رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الرابع
لو فاكر أنك فهمت اللعبة
تبقى اللعبة
لعبتك !
____________
جلس جابر على بساط على أرض الحجرة يجاوره حربي وأمامه زوجة حربي وابنته يفصل بينه وبينهم طاولة ذات أطراف قصيرة عليها الطعام شمر جابر عن ذراعيه فظهر حرق مخيف على ذراعه الأيسر ، جعل حربي يسأله :
- ألا من إيه الحرق دا يا شيخ جابر
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي جابر يمر أمام عينيه مشهد قديم المحكمة والسيارة والنيران ، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه قبل أن يقول بكل ثقة :
- كنت بعالج عيل صغير مسه جن من سابع أرض والمؤذي كان عاوز يحرقني ، بس أنا بأمر الله عالجت الواد وحرقت الجن المؤذي
ومن ثم حرك عينيه إلى الفتاة الجميلة أمامه يسألها مباشرة :
- قوليلي يا بنتي ! ، توافقي تساعدي أبوكي عشان يبقى غني ومعاه فلوس كتير ، ويترحم من الشقى والمرمطة اللي هو فيها
حركت الفتاة رأسها بالإيجاب سريعا تجيب بلا تردد :
- أيوة طبعا
ابتسم جابر في هدوء قبل أن يرفع يده يضعها على كتف حربي يحادثه باسمًا :
-هستناك أنت والأمانة بليل يا حربي
ومن ثم نظر للفتاة يعطيها ابتسامة كبيرة
______________
قرب الظهيرة تحرك كل من جبران ووتر والصغيرة كايلا ينزلون سُلم البيت ، تقفز الصغيرة على درجات السلم في حين ألتفتت وتر لجبران تتحدث سعيدة:
- أنا بجد مبسوطة أوي أنه قرر يقابلني بالسرعة دي
أعطاها جبران ابتسامة صغيرة يشعر داخله بالقلق ولكنه واجه الشياطين لأجلها لن يدع طبيب نفسي يؤذيها مثلا ، نزلوا لأسفل نظر جبران للصغيرة يحادثها :
- كوكي تعالي يلا عشان نروح لتيتا تفضلي عندها لحد ما نرجع أنا وماما
ولكن ابنته العنيدة حركت رأسها سريعا قبل أن تتركه وتهرول صوب الورشة المفتوحة أمامها أمسكت بساق طه تغمغم سريعا :
- أنا هفضل هنا مع توتي
ضحك طه عاليا مال بجزعه يحملها على أحد ذراعيه قرص وجنتها بخفة يغمغم ضاحكا :
- أهلا أهلا بست كوكي وحشتيني
لفت الصغيرة ذراعيها حول عنق طه تُسبل عينيها تحادثه ببراءة شديدة :
- توتي خليني هناك معاك ، أنا بحبك ولما أكبر شوية هتجوزك
انفجر طه في الضحك في حين أقترب جبران منه قبض على ثياب الصغيرة من الخلف يحملها في كف يده يغمغم ضاحكا :
- يا أوزعة يا شبر إلا نص ، بتخطبي الراجل ، يلا يا بت عشان نروح لتيتا
صرخت كايلا رافضة تماما ، وحين رأت مُصر بدأت بالبكاء والصراخ ، أقترب طه منها يأخذها من بين يدي جبران فتمسكت به تشهق تتمتم حزينة :
- أنا عايزة أفضل مع توتي
تضايق جبران مما فعلت ابنته ، تحركت وتر إليهم حين بدأ الوضع يخرج عن السيطرة تحاول أن تقنع ابنتهم العنيدة بالرحيل :
- يلا يا كوكي ما وحشتكيش تيتا ، خلاص تعالي معانا أنا وبابا بلاش تروحي عند تيتا
ولكن مرة أخرى أصرت الصغيرة على الرفض تتمسك بطه الذي حمحم يوجه حديثه لجبران :
- ما فيهاش حاجة يا معلم جبران ، كايلا زي بنتي ، وأنا كدة كدة مش رايح المستشفى النهاردة ، ما تقلقش عليها هشيلها في عينيا
تنهد جبران قلقا ، ينظر لابنته متضايقا اومأ برأسه موافقا قبل أن ينظر لابنته للمرة الأخيرة يحادثها محتدًا :
- بس على فكرة يا كايلا ، أنا هحاسبك على عندك دا كويس
