رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الخامس 5 بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الخامس

لو فاكر أنك فهمت اللعبة
تبقى اللعبة
لعبتك !
____________
أما بيجاد فلم يبدو أنه يعرفه عقد جبينه يسأله مستنكرًا :
- ايوة أنا بيجاد القناص ، إنت مين !!
توسعت حدقتي وليد يتحدث مدهوشا :
-بيجاد أنت مش عارفني أنا وليد ، وليد ابن عمك
عقد بيجاد جبينه ينظر للرجل أمامه عقله لم يتعرف عليه أبدا ، نظر للجالس على المقعد يسأله :
- دا في فريقنا ولا عدو 
ضحك المقنع عاليا قبل أن ينزل من مكانه يتحرك بخفة يضع يده على كتف بيجاد يردد ضاحكا :
- دا في فريقنا ، بس الراجل اللي واقف هناك عدو 
ومن ثم أشار إلى أحد الحراس الواقف بعيدا فما كان من بيجاد ألا أن رفع البندقية في يده وأطلق الرصاص على الحارس الواقف بعيدا مما جعل عيني وليد تتسع ذهولا مما يرى ، في حين ضحك الجوكر يردد ساخرًا :
- that's my man
حرك عينيه إلى وليد قبل أن يسأله :
- قولي يا وليد إيه رأيك لو نجيب مراد ونخليه مطيع زي بيجاد كدة ونرجع نلم شمل المثلث تاني
هنا توتر وليد شعر بأن الأمر يزداد سوءً خاف من الرجل أمامه ، رغم أنه يشعر أنه يعرفه جيدًا ابتلع لعابه يسأله قلقا :
- هنرجع إيطاليا تاني ؟
حرك الجوكر رأسه للجانبين يتأتأ ساخرًا :
-  إيطاليا خلاص بقى تحت سيطرتنا بمن يستحق أن يأكل البيتزا دون تقطيعها عزيزي 
عقد وليد جبينه من جديد ولكن تلك المرة تحدث ساخرًا :
- إزاي عايز تلم شمل المثلث القديم وتعمل عمليات هنا في مصر وأنا بكرة الصبح بالكتير هيبقى خبر هروبي في كل مكان ، إيه هلبس طاقية الإخفا ولا هنقضيها ماسكات زي زمان 
ضحك الجوكر قبل أن يتحرك صوب وليد يتحدث ببساطة :
- أنا هخليك يا عزيزي وليد أكبر رجل أعمال في مصر وعضو في مجلس الشعب ، ورجل خير عاشق لفعل الخير ، مثل أبيك العزيز أنت الواجهة يا عزيزي والواجهة يجب أن تبرق لا فقط تلمع
عقد وليد جبينه مستنكرًا ما يسمع قبل أن يسأله مستنكرًا :
- أنا مش فاهم حاجة هاخد مكان حد يعني 
حرك الجوكر رأسه للجانبين يتمتم متهكما :
- حيلة قديمة فاشلة ، وتلبس ماسك وتعيش بشخصية تانية ، لا يا عزيزي إطلاقا ، إنت هتعيش بإسمك مع اختلاف بسيط ، أنت هتبقى وحيد مجدي التهامي أخو وليد التؤام اللي كان مسافر برة وما يعرفش عن مصائب العائلة 
عقد وليد جبينه مستنكرا ما يسمع يردد ساخرًا :
- أخو مين يا راجل أنت ، أنا ماليش أخوات تؤام 
طرقع الرجل بأصبعيه فظهر أحد رجاله يحمل ملف به أوراق يقترب به صوب وليد أعطاه له فابتلع وليد لعابه قلقا يأخذ الأوراق منه فتح الأوراق وبدأ يقرأ ما فيها لتتسع حدقتيه ذهولا ورقة بعد أخرى قبل أن يرفع عينيه إلى الرجل أمامه يتمتم مصعوقا :
- يا نهار أبوك أسود ، إنت عملت إيه !!
