رواية جبران العشق الفصل الثامن والخمسون
حل الليل وإلى الآن لم يعد حسن كان من المفترض أن يكن اليوم سعيد جدا بالنسبة لها بعد أن حصدت الدرجة التي أرادت وصلت إلى حلمها الذي ظلت تحلم به كثيرا ولكنها الآن لا تشعر سوى بالقلق حاولت الإتصال به كانت ستقول أي عذر أن أجاب ولكن هاتفه مغلق تحركت ذهابا وإيابا في محيط صالة المنزل انتفضت حين وجدت هاتفها يدق هرولت تلتقطه رقم غريب ربما حسن ويتصل بها من رقم آخر فتحت الخط سريعا قبل أن تنطق بحرف سمعت صوت ليس بغريب يغمغم متوعدا :
- قسما بالله يا أمل يا ادفعك التمن غالي أوي ، صبرك عليا أنا ه.....
ولم يكمل حين أغلقت الخط تلقي الهاتف بعيدا ليس الوقت المناسب لتهديدهات إيهاب العقيمة الذي يظن عبثا أنها ستخيفها سمعت صوت صافرة المصعد بالقرب منها هرولت تركض إلي الباب من العين الصغيرة به نظرت للخارج تنفست الصعداء حين رأته لتهرول بعيدا عن الباب تجلس علي الأريكة تشاهد القناة أمامها دون حتي أن تعرف ماذا تعرض فقط حتي لا تظهر قلقة عليه راقبت عينيها الباب بلهفة إلي أن سمعت صوت المفتاح الخاص به فوجهت عينيها بعيدا ... حاولت اختلاس النظرات إليه ما أن دخل ، رأته يمسك علبة حلوى كبيرة في يده وضعها علي الطاولة جانبا هنا رفعت وجهها إليه ملامح وجهه حزينة مجهدة عينيه حمراء هل كان يبكي ؟! لم ينطق بحرف أسرع خطاه إلي الداخل إلي غرفته دخل يغلق الباب خلفه ، قطبت جبينها متعجبة من حالته الغريبة توجهت ناحية الطاولة فتحت غطاء علبة الحلوي لتجد كعكة كبيرة مزينة كُتب علي سطحها ( مبروك النجاح يا أمل ) ارتسمت ابتسامة صغيرة سعيدة علي ثغرها وضعت الغطاء مكانه لتتجه صوب غرفته دقت الباب فسمعت صوته قطبت جبينها مستنكرة ما به صوته وكأنه كان يبكي فتحت الباب فجاءة دون أن تخبره لتراه يشيح بوجهه بعيدا يحرك كفه علي وجهه حمحم يردف دون أن ينظر إليها :
- ايوة يا أمل خير في حاجة
ظلت واقفة للحظات قبل أن تأخذها قدميها صوبه وقفت امامه تنظر له وهو ينظر بعيدا جلست علي حافة الفراش جواره تسأله قلقة :
- مالك يا حسن ، أنت كنت بتعيط ، حصل ايه عم أشرف اللي كنت بتكمله دا كان عايزك ليه
التفت إليها بعد صمت طويل لتشخص عينيها ذهولا حين رأت عينيه التي انهمرت منها الدموع فجأة دون سابق إنذار ارتعشت شفتاه ليرمي بنفسه بين ذراعيها يختبئ داخل أحضانها وكأنه طفل صغير خائف اهتز جسده بعنف وعلا صوت بكائه فما كان منها إلا أنها طوقته بذراعيها اضطربت عينيها تهمس له مذعورة :
- مالك يا حسن فيك ايه ، طب اهدى اهدى ،ششش خلاص اهدى طيب
رفعت يديها تمسد علي خصلات شعره استمر الوضع علي ذلك الحال إلي ما يقارب نصف ساعة إلي أن سمعته يهمس بنبرة مختنقة :
- أنا مش ابن كمال ، كمال يبقي جدي مش أبويا ، والدتي كانت بنت كمال الكبيرة كان مخلف بنت واحدة من بنت عمه اللي اتجوزها وهو صغير وخلفت بنت وماتت ، أمي الله يرحمها غلطت ، كانت بتحب واحد مش مستواهم زي ما كمال بيه كان شايف كان عندها وقتها 18 سنة كان في ألف طريقة يبعد بيها بنته عن الشاب دا بس هو أختار يحبسها زي الحيوانات ، مرات كمال التانية اللي أمي اللي أنا اعرفها صعب عليها حالها وهربتها