قلقت وتر على ابنتهم أثر ما قال جبران ، ألتفت لها يُمسك بيدها يخرجان من الورشة ، هنا لفت وتر رأسها لجبران تسأله قلقة :
- جبران يعني إيه هتحاسبها ، دي عيلة صغيرة ما كملتش أربع سنين ، يكون في علمك أنا مش هسمحلك تضرب بنتي أبدا
لف جبران رأسه إليها قبل أن يتمتم ساخرًا :
- طار حرف النون في ثانية ، وبعدين أنا مش هضربها ولا حاجة ، بس لازم تتعلم أن اللي عملته دا غلط ، طه جدع ابن حلال وأنا واثق فيه بس بردوا ما ينفعش تعمل اللي هي عملته دا ، يلا عشان ما نتأخرش على ميعادك
ورفع يده يلوح لسيارة أجرة تقترب منهم وقفت السيارة فتح لها الباب الخلفي جلست وجلس جوارها ، وتحركت بهم السيارة شردت عينيها وتذكرت مشهد قديم لها وهي صغيرة حين تركض وتلعب في حديقة القصر ووالدها يركض خلفها ما أن وصل إليها حملها بين ذراعيه يدغدغها فضحكت سعيدة قبل أن تعانقه تقول :
- أنا بحبك أوي يا بابا ، إنت أحسن بابا في الدنيا كلها
ارتسمت ابتسامة صغيرة ساخرة على شفتيها تتمنى في تلك اللحظة لو ظلت صغيرة لو أنها لم تكبر أبدا ، شعرت بيد جبران تُوضع على كتفها برفق لفت رأسها إليه فرأى في عينيها الدموع لم يتحدث هو فقط جذبها بخفة لصدره يمسح على رأسها برفق وتسلل صوته بخفة إلى نفسها وهو يقول:
- أنا جنبك دايما يا بنت الذوات
___________
نظر طه لكايلا الصغيرة التي تجلس على سطح دراجته النارية تصدر أصوات غريبة طفولية كأنها تقود الدراجة تُمسك بين يديها قطع الحلوى ، ضحك يحادثها :
- كوكي العبي أنتي على الموتسكيل على ما أصلح العربية دي ، ما تنزليش يا كوكي عشان ما أزعلش منك
حركت الصغيرة رأسها لأعلى وأسفل تتناول حلواها ، في حين أنشغل طه في تصليح عطل السيارة عشر دقايق تقريبا مرت حين دق هاتفه برقم المستشفى ، قطب جبينه قلقا ما أن فتح الخط سمع صوت الممرضة تقول سريعا :
- دكتور طه لو سمحت عايزينك ضروري في المستشفى مسألة حياة أو موت
لم يكن لديه خيار الرفض إذا أغلق الخط وتحرك يهرع إلى دراجته النارية وضع الخوذة على رأس كايلا يُمسك بها جيدا قبل أن يدير محرك الدراجة ينطلق بها والصغيرة تصفق سعيدة ، دقائق وبات أمام المستشفى القريبة ، نزل يحمل كايلا يركض للداخل يبحث برأسه هنا وهناك عن من يستطع ترك الصغيرة معه ، ولحسن حظه لمحت عينيه صبا تقف قريبا ، هرع إليها يعطيها الفتاة يغمغم على عجل :
- صبا معلش خلي معاكي البنت الصغيرة على ما أشوف في ايه ، خلي بالك منها
وهرع يركض للداخل ، توسعت حدقتي صبا تنظر لكايلا التي يلطخ يديها وفمها آثار الحلوى تسألها مدهوشة :
- أنتي تعرفي دكتور طه قصدي يعني يقربلك إيه يا قمر
زمت كايلا شفتيها الملوثة قبل أن تكتف ذراعيها تتحدث متضايقة :
-أنا وتوتي هنتجوز لما أكبر
نظرت صبا مدهوشة للفتاة التي تحملها قبل أن تضحك بخفة تحملها بين يديها لتنظف وجهها ويديها
_____________
وقفت سيارة الأجرة بهم أمام المستشفى ، نظرت وتر منها تنظر للمكان حولها لم تبدو منبهرة فقد رأت أماكن أكثر فخامة بكثير ، ولكنها كانت سعيدة ومتحمسة ، التفتت إلى جبران حين أمسك كف يدها ضغط على كفها بخفة يشجعها ، دخلت معه إلى المستشفى يتوجهان إلى الإستقبال الذي طلب منهم الإنتظار قليلا ، وفعلوا جلسوا في صالة الإستقبال ينتظران الطبيب ، لم يدعوهما داغر للدخول بل خرج هو لهما ابتسم في هدوء يتحرك صوب وتر التي وقفت بدورها تنظر إليه منبهرة ، مد يده يريد ان يصافحها وقبل أن يلمس كفها يده أسرع جبران يمد كفه يصافحه هو يتحدث مبتسما :