ضحك الرجل عاليا قبل أن يدس يديه في جيبي سرواله يردد ضاحكا :
- عارف يا وليد كل الخطة كانت هتبوظ لو انت كنت مولود في مصر ، بس لحظنا الحلو أنت مولود برة ، مجدي كان حريص أنك تاخد الجنسية الايطالية ، وإيطاليا لعبتي 
كل الأوراق اللي في إيدك صحيحة مية في المية ، من أول تقرير مستشفى الولادة لحد شهادة المرحلة الإبتدائية ، كنت شاطر أنت يا وحيد عن أخوك على طول بتقفل ، تعرف يا وحيد أنا ممكن اجبلك صور من جوا المدرسة ليك أنت وأخوك 
ومن ثم انفجر في الضحك ، تحرك إليه يُخرج نظارة شفافة مربعة بسيطة للغاية يضعها على عينيه يردد ساخرا :
- معلش أصل وحيد نظره ضعيف عن وليد ، أجهز يا وحيد عشان طيارتك هتوصل من إيطاليا آخر الأسبوع !!
وثم قرب رأسه من أذنه يتمتم بنبرة خبيثة :
- أعتقد أن حياة الصغيرة ستُحب النبيل وحيد
_______________
انتصف الليل حين توقف بسيارته أمام العمارة حيث يسكن نزل من السيارة متعبا منهكا ، لا يرغب سوى في النوم ، صعد لأعلى وضع المفتاح في قبل الباب يفتح هو حتى لا يزعجها ، دخل إلى شقته فسمع صوتها تبكي ، تحرك بخطى خفيفة للداخل حتى لا تسمعه وصوت بكائها يعلو ومن ثم سمع ما تقول بحرقة وهي تبكي :
- يا ماما ارحميني بقى هو كل ما تكلميني تفضلي تقطمي فيا ، أنا تعبت و....
ولم تُكمل بل شهقت بعنف حين سُحب الهاتف من يدها ورأت حسن يقف أمامها وضع الهاتف على أذنه يحادث والدتها غاضبا مما تفعل :
- اسمعي يا ست سيدة أنتي حماتي وست كبيرة وأنا بحاول على قد ما أقدر احترمك بس أنتي مالكيش دعوة بحياتي أنا ومراتي ، كل يوم تنكدي عليها وتنام معيطة بسببك ، أنتي مالك أنتي تحمل ولا ما تحملش هي هتحمل منك ولا مني 
شهقت أمل مما تسمعه يقول هبت سريعا تحاول أن تهدئه عله يتوقف ولكنه لم يستمع لها واكمل غاضبا :
- بس يا أمل اسكتي ، أنا سكت كتير ، أقولك يا ست سيدة روحي قولي لنحمده فكراها طبعا ، جوز بنتي منه لله ما بيخلفش ، وحلي عن سمانا شوية بقى 
وأغلق الخط في وجهها ، نظر لأمل التي انفجرت تصرخ فيه :
- إيه االي أنت عملته دا ، إزاي تكلم ماما كدة، أنا عارفة أنها غلطانة بس أنت كدة أهنتها ، لو أنا مكانك ترضى إن أنا أهين والدتك بالشكل دا
رفع كتفيه لأعلى قليلا يتمتم ساخرا :
- ما عنديش والله ، ماتت قبل ما اعرف شكلها حتى ، وبعدين حتى لو كانت عايشة أنا واثق أنها ما كنتش هتعمل اللي أمك بتعمله دا ، أنا هلكان من الشغل من القرف اللي طلع من تحت الأرض ، عشان أجي الست الوالدة منكدة علينا حياتنا كمان ، أنا داخل أنام تصبحي على خير
ومن ثم تركها وتوجه ناحية المرحاض ، حاولت أن تتصل بهاتف والدتها مرة بعد أخرى ولكن بلا جدوى حتى رقم صابر زوج والدتها لا يجيب 
تنهدت بحرقة ، ارتمت إلى الفراش تنظر لسقف الغرفة تتنهد شاردة ، جزء كبير منها متضايق مما فعل حسن ، وجزء صغير ربما سعيد لأن والدتها جعلت حياتها جحيما الفترة الماضية 
نظرت صوب باب المرحاض حين خرج حسن نظر إليها مباشرة فأشاحت برأسها تحادثه بنبرة جافة :
- مش هتتعشى ؟
حرك رأسه للجانبين رافضا تحرك إلى الفراش تمدد على ظهره ينظر لسقف الحجرة يفكر شاردًا ما حدث كارثة ، الرسالة الغريبة تركهم يحاولون تحديد موقع من كتبها ، الأمر صعب لسبب لا يفهمه ولكنهم يجدون صعوبة في تحديد موقع المرسل ، والنقطة الثانية المفزعة أن وليد هرب من السجن ، أما النقطة الثالثة الغريبة أن الشرطة قبضت بالأمس على شحنة من خمسين كيلو من المواد المخدرة ولكنها شحنة رديئة المواد التي بها فاسدة ، هو حقا لا يفهم شيئا ولكن يبدو أن الخطر يقترب منهم كثيرا يلف حولهم الشباك دون حتى أن يروه ، تنهد حائرا قلقا قبل أن ينظر صوب أمل يقول فجاءة بلا مقدمات :
- أنا عايز لانش بوكس عليه باتمان !!
