رواية جبران العشق الفصل الثامن والاربعون 48 بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الفصل الثامن والاربعون 

في تلك الأثناء في قصر صاحب الظل تجلس حياة في غرفتها تُخبي السكين بين ثيابها علي أتم إستعداد لقتله أن فكر بتدنيس روحها مرة أخري يكفي ما فعله بها قبلا اهتزت حدقتيها ألما حين تذكرت وهي لم تنسِ من الأساس كيف تفعل وكوابيس ما فعله لم تتركها يوما تخاف في كل لحظة يحتجزها هنا رغما عنها قلبها يرتعد حين يراه لن توافق علي عرض اعتذاره وصلحه الواهي الدم بالدم كما قتلها وهي حية يجب أن يموت ... طُرق باب غرفتها لتنتفض مفزوعة تقبض علي السكين تكاد تبكي خوفا توجهت صوب الباب لتطعنه ما أن يفتح الباب رفعت يدها مع حركة مقبض الباب لتسمع ذلك الصوت الذي يقول :
- حياة أنتِ صحية كنتي عايزة ارغي معاكِ شوية 

ارتدت للخلف تنزل يدها الممسكة بالسكين في حين شخصت عيني رُسل تنظر لحياة مدهوشة اقتربت منها عدة خطوات تسألها قلقة :
- حياة أنتِ ماسكة السكينة دي كدة ليه 

ابتلعت لعابها خائفة اهتزت يدها الممسكة بالسكين بعنف تلعثمت فلم تعرف ماذا تقول :
- اا ... اانا كنت فاكرة في حرامي 

ضحكت رُسل بخفة أخذت السكين من يد حياة تضعها علي الطاولة بعيدا عادت اليها تغمغم ضاحكة :
- حرامي ايه بس يا بنتي ... دا وليد موقف جيش حراسة برة .. وليد مستحيل يخلي حد يأذيكِ أو يأذيني .. هو اه طيب وحنين جداا بس اللي يفكر يقرب لينا بسوء بيتحول حقيقي أنتِ وهو كابل هايل وأنا مش بجامل بس حقيقي أنتِ محظوظة عشان اتجوزتي وليد

- بسسس بقي بسسس أنتِ ما تعرفيش حاجة خالص 
صرخت بها حياة لم تعد تحتمل من ذلك الملاك الذي تتباهي به .. وليد ؟! الحمقاء لا تعرف وربما لا تري أنه الشيطان الهارب من الحجيم والذي سيسقط فيه مهما طال الأمر صمتت رسل مدهوشة لا تفهم ما الذي حدث لتصرخ حياة ... اندفعت حياة صوبها قبضت علي ذراعيها تصرخ بلا توقف:
- وليد اللي عمالة تمجدي فيه دا مش ملاك زي ما أنتي فاكرة دا شيطان حتي الشيطان ما عندوش ربع الشر اللي عند أخوكِ ... دا دمر حياتي هقولك أنا عمل فيا ايه عشان تعرفي أخوكِ الملاك بشع قد ايه
وبدأت تقص عليها ما حدث كاملا منذ اللحظة التي اشتراها فيها وليد من عمها إلي الآن ... انهت كلامها لتندفع صوب الطاولة تأخذ السكين من عليها قبضت عليها جسدها بالكامل يتنفض لتصرخ بقهر :
- أنا هقتله لو لمسني تاني هقتله 

ارتدت رُسل للخلف تحرك رأسها بالنفي بعنف لا لا مستحيل وليد ليس بتلك البشاعة حياة تكذب ولكن صرخاتها جسدها المرتعش عينيها المذعورة لا تكذب أخيها هو الكاذب الشيطان الوحش هو السئ في روايتها ورواية المسكينة الواقفة أمامها ... وليد يرتدي قناع البراءة أمامها إذا بالطبع بيجاد مثله بيجاد يخدعها بيجاد ووليد أعز صديقين وجهين لعملة واحدة 
اندفعت للخارج تود الركض الهرب الدموع تغشي حدقتيها الطريق أمامها ضبابي لم ترِ أولا درجات السلم فكانت النتيجة السيئة أنها صرخت حين تعثرت قدميها لتسقط من أعلي علي رأسها مباشرة لتنفجر الدماء من رأسها ... خرجت حياة تركض علي صوت صرخة رسل ...صرخت باسمها حين رأتها ملقاه أرضا لتهرع إليها تصرخ في الخدم وضعت رأسها علي قدميها تكتم سيل الدماء بأحدي كفيها تربت علي وجهها بيدها الاخري الملطخة  بالدماء :
- رُسل فوقي يا رُسل .... يا نهار مش فايت دي قطعت النفس ... انتوا ياللي هنا حد يلحقنييي