- أهلا يا دكتور داغر اتشرفت بمعرفتك أنا مراد ظافر نور الدين ، ابن سيادة اللوا ظافر نور الدين الله يرحمه ، وجوز دكتورة وتر
هنا صب داغر جام تركيزه على الرجل أمامه يتفحصه بنظرات مطولة ، ما يعرفه عنه أنه لا يُذكر اسم مراد كثيرًا ، ولكن هنا عرفه باسمه بالكامل وشدد على هوية أبيه ابتسم داغر يرحب به :
- أهلا أستاذ مراد ، اعذرني ما أعرفش أنك ما بتحبش إن الدكتورة تسلم على راجل غريب
، اتفضلوا نتكلم وإحنا بنتمشى في الجنينة ما بحبش قاعدة المكاتب أصلي
ابتسمت وتر متوترة تُحرك رأسها توافق تحركت تسير جوارهم هنا لف داغر رأسه إليها يسألها :
- ممكن تعرفيني بنفسك وبشهاداتك يا دكتورة وتر
حركت رأسها سريعا تسترسل تخبره بكل شيء، لم يكن يهتم كثيرا ولكن أظهر عكس ذلك ابتسم لها ما أن انتهت توقف عن الحركة ابتسم يردف :
- شهاداتك العلمية النظرية كويسة جداا ، بس عملي وعلى أرض الواقع يُعتبر خبرتك أنا آسف معدومة ، أنا مستعد أقبلك كمتدربة مش طبيبة ، لو اثبتي جدرتك هتقدري تكملي معايا ، حصل العكس فأنا آسف طبعا
حركت رأسها لأعلى وأسفل سريعا تغمغم متلهفة :
- صدقني أنا هكون عند حسن ظنك
ابتسم لها يحرك رأسه حرك رأسه صوب مراد يحادثه :
- صدقيني دا اللي أنا أتمناه ، ولا إيه يا أستاذ مراد
ابتسم جبران يحرك رأسه لأعلى وأسفل تحدث وملأت الثقة نبرة صوته وهو يقول :
- أنا واثق أن وتر دكتورة ممتازة ، مش بس شطرة
ضحك داغر يحرك رأسه يردف ضاحكا :
- أيوة طبعا مين يشهد للعروسة ، محظوظة بجوزك يا دكتورة ، في رجالة كتير دلوقتي بتسفه من نجاح زوجتهم ، بجد دي فرصة إني اتعرفت عليك ، أشوفك بكرة يا دكتورة وتر الساعة 12 ، شرفتوني ، تقدري تسيبي ملفك مع السكرتيرة
ابتسمت وتر سعيدة تحركت تتركهم صوب مساعدته لتترك أوراقها ، هنا نظر داغر إلى جبران يقول باسما :
- عاجبني تشجعيك ليها ، أتمنى تفضل كدة دايما ، ممكن توريني كف إيدك
قطب جبران جبينه مستنكرًا ، مد كف يده له نظر داغر لكف يده لعدة لحظات عن كثب قبل أن يرفع عينيه له يحذره :
- خلي بالك من زوار الليل وآخره
وتركه وغادر مما جعل جبران يبتسم ساخرا يردد :
- أنا قولتلها دجال ونصاب ما صدقتنيش ، دا طلع بيقرا الكف ، ناقص يكون بيفتح الودع
رأى وتر تقترب منه تبدو سعيدة عانقته ما أن باتت أمامه تقول سعيدة ؛
- أنا مبسوطة أوي يا جبران ، مبسوطة أكتر باللي إنت قولته عني ربنا يخليك ليا
أمسك بكف يدها يخرج بها من المستشفى تحت أنظار داغر التي تراقبهم من بعيد
خرج جبران يُمسك بيد وتر ، توجها إلى كورنيش النيل جلست هناك تؤرجح قدميها كما تفعل دوما أما هو فتحرك صوب عربة المثلجات يحضر لها ، مد يده لها بالعلبة يغمغم ضاحكا :
- اتفضلي يا ستي واحد مانجا على فراولة
ضحكت تأخذه منه جلس جوارها فلفت رأسها له تقول باسمة :
- تعرف ، أنا بحب المكان دا أوي ، وبحب وجودك جنبي ، بحس أنك بتخاف عليا زي الأب اللي خايف على بنته
لف ذراعه حول كتفيها بقربها منه قبل أن يقول مبتسما :