نظرت أمل إليه مدهوشة قبل أن تضحك يائسة أقترب منها يضع رأسه على صدرها يلف ذراعيه حول جزعها يهمس متعبا :
- هكلمها الصبح أعتذرلها يا أمل ، ما تناميش أنتي بس زعلانة ، أنا ماليش غيرك في الدنيا 
ابتسمت قبل أن ترفع يدها تغوص في خصلات شعره برفق ، تعرف أنه يحب أن تفعل ذلك كما لو كان طفل صغير ، حسن يفتقد وجود والدته الحديث عنها يزعجه ، هي على أتم ثقة أنه تضايق حين تحدثت عن والدته ، حين يعتذر حسن لوالدتها ، ستطلب هي منها ألا تتدخل في شؤون حياتهم أبدا بعد الآن ، ستولي كامل تركيزها لحسن فقط 
________________
في صباح اليوم التالي باكرًا في منزل زياد بالأسفل كانت حياة تضحك مع حورية في الحديقة بالخارج يطعمان الدجاج تشكرها على وجودها جوارها :
- عارفة يا حورية أنا بجد سعيدة أنك موجودة معايا ، أنا الوحدة كانت بتموتني كل يوم وأنا وشي في وش الحيطان ، ما تزعليش عشان زياد يعني رافض أنك تباتي هنا ، هو زياد طيب جداا والله ، بس لما بيحكم رأيه خلاص ما فيش فايدة
ابتسمت حورية ساخرة الحمقاء الغبية مثلها مثل الكثيرات من السيدات مرهفات القلب ، انتبهت حين وقفت حياة فجاءة تقول سريعا :
- زياد زمانه صحي أنا هروح أشوفه 
وتركتها ودخلت للبيت لحظات فقط وكان صوت صرخات حياة المذعورة يرج أرجاء البيت ، نزل زياد يركض من أعلى ودخلت حورية سريعا ، رأى زياد تنظر لشاشة التلفاز تصرخ جسدها ينتقض اقترب منها أمسك بذراعيها يسألها مذعورًا :
- في إيه يا حياة ؟!
