزمه ..
سلمي : هو اخوكي راح فين .
عاليا : داهيه ..
جاسر : -وهو يخرج رأسه من الاسنسير- سمعتك يا كلبه.. ؟
عاليا : حبيب قلبي ..
جاسر : -وهو يعاود الدخول- هتعيشي وتموتي منافقه !
سلمي : والله انتو مسخره ..
عاليا : -وهي تعلق انظارها علي بوابه الاوتيل- اوبااا بصي المز ده .
سلمي : -بفزع- ده ادم يخربيتك ..
عاليا : -وهي تدقق النظر-اعوذ بالله ..
سلمي : يلهوي هي حوريه فين !
عاليا : اختك اتأكلت يا سلمي ؟
سلمي : يا قلبي ياتري حله بحاجه بعدها ولا هي كفته .
عاليا : لا انتي اختك عسل .
سلمي : تسلمي .
... خرجت حوريه من وراء ادم وكأنها كانت تتحامي به؛ وكأنها شمس تشرق من بين غيوم الامطار التي تنشر السعاده او حتي؛ قمر يُزهي من بين عتمه النجوم ...
ادم : -وهو يتجهه للأستقبال- عايز جناح .
الموظف : -بحزن- سوري يا فندم بس مفيش ولا جناح فاضي .
ادم : تمام اوضتين .
الموظف : -وهو ينظر للاب توب- سوري مره تانيه بس في طلاب عندنا والاوض مش في اسعافنا في اوضه وحده بس
ادم : تمام اربع ليالي ...
حوريه : الاوضه دي ليا ..
ادم : -وهو يضغط علي حروفه- لينا .
حوريه : -بفزع- ل...ل..لمين ؟؟؟
ادم : ممكن تقعدي هنا في اي مكان لو مش عايزه .
حوريه : -وهي تتوسط خصرها بيدها- نعمم .. وليه انشآلله انت متقعدش !
ادم : -بحده- هو انتي علي طول اسلوبك شوارعي كده ؟
حوريه : اه زي مانت علي طول متعجرف ..
ادم : -وهو يآخذ المفتاح ويهجرها- بس علي الاقل العجرفه ناتجه عن الرُقي -قال بتهكم- آلي انتي متعرفوش .
: اما حوريه ؛ ضلت ساكنه تحاول استيعاب ما قيل من كلام :
ادم : -وهو يقف امام الاسانسير- هتفضلي واقفه كتير .
حوريه : -وهي تقف علي نفس خطه المُستقيم قائله بنبره تائهه- هو انت عايز مني ايه !
ادم : -ضاحكاً بشده- روحك هههههه ..
... وبين مفترقات الحياه وفقت؛ وعلي غصون الاشجار جلست؛ وفوق السحاب صعدت؛ وفي البحر غرقت؛ وعلي اليابس قُتلت؛ هذا ما حدث لها نتيجه اندماج شر الكلمه مع طيبه اعينه معاً ...
ادم : -وهو يفرقع اصابعه امامها- متسرحيش اوي كده ؛ في حجات كتير اغلي من روحك عندي ؛ روحك لوحدها مش هتكفيني .
... انهي جروح جملته النذله ليتركها وحدها كـ طائر جريح يدوي جرحه بيده التي لا تُسعفه ولا تفيده ، ولكن هذا الطائر من كثره الالم والوجع ذهب بخطواط منكسره لذلك النسر الذي دومًا يشعره بالآهانه ! ...
( في غرفه جاسر )
- كالقتيل عندما يُقتل فقد القي جاسر بحمل جسده اعلي الفراش بتعب وكأنه لم يقم بالنوم قط .. تلاامسا جفنيه ببطئ وراحه وهو يُعيد شريط حياته امامه وكأنه يودع الحياه تنهد بحزن وهو يتذكر قبل 4 سنوات -
Flash Back..
چيسكا : -بغضب- جاسر قولتلك ابعد عن طريقي .
جاسر : -بدموع عميقه- مام .. مينفعش تمشي بلااش انا عاليا محتجالك انا مش هقدر اربيها لوحدي ..
چيسكا : -بتهكم- روحو لأبوكو خليه يربيكو ..