- أنتِ كل حاجة في حياتي يا وتر ، لو ما خوفتش عليكِ أنتِ هخاف على مين ، وما تقوليش على كايلا ، كايلا دي أنا بخاف منها أصلا ، أنتي لو كنتي سمعتي كلامي وسمناها ست أبوها كان زمانها طفلة عادية
ضحكت وتر قبل أن تنزل من مكانها تردف ضاحكة :
- طب يلا نروح نجيب ست أبوها زمانها جننت طه ، غلبان أوي الولد دا ، تحسه من نوع انقرض خلاص
_____________
خرج طه من غرفة العمليات يتنفس الصعداء مرت الجراحة على خير والمريض لا يزال حيا ، تحرك يبحث عن صبا وكايلا بين طرقات المستشفى هنا وهناك ولا أثر لهم ، استبد به القلق ، خرج يهرول للحديقة هنا رأى كايلا تلعب مع هريرة صغيرة وصبا تجلس بالقرب منها تراقبها تبتسم ، ابتسم على المشهد البريء أمامه أقترب منهم حين رأته كايلا هرعت إليه تعانق ساقه تصيح :
- توتي شيلني
ضحك طه يحملها على ذراعه قبل وجنتها فأبتعدت عنه تزم شفتيها غاضبة تحادثه حانقة :
- توتي أنت مش حبيبي أنت شليل كبيل ، زي جوجي ، عشان سبت كوكي لوحدها ساعة وساعة وساعة
ضحك طه حملها يضعها فوق كتفيه فضحكت سعيدة تصفق تصيح :
- توتي حبيبي ، أنا الفال الطباخ لما أشد شعلك تتحلك
بدأت تجذب شعر طه وهو يتحرك للأمام وللخلف والصغيرة تضحك سعيدة ، من بعيد جلست صبا تراقبهم ، طه سيكون في المستقبل أب رائع لأطفاله ، تحركت تغادر فسمعت صوته ينادي عليها :
- آنسة صبا استني
توقفت صبا تنظر ناحيته مرتبكة تحرك إليها وقف أمامها يمسك بساقي الصغيرة حتى لا تسقط ابتسم يشكرها :
- متشكر أوي عشان خدتي بالك منها ، أتمنى ما تكونش كوكي جننتك بس
ضحكت بخفة تحرك رأسها للجانبين تتحاشى النظر لعينيه خجلا :
- لاء أبدا دي بنوتة عسولة خالص ، ربنا يحميها
عن إذنك
وتركته ورحلت تسرع خطاها ووقف هو مكانه يختلس إليها النظرات الحالمة قبل أن يتأوه متألما حين شدت كايلا شعره بعنف تصيح غاضبة :
- توتي يلا اتحلك
ضحك يتحرك بها صوب دراجته النارية ليأخذها ويعودا للحي
_______________
أوقف سيارته أمام منزله أشتاق لأمل يشعر بأنه مُقصر في حقها تلك الفترة ربما يأخذها للغداء في مطعم قريب ، أو ربما يشاهدان فيلم جديد خرج من سيارته يأخذ طريقه لشقته فتح بابها بالمفتاح رأى أمل أمامه تشاهد التلفاز ابتسمت سعيدة ما أن رأته قامت تعانقه تحادثه مبتهجة :
- ما قولتليش أنك جاي بدري دا أنا لسه ما جهزتش الغدا
ابتسم يعانقه يقبل وجنتها يردف مبتسما :
- لاء مالوش لزوم البسي هنروح نتغدا برة
ابتسمت تصفق سعيدة هرعت لغرفتهم لتبدل ثيابها أما هو فجلس على أقرب مقعد قابله ، مرت خمسة عشر دقيقة إلى أن خرجت حين رآها ابتسم وقبل أن يمتدح جمالها رن هاتفه برسالة نظر لسطح الشاشة ليقطب جبينه يفتح هاتفه ينظر للرسالة التي أرسلت له من أحد الملفات الشخصية والتي كان مضمونها
( تحياتي للشرطة ، وللمقدم حسن ، أنا الجوكر رئيس الساحة الجديد ، ربما لا تعلم ، أحب أن أبلغك يا عزيزي حسن ، أن في صباح اليوم أدخلت إلى بلادكم العزيزة ما يقارب من خمسين كيلو من المواد المخدرة مرت أمام أعين رجالكم ولم يلاحظوها ، ولم ينتهي الأمر عند زملاء ، أنا أحاول جاهدًا لم شمل المثلث القديم ، أنا الآن أملك ضلعين من ثلاثة ، تبقى ضلع واحد ، وسأصل إليه قريبا ، لدي الواجهة والقناص ، وتبقى العقل المدبر ، وقريبا سيعود لمكانه في المثلث ، تحياتي حاكم السوق الملك الجديد الجوكر ) !!