 عينيها تتحرك على شاشة التلفاز بجنون نظر للتلفاز وعلم لما صرخت ، على الشاشة كانت هناك صورة لوليد مرفق بها خبر ( أنباء عن هروب وليد التهامي من قبضة الشرطة ، و الشرطة تكثف البحث للقبض عليه ) 
وليد هرب من السجن ، نظر صوب حياة خائفا عليها ، حملها دون أن تقاوم وصعد بها لأعلى وضعها على الفراش وجلس أمامها ينظر لحالتها المزرية وهي تبكي وينتفض جسدها ، احتضن وجهها بين كفيه برفق يحاول أن يطمأنها :
- حياة ممكن تهدي ، أنا واثق أنهم على بكرة بالكتير هيكونوا قبضوا عليه ، وبعدين أنتِ تفتكري إني هسمحله يقرب منك أو يأذيكِ 
تتابعت دموعها بحرقة تحشرج صوتها تنتقض كل ذرة بها ترتعش خائفة :
- أنت قولتلي الكلام دا قبل كدة وهو بردوا خطفني ، وكان عاوز يعتدي عليا تاني ، إنت هتسيبه يخطفني تاني صح 
توسعت حدقتيه يحرك رأسه للجانبين رافضا ما تقول أنفعل يتحدث متضايقا مما تقول :
- حياة أنتي اتخطفتي عشان خرجتي من غير حتى ما ترجعيلي ، أنا مش بلومك يا حبيبتي ، أنا بس عايزك تثقي فيا ، وبعدين أنا خلاص مش رايح الشغل النهاردة ، اديني قاعد ، خليه بقى يوريني نفسه وأنا أطحنه حرفيا وأعمله أكل للفراخ بتاعتك ، أنا هنزل أجيبلك كوباية عصير عشان تهدي 
تركها ونزل لأسفل سمع صوت فتاة تتأوه من الألم عقد جبينه مستنكرا الصوت ، دخل للمطبخ فرأى تلك المدعوة حورية ملقاة أرضا تبكي من الألم وقطعة من الزجاج تنغرز في قدمها ، أقترب منها يتحدث محتدًا :
- إيه اللي حصلك
بكت تنظر له خائفة قبل أن تشير لبقايا الكوب المهشم :
- أنا آسفة ما كنش قصدي أنا كنت عايزة أجيب كوباية عصير بسرعة لست حياة بس اتكعبلت والكوباية وقعت من أيدي وأنا بلمها بسرعة دخلت إزازة في رجلي 
تنهد متضايقا ذلك ما كان ينقصه حقا ، اقترب منها ينزل على ركبتيه نظر  للزجاجة في باطن قدمها ، لا يفهم حقا الزجاجة في باطن قدمها لما أكثر من منتصف ساقها عارية ، ابتلع لعابه يشيح برأسه يحاول ألا ينظر لها مد يده يشد جلبابها يداري به ساقها ، فلمس كف يده ساقها العارية ، انتفض يتأفف نزع الزجاجة من قدمها ، فلم تصرخ بل تأوهت بنعومة جعلت عينيه تجحظ قبل أن يهب من مكانه يحادثها محتدًا :
-عقمي جرح رجلك وروحي أنا مش رايح شغلي النهاردة قاعد مع حياة ، وتركها يصعد لأعلى صوب غرفة النوم ناسيا كوب العصير ، صعد عدة درجات قبل أن يلف رأسه إليها نظر لها لعدة لحظات يبتلع لعابه مرتبكا قبل أن يصعد لأعلى سريعا هنا ابتسمت هي ساخرة ، يبدو أن الزاهد الشريف بدأ يتداعى
____________
جلس جبران في شرفة منزله يراقب الشارع في يده كوب شاي ، اليوم يوم وتر الأول في التدريب كان يود أن يكن معها ، ولكنها رفضت تخبره أنها ليست بطفلة تطلب منه إن يعتني بكايلا ، لم يرد أن يضايقها في يومها الأول فوافق ، كايلا الصغيرة تشاهد التلفاز ، ابنته أكتر الأطفال هدوءً في العالم ، أن نفذ ما تريده ، وهو فعل أمامها على التلفاز فيلم كرتون ( شركة المرعبين المحدودة ) التي تحبه وهو أيضا يحبه ولكنه لن يعترف بذلك ، سمع صوتها تضحك وتصفق تقول سعيدة :
- هييه شلبي فاز على أندل 