جاسر : مام...مام انا مش هقدر اعيش كده من غير حد ..
چيسكا : جاسر ابعد عني بليز انا كده هتأخر علي المطار .
جاسر : مام انتي هاتسفري .
چيسكا : انا الي غلطانه اني جيت بلاد غير بلدي لا وكمان اتجوز من رجالتها ابوك الـ ..
جاسر : -بغضب- مش هي دي مصر الي كُنتي هتموتي وتعيشي فيها . كنتي بتترجي بابا . بابا الخاين وانتي كمان خاينه . اوعي تكوني فاكره اني نايم علي وداني . -قال بحزن- انتي كنتي بتحبيه حصل ايه ؟
چيسكا : -بتهكم- ..كنت
... دفعته لتذهب مبتعده دون النظر ورائها...
جاسر : مام ؛ متمشيش !
چيسكا : مش عايزه اشوف وشكو تاني .
جاسر : -بحده- انا بكرهك ؛ بكرهكو كلكو ؛ كلكو خوانه ؛ -جلس ارضاً يستند برأسه علي الحائط- كلكو . ؟
... بينما عاليا امام غرفتها تقف بدموع طفله مرتعشه خائفه ؛ وكأن العالم هجرها وحدها ؛ تنظر للوضع بمنظورها الخاص حسباناً بأن والدتها ستآتي ؛ ستاتي حتماً . ذهبت عاليا الي جاسر بخطواط مضطربه قائله ...
عاليا : جاسر ، انت بتعيط ؟
جاسر : -وهو ينظر لها- انتي لسه صاحيه .
عاليا : صوتك انت ومامي كان عالي اوي .
جاسر : -وهو يضع وجهها بين راحته- انتي لازم تفهمي انتي خلاص بقيتي كبيره ؛ محدش منهم هيرجع .
عاليا : -بذهول- انت بتقول ايه !
جاسر : محدش منهم حبنا هما اختارو حجات تانيه ومختروناش يا عاليا ؛ لازم تعتمدي علي نفسك دلوقتي مفيش بابا مفيش ماما ... مفيش غيري !
عاليا : لا انت كداب هما اكيد هيرجعو .
جاسر : -بغضب- عاليااا ، هما ماتو .. ماتو واحنا اخدنا العزا كمان ! ماتو ...
• وقبل ان تتفوه عاليا بكلمه صغيره اسكنها جاسر احضانه معلناً عن رغبته في الصمت •
---------------------
( في غرفه ادم و حوريه )
- دلف ادم الغرفه بخطواط هادئه علي عكس خطواط حـوريـه المرتعشه وكأنها لا تقدر علي المشي اكثر -
حوريه : -بفزع- ده مفيش غير سرير واحد ،،،
ادم : شششش انا مش ناقص صداع!
حوريه : -بغضب- ليه شايفني ناموسه من بتوع بليل ؟
ادم : -وهو يفتح حقيبته- انتي اوحش من اي حشره ؟
حوريه : متيجي ترشني احسن!
ادم : -وهو يعبث في ادراج الكمود من ثم يمسك علبه ويلقيها عليها- امسكي.
حوريه : -وهي تتفحصها- ايه ده!
ادم : مُبيد حشري.
حوريه : يربي علي تقل الدم.
- قالتها لتذهب الي الشرفه متحاشيه النظر لأعينه -
- بينما نظر هو لها من ثم اخذ منشفته وذهب للحمام -
- بعد نصف ساعه -
| جلست حــورـيـه علي طرف الفراش تحمل بين راحه يدها مذكرتها الصغيره التي تحمل كلام اكبر من حجمها تقرأ ما كتبت دون ملل وكأنها تؤكد علي احلامها الرقيقه وابتسامتها الموسيقيه لا تخمد ابداً ،، عقدت ما بين حاجبيها متعجبه من قطرات الـمـاء التي هبطت علي حروف كلمتها ؟ رفعت آعينها بعفويه لتغمض اعينها وهي ترجع للخلف مع شهقه بسيطه خرجت من فمها المرتعش اثر رؤيته عاري لا يستره سوي منشفه حول خصره الصلب|
ادم : -وهو يجفف شعره- مالك!