لا أحد لا إجابة وكأن القصر هُجر فجاءة ارتعدت مذعورة علي صوت طلقات رصاص تأتي من الخارج وصوت صافرة عالية ... احتضنت رُسل خائفة تحاول جذبها للخلف أصوات الطلقات تتوالي بعنف مخيف صرخت مذعورة حين كُسر الباب ظهر أحد رجال الشرطة نظر لهما ليمسك بجهاز اللاسكي الخاص به يحادث شخص ما :
- تم العثور علي الرهاين يا افندم وهيتم نقلهم حالا لعربية الإسعاف 

اقترب منهم يرفع كفيه أمام صدره يغمغم مترفقا :
- ما تقلقيش أنا الرائد عمر هخرجكوا من هنا ما تخافيش 

اومأت تبكي بحرقة لا تصدق أن اخيرا جاء من ينقذها من قصر الشيطان ... اقترب عمر منهم حمل رُسل بين ذراعيه متوجها للخارج لتسير حياة جواره من القصر للحديقة رأت بعض حراس وليد قتلي والبعض الآخر قيد الاعتقال سيارات الشرطة تملئ المكان تغطي أضوائها الحمراء والزرقاء وسيارة إسعاف قريبة اقترب أحد المسعفين يأخذ رُسل من بين يدي عمر إلي داخل السيارة يحاول اسعافها سريعا إلي أن يصلوا إلي المستشفي 
وقفت حياة تنظر لقصر الشيطان من الخارج ابتسمت تومأ سريعا حين أخبرها عمر بأن عليهم الذهاب 
_______________
مضت ساعات في غرفة في أحدي المستشفيات ثلاثة أسرة علي كل منهم أحد أضلاع مثلث قديم مثلث رسمه ذكاء مراد ودقة بيجاد وشراسة وليد أصدقاء العمر أو كانوا يوما
هناك فراش بيجاد جوار فراش مراد أمامهم فراش وليد الذي بدأ يتأوه متألما يصحو من غفوته المؤقتة يشعر بألم شديد في ساقه فتح عينيه قليلا الرؤية أمامه تتضح شيئا فشئ إلي أن بات يري من أمامه بيجاد ومراد كلاهما ينظران إليه أعينهم كطلقات الرصاص ابتلع لعابه متوترا حاول أن يعتدل جالسا ليجد يده اليمني مقيده إلي الفراش بأصفاد من حديد .... جذب يده بعنف يحاول نزعها ليسمع صوت بيجاد يغمغم ساخرا :
- ما تحاولش ما بتتفكش 
نظر ناحيته ليراه يرفع يده ليُريه القيد الذي يلف يده تلقائيا نظر ليد مراد ليجدها مقيدة هي الأخري ثلاثتهم تقيدهم الاصفاد ... عاد برأسه للخلف يبتسم في سخرية يغمغم متهكما :
- 5 سنين عدوا من آخر مرة شوفنا فيها بعض ما كنتش متخيل أبدا أن أنا هيتقيض عليا بالبساطة دي
نظر صوب مراد يكمل ضاحكا :
- فاكر يا مراد لما كنت دايما بقولك أنك اللي هتلبسنا في حيطة وهيتقبض علينا بسببك وهتلاقي أخوك الظابط مكلبشنا 

ابتسم مراد ساخرا ينظر لوليد بازدراء قبل أن يردف :
- عشان كدة قولت تقتلني عشان اخويا الظابط ما يقبض علينا ولا عشان كارمن اللي هي روزا اللي خليتك زي العروسة في ايديها يا مهزق يا اهبل

احتقن وجه غضبا استند علي يده الأخري ينتصف جالسا وجه حديثه لمراد غاضبا :
- أنا مش اهبل يا وليد أنت اللي كنت مغفل صدقت فيلم الحب اللي عملته عليك وكنت عايز قال ايه تتوب وتبدأ معاها صفحة جديدة ما تعرفش يا مهزق أنها كانت راسمة الفيلم دا معايا عشان نخلص منكوا وابقي أنا كبير السوق

- وبقيت يا وليد خونت عشرة السنين وبعتنا بأبشع الطرق عشان تبقي الكبير
غمغم بها بيجاد متهكما ليتوجه وليد إليه ضحك عاليا يردف ساخرا :
- شوف مين بيتكلم دا أنت اللي مدخل الشيطانة وسطينا ... أختك الصغيرة البريئة الملاك
Flash back
قبل ستة أعوام 
في إيطاليا...
في أحدي القصور الفخمة يجلس مراد بصحبته وليد أمام لعبة كرة قدم جديدة ثلاثية الأبعاد يصيحان بحماس 
- يا ابني ما تحاولش الجيم دا بتاعي
- بتاع مين هو جون الفارق بينا وهيجي فيك دلوقتي يا ميرو
- جووون كدة بقوا جونين يا حدق وريني بقي يا ليدو 
- أنت عيل سمج مش لاعب
ترك وليد اللعبة من يده ترك الغرفة غاضبا ليضحك مراد عاليا يصيح باسمه :
- وليد خد يا ابني ما تبقاش عيل .. طب خد تعالا وهخليك تكسب أنت
ترك مراد اللعبة يتحرك للخارج يبحث عن وليد إلي أن وجده يجلس علي اريكة كبيرة أمام شاشة ضخمة تعرض فيلم إيطالي غير مناسب لكل الفئات العمرية ارتمي مراد جوار وليد علي الأريكة يغمغم ساخرا :
- يا ابني يا مراهق بطل فرجة علي الأفلام الهبلة دي ...  مش مكفيك كل ليلة النايت بتاعنا بيبعتلك واحدة شكل 