ضحك بخفة قبل أن يعاود النظر إلى الشارع أمامه وجعد جبينه حين لاحظ حركة غريبة ، بعض الرجال يتوجهون صوب ورشة طه ، ملامح وجوههم لا تبشر بالخير ، أقترب أحدهم من الورشة أكثر يصيح في طه غاضبا :
- أنت ياض ياللي اسمك طه يعني إيه مش عايز تدفع الفردة اللي أنا حكمت بيها على كل محل هنا في المنطقة
هنا توسعت حدقتيه وأستبد به الغضب ، يبدو أنه أنشغل كثيرا فعثت الأوغاد في غيابه فسادًا ، هو الذي رفض ترك الحي لأنه فقط تعلق به ، يأتي غيره ويُعلن نفسه الحاكم ، حرك رقبته للجانبيبن يتمتم ساخرًا :
- على رأي الفنان ، وأدي الأسد خارج ينهش كل ضبع جبان 
دخل من الشرفة توجه إلى ابنته يقبل جبينها يقول :
- كوكي ما تتحركيش من قدام التلفزيون أنا نازل اجبلك حلويات ، لو طلعت يا كوكي لقيتك قومتي من قدام التلفزيون ما فيش حلويات لمدة شهر 
تركها ونزل لأسفل يغلق الباب عليها بالمفتاح أولا ، في طريقه سمع صوت صرخات السيدات ، فتح باب الغرفة الصغيرة أسفل السلم يجذب منها سلسلة من الحديد صدأت ولكنها لا تزال تؤدي الغرض ، خرج من بيته يتوجه صوب طه الذي يقف أمام زعميهم يصرخ في وجهه :
- أنا مش هدفع حاجة ، إنت مالكش أي حق أنك تنهب تعب الناس بالبلطجة 
ضحك الرجل المدعو جلال ساخرا قبل أن يقبض على تلابيب ثياب طه يتوعده :
- أنت بتتحداني بقى ، أنا هخليك عبرة لأي كلب يفكر ما يدفعش 
وقبل أن يضربه سمع صوت يتحدث ساخرا :
- الفنان اللي مش فاكر اسمه بقالي شوية بحاول افتكره ، بيقولك راهن على الأسد تلقى الرهان كسبان ، لسه المدام كانت بتتفرج على المشهد دا إمبارح فمعلق معايا ما تيجي نطبقه عملي 
التفت جلال إلى جبران يعقد ذراعيه أمامه يسخر منه :
- أهلا أهلا المعلم جبران على سن ورمح ، إنت لسه عايش ، دا أنا سمعت أنك عجزت ورجليك ما بقتش شيلاك ، وما بقاش ليك في أي حاجة لمؤخذة ، مش لايق عليك جو الشبح دا يا بابا 
هنا ابتسم جبران وترك ما في يده وتحرك صوب جلال إلى أن بات أمامه يحرك رأسه يقول ساخرا :
- عندك حق بما إني بابا المجال وأنت عيل مش متربي فخلي بابا يريبك بقى 
في اللحظة التالية دون مقدمات جذب جبران طوق خصره يلف جزء منه على يده تارك الجزء الذي به قطعة الحديد حرا ينزل به على جلال بعنف ، من وقع المفاجأة صرخ وابتعد ولكن جبران لم يبتعد بل دفعه بقدمه فسقط أرضا واستمر جبران فيما يفعل يصرخ فيه :
- جاي تفرد عضلاتك وعاملي فيها خط الصعيد 
أنا آه كنت كبير المنطقة ، وكنت بتاجر في الحشيش ، بس عمري ما جيت على غلبان ، عمري فردة غصب على بياعيين ، تيجي أنت لما أريحلي شوية تفتكر نفسك جون ويك ، قوم  ياض 
هب جلال واقفا يرتجف خائفا ، جسده يصرخ من الألم اقترب جبران منه قبض على تلابيب ثيابه يتوعده :
- تعرف ياض أنا لو لمحت خلقتك أنت ولا حد من المقاطيع دول ، هزفك زفة الانجليزي في العشة 
ودفعه بعيدا عنه ، يتحرك إلى أقرب مقعد قابله  جلس هناك ينظر للجمع حوله وهو ينظرون له سعداء ، وكأنه بطل خارق فابتسم يغتر بنفسه كان قد نسي حقا شعور أن تكون القائد الذي يمتدحه الجميع وضع ساقا فوق أخرى يعلو بصوته :
- واد يا سلكة ، الشيشة بتاعتي !!