حوريه : -بغضب- ايه ده حد يطلع قدام بنت كده ؟
ادم : -بسخريه- ليه انشآلله مبتكشفش علي ستات.
حوريه : -وهي ترفع اصبعها في وجهه -اسمع بقا . طول منا معاك هنا تلابس حجات طويله وبكم فاهم ؟
ادم : -وهو ينظر لها بذهول- مش عيزاني اتحجب بالمره. ؟
حوريه : والله يُستحسن .
ادم : -وهو ينظر لها من اعلي لأسفل- امشي يابت من هنا ،،، يلا يلا غوري .
حوريه : -وهي تدلف للحمام بتوتر- طيب طيب ماشي..
| ارتسمت بسمه علي ثغره القوي لتنير حلاه وجهه الرجولي ليمد يده بعد ان وقعت عيناه علي المذكرات فتحها بشغف معهود وهو يقلب الصفحات بملل لتشده صفحه ما ،،، صفحه من بين الف ليبدأ بالقرأه. |
- امنياتي .
واحد : ان عربيه كبيره تكون مليانه ورد تيجي عندي وتغرقني بيه.
اتنين : اني اركب ياخت حلو جدا في البحر وانا الي اسوقه.
تلاته : اني ارقص مع الشخص الي بحبه تحت المطر.
اربعه والاهم : ان حد مميز يحققلي كل ده.
ادم : -وهو يتمتم- هي ليه امانيها شبه مستحيله لواحده زيها..
- طوي الصفحه بملل لتقع اعينه علي اسمه ليبتسم بغرور الابتسامه التي تلاشت سرعان ما قرأ -
( ادم )
شخص متسلط..مغرور...عنيد...رخم...بارد..قليل الادب...ذئب بشري..مستفز..حلاوته علي الفاضي..شخصيته زفت...مش فالح غير فـ الشخط..بكرهه بجد هو..بطه بلدي!
- اغلقها بغضب وهو يقول - بطه بلدي!
_ بينما خرجت حوريه حتي وقعت اعينها عليه وهو يمسك المذكرات وكأنه قنبله وستنفجر حتماً تنفست ذرات الهواء بغضب وهي تسحبها منه قائله بتعصب_
حوريه : انت بتمسكها لييه هي بتاعتك ،،، اكملت :- متجيش جمب حجاتي !
- : وقف بغضب وهو يقول : -
ادم : ممكن اعرف ايه الكلام الي مكتوب ده ؟
حوريه : بتوتر : ك..كلام ايه ؟
ادم : بغضب : والله آكيد مش الكلام الي علي وشي !
حوريه : -وهي تتخطاه- مفيش حاجه ,
_ لم تنهي حوريه مرادها من تكمله الحديث فقد سحبها ادم بشده لترتد هي بحمل جسدها علي الحائط تتأوه بآلم _
_ تحولت نظرتها للرعب عندما لمحت طيفه يأتي ناحيتها وبالفعل خرجت منها تلك ال_ --هئ-- فجآه،،، اغمضت اعينها بتوتر عندما شعره بحراره آنفاسه الصاخبه تلافح وجهها الرطب قال بغضب وهو يكاد يتنفسها من ضيق المساحه _
ادم : بقا آنا ذئب بشري ،،،، آشار علي نفسه ،،،، انا...انا بطه بلدي ؟
_ نظرت له حــوريـه بصمت نظره لا تعرفه ماذا يعني هذا ،،،، فتحت فمها تاركه الآزهار تنبت علي آعتاب شفاهها من صوت ضحكتها المخدر ،،، نعم تلك الضحكه التي تخدره... _
حـوريه : قرآتها ،، بطه بلدي هههههههه
_ نظر لها ساحراً مطولاً وهو يحاول عدم التاآثر بضحكتها الناريه التي ارهقته حتمًا واذابت شباك فؤاده المتمالكه ،،، فر من امامها مسرعا وكآنه يخشاها بل لديه رهبه منها... حتي بعد ذهابه صوت ضحكتها لم يتوقف عن اداء مهمامه في قلبه.._
--------------
_ هواء نقي يجدد هوائها الحزين ،،، قمر من كثره الظلام ادمس ،،،، نجوم من كثره الصغر اختفت ،،، رمال من كثره الهواء طارت ،،، خصلات شعرها تخنق عنقها بالحوم حوله _
جـاسـر : قاعده لييه ؟
سلمي : وهي تنظر له : اتخنقت وعاليا نامت.