ضحك وليد يعتدل إلي الطاولة أمامه يصب كأسين من النبيذ وضع الثلج في كأس مراد يعطيه له يغمغم ساخرا :
- احسن منك ياللي عملي أبو الشرف ولاء أنا ماليش في العلاقات يا ابني احنا تجار مخدرات مش مدرسين فيزيا فوق 

ضحك مراد عاليا يرتشف ما في كأسه جرعه واحدة يغمغم ببساطة :
- يا عم أنا واحد بيقدس الحب ماليش في العلاقات المعفنة دي أنا عايز أحب واحدة وتحبني حاجة كدة شيك علي نضافة

ضحك وليد يضطجع بظهره إلي الأريكة يغمغم ساخرا :
- علي نضافة ازاي يعني عايز واحد بتقضي علي 99 في المية من الجراثيم بتحب صابونة ديتول 

ضحك مراد هو الآخر يصدم كأسه الممتلئ من جديد في كأس وليد ... صوت المفتاح في باب المنزل ليسود الصمت نظر كلاهما للباب ليدخل بيجاد مبتهجا صاح سعيدا ما أن رآهم :
- وليد ، مراد ... انا لقيت أختي لقيت كارمن 
خشي يا كارمن خشي يا حبيبتي ما تخافيش 

نظر مراد إلي وليد ليعاود كلاهما النظر للباب ينتظران دخول كارمن ودخلت تجمد كل منهم في مكانه ثبتت أعينهم علي ما دخلت توا تتعلق بذراع بيجاد تنظر لهما تبتسم متوترة ليست من البشر كيف يمكن أن تكون بتلك الطاقة المخيفة من الجمال جالت عيني وليد دون عيني يتفحصها من رأسها إلي أخمص قدميها في حين ثبتت عيني مراد علي وجهها خاصة عينيها الخجولة غرة شعرها التي تغطي جبينها خديها المتوردين ... انتفض كلاهما علي صوت بيجاد الغاضب :
- أنت يا حيوان منك ليه كلتوا البت بعينيكوا 

حمحم كل منهما سريعا التفت وليد إلي مراد يغمغم محرجا :
- لاء بس عظيم الفيلم

صرخ بيجاد غاضبا يضع كفيه علي عيني كارمن يصيح فيهم :
- اقلبوا القرف دا عظيم ايه وزفت ايه 

اغلق وليد التلفاز سريعا اصطحب بيجاد كارمن يجلسها جواره يشير لها إلي صديقيه يغمغم مبتسما:
- دول يا ستي أصحابي دا مراد ودا وليد يبقي ابن عمنا بردوا بس عيل صايع مالكيش دعوة بيه

ضحكت بنعومة ضحكات لطيفة كزقزقة العصافير ... اقترب وليد منهم يمزح يضاحكها يلقي الكثير من نكاته السخيفة في حين ظل مراد جالسا مكانه ينظر اليها وهي تبتسم، تضحك ، تفرك كفيها توترا .. تبعد خصلاتها الشقراء من علي وجهها يشعر بنابضه يدق سعيدا خاصة حين نظرت إليه وابتسمت خَجلا 
ليستأذن منهم خرج إلي الحديقة وقف يبتسم يعلو ثغره ابتسامة كبيرة يتذكر ابتسامتها فقط أيعقل أن يكن ذلك العشق الذي طالما انتظره ظل مكانه إلي ما يقارب نصف ساعة يتختيل الكثير وكأنه شاب مراهق وقع في إعجاب شقيقة صديقه ... ليغمض عينيه فجاءة حين سمع صوتها يأتي من خلفه لا يعقل أن يكن صوتها بذلك القدر من السحر أبدا :
- مراد ... مراد مش كدة بيجاد بيقولك يلا عشان نتغدي كلنا 

التفت لها يتأملها عن كثب يبتسم سعيدا اومأ لها بالإيجاب ببطئ لتعطيه ابتسامة خجولة توردت وجنتيها تتحرك للداخل ترفرف كما الفراشة تعثرت في طريقها في حجر ربما تعثرت في شئ لم يراه ليهرع إليها ارتمي علي ركبتيه أرضا جواره يسألها قلقا :
- أنتِ كويسة حصلك حاجة