أصفر وجه حسن ينظر لشاشة هاتفه مرارًا وتكرارًا ، رفع وجهه إلى أمل التي خافت عليه من مشهده اقتربت منه تسأله قلقة :
- مالك يا حسن شكلك عامل كدة ليه ؟
توقفت أنفاسه يحرك رأسه للجانبين، الشحنة مرت كيف؟! ، وما الذي يقصده بأنه يملك ضلعين ، وليد في السجن ؟! ، وبيجاد
أين بيجاد ؟! بيجاد مُختفي منذ أشهر ، ولكن بيجاد لن يعود لسابق عهده أبدا ، رفع يديه فوق رأسه يكاد عقله ينفجر نظر لأمل يغمغم مصعوقا :
- في مصايب يا أمل ، اقفلي الباب بالمفتاح أنا لازم أرجع الشغل حالا !!
_____________
نزلت الشمس وجاء الغروب حينها خرج حربي من بيته بصحبة ابنته كل ذرة به ترفض ما تفعل خائف وبشدة على ابنته يحاول إسكات صوت قلبه الخائف بأنهم سيمتلكون الكنوز والذهب ، وصل بها إلى بيت جابر دق الباب ففُتح من تلقاء نفسه ، ابتلع لعابه خائفا دخل يجذب ابنته معه وقفا سويا في منتصف صالة البيت
ابتلعت الفتاة لعابها خائفة تتمسك بذراع أبيها تنظر حولها هنا وهناك ، خرج جابر من الغرفة نظر للفريسة أمامه وحرك لسانه على شفتيه يشتهي قاصرًا ، مرت مدة طويلة على آخر مرة روى فيها ظمأه من قاصر عذراء والليلة سيفعل ،
تحرك صوب الباب أمامه ينظر إليها نظراته جعلت جسدها ينكمش خوفا تُلصق نفسها بأبيها تحتمي به ، اقترب جابر منها أكثر ودون مقدمات ألقى حفنة من الملح فوق رأسها صرخت خائفة من المفاجأة أما هو فأغمض عينيه يتمتم بعدة كلمات لا معنى لها لمدة زادت عن عشر دقائق قبل أن ينظر إلى حربي يخبره :
_ اطلع برة يا حربي وسيب عروسة الراصد
شهقت الفتاة مذعورة تتمسك بأبيها وحرك الرجل رأسه للجانبين رافضا :
_ لا يا شيخ جابر ما أسيبش بنتي لوحدها أبدًا
تحرك جابر خطوتين يقف أمام حربي ابتسم يردد ساخرًا :
_ أنت جاي عشان عايز الدهب يا حربي ، عايز كنوز المقبرة
عايز تبقى غني والفلوس بتجري في إيدك زي الرز ، ولا تفضل شحات فقير يا دوب لاقي قوت يومك ، أنت جاي وعارف انك هتسلمها عروسة للراصد ، القرار قرارك يا حربي ، وما تقلقش الراصد يا يوافق بيها وتتفتحلك طاقة القدر يا يرفضها وتتقفل المقبرة في وشك ولا حتى ألف ساحر يقدروا يفتحوهالك ، يلا يا حربي ما تضايقش الراصد أكتر من كدة
ارتعش الرجل من الهمس المخيف الذي يصدر من جابر ابتلع لعابه يهمس يسأله :
- وهو فين الراصد دا ؟ وهيعمل إيه في البت ؟
في اللحظة التالية توسعت حدقتي حربي فزعا حين انقلبت عيني جابر إلى لونٍ أحمر قاني كالدماء وقرب رأسه منه يهمس بفحيح مخيف :
- الراصد ، عايز أشوف عروستي
ابتلع حربي لعابه مذعورًا يحرك رأسه لأعلى وأسفل بلا توقف ، ترك ابنته وخرج يهرول لخارج البيت هنا نظر سفيان ناحية الفتاة وانفجر في الضحك يسخر منها:
- أبوكِ أهبل أوي ، سهل يتضحك عليه
ارتعشت الفتاة ذعرًا تطرف عينيها الدموع خوفًا منه ، اقترب منها مد يقبض على كف يدها يجذبها معه للداخل صاحت فيه مذعورة :
- أنت عايز مني ايه
جذبها للغرفة حيث خرج منذ قليل دفعها للداخل يغلق الباب عليهم بالمفتاح نظر ناحيتها يتفحصها بنظراته قبل أن يلعق شفتيه يهمس بنبرة خبيثة :
- الراصد عايز دمك يا عروسة وموكلني مكانه أجبله دم البكر وأبوكِ عارف يعني اللي هعمله دا شرعي بموافقة ولي الأمر يا ست البنات !!
عادت خطاها للخلف كل ذرة تصرخ مذعورة ، سكبت عينيها الدموع تترجاه خائفة :
- أنت بتقلع هدومك ليه يا شيخ جابر ، أبوس على إيدك سيبني أمشي ، أنا مش عايزة دهب مش عايزة حاجة أبويا هو اللي عاوز
ضحك سفيان يتحرك خطاه إليها وقف أمامها يقبض على ذراعيها يسخر منها :
- يا حلوة الدهب تمنه غالي أوي ، وأبوكي دفعك تمن الدهب ، وهو عارف اللي هيحصل بس عامل عبيط ، قال إيه الراصد هيأذيها ، تحبي الأرض تتشق دلوقتي ويظهر الراصد ، ساعتها هيحرق جسمك بالنار عشان أبوكي ياخد الدهب ، ولا تسمعي الكلام وتروحي سليمة تقريبا وأبوكي بردوا ياخد الدهب
أجهشت الفتاة في البكاء يرتعش جسدها ذعرا من لمسات الرجل المقززة التي تستبيح جسدها
أما بالخارج فكان يقف حربي يقنع نفسه أن ما سيحدث لابنته لن يكون أكثر من أن الجن سيحضر ويراها ويوافق عليها ، ينفي كل الأفكار التي تتزاحم في رأسه يُذكر نفسه بالمقبرة والذهب ، مر بعض الوقت قبل أن يُفتح باب المنزل وتخرج ابنته يلطخ جلبابها الفاتح بقعة دماء ، تجري الدموع على وجهها ، توسعت حدقتيه ذعرا هرع للداخل يصرخ في جابر ما أن رآه :
- أنت عملت ايه في البت أنا هموتك
ضحك سفيان ساخرا يجذب صندوق ضخم الحجك فتحه أمام حربي لتلمع عيني الأخير مما يرى أمامه من ذهب يلمع ابتسم سفيان يقول :
- أنا ما عملتش حاجة ، الراصد خد عروسته وأدالك كنوز المقبرة ، الدهب قدامك كتير بالفلوس ترجع بكر رشيد ، ولا إيه !!
_____
أما هناك في القصر البعيد حين يوجد وليد هناك في منتصف باحة القصر جلس نفس الرجل الذي أنقذه من السجن على مقعد كبير يغطي وجهه بقناع الجوكر ، نظر وليد إليه يسأله مستنكرا :
- يعني إيه عايز ترجع المثلث ويعني إيه ، معاك ضلعين ، بيجاد مستحيل يرجع
ضحك الرجل الجالس عاليا قبل أن يطرقع بأصابعه فخرج أحد حراسه غاب لمدة قبل أن يعود وهو يجذب رجل يعرفه وليد جيدا ، هب وليد واقفا ما أن رآه يتمتم مصعوقا :
- بيجاد !!
أما بيجاد فلم يبدو أنه يعرفه عقد جبينه يسأله مستنكرًا :
- ايوة أنا بيجاد القناص ، إنت مين !!