وصمت وزاد رجفة جسده لتحرك يديها سريعا ما بين رأسه وظهره تحنو عليه كطفل صغير خرجت شهقة بكاء قوية من بين شفتيه يكمل بحرقة :
- لقاهم ، وعشان يعاقب والدتي علي هروبها قتل جوزها قدام عينيها ما هي كانت اتجوزته وخدها حبسها تاني كانت كارثة ليه لما عرف أنها حامل وللأسف بسبب حبسها وضعف جسمها كان بيمنع عنها الأكل بالأيام ماتت وهي بتولدني ، كمال قرر يقتل الطفل
هنا شهقت أمل مذعورة من بشاعة ما تسمع ليبتسم ساخرا يومأ لها يكمل :
- بس جميلة مراته باست أيديه حرفيا عشان يسيب الطفل يعيش واقنعته أنه يبقي ابنه ودا اللي عمله راح سجل الطفل باسم حسن كمال
ولأنه كان بيكره والدي وشايفني وصمة عار والسبب في موت أمي كان بيعاملني أبشع معاملة من وأنا طفل صغير
انهارت دموعه تتمسك به تشد بيديها علي قميصه تبكي معه ابتعد هو عنها انتزع قميصه يشير لعلامات حروق مستديرة هنا وهناك يردف ساخرا :
- تخيلي طفل عنده خمس سنين كان بيتحرق لو وسخ هدومه وهو بيلعب ، كنت عايش في فيلم رعب أنا وجميلة كنت بشوفه دايما بيضربها كنت بترعب منه وأنا عيل صغير فكانت تجري عليا وهي مش قادرة تتحرك تاخدني في حضنها تطبطب عليا بس حتي هي سابتني بدري أوي يا أمل ما قدرتش تستحمل إلي كان بيعمله فيها انتحرت ! لسه فاكر لما صرخت من كتر ضربه وزقته لأول مرة هربت منه تجري علي المطبخ أنا كنت مستخبي هناك وشوفتها ابتسمتلي وكأنها بتودعني ومسكت السكينة ودبحت نفسها
هنا بدأ جسده يرتجف يري المشهد يُعاد أمام عينيه وكأنه يحدث توا فاندفعت أمل تجذبه لأحضانها ليتعلق بها يصرخ بحرقة :
- ماتت يا أمل الحضن الوحيد اللي كنت أعرفه في حياتي ما فيش أيد من بعدها طبطبت عليا ، عيشت سنين سودا مع كمال وأنا فاكره أبويا وهتجنن كل ما أكبر وافهم هو بيعمل معايا كدة ليه ... لحد ما بالصدفة لقيت مذكرات جميلة الله يرحمها وفهمت كل حاجة
انتزع نفسه عن ذراعيها يمسك بهما بين كفيه يبتسم في سخرية مريرة يردف متألما :
- عارفة لما روحت واجهته بالحقيقة دي ابتسم وقالي أحمد ربنا أنا خليتك ابني وباسمي بدل ما تكون لقيط ابن حرام خليت ليك قيمة وأنت اصلا نكرة !
وكم شعرت بالغضب والألم والشفقة حين عرفت حقيقة ما عانى منذ أن كان طفلا لا ذنب له في شئ ترددت للحظة قبل أن تمد كفيها إلى وجهه تمسح دموعه فأغمض عينيه يبتلع غصته يهمس لها ساخرا :
- عشان كدة كنت متسمك بيكِ بشكل رخم عشان حبيتك وعشان أنتِ شبهها يا أمل ابتسامتها ولمعة عينيها كان نفسي الاقي الحضن اللي اتحرمت منه من سنين بس كنت غلطان وفرضت نفسي وكرهتك فيا والعلاقة بينا باظت خلاص
نفت برأسها سريعا احتنضت وجهه بين كفيها ليتفح عينيه ينظر لها توسعت عينيه قليلا فقط في دهشة حين اردفت تهمس مرتبكة :
- حسن أنا بدأت معاك صفحة جديدة من ساعة رجعنا بعد ما اتخطفنا بعد ما طلقتني وسبت ليا حرية اختيار إني ارجعلك أو لاء لما جيتلنا البيت طلبت ايدي تاني أنا والله كنت هرجعلك بس أمي بقى ربنا يسامحها قالتلي أن الفرح بتاعك أنا عارفة إني غلطت اني ما سألتكش ، حسن أنا بحبك !!