____________
في المستشفى حيث تعمل وتر ، في خضم إنشغالها إحدى الحالات البسيطة شعرت بشعور غير سار أبدا ، حاولت الإتصال بجبران مرة بعد أخرى إلى أن أجاب فقالت هي سريعا قلقة :
- جبران أنا بكلمك بقالي كتير ، كايلا كويسة 
ولكن من أجاب لم يكن جبران كانت كايلا نفسها التي ردت تقول :
- أنا كايلا يا مامي ، بابا نزل تحت وكان بيضلب عمو في الشالع بالحزام ، ضلبه كتير أوي ، وبعدين زعق في  عمو تاني وقاله يجبله حاجة اسمها شيلة ، ليها دلاع طويل بيطلع دخان ، وعالفة قال ايه كمان أنه كان بيعمل حشيشة ، يعني إيه حشيشة حاجة حلوة بتاعت الخروف وأنا هنا مستنية بابا 
شعرت وتر بالغضب الشديد مما تسمع ، جبران عاد يستعرض عضلاته وتلك المرة أمام ابنتهم ، لن يمر ما فعل مرور الكرام أبدا ، قامت تلملم اشيائها تحركت تخرج من مكتبها إلى أن وصلت لحديقة المستشفى هنا سمعت صوت داغر ينادي اسمها التفتت تتوقع أن يسألها لم ستغادر ولكنها رأته يقترب منها يردد مدهوشًا :
- وتر أنا بجد مذهول ، الحالة اللي اديتهالك الصبح أنتِ فصلتيها بأدق التفاصيل اللي ما تطلعش غير من دكتور عبقري بقاله سنين في المجال ، واضح فعلا أن جوزك كان عنده حق ، وأنك مذهلة ، حقيقي أنتِ مكسب كبير ليا يا وتر ، أنا مستحيل هستغني عنك 
شعرت في تلك اللحظة أنها امتلأت بالمديح والثقة وبعض الغرور حد التخمة ، ابتسمت سعيدة تشكره مرارًا وتكرارًا قبل أن تستأذن وتغادر ، عادت للمنزل كل ذرة بها سعيدة وتغلي من الغضب أيضا ، لم يكن جبران بالأسفل صعدت لأعلى رأته جوار ابنتهم يلاعبها ، دخلت تصفع الباب بعنف تصرخ فيه دون مقدمات :
- أنت ايه اللي أنت عملته دا ، وقدام البنت ، تنزل ضرب في واحد بحزامك في نص الشارع وتقعد بعدها تشرب شيشة بكل هدوء ، كل دا وكايلا شايفة بابا المثل الأعلى ليها بيهبب اللي بتهببه دا ، إزاي تعمل كدة ، حنيت لشخصية البلطجي المقرفة اللي كنت عليها ، مش هنخلص بقى من شخصية رد السجون دي ، بنتك سمعتك وأنت بتقول أنك كنت بتاع حشيش وبتسألني يعني إيه بتاع حشيش يا ماما ، رد يا بابا يعني إيه بتاع حشيش ، رد يا جبران ولا رد يا مراد بيه 
ظل جبران صامتا ينظر لوتر دون كلام قبل أن يتحرك إلى ابنته حملها بين ذراعيه يقبل وجنتها يقول:
- خشي يا كوكي العبي جوا 
وانزلها أرضا لتركض إلى غرفتها دخلت تعلق الباب خائفة من صوت صراخ والدتها ، أما هو فابتسم يتحدث بهدوء :
- وتر المرة الجاية اللي هتتكلمي معايا فيها بالمنظر دا ، هطلقك ، أنا مودي حلو ومش هبرر حاجة ، أنا نازل تحت أصل أنا وحشتني الحارة أوي 
وتحرك يمر من جوارها أمسكت بذراعه تصرخ فيه :
- مش هتنزل أنت فاهم مش هتنزل 
أمسك كف يدها يدفعه بعيدا عنه قبل أن يتركها وينزل لأسفل يصفع الباب خلفه ، توسعت حدقتيها مما فعل 
أما بداخل غرفة كايلا ارتمت كايلا بين أحضان جدها تبكي خائفة :
- بابا وماما بيتخانقوا بسببي أنا
مسح سفيان على رأسها يهدهدها برفق :
- لا يا حبيبتي كوكي أحلى بنت في الدنيا 
تعليقات



×