جاسر : -وهو يجلس لجانبها- انتي كويسه..
سلمي : بآبتسامه مؤذيه- تعرف محدش سآلني السؤال ده من زمام .
جاسر : تبقي مش كويسه..
سلمي : -بتنهيده- محدش مرتاح ،،، محدش عنده راحه البال..
جاسر : الله ايه كلام الاغاني ده.
سلمي : -بسخريه- محنا علطول بنغني علي نفسنا عادي يعني!
جاسر : اممم عندك حق.
سلمي : مالك انت بقا.
جاسر : -وهو يُبعتر الرمال امامه- مش عارف في حاجه كده.
سلمي : -بآهتمام- قول يمكن اقدر اهون .
جاسر : -وهو يسند يديه علي ركبتيه ويضمها قليلاً قائلا بملامح ضيق وهو يتحامي في البحر- مش عارف ،،،، شكلي كده ادبست وحبيتك!!
سلمي : عادي طب ما... -نظرت بصدمه- ان..انت قلت ايه ؟
جاسر : -وهو ينظر لها- قلت بحبك..
سلمي : -وهي تُشير لنفسها- بت..بتحبني انا -نظرت ورائها- بتكلم مين..
جاسر : بكلم سلمي اسامه عواد بكلمك انتي..
سلمي : -برعب- انا مش بحبك..
جاسر : هههههه كدابه عنيكي نورت معايا ،،. معني كده آن قلبك كمان نور...
سلمي : -وهي تقف- د...ده سن مراهقه..
جاسر : ههههه احنا مش الثانويه ،، انا بحبك ،،، -نظر لها- يعني بلهجتك بحبك حب كباااار...!
سلمي : -وهي تنظر للبحر- ايه الحلم ده انا شفت المشهد ده في مسلسل تركي والله. ..
جاسر : -وهو يقف- دي حقيقه ..
سلمي : لا ده حلم ، بص اضربني بالقلم..
جاسر : بلاااش!
سلمي : يلااا فوقني. .
جاسر : -وهو يضربها بخفه محاول كتمان ضحكاته- فوقي..
سلمي : -وهي تضع يدها علي خدها وتقفل جفونها لثانيه من ثم تقول- جاسر انتي قلتلي بحبك من شويه ؟
جاسر : -وهو يضع يده في جيبه- هههههه اه قُلت ...
سلمي : -وهي تصرخ مهروله- يا مااااماااا.. ..
جاسر : -صارخاً- ايه بتتكسفي دانتي لمضه وبلسنين ؟
سلمي : -وهي تنظر له ماوصله الركض- طب ما تسبني ا.....اااااه
- برغم انها وقعت وذاد الحرج حرجين واصلت الركض محاوله الهروب وسط ضحكات جاسر التي تتردد في اذنها -
----
_ في غرفه ادم و حوريه_
حوريه : امسك.
ادم : ايه ده!
حوريه : مخده عشان تنام في الحمام..
ادم : -بسخريه- قصدك انتي الي هتنامي في الحمام....
حوريه : لا طبعاااا!
ادم : -وهو يستوطن السرير- مش عايز احس بوجودك فاهمه..
حوريه : ده ظلم..
ادم : مش انا بطه بلدي استحملي..
حوريه : هحلف منا قاعده هاا..
ادم : هو انا ماسكك امشي..
حوريه : -بغضب وهي تلقي الوساده ارضاً- اشبع بيها..
_ ذهبت ناحيه الباب بخطواط جامحه لتفتحه وتغلقه بقوه مما جعل ادم ينظر بغضب ،،، نظرت حولها باضطراب اين تذهب واين غرفه الفتيات لا تعرف ،،، لا تعرف الا انها بقت مع نفسها ،،، نظرت يمين ويسار ولكن كلاا الطرفين متشابهان ذهب الي الجهه اليمين زفرت بحنق لا تتذكر من اين جاء بها ادم ،،،