ارتد للخلف قليلا عينيه جاحظة تكاد تخرج من مكانها ابتسم ونزلت دموعه رفع يديه يمسك بيديها التي تحاوط وجهه يقرب كفها من فمه يلثم باطنه بقبلة طويلة شغوفة جذبها لأحضانه يقبل قمة رأسها تنهد يهمس بولة :
- وأنا عمري ما كرهتك يا أمل ، أنا بس كان نفسي تعرفي أنا بحبك قد ايه كنت ولازلت عايش أعيش معاكي كل اللي ما عرفتش أعيشه لوحدي
ابتسمت سعيدة تستريح برأسها إلي صدره حمحمت بخفة تسأله حذرة :
- أنت كان مالك أول ما جيت وايه التليفون اللي جالك وأنا معاك دا
- كمال مات
همس بها فجاءة دون مقدمات دون حزن حتى توسعت عينيها مدهوشة زفر هو بحرقة يكمل :
- كان بيتصل بيا عشان لازم ابقى موجود في العزا ، لما روحت وشوفته وهو جثة لا حول ليه ولا قوة افتكرت كل اللي عمله فيا دا حاول حتى يأذيكِ أنتِ عشان بس يقهرني ، عشان كدة ما كنتش عاوز أروح عزاه ما شليتش نعشه بس دخلته بأيدي قبره وأنا بدعي أن ربنا ياخد حقي وحق جميلة وحق بنته وحق أبويا اللي قتله ، ووقفت مجبر أخد عزاه ،أملاكه كلها بقت ليا ما أنا الوريث الوحيد ليه !
وصمت وصمتت لم تسأله المزيد وهو لم ينطق بحرفٍ آخر فقط يحتضنها إلي أن وجدته فجاءة يُبعدها عنه أمسك بكفها يجذبها من الفراش لتقف خرجا معا من الغرفة يحادثها مبتسما :
- يلا نقطع تورتة نجاحك هاتي الأطباق من المطبخ
ابتسمت تومأ توجهت تحضر طبقين والسكين وشوكتين في حين أخرج هو الكعكة من مكانها يضعها في منتصف طاولة فارغة وضعت ما جلبت جوار الكعكة ليخطو إليها لف ذراعه حول كتفيها مال بأذنه يهمس لها بشغف :
- مبروك يا أحلى أمل اديتهولي الدنيا ، ما تيجي نيجي ونجيب مليجي علي رأي جبران
ضحكت خجلة تنفي برأسها أمسكت السكين تشير إلي الكعكة تغمغم مبتسمة :
- ما تسبقش الأحداث يا حسن كلنا محتاجين وقت ، يلا نقطع الكيكة !
____________
تسطحت علي فراشها في غرفتها في شقة والدتها تنظر لسقف حجرتها شاردة أخبرها أنه سيذهب ليُحضر قريبته ولم يعد من وقتها ولم تهتم ، لم تعتد تهتم عليها أن تكرر تلك الجملة كثيرا حتي تقتنع بها !