حركت رأسها بالنفي بان الألم جليا علي قسمات وجهها الرقيقة تهمس متألمة :
- أنا كويسة اتخبطت بس ...
مد يده يمسك بكف يدها يجذبها لتقف يشعر بقشعريرة تضرب جسده وربما انتقلت إليها تستند علي كف يده ينظر لكف يدها الصغير الذي يغوص داخل كفه ابتسم مقررا أن يبقي كفها داخل كفه إلي الأبد 
مرت بعدها أيام وأسابيع والعلاقة بينهم تتوطد شيئا فشئ تلتحم برفق قلبها بدأ يدق له وقلبه غرق عشقا فيها دون مقاومة في أحد الأيام في الحديقة كانت تجلس علي الارجوحة وهو يقف يدفعها تتعالي صرخاتها الممتزجة بالضحكات العالية :
- مراد براحة يا مراد ... يا مراد هقع يا مراد

أمسك بالارجوحة يُعيدها للخلف ليقترب وجهها من وجهه ابتسم يهمس في ولة :
- ما تخافيش طول ما أنا موجود أبدا 

وكالعادة ابتسمت خجلة لتقفز من الارجوحة تغمغم بشقاوة :
- شوف بقي لو هتعرف تمسكني 
ركضت وهي تضحك كطفلة صغيرة عرف من بيجاد أنها في الثانية والعشرين من عمرها ليضحك عاليا يرفع كتفيه لاعلي تبا لكل شئ ركض خلفها يضحك سعيدا إلي أن وصل إليها لف ذراعه حول خصرها يدور بها في الحديقة توجه ناحية المرش في الحديقة فتحه ليغرقهما معا صرخت كارمن حين ابتلت ثيابها لينفجر مراد في الضحك عليها فما كان منها الا أنها أمسكت المرش اليدوي تغرقه به تركض في الحديقة تضحك شامتة 
أمامهم مباشرة في غرفة المكتب يقف وليد خلف الزجاج المغلق يراقب غاضبا يشعر بالحقد والغيرة كل محاولاته لاستمالت كارمن فشلت بجدارة وجاء مراد وأعلن انتصاره كما يفعل دائما مراد الذكي صاحب الأفكار الخارقة 
التفت صوب بيجاد ينفت أنفاسه غاضبا يغمغم حانقا :
- بيجاد أنت سايب مراد وأختك كدة دول ولا المتجوزين اللي في شهر العسل ما كنتش خطوبة يعني بحتة خاتم كحيان

رفع بيجاد وجهه عن الأوراق ينظر لوليد مستنكرا نبرة صوته الغاضبة وضع القلم من يده يغمغم ببساطة :
- أنا واثق في مراد يا وليد وبعدين كلها كام يوم ويتجوزوا خلينا بس في شغلنا عشان زي ما اتفقنا دي هتكون آخر عملية ونبطل القرف دا بقي 
اومأ وليد علي مضض جلس جوار بيجاد إلي الأوراق أمامهم حين دخل مراد إلي الغرفة علي شفتيه ابتسامة كبيرة ثيابه مبتلة يغمغم سعيدا :
- شوفت أختك المجنونة غرقتني ازاي خلصتوا ولا لسه 
دخل مراد ما أن جلس علي الطاولة هبت وليد يغمغم بنزق :
- أنا رايح الحمام

خرج من الغرفة غاضبا نظر مراد إلي بيجاد يسأله متعجبا :
- ماله دا ؟!
رفع بيجاد كتفيه بلامبلاة مستحيل بالطبع أن يكن وليد يغار من مراد هم أعز أصدقاء منذ الدراسة 
علي صعيد آخر اندفع وليد إلي غرفته يشعر بالغضب من مراد ومن نفسه ومن كل شيء أمسك باحدي التحف يلقيها أرضا يتنفس بعنف غاضبا سمع دقات علي باب الغرفة فلم يرد .. لحظات وفُتح الباب وظهرت هي تبتسم في رقة تسأله قلقة :
- أنت كويس أنا سمعت صوت حاجة بتتكسر 
هي !! ابتلع لعابه يشيح بوجهه بعيدا ليسمع صوت الباب يُغلق ظنها رحلت قبل أن يلتفت تجمد جسده حين شعر بيد ناعمة تتحرك علي ظهره تلتف حول خصره ورأسها يحط علي ظهره وصوتها الناعم يغمغم برقة :
- أنا بحبك أوي يا وليد .. بحبك أوي أوي ... مش فاهمة ازاي أنت مش حاسس بحبي ... دا أنا اتخطبت لمراد عشان اخليك تغير وتعترفلي بحبك بس شكلك أنت اللي ما بتحبنيش !!
تعليقات



×