تنهدت تشعر بالاختناق قامت تتجه صوب شرفتها فتحتها علي مصراعيها وقفت هناك فتذكرت أول مرة رأته هنا حين اصطدمت به
«كادت حقا أن تسقط لتشعر بشئ غريب يحدث هي لم تسقط هناك أحد ما يحاوط خصرها يمنعها من ذلك التفتت خلفها سريعا لتجد رجل طويل القامة بشكل كبير يلتقط جسدها الصغير بين ذراعيه توسعت عينيها في صدمة عاجزة عن الإتيان بأي رد فعل لتري ابتسامة كبيرة ترتسم فوق شفتيه يغمغم :
- اسم الله عليكِ ، ما يقع إلا عدوينك
انتفضت سريعا تدفعه في صدره بعنف تبعده عنها تهتف بتوتر :
- أنت مين يا أستاذ انت وازاي تمسكني بالطريقة دي
رأت ابتسامته تزداد اتساعا خبط علي صدره متفاخرا يهتف بنبرة فخر عابثة :
- علي الهادي بس يا زبادي ...اعرفك بنفسي المعلم جبران السواح كبير المنطقة دي »
ضحكت ، جبران يعاني من نرجسية مفرطة نرجسية أحببتها يا ليته ظل فقط جبران وظلت هي ابنة الذوات وظل والدها هاربا كانت ستتحمل ألم فراقه ولكن ألم ما عرفته عنه وما فعل بها حقا لا يُحتمل ، كانت علي أتم ثقة من أن والدها لا يمكن أن يخطئ والآن هي علي أتم ثقة من أنها أكبر بلهاء سمعت عنها وعرفتها ، وقفت لما يزيد عن نصف ساعة إلي أن بدأت تشعر بالنعاس يبدو أنه لن يأتي الليلة
وبالطبع لن يفعل لما لأنه هناك في قسم الشرطة يديه مقيدة بالاصفاد يدفعه أحد الضباط أمامه ليتفح العسكري باب زنزانة صغيرة لا يوجد بها
سوي شخص واحد دفعه الضابط بعنف يحادثه محتدا :
- اترمي ياض عندك لحد ما نشوفلك اي مخروبة نوديك فيها
دخل جبران إلي الزنزانة التي يوجد بها طارق في الظلام لم يستطع أن يتبين طارق ملامح الشخص الذي ولج إلي الداخل جلس جبران بعيد يحاول النظر إلي وجه طارق من خلال بصيص النور القادم من الخارج ليراه يغمض عينيه يستند برأسه إلي الحائط خلفه فابتسم يغمغم ساخرا:
- عجبت لك يا زمن طارق باشا التهامي مرمي في الزنزانة
فتح طارق عينيه سريعا يلتفت برأسه إلي مصدر الصوت أن كان لم يرى الصورة فقد تعرف حتما إلي الصوت ابتلع لعابه يغمغم بنبرة متلعثمة ترتعش :
- جبران أنت ايه اللي جابك هنا
ابتسم جبران في شراسة لينتفض من مكانه تقدم من طارق يقبض علي تلابيب ملابسه رفعه عن الأرض يلصق ظهره بالحائط يهمس له متوعدا :
- لو نفسك طلع هقطع خبرك ، هندمك أوي علي اللحظة اللي حطيت فيها ايدك الو*** دي علي مراتي يا كلب
ارتجف طارق بين يديه يغمغم سريعا مذعورا :
- مالمستهاش والله ما لمستها ، ماهي كانت معايا وهددتني إني لو لمستها هتقول لابوها ماهي مجنونة بغيرتها عليا خصوصا من وتر فما عرفتش المسها أنا بس اوهتمها اني عملت كدة عشان تطلق منك واتجوزها أنا واخد املاك سفيان الدالي والله العظيم ما لمستها
ضحك جبران ساخرا يقبض علي فك طارق بعنف يردف متهكما :
- بتغير عليك يا بيضة ، عيبك أنك أهبل وفاكرني زيك ، ادتني كارت ميموري فيه وتر متفبرك لوتر وهي بتتريق عليا ما أنا جاهل بقي مش هعرف الفيديو دا بجد ولا لاء
احتدت عيني جبران كم أراد أن يشوه معالم وجهه ولكنه تذكر تحذيرات زياد سيضع أخيه في موقف سئ أن فعل ذلك ولكنه لم يستطع السيطرة علي قبضته فلكمه مرتين ألقاه أرضا يبصق عليه ليتحرك يدق علي الباب الحديد فتح له العسكري الباب ليخرج يعود لمكتب أخيه اقترب زياد منه سريعا ما أن رآه يسأله :
- اوعي تكون ضربته أنت قولتلي عايز تعرف هو عمل ايه في وتر بس ومش عايز دا يتذكر في محضر رسمي
كتف جبران ذراعيه يغمغم بلامبلاة :
- يا عم ما تخافش أوي كدة هما بوكسين بس مش هيعملوا ولا حاجة
احتدت نظرات زياد اقترب من جبران يدفعه في صدره يغمغم حانقا :
- ما فيش فايدة من ساعة ما البيه رجع وأنا معرض مستقبلي وشغلي للخطر عشان خاطر جنابك بعمل كل حاجة عشانك وأنت مهما أقول لا حياة لمن تنادي وتر كان معاها حق
وتر !! ماذا قالت وتر لأخيه ليحقد عليه بذلك الشكل عاد زياد لمقعده يغمغم بحدة :
- اتفضل روح يا مراد أنت خلاص مهمتك خلصت وجودك تاني هنا مالوش لازمة ، المرحلة الجاية بتاعتنا احنا شاكرين افضالك
زياد يطرده وبشكل مهين للغاية بالكاد كبت زمام غضبه التفت ليغادر المكان قاصدا المستشفى حيث توجد حياة
_____________
في صباح اليوم التالي قرابة الثامنة صباحا عادت أصوات الباعة الجائلين لتُقلق نومها من جديد فتحت عينيها ولاحت ابتسامة صغيرة علي ثغرها اشتاقت للعودة للبداية قامت من الفراش تتوجه صوب النافذة فتحتها علي مصراعيها لتتسع عينيها في دهشة حين رأته عاد مكانه لورشته صوت النافذة المزعج جذب انتباهه ليرفع رأسه لها ابتسم يغمزها بطرف عينيه لتتنصم مكانها تنظر له مذهولة عاد جبران السواح بأفعاله الغريبة من جديد نفضت رأسها سريعا لتتحرك للداخل فتحت باب غرفتها لترى والدتها في الصالة بصحبة تلك الفتاة حياة يتشاركان طعام الإفطار ، حياة تبدو مرتبكة نظرات عينيها غير مستقرة رعشة خفيفة تسري في يديها بشكل منتظم ، تقبض علي ثوبها بأصابع يسراها تلك الفتاة عانت من الكثير علي ما يبدو ، القت عليهم التحية تغمغم مبتسمة :
- صباح الخير ، هروح بس اغسل وشي واجي افطر معاكوا
تحركت تختلس النظرات لحياة في طريقها لتراها تتابعها بعينيها بحذر ، عيني حياة ترتكز مع الأجزاء التي لم تراها من المنزل فبالنسبة لها هي أجزاء مظلمة غامضة وفي الأغلب تشكل لها مصدر خطر
اغتسلت خرجت من المرحاض علي صوت جرس الباب لترى جبران يقف أمامها يمسك ( حزمة ) من الجرجير في يده ابتسم في اتساع ما أن رآها يمد يده لها بالجرجير يردف :
- صباح الفل ما لقتش ورد ، والست فتحية قالت طبخلنا سمك النهاردة قولت السمك حبيب الجرجير
- طبخلنا ، ايه النون دي أنت ناوي تتغدا معانا ولا حاجة
غمغمت بها وتر ساخرة تلقى المنشفة من يدها بعيدا ليضيق عينيه يغمغم حزينا :
- اخس عليكِ يا بنت الذوات ما كنش العشم مستخسرة فيا اللقمة وأنا راجل شقيان هي دي بوسي هي دي ملاك الرحمة
لم تضحك قاومت بصعوبة باتت تعرف خدعته يحاول جعلها تضحك بأي شكل لينتهي الجدال بينهما قلبت عينيها ساخرة تجاوزته لتسمعه يردف من خلفها :
- طب والجرجير !! آه يا عدوة الرومانسية
تحرك لينضم إليهم حين دق هاتفه برقم زياد نظر للرقم غاضبا ظن أنه يتصل يود الاعتذار فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه ليسمع أخيه يصرخ فيه :
- أنت اتجننت يا مراد بتتصرف من دماغك من غير ما تقولي أنت ازاااي تاخد حياة من المستشفى من غير ما تقولي ، أنت مالك ومال حياة اصلا أنت هتزيط فيها ، كل القرف اللي شافته بسببك وبسبب صاحبك واخدها عشان تكمل عليها ، حياة فين يا مراد
هو السبب ! كلمات زياد حقا قاسية لما بات يكرهه لما كل ذلك الغضب يعامله وكأنه حثالة لا قيمة لها ! لم يجيب بكلمة فقط أغلق الخط يغلق الهاتف بعد ذلك تحرك صوب حياة جلس علي المقعد المجاور لها يغمغم مبتسما :
- أنا واثق أن أنتِ ووتر هتبقوا أعز أصحاب مش عايزك تتكسفي لو احتاجتي اي حاجة كلميني أو خلي وتر تقولي ماشي يا حبيبتي
ابتسمت حياة ممتنة تومأ برأسها ، تجاهلت وتر ما يحدث مدت يدها لتأخذ كوب من الشاي فأسرع هو يأخذه بدلا منها نظرت له حانقة فابتسم عابثا يغمزها بطرف عينيه لتغمغم مغتاظة :
- يارب عينك تعلق
ابتسم ليقوم من مكانه اقترب منها مال ناحية اذنيها يهمس لها :
- في حاجة مهمة بجد عايز اقولك عليها بس مش هينفع هنا قدامهم
وقبل أن توافق جذب يدها بخفة يجذبها معه إلي الشرفة الخارجية اغلق باب الشرفة من الداخل اقترب منها يهمس لها :
- طارق ما لمسكيش أنا كنت هطلع روحه في أيدي واعترفلي أنه كان بيوهمك بس عشان تطلقي مني ويتجوزك هو عشان عاوز أملاك أبوكِ
ضحكت ساخرة من المفترض أن تكن سعيدة بخبر كهذا ولكن احساسها أنها دائما تُستغل من الجميع ليس بشئ هين الجميع يعاملها علي انها معبر ليصل لأبيها ؟! أزاحت خصلات شعرها خلف اذنيها توجه عينيها إلي الحي أمامها ترفض النظر إليه تتمتم متهكمة :
- ما يفرقش عنك كتير هو استغلني عشان يوصل لاملاك بابا ، وأنت استغلتني مرتين أول مرة عشان تثبت مدى ذكائك الخارق والتانية عشان توصل لبابا شوفت بقي أنك أسوء منه
لم يقل شيئا لم تسنح له الفرصة حين وقفت سيارة زياد ونزل منها الأخير ويبدو أنه يشتعل غضبا تركها جبران وخرج من الشرفة في حين اندفع زياد صوبهم توجه جبران يفتح الباب حين دقه زياد بعنف ما أن ظهر جبران أمامه لكمه زياد بعنف ليرتد الأخير أرضا سقط ينظر لأخيه مذهولا في حين صرخت حياة مذعورة قام جبران غاضبا قبض علي ثياب أخيه يصرخ فيه :
- أنت اتجننت يا زياد بتمد ايدك عليا
دفعه زياد بعنف ليرتد جبران للخلف ينظر لأخيه مدهوشا مما يفعل في حين صاح زياد محتدا :
- بتدي نفسك أكبر من حجمك ليه فووووق كل القرف اللي احنا شوفناه دا بسببك أنت ، عذاب كل واحد هنا أنت السبب فيه ، حبيت تثبت أنك مش فاشل فقومت ناحج في المخدرات ، لاء أنت فاشل وهتعيش وتموت فاشل زي ما بابا كان دايما بيقول عنك
صرخت كل من وتر وحياة وفتحية حين اشتبك الشقيقان في عراك دامي جبران يصرخ يسب زياد ، وزياد يتهكم من جبران ينتعته بأنه فاشل كما قال أبيه إلي أن جذب زياد مسدسه اندفع جبران يقبض علي المسدس كل منهما يحاول جذبه من الآخر فكانت النتيجة رصاصة خرجت تشق طريقها وصوت وتر تصرخ مذعورة باسم :
- جبرااااان
______________
دا شيطان ودخل ما بينكوا يا جماعة في اي صلوا علي النبي